#طبيب_القلوب ( 12)
✍رويدة الدعمي
عنوان الحلقة / في يوم الاحتفال 🎉🎊🎆
طرق شهاب باب الشقة وأسرعت سمية لفتحه، قالت وهي تشير إليه بالدخول : ادخل يا ولدي.. البيت بيتك!
وما أن دخل الصالة حتى لمح فدوى نائمة على الأريكة!
عاد إلى الوراء غاضا بصره..
قالت سمية : ادخل يا ولدي انها بكامل حجابها.. المسكينة ما أن وصلت حتى استسلمت إلى النوم بعد البكاء والسهر.
قال وهو يخفض صوته : لن ادخل يا خالة فقط أردت أن أعرف ما الذي حدث لها في الجامعة.. هل أخبرتك بشيء؟
- نعم يا ولدي لقد استوقفها ذلك النذل واسمعها كلاماً جارحاً بخصوص علاقتها بك؟
ثارت ثائرة شهاب وهو يستمع إلى كلمات سمية، قال وقد شعر بأن الدماء صارت تغلي في عروقه : سأبقى واقفاً هنا إلى أن توقضيها.. يجب أن أتحدث معها ارجوك.
- حسناً يا ولدي.. انتظرني لحظات.
وفعلاً فما أن سمعت فدوى اسمه على لسان سمية حتى قامت من مكانها راكضة نحو المطبخ .. رشّت على وجهها بعض الماء البارد وأعادت ضبط حجابها ثم خرجت إليه بعد أن أدخلته سُمية إلى الصالة.
وما أن التقت عيناه بعينيها حتى فقدت السيطرة على دموعها جلست أمامه وأطلقت العنان لتلك الدموع فلم تعد تحتمل أكثر!!
خرجت سمية من الصالة لتتركهما معاً، قال وهو يحاول أن يهدأ من روعها :
- لن افهم منكِ شيء إن بقيتي تبكين هكذا.. ارجوكِ لا تزيدي حرقة قلبي أكثر.. ماذا حصل أخبريني؟
توقفت عن البكاء وصارت تتكلم بصعوبة.. سردت له كل ما حصل بينها وبين ذلك الأستاذ!
قال وهو مطأطأ الرأس : كان ابتعادنا عن بعضنا كل هذه الفترة خطأ كبير.. الظاهر انه يراقبنا جيدا!
قالت وهي تمسح دموعها : يعلم ربي لماذا ابتعدت عنك ولماذا لا أريد مجالستك.
قال وقد أثارت كلماتها فضوله : ولماذا.. هل لي أن أعرف؟
قالت بارتباك : أشعر بأنني في رحلة.. هي رحلة التوجه إلى الله.. أخشى ان يكون جلوسنا معاً فيه شيء مما يغضب الله عني فأخسر تلك الرحلة وأعود من حيث بدأت!!
لم يعقب شهاب على كلامها لكن الفرحة التي شعر بها كادت تنسىيه حتى موقف ذلك الأستاذ اللعين!
قال وهو يتهيأ للرحيل : سنعود لنلتقي.. مرة في الأسبوع على الأقل.. وسيكون الله معنا.
قالت بعد برهة : كيف كانت الأسئلة اليوم؟
ضحك من كل قلبه وهو يقول : وهل تسألينني؟!!
استغربت جوابه ثم قالت : نعم أسألك.. ألم تؤدي الامتحان؟
- لا .. لقد جاءنا الصفر معاً!!
خجلت من كلامه وعادت للبكاء قائلة : لقد عانيت بسببي الكثير يا شهاب.. وها أنت تحرم نفسك من أهم امتحان في هذا الكورس بسببي أيضاً، لا أعرف كيف أصف لك اعتذاري!
قال وهو يحاول أن يخفف عنها شعورها بالذنب : وكيف ادخل إلى الامتحان وانا لا أعرف ماذا حلَّ بك؟ ماذا كنت سأكتب في ورقة الامتحان حينها؟ لا تحزني..
سيعوضنا الله ولن نرسب.. ما دمنا مع الله ومادام الله معنا.
💚💛💜
صار موعد الاحتفال بيوم ذكرى تأسيس الجامعة يقترب.. كان الجميع يتهيأ لهذا اليوم البهيج، قرر شهاب أن يصطحب أخواته الثلاثة معه إلى الجامعة في هذا اليوم، ولما أخبر فدوى بالأمر قالت بفرح غامر : وأخيراً سألتقي بختام ومرام.. هل هما تشبهان سهام؟
قال شهاب مبتسماً : أخواتي لا تشبه أحداهن الأخرى.. ختام تشبه ابي ومرام تشبه امي وسهام تشبهني!
قالت فدوى من غير قصد : وأنت تشبه من؟
خفض رأسه وشعرت هي بالاحراج أيضا.. قالت في نفسها : لعنة الله على تفاهتي..😏 كم انا غبية.. اغفر لي يا رب!!
حاولت أن تغير الموضوع فقالت : ولكن كيف سيأتين معك.. ودراستهن؟
قال وقد اعجبه نجاحها في تغيير الموضوع :
- إن مدرستهن ستعمل في نفس اليوم سفرة إلى العاصمة وأنا فضّلتُ أن اجلبهن معي.. أليس هذا أفضل؟
قالت بسرعة : نعم أفضل بالتأكيد.. ولكن هل هُنَّ في نفس المدرسة؟
- نعم مدرستهن ثانوية عامة ( متوسطة واعدادية معا) فسهام في الخامس العلمي، ومرام في الثالث المتوسط، وختام في الأول المتوسط.
قالت فدوى وهي تشعر بالسعادة : ما أشوقني لرؤيتهن.. أنا متأكدة بأني سأقضي أجمل الأوقات معهن .
جاء يوم الاحتفال، والتقت فدوى لأول مرة بمرام وختام أما سهام فكانت قد التقت بها سابقا في يوم لبسها خاتم الخطوبة عندما جاءت مع شهاب إلى منزلها.
قالت فدوى بفرح غامر : سوف يكون يوماً مميزاً تعالين معي لأعرفكن على زميلاتي..
قضت الفتيات الثلاثة ذلك اليوم بين اقسام وكليات🏥 الجامعة تصطحبهن فدوى وبعض زميلاتها..
همست مها وهي أقرب زميلة لفدوى : إنهن ملتزمات جداً.. لا يضعن المكياج ويرتدين العباءة الزينبية!!
ارتبكت فدوى قليلاً وشعرت بأن مها تقارن بينها وبينهن، أردفت مها وهي توجه كلامها لسهام : بعد عام أو عامين ستكونين طالبة جامعية.. فهل ستبقين على حجابكِ هذا؟ اقصد هل ستبقين ملتزمة بالعباءة الزينبية.. داخل الحرم الجامعي ؟ 🤔
أجابت سهام بكل ثقة : نعم بإذن الله.. لقد سألت اخي شهاب إن كان بإمكاني ذلك فأجابني انه معهم طالبات يلبسنها أثناء الدوام وها أنا أراهن أمامي.. صحيح أنهن قليلات لكني أدعو الله أن
✍رويدة الدعمي
عنوان الحلقة / في يوم الاحتفال 🎉🎊🎆
طرق شهاب باب الشقة وأسرعت سمية لفتحه، قالت وهي تشير إليه بالدخول : ادخل يا ولدي.. البيت بيتك!
وما أن دخل الصالة حتى لمح فدوى نائمة على الأريكة!
عاد إلى الوراء غاضا بصره..
قالت سمية : ادخل يا ولدي انها بكامل حجابها.. المسكينة ما أن وصلت حتى استسلمت إلى النوم بعد البكاء والسهر.
قال وهو يخفض صوته : لن ادخل يا خالة فقط أردت أن أعرف ما الذي حدث لها في الجامعة.. هل أخبرتك بشيء؟
- نعم يا ولدي لقد استوقفها ذلك النذل واسمعها كلاماً جارحاً بخصوص علاقتها بك؟
ثارت ثائرة شهاب وهو يستمع إلى كلمات سمية، قال وقد شعر بأن الدماء صارت تغلي في عروقه : سأبقى واقفاً هنا إلى أن توقضيها.. يجب أن أتحدث معها ارجوك.
- حسناً يا ولدي.. انتظرني لحظات.
وفعلاً فما أن سمعت فدوى اسمه على لسان سمية حتى قامت من مكانها راكضة نحو المطبخ .. رشّت على وجهها بعض الماء البارد وأعادت ضبط حجابها ثم خرجت إليه بعد أن أدخلته سُمية إلى الصالة.
وما أن التقت عيناه بعينيها حتى فقدت السيطرة على دموعها جلست أمامه وأطلقت العنان لتلك الدموع فلم تعد تحتمل أكثر!!
خرجت سمية من الصالة لتتركهما معاً، قال وهو يحاول أن يهدأ من روعها :
- لن افهم منكِ شيء إن بقيتي تبكين هكذا.. ارجوكِ لا تزيدي حرقة قلبي أكثر.. ماذا حصل أخبريني؟
توقفت عن البكاء وصارت تتكلم بصعوبة.. سردت له كل ما حصل بينها وبين ذلك الأستاذ!
قال وهو مطأطأ الرأس : كان ابتعادنا عن بعضنا كل هذه الفترة خطأ كبير.. الظاهر انه يراقبنا جيدا!
قالت وهي تمسح دموعها : يعلم ربي لماذا ابتعدت عنك ولماذا لا أريد مجالستك.
قال وقد أثارت كلماتها فضوله : ولماذا.. هل لي أن أعرف؟
قالت بارتباك : أشعر بأنني في رحلة.. هي رحلة التوجه إلى الله.. أخشى ان يكون جلوسنا معاً فيه شيء مما يغضب الله عني فأخسر تلك الرحلة وأعود من حيث بدأت!!
لم يعقب شهاب على كلامها لكن الفرحة التي شعر بها كادت تنسىيه حتى موقف ذلك الأستاذ اللعين!
قال وهو يتهيأ للرحيل : سنعود لنلتقي.. مرة في الأسبوع على الأقل.. وسيكون الله معنا.
قالت بعد برهة : كيف كانت الأسئلة اليوم؟
ضحك من كل قلبه وهو يقول : وهل تسألينني؟!!
استغربت جوابه ثم قالت : نعم أسألك.. ألم تؤدي الامتحان؟
- لا .. لقد جاءنا الصفر معاً!!
خجلت من كلامه وعادت للبكاء قائلة : لقد عانيت بسببي الكثير يا شهاب.. وها أنت تحرم نفسك من أهم امتحان في هذا الكورس بسببي أيضاً، لا أعرف كيف أصف لك اعتذاري!
قال وهو يحاول أن يخفف عنها شعورها بالذنب : وكيف ادخل إلى الامتحان وانا لا أعرف ماذا حلَّ بك؟ ماذا كنت سأكتب في ورقة الامتحان حينها؟ لا تحزني..
سيعوضنا الله ولن نرسب.. ما دمنا مع الله ومادام الله معنا.
💚💛💜
صار موعد الاحتفال بيوم ذكرى تأسيس الجامعة يقترب.. كان الجميع يتهيأ لهذا اليوم البهيج، قرر شهاب أن يصطحب أخواته الثلاثة معه إلى الجامعة في هذا اليوم، ولما أخبر فدوى بالأمر قالت بفرح غامر : وأخيراً سألتقي بختام ومرام.. هل هما تشبهان سهام؟
قال شهاب مبتسماً : أخواتي لا تشبه أحداهن الأخرى.. ختام تشبه ابي ومرام تشبه امي وسهام تشبهني!
قالت فدوى من غير قصد : وأنت تشبه من؟
خفض رأسه وشعرت هي بالاحراج أيضا.. قالت في نفسها : لعنة الله على تفاهتي..😏 كم انا غبية.. اغفر لي يا رب!!
حاولت أن تغير الموضوع فقالت : ولكن كيف سيأتين معك.. ودراستهن؟
قال وقد اعجبه نجاحها في تغيير الموضوع :
- إن مدرستهن ستعمل في نفس اليوم سفرة إلى العاصمة وأنا فضّلتُ أن اجلبهن معي.. أليس هذا أفضل؟
قالت بسرعة : نعم أفضل بالتأكيد.. ولكن هل هُنَّ في نفس المدرسة؟
- نعم مدرستهن ثانوية عامة ( متوسطة واعدادية معا) فسهام في الخامس العلمي، ومرام في الثالث المتوسط، وختام في الأول المتوسط.
قالت فدوى وهي تشعر بالسعادة : ما أشوقني لرؤيتهن.. أنا متأكدة بأني سأقضي أجمل الأوقات معهن .
جاء يوم الاحتفال، والتقت فدوى لأول مرة بمرام وختام أما سهام فكانت قد التقت بها سابقا في يوم لبسها خاتم الخطوبة عندما جاءت مع شهاب إلى منزلها.
قالت فدوى بفرح غامر : سوف يكون يوماً مميزاً تعالين معي لأعرفكن على زميلاتي..
قضت الفتيات الثلاثة ذلك اليوم بين اقسام وكليات🏥 الجامعة تصطحبهن فدوى وبعض زميلاتها..
همست مها وهي أقرب زميلة لفدوى : إنهن ملتزمات جداً.. لا يضعن المكياج ويرتدين العباءة الزينبية!!
ارتبكت فدوى قليلاً وشعرت بأن مها تقارن بينها وبينهن، أردفت مها وهي توجه كلامها لسهام : بعد عام أو عامين ستكونين طالبة جامعية.. فهل ستبقين على حجابكِ هذا؟ اقصد هل ستبقين ملتزمة بالعباءة الزينبية.. داخل الحرم الجامعي ؟ 🤔
أجابت سهام بكل ثقة : نعم بإذن الله.. لقد سألت اخي شهاب إن كان بإمكاني ذلك فأجابني انه معهم طالبات يلبسنها أثناء الدوام وها أنا أراهن أمامي.. صحيح أنهن قليلات لكني أدعو الله أن
الطريق إلى التوبة
Photo
#طبيب_القلوب (13)
✍رويدة الدعمي
عنوان الحلقة // نظرة شهاب الخاصة عن العباءة ... ؟؟ 😱
في اليوم التالي وبعد ذلك الاحتفال الجامعي قالت فدوى لشهاب وهي تهم بالجلوس في مكانهما المعتاد :
- ما هو الانطباع الذي تركته انا في قلوب اخواتك؟💕 هل لي أن أعرف ماذا قلن عني عند عودتهن يوم أمس؟
قال شهاب وهو يحاول أن لا يتعدى حدوده في الوصف :
- لم يقلن عنك إلا كل خير.. لم تقصري معهن في شيء.. كان يوم أمس بالنسبة لهن من أجمل الأيام.
- الحمد لله وأنا أيضا ارتحت كثيراً برفقتهن.. لكن هناك امر لفتَ انتباهي واتمنى ان اتحدث فيهِ معك.
- خير ان شاء الله؟!
- العباءة الزينبية.. ما رأيك بها؟
- من أي ناحية؟ لم أفهم؟
- اقصد لماذا لم تشجعني على ارتدائها طوال هذه الفترة في حين انك شجعت اخواتك عليها؟
- إن لي نظرة خاصة في هذا الأمر. ✋
- وما هي.. هل لي أن أعرف؟
- لو رأينا رجل الآن يرتدي العمامة سنشير إليه بأنه رجل دين وبأنه يلبس ( عمامة رسول الله) صحيح؟
هزت فدوى رأسها وهي تردد : صحيح.
- ثم لو رأينا أن هذا الرجل يتصرف تصرفات بعيدة عن الدين فماذا يمكن أن نقول عنه حينها؟
- سنقول انه لم يحترم عمامة رسول الله!
- أحسنتِ وهكذا بالنسبة للمرأة التي تقرر أن تلبس العباءة الزينبية فحينها سيكون من واجبها أن تحترم تلك العباءة حتى قبل احترامها لنفسها، بالضبط كرجل الدين الذي عليه أن يحترم العمامة قبل أن يحترم نفسه لأن أي تصرف مُحرم أو مُثير للشُبهة سيجعل عمامة رسول الله في محل الاتهام من قبل ضعيفي الإيمان وما أكثرهم اليوم.. فهم لن يتهموا الرجل نفسه بل سيتهمون الرسول "صلى الله عليه واله" والدين الذي أتى به الرسول بل سيتجرأوا حتى على الله تعالى بالكلام البذيء نتيجة تصرف صدر من بعض الرجال المحسوبين على أهل الدين!
فالمرأة أيضا إن لم تحترم العباءة وتصرفت اي تصرف خارج حدود الأدب والأخلاق سوف تشوه صورة النساء الطاهرات اللواتي ارتبطت هذه العباءة بإسمهن بل سيقوم الجهلة باتهام الدين والمذهب الذي تنتمي إليه تلك المرأة وسيتهمون كل المتدينات بأنهن يحملن أخلاق سيئة كأخلاق تلك المرأة المتلبسة بالدين!!
تساءلت فدوى بفضول :
- وأي تصرف يمكن أن تقوم به المرأة صاحبة العباءة فتشوه به صورة المتدينات برأيك؟
قال شهاب وقد أعجبه اهتمام فدوى بالموضوع :
- التي ترتدي العباءة وتملأ وجهها بالمكياج! والتي ترتدي العباءة وتتعطر ليشم عطرها كل من هب ودب، التي ترتدي العباءة وتمازح الرجال وتضحك بصوتٍ عال، التي ترتدي العباءة وتملأ أصابع يديها بأنواع الخواتم والمجوهرات!!
هذه بالنسبة لي لو تخلع العباءة أفضل لها ألف مرة من لبسها!! فهي وأمثالها ممن يتفاخرن ويتباهين أمام الجميع سواء بالجامعة أو الدوائر الحكومية أو أي مكان آخر بأنهن يرتدين العباءة الزينبية اتمنى ان أسألهن :وهل كانت زينب عليها السلام ( صاحبة هذه العباءة) ترضى بوضع مساحيق الزينة على الوجه؟ أم هل كانت ترضى بوضع العطور والخروج من المنزل؟ ام هل كانت ترضى بممازحة الرجال والضحك معهم؟ حاشاها " عليها السلام" من كل هذا!
إنها قرعت يزيد أمام الملأ لمجرد انه ادخلهن المسجد الأموي وبدأ الرجال ينظرون إليهن.. حينها خاطبته بالقول ( أمن العدل يا ابن الطلقاء ، تخديرك حرائـرك وإمائك، وسوقـك بنات رسول الله صلى الله عليه وآله قد هتكت ستورهن وأبديت وجوههن .. ) لاحظي كيف تجعل سيدتنا العقيلة نظر الرجال لوجوه المؤمنات من الأمور التي تستلزم التقريع والتوبيخ ، فماذا ستقول اليوم وهي ترى الفتاة التي تلبس عبائتها هي بنفسها تجر الرجال إلى النظر إلى وجهها وتحاول جذب أنظارهم بالمكياج والعطور؟!
💚💚💚
سألت فدوى مُربيتها سُمية في إحدى جلسات المسامرة بينهما : - خالتي هل تذكرين شيئاً عن والدتي عندما كانت طالبة جامعية؟
- نعم عزيزتي.. أتذكر الكثير!
- اتمنى ان تتكلمين لي عن حجابها.. كيف كان؟ ماذا كانت ترتدي في الجامعة؟ وهل كانت تضع على وجهها شيئاً من المكياج؟
- كانت والدتكِ تلبس الجبة الإسلامية ولا تضع المكياج البتّة.
- والعباءة الزينبية.. هل كانت تخلعها عندما تدخل الجامعة؟
- في أول أيامها لم تخلعها وبقت متمسكة بها إلى أن جاء قرار من الحكومة آنذاك بطرد كل طالبة أو استاذة ترتدي هذه العباءة!
- وماذا فعلت أمي حينها؟
- اتذكر انها بكت كثيراً لأنها كانت ترى في العباءة سترها وعفتها.. وبعد الضغوطات الكثيرة من الحكومة في وقتها قررت والدتكِ شراء " الجبة الاسلامية" فهي تعتبر حجاباً شرعياً أيضاً مع التزام الشروط الحقيقية للحجاب فيها.
- وما هي هذه الشروط؟ هل لكِ أن تخبريني بها؟
- أن لا تكون ضيقة بحيث تبرز مفاتن الجسم، وأن لا يكون لونها جذاباً ، وكذلك يجب أن تكون طويلة وساترة لكل أجزاء الجسم.
-هل تعلمين يا خالة أن هذه المواصفات صارت تبتعد شيئاً فشيئاً عن الجبة الموجودة في الأسواق هذه الأيام ؟
فهي اما ضيقة أو ذات ألوان زاهية أو قصيرة ومعها بنطال أو مزركشة بشتى أنواع الزينة
✍رويدة الدعمي
عنوان الحلقة // نظرة شهاب الخاصة عن العباءة ... ؟؟ 😱
في اليوم التالي وبعد ذلك الاحتفال الجامعي قالت فدوى لشهاب وهي تهم بالجلوس في مكانهما المعتاد :
- ما هو الانطباع الذي تركته انا في قلوب اخواتك؟💕 هل لي أن أعرف ماذا قلن عني عند عودتهن يوم أمس؟
قال شهاب وهو يحاول أن لا يتعدى حدوده في الوصف :
- لم يقلن عنك إلا كل خير.. لم تقصري معهن في شيء.. كان يوم أمس بالنسبة لهن من أجمل الأيام.
- الحمد لله وأنا أيضا ارتحت كثيراً برفقتهن.. لكن هناك امر لفتَ انتباهي واتمنى ان اتحدث فيهِ معك.
- خير ان شاء الله؟!
- العباءة الزينبية.. ما رأيك بها؟
- من أي ناحية؟ لم أفهم؟
- اقصد لماذا لم تشجعني على ارتدائها طوال هذه الفترة في حين انك شجعت اخواتك عليها؟
- إن لي نظرة خاصة في هذا الأمر. ✋
- وما هي.. هل لي أن أعرف؟
- لو رأينا رجل الآن يرتدي العمامة سنشير إليه بأنه رجل دين وبأنه يلبس ( عمامة رسول الله) صحيح؟
هزت فدوى رأسها وهي تردد : صحيح.
- ثم لو رأينا أن هذا الرجل يتصرف تصرفات بعيدة عن الدين فماذا يمكن أن نقول عنه حينها؟
- سنقول انه لم يحترم عمامة رسول الله!
- أحسنتِ وهكذا بالنسبة للمرأة التي تقرر أن تلبس العباءة الزينبية فحينها سيكون من واجبها أن تحترم تلك العباءة حتى قبل احترامها لنفسها، بالضبط كرجل الدين الذي عليه أن يحترم العمامة قبل أن يحترم نفسه لأن أي تصرف مُحرم أو مُثير للشُبهة سيجعل عمامة رسول الله في محل الاتهام من قبل ضعيفي الإيمان وما أكثرهم اليوم.. فهم لن يتهموا الرجل نفسه بل سيتهمون الرسول "صلى الله عليه واله" والدين الذي أتى به الرسول بل سيتجرأوا حتى على الله تعالى بالكلام البذيء نتيجة تصرف صدر من بعض الرجال المحسوبين على أهل الدين!
فالمرأة أيضا إن لم تحترم العباءة وتصرفت اي تصرف خارج حدود الأدب والأخلاق سوف تشوه صورة النساء الطاهرات اللواتي ارتبطت هذه العباءة بإسمهن بل سيقوم الجهلة باتهام الدين والمذهب الذي تنتمي إليه تلك المرأة وسيتهمون كل المتدينات بأنهن يحملن أخلاق سيئة كأخلاق تلك المرأة المتلبسة بالدين!!
تساءلت فدوى بفضول :
- وأي تصرف يمكن أن تقوم به المرأة صاحبة العباءة فتشوه به صورة المتدينات برأيك؟
قال شهاب وقد أعجبه اهتمام فدوى بالموضوع :
- التي ترتدي العباءة وتملأ وجهها بالمكياج! والتي ترتدي العباءة وتتعطر ليشم عطرها كل من هب ودب، التي ترتدي العباءة وتمازح الرجال وتضحك بصوتٍ عال، التي ترتدي العباءة وتملأ أصابع يديها بأنواع الخواتم والمجوهرات!!
هذه بالنسبة لي لو تخلع العباءة أفضل لها ألف مرة من لبسها!! فهي وأمثالها ممن يتفاخرن ويتباهين أمام الجميع سواء بالجامعة أو الدوائر الحكومية أو أي مكان آخر بأنهن يرتدين العباءة الزينبية اتمنى ان أسألهن :وهل كانت زينب عليها السلام ( صاحبة هذه العباءة) ترضى بوضع مساحيق الزينة على الوجه؟ أم هل كانت ترضى بوضع العطور والخروج من المنزل؟ ام هل كانت ترضى بممازحة الرجال والضحك معهم؟ حاشاها " عليها السلام" من كل هذا!
إنها قرعت يزيد أمام الملأ لمجرد انه ادخلهن المسجد الأموي وبدأ الرجال ينظرون إليهن.. حينها خاطبته بالقول ( أمن العدل يا ابن الطلقاء ، تخديرك حرائـرك وإمائك، وسوقـك بنات رسول الله صلى الله عليه وآله قد هتكت ستورهن وأبديت وجوههن .. ) لاحظي كيف تجعل سيدتنا العقيلة نظر الرجال لوجوه المؤمنات من الأمور التي تستلزم التقريع والتوبيخ ، فماذا ستقول اليوم وهي ترى الفتاة التي تلبس عبائتها هي بنفسها تجر الرجال إلى النظر إلى وجهها وتحاول جذب أنظارهم بالمكياج والعطور؟!
💚💚💚
سألت فدوى مُربيتها سُمية في إحدى جلسات المسامرة بينهما : - خالتي هل تذكرين شيئاً عن والدتي عندما كانت طالبة جامعية؟
- نعم عزيزتي.. أتذكر الكثير!
- اتمنى ان تتكلمين لي عن حجابها.. كيف كان؟ ماذا كانت ترتدي في الجامعة؟ وهل كانت تضع على وجهها شيئاً من المكياج؟
- كانت والدتكِ تلبس الجبة الإسلامية ولا تضع المكياج البتّة.
- والعباءة الزينبية.. هل كانت تخلعها عندما تدخل الجامعة؟
- في أول أيامها لم تخلعها وبقت متمسكة بها إلى أن جاء قرار من الحكومة آنذاك بطرد كل طالبة أو استاذة ترتدي هذه العباءة!
- وماذا فعلت أمي حينها؟
- اتذكر انها بكت كثيراً لأنها كانت ترى في العباءة سترها وعفتها.. وبعد الضغوطات الكثيرة من الحكومة في وقتها قررت والدتكِ شراء " الجبة الاسلامية" فهي تعتبر حجاباً شرعياً أيضاً مع التزام الشروط الحقيقية للحجاب فيها.
- وما هي هذه الشروط؟ هل لكِ أن تخبريني بها؟
- أن لا تكون ضيقة بحيث تبرز مفاتن الجسم، وأن لا يكون لونها جذاباً ، وكذلك يجب أن تكون طويلة وساترة لكل أجزاء الجسم.
-هل تعلمين يا خالة أن هذه المواصفات صارت تبتعد شيئاً فشيئاً عن الجبة الموجودة في الأسواق هذه الأيام ؟
فهي اما ضيقة أو ذات ألوان زاهية أو قصيرة ومعها بنطال أو مزركشة بشتى أنواع الزينة
#طبيب_القلوب ( 14)
✍رويدة الدعمي
عنوان الحلقة / ما حال ذي القلب الحزين؟! 💚
مع اقتراب الامتحانات النهائية انشغل كل من شهاب وفدوى بالدراسة المكثفة التي أثمرت بالنجاح والتفوق لكليهما حتى في درس الأستاذ شادي كانا قد حصلا على أعلى الدرجات ومهما حاول أن يقتص منهما لم يُفلح!!
قالت إحدى الطالبات وهي تهنئ فدوى على تفوقها وتقديراتها العالية : الذي أعرفه انكِ كنتِ لا ترغبين بكلية الطب.. فكيف جئتِ بكل هذه التقديرات العالية؟!!
ابتسمت فدوى ولم تُعقب.
أجابت زميلة أخرى وهي تضحك : انه الحب يا صديقتي .. الحب يصنع المعجزات!!
وفي حديقة الجامعة حيث اللقاء الأخير والذي سيكون بعده فراق لمدة ثلاثة أشهر تقريباً .. قالت فدوى وكانت غالباً ما تفتتح هي الحديث :
- سنفترق لكن كلماتك سوف لن تُفارقني صحيح؟ اقصد نصائحك!
جاءها صوته صادقاً كما في كل مرة : بالتأكيد ستكون هناك نصيحة في كل ليلة بإذنه تعالى.
بدأت عطلة نهاية السنة وهذا هو اليوم الأول منها وقد بدأت فدوى ختمة ثانية للقرآن وكانت متلهفة جداً لكتاب الله بعد هذه الفترة المضنية من الدراسة والتعب.. انها بحاجة إلى أن تريح قلبها بذكر الله وهو القائل (( ألا بذكر الله تطمئن القلوب)) تذكرت إحدى رسائل شهاب عن القرآن حينما كتب لها :
عن الامام الصادق(عليه السلام)
" يُدعى بإبن آدم المؤمن للحساب فيتقدم القرآن أمامه في أحسن صورة فيقول : ياربّ أنا القرآن وهذا عبدك المؤمن قد كان يُتعب نفسه بتلاوتي ويُطيل ليله بترتيلي وتفيضُ عيناه اذا تهجّد،فأرضه كما أرضاني، فيقول العزيز الجبّار : عبدي ابسط يمينك، فيملأها من رضوان الله العزيز الجبّار ويملأ شماله من رحمة الله،ثم يُقال : هذه الجنّة مباحة لك فإقرأ واصعد فإذا قرأ آية صعد درجة "
ما أشوقها لتلك الجنة!
وما أجمل ما وصفها لها شهاب في إحدى رسائله حينما كتب :
المشهد عند باب الجنة..
أصوات الداخلين اختلطت مع
بعضها تحمد الله وتشكره على نعمائه!
تأمل ذلك المشهد عندما يفتح الباب..
(وسيقَ الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زُمرا)
أي جمال؟!
أي روعــــــة؟!
أي سعــــــادة؟!
أي رضــــــا ؟!
ما هي الدنيا مقابل تلك اللحظات؟!
أسأل الله أن يجمعني بكم في الجنة..
ويجعلنا ممن قال فيهم:
(وجوهٌ يومئذٍ مُسفرة ضاحكةً مستبشرة).
💜💛💚
أما العطلة في بيت شهاب فبدأت بالعمل والمثابرة على تحصيل لقمة العيش، هو يخرج منذ الصباح الباكر إلى محل بيع الأقمشة حيث عمله مع الحاج فاضل وأخواته يعملن في المنزل على خياطة ما تأتي به النساء لهن من اقمشة وكذلك ما يرسله الحاج فاضل إليهن من قماش وفصالات مرغوبة لدى الزبائن..
كانت حياة الأخوة الأربعة عامرة بالعمل وبذكر الله.. الله الذي لم يتركهم رغم قسوة الزمن عليهم!
وفي المساء وبعد أن يتناولوا وجبة العشاء يبدأ الأخ وأخواته الثلاثة بالتسامر والتحدث بأهم ما واجهتهم اليوم من أحداث ومواقف مع الزبائن سواء في المحل أو في المنزل.. بعضها مواقف ذات عبرة وبعضها مضحكة يذكرونها للترفيه عن أنفسهم دون أن يتعدوا فيها حدود الله.. فلا غيبة ولا تجريح بأحد ولا سخرية أو استهزاء،، هكذا كانت أخلاق شهاب وأخواته.. قمة في الأدب والاحترام مع بعضهم ومع الآخرين.
اما فدوى فكانت تقضي ايامها ولياليها بين القرآن الكريم و روايات الشهيدة بنت الهدى ( وهي سلسلة من القصص الرائعة والروايات الشبابية الهادفة التي أهداها إليها شهاب) وعندما كانت تتعب عيونها من القراءة تخرج من غرفتها لتساعد مربيتها أو لتجلسان معا تتحدثان وتتناقشان في أمور عدة خاصة أن سمية كانت تحمل ثقافة دينية عالية ومعلومات قيمة عن الدين والحياة.
وفي كل ليلة كانت تصل لفدوى رسالة من شهاب تقوي عزيمتها ولتخبرها انه معها في طريق التوجه والتقرب إلى الله.. ومن أجمل ما كتبه لها في الليالي الأولى من العطلة هي هذه الكلمات التي اختارها لها من إحدى المواقع الالكترونية الجميلة :
( كوني قويّة ؛ صُلبة ؛ صامدة ؛ عالية العزيمة ؛ كبيرة في عين نفسك ، كُوني رحيمة رقيقة في الوقت نفسه ، كُوني امرأة لا تُنسى، وكأنك الأنثى الوحيدة التي يحتاجها هذا العالم ؛ الحياة لا تُصفّق للضعفاء ولا تنحني للبؤساء.. كوني كما يريدك صاحب الزمان). 💚
فكتبت له وهي تشعر بقوة تأثير تلك الكلمات على كل كيانها :
حدثني أكثر عن صاحب الزمان وكيف يريدني أن أكون؟!
فجاءها الرد :
صاحب الزمان هو إمامنا الحي الذي يعيش معنا بكل كيانه.. يرانا لكن لا نراه.. وقد نراه فلا نعرفه!
شاء الله أن يحجبه لحكمة هو يعلمها سبحانه..
هو نفسه الحجة ابن الحسن العسكري.. انه إمامنا الثاني عشر والذي ننتظر ظهوره ليملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا..
وهو الذي يعترف بظهوره في آخر الزمان كل الفرق الإسلامية، بل كل الديانات على مختلف مذاهبهم تبشر بقدومه في آخر الزمان مع اختلاف المسميات لديهم..
أن من عظيم حظنا اننا نعيش في زمانه..
لأنه الإنسان الذي تمنى جميع الأنبياء والأوصياء والصالحين أن يعيشوا في
✍رويدة الدعمي
عنوان الحلقة / ما حال ذي القلب الحزين؟! 💚
مع اقتراب الامتحانات النهائية انشغل كل من شهاب وفدوى بالدراسة المكثفة التي أثمرت بالنجاح والتفوق لكليهما حتى في درس الأستاذ شادي كانا قد حصلا على أعلى الدرجات ومهما حاول أن يقتص منهما لم يُفلح!!
قالت إحدى الطالبات وهي تهنئ فدوى على تفوقها وتقديراتها العالية : الذي أعرفه انكِ كنتِ لا ترغبين بكلية الطب.. فكيف جئتِ بكل هذه التقديرات العالية؟!!
ابتسمت فدوى ولم تُعقب.
أجابت زميلة أخرى وهي تضحك : انه الحب يا صديقتي .. الحب يصنع المعجزات!!
وفي حديقة الجامعة حيث اللقاء الأخير والذي سيكون بعده فراق لمدة ثلاثة أشهر تقريباً .. قالت فدوى وكانت غالباً ما تفتتح هي الحديث :
- سنفترق لكن كلماتك سوف لن تُفارقني صحيح؟ اقصد نصائحك!
جاءها صوته صادقاً كما في كل مرة : بالتأكيد ستكون هناك نصيحة في كل ليلة بإذنه تعالى.
بدأت عطلة نهاية السنة وهذا هو اليوم الأول منها وقد بدأت فدوى ختمة ثانية للقرآن وكانت متلهفة جداً لكتاب الله بعد هذه الفترة المضنية من الدراسة والتعب.. انها بحاجة إلى أن تريح قلبها بذكر الله وهو القائل (( ألا بذكر الله تطمئن القلوب)) تذكرت إحدى رسائل شهاب عن القرآن حينما كتب لها :
عن الامام الصادق(عليه السلام)
" يُدعى بإبن آدم المؤمن للحساب فيتقدم القرآن أمامه في أحسن صورة فيقول : ياربّ أنا القرآن وهذا عبدك المؤمن قد كان يُتعب نفسه بتلاوتي ويُطيل ليله بترتيلي وتفيضُ عيناه اذا تهجّد،فأرضه كما أرضاني، فيقول العزيز الجبّار : عبدي ابسط يمينك، فيملأها من رضوان الله العزيز الجبّار ويملأ شماله من رحمة الله،ثم يُقال : هذه الجنّة مباحة لك فإقرأ واصعد فإذا قرأ آية صعد درجة "
ما أشوقها لتلك الجنة!
وما أجمل ما وصفها لها شهاب في إحدى رسائله حينما كتب :
المشهد عند باب الجنة..
أصوات الداخلين اختلطت مع
بعضها تحمد الله وتشكره على نعمائه!
تأمل ذلك المشهد عندما يفتح الباب..
(وسيقَ الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زُمرا)
أي جمال؟!
أي روعــــــة؟!
أي سعــــــادة؟!
أي رضــــــا ؟!
ما هي الدنيا مقابل تلك اللحظات؟!
أسأل الله أن يجمعني بكم في الجنة..
ويجعلنا ممن قال فيهم:
(وجوهٌ يومئذٍ مُسفرة ضاحكةً مستبشرة).
💜💛💚
أما العطلة في بيت شهاب فبدأت بالعمل والمثابرة على تحصيل لقمة العيش، هو يخرج منذ الصباح الباكر إلى محل بيع الأقمشة حيث عمله مع الحاج فاضل وأخواته يعملن في المنزل على خياطة ما تأتي به النساء لهن من اقمشة وكذلك ما يرسله الحاج فاضل إليهن من قماش وفصالات مرغوبة لدى الزبائن..
كانت حياة الأخوة الأربعة عامرة بالعمل وبذكر الله.. الله الذي لم يتركهم رغم قسوة الزمن عليهم!
وفي المساء وبعد أن يتناولوا وجبة العشاء يبدأ الأخ وأخواته الثلاثة بالتسامر والتحدث بأهم ما واجهتهم اليوم من أحداث ومواقف مع الزبائن سواء في المحل أو في المنزل.. بعضها مواقف ذات عبرة وبعضها مضحكة يذكرونها للترفيه عن أنفسهم دون أن يتعدوا فيها حدود الله.. فلا غيبة ولا تجريح بأحد ولا سخرية أو استهزاء،، هكذا كانت أخلاق شهاب وأخواته.. قمة في الأدب والاحترام مع بعضهم ومع الآخرين.
اما فدوى فكانت تقضي ايامها ولياليها بين القرآن الكريم و روايات الشهيدة بنت الهدى ( وهي سلسلة من القصص الرائعة والروايات الشبابية الهادفة التي أهداها إليها شهاب) وعندما كانت تتعب عيونها من القراءة تخرج من غرفتها لتساعد مربيتها أو لتجلسان معا تتحدثان وتتناقشان في أمور عدة خاصة أن سمية كانت تحمل ثقافة دينية عالية ومعلومات قيمة عن الدين والحياة.
وفي كل ليلة كانت تصل لفدوى رسالة من شهاب تقوي عزيمتها ولتخبرها انه معها في طريق التوجه والتقرب إلى الله.. ومن أجمل ما كتبه لها في الليالي الأولى من العطلة هي هذه الكلمات التي اختارها لها من إحدى المواقع الالكترونية الجميلة :
( كوني قويّة ؛ صُلبة ؛ صامدة ؛ عالية العزيمة ؛ كبيرة في عين نفسك ، كُوني رحيمة رقيقة في الوقت نفسه ، كُوني امرأة لا تُنسى، وكأنك الأنثى الوحيدة التي يحتاجها هذا العالم ؛ الحياة لا تُصفّق للضعفاء ولا تنحني للبؤساء.. كوني كما يريدك صاحب الزمان). 💚
فكتبت له وهي تشعر بقوة تأثير تلك الكلمات على كل كيانها :
حدثني أكثر عن صاحب الزمان وكيف يريدني أن أكون؟!
فجاءها الرد :
صاحب الزمان هو إمامنا الحي الذي يعيش معنا بكل كيانه.. يرانا لكن لا نراه.. وقد نراه فلا نعرفه!
شاء الله أن يحجبه لحكمة هو يعلمها سبحانه..
هو نفسه الحجة ابن الحسن العسكري.. انه إمامنا الثاني عشر والذي ننتظر ظهوره ليملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا..
وهو الذي يعترف بظهوره في آخر الزمان كل الفرق الإسلامية، بل كل الديانات على مختلف مذاهبهم تبشر بقدومه في آخر الزمان مع اختلاف المسميات لديهم..
أن من عظيم حظنا اننا نعيش في زمانه..
لأنه الإنسان الذي تمنى جميع الأنبياء والأوصياء والصالحين أن يعيشوا في
الطريق إلى التوبة
Photo
#طبيب_القلوب (15)
✍رويدة الدعمي
عنوان الحلقة / الراعي .. ساعي البريد.. الأمير!! 👑
مرت الأيام والأسابيع وطال الفراق بين الإثنين..!
وفي إحدى المرات أرسلت فدوى رسالة لشهاب جاء فيها : لدينا اقمشة انا والخالة سمية ونتمنى أن تخيطها لنا الأخت سهام فهل يمكن أن تأتي لأخذنا إلى منزلكم لو سمحت.. لأنني لا أعرف العنوان بالضبط؟!
بعد إرسال الرسالة بخمس دقائق رنَّ جهاز هاتفها وكان رقم شهاب!!
يالسعادتها فهي مشتاقة لسماع صوته كثيراً.. لكنه كان يرفض مسألة المكالمات الهاتفية.. فما الذي حصل واتصل؟ لماذا لم يرد على رسالتها برسالة كما في كل مرة؟!
فتحت الخط وكاد قلبها ينقلع من مكانه من شدة الاضطراب.. فجاءها صوت سهام!!
- مرحبا حبيبتي فدوى..
- سهام! اهلاً.. اهلاً بالغالية!
- بخصوص مجيئكم إلينا سيأتي شهاب غداً لاصطحابكم.. ارجو ان تتهيئوا في الساعة الخامسة عصراً .
- حسناً حسناً .. أشكر لكِ لطفك عزيزتي .. وسلامي للجميع.
وفي تمام الساعة الخامسة عصراً كان شهاب يقف عند بابهم، خرجت هي اولاً وانتظرت خالتها سُمية التي تأخرت بعض الشيء..
قالت فدوى بفضول : لماذا لم ترد عليَّ برسالة يوم أمس؟
قال وهو يخفض رأسه : ألم نتفق ان تكون الرسائل نصائح وتوضيحات في أمور الدين لا أكثر!!
هنا خرجت الخالة سُمية وألقت التحية وأنطلقوا جميعاً إلى مقصدهم ، وفي منزل شهاب كانت الأخوات الثلاثة في أبهى حُلتهن وهُنَّ ينتظرنَ صديقتهنَ المحبوبة "فدوى" التي عبّرت عن فرحة اللقاء وهي تقول : يشهد ربي اني اشتقت إليكن كثيراً كما إنني أشعر بينكن وكأني بين أخواتي فعلاً .
أخرجت سمية ما في حقيبتها من اقمشة وجلسن جميعاً لاختيار الفصالات والموديلات..
كان شهاب جالساً في غرفته وقد اتصل بالحاج فاضل ليعتذر منه عن عدم استطاعته من المجيء .
ثم دخل المطبخ للتأكد من التحضيرات وبأن العشاء سيكون جاهزاً حسب الوقت المتفق عليه مع سهام.
ولما اكملن الحديث عن الأقمشة والفصالات والموعد المحدد لاستلام الملابس قالت فدوى : الآن يجب أن نستأذن سوف يحل الغروب!
وما أن سمعها شهاب حتى خرج من المطبخ وهو يقول : سيكون عشائكم عندنا الليلة وبعدها سأوصلكم إلى منزلكم متى ما أحببتم ذلك.
قالت سمية : ولكن لا نريد أن نشقَّ عليكم يا ولدي!
قال بصوته الحنون :
- ولكن اي شقاء يا خالة.. لقد حلَّت البركة في منزلنا بقدومكم.
شكرت سمية شهاب على حُسن كرمهِ وطلبت من ختام أن ترافقها لتتوضأ وتتهيأ لصلاتي المغرب والعشاء، بينما قامت فدوى مع سهام لتهيئة العشاء قائلة : احب ان أساعدكِ في تحضير الطعام.
رحبت سهام بطلبها واصطحبتها معها إلى المطبخ وهناك بدت الدهشة واضحة على سهام وهي تنظر إلى صحون الفاكهة والحلويات التي وضعت على طاولة المطبخ!!
تسائلت فدوى باهتمام : ولكن ما بكِ يا سهام؟ هل حصل شيء لهذه الأطباق؟ لماذا تطيلين النظر إليها مع هذه الدهشة؟
ضحكت سهام وهي تقول : لقد هيّأ شهاب كل شيء أثناء جلوسنا معك!
قالت فدوى وقد احمر وجهها من الخجل : نعم لقد رأيته يدخل إلى المطبخ ولم يخرج إلا عندما أردنا الذهاب!!
امسكتها سهام من يدها وهي تقول : انه يعاني أكثر مما تتصورين.. يتمنى لو يصبح حلم زواجكما حقيقة!
انظري إلى كل هذه الأطباق وأنواع الطعام! انه يتمنى أن يسعدك بأي طريقة..
قالت فدوى وهي تؤكد كلام سهام :
- لقد فعل الكثير لأجلي.. مواقفه النبيلة في الجامعة وشهامته التي قل نظيرها هذه الأيام.. نصائحه التي صارت تنير لي دربي.. ماذا اتذكر منه وماذا انسى؟!
وهنا دخل شهاب المطبخ وخاطب اخته بالقول : اتركا الحديث الآن وهيئا لنا المائدة!
قالت سهام بابتسامة لها معنى : وهل تركت لنا شيئاً لنهيئه؟
ابتسم شهاب وحانت منه التفاتة إلى حيث تجلس فدوى.. قال بأدب : ما أخبار الوالد.. وهل تذهبين لزيارته؟
ردت فدوى : نعم كل شهر مرة.. انه بخير.
تعمدت سهام أن تخرج من المطبخ قليلا، فاستغل شهاب خروجها بأن وجه عتاباً لفدوى وقد بدى حزيناً بعض الشيء : كنت أتوقع انكِ ستخرجين من منزلكم مرتدية العباءة الزينبية..!
طأطأت برأسها أرضاً وهي تقول : لن البسها إلا حينما اترك المكياج!
أراد شهاب أن يرفع رأسه ليرى هل فعلاً انها ما زالت تضع المكياج لكنه لم يجد الجرأة لينظر إليها فقال :
- وكأنكِ تريدين ان تذكريني بوعدي لكِ عن تقديم النصائح الخاصة بهذا الشأن؟
قالت بتهكّم :
- وكأنك تريد القول بأنك نسيت وعدك ذاك؟!
قال وهو يبتسم من محاكاتها لطريقته في الكلام :
- لا ابداً لم أنسَ.. لكنكِ لم تتركي لي مجال لاختيار النصائح! فدائماً تجدين سؤالاً يجب أن تطرحيهِ بعد كل رسالة مني ثم تنتظري الرد عليه!
ابتسمت وهي تقول : فعلاً .. كلامك عين الصواب من الآن وصاعداً سألتزم الصمت لتبقى انت من تختار النصائح.. انت وحدك!
هنا نظر إليها شهاب من غير إرادته، فلقد توقع انها انزعجت من كلامه فأراد أن يتأكد.. ولما رأى ابتسامتها الملائكية.. خفض رأسه وهو يقول : الحمد لله ظننتك انزعجتي من كلامي!
قالت وهي تتمنى
✍رويدة الدعمي
عنوان الحلقة / الراعي .. ساعي البريد.. الأمير!! 👑
مرت الأيام والأسابيع وطال الفراق بين الإثنين..!
وفي إحدى المرات أرسلت فدوى رسالة لشهاب جاء فيها : لدينا اقمشة انا والخالة سمية ونتمنى أن تخيطها لنا الأخت سهام فهل يمكن أن تأتي لأخذنا إلى منزلكم لو سمحت.. لأنني لا أعرف العنوان بالضبط؟!
بعد إرسال الرسالة بخمس دقائق رنَّ جهاز هاتفها وكان رقم شهاب!!
يالسعادتها فهي مشتاقة لسماع صوته كثيراً.. لكنه كان يرفض مسألة المكالمات الهاتفية.. فما الذي حصل واتصل؟ لماذا لم يرد على رسالتها برسالة كما في كل مرة؟!
فتحت الخط وكاد قلبها ينقلع من مكانه من شدة الاضطراب.. فجاءها صوت سهام!!
- مرحبا حبيبتي فدوى..
- سهام! اهلاً.. اهلاً بالغالية!
- بخصوص مجيئكم إلينا سيأتي شهاب غداً لاصطحابكم.. ارجو ان تتهيئوا في الساعة الخامسة عصراً .
- حسناً حسناً .. أشكر لكِ لطفك عزيزتي .. وسلامي للجميع.
وفي تمام الساعة الخامسة عصراً كان شهاب يقف عند بابهم، خرجت هي اولاً وانتظرت خالتها سُمية التي تأخرت بعض الشيء..
قالت فدوى بفضول : لماذا لم ترد عليَّ برسالة يوم أمس؟
قال وهو يخفض رأسه : ألم نتفق ان تكون الرسائل نصائح وتوضيحات في أمور الدين لا أكثر!!
هنا خرجت الخالة سُمية وألقت التحية وأنطلقوا جميعاً إلى مقصدهم ، وفي منزل شهاب كانت الأخوات الثلاثة في أبهى حُلتهن وهُنَّ ينتظرنَ صديقتهنَ المحبوبة "فدوى" التي عبّرت عن فرحة اللقاء وهي تقول : يشهد ربي اني اشتقت إليكن كثيراً كما إنني أشعر بينكن وكأني بين أخواتي فعلاً .
أخرجت سمية ما في حقيبتها من اقمشة وجلسن جميعاً لاختيار الفصالات والموديلات..
كان شهاب جالساً في غرفته وقد اتصل بالحاج فاضل ليعتذر منه عن عدم استطاعته من المجيء .
ثم دخل المطبخ للتأكد من التحضيرات وبأن العشاء سيكون جاهزاً حسب الوقت المتفق عليه مع سهام.
ولما اكملن الحديث عن الأقمشة والفصالات والموعد المحدد لاستلام الملابس قالت فدوى : الآن يجب أن نستأذن سوف يحل الغروب!
وما أن سمعها شهاب حتى خرج من المطبخ وهو يقول : سيكون عشائكم عندنا الليلة وبعدها سأوصلكم إلى منزلكم متى ما أحببتم ذلك.
قالت سمية : ولكن لا نريد أن نشقَّ عليكم يا ولدي!
قال بصوته الحنون :
- ولكن اي شقاء يا خالة.. لقد حلَّت البركة في منزلنا بقدومكم.
شكرت سمية شهاب على حُسن كرمهِ وطلبت من ختام أن ترافقها لتتوضأ وتتهيأ لصلاتي المغرب والعشاء، بينما قامت فدوى مع سهام لتهيئة العشاء قائلة : احب ان أساعدكِ في تحضير الطعام.
رحبت سهام بطلبها واصطحبتها معها إلى المطبخ وهناك بدت الدهشة واضحة على سهام وهي تنظر إلى صحون الفاكهة والحلويات التي وضعت على طاولة المطبخ!!
تسائلت فدوى باهتمام : ولكن ما بكِ يا سهام؟ هل حصل شيء لهذه الأطباق؟ لماذا تطيلين النظر إليها مع هذه الدهشة؟
ضحكت سهام وهي تقول : لقد هيّأ شهاب كل شيء أثناء جلوسنا معك!
قالت فدوى وقد احمر وجهها من الخجل : نعم لقد رأيته يدخل إلى المطبخ ولم يخرج إلا عندما أردنا الذهاب!!
امسكتها سهام من يدها وهي تقول : انه يعاني أكثر مما تتصورين.. يتمنى لو يصبح حلم زواجكما حقيقة!
انظري إلى كل هذه الأطباق وأنواع الطعام! انه يتمنى أن يسعدك بأي طريقة..
قالت فدوى وهي تؤكد كلام سهام :
- لقد فعل الكثير لأجلي.. مواقفه النبيلة في الجامعة وشهامته التي قل نظيرها هذه الأيام.. نصائحه التي صارت تنير لي دربي.. ماذا اتذكر منه وماذا انسى؟!
وهنا دخل شهاب المطبخ وخاطب اخته بالقول : اتركا الحديث الآن وهيئا لنا المائدة!
قالت سهام بابتسامة لها معنى : وهل تركت لنا شيئاً لنهيئه؟
ابتسم شهاب وحانت منه التفاتة إلى حيث تجلس فدوى.. قال بأدب : ما أخبار الوالد.. وهل تذهبين لزيارته؟
ردت فدوى : نعم كل شهر مرة.. انه بخير.
تعمدت سهام أن تخرج من المطبخ قليلا، فاستغل شهاب خروجها بأن وجه عتاباً لفدوى وقد بدى حزيناً بعض الشيء : كنت أتوقع انكِ ستخرجين من منزلكم مرتدية العباءة الزينبية..!
طأطأت برأسها أرضاً وهي تقول : لن البسها إلا حينما اترك المكياج!
أراد شهاب أن يرفع رأسه ليرى هل فعلاً انها ما زالت تضع المكياج لكنه لم يجد الجرأة لينظر إليها فقال :
- وكأنكِ تريدين ان تذكريني بوعدي لكِ عن تقديم النصائح الخاصة بهذا الشأن؟
قالت بتهكّم :
- وكأنك تريد القول بأنك نسيت وعدك ذاك؟!
قال وهو يبتسم من محاكاتها لطريقته في الكلام :
- لا ابداً لم أنسَ.. لكنكِ لم تتركي لي مجال لاختيار النصائح! فدائماً تجدين سؤالاً يجب أن تطرحيهِ بعد كل رسالة مني ثم تنتظري الرد عليه!
ابتسمت وهي تقول : فعلاً .. كلامك عين الصواب من الآن وصاعداً سألتزم الصمت لتبقى انت من تختار النصائح.. انت وحدك!
هنا نظر إليها شهاب من غير إرادته، فلقد توقع انها انزعجت من كلامه فأراد أن يتأكد.. ولما رأى ابتسامتها الملائكية.. خفض رأسه وهو يقول : الحمد لله ظننتك انزعجتي من كلامي!
قالت وهي تتمنى
#طبيب_القلوب ( 16)
✍رويدة الدعمي
عنوان الحلقة / الرسائل الأربعة 💌💌💌💌
نهضت وقد تأكدت ان كل ما شاهدته كان في عالم الرؤيا وبأن الأمير ( الراعي وساعي البريد) ما هو إلا شهاب.. صحيح انها لم تميز ملامح وجهه لشدة النور الذي كان يحيط به لكنها متأكدة من ان صوته كان صوت شهاب!!
قالت وهي تقوم من فراشها : خير اللهم اجعله خير!!
في هذه الأثناء وصلتها رسالة من شهاب، فتحت الرسالة بيدين مرتجفتين فوجدته قد كتب لها :
( إن كنتم تريدون التقرب إلى الله بكل كيانكم ووجودكم فعليكم بصلاة الليل)!
كتبت إليه ودموعها صارت تتلألأ في عينيها : سأكون ممتنة لكم إن علمتموني كيف أصليها؟!
فجاءها الرد :
صلاة الليل 11 ركعة، يستطيع المبتدئ أن يصلي الثلاث ركعات الأخيرة فقط ففضلها أعظم من البقية إلى أن يعتاد عليها فيصليها كاملة.
وقتها بعد منتصف الليل إلى أذان الفجر، ووقت الفضيلة لها هو الثلث الأخير من الليل - أي كلما كان وقتها أقرب لصلاة الفجر كان ثوابها أعظم - والركعات الثلاث هي : ركعتي الشفع وركعة الوتر.
ركعتي الشفع // تكون النية كالتالي : أنوي أن اصلي ركعتي الشفع من صلاة الليل قربة وطاعة إلى الله تعالى.. ثم يقرأ بالركعة الأولى سورة الفاتحة وسورة الناس، وفي الثانية الفاتحة والفلق .. ولا يوجد قنوت في هاتين الركعتين ثم يجلس ليتشهد ويسلم وتنتهي هنا ركعتي الشفع.
ممكن أن يفصل بينها وبين ركعة الوتر ببعض الأذكار كتسبيحة الزهراء عليها السلام أو الصلاة على محمد وآل محمد 100 مرة أو قد يقوم مباشرة لركعة الوتر.
ركعة الوتر // وهي ركعة واحدة تكون النية فيها كالتالي : أنوي أن اصلي ركعة الوتر من صلاة الليل قربة وطاعة إلى الله تعالى.. ويقرأ فيها : الفاتحة مرة واحدة ، الإخلاص 3 مرات، المعوذتين ( الفلق والناس ) مرة مرة، ثم يرفع يده للقنوت والدعاء.. هنا يحتاج بعض التركيز للمبتدئين : يقرأ بالقنوت بعض الأدعية القصار والأفضل دعاء الفرج ( اللهم كن لوليك....) أو أي دعاء يختاره ثم يقول 7 مرات ( هذا مقام العائذ بك من النار) و 70 مرة ( استغفر الله ) ثم يستغفر ل 40 مؤمن على سواء كانوا من الأحياء أو الأموات ، و يقول 300 مرة ( العفو)..يمكن أن يحسب المصلي هذه الأرقام وهو في حالة القنوت من خلال أصابع يده فكل اصبع مقسم إلى ثلاث أقسام كما هو معروف..
يستغل المؤمن هذه الوقفة العظيمة ويدعو لنفسه وللآخرين بأي شيء يريده فإن الدعاء فيها مستجاب إن كانت الاستجابة من مصلحته ( والله يعلم بذلك ولسنا نحن) وإن كان الدعاء والطلب ليس فيه معصية أو منكر والعياذ بالله.
بعد القنوت يجلس للتشهد والتسليم وتنتهي الصلاة.
وكان إمامنا السجاد " عليه السلام "يقرأ دعاء الحزين بعد هذه الصلاة..
أن لصلاة الليل فضل كبير لا يعد ولا يحصى وإننا لنرى آثار استجابة الدعاء فيها بأسرع مما نتصور!!
كما يرى الإنسان المؤمن الكثير من التوفيقات وزيادة في الرزق وحل المشاكل المستعصية.. كله ببركة استمراره على تأدية هذه الصلاة العظيمة التي ما تركها رسول الله ولاأئمتنا ابداً.. وأخيراً فإن من أهم ثمار هذه الصلاة غفران الذنوب فتذكر لنا الأحاديث الشريفة بأن الله يخاطب ملائكته ساعة وقوف العبد لأداء هذه الصلاة : "انظروا إلى عبدي، فقد تخلى بي في جوف الليل المظلم، والبطّالون لاهون، والغافلون نيّام، أشهدوا أني غفرتُ لهُ"
💚💜💛
استمر كل من شهاب وفدوى على أداء صلاة الليل وقد التزمت بها فدوى أشد الالتزام بعد تلك الرؤيا العجيبة.. كما أن لتلك الرؤيا أثرها أيضا في تغيير نظرتها عن شهاب، فلقد كانت سابقا تنظر إليه كفارس أحلامها ومرشدها في الحياة، اما اليوم فهو بالنسبة لها " الأب والأستاذ " الذي أرسله الله اليها فصارت تتعلم منه كل صغيرة وكبيرة عن دينها الحبيب..
لقد قررت أخيراً ترك المكياج بعد أن أرسل لها الكثير من الرسائل بهذا الخصوص ومن أبرز تلك الرسائل وأكثرها تأثيراً عليها هي هذه الرسائل الأربعة :
الرسالة الأولى // لأجل أمي وأبي !
تقول احدى الفتيات :
عندما أرى فتاة تبرجت و بالغت في التزيين أنظر لوالديها و اتذكر قول الله تعالى " وقفوهم إنهم مسؤولون"..
فأزداد حياءً و حشمةً كي لا يسأل الله أمي وأبي يوم الحساب.
الرسالة الثانية //
لازلتُ أحاول أن أفهم ماذا رأى موسى -عليه السلام- من فتاة مَديَن؛ ليُنفق عشر سنين من عُمرهِ مَهراً لها..!
فوجدتُ الجواب في قوله تعالى:
( تمشي على استحياء) .
لم يصف الله ...
طولها وﻻ شكلها
بل وصف أغلى ما وجد فيها وهو الحياء!
الرسالة الثالثة //
ضعي الغرور والآمال الشيطانية الكاذبة جانباً...وجدِّي في العمل وتهذيب نفسك وتربيتها فإن الرحيل قريب جداً...وكل يوم يمر وأنتِ غافلة يجعلكِ متأخرة!
الرسالة الرابعة // المؤمن ينظر إلى المرأة المتبرجة نظرة إشمئزاز.. لأنها وضعت آيات سورة النور تحت قدميها (ولا يبدين زينتنهن )!!
هذه الرسالة أثرت فيها أكثر من سابقاتها.. فهل هي فعلا تضع أيات القرآن تحت قدميها عندما تضع
✍رويدة الدعمي
عنوان الحلقة / الرسائل الأربعة 💌💌💌💌
نهضت وقد تأكدت ان كل ما شاهدته كان في عالم الرؤيا وبأن الأمير ( الراعي وساعي البريد) ما هو إلا شهاب.. صحيح انها لم تميز ملامح وجهه لشدة النور الذي كان يحيط به لكنها متأكدة من ان صوته كان صوت شهاب!!
قالت وهي تقوم من فراشها : خير اللهم اجعله خير!!
في هذه الأثناء وصلتها رسالة من شهاب، فتحت الرسالة بيدين مرتجفتين فوجدته قد كتب لها :
( إن كنتم تريدون التقرب إلى الله بكل كيانكم ووجودكم فعليكم بصلاة الليل)!
كتبت إليه ودموعها صارت تتلألأ في عينيها : سأكون ممتنة لكم إن علمتموني كيف أصليها؟!
فجاءها الرد :
صلاة الليل 11 ركعة، يستطيع المبتدئ أن يصلي الثلاث ركعات الأخيرة فقط ففضلها أعظم من البقية إلى أن يعتاد عليها فيصليها كاملة.
وقتها بعد منتصف الليل إلى أذان الفجر، ووقت الفضيلة لها هو الثلث الأخير من الليل - أي كلما كان وقتها أقرب لصلاة الفجر كان ثوابها أعظم - والركعات الثلاث هي : ركعتي الشفع وركعة الوتر.
ركعتي الشفع // تكون النية كالتالي : أنوي أن اصلي ركعتي الشفع من صلاة الليل قربة وطاعة إلى الله تعالى.. ثم يقرأ بالركعة الأولى سورة الفاتحة وسورة الناس، وفي الثانية الفاتحة والفلق .. ولا يوجد قنوت في هاتين الركعتين ثم يجلس ليتشهد ويسلم وتنتهي هنا ركعتي الشفع.
ممكن أن يفصل بينها وبين ركعة الوتر ببعض الأذكار كتسبيحة الزهراء عليها السلام أو الصلاة على محمد وآل محمد 100 مرة أو قد يقوم مباشرة لركعة الوتر.
ركعة الوتر // وهي ركعة واحدة تكون النية فيها كالتالي : أنوي أن اصلي ركعة الوتر من صلاة الليل قربة وطاعة إلى الله تعالى.. ويقرأ فيها : الفاتحة مرة واحدة ، الإخلاص 3 مرات، المعوذتين ( الفلق والناس ) مرة مرة، ثم يرفع يده للقنوت والدعاء.. هنا يحتاج بعض التركيز للمبتدئين : يقرأ بالقنوت بعض الأدعية القصار والأفضل دعاء الفرج ( اللهم كن لوليك....) أو أي دعاء يختاره ثم يقول 7 مرات ( هذا مقام العائذ بك من النار) و 70 مرة ( استغفر الله ) ثم يستغفر ل 40 مؤمن على سواء كانوا من الأحياء أو الأموات ، و يقول 300 مرة ( العفو)..يمكن أن يحسب المصلي هذه الأرقام وهو في حالة القنوت من خلال أصابع يده فكل اصبع مقسم إلى ثلاث أقسام كما هو معروف..
يستغل المؤمن هذه الوقفة العظيمة ويدعو لنفسه وللآخرين بأي شيء يريده فإن الدعاء فيها مستجاب إن كانت الاستجابة من مصلحته ( والله يعلم بذلك ولسنا نحن) وإن كان الدعاء والطلب ليس فيه معصية أو منكر والعياذ بالله.
بعد القنوت يجلس للتشهد والتسليم وتنتهي الصلاة.
وكان إمامنا السجاد " عليه السلام "يقرأ دعاء الحزين بعد هذه الصلاة..
أن لصلاة الليل فضل كبير لا يعد ولا يحصى وإننا لنرى آثار استجابة الدعاء فيها بأسرع مما نتصور!!
كما يرى الإنسان المؤمن الكثير من التوفيقات وزيادة في الرزق وحل المشاكل المستعصية.. كله ببركة استمراره على تأدية هذه الصلاة العظيمة التي ما تركها رسول الله ولاأئمتنا ابداً.. وأخيراً فإن من أهم ثمار هذه الصلاة غفران الذنوب فتذكر لنا الأحاديث الشريفة بأن الله يخاطب ملائكته ساعة وقوف العبد لأداء هذه الصلاة : "انظروا إلى عبدي، فقد تخلى بي في جوف الليل المظلم، والبطّالون لاهون، والغافلون نيّام، أشهدوا أني غفرتُ لهُ"
💚💜💛
استمر كل من شهاب وفدوى على أداء صلاة الليل وقد التزمت بها فدوى أشد الالتزام بعد تلك الرؤيا العجيبة.. كما أن لتلك الرؤيا أثرها أيضا في تغيير نظرتها عن شهاب، فلقد كانت سابقا تنظر إليه كفارس أحلامها ومرشدها في الحياة، اما اليوم فهو بالنسبة لها " الأب والأستاذ " الذي أرسله الله اليها فصارت تتعلم منه كل صغيرة وكبيرة عن دينها الحبيب..
لقد قررت أخيراً ترك المكياج بعد أن أرسل لها الكثير من الرسائل بهذا الخصوص ومن أبرز تلك الرسائل وأكثرها تأثيراً عليها هي هذه الرسائل الأربعة :
الرسالة الأولى // لأجل أمي وأبي !
تقول احدى الفتيات :
عندما أرى فتاة تبرجت و بالغت في التزيين أنظر لوالديها و اتذكر قول الله تعالى " وقفوهم إنهم مسؤولون"..
فأزداد حياءً و حشمةً كي لا يسأل الله أمي وأبي يوم الحساب.
الرسالة الثانية //
لازلتُ أحاول أن أفهم ماذا رأى موسى -عليه السلام- من فتاة مَديَن؛ ليُنفق عشر سنين من عُمرهِ مَهراً لها..!
فوجدتُ الجواب في قوله تعالى:
( تمشي على استحياء) .
لم يصف الله ...
طولها وﻻ شكلها
بل وصف أغلى ما وجد فيها وهو الحياء!
الرسالة الثالثة //
ضعي الغرور والآمال الشيطانية الكاذبة جانباً...وجدِّي في العمل وتهذيب نفسك وتربيتها فإن الرحيل قريب جداً...وكل يوم يمر وأنتِ غافلة يجعلكِ متأخرة!
الرسالة الرابعة // المؤمن ينظر إلى المرأة المتبرجة نظرة إشمئزاز.. لأنها وضعت آيات سورة النور تحت قدميها (ولا يبدين زينتنهن )!!
هذه الرسالة أثرت فيها أكثر من سابقاتها.. فهل هي فعلا تضع أيات القرآن تحت قدميها عندما تضع
#طبيب_القلوب ( 17)
✍رويدة الدعمي
عنوان الحلقة / وتمضي الأعوام.. 💞
كانت فدوى في هذه الفترة كثيرة التفكير بمصيرها مع شهاب..
ماذا لو لم يوافق والدها على الارتباط به بعد التخرج.. ماذا لو قرر شهاب بنفسه إنهاء هذه الخطبة أو الخطة!
فرشت سجادة الصلاة وصارت تتوسل إلى الله أن يطفئ ذلك اللهيب المستعر في داخلها.. وأن يُبعِد عنها تلك الوساوس القاتلة.
وفي المساء كتبت لشهاب تطلب نصيحته : القلق من المجهول سيقتلني! هاتِ ما عندك من نصيحة لي في هذه المسألة.. جزاكم الله خيرا.
بعد أقل من ربع ساعة جاءت النصيحة من شهاب كتب فيها :
قد لا تشعر بلُطف الله حالاً ...
لكنك لو عدتَ عاماً.. اثنين.. وثلاثة ستجد أثر عونهِ واضحاً في حياتك!
كيف تخلصت من تلك المشكلة ؟ كيف جبر كسرك ؟! كيف تخطيت مرحلة صعبة ! في حينها كنت تُردد لا يمكنني تخطيها !
كيف قضت المراحل الصعبة في حياتك حين كنت تظنها لن تنقضي !
ما أنت فيه من القلق الآن سيصبح في خبر كان أيضا..
وسترى أثر عونهِ واضحاً في المستقبل عندما ينزاح عن قلبك غشاء القلق والخوف مما أنت فيه ثق به فقط وتوكل عليه.
بعد هذه الكلمات سجدت لله وهي تقول : إلهي.. كل ما انا فيه اليوم من احتشام وطاعة ما هو إلا بسبب لطفك بي وعطفك عليَّ، فلقد سخرت لي أحد عبادك الصالحين لينتشلني من ظلمات الغي ويرفعني إلى سماء الطاعة.. إلهي فأتم فضلك عليَّ ولطفك بي واجعل هذا الإنسان الصالح رفيقاً دائماً لي ومؤنساً وشريكاً لحياتي .
❤️❤️❤️
مرَّ عامان على التحاق فدوى وشهاب بكلية الطب وها هما في المرحلة الثالثة وقد التحقت بهما سهام أيضاً!
وها هو شهاب يعطيها في يومها الأول بعض الوصايا التي يتمنى أن تلتزم بها.. قال لها وهو يتجه بها إلى قاعة المحاضرات الخاصة بالمرحلة الأولى :
- اختي الحبيبة .. انا لديَّ كامل الثقة بكِ.. لكن هناك ما يجب أن تعلميهِ وهو أن الإنسان مهما كان يعيش في بيئة جيدة وخاصة الفتاة حتى وإن كانت تربيتها تربية دينية إلا أن هناك ما سيؤثر عليها في الجامعة ألا وهي صديقة السوء فاحذريها.. ستجدين من تحاول أن تقنعكِ بخلع العباءة لأنها تعيق دراستكِ فلا تسمعيها، وستجدين من تحاول أن تقنعكِ بوضع القليل من المكياج فلا تنصتي لها ووو...
وتذكري بأن ( الصاحب.. ساحب) أما يسحبك معه إلى الخير، وإما يسحبك معه إلى الشر والعياذ بالله.
كما أرجو أن تجعلي اختياركِ للصديقة على أساس التزامها بأوامر الله من الحجاب وعدم الاختلاط أو التبرج ولتكن لك نعم الانسانة المرشدة والناصحة بحيث ما أن ترى منك اي خطأ أو معصية لا سمح الله حتى توجهك إلى تركها ولتكن هذه المقولة الرائعة نصب عينيك :
" إختر صحبة تخجل أنْ تفعل بينهم ذنباً، وحذارِ من صحبة تخجل أن تفعل بينهم طاعة "!
وأخيراً فاعلمي أن" خير الأصحاب من أحبك في الله، وذكرك بالله، وخوفك من غضب الله، ورغبك في لقاء الله ".
أخذت سهام بنصائح أخيها الأكبر وصارت حذرة من صديقات السوء و من كل فتاة تحاول أن توقع بها أو تجرها إلى المعاصي، وما أكثر هذه المعاصي في مجتمع وبيئة واسعة كالجامعة!!
💜💜💜
صارت اللقاءات بين شهاب وفدوى أكثر فائدة ومنفعة بعد أن التحقت بهما سهام، فكان الاثنان لا يؤسسان للقاء أسبوعي بينهما إلا بعد أن يتأكدا أن سهام لديها استراحة في ذلك الوقت حتى تحضر معهما نقاشاتهما الهادفة وحتى تكون جلستهما أكثر شرعية وتقرباً إلى الله.
وفي إحدى المرات تأخر شهاب عن الحضور فاستغلت فدوى ذلك بأن وجهت سؤالها لسهام :
- غاليتي سهام.. هناك سؤال طالما طرق باب أفكاري وكنت أتردد في توجيهه لشهاب.. فهل بإمكانك الإجابة عليه؟
- ما هو عزيزتي.. هاته!
لقد تركتكم امكم ورحلت مذ كنتم صغاراً وبعدها بعام واحد التحق والدكم بالرفيق الأعلى.. سؤالي من أين أتيتم انتم الأخوة الأربعة بكل هذه الثقافة والالتزام الديني؟!
قالت سهام وقد بدأت تسترجع صور الماضي عندما كانت بعمر تسع سنوات بالتحديد!!
- لقد أوصى ابي صديقهُ الحاج فاضل علينا قبل أن يرحل إذ كان صديقه المقرب، والحاج فاضل هذا ليس له أطفال.. لقد كانت زوجته عاقراً.. أتذكر عندما أوصاه ابي علينا وكنت جالسة عند رأسه ابكي، قال الحاج فاضل حينها : لا توصي حريص يا أبا شهاب أولادك بمنزلة أولادي الذين حُرِمتُ منهم!!
سوف لن اتركهم وسيبقون في رعايتي إلى آخر لحظة في حياتي.
وفعلاً وكما وعد الحاج فاضل ابي فلقد كان لنا نعم الراعي والمحافظ على الأمانة.. انه انسان مؤمن وزوجته كذلك.. لقد كانت تأتي لزيارتنا دائماً وتُلبي لنا احتياجاتنا بالأخص نحن البنات، اما هو فلقد جعل اخي يعمل معه بأجر يومي جيد جداً ، كما كان يعطيه أجراً شهرياً عند قراءته لأحد الكتب الدينية!
تساءلت فدوى بدهشة : وكيف ذلك لم أفهم؟!
- لقد كانت عند الحاج فاضل في المنزل مكتبة كبيرة فيها مختلف الكتب الدينية والعلمية وحتى كتب الأدب والشعر..
فكان يقضي شهاب أوقات فراغه سواء في المحل او في المنزل في مطالعة الكتاب الذي يعطيه اياه الحاج ثم في نهاية
✍رويدة الدعمي
عنوان الحلقة / وتمضي الأعوام.. 💞
كانت فدوى في هذه الفترة كثيرة التفكير بمصيرها مع شهاب..
ماذا لو لم يوافق والدها على الارتباط به بعد التخرج.. ماذا لو قرر شهاب بنفسه إنهاء هذه الخطبة أو الخطة!
فرشت سجادة الصلاة وصارت تتوسل إلى الله أن يطفئ ذلك اللهيب المستعر في داخلها.. وأن يُبعِد عنها تلك الوساوس القاتلة.
وفي المساء كتبت لشهاب تطلب نصيحته : القلق من المجهول سيقتلني! هاتِ ما عندك من نصيحة لي في هذه المسألة.. جزاكم الله خيرا.
بعد أقل من ربع ساعة جاءت النصيحة من شهاب كتب فيها :
قد لا تشعر بلُطف الله حالاً ...
لكنك لو عدتَ عاماً.. اثنين.. وثلاثة ستجد أثر عونهِ واضحاً في حياتك!
كيف تخلصت من تلك المشكلة ؟ كيف جبر كسرك ؟! كيف تخطيت مرحلة صعبة ! في حينها كنت تُردد لا يمكنني تخطيها !
كيف قضت المراحل الصعبة في حياتك حين كنت تظنها لن تنقضي !
ما أنت فيه من القلق الآن سيصبح في خبر كان أيضا..
وسترى أثر عونهِ واضحاً في المستقبل عندما ينزاح عن قلبك غشاء القلق والخوف مما أنت فيه ثق به فقط وتوكل عليه.
بعد هذه الكلمات سجدت لله وهي تقول : إلهي.. كل ما انا فيه اليوم من احتشام وطاعة ما هو إلا بسبب لطفك بي وعطفك عليَّ، فلقد سخرت لي أحد عبادك الصالحين لينتشلني من ظلمات الغي ويرفعني إلى سماء الطاعة.. إلهي فأتم فضلك عليَّ ولطفك بي واجعل هذا الإنسان الصالح رفيقاً دائماً لي ومؤنساً وشريكاً لحياتي .
❤️❤️❤️
مرَّ عامان على التحاق فدوى وشهاب بكلية الطب وها هما في المرحلة الثالثة وقد التحقت بهما سهام أيضاً!
وها هو شهاب يعطيها في يومها الأول بعض الوصايا التي يتمنى أن تلتزم بها.. قال لها وهو يتجه بها إلى قاعة المحاضرات الخاصة بالمرحلة الأولى :
- اختي الحبيبة .. انا لديَّ كامل الثقة بكِ.. لكن هناك ما يجب أن تعلميهِ وهو أن الإنسان مهما كان يعيش في بيئة جيدة وخاصة الفتاة حتى وإن كانت تربيتها تربية دينية إلا أن هناك ما سيؤثر عليها في الجامعة ألا وهي صديقة السوء فاحذريها.. ستجدين من تحاول أن تقنعكِ بخلع العباءة لأنها تعيق دراستكِ فلا تسمعيها، وستجدين من تحاول أن تقنعكِ بوضع القليل من المكياج فلا تنصتي لها ووو...
وتذكري بأن ( الصاحب.. ساحب) أما يسحبك معه إلى الخير، وإما يسحبك معه إلى الشر والعياذ بالله.
كما أرجو أن تجعلي اختياركِ للصديقة على أساس التزامها بأوامر الله من الحجاب وعدم الاختلاط أو التبرج ولتكن لك نعم الانسانة المرشدة والناصحة بحيث ما أن ترى منك اي خطأ أو معصية لا سمح الله حتى توجهك إلى تركها ولتكن هذه المقولة الرائعة نصب عينيك :
" إختر صحبة تخجل أنْ تفعل بينهم ذنباً، وحذارِ من صحبة تخجل أن تفعل بينهم طاعة "!
وأخيراً فاعلمي أن" خير الأصحاب من أحبك في الله، وذكرك بالله، وخوفك من غضب الله، ورغبك في لقاء الله ".
أخذت سهام بنصائح أخيها الأكبر وصارت حذرة من صديقات السوء و من كل فتاة تحاول أن توقع بها أو تجرها إلى المعاصي، وما أكثر هذه المعاصي في مجتمع وبيئة واسعة كالجامعة!!
💜💜💜
صارت اللقاءات بين شهاب وفدوى أكثر فائدة ومنفعة بعد أن التحقت بهما سهام، فكان الاثنان لا يؤسسان للقاء أسبوعي بينهما إلا بعد أن يتأكدا أن سهام لديها استراحة في ذلك الوقت حتى تحضر معهما نقاشاتهما الهادفة وحتى تكون جلستهما أكثر شرعية وتقرباً إلى الله.
وفي إحدى المرات تأخر شهاب عن الحضور فاستغلت فدوى ذلك بأن وجهت سؤالها لسهام :
- غاليتي سهام.. هناك سؤال طالما طرق باب أفكاري وكنت أتردد في توجيهه لشهاب.. فهل بإمكانك الإجابة عليه؟
- ما هو عزيزتي.. هاته!
لقد تركتكم امكم ورحلت مذ كنتم صغاراً وبعدها بعام واحد التحق والدكم بالرفيق الأعلى.. سؤالي من أين أتيتم انتم الأخوة الأربعة بكل هذه الثقافة والالتزام الديني؟!
قالت سهام وقد بدأت تسترجع صور الماضي عندما كانت بعمر تسع سنوات بالتحديد!!
- لقد أوصى ابي صديقهُ الحاج فاضل علينا قبل أن يرحل إذ كان صديقه المقرب، والحاج فاضل هذا ليس له أطفال.. لقد كانت زوجته عاقراً.. أتذكر عندما أوصاه ابي علينا وكنت جالسة عند رأسه ابكي، قال الحاج فاضل حينها : لا توصي حريص يا أبا شهاب أولادك بمنزلة أولادي الذين حُرِمتُ منهم!!
سوف لن اتركهم وسيبقون في رعايتي إلى آخر لحظة في حياتي.
وفعلاً وكما وعد الحاج فاضل ابي فلقد كان لنا نعم الراعي والمحافظ على الأمانة.. انه انسان مؤمن وزوجته كذلك.. لقد كانت تأتي لزيارتنا دائماً وتُلبي لنا احتياجاتنا بالأخص نحن البنات، اما هو فلقد جعل اخي يعمل معه بأجر يومي جيد جداً ، كما كان يعطيه أجراً شهرياً عند قراءته لأحد الكتب الدينية!
تساءلت فدوى بدهشة : وكيف ذلك لم أفهم؟!
- لقد كانت عند الحاج فاضل في المنزل مكتبة كبيرة فيها مختلف الكتب الدينية والعلمية وحتى كتب الأدب والشعر..
فكان يقضي شهاب أوقات فراغه سواء في المحل او في المنزل في مطالعة الكتاب الذي يعطيه اياه الحاج ثم في نهاية
#طبيب_القلوب (18)
✍رويدة الدعمي
عنوان الحلقة / لماذا يا فدوى..؟ 💔
ثم اكمل شهاب وهو يمسك بتلك اليدين النحيلتين : انك مؤمن بالله يا عم، ونادم على حياتك الماضية.. فلماذا لا يتوب الله عليك؟ ألم تسمع قوله تعالى ( أن الله يحب التوابين)؟!
يعني أن الله لا يتوب عليك فقط إن أنت أعلنت توبتك، بل وسيحبك أيضا.
نزلت الدموع لتعبر عن الندم الحقيقي الذي يشعر به ذلك الإنسان.. قال وهو يحاول أن يخفيها بين كفيه : يعلم ربي ما يملأ صدري الآن من مشاعر كلها ندم وحسرة على ما فرطتُ في حق ربي ونفسي وعائلتي!
ثم نظر إلى عينيّ شهاب وهو يقول : إن لي ابنة في عمرك تقريباً.. نعم المفترض انها الآن تمارس عملها كطبيبة.. لم تزرني منذ أشهر عدة!
أردف وهو يختنق بعبرته : انا لا الومها ابداً.. فلقد كنتُ قاسي القلب معها ومع والدتها رحمها الله.. حقها إن لم تشعر تجاهي بأي محبة لأني لم امنحها الحنان المطلوب.. كنتُ أتوقع أن الدنيا هي عبارة عن ( أموال) فقط وبأنها هي التي تجلب السعادة للبشر، والآن بعد أن عشت الوحدة والغربة هنا في السجن عرفتُ ما معنى العائلة والسعادة الحقيقية.
قال شهاب وهو يحترق غضباً من فدوى : سامح الله ابنتك.. كان المفترض أن تأتي لزيارتك.. ادعو الله ان يثلج قلبك بلقاءها عما قريب.
💙💜💙
وفي اليوم التالي التقى شهاب بفدوى في المستشفى أثناء دوامهما الرسمي ..قال بعد أن ألقى التحية :
- هل تعرفين ما معنى بر الوالدين؟
تفاجأت من نبرة صوته.. لقد كان مستاءاً منها جدا!!
- ولكن ماذا تقصد؟ لم أفهم!
- منذ متى لم تزوري أباكِ في السجن؟
طأطأت برأسها أرضاً وقد عرفت سبب غضبه :
- منذ ستة أشهر!
صاح بوجهها من غير إرادته : ماذا؟ ستة أشهر! ولكن لماذا بربك؟
- لقد كنتُ مشغولة، فما أن تخرجنا وانتهينا من الامتحانات وبحث التخرج حتى باشرنا الدوام كما تلاحظ!
لم يستطع الاستمرار بالكلام معها حيث كان متأثراً جداً، تركها ومضى في طريقه اما هي فبقت واقفة تنظر إليه متعجبة من موقفه هذا حتى غاب عن ناظريها.
في المساء اتصلت فدوى بسهام لتستعلم منها الخبر وكان شهاب جالساً بقرب أخته وعندما علم أنها تتحدث مع فدوى طلب منها أن تعطيه الهاتف ..أخذهُ وهو يقول : السلام عليكم!
وقبل أن تلقي فدوى تحيتها قال وهو يبدو صارماً أكثر مما توقعت هي :
- والدكِ مريض ويجب أن تكوني غداً عنده.. ان لم يسمحوا لكِ بزيارتهِ اتصلي بي من هناك وسأتصل بإدارة السجن ليسمحوا لك بمقابلته.. ولا تخبريهِ بأني انا من طلبت منكِ زيارته.. أرجو أن لا تأتي على ذكري أمامه نهائياً.. اتفقنا؟
لم يكن أمام فدوى الا الانصياع لأمر شهاب دون أن تعرف ما الخبر؟ ولماذا يتصرف معها هكذا؟
في الصباح اتجهت نحو السجن حيث والدها، وكما توقع شهاب.. لم يوافقوا على طلبها بمقابلة والدها لأنه لم يكن موعد الزيارات اصلاً ، اتصلت بشهاب وقام هو - كما وعدها - بالاتصال بالإدارة وبعد خمس دقائق فقط من اتصالها جاءها احد افراد الشرطة ليرافقها حيث والدها!
تفاجأت وهي ترى والدها مريض فعلاً ولا يقوى على الحركة.. ما أن رآها حتى صارت دموعه تجري من غير إرادته!
سألته فدوى وهي تمسك بيده :
- ولكن لماذا تبكي يا أبي؟
قال وهو يضم يدها إلى صدره :
- ابكي لأني أرى ربي يستجيب دعائي بكل هذه السرعة بينما أنا لا استحق منه ذلك!
- وبمَ دعوتَ الله يا أبتي؟
- لقد دعوته أن يجعلني التقي بكِ قبل موتي.
- ولكن لماذا تقول هذا الكلام.. ستتحسن صحتك عن قريب ولن اتركك.. سأذهب لأقدم طلب إلى إدارة السجن بالسماح لي كطبيبة بزيارتك باستمرار للإشراف على حالتك ومعالجتك لتقوم لنا بالسلامة.
قال وهو يمسح دموعه : لقد ارسل الله إليَّ من يعالجني، طبيب ليس كالاطباء.. انه طبيب القلوب.. ( الدكتور شهاب) رعاه الله وحفظه من كل مكروه.
لم تعرف فدوى ماذا تقول؟! لقد حذرها شهاب من أن تأتي على ذكره أمام والدها.. لكن ها هو الآن يجري اسمه على لسان الوالد وهو يطلق عليه لقب ( طبيب القلوب)!!
قالت وهي تحاول أن تبدو طبيعية : من هو هذا الطبيب يا أبي؟ هل تعرفهُ مسبقاً؟!
- لا يا ابنتي مع أنني كلما نظرتُ إليه خُّيل اليَّ أنني اعرفه منذ زمن!
لقد صار يجبر خاطري ويساعدني على طلب التوبة بعد أن كنتُ من اليائسين.
لم تنبس فدوى ببنت شفة فلقد سرح فكرها بعيدا.. لماذا لم يطلب شهاب يدها من والدها بالرغم من كل هذه العلاقة القوية بينهما؟ هل ابدل شهاب رأيه وصار غير مقتنع بالزواج منها؟ لماذا إذن إلى الآن يلبس خاتم الخطوبة؟
💜💙💜
بعد زيارة فدوى لوالدها بيوم واحد تعمد شهاب زيارته واستطلاع اخباره فوجدهُ بصحةٍ أحسن وقد عاد الدم إلى وجهه، وما أن رآه حتى بدأ يسرد له كيف استجاب الله دعائه وأرسل إليه ابنته لتزوره بعد أن تركته ما يقارب النصف عام!!
كان شهاب يستمع والفرحة تغمره بعد أن نجح بإدخال السرور على قلب هذا الرجل المسكين..
وهنا صدمهُ سؤال صدر من والد فدوى حينما قال : أراك تلبس خاتم الخطوبة.. صحيح؟
ابتسم شهاب وقد حاول أن يُخفي
✍رويدة الدعمي
عنوان الحلقة / لماذا يا فدوى..؟ 💔
ثم اكمل شهاب وهو يمسك بتلك اليدين النحيلتين : انك مؤمن بالله يا عم، ونادم على حياتك الماضية.. فلماذا لا يتوب الله عليك؟ ألم تسمع قوله تعالى ( أن الله يحب التوابين)؟!
يعني أن الله لا يتوب عليك فقط إن أنت أعلنت توبتك، بل وسيحبك أيضا.
نزلت الدموع لتعبر عن الندم الحقيقي الذي يشعر به ذلك الإنسان.. قال وهو يحاول أن يخفيها بين كفيه : يعلم ربي ما يملأ صدري الآن من مشاعر كلها ندم وحسرة على ما فرطتُ في حق ربي ونفسي وعائلتي!
ثم نظر إلى عينيّ شهاب وهو يقول : إن لي ابنة في عمرك تقريباً.. نعم المفترض انها الآن تمارس عملها كطبيبة.. لم تزرني منذ أشهر عدة!
أردف وهو يختنق بعبرته : انا لا الومها ابداً.. فلقد كنتُ قاسي القلب معها ومع والدتها رحمها الله.. حقها إن لم تشعر تجاهي بأي محبة لأني لم امنحها الحنان المطلوب.. كنتُ أتوقع أن الدنيا هي عبارة عن ( أموال) فقط وبأنها هي التي تجلب السعادة للبشر، والآن بعد أن عشت الوحدة والغربة هنا في السجن عرفتُ ما معنى العائلة والسعادة الحقيقية.
قال شهاب وهو يحترق غضباً من فدوى : سامح الله ابنتك.. كان المفترض أن تأتي لزيارتك.. ادعو الله ان يثلج قلبك بلقاءها عما قريب.
💙💜💙
وفي اليوم التالي التقى شهاب بفدوى في المستشفى أثناء دوامهما الرسمي ..قال بعد أن ألقى التحية :
- هل تعرفين ما معنى بر الوالدين؟
تفاجأت من نبرة صوته.. لقد كان مستاءاً منها جدا!!
- ولكن ماذا تقصد؟ لم أفهم!
- منذ متى لم تزوري أباكِ في السجن؟
طأطأت برأسها أرضاً وقد عرفت سبب غضبه :
- منذ ستة أشهر!
صاح بوجهها من غير إرادته : ماذا؟ ستة أشهر! ولكن لماذا بربك؟
- لقد كنتُ مشغولة، فما أن تخرجنا وانتهينا من الامتحانات وبحث التخرج حتى باشرنا الدوام كما تلاحظ!
لم يستطع الاستمرار بالكلام معها حيث كان متأثراً جداً، تركها ومضى في طريقه اما هي فبقت واقفة تنظر إليه متعجبة من موقفه هذا حتى غاب عن ناظريها.
في المساء اتصلت فدوى بسهام لتستعلم منها الخبر وكان شهاب جالساً بقرب أخته وعندما علم أنها تتحدث مع فدوى طلب منها أن تعطيه الهاتف ..أخذهُ وهو يقول : السلام عليكم!
وقبل أن تلقي فدوى تحيتها قال وهو يبدو صارماً أكثر مما توقعت هي :
- والدكِ مريض ويجب أن تكوني غداً عنده.. ان لم يسمحوا لكِ بزيارتهِ اتصلي بي من هناك وسأتصل بإدارة السجن ليسمحوا لك بمقابلته.. ولا تخبريهِ بأني انا من طلبت منكِ زيارته.. أرجو أن لا تأتي على ذكري أمامه نهائياً.. اتفقنا؟
لم يكن أمام فدوى الا الانصياع لأمر شهاب دون أن تعرف ما الخبر؟ ولماذا يتصرف معها هكذا؟
في الصباح اتجهت نحو السجن حيث والدها، وكما توقع شهاب.. لم يوافقوا على طلبها بمقابلة والدها لأنه لم يكن موعد الزيارات اصلاً ، اتصلت بشهاب وقام هو - كما وعدها - بالاتصال بالإدارة وبعد خمس دقائق فقط من اتصالها جاءها احد افراد الشرطة ليرافقها حيث والدها!
تفاجأت وهي ترى والدها مريض فعلاً ولا يقوى على الحركة.. ما أن رآها حتى صارت دموعه تجري من غير إرادته!
سألته فدوى وهي تمسك بيده :
- ولكن لماذا تبكي يا أبي؟
قال وهو يضم يدها إلى صدره :
- ابكي لأني أرى ربي يستجيب دعائي بكل هذه السرعة بينما أنا لا استحق منه ذلك!
- وبمَ دعوتَ الله يا أبتي؟
- لقد دعوته أن يجعلني التقي بكِ قبل موتي.
- ولكن لماذا تقول هذا الكلام.. ستتحسن صحتك عن قريب ولن اتركك.. سأذهب لأقدم طلب إلى إدارة السجن بالسماح لي كطبيبة بزيارتك باستمرار للإشراف على حالتك ومعالجتك لتقوم لنا بالسلامة.
قال وهو يمسح دموعه : لقد ارسل الله إليَّ من يعالجني، طبيب ليس كالاطباء.. انه طبيب القلوب.. ( الدكتور شهاب) رعاه الله وحفظه من كل مكروه.
لم تعرف فدوى ماذا تقول؟! لقد حذرها شهاب من أن تأتي على ذكره أمام والدها.. لكن ها هو الآن يجري اسمه على لسان الوالد وهو يطلق عليه لقب ( طبيب القلوب)!!
قالت وهي تحاول أن تبدو طبيعية : من هو هذا الطبيب يا أبي؟ هل تعرفهُ مسبقاً؟!
- لا يا ابنتي مع أنني كلما نظرتُ إليه خُّيل اليَّ أنني اعرفه منذ زمن!
لقد صار يجبر خاطري ويساعدني على طلب التوبة بعد أن كنتُ من اليائسين.
لم تنبس فدوى ببنت شفة فلقد سرح فكرها بعيدا.. لماذا لم يطلب شهاب يدها من والدها بالرغم من كل هذه العلاقة القوية بينهما؟ هل ابدل شهاب رأيه وصار غير مقتنع بالزواج منها؟ لماذا إذن إلى الآن يلبس خاتم الخطوبة؟
💜💙💜
بعد زيارة فدوى لوالدها بيوم واحد تعمد شهاب زيارته واستطلاع اخباره فوجدهُ بصحةٍ أحسن وقد عاد الدم إلى وجهه، وما أن رآه حتى بدأ يسرد له كيف استجاب الله دعائه وأرسل إليه ابنته لتزوره بعد أن تركته ما يقارب النصف عام!!
كان شهاب يستمع والفرحة تغمره بعد أن نجح بإدخال السرور على قلب هذا الرجل المسكين..
وهنا صدمهُ سؤال صدر من والد فدوى حينما قال : أراك تلبس خاتم الخطوبة.. صحيح؟
ابتسم شهاب وقد حاول أن يُخفي
الطريق إلى التوبة
Photo
#طبيب_القلوب (19)
✍رويدة الدعمي
عنوان الحلقة / وداعاً لسنوات الشقاء.. 💙
في إحدى زيارات شهاب للسجن سأله والد فدوى قائلاً :
- هل يستجيب الله تعالى دعاء التائبين حديثاً؟
ابتسم شهاب وهو يقول : ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعِ إذا دعانِ) هذا هو كلام الله في كتابه الكريم.. يقول اذا سألك عبادي - ولم يحدد - فالآية تشمل العباد جميعهم دون استثناء!!
قال وقد دمعت عيناه : سأدعوه أن يُفرِّج عني وعن كل السجناء هنا.. لقد أتعبني الفراق يا ولدي.. وأنا متلهف جداً للعيش مع ابنتي الحبيبة في آخر سنيّ عمري.. واطلب منك يا دكتور أن تدعو لي أيضاً في صلاتك ومناجاتك أن يشملني الله بعفوه ومغفرته، وأن يتنازل أقاربي عن قضية القتل بعد كل هذه السنوات من العقوبة القاسية.
- سأدعو الله لك من كل قلبي بأن يفرج عنك وعن كل مهموم، وانت أيضاً يا عم عندما تدعو تذكر :
( إن كان لك حاجة وليس لك قدرة ، فإن لك رب له قدرة
وليس له حاجة ).
وتذكر أيضاً هذه الكلمات التي صدرت من أحد المصلحين وهو يقول :
( في احيانٍ كثيرة تجد شدّة البلاءات المتراكمة نعمة وليست بلاء ! لأنك ترى آثارها الجميلة ، تراها اختراق للحجب التي بينك وبين السماء فتبتهج بحجم شدة هذه البلاءات لانها فتحت لك طرقاً نحو الغاية التي خلقت لأجلها ، فلا تفكر كثيراً في بلائك بل فكر كيف تستغل هذا البلاء للوصول الى الغاية الأسمى.. ومن هذا المنطلق سيتلاشى البلاء تدريجياً وينقضي ان شاء الله.)
وتذكر إذا تأخر استجابة دعائك لبعض الوقت :
إن بعض الناس الذین يحبهم الله ، لكي يوفقهم و يزيد من توجههم إليه ، يؤجل استجابة دعاءهم ، حتى يدعونه أكثر!
وأخيراً تقبل مني هذه النصيحة والحكمة الرائعة :
إذا لم تجد عدلاً في محكمة الدنيا ، فارفع ملفك لمحكمة الآخرة فان الشهود ملائكة والدعوى محفوظة والقاضي أحكم الحاكمين.
كانت لهذه الكلمات صداها الأكبر في قلب ذلك السجين التائب الذي اشتاق إلى حياة الحرية والعيش بما بقي له من عمر مع ابنته الوحيدة..
بدأ والد فدوى حياة جديدة في السجن تملؤها التفاؤل والأمل، وكان يكثر من قراءة القرآن ويقضي ما فاته من صلوات في السنين الماضية خاصة بعد أن عادت إليه صحته بفضل العلاجات التي كان يصفها له الدكتور شهاب.
وكان يصلي صلاة الليل كما علمه الدكتور شهاب ثم يبقى يدعو لنفسه لعل الله يغفر له ذنوبه ويشفع له في قضاء حاجته وهي الخروج من السجن.
بعد ثلاثة اشهر فقط جاءه خبر الإفراج .. فلقد تنازل أبناء عمومته عن الدعوة وهم الآن يطلبون له الحرية!
💙💜💚
مضت أعوام عدة على خروج والد فدوى من السجن، وها هي فدوى قد عادت للعيش مع والدها ومُربيتها ولا ينقص سعادتها الآن غير خبر خطوبتها من شهاب!
كان الأب يشعر بأن ابنته تعاني أمراً ما.. ولكن لم يشأ أن يجبرها على البوح، قال لها مرة :
- لقد افتتح الدكتور شهاب عيادة خاصة به وأريد أن أذهب لزيارته.. ما رأيكِ أن ترافقينني لرؤيته..؟
- ماذا!! أنا؟
- ولِمَ لا؟ اريد ان اعرفكِ عليه.. انه رجل فريد من نوعه يا ابنتي.
صمتت فدوى ولم تجد ما تتعذر به، قال لها والدها وهو يحاول اقناعها بمرافقته :
- كما سينفعنا كثيراً في مسألة افتتاح عيادة لكِ عن قريب.. سنعرف منه ما هي كلفة افتتاح العيادة ، وخاصة أنه في نفس اختصاصك ..!
أذعنت فدوى لطلب والدها ورافقته إلى عيادة شهاب وهي لا تعرف ما الذي يمكنه أن يجري هناك!
وما أن وصلا العيادة حتى شاهدا لافتة كبيرة مُعلقة فوق الباب مكتوب عليها ( للفقراء مجاناً.. لعلَّهم يشفعوا لي عند الله).
لم يتعجب أياً منهما فهذا ما كانا يتوقعانه منه.. أوليس هو الأمير.. طبيب القلوب؟!
وفي العيادة ارتبك شهاب وهو يرى فدوى مع والدها لكنه حاول أن يبدو طبيعياً.. رحب بهما وصار يسأل العم عن صحته وأمور حياته.
أجابه وقد ارتسمت على ثغرهِ ابتسامة رضا :
- لقد كانت لكلماتك ونصائحك الأثر الكبير في الإفراج عني!
قال شهاب وهو يتمتم بخجل : لم افعل اي شيء يذكر.. كل ما انت فيه هو من فضل الله يا عم.
وهنا طرق السكرتير الباب وهو يقول : أن اخواتك في الانتظار يا دكتور.. هل اسمح لهن بالدخول؟
قال شهاب وقد اتسعت حدقتا عينيه : لا.. عندي ضيوف الآن.
قال والد فدوى وهو يشير إلى ابنته بالقيام : نحن نستأذن يا دكتور.. لا نريد أن نأخذ من وقتك أكثر..وسنزورك في وقت لاحق .. يمكنك استقبال اخواتك.
قال شهاب وهو يشعر بالإحراج قليلاً : أنهن متشوقات لرؤية العيادة..!
ضحك والد فدوى وهو يقول : هذا من حقهن.. يُردنَ أن يفخرنَ بأخيهنَّ الطبيب!
خرجت فدوى مع والدها وما أن رأتها سهام حتى أسرعت نحوها وهي تردد بلهفة : فدوى حبيبتي.. لقد سبقتِنا في رؤية العيادة!
لم تلتفت سهام إلى وجود والد فدوى معها ولم تلتفت إلى ارتباك فدوى فأكملت حديثها بالقول : لكن كيف جئتِ وحدكِ.. أين هي الخالة سمية؟
قال الوالد الذي أصابته الدهشة وهو يخاطب ابنته : هل هذه الفتاة شقيقة الدكتور شهاب؟ أتعرفين عائلة الدكتور شهاب يا فدوى؟
✍رويدة الدعمي
عنوان الحلقة / وداعاً لسنوات الشقاء.. 💙
في إحدى زيارات شهاب للسجن سأله والد فدوى قائلاً :
- هل يستجيب الله تعالى دعاء التائبين حديثاً؟
ابتسم شهاب وهو يقول : ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعِ إذا دعانِ) هذا هو كلام الله في كتابه الكريم.. يقول اذا سألك عبادي - ولم يحدد - فالآية تشمل العباد جميعهم دون استثناء!!
قال وقد دمعت عيناه : سأدعوه أن يُفرِّج عني وعن كل السجناء هنا.. لقد أتعبني الفراق يا ولدي.. وأنا متلهف جداً للعيش مع ابنتي الحبيبة في آخر سنيّ عمري.. واطلب منك يا دكتور أن تدعو لي أيضاً في صلاتك ومناجاتك أن يشملني الله بعفوه ومغفرته، وأن يتنازل أقاربي عن قضية القتل بعد كل هذه السنوات من العقوبة القاسية.
- سأدعو الله لك من كل قلبي بأن يفرج عنك وعن كل مهموم، وانت أيضاً يا عم عندما تدعو تذكر :
( إن كان لك حاجة وليس لك قدرة ، فإن لك رب له قدرة
وليس له حاجة ).
وتذكر أيضاً هذه الكلمات التي صدرت من أحد المصلحين وهو يقول :
( في احيانٍ كثيرة تجد شدّة البلاءات المتراكمة نعمة وليست بلاء ! لأنك ترى آثارها الجميلة ، تراها اختراق للحجب التي بينك وبين السماء فتبتهج بحجم شدة هذه البلاءات لانها فتحت لك طرقاً نحو الغاية التي خلقت لأجلها ، فلا تفكر كثيراً في بلائك بل فكر كيف تستغل هذا البلاء للوصول الى الغاية الأسمى.. ومن هذا المنطلق سيتلاشى البلاء تدريجياً وينقضي ان شاء الله.)
وتذكر إذا تأخر استجابة دعائك لبعض الوقت :
إن بعض الناس الذین يحبهم الله ، لكي يوفقهم و يزيد من توجههم إليه ، يؤجل استجابة دعاءهم ، حتى يدعونه أكثر!
وأخيراً تقبل مني هذه النصيحة والحكمة الرائعة :
إذا لم تجد عدلاً في محكمة الدنيا ، فارفع ملفك لمحكمة الآخرة فان الشهود ملائكة والدعوى محفوظة والقاضي أحكم الحاكمين.
كانت لهذه الكلمات صداها الأكبر في قلب ذلك السجين التائب الذي اشتاق إلى حياة الحرية والعيش بما بقي له من عمر مع ابنته الوحيدة..
بدأ والد فدوى حياة جديدة في السجن تملؤها التفاؤل والأمل، وكان يكثر من قراءة القرآن ويقضي ما فاته من صلوات في السنين الماضية خاصة بعد أن عادت إليه صحته بفضل العلاجات التي كان يصفها له الدكتور شهاب.
وكان يصلي صلاة الليل كما علمه الدكتور شهاب ثم يبقى يدعو لنفسه لعل الله يغفر له ذنوبه ويشفع له في قضاء حاجته وهي الخروج من السجن.
بعد ثلاثة اشهر فقط جاءه خبر الإفراج .. فلقد تنازل أبناء عمومته عن الدعوة وهم الآن يطلبون له الحرية!
💙💜💚
مضت أعوام عدة على خروج والد فدوى من السجن، وها هي فدوى قد عادت للعيش مع والدها ومُربيتها ولا ينقص سعادتها الآن غير خبر خطوبتها من شهاب!
كان الأب يشعر بأن ابنته تعاني أمراً ما.. ولكن لم يشأ أن يجبرها على البوح، قال لها مرة :
- لقد افتتح الدكتور شهاب عيادة خاصة به وأريد أن أذهب لزيارته.. ما رأيكِ أن ترافقينني لرؤيته..؟
- ماذا!! أنا؟
- ولِمَ لا؟ اريد ان اعرفكِ عليه.. انه رجل فريد من نوعه يا ابنتي.
صمتت فدوى ولم تجد ما تتعذر به، قال لها والدها وهو يحاول اقناعها بمرافقته :
- كما سينفعنا كثيراً في مسألة افتتاح عيادة لكِ عن قريب.. سنعرف منه ما هي كلفة افتتاح العيادة ، وخاصة أنه في نفس اختصاصك ..!
أذعنت فدوى لطلب والدها ورافقته إلى عيادة شهاب وهي لا تعرف ما الذي يمكنه أن يجري هناك!
وما أن وصلا العيادة حتى شاهدا لافتة كبيرة مُعلقة فوق الباب مكتوب عليها ( للفقراء مجاناً.. لعلَّهم يشفعوا لي عند الله).
لم يتعجب أياً منهما فهذا ما كانا يتوقعانه منه.. أوليس هو الأمير.. طبيب القلوب؟!
وفي العيادة ارتبك شهاب وهو يرى فدوى مع والدها لكنه حاول أن يبدو طبيعياً.. رحب بهما وصار يسأل العم عن صحته وأمور حياته.
أجابه وقد ارتسمت على ثغرهِ ابتسامة رضا :
- لقد كانت لكلماتك ونصائحك الأثر الكبير في الإفراج عني!
قال شهاب وهو يتمتم بخجل : لم افعل اي شيء يذكر.. كل ما انت فيه هو من فضل الله يا عم.
وهنا طرق السكرتير الباب وهو يقول : أن اخواتك في الانتظار يا دكتور.. هل اسمح لهن بالدخول؟
قال شهاب وقد اتسعت حدقتا عينيه : لا.. عندي ضيوف الآن.
قال والد فدوى وهو يشير إلى ابنته بالقيام : نحن نستأذن يا دكتور.. لا نريد أن نأخذ من وقتك أكثر..وسنزورك في وقت لاحق .. يمكنك استقبال اخواتك.
قال شهاب وهو يشعر بالإحراج قليلاً : أنهن متشوقات لرؤية العيادة..!
ضحك والد فدوى وهو يقول : هذا من حقهن.. يُردنَ أن يفخرنَ بأخيهنَّ الطبيب!
خرجت فدوى مع والدها وما أن رأتها سهام حتى أسرعت نحوها وهي تردد بلهفة : فدوى حبيبتي.. لقد سبقتِنا في رؤية العيادة!
لم تلتفت سهام إلى وجود والد فدوى معها ولم تلتفت إلى ارتباك فدوى فأكملت حديثها بالقول : لكن كيف جئتِ وحدكِ.. أين هي الخالة سمية؟
قال الوالد الذي أصابته الدهشة وهو يخاطب ابنته : هل هذه الفتاة شقيقة الدكتور شهاب؟ أتعرفين عائلة الدكتور شهاب يا فدوى؟
#طبيب_القلوب.. الحلقة الأخيرة ( 20)
✍رويدة الدعمي
عنوان الحلقة 🍀 ما كان لله.. ينمو 🍀
قرر كل من شهاب وفدوى أن يكون عقد القِران عند ضريح الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، قال لخطيبته وهما يتجهان مع والدها إلى النجف الاشرف : سأبحث عن ذلك الشيخ الوقور الذي قابلته في الصحن العلوي الشريف منذ سنوات.. أتمنى أن أجده بصحة جيدة..
سأشكره على كل ما قدمه لي من عون في وقت كانت الدنيا قد اسودَّت في عيني..!
وصلوا إلى الضريح المقدس وبعد أن أكملوا الزيارة صار شهاب يبحث عن الشيخ، وبينما هو كذلك طلب والد فدوى من ابنته أن تقص عليه قصة ذلك الشيخ؟
حكت فدوى لوالدها عن موقف شهاب حينما رفض هو خطبته لها وكيف ظل حائراً ماذا يفعل بعد أن أخبر الدكتور شادي بأنها خطيبته!!
جاء إلى هذا المكان الطاهر وصار يدعو الله بحق صاحب القبر الشريف أن يبرد لوعة قلبه، فأرسل الله له ذلك الشيخ الصالح الذي علمه ماذا يفعل وكيف يتصرف.
قالت فدوى وهي تبتسم : هل تعلم يا ابي.. ان شهاب طوال هذه الفترة، لم ينظر إلى عيني مباشرة، كان غاضاً للبصر ، ولم يكن يتكلم بغير الأمور الدينية والنصائح الروحانية.. لم يسمح لي يوما أن اتصل به، ولم يدعوني يوماً للتنزه بمفردنا رغم أننا كنا نلبس خاتمَي الخطوبة!!
انظر يا أبي.. شهاب والشيخ.. أنهما هناك.. اعتقد انه قد وجده!
عقد الشيخ القِران لهما وبارك لهما هذا الحب الطاهر والذي هو امتداد لحب الله في قلبيهما.❤️❤️
قال لها والدها بعد أن تم العقد : شهاب هو زوجكِ الآن.. لقد سلَّمتُ الأمانةَ إليه..!
قبّلت فدوى يد والدها وهي تقول : انت الخير والبركة يا ابتي!
قبّل شهاب عمه في جبينه وهو يتمتم بكلمات الشكر والامتنان.
أصرَّ والد فدوى أن يقضيا ذلك اليوم معاً وعاد هو بمفرده إلى مدينتهم.. بينما بقيَ شهاب مع خطيبته في النجف الأشرف حيث أخذها إلى مسجدي السهلة والكوفة المقدسين، ثم تناولا عشائهما في احد مطاعم المدينة المقدسة.. وفي طريق العودة اثناء جلوسهما في السيارة قالت فدوى لخطيبها :
- العبارة التي كتبتها على باب العيادة.. سأكتب مثلها على باب عيادتي.. ( للفقراء مجاناً ).
قال شهاب مبتسماً:
- يجب أن تلحقي هذه العبارة بعبارة أخرى..
قالت فدوى :
- نعم نعم تذكرت (.. لعلهم يشفعوا لي عند الله) ولكن لماذا يجب أن الحقها بهذه العبارة!
أجابها :
- حتى لا نكون نحن المتفضلين على الفقراء .. بل سيكونوا هم اصحاب الفضل علينا لأنهم سيشفعوا لنا عند الله، وبذلك سوف لا يكونوا مُحرجين أثناء دخولهم العيادة مجاناً!!
قالت فدوى وهي تطيل النظر إلى وجهه :
- ما اصدق مشاعرك وما انبلها.. لقد صدق والدي حينما وصفك بأنك.. (طبيب القلوب)💚💚💚
قال وهو ينظر من نافذة السيارة إلى الأفق البعيد :
- هذا اقل ما يمكننا أن نقدمه لمولانا صاحب الزمان.. هل تذكرين رسالتي التي أخبرتك بها عن الفضل العظيم الذي يتأتى من خدمتنا لإمام زماننا..؟
- نعم.. نعم اذكر.. حينها تمنيت أن أكون من خدام الإمام المهدي أرواحنا فداه.
- الفرصة الآن سانحة لنا يا حبيبتي..
سنقدم من موقع عملنا - كأطباء - خدمتنا لمولانا صاحب الزمان عن طريق مساعدتنا للفقراء والمحتاجين في هذه الظروف الصعبة التي تعيشها البلاد .. وأنا على يقين بأن عملنا هذا سيدخل السرور والفرحة على قلبه الشريف .. وما أجمل أن نرسم الابتسامة على شفتيه بأعمالنا الخيرية تلك؟
إن مشروعي أكبر من العيادة يا فدوى .. أتمنى أن أعمل مشفى كامل بإسم.. ( مشفى خُدّام الإمام المهدي) أرواحنا فداه .. لنقدم فيه كافة الاحتياجات الطبية للفقراء والمحتاجين بدون اي مقابل.. أتمنى أن تكون فعلاً مشفى خيري ينفع الناس في هذه الحياة الدنيا وينفعنا نحن في تلك الحياة الآخرة!
قالت فدوى وهي تشدُّ على يديه : وانا معك، يدي بيدك.. سنعمل من أجل تحقيق هذا الحلم.. وسيوفقنا الله ما دامت غايتنا وجهه الكريم (ما كان لله ينمو).
قال وهو يفتخر بمهنته الانسانية العظيمة :
- أتدرين ؟ لقد وضعت سجل خاص لأكتب فيه أسماء جميع المرضى الذين يزورونني في العيادة وكذلك مرضاي في المشفى الحكومي، اسجل أسمائهم جميعاً في هذا السجل لأدعو لهم بالصحة والعافية في صلاة الليل..حيث قرأت في إحدى المرات عن طبيب كان في قمة النجاح، بحيث اشتهر بين الناس بعلاجاته النافعة وزيادة حالات الشفاء على يديه بشكل عجيب.. وحينما أجرى معه أحد الصحفيين لقاءاً وسأله عن سبب كل هذا النجاح قال : أنا أسجل أسماء المرضى الذين اقابلهم كل يوم في سجل خاص لأدعو لهم في صلاة الليل واحداً واحداً.. وأظن أن تأثير دعائي لهم في تلك الصلاة أقوى من تأثير الأدوية التي أصفها لهم!!
قالت فدوى مبهورة : ما أروعها من فكرة!
ثم أردفت وهي تستعيد بعضا من ذكريات الماضي :
- على ذكر صلاة الليل.. لقد رأيتُ فيك رؤيا جميلة سأقصها لك الآن رغم أنها قد مرت عليها سنوات عديدة!!
- ماذا رأيتِ؟ خيراً ان شاء الله!
بدأت فدوى تقص عليه رؤياها وهو يستمع بكل اهتمام.. قالت بعد أن أكملت :
✍رويدة الدعمي
عنوان الحلقة 🍀 ما كان لله.. ينمو 🍀
قرر كل من شهاب وفدوى أن يكون عقد القِران عند ضريح الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، قال لخطيبته وهما يتجهان مع والدها إلى النجف الاشرف : سأبحث عن ذلك الشيخ الوقور الذي قابلته في الصحن العلوي الشريف منذ سنوات.. أتمنى أن أجده بصحة جيدة..
سأشكره على كل ما قدمه لي من عون في وقت كانت الدنيا قد اسودَّت في عيني..!
وصلوا إلى الضريح المقدس وبعد أن أكملوا الزيارة صار شهاب يبحث عن الشيخ، وبينما هو كذلك طلب والد فدوى من ابنته أن تقص عليه قصة ذلك الشيخ؟
حكت فدوى لوالدها عن موقف شهاب حينما رفض هو خطبته لها وكيف ظل حائراً ماذا يفعل بعد أن أخبر الدكتور شادي بأنها خطيبته!!
جاء إلى هذا المكان الطاهر وصار يدعو الله بحق صاحب القبر الشريف أن يبرد لوعة قلبه، فأرسل الله له ذلك الشيخ الصالح الذي علمه ماذا يفعل وكيف يتصرف.
قالت فدوى وهي تبتسم : هل تعلم يا ابي.. ان شهاب طوال هذه الفترة، لم ينظر إلى عيني مباشرة، كان غاضاً للبصر ، ولم يكن يتكلم بغير الأمور الدينية والنصائح الروحانية.. لم يسمح لي يوما أن اتصل به، ولم يدعوني يوماً للتنزه بمفردنا رغم أننا كنا نلبس خاتمَي الخطوبة!!
انظر يا أبي.. شهاب والشيخ.. أنهما هناك.. اعتقد انه قد وجده!
عقد الشيخ القِران لهما وبارك لهما هذا الحب الطاهر والذي هو امتداد لحب الله في قلبيهما.❤️❤️
قال لها والدها بعد أن تم العقد : شهاب هو زوجكِ الآن.. لقد سلَّمتُ الأمانةَ إليه..!
قبّلت فدوى يد والدها وهي تقول : انت الخير والبركة يا ابتي!
قبّل شهاب عمه في جبينه وهو يتمتم بكلمات الشكر والامتنان.
أصرَّ والد فدوى أن يقضيا ذلك اليوم معاً وعاد هو بمفرده إلى مدينتهم.. بينما بقيَ شهاب مع خطيبته في النجف الأشرف حيث أخذها إلى مسجدي السهلة والكوفة المقدسين، ثم تناولا عشائهما في احد مطاعم المدينة المقدسة.. وفي طريق العودة اثناء جلوسهما في السيارة قالت فدوى لخطيبها :
- العبارة التي كتبتها على باب العيادة.. سأكتب مثلها على باب عيادتي.. ( للفقراء مجاناً ).
قال شهاب مبتسماً:
- يجب أن تلحقي هذه العبارة بعبارة أخرى..
قالت فدوى :
- نعم نعم تذكرت (.. لعلهم يشفعوا لي عند الله) ولكن لماذا يجب أن الحقها بهذه العبارة!
أجابها :
- حتى لا نكون نحن المتفضلين على الفقراء .. بل سيكونوا هم اصحاب الفضل علينا لأنهم سيشفعوا لنا عند الله، وبذلك سوف لا يكونوا مُحرجين أثناء دخولهم العيادة مجاناً!!
قالت فدوى وهي تطيل النظر إلى وجهه :
- ما اصدق مشاعرك وما انبلها.. لقد صدق والدي حينما وصفك بأنك.. (طبيب القلوب)💚💚💚
قال وهو ينظر من نافذة السيارة إلى الأفق البعيد :
- هذا اقل ما يمكننا أن نقدمه لمولانا صاحب الزمان.. هل تذكرين رسالتي التي أخبرتك بها عن الفضل العظيم الذي يتأتى من خدمتنا لإمام زماننا..؟
- نعم.. نعم اذكر.. حينها تمنيت أن أكون من خدام الإمام المهدي أرواحنا فداه.
- الفرصة الآن سانحة لنا يا حبيبتي..
سنقدم من موقع عملنا - كأطباء - خدمتنا لمولانا صاحب الزمان عن طريق مساعدتنا للفقراء والمحتاجين في هذه الظروف الصعبة التي تعيشها البلاد .. وأنا على يقين بأن عملنا هذا سيدخل السرور والفرحة على قلبه الشريف .. وما أجمل أن نرسم الابتسامة على شفتيه بأعمالنا الخيرية تلك؟
إن مشروعي أكبر من العيادة يا فدوى .. أتمنى أن أعمل مشفى كامل بإسم.. ( مشفى خُدّام الإمام المهدي) أرواحنا فداه .. لنقدم فيه كافة الاحتياجات الطبية للفقراء والمحتاجين بدون اي مقابل.. أتمنى أن تكون فعلاً مشفى خيري ينفع الناس في هذه الحياة الدنيا وينفعنا نحن في تلك الحياة الآخرة!
قالت فدوى وهي تشدُّ على يديه : وانا معك، يدي بيدك.. سنعمل من أجل تحقيق هذا الحلم.. وسيوفقنا الله ما دامت غايتنا وجهه الكريم (ما كان لله ينمو).
قال وهو يفتخر بمهنته الانسانية العظيمة :
- أتدرين ؟ لقد وضعت سجل خاص لأكتب فيه أسماء جميع المرضى الذين يزورونني في العيادة وكذلك مرضاي في المشفى الحكومي، اسجل أسمائهم جميعاً في هذا السجل لأدعو لهم بالصحة والعافية في صلاة الليل..حيث قرأت في إحدى المرات عن طبيب كان في قمة النجاح، بحيث اشتهر بين الناس بعلاجاته النافعة وزيادة حالات الشفاء على يديه بشكل عجيب.. وحينما أجرى معه أحد الصحفيين لقاءاً وسأله عن سبب كل هذا النجاح قال : أنا أسجل أسماء المرضى الذين اقابلهم كل يوم في سجل خاص لأدعو لهم في صلاة الليل واحداً واحداً.. وأظن أن تأثير دعائي لهم في تلك الصلاة أقوى من تأثير الأدوية التي أصفها لهم!!
قالت فدوى مبهورة : ما أروعها من فكرة!
ثم أردفت وهي تستعيد بعضا من ذكريات الماضي :
- على ذكر صلاة الليل.. لقد رأيتُ فيك رؤيا جميلة سأقصها لك الآن رغم أنها قد مرت عليها سنوات عديدة!!
- ماذا رأيتِ؟ خيراً ان شاء الله!
بدأت فدوى تقص عليه رؤياها وهو يستمع بكل اهتمام.. قالت بعد أن أكملت :
✨💛🌙
✍ .. #سيدي_صاحب_الزمان ❣
- هل نقول لك كل عام وانت حاضر في قلوبنا نتأمل فرجك وظهورك المبارك ونسعى بان نكون من المصنفين والمجاهدين بين يديك..
- سيدي صاحب الزمان
- لا طعم لعيدنا وانت غائب عنا
- نعرف انـــــت الآن فــــــي كربلاء،
- سيدي فـــــ متى اللقاء يا صاحب اللواء..
- سيدي ياصاحب الزمان ❤️
قلوبنا معتصرة فذكرى عاشوراء قد قربت والحسين في طريقه الى كربلاء، سيدي متى الظهور ؟
- سيدي ياصاحب الزمان❤️
كل عام ونحن في خدمتك قائمون
كل عام ونحن في الدعاء لتعجيل فرجك مستمرون
- كل عام يا سيد العاشقين نسأل الله لتعجيل فرجك يا *يوسفنا* ..
🎀 كل عام وانت #طبيب جراحنا يا مهدي 🎀
...⇣💭❤️💭⇣...
✍ .. #سيدي_صاحب_الزمان ❣
- هل نقول لك كل عام وانت حاضر في قلوبنا نتأمل فرجك وظهورك المبارك ونسعى بان نكون من المصنفين والمجاهدين بين يديك..
- سيدي صاحب الزمان
- لا طعم لعيدنا وانت غائب عنا
- نعرف انـــــت الآن فــــــي كربلاء،
- سيدي فـــــ متى اللقاء يا صاحب اللواء..
- سيدي ياصاحب الزمان ❤️
قلوبنا معتصرة فذكرى عاشوراء قد قربت والحسين في طريقه الى كربلاء، سيدي متى الظهور ؟
- سيدي ياصاحب الزمان❤️
كل عام ونحن في خدمتك قائمون
كل عام ونحن في الدعاء لتعجيل فرجك مستمرون
- كل عام يا سيد العاشقين نسأل الله لتعجيل فرجك يا *يوسفنا* ..
🎀 كل عام وانت #طبيب جراحنا يا مهدي 🎀
...⇣💭❤️💭⇣...