كن جميلا ترى الوجود جميلا
2.09K subscribers
6.61K photos
1.35K videos
546 files
2.55K links
فلتشرق من عينيك البراقتين كن مشرقاً بذاتك كالشمس
فلا تكن قمراً،ولا نجماً يحتاج غيره ليضيء
Download Telegram
الطريق إلى الحجة المبرورة (9)
الإرشاد فِي حملات الحجِّ:
تُلزَم حملات الحجِّ من قبل إدارة بعثة الحجِّ الحكومية بوجود مُرشد للحجَّاج معها لتعليمهم أحكام النُّسك، وهذا أمر طيب، ولكن ما واقع المرشدين فِي هَذِهِ الحملات، وما الصعوبات الَّتِي يواجهونها فِي عملهم؟ وما موقعهم من الخطَّة الإدارية فِي حملات الحجِّ؟
غالب حملات الحجِّ تُخطِّط لمسيرة الحُجَّاج ثُمَّ تُمليها على المُرشد، وعليه أن يوجه الإرشاد والأقوال بما يتناسب مع الخطَّة الإدارية وليس العكس.
بل بعض هذه الحملات تشترط على المُرشد ألَّا يقول بخلاف رأي الإدارة فِي مسائل الحجِّ، وإلَّا لن يؤخذ معهم فِي المرَّات القادمة!
فيقع المُرشد فِي حَيْرَة من أمره، بين أن يُبَيِّن الحقَّ الذي يدين الله به ويُرشد النَّاس للهدي النَّبَوِي وتكون النتيجة ألَّا يخرج معهم مرة ثانية، وبين أن يسكت ويُضيِّع على الحُجَّاج أجورًا عظيمة، أو بين أن يُوقعهم فِي حَرج ونَقص فِي حجَّتهم، حتى يوافق رأي الإدارة ويستمر فِي الحجِّ معهم!
وأحسب أنَّ المُرشد الذي آتاه الله علمًا ونورًا وبصيرةً بالهدي النَّبَوِي فِي الحجِّ، لن يَغشَّ الحُجَّاج وسَيُبَيِّن لهم الحقَّ ولو أغضب إدارة حملات الحجِّ.
ونصيحتي لإخواني المُرشدين فِي الحجِّ أن يتَّقوا الله فِي الحُجَّاج؛ فإنَّهم أمانة فِي أعناقهم فلا يضيعونهم لِعَرَضٍ من الدنيا قليل.
إدارة بعثات الحجِّ الحكومية:
لا يختلف الكلام عن إدارة بعثات الحجِّ الحكومية عمَّا ذكرنا عن إدارة حملات الحجِّ، فهناك تشابه واضح وملموس فِي المسائل الَّتِي مرَّت يمكن لإدارة بعثات الحجِّ الاستفادة منها.
ولكن هنا سؤال لإدارة بعثات الحجِّ الحكومية:
هل خُطَّتكم مبنيَّة على خُطَّة سير النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فِي الحجِّ أم أنَّها مخالفة لها؟ وهل لكم دور فِي تحقيق الحاجِّ الحَجَّةَ المبرورةَ؟
ويمكن معَرَفَة الإجابة من خلال عرض بعض النُّقاط:
الأولى:
توزيع مساحات الأرض فِي مِنَى لا يتناسب مع الأعداد المرخَّص لها من قبل إدارة بعثة الحجِّ لكلِّ حملة، مما يحرج إدارة حملات الحجِّ فِي مسألة البقاء فِي مِنَى.
كنا نحجُّ سابقًا من البحرين بأعدادٍ أكثر بكثير من هَذِهِ الأعداد الحالية فِي هَذِهِ الأعوام المتأخرة، فقد كانت تصل أعداد الحُجَّاج إلى أحد عشر ألف حاجٍّ، واليوم عدد الحُجَّاج ثلاثة آلاف حاجٍّ!
وكان النَّاس سابقًا يجلسون فِي مِنَى من اليوم الثامن حتى نهاية أيَّام التَّشرِيق، ولا يعرفون السَّكن فِي مَكَّة أيَّام الحجِّ إلا بعد انتهاء النُّسك، فأين الخلل؟ هل قلصت مساحة مِنَى الَّتِي تُعطى لأهل البحرين؟ وإذا كان كذلك فلماذا لا يُرخص للعدد الذي يتيسَّر له البقاء فِي مِنَى حسب المساحة المعطاة؟!
قد تتعذَّر إدارة بعثة الحجِّ الحكومية بأن إدارة حملات الحجِّ لا تستفيد من مِنَى ولا تجلس فيها، وهذا خطأ إدارة حملات الحجِّ بلا شكَّ، ولكن الخطأ لا يُعالَج بخطأ مثله.
بإمكان إدارة بعثة الحجِّ الحكوميَّة أن تمنح المساحة الكافية لإدارة حملة الحجِّ الَّتِي توافق خُطَّتها الهدي النَّبَوِي فِي البقاء فِي مِنَى طوال أيَّام التَّشرِيق، وتمنع تمامًا من يسلك مسلك المرور على مِنَى أيَّام التَّشرِيق للرمي والتجول فيها بضع ساعات ثُمَّ يخرج إلى سكنه فِي مكة.
بإمكان إدارة بعثة الحج الحكومية كذلك أن تُرخِّص للأعداد المناسبة للمساحة المُعطاة فِي مِنَى بما يكفي للبقاء لمن أراد فتكون عونًا لإدارة حملات الحجِّ على تطبيق هدي النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فِي المبيت فِي مِنَى.
الثانية:
توزيع الأرض فِي مزدلفة، يقال فيه مثل ما قيل فِي أرض مِنَى، ويُضاف عليها أنَّ بعض إدارة حملات الحجِّ تعلن بصراحة أن إدارة بعثة الحجِّ الحكومية تُلزمهم بالخروج من مزدلفة ليلًا وعدم المبيت، فإن كان هَذَا واقعًا فعلًا تصريحًا أو تلميحًا، فهو مخالفٌ لهدي النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فِي الحجِّ ولا يجوز لأحد أن يُلزم النَّاس بمخالفة هدي النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم.
نكمل غدًا إن شاء الله.
وكتبه
د. عادل حسن يوسف الحمد
الطريق إلى الحجة المبرورة (10)
الأمر ليس بجديد
من توفيق الله أنِّي وقفت على مقالٍ كتبه الشَّيخ عبدالله بن حميد رحمه الله عام 1385ه، يردُّ فيه على مقال كُتب فِي صحيفة سعوديَّة يزعم فيه كاتب المقال أنَّ موافقة خُطَّة سير النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الحجِّ هي من التَّعسير على الحُجَّاج. وقد أوردت غالب الردِّ فِي المسائل الَّتِي نحتاج إليها فِي هَذِهِ الرسالة:
قال الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد: تعقيب وتنبيه حول مقال [الحجُّ بين التَّعسير والتَّيسير]
نشرت جريدة البلاد بعدديها الصادرين فِي 6 محرم، وفي 12 منه، سنة 1385ه، كلمتين للأستاذين الفاضلين: صالح محمد جمال، وأخيه أحمد محمد جمال؛ ومع شكري لهما وتقديري لمواقفهما الإسلاميَّة، بارك الله فيهما، وفي علومهما، غير أنَّه لابدَّ من إيضاح ما ورد من الخطأ فِي كلمتيهما.
قال الأخ الفاضل صالح فِي كلمته بعنوان: "الحجُّ بين التَّعسير والتَّيسير": ذكَّرني هَذَا الاقتراح، بما يعمد إليه خطباء المساجد عندنا، فِي كل عام فِي موسم الحجِّ، من إيراد صفة حجِّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وحث الحُجَّاج أن يحجُّوا كما حجَّ تمامًا... إلخ.
أقول: ناهيك بهذا شرفًا وفضلاً، من أنَّ المسلمين يحجُّون كما حجَّ الرَّسُول صلى الله عليه وسلم وأنَّ فيهم من يأمر بذلك، ويحثُّ عليه، ويُرغِّب فيه؛ فإنَّ الله أمرنا باتِّباعه، والتمسُّك بهديه. فقال تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾ [الأحزاب: 21]، وقال: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُول فَخُذُوهُ﴾ [الحشر: 7]، فهل يجوز لنا أن نُغيِّر فِي شرع الله ودينه؟ وفي صفة الحجِّ وهيئته؟ بحجَّة الفروق الزمنيَّة، واختلاف الوسائل العصريَّة؟! فيختصُّ الشَّرع فِي أناس كانوا فبانوا؟!.
لا أظنُّ أنَّ أحدًا من المسلمين يقول بهذا، أو يعيب على من حثَّ بالاقتداء بالنَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فِي الحجِّ، أو الصَّلاة، أو الزَّكاة، والصوم، وغيرها من شرائع الإسلام، فقد قال عبد الله بن مسعود: "اتَّبِعُوا وَلَا تَبْتَدِعُوا، فَقَدْ كُفِيتُمْ"، وقال: "إِنَّكُمُ الْيَوْمَ عَلَى الْفِطْرَةِ وَإِنَّكُمْ سَتُحْدِثُونَ وَيُحْدَثُ لَكُمْ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ مُحْدَثَةٍ فَعَلَيْكُمْ بِالْهَدْيِ الْأَوَّلِ".
مع أنَّ الحثَّ هو الحضُّ، والتَّرغيب وليس الإلزام والإيجاب، فهل يريد الأخ أن لا يذكر شيء أبدًا مما جاء عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فِي صفة الحجِّ؟!.
...
ثم قال الأستاذ: ولو أراد الحجيج كلُّهم أن يأخذوا بدعوة هؤلاء الخُطباء لدُقَّت الأعناق... إلخ.
أقول: لو تمسَّك النَّاس بحجِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لوجدوا فيه الخَير والبركة والهدوء، والرَّاحة التَّامة؛ فهذا الحجيج ينصرفون من عرفات إلى مزدلفة دفعة واحدة، وما دُقَّت الأعناق، ولا كُسِّرت الرواحل، ولا تعطَّلت الحركة، وما حصل إلا الخير. ثُمَّ هم ينفرون من مِنَى دفعة واحدة إلى مكة، ولا يبقى إلا القليل على كثرتهم.
وهؤلاء الخطباء لم يأتوا بشيء من عنديَّاتهم، أو استحساناتهم، حتى نترك أقوالهم، أو يمنعون من صيغ الخطب، الَّتِي يلقونها، وهي إيراد صفة حجِّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كما تفضلتم بذلك.
وبعد أن فُرض الحجُّ، أمر الرَّسُول صلى الله عليه وسلم أن يُنادى فِي الناس، بأنَّه سيحجُّ هَذَا العام، ليقتدوا بأفعاله، وليعلمهم طريقة أداء المناسك، فهل الرَّسُول صلى الله عليه وسلم أراد من هَذَا العمل، ومن قوله صلى الله عليه وسلم "خذوا عني مناسككم" تكليف أُمَّته والشقِّ عليهم؟! لا والله. ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ﴾[التوبة: 128]. وإذا لم نَتَّبع هدي الرَّسُول ونقتدي به، فمن نتَّبع؟ وكيف نُعَلِّم الجاهل، إذا كان حجُّ الرَّسُول صلى الله عليه وسلم فيه تكليف؟!
ثم قال الأخ صالح: ولولا رحمة الله الَّتِي تمثَّلت فِي اختلاف المذاهب الأربعة لكان الحجُّ عملية جدَّ شاقَّة.
أقول: أصحاب المذاهب الأربعة لم يقصدوا مخالفة النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم لغرض التوسعة على الناس، وليست أقوالهم شرعًا يُتبع إذا خالفت النَّصَّ، بل كلٌّ منهم يتحرى ما أمر به الرَّسُول صلى الله عليه وسلم أو فعله، أو أقرَّه، لا أنهم يأتون بأحكام جديدة لم تستند على دليل!
وهذا الاختلاف إنما نشأ عن حُسن نيَّة وتطلُّب للحقِّ، وإلا فكلُّهم مُجْمِعون على أنَّ أي قول يقولونه مخالف لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم يُضرب به عرض الحائط، قال هَذَا المعنى أبو حنيفة، ومالك، والشافعي وأحمد.
والخلاف: ليس رحمة، بل هو مذموم؛ ذمَّه القرآن والسنة: ﴿إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ﴾[الأنعام: 159]، ﴿وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ﴾ [هود: 119-118]، ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا﴾ [آل عمران: 103]، ﴿وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ﴾ [آل عمران: 105]، ﴿وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُول مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى﴾ [النساء: 115]. ولو كان الخلاف رحمة لما كان الإجماع - الذي هو الأصل الثالث - حُجَّة.
وفي حديث العرباض بن سارية: " عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ بَعْدِي عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ".
وجـــــاء فِي صحيــــح مسلم، عـــــن عبــــد الله بن عمــــرو بن العاص  قال: هَجَّرْتُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا، فسمع أصوات رجلين اختلفا فِي آية، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يُرى فِي وجهه الغضب، قال: "إنما أهلك من كان قبلكم اختلافهم فِي الكتاب" وفي حديث آخر: "أبهذا أمرتكم؟ أم بهذا أرسلت إليكم؟! وإنما أهلك من كان قبلكم كثرة التنازع فِي أمر دينهم، واختلافهم على أنبيائهم".
وبالجملة: فهذه الآيات، والأحاديث، والآثار، كلُّها تذمُّ الاختلاف، وتعيبه، وتمنع منه، وما يروى: "اختلاف أمتي رحمة" لا أصل له، كما قاله السيوطي، وابن الديبع، والسخاوي فِي المقاصد الحسنة. بل الرحمة والخير فِي الاجتماع؛ والشرُّ والبلاء فِي الفرقة والاختلاف، ومعناه ليس بصحيح، لأن المعنى: يكون الحثّ على الاختلاف، والتفرُّق، وعدم الاتفاق، طلبًا لتوسعة الرحمة.
والذي تعطيه عبارة الأخ فِي قوله: ولولا رحمة الله الَّتِي تمثَّلت فِي اختلاف المذاهب الأربعة،... إلخ، ما يدلُّ على أن الرحمة لم تتمثَّل وتحصل إلا بعد وجود هَذِهِ المذاهب الأربعة، وكثرة الخلاف؛ وأعتقد أن الأخ لا يقصد هذا، وإنما هي سبقة قلم.
قال الأخ: ولو أراد الحجيج كلُّهم أن يخرجوا دفعة واحدة من مَكَّة فيخرجوا يوم التروية، متَّجهين إلى مِنَى، ليصلوا بها الظُّهر، والعصر، والمغرب، والعشاء، وفجر اليوم التاسع، ثُمَّ يتحرك كل الحجيج دفعة واحدة أيضًا إلى عرفات، لو وقع هَذَا فعلًا، لما تحركت سيارة واحدة من مكة... إلى أن قال: ولو تحرَّكوا من مِنَى كلهم فِي صبيحة اليوم التاسع، لانتهى وقت الوقوف قبل أن يصل كلُّ الحجيج إلى عرفات.
أقول: لو خرجوا دفعةً واحدةً لتيسَّر أمرهم، ما داموا متَّبِعين لهدي الرَّسُول صلى الله عليه وسلم ولوجدوا فيه الرَّاحة، والطمأنينة، وهذا يحصل فعلًا بدفعهم من عرفات إلى مزدلفة، وكالنفر الأول من مِنَى إلى مكة، ولا يحصل إلا الخير. ومع هذا، فإن الخطباء لم يُقرِّروا وجوب الخروج فِي اليوم الثامن؛ بل لو خرج الحجيج قبله أو بعده إلى عرفات، جاز. والمبيت بمنى اللَّيلة التاسعة، سنّة بغير خلاف. ثُمَّ لو لم يأت عَرَفَة إلا ليلة النحر قبل طلوع الفجر، صحَّ حجُّه.
نكمل غدًا إن شاء الله.
وكتبه
د. عادل حسن يوسف الحمد
لما تعهد الله عز وجل بحفظ كتابه من التبديل والتحريف قال تعالى " إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون" لم يجد أعداء الإسلام والطاعنون فيه منفذا لبث سمومهم وشبهاتهم إلا من خلال السنة، فالسنة هي المبينة والمفسرة للقرآن، وبهدم السنة يتحقق لهم مرادهم من هدم الإسلام.

فخرجوا يقولون
                   ⬅️ لم تكتب السنة في زمن الرسول!
                   ⬅️ لا نثق في طريقة نقل السنة !
                   ⬅️ نقلها رجال ولا عصمة لبشر !

وانطلاقا من أهمية معرفة المسلم بالسنة النبوية والرد على أبرز الشبهات حولها ، يعلن مركز الفتح للبحوث والدراسات عن انطلاق برنامج "تبيان" علي يد نخبة من المتخصصين والباحثين.

برنامج يحمل في طياته مسارات متعددة وأنشطة ممتعة وتفاعل مباشر مع المحاضرين، مما يعين علي مزيد من الفهم والتحصيل، مع منح شهادة بإتمام الدراسة في نهاية البرنامج .

بادورا بالانضمام
https://t.me/+WhwSq4GfjOpiODM0
Forwarded from فلسفات شرقية
▫️

https://youtu.be/odC1p1i-eHI?si=AVRie7H1FwotMPJz

#رموز_شركية

⏹️ أشكال رمزية كثيرة تنتشر بين المسلمين يعلقونها أو يرسمونها على أجسادهم أو يضعونها بجانب أسماءهم في وسائل التواصل … وهم قد يستعملونها بجهل أو ربما يعلمون بمعناها ولكن لايبالون بخطورتها على العقيدة إذ تعتبر من التمائم الشركية أو الرموز الشيطانية التي قد تصيبهم  بالضرر.

⏹️ تعرف الرموز بأنها صور أو أشكال أو علامات …ولكنها لاتعني هذا الشكل بذاته…
بل تعني معنى آخر… وعادة مايمثل هذا المعنى أحد الآلهة الوثنية القديمة أو أحد العناصر الأربعة التي تستخدم في الطقوس السحرية.

⏹️ تعليق التمائم يعتبر من الشرك الأكبر إذا أعتقد الانسان أنها هي التي تشفي أو تدفع عنه الضر … وإذا اعتقد أنها سبب في الشفاء أو غيره فهي شرك أصغر.
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من تعلق تميمة فقد أشرك)
#صفحات🅢🅗🅢

http://t.me/Easternphilosophies

▫️
الطريق إلى الحجة المبرورة (11)
يقولون: مستحيل أن نطبق طريقة الرسول في الحج!

تكملة رد الشيخ ابن حميد على الصحفي صالح:
ثم قال الأخ صالح: ولم يكن الحجِّ عند إصدار هَذِهِ التشريعات، بهذه الكثرة، وبهذه الوسائل؛ فكيف لو شاهد واحد منهم هَذَا الذي يلقاه الحُجَّاج الآن؟ مما يجعل إلزام الحاجِّ، بأن يحجُّوا كما حجَّ الرَّسُول  أمرًا يكاد يكون مستحيلًا.
فهل الكثرة وتلك الوسائل المريحة، تكون سببًا لتغيير الأحكام الشرعية؟! بل إن هَذِهِ الأزمنة أسهل وأيسر فِي حقِّ الحُجَّاج من الزمن الأول، لعدم توفر المياه فِي ذلك الوقت، ولصعوبة المسالك، ولحاجتهم الشديدة إلى نقل كل ما يحتاجونه من ماء وغيره، لبعد المسافات على الرواحل، ولعدم وجود ما يحتاجونه من الأطعمة فِي عرفات ومزدلفة ومنى؛ والذين حجُّوا مع النَّبِيّ  بلغ عددهم مائة وأربعة وعشرين ألفًا.
وقد ذكر بعض المؤرخين أن عدد الحُجَّاج فِي أواخر خلافة بني العباس، قد بلغ ستمائة ألف؛ فقارن نسبتهم مع نسبة عدد الحُجَّاج فِي هَذَا الزمن، مع اعتبار وسائل النقل؛ وفي زمننا كل شيء متيسِّر - ولله الحمد- من المياه، والمطاعم، ووسائل النقل، وغيرها.
وأحب أن أذكر الأخ أنَّ الحجَّ ليس مجرَّد نزهة فقط، لا يتحمَّل الإنسان منه أدنى مشقَّة أو تعب؛ لا، بل أخبر الرَّسُول  أنَّ الحجَّ من الجهاد؛ والجهاد معروف ما يتحمَّله الإنسان فِي سبيله، وكما يدلُّ عليه قوله تعالى: ﴿وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ﴾ [النحل: 7].
وقول الأخ صالح: فكيف لو شاهد واحد منهم هَذَا الذي يلقاه الحُجَّاج الآن؟ مما يجعل إلزام الحاجِّ أن يحجَّ كما حجَّ النَّبِيّ  أمرًا، يكاد يكون مستحيلًا.
هذه عبارة لا ينبغي أن تصدر من عاقلٍ، فضلاً عمَّن عنده أدنى علم. فهل يسوغ لنا أن نغيِّر فِي العبادات الشرعية بحجَّة الكثرة؟ أَيُشرع للناس وقوفًا فِي اليوم الثامن وفي اليوم التاسع؟ أَيُشرع للناس ترك رمي الجمار نظرًا للكلفة والمشقَّة؟!، أَيُشرع للناس اختصار الطَّوَاف والسعي خمسة أشواط بدلًا من سبعة؟! نظرًا للكثرة والمشقة!!.
وقوله: يكاد يكون الاقتداء بالنَّبِيّ  أمرًا مستحيلًا.
ليس هو - والحمد لله - بالمستحيل، بل هو متيسِّر سهل، فلا نزيد ولا ننقص ((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رَدٌّ)). وإذا كان الاقتداء بالنَّبِيّ  مستحيلاً، فمن الذي يجب أن يُقتدى به، وتكون طريقته أسهل وأيسر من النَّبِيّ ؟! أم نقول للناس تخبَّطوا فِي متاهات الجهل، وحجُّوا كما أردتم، بدون الاقتداء بأحد؟!.
...
قوله: وأسلوب الرَّسُول  فِي توجيه الحجيج الذي كان يقوله لكلِّ سائل: افعل ولا حرج!.
لم يقل الرَّسُول  لكلِّ سائل افعل ولا حرج، إلا فيما يحصل به التحلُّل، فهذا عروة بن مضرس، جاء يسأل الرَّسُول  ولم يقل له: افعل ولا حرج.
قال عروة: جِئْتُ مِنْ جَبَلِ طَيِّئ، أَكْلَلْتُ رَاحِلَتِي وَأَتْعَبْتُ نَفْسِي، وَالله مَا تَرَكْتُ مِنْ جَبْلٍ إِلاَّ وَقَفْتُ عَلَيْهِ، فَهَلْ لِي مِنْ حَجٍّ؟ قال  : ((مَنْ شَهِدَ صَلاتَنَا هَذِهِ وَوَقَفَ مَعَنَا حَتَّى انَدْفَعَ وَقَدْ وَقَفَ بِعَرَفَةَ قَبْلَ ذَلِكَ لَيْلاً أَوْ نَهَارًا، فَقَدْ تَمَّ حَجَّهُ وَقَضَى تَفَثَهُ))، فراعى الرَّسُول  الترتيب، ولم يقل له: افعل ولا حرج، مع أنَّ السائل، قال: أتعبت نفسي، وأكللت راحلتي؛ فهل: لو رمى الجمار يوم عَرَفَة - بأن قدمه على يوم النحر- هل يجزئه بِحُجَّة: افعل ولا حرج؟! أو طاف طواف الإفاضة فِي اليوم التاسع، فهل يكفيه بِحُجَّة: افعل ولا حرج؟! وإنَّما قال النَّبِيُّ  لمن سأله يوم النحر: ذبحت قبل أن أرمي، قال: ((ارم ولا حرج))، قال آخر: رميت قبل أن أذبح، قال: ((اذبح ولا حرج))، فَمَا سُئِلَ يَوْمَئِذٍ عَنْ شَيْءٍ قُدِّمَ وَلَا أُخِّرَ إِلَّا قَالَ: ((افْعَلْ وَلَا حَرَجَ))، والمراد به هو: ما يحصل به التحلُّل يوم العيد; لقوله: فما سُئل يومئذ، ولم يقل لكلِّ سائل: افعل ولا حرج، وقصة كعب بن عجرة أيضًا معروفة معلومة.
انتهى المراد من كلمة الأخ صالح.
ولي على كلمة الأخ أحمد محمد جمال، المنشورة فِي جريدة البلاد، فِي العدد الصادر بتأريخ اثني عشر منه خمس ملاحظات:
...
ثالثًا: نقله استنكار الفقيه العربي أن يجمد الخطباء والوعاظ على الحثِّ للحجَّاج باقتفاء سنَّة الرَّسُول  فِي حجِّه من حيث المبيت بمنى ليلة التَّاسع، وفي المزدلفة ليلة العاشر، مع أنَّهم يعلمون علم اليقين أنَّ ذلك مستحيل على كافة الحجَّاج... إلخ.
أعظم بها من مَنقَبة، وأكرم بها من طريقة سامية! كيف لا يُقتدى بسيِّد الخلق، وإمام المرسلين الذي أُمرنا باتباعه، والتمسُّك بهديه، والاقتداء بأفعاله؟ ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾ [الأحزاب: 21]، ﴿وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا﴾ [النور: 54]، وقال : "خذوا عني مناسككم".
...
نقل الأستاذ أحمد، عن الفقيه العربي، بأنَّه سيصدر فتوى لحجَّاج بلاده بجواز التصدُّق بثمن الهدي عند الحاجة إليه، فهلا يتكرَّم بإصدار فتوى بجواز التصدُّق، بتكاليف الحجِّ، بدلا من الحجِّ؟! ويسقط عنهم حجَّة الإسلام، فمتى جاز فِي البعض جاز فِي الكل؟!
وقل للعيون الرمد للشمس أعين
سواك تراها فِي مغيب ومطلعِ
وسامح نفوسًا أطفأ الله نورها
بأهوائها لا تستفيق ولا تعِي
ففتواه هو وغيره ما لم تستند على دليل شرعي غير معتبرة.
وليس كل خلاف جاء معتبرًا
إلا خلافًا له حظٌّ من النظر
وختامًا: أشكر للأستاذين الجليلين، أن أتاحا لي الفرصة للاشتراك بإبداء رأيي فِي الموضوع، والله الموفِّق، والهادي إلى سواء السبيل))( ).
انتهى المقصود من كلام الشيخ عبدالله بن محمد بن حميد رحمه الله
نكمل غدًا إن شاء الله.
وكتبه
د. عادل حسن يوسف الحمد
الطريق إلى الحجة المبرورة (12 الأخيرة)
تعظيم شعائر الله من تقوى القلوب
وفي ختام هَذِهِ الرسالة أودُّ أن أُذكِّر نفسي وإخواني الحُجَّاج وكلَّ مَن يقوم على خدمة ضيوف الرحمن بأهمية تعظيم شعائر الله فِي الحجِّ، لقوله سبحانه وتعالى: ﴿ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾ [الحج: 32].
• ومن تعظيم شعائر الله أن نلتزم بإتمام الحجِّ لله كما أمر سبحانه فِي قوله: ﴿وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ﴾ [البقرة: 196].
• ومن تعظيم شعائر الله أن نحجَّ كما حــجَّ النَّبِيُّ  الذي قال: ((خذوا عني مناسككم )).
• ومن تعظيم شعائر الله ألَّا نزهد فِي عملٍ عمله الرَّسُول  فِي حجَّته، وألَّا نُقلِّل من شأنِه ونُزهِّد فيه على أنَّه ليس بواجب.
• ومن تعظيم شعائر الله ألَّا يُعَوِّد الحاجُّ نفسه على تتبُّع الرخص والأخذ بها، بل يُربي نفسه على الأخذ بالعزائم فِي الحجِّ.
• ومن تعظيم شعائر الله تحقيق العبودية لله وحده، بامتثال أمره، وتطبيق حكمه، والسير على نهج نبيِّه  ولو لم تظهر له الحكمة فيه.
• إذا كان من تعظيم شعائر الله اختيار الأضحية السمينة الجميلة غالية الثمن كما ذكر العلماء، فمن باب أولى أن يختار أفضل الصُّور فِي تطبيق مناسك الحجِّ، فِي الرَّمي، والطَّوَاف، والمبيت فِي مِنَى وفي مزدلفة.
• ومن تعظيم شعائر الله تعظيم زمان الحجِّ ومكانه بالامتثال لأمر الله وأمر رسوله ، والانتهاء عما نهى الله عنه ورسوله .
وهذا وغيره من الأمور لا تتحقَّق للحاجِّ بدون تقوى الله، ولذلك أمر الله بالتقوى فِي آيات الحجِّ فقال:
﴿وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أيَّام فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ [البقرة: 196].
وقال: ﴿الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ﴾ [البقرة: 197].
وقال: ﴿وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أيَّام مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾ [البقرة: 203].
وقال: ﴿لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ﴾ [الحج: 37].
فالحاجُّ يحتاج ابتداءً أن يتزوَّد بزاد التقوى قبل الحجِّ، ليتسنَّى له تعظيم شعائر الله، ثُمَّ يرجع إلى بلده وقد زادت تقواه، وأصبح أكثر تعظيمًا لشعائر الله، وأشد تمسُّكًا بهدي رسول الله ، فإن لم يُحصِّل ذلك فقد أرهق نفسه، ودفع ماله، ولم يغنم من الأجر مثل ما يغنم غيره ممَّن عظَّم شعائر الله.
فهذه نصيحة أرجو من الله التوفيق والسداد فيها وأن ينفع الله بها إخواني فِي إدارة حملات الحجِّ كل فِي موقعه وأن يُسدِّد خطانا لخدمة ضيوفه لنيل الحَجَّة المبرورة.


والحمد لله رب العالمين

وكتبه
د. عادل حسن يوسف الحمد
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM