الطريق إلى التوبة
6.03K subscribers
10.2K photos
388 videos
243 files
5.34K links
قد تركتُ الكُلَّ ربّي ماعداك
ليس لي في غربةِ العمر سِواك...
حيثُ ما أنتَ فـ أفكاري هُناك..
قلبي الخفاقُ أضحۍ مضجعك..
في حنايا صدري أُخفي موضعك..

اي استفسار او ملاحظة ارسلها حصرا على هذا البوت

@altaubaa_bot

فهرس القناة
https://t.me/fhras_altauba
Download Telegram
#مليكة_شغفت_قلبي
#المقدمة
#ولادة_سيدة_النساء 💚

في ذلك اليوم حيث السماء تزينت والملائكة ابتهلت وجبريل تغنى فرحا اذا كان كالمرافق لرسول الله في ليلة الاسراء والمعراج .... يدله على طرق السماء ويذيقه من اطيب ثمارها واحسنها وكل ثمار الجنة حسن وهناء
واذا به يأتيه بسفرجلةٍ كأن طعمها عسل مصفى وما ان اكلها رسول الله واذا بماء قد خلق بصلبه لتولد منه سيدة النساء
علقت فاطمةٌ بخديجة تلك الزوجة المرضية عند الله التي افنت كل ما لها فداء لرسول وتركت كل شيء لتعيش في كنف الباري ورضاه فما كان من الرحمن ورسوله إلا أن يجزياها ما فعلت فالله اكرم الكرماء ولا يصل كرمه احد سواه ورسوله محمد كان على خطى خالقه المرتجى
حملت خديجة بتلك الزهرة البيضاء او انها الدرة من السماء
كانت تلك السيدة الجليلة تجلس ولا احد يؤنس وحدتها فنساء قومها هجرنها لأنها لاذت برسول الله تاركةً بهرج الحياة الدنيا وزينتها ...

فتفضل الباري بأن جعل نسل رسول الله من درة زكية تحملها هي وتلدها وتؤنس عليها أيامها و وحشتها ...تكلمها وتصبرها
وكانت تكتم ذلك بينها وبين الله والجنين الذي في بطنها .
وجاء ذلك اليوم اذ دخل رسول الله فرأها تتحدث ولا احد عندها وهنا انبهر وانبرى وكأنه يقول بصوت العطف والحنان يا حبيبتي وافضل نسائي من تحدثين ولا احد عندك
والمشهد هنا يرسم إجابتها فتجيب والفرحة تغمرها والسعادة بانت على وجهها يا حبيبي وحبيب الله (ان الجنين الذي في بطني يحدثني ويؤنسني )
فانبرى حبيبها يبشرها فقال يا خديجة (هذا جبرائيل يخبرني أنها انثى، وأنها النسلة الطاهرة الميمونه وان الله سيجعل نسلي منها وسيجعل من نسلها أئمة ويجعلهم خلفاء في ارضه بعد انقضاء وحيه ....)
فرحت خديجة أيما فرح بما سمعت وشكرت الباري أيما شكر بما جازاها في دنياها اذ صبرت

وقضت أيامها تلك مع ابنتها الدرة الكوثرية الى ان جاء وقت ولادتها حيث يوم الجمعة المبارك في العشرين من جمادى الاخرى
فدعت نساء قومها من قريش وبني هاشم ان تعالين لتلين مني ما تلي النساء من النساء عند الطلوق والولادة

وهنا عاد الهم اليها بعد أن سمعت جوابهن ولكنها لم تقنط من رحمة الله....اذ قلن وارسلنَ لها ( انت عصيتنا ولم تقبلي قولنا وتزوجت محمدا يتيم أبي طالب فقيرا لا مال له فلسنا نجيء٣ولا نملي من امرك شيئا )

وبين اوجاعها واغتمامها وحزنها لما سمعت وتوجهها الى ربها الرؤوف ودعائه . واذا بأربع نسوة سمر طوال وكأنهن من نساء بني هاشم قد دخلن عليها ...ففزعت لما رأت ذلك
فانبرت إحداهن وقالت(لا تحزني يا خديجة فإنا رسل ربك اليك ونحن اخواتك، انا سارة وهذه اسية بنت مزاحم وهي رفيقتك في الجنة وهذه مريم بنت عمران، وهذه كلثم اخت موسى عليه السلام )
قد بعثنا الله إليك لنلي ما تلي النساء من النساء
فأشتبشرت خديجةٌ وبكت ورفعت يديها للباري وشكرت
جلست واحدة عن يمينها وأخرى عن يسارها والثالثة بين يديها والرابعة خلفها... فوضعت مولاتنا كوكبها الدري بنوره المضيء الذي دخل واضاء كل بيوتات مكة المكرمه فما ان ولدتها حتى اشرقت السماء وما فيها و الارض وما عليها فلم تبق بقعة من بقاع الأرض من شرقها او غربها إلا وقد اشرق منه نور تلك الوليدة الميمونه

وهنا دَخلنَ عشر من الحور العين وفي يد كل واحدة منهن طستٌ وابريق من الجنة وفي البريق ماء من الكوثر ....دخلن مستبشرات مهللات بأن اختارهن الله ليحضرن في ذلك الوقت عند ولادة الزهراء ...اخذت المرأة التي بين يدي خديجة الابريق فغسلت المولدة بماء الكوثر
ثم اخرجت خرقتين كأنهن ببياض اللبن او اكثر واطيب من ريح المسك والعنبر،فلفتها بواحدة وقنعتها بالاخرى ،
ثم استنطقتها فنطقت فاطمة التي فطمت شيعتها من نار جهنم فقالت( أشهد أن لا إله إلا الله، وأن ابي رسول الله سيد الأنبياء، وأن بعلي سيد الاوصياء، و ولدي سادة الاسباط )

وهنا ناولت النسوة فاطمة الى امها مهللات مباركات لها فقلن( خذيها يا خديجة طاهرة مطهرة زكية ميمونة ، بورك فيها وفي نسلها ) فتناولتها والسعادة تغمرها مستبشرة بها فأعطتها ثديها فدر عليها لبنا طاهرا كأنه لبن الفردوس الأعلى

احبها رسول الله أيما حب واعزها وكيف لا وهي مولودته من خيرة زوجاته ونسله من نسل ولدها بل يكفي انها من صلبه والتي تكونت نطفتها من ثمار الجنة وافضلها
كان يشمها رسول الله كثيرا ويقبلها فقيل له لم تشمها كثيرا وتقبلها فقال ....لقد اكلت من ثمار الجنة كلها فتكونت نطفتها وما ان اشتاق الى رائحة الجنة اذهب الى فاطمة فاشمها فأتذكر رائحتها وطعم ثمارها *١
ومن كثير حبها لها كان يوصي بها حتى قرن رضاها برضاه وغضبها بغضبه *٢ واسماها بأم ابيها اذا كانت له كالام الحنون بعد وفاة حبيبته خديجة الكبرى

*١قال رسول الله(ص) «أتاني جبرائيل(ع) بسفرجلة من الجنّة، فأكلتها ليلة أُسري بي، فعلقت خديجة بفاطمة، فكنت إذا اشتقت إلى رائحة الجنّة شممت رقبة فاطمة.
*٢ عن رسول الله(ص)《فاطمة بضعة منّي، مَن سرّها فقد سرّني، ومن
#مليكة_شغفت_قلبي ١

((**اتمنى من الاحبة القراء ان یطلعوا الى الھامش لأجل صاحبالزمان عج ,ف بالأطلاع علیھ تكتمل اجزاء الروایة ولكم مني كلالاحترام واتمنى ان تنال الروایة استحسانكم ....))


في ذلك الیوم حیث اجواء الشتاء قد بدأت تنثر جمالھا من برودة
الجو والھواء العلیل وقطرات الندى المتجمعة على اغصان
الاشجار التي توحي بالھدوء والامان وتبعث في الانفس الراحة
اضافة الى رائحة الارض الزكیة التي بللتھا زخات مطر خفیفة
تبث الامل والحیاة ھناك حیث یجتمع الصدیقات كالعادة في
وقت الاستراحة ما بین المحاضرات كانت ھي شاردة الذھن
بعیدا غیر مھتمة لما یحدث عندھا وما تتحدث بھ الاخریات
مشغولة بتأمل تلك اللحظات الرائعة وتعكس جلال وجمال قدرة
الله وتفكر في امور كثیرة وخطط مجدولة في ذھنھا لحیاتھا
التي طالما جاھدت لان تقضیھا في رحاب باریھا عز وجل
وتسخرھا لرضاه .حتى انعكس ذلك على حیاتھا فقد كانت
بأفكارھا و وعیھا وكلامھا عندما تتحدث یخیل للبعض انھا
ناھزت السبعین عاما، ولكن حقا كما قالو فأن العلم والوعي
والادراك لا یقاس بالاعمار ..ف فتاتنا ما برحت ان تكمل
عامھا الثاني بعد العشرین من زھور حیاتھا ولكنھا كانت فطنة
نبھة لدیھا من العلم والاخلاق والدین والجمال ما تحسد علیه، حتى اخذ البعض یشبھھا بأن بدیع صنع الله تجسد في روحھا
ھكذا كانت بطلة قصتنا
_زینب زینب بالتفاتھ منھا اه من زھراء
وبضحكة ضعیفة من الصدیقات قالت زھراء ممازحة این انت یا زینب لمن شرود الذھن ھذا بماذا تفكرین ھااا!
_بأبتسامھ منھا تبعث في الانفس الحب قالت نعم یا صدیقات كنت شاردة ولكني اعرف جیدا بما كان حدیثكم
_ممم وھل حسبت اننا لا نفھم حسنا نتحداك اذن ان تخبرینا
ماذا كنا نقول وعما كنا نتكلم
_وانا قبلت التحدي یا صدیقات ...فبلا شك كان الحدیث عن استاذة رغد فليس لدى صديقاتي حديث بغيرها والذي طالما قلت كفاكن حدیث عنھا ,ھل تعلمن انا اضن انھا ستدخل الجنة بكثر ما تكلمتم عنھا *۱
_ھھھھھ لا یفوتك شیئ ابد .. كالعادة فزتي التحدي وكسبتي بنا حسنه , ولكن اطمئني فھذه المرة تكلمنا عنھا بكل خیر وطیب

وحتى اننا قررنا ان نذھب ونطلب براءة الذمة منھا فقد
ضننا فیھا سوء وتكلمنا بدون ان نتاكد عما اشیع عنھا ولكن
تأكدي اننا في المرة القادمة سنفوز علیك ھل سمعتي یا حبیبة ,😄
_ بأبتسامة مشرقة حقا فعلتن خیرا واللھ فھي انسانة رائعھ جدا ، ولكن للأسف هناك أشخاص يستمتعون في تسقيط الآخرين حقدا وغيضا ويخترعون الأكاذيب
لذا علینا ان لا نحكم بأستعجال ولا نصدق كل ما یشاع فالحكمة تقول لا تصدق ما تسمع وصدق نصف ما ترى
ولكن وعلى كل حال فأنه دائما سيكون الله مع المظلوم وينصره في النهاية ويظهر الحقيقة ,سكتت لحضات وقالت اه نسيت بالنسبة للتحدي يا بنات فأنا بالخدمة دائما .
ضحك الصديقات معا بعفوية رائعه فأردفت زينب هيا يا صديقات دقائق وتبدا المحاضرة ,
نعم هكذا كانت باسلوبها المرح وابتسامتها التي لا تفارق محياها وطريقة نصحها تجعل كل من يراها يحبها .
هكذا كانت زينب في حياتها الاعتيادية مبتسمة مفعمه بكل الحب والحيوية وما ذلك الا بما كسبته من تعلقها وايمانها بالله اما في خلواتها فتراها زينب اخرى فهي بين دعاء ورجاء او زيارة او صلاة ,حتى عائلتها فقد كانوا شديدي التعلق بها فوالدتها تقول انني استيقظ صباحا على صوتها وهي ترتل القران ,
اتذكر حين ولادتها كان يصادف ذلك في يوم ولادة السيدة زينب عليها السلام وكنت دائما ما اسمع من والدتي ان دعاء المراءة في وقت طلوقها مسموع مستجاب لانها بحالة اضطرار لان الله يقول (أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ)* 3 وحين تعسرت ولادتي تذكرت ذلك فاومئت بيدي حينهاودعوت الله ان يجعل مولودي بعينه التي لا تنام وان يجعله سواءا كان ذكر او انثى من الصالحين الذين يسيرون على نهج مولاتنا زينب واخيها ابا عبد الله وعندما صحوت اخبروني ان مولودتي انثى وطلبو ان اسميها فحمدت الله واخبرتهم بما اتفقنا عليه انا وابوها وقلت اجعلوه زينب فكان هناك اعتراض لانه لدينا في العائلة هذا الاسم فقررنا ان نحتكم بالقران ففتح ابوها القران واذا بالاية الكريمه (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً،)*4

فسكت الجميع حينها واسلموا للأمر فقد اراد الله لها هذا الاسم
من المفارقات الجميلة انه في العادة يحرص الاب او الام على ايقاظ ابنائهم لصلاة الفجر اما زينب فتختلف فقد كانت توقضني بصوتها الشجي ذاك وهي ترتل ايات القران ,فقد كانت بارة
خلوقة تتعمد الخروج من غرفتها فجرا وتجلس عند راسي ترتل ايات الذكر الحكيم لأستيقظ للصلاة فقد كانت تخجل ان توقضني بطريقة اعتيادية وقد لا أعيرها اهتمام ,دائما كان لها بدائل واشياء جميلة تحبب الاخرين بها *5
_______