كن جميلا ترى الوجود جميلا
2.08K subscribers
6.61K photos
1.35K videos
546 files
2.56K links
فلتشرق من عينيك البراقتين كن مشرقاً بذاتك كالشمس
فلا تكن قمراً،ولا نجماً يحتاج غيره ليضيء
Download Telegram
الطريق إلى الحجة المبرورة (4)
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فِي ليلة مزدلفة
جاء فِي حديث جابر الطويل فِي صحيح مسلم فِي وصف حجَّته صلى الله عليه وسلم قال‏: ((حَتَّى أَتَى الْمُزْدَلِفَةَ فَصَلَّى بِهَا الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ بِأَذَانٍ وَاحِدٍ وَإِقَامَتَيْنِ وَلَمْ يُسَبِّحْ بَيْنَهُمَا شَيْئًا، ثُمَّ اضْطَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى طَلَعَ الْفَجْرُ وَصَلَّى الْفَجْرَ حِينَ تَبَيَّنَ لَهُ الصُّبْحُ بِأَذَانٍ وَإِقَامَةٍ، ثُمَّ رَكِبَ الْقَصْوَاءَ حَتَّى أَتَى الْمَشْعَرَ الْحَرَامَ فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ فَدَعَاهُ وَكَبَّرَهُ وَهَلَّلَهُ وَوَحَّدَهُ، فَلَمْ يَزَلْ وَاقِفًا حَتَّى أَسْفَرَ جِدًّا فَدَفَعَ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمس)).
أما الضَّعَفَة فكانت لهم رخصة من النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بالدفع آخر اللَّيل، كما جاء فِي صحيح البخاري ومسلم كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يُقَدِّمُ ضَعَفَةَ أَهْلِهِ، فَيَقِفُونَ عِنْدَ المَشْعَرِ الحَرَامِ بِالْمُزْدَلِفَةِ بِلَيْلٍ فَيَذْكُرُونَ اللَّهَ مَا بَدَا لَهُمْ، ثُمَّ يَرْجِعُونَ قَبْلَ أَنْ يَقِفَ الإِمَامُ وَقَبْلَ أَنْ يَدْفَعَ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَقْدَمُ مِنَى لِصَلاَةِ الفَجْرِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقْدَمُ بَعْدَ ذَلِكَ، فَإِذَا قَدِمُوا رَمَوْا الجَمْرَةَ وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَقُولُ: «أَرْخَصَ فِي أُولَئِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم».
وحديث عَبْدِاللَّهِ، مَوْلَى أَسْمَاءَ، عَنْ أَسْمَاءَ: أَنَّهَا نَزَلَتْ لَيْلَةَ جَمْعٍ عِنْدَ المُزْدَلِفَةِ، فَقَامَتْ تُصَلِّي، فَصَلَّتْ سَاعَةً ثُمَّ قَالَتْ: «يَا بُنَيَّ، هَلْ غَابَ القَمَرُ؟»، قُلْتُ: لاَ، فَصَلَّتْ سَاعَةً ثُمَّ قَالَتْ: «يَا بُنَيَّ هَلْ غَابَ القَمَرُ؟»، قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَتْ: «فَارْتَحِلُوا»، فَارْتَحَلْنَا وَمَضَيْنَا، حَتَّى رَمَتِ الجَمْرَةَ، ثُمَّ رَجَعَتْ فَصَلَّتِ الصُّبْحَ فِي مَنْزِلِهَا، فَقُلْتُ لَهَا: يَا هَنْتَاهُ مَا أُرَانَا إِلَّا قَدْ غَلَّسْنَا، قَالَتْ: «يَا بُنَيَّ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَذِنَ لِلظُّعُنِ». رواه البخاري ومسلم.
وقد بوب عليهما البخاري فِي كتاب الحجِّ بقوله: بَابُ مَنْ قَدَّمَ ضَعَفَةَ أَهْلِهِ بِلَيْلٍ، فَيَقِفُونَ بِالْمُزْدَلِفَةِ، وَيَدْعُونَ، وَيُقَدِّمُ إِذَا غَابَ القَمَرُ.
وبوب عليهما الإمام مسلم فِي كتاب المناسك بقوله: بَابُ اسْتِحْبَابِ تَقْدِيمِ دَفْعِ الضَّعَفَة مِنَ النِّسَاءِ وَغَيْرِهِنَّ مِنْ مُزْدَلِفَةَ إِلَى مِنَى فِي أَوَاخِرِ اللَّيل قَبْلَ زَحْمَةِ النَّاسِ، وَاسْتِحْبَابِ الْمُكْثِ لِغَيْرِهِمْ حَتَّى يُصَلُّوا الصُّبْحَ بِمُزْدَلِفَةَ.

فملخص هدي النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي ليلة المزدلفة هو:
• صلاة المغرب والعشاء جمعًا وقصرًا حال الوصول.
• النوم بعد الصلاة وأخذ قسط من الراحة.
• صلاة الفجر فِي أول وقتها فِي مزدلفة.
• المكث بعد صلاة الفجر للدعاء حتى تسفر جدًّا.
• الدفع من مزدلفة قبل طلوع الشَّمس.
أما الضَّعَفَة فقد أذن لهم بالدفع فِي آخر اللَّيل بعد غياب القمر، والقمر يغيب فِي تلك اللَّيلة فِي الثلث الأخير من اللَّيل وليس فِي منتصف اللَّيل.
أما إداريو حملات الحجِّ فكثير منهم لا يلتزم بهذا الهدي النَّبَوِي:
• فمنهم من يقتصر على الصَّلاة ثُمَّ يخرج من مزدلفة بعدها مباشرة.
• ومنهم من يجلس ساعة أو ساعتين للعَشاء ثُمَّ يخرج من مزدلفة.
• ومنهم من يخرج بعد منتصف اللَّيل.
• ومنهم من يصلي الفجر ويخرج من مزدلفة ولا يقف للدعاء.
• وقليل منهم من يلتزم بهدي النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فِي مزدلفة.
وحُجَّتُهم فِي الخروج من مزدلفة وعدم المبيت وجود النساء والضَّعَفَة فِي مجموعة الحجاج.
قال ابن تيمية رحمه الله: (( وَالسُّنَّةُ أَنْ يَبِيتَ بمزدلفة إلَى أَنْ يَطْلُعَ الْفَجْرُ فَيُصَلِّيَ بِهَا الْفَجْرَ فِي أَوَّلِ الْوَقْتِ ثُمَّ يَقِفَ بِالْمَشْعَرِ الْحَرَام إلَى أَنْ يُسْفِرَ جِدًّا قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمس، فَإِنْ كَانَ مِنْ الضَّعَفَة كَالنِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ وَنَحْوِهِمْ فَأنَّه يَتَعَجَّلُ مِنْ مُزْدَلِفَةَ إلَى مِنَى إذَا غَابَ الْقَمَرُ، وَلَا يَنْبَغِي لِأَهْلِ الْقُوَّةِ أَنْ يَخْرُجُوا مِنْ مُزْدَلِفَةَ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ فَيُصَلُّوا بِهَا الْفَجْرَ وَيَقِفُوا بِهَا، وَمُزْدَلِفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ لَكِنَّ الْوُقُوفَ عِنْدَ قُزَحَ أَفْضَلُ وَهُوَ جَبَلُ الميقدة وَهُوَ الْمَكَانُ الَّذِي يَقِفُ فِيهِ النَّاس الْيَوْمَ. وَقَدْ بُنِيَ عَلَيْهِ بِنَاءٌ وَهُوَ الْمَكَانُ الَّذِي يَخُصُّهُ كَثِيرٌ مِنْ الْفُقَهَاءِ بِاسْمِ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ. فَإِذَا كَانَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمس أَفَاضَ مِنْ مُزْدَلِفَةَ إلَى مِنَى)). (مجموع الفتاوى 26/ 135)
وقال الشيخ ابن باز رحمه الله: ((ويبيت الحاجُّ فِي هَذِهِ اللَّيلة بمزدلفة، ويجوز للضَّعَفَة من النساء والصبيان ونحوهم أن يدفعوا إلى مِنَى آخر اللَّيل؛ لحديث عائشة وأُمِّ سلمة وغيرهما.
وأما غيرهم من الحُجَّاج فيتأكد فِي حقِّهم أن يقيموا بها إلى أن يصلُّوا الفجرَ، ثُمَّ يقفوا عند المشعر الحرام فيستقبلوا القبلة ويكثروا من ذِكر الله وتكبيره والدعاء إلى أن يسفروا جدًّا. ويُستحبُّ رفع اليدين هنا حال الدعاء، وحيثما وقفوا من مزدلفة أجزأهم ذلك، ولا يجب عليهم القرب من المشعر ولا صعوده؛ لقول النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «وقفت ههنا - يعني: على المشعر - وجَمْعُ كلُّها موقفٌ » رواه مسلم فِي صحيحه، وجمع: هي مزدلفة)). (مجموع فتاوى ابن باز 16/ 76)
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: ((بعض الحُجَّاج يدفعون من مزدلفة قبل أن يمكثوا فيها أدنى مكث، فتجده يمرُّ بها مرورًا ويستمرُّ ولا يقف، ويقول: إنَّ المرور كافٍ، وهذا خطأٌ عظيمٌ، فإنَّ المرور غير كافٍ؛ بل السُّنة تدلُّ على أنَّ الحاجَّ يبقى فِي مزدلفة حتى يصلي الفجر، ثُمَّ يقف عند المشعر الحرام يدعو الله تعالى حتى يُسفر جدًّا، ثُمَّ ينصرف إلى مِنَى (والإسفار هو انتشار ضوء النهار قبل طلوع الشَّمس)، ورخَّص النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم للضَّعَفَة من أهلهِ أن يدفعوا من مزدلفة بليلٍ. وكانت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما ترقب غروب القمر فإذا غاب القمر دفعت من مزدلفة إلى مِنَى.
وهذا - الدفع بعد غروب القمر - ينبغي أن يكون هو الحدَّ الفاصل؛ لأنَّه فعل صحابي، والنَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أذن للضَّعَفَة من أهلهِ أن يدفعوا بليلٍ، ولم يُبَيِّن فِي هَذَا الحديث حدَّ هَذَا اللَّيل، ولكن فعل الصحابي قد يكون مبينًا له ومفسِّرًا له.
وعليه، فالذي ينبغي أن يحدِّد الدَّفع للضَّعَفَة ونحوهم ممن يشقُّ عليهم مزاحمة النَّاس، ينبغي أن يُقيِّد بذلك بغروب القمر، وغروب القمر فِي اللَّيلة العاشرة يكون قطعًا بعد منتصف اللَّيل، يكون بمضي ثلثي اللَّيل تقريبًا)). (دليل الأخطاء الَّتِي يقع فيها الحاج والمعتمر 74)
نكمل غدًا إن شاء الله.
وكتبه
د. عادل حسن يوسف الحمد
الطريق إلى الحجة المبرورة (5)
سيرة النبي صلى الله عليه وسلم في يوم النحر

جاء فِي صحيح مسلم من حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى الْبُدْنِ فَنَحَرَهَا وَالْحَجَّامُ جَالِسٌ وَقَالَ بِيَدِهِ عَنْ رَأْسِهِ فَحَلَقَ شِقَّهُ الْأَيْمَنَ فَقَسَمَهُ فِي مَنْ يَلِيهِ، ثُمَّ قَالَ: احْلِقْ الشِّقَّ الْآخَرَ، فَقَالَ: ((أَيْنَ أَبُو طَلْحَةَ؟)) فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ.
وجاء فِي حديث جابر الطويل عند مسلم فِي بيان حجَّة النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال: حَتَّى أَتَى الْجَمْرَةَ الَّتِي عِنْدَ الشَّجَرَةِ فَرَمَاهَا بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ يُكَبِّرُ مَعَ كُلِّ حَصَاةٍ مِنْهَا مِثْلِ حَصَى الْخَذْفِ؛ رَمَى مِنْ بَطْنِ الْوَادِي ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى الْمَنْحَرِ، فَنَحَرَ ثَلَاثًا وَسِتِّينَ بِيَدِهِ، ثُمَّ أَعْطَى عَلِيًّا فَنَحَرَ مَا غَبَرَ، وَأَشْرَكَهُ فِي هَدْيِهِ، ثُمَّ أَمَرَ مِنْ كُلِّ بَدَنَةٍ بِبَضْعَةٍ فَجُعِلَتْ فِي قِدْرٍ فَطُبِخَتْ فَأَكَلَا مِنْ لَحْمِهَا وَشَرِبَا مِنْ مَرَقِهَا، ثُمَّ رَكِبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَفَاضَ إِلَى الْبَيْتِ فَصَلَّى بِمَكَّةَ الظُّهر.
قال البغوي رحمه الله: ((تَرْتِيبُ أَعْمَالِ يَوْمِ النَّحْرِ سُنَّةٌ، وَهُوَ أَنْ يَرْمِيَ، ثُمَّ يَذْبَحَ، ثُمَّ يَحْلِقَ، ثُمَّ يَطُوفَ، فَلَوْ قَدَّمَ مِنْهَا نُسُكًا عَلَى نُسُكٍ، لَا شَيْءَ عَلَيْهِ عِنْدَ أَكْثَرِ أَهْلِ الْعِلْمِ، وَإِلَيْهِ ذَهَبَ مُجَاهِدٌ، وَطَاوُسٌ، وَبِهِ قَالَ الشَّافِعِيُّ، وَأَحْمَدُ، وَإِسْحَاقُ)). (شرح السنة 7/213)
فخطَّة سير النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يوم النحر تبدأ من التَّحرُّك من مزدلفة قبل طلوع الشَّمس، ثُمَّ التَّوجه إلى مِنَى لرمي جمرة العقبة، ثُمَّ بعد أن نحر وحلق، توجَّه إلى مَكَّة لطواف الإفاضة.
هذا الترتيب فِي خطَّة هَذَا اليوم العظيم هو الذي وسَّع فيه النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ورخَّص للناس بالتقديم والتأخير فيه.
دلَّت على ذلك الأحاديث الواردة فِي كتب السُّنة، منها: حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَقَفَ فِي حَجَّةِ الوَدَاعِ، فَجَعَلُوا يَسْأَلُونَهُ، فَقَالَ رَجُلٌ: لَمْ أَشْعُرْ، فَحَلَقْتُ قَبْلَ أَنْ أَذْبَحَ، قَالَ: «اذْبَحْ وَلاَ حَرَجَ»، فَجَاءَ آخَرُ فَقَالَ: لَمْ أَشْعُرْ فَنَحَرْتُ قَبْلَ أَنْ أَرْمِيَ، قَالَ: «ارْمِ وَلاَ حَرَجَ»، فَمَا سُئِلَ يَوْمَئِذٍ عَنْ شَيْءٍ قُدِّمَ وَلاَ أُخِّرَ إِلَّا قَالَ: «افْعَلْ وَلاَ حَرَجَ». رواه البخاري ومسلم.
أما إداريو حملات الحجِّ فخُطتهم مختلفة:
• فمنهم من يخرج ليلًا من مزدلفة بحسب مكثه فيتَّجه إلى الرَّمي ثُمَّ الطَّوَاف والحلق وينتهي قبل صلاة الفجر.
• ومنهم من يخرج ليلًا من مزدلفة فيتَّجه إلى الطَّوَاف ثُمَّ الحلق ثُمَّ ينتظر حتى العصر فيرمي جمرة العقبة.
• ومنهم من يفعل كسابقه ولكنه يرمي جمرة العقبة الكبرى بعد المغرب.
• ومنهم من يلتزم هدي النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ويأخذ بالسَّعة إذا احتاج لها حيث أجاز النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم.

نكمل غدًا إن شاء الله.
وكتبه
د. عادل حسن يوسف الحمد
الطريق إلى الحجة المبرورة (6)
سيرة النبي صلى الله عليه وسلم في أيام التشريق
أيام التَّشرِيق، أيَّام منى:
جــاء فِي حــديث عائشـة رضي الله عنها بيـان خُـطَّـة ســـــير النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أيَّــام التَّشـــــرِيق، قَالَتْ: «أَفَـــاضَ رَسُــــــولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ آخِرِ يَوْمِهِ حِينَ صَلَّى الظُّهر، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى مِنَى، فَمَكَثَ بِهَا لَيَالِيَ أيَّام التَّشرِيق يَرْمِي الْجَمْرَةَ، إِذَا زَالَتِ الشَّمس كُلُّ جَمْرَةٍ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ، يُكَبِّرُ مَعَ كُلِّ حَصَاةٍ، وَيَقِفُ عِنْدَ الْأُولَى، وَالثَّانِيَةِ فَيُطِيلُ الْقِيَامَ، وَيَتَضَرَّعُ، وَيَرْمِي الثَّالِثَةَ وَلَا يَقِفُ عِنْدَهَا».
فهدي النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فِي خطَّة السير أيَّام التَّشرِيق فِي مِنَى هو:
• البقاء فيها ليلاً ونهارًا.
• التوجُّه إلى الجمرات لرمي الجمار بعد زوال الشَّمس.
أما ما يفعله إداريو حملات الحجِّ، فله صور:
• غالبهم لا يبيت فِي مِنى ويكتفي بالمرور عليها أو البقاء فيها بعض اللَّيل.
• غالبهم يرمي فِي اللَّيل فِي اليوم الأول والثاني من أيَّام التَّشرِيق لمن لم يكن متعجلًا.
• منهم من يرمي قبل الزَّوَال بحجة التعجُّل.
• ومنهم من يرمي بعد الفجر يوم التعجُّل.
• وقليل منهم من يلتزم بهدي النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الرَّمي.

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: ((بعض النَّاس لا يبيتون بها ليلتي الحادي عشر والثاني عشر، بل يبيتون خارج مِنى من غير عُذرٍ، يريدون أن يترفَّهوا، أو يشمُّوا الهواء- كما يقولون- وهذا جهلٌ وضلالٌ، ومخالفةٌ لسُنة الرَّسُول صلى الله عليه وسلم.
والإنسان الذي يريد أن يترفَّه لا يأتي للحجِّ، فإن بقاءه فِي بلده أشدُّ ترفُّهًا، وأسلم من تكلُّف المشاقِّ والنفقات)). (دليل الأخطاء الَّتِي يقع فيها الحاج والمعتمر 86)
وقال أيضًا: ((ومن الأخطاء الَّتِي يرتكبها بعض الحُجَّاج فِي الإقامة بمنى وهو يسير لكن ينبغي المحافظة عليه أن بعض النَّاس يبيت فِي مِنى، ولكن إذا كان النهار نزل إلى مَكَّة ليترفَّه بالظل الظليل، والمكيِّفات والمبرِّدات، ويسلم من حرِّ الشَّمس ولفح الحرِّ، وهذا وإن كان جائزًا على مقتضى قواعد الفقهاء، حيث قالوا: (إنَّه لا يجب إلا المبيت) فإنَّه خلاف السُّنة، لأن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بقي فِي مِنى ليالي وأيام التَّشرِيق فإنَّه عليه الصلاة والسلام يمكث فِي مِنى ليالي أيَّام التَّشرِيق وأيام التَّشرِيق)). (دليل الأخطاء الَّتِي يقع فيها الحاج والمعتمر 87)

وقال الشيخ كذلك عن الرَّمي قبل الزَّوَال: ((أما قولك إذا كان الجواب بعدم الجواز أليس هناك رأي يجيز الرَّمي قبل الزَّوَال؟
الجواب هناك رأي يجيز الرَّمي قبل الزَّوَال ولكنه ليس بصحيح، والصواب أنَّ الرَّمي قبل الزَّوَال لا يجوز وذلك لأن النبيَّ، صلى الله عليه وسلم، قال (خُذوا عني مناسككم)، ولم يرمِ، صلى الله عليه وسلم، إلا بعد الزَّوَال، فإن قال قائل رَمْيُ النبيِّ، صلى الله عليه وسلم، بعد الزَّوَال مجرَّد فعل، ومجرَّد الفعل لا يدلُّ على الوجوب؟ قلنا: هَذَا صحيح، أنَّه مجرَّد فعل، ومجرَّد الفعل لا يدلُّ على الوجوب.
أما كونه مجرَّد فعل فلأنَّ النبيَّ، صلى الله عليه وسلم، لم يأمر بأن يكون الرَّمي بعد الزَّوَال ولا نهى عن الرَّمي قبل الزَّوَال، وأما كون الفعل لا يدلُّ على الوجوب فنعم، لا يدلُّ على الوجوب لأن الوجوب لا يكون إلا بأمر بالفعل أو نهي عن الترك.
ولكن نقول هَذَا الفعل دلَّت القرينة على أنَّه للوجوب، ووجه ذلك أن يكون الرَّسُولُ، صلى الله عليه وسلم، يؤخِّر الرَّمي حتى تزول الشَّمس يدلُّ على الوجوب إذ لو كان الرَّمي قبل الزَّوَال جائزًا لكان النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يفعله لأنَّه أيسر على العباد وأسهل، والنَّبِيُّ عليه الصلاة والسلام ما خُيِّر بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثمًا، فكونه لم يختر الأيسر هنا وهو الرَّمي قبل الزَّوَال يدلُّ على أنَّه إثم.
والوجه الثاني مما يدلُّ على أنَّ هَذَا الفعل للوجوب كون الرَّسُول عليه الصلاة والسلام يرمي فور زوال الشَّمس قبل أن يصلي الظُّهر فكأنَّه يترقَّب الزَّوَال بفارغ الصَّبر ليبادرَ بالرَّمي، ولهذا أخَّر صلاة الظُّهر مع أنَّ الأفضل تقديمها فِي أول الوقت، كلُّ ذلك من أجل أن يرمي بعد الزَّوَال)). (فتاوى إسلامية 2/ 281)
وقال أيضًا: ((ومن الخطأ أيضًا فِي رمي الجمرات فِي أيَّام التَّشرِيق: أن بعض النَّاس يرميها قبل الزَّوَال، وهذا خطأ كبير، لأن رميها قبل الزَّوَال رمي لها قبل دخول وقتها، فلا يصحُّ، لقول النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد".
وقد ثبت أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم لم يرمها إلا بعد زوال الشَّمس وقبل صلاة الظُّهر، مما يدلُّ على أنَّه عليه الصلاة والسلام كان يرتقب الزَّوَال ارتقابًا تامًّا، فبادر من حين زالت الشَّمس قبل أن يصلي الظُّهر، ولقول عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: (كنا نتحيَّن فإذا زالت الشَّمس رمينا)، ولأنَّه لو كان الرَّمي جائزًا قبل زوال الشَّمس لفعله النَّبِيُّ عليه الصلاة والسلام؛ لأنَّه أيسر للأُمَّة، والله عَزَّ وَجَلَّ إنَّما يشرع لعباده ما كان أيسر، فلو كان مما يتعبَّد به لله- أعني الرَّمي قبل الزَّوَال- لشرعه الله تعالى لعباده، لقوله تعالى: ﴿يُرِيدُ الله بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ﴾ فلمَّا لم يشرع قبل الزَّوَال علم أن ما قبل الزَّوَال ليس وقتًا للرمي، ولا فرق فِي ذلك بين اليوم الحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر، فكلُّها سواء، كلُّها لم يرمِ فيها النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إلا بعد الزَّوَال.
فليحذر المؤمن من التَّهاون فِي أمور دينه، وليتَّقِ الله تعالى ربَّه، فإنَّ من اتقى ربَّه جعل له مخرجًا، ومن اتقى ربَّه جعل له من أمره يُسْرًا، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾)). (دليل الأخطاء الَّتِي يقع فيها الحاج و المعتمر 83)

نكمل غدًا إن شاء الله.
وكتبه
د. عادل حسن يوسف الحمد
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
🌸🌸
🌸
🌻 تكبيرات العيد .

💐 للشيخ علي أحمد .

🌹اللهــم صــــل وسلــــم
علـــى نبينـــا محمــــدﷺ🌹
🌸
🌸🌸
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
🌻🌻
🌻
🌼 فضائل ❈.العشـر .
🍁 الشيخ : سعد ✵.العتيق .

🌹اللهــم صــــل وسلــــم
علـــى نبينـــا محمــــدﷺ🌹
🌻
🌻🌻
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
🥀🥀
🥀
💐أيهما أولى صيام عشر ذي الحجة أو قضاء رمضان .
🔆 لسماحة الشيخ عبدالعزيز ابن باز رحمه الله .

🌹اللهــم صــــل وسلــــم
علـــى نبينـــا محمــــدﷺ🌹
🥀
🥀🥀
الله أكبرُ
‏والفؤادُ مهلّلٌ
‏ويكاد ينطق هاتفًا لبيكَ
‏الله أكبرُ
‏والمدائحُ كلها
‏منثورة ياربّ بين يديكَ.

🌹اللهــم صــــل وسلــــم
علـــى نبينـــا محمــــدﷺ🌹
كبرُوا وهللوا و احمدُوا الله كثيراً ،
فنحن في أحب الأيام وأعظمُهآ .

🌹اللهــم صــــل وسلــــم
علـــى نبينـــا محمــــدﷺ🌹