الطريق إلى التوبة
6.03K subscribers
10.2K photos
388 videos
243 files
5.34K links
قد تركتُ الكُلَّ ربّي ماعداك
ليس لي في غربةِ العمر سِواك...
حيثُ ما أنتَ فـ أفكاري هُناك..
قلبي الخفاقُ أضحۍ مضجعك..
في حنايا صدري أُخفي موضعك..

اي استفسار او ملاحظة ارسلها حصرا على هذا البوت

@altaubaa_bot

فهرس القناة
https://t.me/fhras_altauba
Download Telegram
#عروج/46
.
لا يدري رضا كم من الدقائق مضت و هو يحتضن طاهر ويبكي على كتفه ، فجاءة تحول الحزن الى فرح و انزاحت هموم كالجبال و شعر بأن الزنزانة هي الحرية المطلقة ، تحول السجن الى ملاذ امن لرضا همس لرفيقه :
_ آه يا طاهر اخاف ان اترك احضانك فتختفي من امامي ، بعد اعتقالك شعرت ان روحي غادرتني ، لطالما شعرت بها تسحبني ولكن لا اعلم الى اين والان عرفت ان روحي كانت تبحث عنك يارفيقي الملائكي و تريد العودة الى مرافقتك .
ابتسم طاهر بلطف و ابعد رضا قليلاً و اخذ يتفرس في وجهه و ملامحه تفيض اشتياقاً :
_ لا زلت تناديني بالملائكي .
اجابه بصوتٍ باكٍ :
_ اجل ايها الملائكي .
و عاد الى احتضانه مرةً اخرى ، و هو ينتحب :
_ رضا دعني اعرفك على رفاقي يا عزيزي .
تحركا ببطء و حذر الى احدى الزوايا حيث مجموعة من الشباب يجلسون متراصين و يتبادلون الاحاديث بصوت اقرب الى الهمس شعر رضا بشحناتٍ من الطمأنينة والسكون تملئ نفسه كلما اقترب منهم ، اقترب طاهر من احدهم و خاطبه باحترام :
_ سيد منذر هل تذكر الشاب الذي حدثتك عنه ، ها قد حلَّ ضيفاً علينا .
قام سيد منذر من جلسته بصعوبة لضيق المكان و كذلك على مايبدو انه مصاب في رجله و مدَّ يده الى رضا مصافحاً و خاطبه بصوتٍ هادئ جعل رضا يصاب بالقشعريرة :
_ السلام عليكم اخي رضا يسرني التعرف اليك اخبرني الاخ طاهر الكثير عنك .
_ و عليكم السلام سيد، يسرني التعرف اليك ايضاً .
تأثر رضا بسيد منذر فقد كانت هالة من النور تحيط به وتجذب الناظر اليه .
بعد تبادل التحايا مع الشباب اتخذ كل واحدٍ منهم مكان له و اكملوا احاديثهم التي تمحورت معظمها حول الامور العقائدية .
جلس طاهر بجانب رضا ودون سابق انذار هامت عيناه بغفوةٍ و سقط رأسه على كتف طاهر فبدا كطفلٍ صغير ، دمعت عينا طاهر و ظل يتأمل رفيقه النائم وعينه المتورمة و قد اسودت من اثر الضربة ، اخذ يحدث نفسه :
_ اسفي عليك يا رضا لا زلت غضاً يافعاً ، ترى ما حال امك الان و هي التي تعشق وجودك ، كيف ستمضي ما تبقى لها من هذه الدنيا وانت بعيد عنها ، تساقط دمعه واتجه بنظراته نحو السقف و اخذ يلهج بالدعاء لوالدته و والدة رضا ولكل ام فقدت فلذة كبدها .
.
#روح_نعشقها_في_كفن
#هجرة_الى_الله
#الموت_حياة
#ندى_يعرب
.
#لا_نجيز_حذف_الحقوق
.
🍃قناة الطريق الى التوبة🍃
http://tlgrm.me/altauba
#عروج /47
.
باغتت قوات الامن منزل رضا و اقتحموا المنزل قاموا باقتياد اخواته اللواتي اخذن يتصارخن لانهن بدون حجاب فتصدى هاشم و اخوته لهم وتشابكوا بالايادي الى ان قام احد الرجال باطلاق عيار ناري باتجاه السقف جعل ام رضا تصرخ وتبكي و احتضنت اولادها فسحبوها ايضاً فصرخ هادي و هو يبكي :
_ اتركوا امي اتركوا امي .
_ رضا عزيزي رضا اهدئ ، رضا استيقظ ارجوك انك تهذي .
خاطب طاهر رضا المفزوع بقلق :
_ عزيزي رضا اهدئ قليلاً .
كانت الدموع تملئ مآقي رضا :
_ لقد رأيتهم يهجمون على بيتنا يا طاهر ويعتقلون اخواتي و امي ، فاصابني الذعر و ظننت الامر حقيقة .
احتضنه طاهر برفق :
_ لا تخف يا رضا فقط اطلب من الامام الرضا (عليه السلام) ان يكون ضامناً لافراد عائلتك جميعاً و لن يصيبهم السوء بأذن الله و ببركة الامام الضامن .
هدئت نفس رضا و ارتاح لقول رفيقه :
_ سأفعل ان شاء الله .
ثم اردف قائلاً بصوت حزين :
_ طاهر ، اشتقت لصلاة الليل منذ مايقارب الاربع ليالٍ و انا لم اقم صلاتي ، و اخذ
ينظر حوله فلم يجد سوى اجساد متلاصقة بالكاد تستطيع ان تمد ساقاً ، ثم اتم كلامه :
_ و يبدو ان الامر مستمر فاين عسى ان يصلي الواحد منا و نحن بالكاد نرى ارضية هذه الزنزانة المتعفنة .
اطرق طاهر برأسه فعلم رضا ان رفيقه على وشك البدء بحديث روحي كعادته كلما اراد ان يُطلع رضا على امرٍ هام ، فبادره رضا بالقول :
_ كلي اذان صاغية ياحبيب القلب و الروح .
نظر طاهر في عيني رضا و ابتسم ابتسامته المحببة و همس له :
_ رضا حرر الروح يا رفيقي ، و عندها لن ترى هذه الزنزانة متعفنة او معتمة ، كم من الاماكن والقصور والبيوت خارج هذا السجن تسودها النظافة و الفخامة و تضيئها المصابيح و الانوار و لكنها واقعاً مظلمة و متسخة بسبب الذنوب و المعاصي ، هذه الزنزانة يا رضا جنة منيرة بنور ذكر الله و انبيائه و اوليائه ، انها تبدو للوهلة الاولى كما ذكرت انت معتمة متعفنة مكتظة ولكن اذا حررت روحك وجعلتها تحلق في سماوات النور ستراها فسحةٌ خضراء تحيط بها ملائكة الحق سبحانه ، حرر روحك يا رضا وكن من الذين ذكرهم الامام السجاد في مناجاة العارفين : ( قَدْ كُشِفَ الغِطَاءُ عَنْ أَبْصَارِهِمْ، وَانْجَلَتْ ظُلْمَةُ الرَّيْبِ عَنْ عَقائِدِهِمْ وَضمائِرِهِمْ ) ،
حررها و بسرعة يا رضا .
همس رضا باستغراب :
_ و لكن عن اي ذكرٍ تتحدث يا طاهر و نحن بالكاد نرى موضع اقدامنا ؟!
_ سترى يا رضا مااقصده عليك فقط ان تراقب وستعرف معنى كلامي .
.
#روح_نعشقها_في_كفن
#هجرة_الى_الله
#الموت_حياة
#ندى_يعرب
.
#لا_نجيز_حذف_الحقوق
.
🍃قناة الطريق الى التوبة🍃
http://tlgrm.me/altauba