الطريق إلى التوبة
5.98K subscribers
10.2K photos
388 videos
243 files
5.34K links
قد تركتُ الكُلَّ ربّي ماعداك
ليس لي في غربةِ العمر سِواك...
حيثُ ما أنتَ فـ أفكاري هُناك..
قلبي الخفاقُ أضحۍ مضجعك..
في حنايا صدري أُخفي موضعك..

اي استفسار او ملاحظة ارسلها حصرا على هذا البوت

@altaubaa_bot

فهرس القناة
https://t.me/fhras_altauba
Download Telegram
#خطوات_الاجنحة
#الحلقة11

طمأن مقداد زينب انه اخذ ام احمد للمستوصف الطبي الموجود بالاستراحة لتعالج قدميها ، استغربت زينب وهتفت
ولماذا لم ترسلني معها؟؟ ومن بعيد اتت ام احمد بحماس وهتفت بزينب بعد ان لاحظت قدميها المضمدتين اهااااا ..
لديك طبيب خاص يا صغيرتي! انطلق الثلاثة في مسيرهم المبارك ، تنبهت زينب الأمر كاد ان يغيب عنها ، وهتفت مقداد ، طيلة الرحلة وانا اشعر بك تعرف الطريق ، نظرة الدهشة في عيني لم ألاحظها عليك ، لماذا؟؟ ابتسم مقداد وهمس هذه المرة الثالثة لي اتشرف ان اكون مع المشاية! ، انبهرت زينب وهمست هنيئا لك، سألته وتضميدك لقدمي كنت مستعدا له ، من اين لك كل هذه الخبرة ؟؟
تمعن مقداد بعيني زينب وهمس كنت اضمد قدمي الحاج ابراهيم رحمة
الله عليه في كل مرة نذهب مشاية الى ابي عبد الله روحي فداه ، اتسعت عينا زينب دهشه ، غاصت مع خواطرها ، كان
والدها كثير السفر بحكم عمله ، ولم تكن تسأله عن مكان سفره خاصة في ظل انشغالها بدراستها ، نظرت حولها .. اذ
أن هذا الطريق قد حمل انفاس والدها، لامس خطواته، كان يتمنى في كل مرة ان تكون الرحلة القادمة معكِ همس مقداد
بشفقه ، تمتمت رحمه الله تعالى .. في كل مرة اكتشف كم كنت بعيدة عنه، ابتسم مقداد وقال لم يخبر احدا برحلته مع
المشاية ، كان يريد الأجر من الله تعالى ، رحمة الله عليه ، الجميع ظن أن سفره للعمل ، دمعت عينا زينب ، ولم
يخرجها من احزانها الا ارتفاع صوت شجار قوي ، تحلق الجميع حول المتشاجرين ، الامر الذي بدا غريبا ان يحدث في هذه الاجواء الروحانية ،من الذي يجرؤ ان يتعارك في درب الحسين عليه السلام .. ترى ما الحكاية؟؟
صوت الشجار يتعالى فيكدر الاجواء الروحانية، من بين الحشود لمحت زينب ،رجلا في حوالي الخمسين يمسك
بامرأة تبدو انها زوجته وهو يوسعها ضربا وتهديدا ، وهي تبكي وتخفي يدها بين كفيها ، اندفع الشباب وهم يبعدون
الرجل ويرددون اهدأ يا رجل .. عيب عليك أخجل انت في طريقك للحسين ، لا تضربها ، الرجل لا يمد يده على
امرأه ، والرجل غاضب يلعن المرأة ، التي انزوت تبكي بحرقه ، وتندب حظها ، حاول الرجال تهدئة الرجل الذي
اخذ يردد لعنة الله على الساعة التي تزوجتك فيها يا مجنونه فتحت الزوجة فمها فهتف الزوج كلمة واحده واذبحك
بيدي، فتستكين الزوجة وتبكي بحرقه ، بدا الجميع غاضبا من سلوك الرجل الهمجي ، احاط به الرجال يكلمونه
وينصحونه ، وهو يلتفت لزوجته لا يبعد عينيه عنها ، اما المسكينة فقد استسلمت للبكاء بحرقه بين يدي النسوة اللاتي
يحاولن تهدئتها ، وسرعان ما انفلت الزوج من بين الرجال وركض صوب زوجته ليجذبها من بين النساء ويسير بسرعه
وهي تتبعه بخوف ، كانت زينب تنظر لهما بدهشه ، همست ام احمداعوذ بالله .. اهذه اخلاق زوار؟! مستحيل، ابتعدت
الحشود عن الزوج الغاضب ، وبدا الكل مستنكرا لهذا العنف الذي عكر الاجواء ، استنكار اختلط بغضب جارف ، من
المؤلم ان ترى مثل هذه المشاهد وانت تسير الى ريحانة رسول الله ، كانت زينب تتفكر ما ذنب الزوجة الذي استدعى
كل هذا الضرب والإهانة ؟ هل الزوجة حقا مجنونه؟ ام ان هناك سرا وراءها؟؟
ارتفع صوت اذان المغرب معلنا بداية الهدنه مع الطريق ، بدأ المشاية يتوزعون في نقاط الاستراحة واستقبال الزوار
،لم ينس مقداد وهو يتجه لغرفة الرجال ان يوصي زينب وام احمد برفع أرجلهما للأعلى لترتاح اقدامهما ... الصلاة
فالعشاء الخفيف ، ثم توسد المخدات الموزعة هنا وهناك، والاستسلام لنوم عميق ، غطت ام احمد بالنوم بسرعه ،
وارتفع صوت شخيرها ، المسكينة تبدو متعبه ، تأملت زينب النساء حولها ، منهكات معفرات بتراب السفر ،بعضهن
يحتضن اطفالهن...ثم قامت تريد الذهاب إلى الحمام ، تسللت للخارج حيث الحمام، مدت يدها لتفتح الباب، لتسمع صوت
بكاء منبعث من الحمام ، توقفت وانصتت ، كانت امرأه تنتحب وتهمس بصوت مبحوح ويلي .. ويلي .. مصيري
لجهنم .. مصيري لجهنم طرقت زينب الباب وهمست هل تحتاجين لمساعده؟؟ ، فتحت الباب واذا بها تلك المرأة التي
اشبعها زوجها ضربا ، فتحت الباب مفزوعة وانطلقت تركض كالمجنونة ، لم تنتبه لحجر كبير يعترض طريقها ،
تعثرت وهوت على الارض ، ركضت لها زينب واحتضنتها وهي تبسمل عليها ، انطلقت المرأة في نوبة بكاء هستيري
احتضنتها زينب بقوة وهي تهمس بأذنها اهدئي .. لم يحدث شيء .. اهدئي ، بدأت السيدة تهدأ وان استمرت شهقاتها
الأليمة ، احتضنت زينب كطفل في حضن امه ، بحنان مسحت زينب على رأسها وهمست ما بك يا اخيتي .. اذكري
الله.. هل استطيع مساعدتك.. نظرت السيدة حولها برعب وهمست بصوت مبحوح اين هو؟؟ فهمت زينب وقالت
لها لا احد سوانا هنا ، هل هو زوجك؟؟ ،هزت رأسها برعب وهمست سيذبحني لو عرف اني تكلمت ، نظرت لزينب ، قربت شفتيها من اذن زينب وهمست بصوت كالفحيح اهربي...، يبدو انها حقا مجنونه ، هكذا فكرت زينب ، همست زينب تعالي معي لترتاحي في الداخل ،