1⃣ #شرح_دعاء_الإفتتاح
•الثّناء على الله بداية الإنطلاق
✨«اللهم إنّي أفتتح الثناء بحمدك» يوجد في هذا العالم الصاخب موانع كثيرة تقف في وجه من يريد التوجّه إلى الله، ومع قدوم شهر رمضان تقلّ هذه الموانع وتتوفّر الأرضيّة المناسبة للدّعاء والعبادة، فنجد المشتاقين يترنّمون بذكر معبودهم في ربيع الدعاء والعبادة هذا.
فكيف نبدأ الدّعاء في هذا الربيع ؟؟
إنّ أعلى كلام وأرفع حديث يمكن الدّعاء به هو الثناء على الله وحمده، أي يا ربّي كلّ ما نملكه من عطائك وكلّ من يصل إلى كمالٍ فبتفضّلك، فأفض علينا بالتوفيق للدعاء كما ينبغي.
•اختيار الطريق الصحيح والتأييد الإلهي
✨«وأنت مسددٌ للصّواب بمنّك»؛ فلو أن شخصًا وفّق للسير على طريق الحق والصواب فإن هذا يُعد منّة من الله إليه وقد سدده وأعانه في هذا الطريق.
وهذا المقطع من الدعاء يشير إلى أن الإنسان وإن خُلق حُرّاً ليختار بين الخير والشر، لكنّه إذا اختار الطريق الصحيح يكون مؤيّدًا ومسدّدًا من جانب الله. وقد ورد في الحديث القدسي: «من تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا».
• الحكمة في غضب الله ورحمته
إن جميع الأفعال الإلهيّة قائمة على نظام الحكمة والنظام الأحسن في عالم الإمكان، ونحن لا اطّلاع لنا على كيفيّتها ومقدارها وأهدافها، وفي الموضع الذي ينبغي لله أن يرأف بعباده ويعطف عليهم، فإنه يكون من الرأفة والعطف بدرجة لا يمكن أن تُتصوّر، ولكن في بعض الأحيان لا يعود هناك مكان للرأفة والرحمة، فهنا تتجلى عظمة الله وجبروته وكبرياؤه، ففي مثل هذه الحالات نشهد الجزاء والعقاب ويكتمل إظهار العظمة الإلهية بشأن أولئك الذين يستحقون العقاب فلهذا يقول في تنمة الدعاء: ✨«وأيقنت أنك أنت أرحم الراحمين في موضع العفو والرحمة»،
✨«وأشد المعاقبين في موضع النّكال والنّقمة، وأعظم المتجبّرين في موضع الكبرياء والعظمة».
•ضرورة الخوف والرجاء
إن ما يوجب سعادة الإنسان هو أن يفهم أنه عبد ذليل مقابل الله وعظمته، وأنه لا يملك لنفسه شيئا. فكل الحسنات متعلقة بالله ومن الله، وكل السيئات تأتي على أثر سوء اختيارنا. فعلى العبد أن يعلم أنه إذا اختار السير على الطريق الخاطى فإنه یکون قد اتّجه نحو محاربة الله عمليّاً وسوف يعاقبه عقابا شديدا. فعلى الإنسان أن يبقى دائما بين الخوف والرجاء ويعلم أنه من الممكن رغم العبادات الكثيرة التي أدّاها، أن يصبح بسبب زلّة واحدة مورد أكبر مکر الهيّ، ويرتحل عن هذه الدنيا بعاقبة سيئة؛ أو رغم كل مساوئه ومعاصيه، يمكن أن ينال من الله الخلاص وينتقل إلى العاقبة الحسنة.
✍🏻 آية الله الشيخ محمد تقي مصباح اليزدي رحمه الله
📖 على أعتاب الحبيب
•الثّناء على الله بداية الإنطلاق
✨«اللهم إنّي أفتتح الثناء بحمدك» يوجد في هذا العالم الصاخب موانع كثيرة تقف في وجه من يريد التوجّه إلى الله، ومع قدوم شهر رمضان تقلّ هذه الموانع وتتوفّر الأرضيّة المناسبة للدّعاء والعبادة، فنجد المشتاقين يترنّمون بذكر معبودهم في ربيع الدعاء والعبادة هذا.
فكيف نبدأ الدّعاء في هذا الربيع ؟؟
إنّ أعلى كلام وأرفع حديث يمكن الدّعاء به هو الثناء على الله وحمده، أي يا ربّي كلّ ما نملكه من عطائك وكلّ من يصل إلى كمالٍ فبتفضّلك، فأفض علينا بالتوفيق للدعاء كما ينبغي.
•اختيار الطريق الصحيح والتأييد الإلهي
✨«وأنت مسددٌ للصّواب بمنّك»؛ فلو أن شخصًا وفّق للسير على طريق الحق والصواب فإن هذا يُعد منّة من الله إليه وقد سدده وأعانه في هذا الطريق.
وهذا المقطع من الدعاء يشير إلى أن الإنسان وإن خُلق حُرّاً ليختار بين الخير والشر، لكنّه إذا اختار الطريق الصحيح يكون مؤيّدًا ومسدّدًا من جانب الله. وقد ورد في الحديث القدسي: «من تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا».
• الحكمة في غضب الله ورحمته
إن جميع الأفعال الإلهيّة قائمة على نظام الحكمة والنظام الأحسن في عالم الإمكان، ونحن لا اطّلاع لنا على كيفيّتها ومقدارها وأهدافها، وفي الموضع الذي ينبغي لله أن يرأف بعباده ويعطف عليهم، فإنه يكون من الرأفة والعطف بدرجة لا يمكن أن تُتصوّر، ولكن في بعض الأحيان لا يعود هناك مكان للرأفة والرحمة، فهنا تتجلى عظمة الله وجبروته وكبرياؤه، ففي مثل هذه الحالات نشهد الجزاء والعقاب ويكتمل إظهار العظمة الإلهية بشأن أولئك الذين يستحقون العقاب فلهذا يقول في تنمة الدعاء: ✨«وأيقنت أنك أنت أرحم الراحمين في موضع العفو والرحمة»،
✨«وأشد المعاقبين في موضع النّكال والنّقمة، وأعظم المتجبّرين في موضع الكبرياء والعظمة».
•ضرورة الخوف والرجاء
إن ما يوجب سعادة الإنسان هو أن يفهم أنه عبد ذليل مقابل الله وعظمته، وأنه لا يملك لنفسه شيئا. فكل الحسنات متعلقة بالله ومن الله، وكل السيئات تأتي على أثر سوء اختيارنا. فعلى العبد أن يعلم أنه إذا اختار السير على الطريق الخاطى فإنه یکون قد اتّجه نحو محاربة الله عمليّاً وسوف يعاقبه عقابا شديدا. فعلى الإنسان أن يبقى دائما بين الخوف والرجاء ويعلم أنه من الممكن رغم العبادات الكثيرة التي أدّاها، أن يصبح بسبب زلّة واحدة مورد أكبر مکر الهيّ، ويرتحل عن هذه الدنيا بعاقبة سيئة؛ أو رغم كل مساوئه ومعاصيه، يمكن أن ينال من الله الخلاص وينتقل إلى العاقبة الحسنة.
✍🏻 آية الله الشيخ محمد تقي مصباح اليزدي رحمه الله
📖 على أعتاب الحبيب
2⃣ #شرح_دعاء_الإفتتاح
• توفيق العبادة منّة إلهية للعبد
بعد التوجه إلى الصفات الإلهية، والثناء على الله بسبب تلك التوفيقات التي منحها للإنسان يقول: ✨«اللهم أذنت لي في دعائك ومسألتك».
إن النقطة التي أشير إليها في هذا المقطع من الدعاء هي في غاية اللطف والدّقة، لكننا نغفل عنها في أكثر الأحوال. فنحن نتصوّر أنّنا بالدعاء والمناجاة قد أدّينا عملاً عظيماً وينبغي أن نمنّ على ربنا، لكن الإمام في هذا المقطع يشير إلى تلك المنّة العظيمة التي كانت لله عليه، حين أجاز له أن يأتي إلى أعتاب محضره ويدعوه ويعرض عليه حاجاته..
لهذا، نجد الإمام السّجاد عليه السلام يقول مخاطبًا ربه: «من أعظم النّعم علينا جریان ذكركَ على ألسنتنا وإذنكَ لنا بدعائكَ».
•عصيان العبد ودوام الفيض الإلهي
وبعد أن يُعدّد لطف الله في الإذن في الحضور هناك يطلب العفو ويذكر الصفات الإلهية ويعرض حاجاته: ✨«فاسمع یا سميع مدحتي وأجب يا رحيم دعوتي وأقل یا غفور عثرتي»،
إن جميع أعضاء الإنسان وجوراحه كالعين والأذن وحتى القلب تشارك في معصية الإنسان، ومع كل تلك النعم التي أنزلها الله على عبده فها هو العبد يتجه إلى محاربة الله وعصيانه، والآن نجد أن هذا العبد يريد أن يأنس بالله ويعرض عليه حاجاته وهو يأمل الإجابة، إن مثل هذا التوقع الذي يحمله الإنسان تجاه الله لا ينسجم وعصيانه، فالجدير هنا أن يطرد الله مثل هذا العبد من محضره وينساه لأجل ما فعله من عصيانه لكن الله لا يطرد عبده من محضره ولا يدفعه مُخرجًا إياه من ساحته بل يدعوه للمجيئ إليه وقد ورد في حديث قدسي: «لو يعلم المدبرون عنّي كيف انتظاري لهم [...] لماتوا شوقًا إليّ»
💖 أجل، لو دقّق الإنسان وتأمّل سيدرك أن من أعظم الألطاف الإلهية أن أذن الله لعبده العاصي بأن يتكلّم ويعرض حاجاته ويطلب منه إجابة دعائه.
✍🏻 آية الله الشيخ محمد تقي مصباح اليزدي رحمه الله
📖 على أعتاب الحبيب
• توفيق العبادة منّة إلهية للعبد
بعد التوجه إلى الصفات الإلهية، والثناء على الله بسبب تلك التوفيقات التي منحها للإنسان يقول: ✨«اللهم أذنت لي في دعائك ومسألتك».
إن النقطة التي أشير إليها في هذا المقطع من الدعاء هي في غاية اللطف والدّقة، لكننا نغفل عنها في أكثر الأحوال. فنحن نتصوّر أنّنا بالدعاء والمناجاة قد أدّينا عملاً عظيماً وينبغي أن نمنّ على ربنا، لكن الإمام في هذا المقطع يشير إلى تلك المنّة العظيمة التي كانت لله عليه، حين أجاز له أن يأتي إلى أعتاب محضره ويدعوه ويعرض عليه حاجاته..
لهذا، نجد الإمام السّجاد عليه السلام يقول مخاطبًا ربه: «من أعظم النّعم علينا جریان ذكركَ على ألسنتنا وإذنكَ لنا بدعائكَ».
•عصيان العبد ودوام الفيض الإلهي
وبعد أن يُعدّد لطف الله في الإذن في الحضور هناك يطلب العفو ويذكر الصفات الإلهية ويعرض حاجاته: ✨«فاسمع یا سميع مدحتي وأجب يا رحيم دعوتي وأقل یا غفور عثرتي»،
إن جميع أعضاء الإنسان وجوراحه كالعين والأذن وحتى القلب تشارك في معصية الإنسان، ومع كل تلك النعم التي أنزلها الله على عبده فها هو العبد يتجه إلى محاربة الله وعصيانه، والآن نجد أن هذا العبد يريد أن يأنس بالله ويعرض عليه حاجاته وهو يأمل الإجابة، إن مثل هذا التوقع الذي يحمله الإنسان تجاه الله لا ينسجم وعصيانه، فالجدير هنا أن يطرد الله مثل هذا العبد من محضره وينساه لأجل ما فعله من عصيانه لكن الله لا يطرد عبده من محضره ولا يدفعه مُخرجًا إياه من ساحته بل يدعوه للمجيئ إليه وقد ورد في حديث قدسي: «لو يعلم المدبرون عنّي كيف انتظاري لهم [...] لماتوا شوقًا إليّ»
💖 أجل، لو دقّق الإنسان وتأمّل سيدرك أن من أعظم الألطاف الإلهية أن أذن الله لعبده العاصي بأن يتكلّم ويعرض حاجاته ويطلب منه إجابة دعائه.
✍🏻 آية الله الشيخ محمد تقي مصباح اليزدي رحمه الله
📖 على أعتاب الحبيب
3⃣ #شرح_دعاء_الإفتتاح
• ذكر نعم الله
إن كل ما يقع في نظام الخلقة سواء بصورة إيجابية أو سلبية فإنه ينبع من إرادة الله ولا يوجد شيء يحدث من دون إرادته. فلو وصلت نعمة ما إلى الإنسان، فهذا يكون بإرادة الله، وإذا رُفع عن هذا الإنسان بلاء ما فهذا أيضًا يكون بأمر من الله، فهو تعالى يسبّب الأسباب سواء أردنا ذلك أم لا، وسواء كانت الأسباب عاديةً أو لم تكن.
أمّا إذا حُلّت مشاكلنا عبر الأسباب غير العاديّة فإنّنا نتوجّه إليها وتتأثر بها أكثر، وهذا ما نُطلق عليه اسم الصدفة.
~ إن الله هو الذي يرزق الإنسان دائماً سواء كان عبر الأسباب العادية كالعمل والتجارة وأمثالها، أو عبر الوسائل غير العادية كالمائدة السماوية أو شيء منها، وعلى أي حال فالرزق منه والرازق هو الله.
إنّ دفع ورفع أي بلاء أو مصيبة يكون بیده فالمرض منه، والشفاء منه أيضًا، سواء حصل عبر الطبيب أو الدواء أو عبر الطرق الأخرى وينقل القرآن المجيد عن إبراهيم الخليل عليه السلام قائلًا:
{الذي خلقني فهو يهدين * والذي هو يطعمني ويسقين * وإذا مرضت فهو يشفين}.
~ فلو تفكّر الإنسان قليلًا بشأن الحوادث التي تقع له ثم تُحلّ بعد مدة لالتفت إلى مدى عناية الله به ولطفه حتى إنه تعالى
غالبًا ما يقيه تلك الحوادث التي تهجم عليه وتحيط به.
~ بناءً عليه، من الجدير أن نتفكّر بشأن الحوادث التي لا تقع لنا ولكنها تنزل بالآخرين، فلو خرجنا عند الصباح من المنزل ورجعنا سالمين عند المساء فذلك بإرادة الله ومشيئته التي دفعت عنّا مئات البلاءات والحوادث.
👈🏻 الأهم من كل ذلك هي تلك النعم المعنوية الإلهية كنعمة الإيمان والعقل، وفي الوقت نفسه فقد حفظ لنا هذه النعم المعنوية. فقد يصوم الشخص شهر رمضان هذه السنة لكنّه لا يوفّق للصيام في السنة الآتية. كثيرون هم الذين كانوا في البداية على الصراط المستقيم، لكنهم انحرفوا بعد مدة وسقطوا في أفخاخ التيارات والمدارس الانحرافية والالتقاطية.
❗️ أليس ببالكم أشخاص فقدوا نعمة العقل والفكر أيضًا؟!
✍🏻 آية الله الشيخ محمد تقي مصباح اليزدي رحمه الله
📖 على أعتاب الحبيب
• ذكر نعم الله
إن كل ما يقع في نظام الخلقة سواء بصورة إيجابية أو سلبية فإنه ينبع من إرادة الله ولا يوجد شيء يحدث من دون إرادته. فلو وصلت نعمة ما إلى الإنسان، فهذا يكون بإرادة الله، وإذا رُفع عن هذا الإنسان بلاء ما فهذا أيضًا يكون بأمر من الله، فهو تعالى يسبّب الأسباب سواء أردنا ذلك أم لا، وسواء كانت الأسباب عاديةً أو لم تكن.
أمّا إذا حُلّت مشاكلنا عبر الأسباب غير العاديّة فإنّنا نتوجّه إليها وتتأثر بها أكثر، وهذا ما نُطلق عليه اسم الصدفة.
~ إن الله هو الذي يرزق الإنسان دائماً سواء كان عبر الأسباب العادية كالعمل والتجارة وأمثالها، أو عبر الوسائل غير العادية كالمائدة السماوية أو شيء منها، وعلى أي حال فالرزق منه والرازق هو الله.
إنّ دفع ورفع أي بلاء أو مصيبة يكون بیده فالمرض منه، والشفاء منه أيضًا، سواء حصل عبر الطبيب أو الدواء أو عبر الطرق الأخرى وينقل القرآن المجيد عن إبراهيم الخليل عليه السلام قائلًا:
{الذي خلقني فهو يهدين * والذي هو يطعمني ويسقين * وإذا مرضت فهو يشفين}.
~ فلو تفكّر الإنسان قليلًا بشأن الحوادث التي تقع له ثم تُحلّ بعد مدة لالتفت إلى مدى عناية الله به ولطفه حتى إنه تعالى
غالبًا ما يقيه تلك الحوادث التي تهجم عليه وتحيط به.
~ بناءً عليه، من الجدير أن نتفكّر بشأن الحوادث التي لا تقع لنا ولكنها تنزل بالآخرين، فلو خرجنا عند الصباح من المنزل ورجعنا سالمين عند المساء فذلك بإرادة الله ومشيئته التي دفعت عنّا مئات البلاءات والحوادث.
👈🏻 الأهم من كل ذلك هي تلك النعم المعنوية الإلهية كنعمة الإيمان والعقل، وفي الوقت نفسه فقد حفظ لنا هذه النعم المعنوية. فقد يصوم الشخص شهر رمضان هذه السنة لكنّه لا يوفّق للصيام في السنة الآتية. كثيرون هم الذين كانوا في البداية على الصراط المستقيم، لكنهم انحرفوا بعد مدة وسقطوا في أفخاخ التيارات والمدارس الانحرافية والالتقاطية.
❗️ أليس ببالكم أشخاص فقدوا نعمة العقل والفكر أيضًا؟!
✍🏻 آية الله الشيخ محمد تقي مصباح اليزدي رحمه الله
📖 على أعتاب الحبيب
4⃣ #شرح_دعاء_الإفتتاح
• لزوم التفكر في النعم الإلهيّة
أليس من الجدير أن نتفكّر كل يوم ولو لعدة دقائق في نعم الله، وخصوصًا مع وجود النعم التي لا تُحصى والتي كانت من فضل عناية الله تعالى بالإنسان؟!
إنّنا لا نملك شيئًا نقدّمه مقابل كل هذه النعم الإلهية. فعلى الأقل فلنعترف ولیکن لدينا عرفان لهذا الجميل.
لذا، فإننا في هذا المقطع من الدعاء ننهض لذكر بعض هذه النعم: «فكم يا إلهي من كربةٍ قد فرّجتها»؛ «وهموم قد كشفتها»؛ «وعثرة قد أقلتها ورحمة قد نشرتها وحلقة بلاء قد فككتها»..
~ حين يرى الإنسان كل هذه النعم من الله، يُقبل قلبه عليه ويصبح تائقًا للإستئناس به، أمّا حين لا يعتبر أن ما لديه من نعم فهي من الله، ولا يتوجّه أبداً إلى هذه الحقيقة، بل يعتبر أن الله يمنعه من الوصول إلى اللذائذ والمتع وأنه يريد أن يُلقي به في جهنم، فكيف سيتمكن من مخاطبة الله والتكلّم معه؟ وكيف له أن يأنس به؟! هذا في حال أنه لا يلتفت إلى مدى ما أنعم عليه من أجل أن يتعلق قلبه بمحبته.
أ• الخوف من العقوبة نعمة إلهية
الخوف من الله يُعدّ من النعم الإلهية. لكن جهلنا يمنعنا من إدراك هذه النعمة. فحين يخوّفنا الله ويرينا المخاطر فإنّه في الواقع يُظهر لنا الآثار السيّئة للأعمال القبيحة؛ تلك الآثار التي ستحيط بنا أكثر من أيّ شيء.
فهذه العقوبات والحوادث المؤلمة، التي هي نتائج الأعمال القبيحة، هي تنبية لكي نتوقف عن ارتكاب تلك الأعمال.
بناءً عليه إن التنبيه هنا يُعدّ من اللّطف.
ب• التكاليف نِعم إلهية
إنّ جميع التكاليف المحددة من جانب الله هي ألطاف ونعم أنزلها الله إلينا لكي نحقق من خلالها تلك النتائج والمنافع الحاصلة منها. إنّنا بذلك نوسّع من استعدادنا ومن وعائنا الوجوديّ لكي نُدرك المزيد من رحمة الله وفيوضاته. ولو لم تكن التكاليف الإلهية واجبة لما كنا لنهتمّ بأدائها ولحُرمنا من ذلك الإستعداد المناسب لإدراك تلك الرحمات.
✍🏻 آية الله الشيخ محمد تقي مصباح اليزدي رحمه الله
📖 على أعتاب الحبيب
• لزوم التفكر في النعم الإلهيّة
أليس من الجدير أن نتفكّر كل يوم ولو لعدة دقائق في نعم الله، وخصوصًا مع وجود النعم التي لا تُحصى والتي كانت من فضل عناية الله تعالى بالإنسان؟!
إنّنا لا نملك شيئًا نقدّمه مقابل كل هذه النعم الإلهية. فعلى الأقل فلنعترف ولیکن لدينا عرفان لهذا الجميل.
لذا، فإننا في هذا المقطع من الدعاء ننهض لذكر بعض هذه النعم: «فكم يا إلهي من كربةٍ قد فرّجتها»؛ «وهموم قد كشفتها»؛ «وعثرة قد أقلتها ورحمة قد نشرتها وحلقة بلاء قد فككتها»..
~ حين يرى الإنسان كل هذه النعم من الله، يُقبل قلبه عليه ويصبح تائقًا للإستئناس به، أمّا حين لا يعتبر أن ما لديه من نعم فهي من الله، ولا يتوجّه أبداً إلى هذه الحقيقة، بل يعتبر أن الله يمنعه من الوصول إلى اللذائذ والمتع وأنه يريد أن يُلقي به في جهنم، فكيف سيتمكن من مخاطبة الله والتكلّم معه؟ وكيف له أن يأنس به؟! هذا في حال أنه لا يلتفت إلى مدى ما أنعم عليه من أجل أن يتعلق قلبه بمحبته.
أ• الخوف من العقوبة نعمة إلهية
الخوف من الله يُعدّ من النعم الإلهية. لكن جهلنا يمنعنا من إدراك هذه النعمة. فحين يخوّفنا الله ويرينا المخاطر فإنّه في الواقع يُظهر لنا الآثار السيّئة للأعمال القبيحة؛ تلك الآثار التي ستحيط بنا أكثر من أيّ شيء.
فهذه العقوبات والحوادث المؤلمة، التي هي نتائج الأعمال القبيحة، هي تنبية لكي نتوقف عن ارتكاب تلك الأعمال.
بناءً عليه إن التنبيه هنا يُعدّ من اللّطف.
ب• التكاليف نِعم إلهية
إنّ جميع التكاليف المحددة من جانب الله هي ألطاف ونعم أنزلها الله إلينا لكي نحقق من خلالها تلك النتائج والمنافع الحاصلة منها. إنّنا بذلك نوسّع من استعدادنا ومن وعائنا الوجوديّ لكي نُدرك المزيد من رحمة الله وفيوضاته. ولو لم تكن التكاليف الإلهية واجبة لما كنا لنهتمّ بأدائها ولحُرمنا من ذلك الإستعداد المناسب لإدراك تلك الرحمات.
✍🏻 آية الله الشيخ محمد تقي مصباح اليزدي رحمه الله
📖 على أعتاب الحبيب
5⃣#شرح_دعاء_الإفتتاح
•تكبّر الإنسان وعدم توجهه إلى الله
في هذه المقاطع، يُشار إلى موقعيّة الإنسان في مقابل الله لكي يُدرك هذا الإنسان موقعيّته الحقيقيّة عنده، فمن جهة يرى لطف الله به ومن جهة أخرى يُدرك كفرانه وضآلته أمام الله لهذا يقول: ✨«يا ربّ إنّك تدعوني فأُولّي عنك».
✨«وتتودّد إليّ فلا أقبل منك»، فهل حدث لحد الآن أن أظهرنا المحبة وتودّدنا إلى شخص لكنه لم يكترث؟
❗️فكيف سيكون حالنا لو فعل هذا الشخص ذلك بنا؟! ألن نيأس من التودّد إليه بعد كلّ هذا الجفاء وعدم الاكتراث؟ لعلّ إظهار هذه المحبة الإنسانيّة لشخصٍ آخر كان لأجل بعض الأغراض الدنيويّة، ولكن محبة الله بالنسبة لعباده هل تنبع من مثل هذه الأغراض والمآرب؟ نحن في الواقع نحمل تصوّراً خاطئًا حول هذا التودّد الإلهيّ حیث یُشیر مقطع الدعاء: ✨«كأنّ لي الطول عليك»، فبدل أن نشعر بالاحتياج ونعترف به عسى أن نكون مورد عناية الله، نُعرض عنه ونتصور أنّنا لنا حقًّا على ربّنا أو أنّنا نمنّ عليه بدعائه وذكره.
فما أقبح التّكبر والغرور مقابل مائدة رحمة الله الواسعة، فماذا نمتلك نحن حتی نتبجّح ؟! فكلما دعانا ننشغل عنه بأمر ما، ولكن مع ذلك فإنّ سلوكنا السيّئ هذا لا يمنعه من الاستمرار من الرحمة والإحسان لنا.
✨« فَلَم يَمنَعكَ ذلِكَ مِنَ الرَّحمَةِ لي وَالإحسانِ إلَيَّ وَالتَّفَضُّلِ عَلَيَّ بِجودِكَ وَكَرَمِكَ فَارحَم عَبدَكَ الجاهِلَ وَجُد عَلَيهِ بِفَضلِ إحسانِكَ إنَّكَ جَوادٌ كَريمٌ» .
آية الله الشيخ محمد تقي مصباح اليزدي رحمه الله
📖 على أعتاب الحبيب
•تكبّر الإنسان وعدم توجهه إلى الله
في هذه المقاطع، يُشار إلى موقعيّة الإنسان في مقابل الله لكي يُدرك هذا الإنسان موقعيّته الحقيقيّة عنده، فمن جهة يرى لطف الله به ومن جهة أخرى يُدرك كفرانه وضآلته أمام الله لهذا يقول: ✨«يا ربّ إنّك تدعوني فأُولّي عنك».
✨«وتتودّد إليّ فلا أقبل منك»، فهل حدث لحد الآن أن أظهرنا المحبة وتودّدنا إلى شخص لكنه لم يكترث؟
❗️فكيف سيكون حالنا لو فعل هذا الشخص ذلك بنا؟! ألن نيأس من التودّد إليه بعد كلّ هذا الجفاء وعدم الاكتراث؟ لعلّ إظهار هذه المحبة الإنسانيّة لشخصٍ آخر كان لأجل بعض الأغراض الدنيويّة، ولكن محبة الله بالنسبة لعباده هل تنبع من مثل هذه الأغراض والمآرب؟ نحن في الواقع نحمل تصوّراً خاطئًا حول هذا التودّد الإلهيّ حیث یُشیر مقطع الدعاء: ✨«كأنّ لي الطول عليك»، فبدل أن نشعر بالاحتياج ونعترف به عسى أن نكون مورد عناية الله، نُعرض عنه ونتصور أنّنا لنا حقًّا على ربّنا أو أنّنا نمنّ عليه بدعائه وذكره.
فما أقبح التّكبر والغرور مقابل مائدة رحمة الله الواسعة، فماذا نمتلك نحن حتی نتبجّح ؟! فكلما دعانا ننشغل عنه بأمر ما، ولكن مع ذلك فإنّ سلوكنا السيّئ هذا لا يمنعه من الاستمرار من الرحمة والإحسان لنا.
✨« فَلَم يَمنَعكَ ذلِكَ مِنَ الرَّحمَةِ لي وَالإحسانِ إلَيَّ وَالتَّفَضُّلِ عَلَيَّ بِجودِكَ وَكَرَمِكَ فَارحَم عَبدَكَ الجاهِلَ وَجُد عَلَيهِ بِفَضلِ إحسانِكَ إنَّكَ جَوادٌ كَريمٌ» .
آية الله الشيخ محمد تقي مصباح اليزدي رحمه الله
📖 على أعتاب الحبيب
6⃣ #شرح_دعاء_الإفتتاح
•أبواب رحمة الله مفتوحة دائمًا
إن الأمر الأهم هو أن يجد الإنسان لياقة الكلام مع مولاه. فإن المناجاة والمعاشقة مع المعبود هي أعلى من كلّ شيء. فإذا كان العبد لائقًا في نظر مولاه، فسوف يأذن له بدعائه ومناجاته وأن يخلو به ويحادثه، والمولی بدوره يتوجّه إلى ما يقوله.
قليلًا ما نجد مثل هذه الفرص والأحوال بين الناس وخصوصًا إذا كان أمثال هؤلاء أصحاب الانشغالات الكثيرة. ففي هذه الحالة، لن تسنح لهم الفرصة للحديث مع العاملين عندهم أو الاستماع إليهم، وهذا العبد إذا كان عاشقًا لمولاه ويريد أن يتكلم معه فلن تسنح له الفرصة.
❤️ لكن الله هو ذاك المولى، الذي رغم عظمته اللامتناهية، والتي لا يمكن وصفها، ينتظر عباده ویرید أن يتقبّلهم مهما كانوا متسافلين ومسودّي الوجوه، ويستمع إلى دعائهم ومناجاتهم. فحين يدعوه العبد يُقبل ويرحّب به.
وقد جاء في الحديث القدسي أن الله خاطب أحد أنبياء بني إسرائيل قائلًا: «لو يعلم المدبرون عنّي كيف انتظاري لهم».
✨يقول الإمام السجاد عليه السلام في مناجاته مع الله: «نامت العيون وعلت النجوم وأنت الملك الحي القيوم غلّقت الملوك أبوابها وأقامت عليها حرّاسها وبابك مفتوح للسائلين جئتك لتنظر إليّ برحمتك يا أرحم الراحمين».
ونقرأ في بعض الأدعية: «ها هو الوقت الذي يخلو كل عاشق بمعشوقه ويناجيه»، وأولئك الذين لا حظّ لهم من العشق خامدون؛ والحيوانات أيضًا ساكنة، وكل الأبواب مغلقة، أما أبواب جودك وكرمك فمفتحة، فلا يوجد أي حارس يمنع من الدخول إلى محضر فيضك، فكلّ من طلبك يدعوك وأنت تُقبل عليه وليس هذا فحسب، بل إنك تدعو عبادك ليأتوا إليك وتناديهم، هل من تائب؟! وهل من نادم على فعله القبيح؟! وهل من قاصدٍ للرجوع حتى أقبله؟! فما أعظم رحمتك وكرمك اللذان يشملان عبادك العاصين الذين أغفلوك ولوّثوا العصمة بالرذيلة! «جلت عظمك وتقدّست أسماؤك». وبدل أن يلتجئ العبد إليك ويسألك القبول تدعوه ليأتي إليك.
يجب علينا أن نعرف من هو مولانا ويجب أن نزيد من هذه المعرفة فهو يقبل الجميع ولا يحدّد وقتًا لذلك. يقول الإمام السجاد عليه : «لا يشغله شأن عن شأن».
وفي الوقت الذي ينشغل أنبياؤه وملائكته المقرّبون وأوصياؤه بمناجاته ودعائه، فإنه لا يغفل عن الآخرين ولو دعاه موجود حقیر في طرف عالم الوجود للبّى دعوته. فمن كان له مثل هذا المولى فمن غير اللائق أن يغفل عنه لسنوات وأشهر. وهل من الطبيعي أن يتوجّه في وقت الصلوات والدعاء إلى كل شيء إلا إلى ربه؟! أليس من سوء الأدب أن ننهض إلى العبادة مع كل هذا الكسل والتثاقل، لا بل نمنّ عليه إذا عبدناه؟
✍🏻 آية الله الشيخ محمد تقي مصباح اليزدي رحمه الله
📖 على أعتاب الحبيب
•أبواب رحمة الله مفتوحة دائمًا
إن الأمر الأهم هو أن يجد الإنسان لياقة الكلام مع مولاه. فإن المناجاة والمعاشقة مع المعبود هي أعلى من كلّ شيء. فإذا كان العبد لائقًا في نظر مولاه، فسوف يأذن له بدعائه ومناجاته وأن يخلو به ويحادثه، والمولی بدوره يتوجّه إلى ما يقوله.
قليلًا ما نجد مثل هذه الفرص والأحوال بين الناس وخصوصًا إذا كان أمثال هؤلاء أصحاب الانشغالات الكثيرة. ففي هذه الحالة، لن تسنح لهم الفرصة للحديث مع العاملين عندهم أو الاستماع إليهم، وهذا العبد إذا كان عاشقًا لمولاه ويريد أن يتكلم معه فلن تسنح له الفرصة.
❤️ لكن الله هو ذاك المولى، الذي رغم عظمته اللامتناهية، والتي لا يمكن وصفها، ينتظر عباده ویرید أن يتقبّلهم مهما كانوا متسافلين ومسودّي الوجوه، ويستمع إلى دعائهم ومناجاتهم. فحين يدعوه العبد يُقبل ويرحّب به.
وقد جاء في الحديث القدسي أن الله خاطب أحد أنبياء بني إسرائيل قائلًا: «لو يعلم المدبرون عنّي كيف انتظاري لهم».
✨يقول الإمام السجاد عليه السلام في مناجاته مع الله: «نامت العيون وعلت النجوم وأنت الملك الحي القيوم غلّقت الملوك أبوابها وأقامت عليها حرّاسها وبابك مفتوح للسائلين جئتك لتنظر إليّ برحمتك يا أرحم الراحمين».
ونقرأ في بعض الأدعية: «ها هو الوقت الذي يخلو كل عاشق بمعشوقه ويناجيه»، وأولئك الذين لا حظّ لهم من العشق خامدون؛ والحيوانات أيضًا ساكنة، وكل الأبواب مغلقة، أما أبواب جودك وكرمك فمفتحة، فلا يوجد أي حارس يمنع من الدخول إلى محضر فيضك، فكلّ من طلبك يدعوك وأنت تُقبل عليه وليس هذا فحسب، بل إنك تدعو عبادك ليأتوا إليك وتناديهم، هل من تائب؟! وهل من نادم على فعله القبيح؟! وهل من قاصدٍ للرجوع حتى أقبله؟! فما أعظم رحمتك وكرمك اللذان يشملان عبادك العاصين الذين أغفلوك ولوّثوا العصمة بالرذيلة! «جلت عظمك وتقدّست أسماؤك». وبدل أن يلتجئ العبد إليك ويسألك القبول تدعوه ليأتي إليك.
يجب علينا أن نعرف من هو مولانا ويجب أن نزيد من هذه المعرفة فهو يقبل الجميع ولا يحدّد وقتًا لذلك. يقول الإمام السجاد عليه : «لا يشغله شأن عن شأن».
وفي الوقت الذي ينشغل أنبياؤه وملائكته المقرّبون وأوصياؤه بمناجاته ودعائه، فإنه لا يغفل عن الآخرين ولو دعاه موجود حقیر في طرف عالم الوجود للبّى دعوته. فمن كان له مثل هذا المولى فمن غير اللائق أن يغفل عنه لسنوات وأشهر. وهل من الطبيعي أن يتوجّه في وقت الصلوات والدعاء إلى كل شيء إلا إلى ربه؟! أليس من سوء الأدب أن ننهض إلى العبادة مع كل هذا الكسل والتثاقل، لا بل نمنّ عليه إذا عبدناه؟
✍🏻 آية الله الشيخ محمد تقي مصباح اليزدي رحمه الله
📖 على أعتاب الحبيب
7⃣ #شرح_دعاء_الإفتتاح
• رجاء الله والاتكال عليه
من المسائل التي اعتنى بها دعاء الافتتاح وأشار إليها هي أن الله تعالى لا يطرد عبده من عنده أبداً، ولا يُغلق باب رحمته عليه ولا يؤيسه. بالطبع، إن كل ذلك بشرط أن يتوجّه العبد إلى الله ويرجوه ويتوكل عليه، وفي غير هذه الحالة لا يقدر العبد على خداع ربه.
🔹من الممكن أن نقوم بعمل ما لغيرنا ويكون لنا غرض شخصيّ من وراء فعله، فنمنّ عليه ونقول له لقد قمت بهذا العمل من أجلك، ولكنّنا لا نستطيع أن نفعل ذلك مع من هو مطّلع على بواطننا ويعلم نوايانا.
🔹 إن قولنا: «إن شاء الله»، الذي يتكرّر على ألسنتنا جميعًا هو شعار جميل، لكن ينبغي أن نكون صادقين في أقوالنا وأفعالنا، فقد يجري هذا القول مئات المرات على ألسنتنا ولا نكون صادقين بما نقول سوى مرة واحدة.
~ من هنا، لو كان الإنسان مؤمّلًا حقًا بربّه فإنّه سيكون كما قال الإمام في الدعاء: ✨«لا يخيب أمله»؛ فإذا تبدل أملنا إلى يأس فذلك لأنّنا لم نکن مؤمّلين في الواقع ولم نُقدم على العمل انطلاقًا من أملنا به سبحانه. فإذا كان العمل منسجمًا مع ميولنا نهمّ به، وإذا خالف رغباتنا أو استوجب تعبًا وصعوبة ندعه ونُعرض عنه أو نقوم به بتثاقل.
~ فمثلا إذا رأينا في أي عمل وسيلة او واسطة معيّنة نقوم به، وبغير هذه الحالة نعتبر إنجازه غير ممكن أو أننا إذا لم نحصل على ذلك الدعم والعون الذي كنا نأمل به من ذلك الشخص فإنّنا ننزعج ونيأس من إكمال العمل، حتى وإن كان عملاً دنيويًّا بسيطًا،
🔹 وكل ذلك يدل على أننا فاقدون للتوكل على الله. ففي مثل هذه الحالات، إن الله تعالى لا يضمن تحقیق مثل هذه الآمال.
✍🏻 آية الله الشيخ محمد تقي مصباح اليزدي رحمه الله
📖 على أعتاب الحبيب
• رجاء الله والاتكال عليه
من المسائل التي اعتنى بها دعاء الافتتاح وأشار إليها هي أن الله تعالى لا يطرد عبده من عنده أبداً، ولا يُغلق باب رحمته عليه ولا يؤيسه. بالطبع، إن كل ذلك بشرط أن يتوجّه العبد إلى الله ويرجوه ويتوكل عليه، وفي غير هذه الحالة لا يقدر العبد على خداع ربه.
🔹من الممكن أن نقوم بعمل ما لغيرنا ويكون لنا غرض شخصيّ من وراء فعله، فنمنّ عليه ونقول له لقد قمت بهذا العمل من أجلك، ولكنّنا لا نستطيع أن نفعل ذلك مع من هو مطّلع على بواطننا ويعلم نوايانا.
🔹 إن قولنا: «إن شاء الله»، الذي يتكرّر على ألسنتنا جميعًا هو شعار جميل، لكن ينبغي أن نكون صادقين في أقوالنا وأفعالنا، فقد يجري هذا القول مئات المرات على ألسنتنا ولا نكون صادقين بما نقول سوى مرة واحدة.
~ من هنا، لو كان الإنسان مؤمّلًا حقًا بربّه فإنّه سيكون كما قال الإمام في الدعاء: ✨«لا يخيب أمله»؛ فإذا تبدل أملنا إلى يأس فذلك لأنّنا لم نکن مؤمّلين في الواقع ولم نُقدم على العمل انطلاقًا من أملنا به سبحانه. فإذا كان العمل منسجمًا مع ميولنا نهمّ به، وإذا خالف رغباتنا أو استوجب تعبًا وصعوبة ندعه ونُعرض عنه أو نقوم به بتثاقل.
~ فمثلا إذا رأينا في أي عمل وسيلة او واسطة معيّنة نقوم به، وبغير هذه الحالة نعتبر إنجازه غير ممكن أو أننا إذا لم نحصل على ذلك الدعم والعون الذي كنا نأمل به من ذلك الشخص فإنّنا ننزعج ونيأس من إكمال العمل، حتى وإن كان عملاً دنيويًّا بسيطًا،
🔹 وكل ذلك يدل على أننا فاقدون للتوكل على الله. ففي مثل هذه الحالات، إن الله تعالى لا يضمن تحقیق مثل هذه الآمال.
✍🏻 آية الله الشيخ محمد تقي مصباح اليزدي رحمه الله
📖 على أعتاب الحبيب
8⃣ #شرح_دعاء_الإفتتاح
🔹 إن ما نتوقّعه من الله ونأمله منه هو تلك الحياة الأبدية اللامحدودة، فهل عمِلنا بما يتناسب مع هذا الأمل والطلب؟
فإذا كنّا نأمل بذلك فلماذا لا تظهر آثار هذا الأمل في سلوكنا؟!
فالأفضل إذاً أن نواجه ربّنا بصدق ولا نخدع أنفسنا، لأنّ الله لا يمكن أن يُخدع، وإن كان البعض وللأسف، يظنون أنهم يخدعون الله، غافلين عن أنهم لا يخدعوا سوى أنفسهم: { يُخٰدعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلاّ أنفسهم}
~ يجب أن نكون صادقين مع الله وليس من الحكمة أن نتصرّف بحنكة مع الله!
🔹 فالانسان المحب لله هو الذي يُخلص نيّته لله ويتعامل معه بصدق. إن الذي نقوم به انطلاقًا من هوى النفس ثم نُطلق عليه عنوانًا ربّانيّا من الممكن أن يخدع الناس، لكنه لا يخدع الله. فإذا كان حالنا هكذا حتى الآن فذلك بسبب عدم إخلاص أعمالنا ونیاتنا.
🔹إن الاتكال على الله يعني الإيمان بأنّ جميع الأمور والأسباب هي بيد الله.
فعلى الإنسان أن يتوجّه بقلبه إلى الله ويؤمن بهذه الحقيقة وهي أنه تعالى يؤمّن جميع الأمور ويوجهها ويهيئ الأسباب، وفي المكان الذي لا يكون هناك أسباب متوفرة فإنه لا يعجز عن تسبيب الأسباب وحتّى أنّه يقدر على الفعل من دون أسباب.
» بناء عليه، فالإنسان المؤمن لا ينبغي أن يقطع أمله بالله في أي حال من الأحوال، سواء كانت الأسباب العادية متوفرة أم غير ذلك.
فالعبد المؤمن لا يیأس إذا لم تصل يده إلى الوسائل التي يتوقعها، سواء كانت هذه الوسائل مالاً أو شفيعًا أو طبيبًا أو دواءً أو غير ذلك.
🔹 لهذا، لا ينبغي أن نتوقّع أن الله يحصر تأمین حاجاتنا بالطرق غير العادية. إن إغفالنا للأسباب العادية يُعد من عبادة الذات حيث نحصر طلبنا من الله بأن يحلّ مشاكلنا عبر الطرق غير العادية، لا إرادة الله اقتضت أن نصل إلى مقصودنا عبر الوسائل العادية.
يقول تعالى: «أبى الله أن يُجري الأشياء إلا بالأسباب»
أجل، إذا كانت الأسباب العادية غير متوفرة في مكان ما، يمكن الاستمداد من الوسائل غير العادية لإنجاز عملنا، مثلما أن الله قد أنزل على طائفة من بني إسرائيل مائدة من السماء وحفظ إبراهيم الخليل من حريق النار وغيرها من الموارد الكثيرة.
✍🏻 آية الله الشيخ محمد تقي مصباح اليزدي رحمه الله
📖 على أعتاب الحبيب
🔹 إن ما نتوقّعه من الله ونأمله منه هو تلك الحياة الأبدية اللامحدودة، فهل عمِلنا بما يتناسب مع هذا الأمل والطلب؟
فإذا كنّا نأمل بذلك فلماذا لا تظهر آثار هذا الأمل في سلوكنا؟!
فالأفضل إذاً أن نواجه ربّنا بصدق ولا نخدع أنفسنا، لأنّ الله لا يمكن أن يُخدع، وإن كان البعض وللأسف، يظنون أنهم يخدعون الله، غافلين عن أنهم لا يخدعوا سوى أنفسهم: { يُخٰدعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلاّ أنفسهم}
~ يجب أن نكون صادقين مع الله وليس من الحكمة أن نتصرّف بحنكة مع الله!
🔹 فالانسان المحب لله هو الذي يُخلص نيّته لله ويتعامل معه بصدق. إن الذي نقوم به انطلاقًا من هوى النفس ثم نُطلق عليه عنوانًا ربّانيّا من الممكن أن يخدع الناس، لكنه لا يخدع الله. فإذا كان حالنا هكذا حتى الآن فذلك بسبب عدم إخلاص أعمالنا ونیاتنا.
🔹إن الاتكال على الله يعني الإيمان بأنّ جميع الأمور والأسباب هي بيد الله.
فعلى الإنسان أن يتوجّه بقلبه إلى الله ويؤمن بهذه الحقيقة وهي أنه تعالى يؤمّن جميع الأمور ويوجهها ويهيئ الأسباب، وفي المكان الذي لا يكون هناك أسباب متوفرة فإنه لا يعجز عن تسبيب الأسباب وحتّى أنّه يقدر على الفعل من دون أسباب.
» بناء عليه، فالإنسان المؤمن لا ينبغي أن يقطع أمله بالله في أي حال من الأحوال، سواء كانت الأسباب العادية متوفرة أم غير ذلك.
فالعبد المؤمن لا يیأس إذا لم تصل يده إلى الوسائل التي يتوقعها، سواء كانت هذه الوسائل مالاً أو شفيعًا أو طبيبًا أو دواءً أو غير ذلك.
🔹 لهذا، لا ينبغي أن نتوقّع أن الله يحصر تأمین حاجاتنا بالطرق غير العادية. إن إغفالنا للأسباب العادية يُعد من عبادة الذات حيث نحصر طلبنا من الله بأن يحلّ مشاكلنا عبر الطرق غير العادية، لا إرادة الله اقتضت أن نصل إلى مقصودنا عبر الوسائل العادية.
يقول تعالى: «أبى الله أن يُجري الأشياء إلا بالأسباب»
أجل، إذا كانت الأسباب العادية غير متوفرة في مكان ما، يمكن الاستمداد من الوسائل غير العادية لإنجاز عملنا، مثلما أن الله قد أنزل على طائفة من بني إسرائيل مائدة من السماء وحفظ إبراهيم الخليل من حريق النار وغيرها من الموارد الكثيرة.
✍🏻 آية الله الشيخ محمد تقي مصباح اليزدي رحمه الله
📖 على أعتاب الحبيب