#قصة_شهادة_الإمام_العسكري(ع)
اليوم هو ٧ ربيع الأول ٢٦٠ هـ ٣١ كانون الأول ٨٧٣ م وسامراء مقبلة على ليل شتائي طويل.
تسرّبت أنباء مرض الامام الى أوساط الناس واصبح ذلك محوراً في أحاديث الشيعة .. وظهرت تساؤلات حول مستقبل الامام وهويّة الإمام الجديد!
وفي تلك الليلة الطويلة تمكن الإمام من كتابة مجموعة من الرسائل الهامّة كجزء من خططه لابلاغ الأمّة وجود الامام الغائب الذي اضطرته الظروف الى عدم الاعلان عن ولادته واخفائه عن أعين الجواسيس ..
كانت ظلمات الليل تشتد حلكة وقد خامر الموظفين في الرواق التعب والنعاس .. الليل البهيم يتجه الى الفجر والنجوم تشتد سطوعاً في سماء اكتنفتها غيوم متناثرة .. وكان عقيد الخادم ينظر بأسى الى الشباب كيف يذوي كشمعة تخبو في قلب الليالي الزمهرير.
طلب الامام بصوت خافت من عقيد أن يحضر اناءً فيه ماء مغلي بالمستكي .. كان الامام يشعر ببرودة الموت تزحف الى خلايا جسده التي فتك بها السم ..
جاءت السيّدة نرجس تحمل الاناء ، وقد غمرتها حالة من الفجيعة .. ان زوجها الطاهر على وشك الرحيل .. سوف ينهدّ عمود خيمتها وستعوي من حولها آلاف الذئاب ..
مدّ الشاب يداً ترتجف من برودة الموت الزاحف كليل الشتاء .. الليل في لحظات الرحيل والفجر على وشك الانفاق ..
أراد أن يرتشف من الاناء ولكن ارتطم باسنانه وازداد ارتجاف يده .. قال بصوت واهن مخاطباً عقيداً :
ـ سوف تجده يصلّي في الحجرة .. ليأت اليّ.
وفي هذه اللحظة هبّت السيدة نرجس الى الحجرة .. ان ابنها يصلّي فمكثت غير بعيد وجاءت به .. وفي غمرة لحظات السحر الأخير مرق الصبي الى حجرة أبيه العظيم ..
جلس عنده وقد غمره حزن واحساس بالفجيعة يلوح في وجهه كسماء تكتنفها غيوم رمادية ..
دمعت عينا الأب من أجل ابنه .. من أجل كل المحن التي سيواجهها خلال الزمان المرير ... همس بحب :
ـ يا سيد أهل بيته أعطني شربة!
أخذ الصبي الطاهر الإناء وأدناه من فيه وارتشف الامام شربة منحته قليلاً من الدفء ..
قال الأب :
جهزني للصلاة!
أخذ الصبي منديلاً ونشره على صدر أبيه وراح يساعد والده على اسباغ الوضوء واستغرق الامام في الصلاة بعد أن يمم وجهه تلقاء المسجد الحرام والبيت العتيق ..
والتفت الى ابنه وقد انفلق عمود الفجر الصادق.
ـ بني الحبيب! أنت صاحب الزمان .. أنت المهدي الذي بشر بك الرسول .. وأخبر بك اسمك اسمه وكنيتك كنيته .. وهذا هو عهد آبائي قد جاء ..
وفي تلك اللحظات الندية بالدموع شعر الصبي بأن قلبه يضيء بنور قادم من قلب السماوات ..
سوف تواجهك المحن يا بشارة الانبياء .. وسوف تطاردك رياح الزمهرير كفراشة جاءت تبشر بالدفء وبالربيع ... آه أيها الأمل القادم من رحم النبوّات الغابرة!!
كانت السيدة نرجس تبكي بصمت كسماء تمطر على هون .. زوجها يودع الحياة ، وابنها الوحيد تبحث عنه ذئاب مجنونة .. وأصغت الى كلمات زوجها يوصي ابنه وآخر الأئمة الاطهار :
ـ يا بني : إن الله جل ثناؤه لم يكن ليخلي أرضه ، وأهل الجد من طاعته وعبادته بلا حجة يستعلى بها وإمام يؤتم به ، ويقتدى بسبيل سنته ومنهاج قصده ..
وأرجو يا بني ان تكون أحد من أعده الله لنشر الحق وطي الباطل ، وإعلاء الدين ، واطفاء الضلال.
وسكت لحظات ليقدّم الى ولده الحبيب آخر نصائحه :
ـ فعليك يا بني بلزوم خوافي الأرض وتتبّع أقاصيها ، فإن لكل وليّ من أولياء الله عدوّاً مقارعاً ، وضدّا منازعاً .. فلا يوحشنّك ذلك..
اسكن يابنيّ في البراري البعيدة .. وفي الجبال الوعرة ليحرسك الله يا بني!
ودمعت عينا الأب .. كان يستنشق أنفاسه الاخيرة في هذه الحياة .. وكانت كلمات الصلاة تنساب من بين شفتيه قبل أن يغمض عينيه ويغفو اغفاءة الرحيل ..
وفي تلك اللحظات وقد هيمن صمت ثقيل سمع صوت عواءقادم من بعيد ..
نهضت السيدة نرجس وهي تشعر بالبرد واخذت بيد ولدها وانسحبت من المكان .. لقد بدأ فصل مثير من حياة ابنها الوحيد.
📚من كتاب الشمس وراء السحب للسيد كمال السيد
اليوم هو ٧ ربيع الأول ٢٦٠ هـ ٣١ كانون الأول ٨٧٣ م وسامراء مقبلة على ليل شتائي طويل.
تسرّبت أنباء مرض الامام الى أوساط الناس واصبح ذلك محوراً في أحاديث الشيعة .. وظهرت تساؤلات حول مستقبل الامام وهويّة الإمام الجديد!
وفي تلك الليلة الطويلة تمكن الإمام من كتابة مجموعة من الرسائل الهامّة كجزء من خططه لابلاغ الأمّة وجود الامام الغائب الذي اضطرته الظروف الى عدم الاعلان عن ولادته واخفائه عن أعين الجواسيس ..
كانت ظلمات الليل تشتد حلكة وقد خامر الموظفين في الرواق التعب والنعاس .. الليل البهيم يتجه الى الفجر والنجوم تشتد سطوعاً في سماء اكتنفتها غيوم متناثرة .. وكان عقيد الخادم ينظر بأسى الى الشباب كيف يذوي كشمعة تخبو في قلب الليالي الزمهرير.
طلب الامام بصوت خافت من عقيد أن يحضر اناءً فيه ماء مغلي بالمستكي .. كان الامام يشعر ببرودة الموت تزحف الى خلايا جسده التي فتك بها السم ..
جاءت السيّدة نرجس تحمل الاناء ، وقد غمرتها حالة من الفجيعة .. ان زوجها الطاهر على وشك الرحيل .. سوف ينهدّ عمود خيمتها وستعوي من حولها آلاف الذئاب ..
مدّ الشاب يداً ترتجف من برودة الموت الزاحف كليل الشتاء .. الليل في لحظات الرحيل والفجر على وشك الانفاق ..
أراد أن يرتشف من الاناء ولكن ارتطم باسنانه وازداد ارتجاف يده .. قال بصوت واهن مخاطباً عقيداً :
ـ سوف تجده يصلّي في الحجرة .. ليأت اليّ.
وفي هذه اللحظة هبّت السيدة نرجس الى الحجرة .. ان ابنها يصلّي فمكثت غير بعيد وجاءت به .. وفي غمرة لحظات السحر الأخير مرق الصبي الى حجرة أبيه العظيم ..
جلس عنده وقد غمره حزن واحساس بالفجيعة يلوح في وجهه كسماء تكتنفها غيوم رمادية ..
دمعت عينا الأب من أجل ابنه .. من أجل كل المحن التي سيواجهها خلال الزمان المرير ... همس بحب :
ـ يا سيد أهل بيته أعطني شربة!
أخذ الصبي الطاهر الإناء وأدناه من فيه وارتشف الامام شربة منحته قليلاً من الدفء ..
قال الأب :
جهزني للصلاة!
أخذ الصبي منديلاً ونشره على صدر أبيه وراح يساعد والده على اسباغ الوضوء واستغرق الامام في الصلاة بعد أن يمم وجهه تلقاء المسجد الحرام والبيت العتيق ..
والتفت الى ابنه وقد انفلق عمود الفجر الصادق.
ـ بني الحبيب! أنت صاحب الزمان .. أنت المهدي الذي بشر بك الرسول .. وأخبر بك اسمك اسمه وكنيتك كنيته .. وهذا هو عهد آبائي قد جاء ..
وفي تلك اللحظات الندية بالدموع شعر الصبي بأن قلبه يضيء بنور قادم من قلب السماوات ..
سوف تواجهك المحن يا بشارة الانبياء .. وسوف تطاردك رياح الزمهرير كفراشة جاءت تبشر بالدفء وبالربيع ... آه أيها الأمل القادم من رحم النبوّات الغابرة!!
كانت السيدة نرجس تبكي بصمت كسماء تمطر على هون .. زوجها يودع الحياة ، وابنها الوحيد تبحث عنه ذئاب مجنونة .. وأصغت الى كلمات زوجها يوصي ابنه وآخر الأئمة الاطهار :
ـ يا بني : إن الله جل ثناؤه لم يكن ليخلي أرضه ، وأهل الجد من طاعته وعبادته بلا حجة يستعلى بها وإمام يؤتم به ، ويقتدى بسبيل سنته ومنهاج قصده ..
وأرجو يا بني ان تكون أحد من أعده الله لنشر الحق وطي الباطل ، وإعلاء الدين ، واطفاء الضلال.
وسكت لحظات ليقدّم الى ولده الحبيب آخر نصائحه :
ـ فعليك يا بني بلزوم خوافي الأرض وتتبّع أقاصيها ، فإن لكل وليّ من أولياء الله عدوّاً مقارعاً ، وضدّا منازعاً .. فلا يوحشنّك ذلك..
اسكن يابنيّ في البراري البعيدة .. وفي الجبال الوعرة ليحرسك الله يا بني!
ودمعت عينا الأب .. كان يستنشق أنفاسه الاخيرة في هذه الحياة .. وكانت كلمات الصلاة تنساب من بين شفتيه قبل أن يغمض عينيه ويغفو اغفاءة الرحيل ..
وفي تلك اللحظات وقد هيمن صمت ثقيل سمع صوت عواءقادم من بعيد ..
نهضت السيدة نرجس وهي تشعر بالبرد واخذت بيد ولدها وانسحبت من المكان .. لقد بدأ فصل مثير من حياة ابنها الوحيد.
📚من كتاب الشمس وراء السحب للسيد كمال السيد
❤6😢3
Forwarded from مرتضى صابر
ويبقىٰ جمالُ ذِكرِك يَࢪوي قُلُوبنا ويُزهِࢪ أيّامنا .
يَآ صّآحًبً آلَزٍمًآنِ آدٍرکْنِيَ وٌلَآ تٌتٌرکْنِيَ🦋
#ياصاحب_الزمان
https://t.me/akakskskabsjs313
يَآ صّآحًبً آلَزٍمًآنِ آدٍرکْنِيَ وٌلَآ تٌتٌرکْنِيَ🦋
#ياصاحب_الزمان
https://t.me/akakskskabsjs313
Telegram
عشوائيات دينية 🤎
ويبقىٰ جمالُ ذِكرِك يَࢪوي قُلُوبنا ويُزهِࢪ أيّامنا .
يَآ صّآحًبً آلَزٍمًآنِ آدٍرکْنِيَ وٌلَآ تٌتٌرکْنِيَ🦋
#ياصاحب_الزمان
يَآ صّآحًبً آلَزٍمًآنِ آدٍرکْنِيَ وٌلَآ تٌتٌرکْنِيَ🦋
#ياصاحب_الزمان
❤1