#عروج/46
.
لا يدري رضا كم من الدقائق مضت و هو يحتضن طاهر ويبكي على كتفه ، فجاءة تحول الحزن الى فرح و انزاحت هموم كالجبال و شعر بأن الزنزانة هي الحرية المطلقة ، تحول السجن الى ملاذ امن لرضا همس لرفيقه :
_ آه يا طاهر اخاف ان اترك احضانك فتختفي من امامي ، بعد اعتقالك شعرت ان روحي غادرتني ، لطالما شعرت بها تسحبني ولكن لا اعلم الى اين والان عرفت ان روحي كانت تبحث عنك يارفيقي الملائكي و تريد العودة الى مرافقتك .
ابتسم طاهر بلطف و ابعد رضا قليلاً و اخذ يتفرس في وجهه و ملامحه تفيض اشتياقاً :
_ لا زلت تناديني بالملائكي .
اجابه بصوتٍ باكٍ :
_ اجل ايها الملائكي .
و عاد الى احتضانه مرةً اخرى ، و هو ينتحب :
_ رضا دعني اعرفك على رفاقي يا عزيزي .
تحركا ببطء و حذر الى احدى الزوايا حيث مجموعة من الشباب يجلسون متراصين و يتبادلون الاحاديث بصوت اقرب الى الهمس شعر رضا بشحناتٍ من الطمأنينة والسكون تملئ نفسه كلما اقترب منهم ، اقترب طاهر من احدهم و خاطبه باحترام :
_ سيد منذر هل تذكر الشاب الذي حدثتك عنه ، ها قد حلَّ ضيفاً علينا .
قام سيد منذر من جلسته بصعوبة لضيق المكان و كذلك على مايبدو انه مصاب في رجله و مدَّ يده الى رضا مصافحاً و خاطبه بصوتٍ هادئ جعل رضا يصاب بالقشعريرة :
_ السلام عليكم اخي رضا يسرني التعرف اليك اخبرني الاخ طاهر الكثير عنك .
_ و عليكم السلام سيد، يسرني التعرف اليك ايضاً .
تأثر رضا بسيد منذر فقد كانت هالة من النور تحيط به وتجذب الناظر اليه .
بعد تبادل التحايا مع الشباب اتخذ كل واحدٍ منهم مكان له و اكملوا احاديثهم التي تمحورت معظمها حول الامور العقائدية .
جلس طاهر بجانب رضا ودون سابق انذار هامت عيناه بغفوةٍ و سقط رأسه على كتف طاهر فبدا كطفلٍ صغير ، دمعت عينا طاهر و ظل يتأمل رفيقه النائم وعينه المتورمة و قد اسودت من اثر الضربة ، اخذ يحدث نفسه :
_ اسفي عليك يا رضا لا زلت غضاً يافعاً ، ترى ما حال امك الان و هي التي تعشق وجودك ، كيف ستمضي ما تبقى لها من هذه الدنيا وانت بعيد عنها ، تساقط دمعه واتجه بنظراته نحو السقف و اخذ يلهج بالدعاء لوالدته و والدة رضا ولكل ام فقدت فلذة كبدها .
.
#روح_نعشقها_في_كفن
#هجرة_الى_الله
#الموت_حياة
✍ #ندى_يعرب
.
#لا_نجيز_حذف_الحقوق
.
🍃قناة الطريق الى التوبة🍃
http://tlgrm.me/altauba
.
لا يدري رضا كم من الدقائق مضت و هو يحتضن طاهر ويبكي على كتفه ، فجاءة تحول الحزن الى فرح و انزاحت هموم كالجبال و شعر بأن الزنزانة هي الحرية المطلقة ، تحول السجن الى ملاذ امن لرضا همس لرفيقه :
_ آه يا طاهر اخاف ان اترك احضانك فتختفي من امامي ، بعد اعتقالك شعرت ان روحي غادرتني ، لطالما شعرت بها تسحبني ولكن لا اعلم الى اين والان عرفت ان روحي كانت تبحث عنك يارفيقي الملائكي و تريد العودة الى مرافقتك .
ابتسم طاهر بلطف و ابعد رضا قليلاً و اخذ يتفرس في وجهه و ملامحه تفيض اشتياقاً :
_ لا زلت تناديني بالملائكي .
اجابه بصوتٍ باكٍ :
_ اجل ايها الملائكي .
و عاد الى احتضانه مرةً اخرى ، و هو ينتحب :
_ رضا دعني اعرفك على رفاقي يا عزيزي .
تحركا ببطء و حذر الى احدى الزوايا حيث مجموعة من الشباب يجلسون متراصين و يتبادلون الاحاديث بصوت اقرب الى الهمس شعر رضا بشحناتٍ من الطمأنينة والسكون تملئ نفسه كلما اقترب منهم ، اقترب طاهر من احدهم و خاطبه باحترام :
_ سيد منذر هل تذكر الشاب الذي حدثتك عنه ، ها قد حلَّ ضيفاً علينا .
قام سيد منذر من جلسته بصعوبة لضيق المكان و كذلك على مايبدو انه مصاب في رجله و مدَّ يده الى رضا مصافحاً و خاطبه بصوتٍ هادئ جعل رضا يصاب بالقشعريرة :
_ السلام عليكم اخي رضا يسرني التعرف اليك اخبرني الاخ طاهر الكثير عنك .
_ و عليكم السلام سيد، يسرني التعرف اليك ايضاً .
تأثر رضا بسيد منذر فقد كانت هالة من النور تحيط به وتجذب الناظر اليه .
بعد تبادل التحايا مع الشباب اتخذ كل واحدٍ منهم مكان له و اكملوا احاديثهم التي تمحورت معظمها حول الامور العقائدية .
جلس طاهر بجانب رضا ودون سابق انذار هامت عيناه بغفوةٍ و سقط رأسه على كتف طاهر فبدا كطفلٍ صغير ، دمعت عينا طاهر و ظل يتأمل رفيقه النائم وعينه المتورمة و قد اسودت من اثر الضربة ، اخذ يحدث نفسه :
_ اسفي عليك يا رضا لا زلت غضاً يافعاً ، ترى ما حال امك الان و هي التي تعشق وجودك ، كيف ستمضي ما تبقى لها من هذه الدنيا وانت بعيد عنها ، تساقط دمعه واتجه بنظراته نحو السقف و اخذ يلهج بالدعاء لوالدته و والدة رضا ولكل ام فقدت فلذة كبدها .
.
#روح_نعشقها_في_كفن
#هجرة_الى_الله
#الموت_حياة
✍ #ندى_يعرب
.
#لا_نجيز_حذف_الحقوق
.
🍃قناة الطريق الى التوبة🍃
http://tlgrm.me/altauba
#عروج /47
.
باغتت قوات الامن منزل رضا و اقتحموا المنزل قاموا باقتياد اخواته اللواتي اخذن يتصارخن لانهن بدون حجاب فتصدى هاشم و اخوته لهم وتشابكوا بالايادي الى ان قام احد الرجال باطلاق عيار ناري باتجاه السقف جعل ام رضا تصرخ وتبكي و احتضنت اولادها فسحبوها ايضاً فصرخ هادي و هو يبكي :
_ اتركوا امي اتركوا امي .
_ رضا عزيزي رضا اهدئ ، رضا استيقظ ارجوك انك تهذي .
خاطب طاهر رضا المفزوع بقلق :
_ عزيزي رضا اهدئ قليلاً .
كانت الدموع تملئ مآقي رضا :
_ لقد رأيتهم يهجمون على بيتنا يا طاهر ويعتقلون اخواتي و امي ، فاصابني الذعر و ظننت الامر حقيقة .
احتضنه طاهر برفق :
_ لا تخف يا رضا فقط اطلب من الامام الرضا (عليه السلام) ان يكون ضامناً لافراد عائلتك جميعاً و لن يصيبهم السوء بأذن الله و ببركة الامام الضامن .
هدئت نفس رضا و ارتاح لقول رفيقه :
_ سأفعل ان شاء الله .
ثم اردف قائلاً بصوت حزين :
_ طاهر ، اشتقت لصلاة الليل منذ مايقارب الاربع ليالٍ و انا لم اقم صلاتي ، و اخذ
ينظر حوله فلم يجد سوى اجساد متلاصقة بالكاد تستطيع ان تمد ساقاً ، ثم اتم كلامه :
_ و يبدو ان الامر مستمر فاين عسى ان يصلي الواحد منا و نحن بالكاد نرى ارضية هذه الزنزانة المتعفنة .
اطرق طاهر برأسه فعلم رضا ان رفيقه على وشك البدء بحديث روحي كعادته كلما اراد ان يُطلع رضا على امرٍ هام ، فبادره رضا بالقول :
_ كلي اذان صاغية ياحبيب القلب و الروح .
نظر طاهر في عيني رضا و ابتسم ابتسامته المحببة و همس له :
_ رضا حرر الروح يا رفيقي ، و عندها لن ترى هذه الزنزانة متعفنة او معتمة ، كم من الاماكن والقصور والبيوت خارج هذا السجن تسودها النظافة و الفخامة و تضيئها المصابيح و الانوار و لكنها واقعاً مظلمة و متسخة بسبب الذنوب و المعاصي ، هذه الزنزانة يا رضا جنة منيرة بنور ذكر الله و انبيائه و اوليائه ، انها تبدو للوهلة الاولى كما ذكرت انت معتمة متعفنة مكتظة ولكن اذا حررت روحك وجعلتها تحلق في سماوات النور ستراها فسحةٌ خضراء تحيط بها ملائكة الحق سبحانه ، حرر روحك يا رضا وكن من الذين ذكرهم الامام السجاد في مناجاة العارفين : ( قَدْ كُشِفَ الغِطَاءُ عَنْ أَبْصَارِهِمْ، وَانْجَلَتْ ظُلْمَةُ الرَّيْبِ عَنْ عَقائِدِهِمْ وَضمائِرِهِمْ ) ،
حررها و بسرعة يا رضا .
همس رضا باستغراب :
_ و لكن عن اي ذكرٍ تتحدث يا طاهر و نحن بالكاد نرى موضع اقدامنا ؟!
_ سترى يا رضا مااقصده عليك فقط ان تراقب وستعرف معنى كلامي .
.
#روح_نعشقها_في_كفن
#هجرة_الى_الله
#الموت_حياة
✍ #ندى_يعرب
.
#لا_نجيز_حذف_الحقوق
.
🍃قناة الطريق الى التوبة🍃
http://tlgrm.me/altauba
.
باغتت قوات الامن منزل رضا و اقتحموا المنزل قاموا باقتياد اخواته اللواتي اخذن يتصارخن لانهن بدون حجاب فتصدى هاشم و اخوته لهم وتشابكوا بالايادي الى ان قام احد الرجال باطلاق عيار ناري باتجاه السقف جعل ام رضا تصرخ وتبكي و احتضنت اولادها فسحبوها ايضاً فصرخ هادي و هو يبكي :
_ اتركوا امي اتركوا امي .
_ رضا عزيزي رضا اهدئ ، رضا استيقظ ارجوك انك تهذي .
خاطب طاهر رضا المفزوع بقلق :
_ عزيزي رضا اهدئ قليلاً .
كانت الدموع تملئ مآقي رضا :
_ لقد رأيتهم يهجمون على بيتنا يا طاهر ويعتقلون اخواتي و امي ، فاصابني الذعر و ظننت الامر حقيقة .
احتضنه طاهر برفق :
_ لا تخف يا رضا فقط اطلب من الامام الرضا (عليه السلام) ان يكون ضامناً لافراد عائلتك جميعاً و لن يصيبهم السوء بأذن الله و ببركة الامام الضامن .
هدئت نفس رضا و ارتاح لقول رفيقه :
_ سأفعل ان شاء الله .
ثم اردف قائلاً بصوت حزين :
_ طاهر ، اشتقت لصلاة الليل منذ مايقارب الاربع ليالٍ و انا لم اقم صلاتي ، و اخذ
ينظر حوله فلم يجد سوى اجساد متلاصقة بالكاد تستطيع ان تمد ساقاً ، ثم اتم كلامه :
_ و يبدو ان الامر مستمر فاين عسى ان يصلي الواحد منا و نحن بالكاد نرى ارضية هذه الزنزانة المتعفنة .
اطرق طاهر برأسه فعلم رضا ان رفيقه على وشك البدء بحديث روحي كعادته كلما اراد ان يُطلع رضا على امرٍ هام ، فبادره رضا بالقول :
_ كلي اذان صاغية ياحبيب القلب و الروح .
نظر طاهر في عيني رضا و ابتسم ابتسامته المحببة و همس له :
_ رضا حرر الروح يا رفيقي ، و عندها لن ترى هذه الزنزانة متعفنة او معتمة ، كم من الاماكن والقصور والبيوت خارج هذا السجن تسودها النظافة و الفخامة و تضيئها المصابيح و الانوار و لكنها واقعاً مظلمة و متسخة بسبب الذنوب و المعاصي ، هذه الزنزانة يا رضا جنة منيرة بنور ذكر الله و انبيائه و اوليائه ، انها تبدو للوهلة الاولى كما ذكرت انت معتمة متعفنة مكتظة ولكن اذا حررت روحك وجعلتها تحلق في سماوات النور ستراها فسحةٌ خضراء تحيط بها ملائكة الحق سبحانه ، حرر روحك يا رضا وكن من الذين ذكرهم الامام السجاد في مناجاة العارفين : ( قَدْ كُشِفَ الغِطَاءُ عَنْ أَبْصَارِهِمْ، وَانْجَلَتْ ظُلْمَةُ الرَّيْبِ عَنْ عَقائِدِهِمْ وَضمائِرِهِمْ ) ،
حررها و بسرعة يا رضا .
همس رضا باستغراب :
_ و لكن عن اي ذكرٍ تتحدث يا طاهر و نحن بالكاد نرى موضع اقدامنا ؟!
_ سترى يا رضا مااقصده عليك فقط ان تراقب وستعرف معنى كلامي .
.
#روح_نعشقها_في_كفن
#هجرة_الى_الله
#الموت_حياة
✍ #ندى_يعرب
.
#لا_نجيز_حذف_الحقوق
.
🍃قناة الطريق الى التوبة🍃
http://tlgrm.me/altauba
#عروج/48
.
بعد تلك المحادثة اخذ رضا يراقب ما يحدث داخل الزنزانة ، لم يحتاج الى الكثير من الوقت ليدرك معنى كلام طاهر فما ان اقترب موعد الصلاة حتى رتب السجناء انفسهم على شكل مجاميع صغيرة ، حيث يتناوبون بالدور لدخول الحمام الصغير والخروج بسرعة ليتسنى للجميع الوضوء قبل دخول وقت الصلاة ، كان ينظر الى وجوههم ، فابتسامة الرضا التي ترتسم على شفاههم الذابلة والتي لم تتوقف عن اللهج بالذكر طوال انتظارهم لدورهم خففت عنه قليلاً لكنه رغم ذلك ظل مرتبكاً من الوضع فالحمام صغير جداً و لا يوفر العزلة المطلوبة و الرائحة الكريهة التي تفوح منه جعلته يشعر بالاشمئزاز و لم يدري ما عساه يفعل حينما يحين دوره للدخول ، التفت بصعوبة حيث طاهر ينتظر خلفه و همس له :
_ طاهر كيف نضمن صحة وضوئنا مع عدم توفر الطهارة المطلوبة ؟
همس طاهر في اذنه :
_ رضا السلطة تحاربنا لا تريد لهذا الشعب ان يحيا واقعاً دينياً لانها تعلم جيداً ان هذا الالتزام بهذا الخط يؤدي بدون ادنى شك الى الالتزام بالنهج الحسيني في الثورة ضد الظلم و رفض الدولة الفاسدة ، فهم لا يوفرون الماء الكافي ومستلزمات التنظيف من اجل ان يحرمونا اداء العبادات ، ولكن هذا ليس مبرراً يجعلنا نتخلى عن عبادة الله و اداء ما يتوجب علينا ، و هل هذا الوضع الذي نحن فيه الان الا بسبب اختيارنا ان نسلك الى الله ، فكيف نتنازل عما فقدنا حريتنا بسببه ، علينا ان نتحمل قسوة الظروف المحيطة بنا ونبني على الطهارة ونؤدي حق الله ، صمت طاهر قليلاً ثم اردف بثقة :
_ السجن يا رضا رغم قسوته الا انه يتيح لك العزلة عن الاخرين والانتماء لله ، هذا الانتماء يساعدك في تحرير النفس من قيودها المادية فتتحقق الرؤية القلبية و هو مايعرف بالنظر بعين البصيرة لا عين البصر، هذه الرؤية تجعلك تعيش في واقع و لكنك تبصر واقعاً اخر لا يراه الاخرون ، واقعٌ سماوي الهي ليس له محدودية زمانية او مكانية ، بعض السجناء وصلوا مرحلة ان يتسابقوا الوقوف ليلاً كحاجز قرب هذا الجُحر المسمى بالحمام ليحجب عن زملائه الرائحة الكريهة التي تفوح منه ليستطيعوا اداء صلاة الليل بتوجه اكثر .
فاضت عينا رضا دمعاً و هو يصغي لكلمات طاهر الهامسة و التي وجدت طريقها الى قلبه لا الى مسامعه فقط .
اما ما حصل عندما حان موعد الصلاة فقد جعل رضا ينحب طوال تلك الليلة .
.
#روح_نعشقها_في_كفن
#هجرة_الى_الله
#الموت_حياة
✍ #ندى_يعرب
.
#لا_نجيز_حذف_الحقوق
.
🍃قناة الطريق الى التوبة🍃
http://tlgrm.me/altauba
.
بعد تلك المحادثة اخذ رضا يراقب ما يحدث داخل الزنزانة ، لم يحتاج الى الكثير من الوقت ليدرك معنى كلام طاهر فما ان اقترب موعد الصلاة حتى رتب السجناء انفسهم على شكل مجاميع صغيرة ، حيث يتناوبون بالدور لدخول الحمام الصغير والخروج بسرعة ليتسنى للجميع الوضوء قبل دخول وقت الصلاة ، كان ينظر الى وجوههم ، فابتسامة الرضا التي ترتسم على شفاههم الذابلة والتي لم تتوقف عن اللهج بالذكر طوال انتظارهم لدورهم خففت عنه قليلاً لكنه رغم ذلك ظل مرتبكاً من الوضع فالحمام صغير جداً و لا يوفر العزلة المطلوبة و الرائحة الكريهة التي تفوح منه جعلته يشعر بالاشمئزاز و لم يدري ما عساه يفعل حينما يحين دوره للدخول ، التفت بصعوبة حيث طاهر ينتظر خلفه و همس له :
_ طاهر كيف نضمن صحة وضوئنا مع عدم توفر الطهارة المطلوبة ؟
همس طاهر في اذنه :
_ رضا السلطة تحاربنا لا تريد لهذا الشعب ان يحيا واقعاً دينياً لانها تعلم جيداً ان هذا الالتزام بهذا الخط يؤدي بدون ادنى شك الى الالتزام بالنهج الحسيني في الثورة ضد الظلم و رفض الدولة الفاسدة ، فهم لا يوفرون الماء الكافي ومستلزمات التنظيف من اجل ان يحرمونا اداء العبادات ، ولكن هذا ليس مبرراً يجعلنا نتخلى عن عبادة الله و اداء ما يتوجب علينا ، و هل هذا الوضع الذي نحن فيه الان الا بسبب اختيارنا ان نسلك الى الله ، فكيف نتنازل عما فقدنا حريتنا بسببه ، علينا ان نتحمل قسوة الظروف المحيطة بنا ونبني على الطهارة ونؤدي حق الله ، صمت طاهر قليلاً ثم اردف بثقة :
_ السجن يا رضا رغم قسوته الا انه يتيح لك العزلة عن الاخرين والانتماء لله ، هذا الانتماء يساعدك في تحرير النفس من قيودها المادية فتتحقق الرؤية القلبية و هو مايعرف بالنظر بعين البصيرة لا عين البصر، هذه الرؤية تجعلك تعيش في واقع و لكنك تبصر واقعاً اخر لا يراه الاخرون ، واقعٌ سماوي الهي ليس له محدودية زمانية او مكانية ، بعض السجناء وصلوا مرحلة ان يتسابقوا الوقوف ليلاً كحاجز قرب هذا الجُحر المسمى بالحمام ليحجب عن زملائه الرائحة الكريهة التي تفوح منه ليستطيعوا اداء صلاة الليل بتوجه اكثر .
فاضت عينا رضا دمعاً و هو يصغي لكلمات طاهر الهامسة و التي وجدت طريقها الى قلبه لا الى مسامعه فقط .
اما ما حصل عندما حان موعد الصلاة فقد جعل رضا ينحب طوال تلك الليلة .
.
#روح_نعشقها_في_كفن
#هجرة_الى_الله
#الموت_حياة
✍ #ندى_يعرب
.
#لا_نجيز_حذف_الحقوق
.
🍃قناة الطريق الى التوبة🍃
http://tlgrm.me/altauba
#عروج/49
.
كان التعاون بين السجناء يبعث على الدهشة ، فبينما كان البعض ينتظر دوره في الوضوء حان موعد الصلاة فاتجه من انهى وضوئه صوب احدى الزوايا التي جعلوها كمحراب للصلاة ، كان كل سجين يؤدي صلاته بسرعة نوعاً ما و يقوم ليفسح المجال امام الاخرين لتأدية صلاتهم ، كل شيء سار بانتظام و هدوء و يسر رغم ضيق المكان ، احس رضا كأنهم يتحركون في فسحة تبلغ من الحجم الالف متر ، و اخذه التفكير الى المصلين في المساجد حيث تعم الضوضاء المكان اثناء صلاة الجماعة رغم المساحة الواسعة المتاحة للجميع، بدأ رضا يقارن بين الحياة داخل هذه الزنزانة الضيقة وبين الحياة في خارجها حيث الاماكن الواسعة وبدأت الاسئلة تتوارد الى ذهنه ، لم في هذا المكان الصغير المكتظ المعتم ظاهراً يبدو الجميع سعيد و متفائل بينما خارجه يكاد يكون اغلب الناس محبط و حزين رغم توفر كل وسائل الراحة والدعة ؟! قطعت سلسلة افكاره يد طاهر تحثه على الاسراع فقد حان دوره في الوضوء ، تململ و ارتبك ولكن سرعان ما تدفقت كلمات طاهر في انحاء جسده كتدفق الدماء في العروق دخل و اغمض عيناه و تخيل السماء الصافية والحقول الخضراء المزهرة بانواع الزهور التي يملئ عبيرها الارجاء فغسل يديه و هو يردد بقلبه لا بلسانه :
سيدي هذه يداي طهرهما مما اقترفتا ، و هذه عيناي طهرهما مما ابصرتا ، و هذه قدماي طهرهما من كل مسعى في غير رضاك ، الهي طهر بدني من ادران الدنيا وطهر روحي من غفلتها عنك يا رب العالمين .
كان يتوضأ وعيناه تجري دمعاً لم يشهد له مثيل في اتعس اوقاته واحزانه شعر انه يتوضأ لاول مرة في حياته .
ابتسامةٌ لاحت على وجه طاهر و هو يشاهد تقلبات وجه رفيقه فعلم انه بدأ رحلته نحو تحرير النفس من قيودها .
الليلة الاولى في الزنزانة شهدت ذكرى لن تبارح ذاكرة رضا مادام حياً ، لم يحضر طوال عمره مكاناً يذكر فيه الله بهذا الكم فما ان انتهى اخر مصلي من اداء الفريضة حتى حان موعد جلسة حفظ القران ، كانوا قد عملوا جدولاً للحفظ يتوجب فيه على كل سجين ان يحفظ عشرون اية و يقوم بتحفيظها للباقين ، والطريقة الاخرى التي ابتكروها هي الكتابة ، كانوا يحتفظون بالعظام من بقايا طعامهم ويحدوها بالارض ليصبح حافة كحافة القلم ، ثم يكتبون الايات على اكياس الخبز التي كانوا يحتفظون بها ايضاً ، وبهدوء و عناية يخطون الايات ثم يرفعون الكيس امام الضوء المتدلي من وسط الزنزانة و يدامون على الحفظ بهذه الطريقة ، كل ذلك لانه لا يوجد سوى قران واحد تتشاركه جميع الزنزانات و هكذا قد يستغرق الامر اسبوعاً كاملاً حتى يحين دورهم في حيازته مرة اخرى . قضى رضا ليلته بنحيبٍ وبكاء صامت كان قلبه ينزف وجعاً وحزناً و الماً على مصاحف تملئ البيوت و المساجد و لا احد يمسها ، فتجدها و قد علاها الغبار ، تنتظر من يزيل عنها الاتربة ويفتحها ليتلو و لو اية واحدة لا غير، و لكن هيهات انى لهم ذلك و قد غرتهم الحياة الدنيا و شغلتهم عن ادراك سبب وجودهم الفعلي .
.
#روح_نعشقها_في_كفن
#هجرة_الى_الله
#الموت_حياة
✍ #ندى_يعرب
.
#لا_نجيز_حذف_الحقوق
.
🍃قناة الطريق الى التوبة🍃
http://tlgrm.me/altauba
.
كان التعاون بين السجناء يبعث على الدهشة ، فبينما كان البعض ينتظر دوره في الوضوء حان موعد الصلاة فاتجه من انهى وضوئه صوب احدى الزوايا التي جعلوها كمحراب للصلاة ، كان كل سجين يؤدي صلاته بسرعة نوعاً ما و يقوم ليفسح المجال امام الاخرين لتأدية صلاتهم ، كل شيء سار بانتظام و هدوء و يسر رغم ضيق المكان ، احس رضا كأنهم يتحركون في فسحة تبلغ من الحجم الالف متر ، و اخذه التفكير الى المصلين في المساجد حيث تعم الضوضاء المكان اثناء صلاة الجماعة رغم المساحة الواسعة المتاحة للجميع، بدأ رضا يقارن بين الحياة داخل هذه الزنزانة الضيقة وبين الحياة في خارجها حيث الاماكن الواسعة وبدأت الاسئلة تتوارد الى ذهنه ، لم في هذا المكان الصغير المكتظ المعتم ظاهراً يبدو الجميع سعيد و متفائل بينما خارجه يكاد يكون اغلب الناس محبط و حزين رغم توفر كل وسائل الراحة والدعة ؟! قطعت سلسلة افكاره يد طاهر تحثه على الاسراع فقد حان دوره في الوضوء ، تململ و ارتبك ولكن سرعان ما تدفقت كلمات طاهر في انحاء جسده كتدفق الدماء في العروق دخل و اغمض عيناه و تخيل السماء الصافية والحقول الخضراء المزهرة بانواع الزهور التي يملئ عبيرها الارجاء فغسل يديه و هو يردد بقلبه لا بلسانه :
سيدي هذه يداي طهرهما مما اقترفتا ، و هذه عيناي طهرهما مما ابصرتا ، و هذه قدماي طهرهما من كل مسعى في غير رضاك ، الهي طهر بدني من ادران الدنيا وطهر روحي من غفلتها عنك يا رب العالمين .
كان يتوضأ وعيناه تجري دمعاً لم يشهد له مثيل في اتعس اوقاته واحزانه شعر انه يتوضأ لاول مرة في حياته .
ابتسامةٌ لاحت على وجه طاهر و هو يشاهد تقلبات وجه رفيقه فعلم انه بدأ رحلته نحو تحرير النفس من قيودها .
الليلة الاولى في الزنزانة شهدت ذكرى لن تبارح ذاكرة رضا مادام حياً ، لم يحضر طوال عمره مكاناً يذكر فيه الله بهذا الكم فما ان انتهى اخر مصلي من اداء الفريضة حتى حان موعد جلسة حفظ القران ، كانوا قد عملوا جدولاً للحفظ يتوجب فيه على كل سجين ان يحفظ عشرون اية و يقوم بتحفيظها للباقين ، والطريقة الاخرى التي ابتكروها هي الكتابة ، كانوا يحتفظون بالعظام من بقايا طعامهم ويحدوها بالارض ليصبح حافة كحافة القلم ، ثم يكتبون الايات على اكياس الخبز التي كانوا يحتفظون بها ايضاً ، وبهدوء و عناية يخطون الايات ثم يرفعون الكيس امام الضوء المتدلي من وسط الزنزانة و يدامون على الحفظ بهذه الطريقة ، كل ذلك لانه لا يوجد سوى قران واحد تتشاركه جميع الزنزانات و هكذا قد يستغرق الامر اسبوعاً كاملاً حتى يحين دورهم في حيازته مرة اخرى . قضى رضا ليلته بنحيبٍ وبكاء صامت كان قلبه ينزف وجعاً وحزناً و الماً على مصاحف تملئ البيوت و المساجد و لا احد يمسها ، فتجدها و قد علاها الغبار ، تنتظر من يزيل عنها الاتربة ويفتحها ليتلو و لو اية واحدة لا غير، و لكن هيهات انى لهم ذلك و قد غرتهم الحياة الدنيا و شغلتهم عن ادراك سبب وجودهم الفعلي .
.
#روح_نعشقها_في_كفن
#هجرة_الى_الله
#الموت_حياة
✍ #ندى_يعرب
.
#لا_نجيز_حذف_الحقوق
.
🍃قناة الطريق الى التوبة🍃
http://tlgrm.me/altauba
#عروج / 50
.
وضعت لمياء رأسها على مقود السيارة وانهارت بالبكاء والنحيب ، اخذت تضرب المقود بكلتا يديها و تصرخ :
_ انتِ السبب .. كله بسببك ، ايتها الحمقاء سلّمتِ رضا لقمة سائغة لخالد اللعين .
لم تعلم لمياء بما حدث لرضا الا بعد مرور اسبوع على اعتقاله ، فهي لم تذهب للجامعة لاستلام نتيجتها الا اليوم و حينما شاهدها خالد بالقرب من لوحة اعلان النتائج اقترب منها و اخبرها بالامر .
نزل الخبر كالصاعقة على رأسها و شعرت بالانهيار و هي تستمع الى صوته الكريه يبثها نبأ اعتقال رضا :
_ لقد ذهب المعقد الى الجحيم و لن تريه بعد اليوم ، لقد اعتقلوه و هو الان يتعفن في تلك الزنزانة المعتمة العفنة .
لم تستطع لمياء سماع المزيد فتركته و مشت بسرعة نحو مرأب السيارات ، صعدت الى سيارتها و اخذت تصرخ و تبكي .
ظلت ساعة تنوح وتندب حتى شعرت بالانهاك و التعب و لم تعد تقوى على البكاء . رفعت رأسها من المقود و اخذت تحدق كالمذهولة لا تعلم بماذا او كيف تفكر :
_ يتوجب عليَّ مساعدته ، لابد لي ان اساعده لن اتركه وحيداً .
فجاءة خطر في بالها امراً فسارعت الى تشغيل المحرك و اخرجت السيارة من المرأب وراحت تسابق الريح و تنهب الطريق نهباً حتى وصلت امام مبنى ضخم في احد الشوارع الراقية حيث يعمل والدها ، ركنت السيارة و نزلت بسرعة ، دخلت المبنى و اتجهت الى مكتب والدها ، استقبلتها السكرتيرة بابتسامة استغراب فهي قلما كانت تحضر الى هنا ، لم تكن لمياء في مزاج يسمح لها بتبادل المجاملات مع احد لذا بعد ان القت التحية سارعت الى فتح الباب و دخلت الى والدها الذي كان مستغرقاً في حديث هاتفي مع احد العملاء . بدت ملامح الدهشة على وجهه عندما رأى ابنته تدخل عليه فاشار اليها لتجلس ريثما يكمل المكالمة ، كانت اطول عشر دقائق مرت عليها و هي تنظر الى والدها الذي كان يطالعها بدوره و قد اربكته الدموع التي تملئ وجهها ، بعد ان اغلق الهاتف سارع الى النهوض من كرسيه و اتجه نحوها وقفت لمياء بدورها و ارتمت في احضان ابيها باكية :
_ ابي لقد اشتركت بانهاء حياة انسان انا مجرمة انا مجرمة يا ابي .
زادت حيرة الوالد و اضطرب لسماعه كلام ابنته :
_ حبيبتي ماذا حصل ما الذي جعلك تنهارين هكذا ، اهدئي قليلاً و اخبريني بما حدث .
_ انه رضا يا ابي رضا زميلي الذي حدثتك عنه ، لقد اعتقلوه و انا السبب يا ابي انا السبب .
_ لا زلت لم افهم ما علاقتك بالموضوع يا حبيبتي ؟
.
#روح_نعشقها_في_كفن
#هجرة_الى_الله
#الموت_حياة
✍ #ندى_يعرب
.
#لا_نجيز_حذف_الحقوق
.
🍃قناة الطريق الى التوبة🍃
http://tlgrm.me/altauba
.
وضعت لمياء رأسها على مقود السيارة وانهارت بالبكاء والنحيب ، اخذت تضرب المقود بكلتا يديها و تصرخ :
_ انتِ السبب .. كله بسببك ، ايتها الحمقاء سلّمتِ رضا لقمة سائغة لخالد اللعين .
لم تعلم لمياء بما حدث لرضا الا بعد مرور اسبوع على اعتقاله ، فهي لم تذهب للجامعة لاستلام نتيجتها الا اليوم و حينما شاهدها خالد بالقرب من لوحة اعلان النتائج اقترب منها و اخبرها بالامر .
نزل الخبر كالصاعقة على رأسها و شعرت بالانهيار و هي تستمع الى صوته الكريه يبثها نبأ اعتقال رضا :
_ لقد ذهب المعقد الى الجحيم و لن تريه بعد اليوم ، لقد اعتقلوه و هو الان يتعفن في تلك الزنزانة المعتمة العفنة .
لم تستطع لمياء سماع المزيد فتركته و مشت بسرعة نحو مرأب السيارات ، صعدت الى سيارتها و اخذت تصرخ و تبكي .
ظلت ساعة تنوح وتندب حتى شعرت بالانهاك و التعب و لم تعد تقوى على البكاء . رفعت رأسها من المقود و اخذت تحدق كالمذهولة لا تعلم بماذا او كيف تفكر :
_ يتوجب عليَّ مساعدته ، لابد لي ان اساعده لن اتركه وحيداً .
فجاءة خطر في بالها امراً فسارعت الى تشغيل المحرك و اخرجت السيارة من المرأب وراحت تسابق الريح و تنهب الطريق نهباً حتى وصلت امام مبنى ضخم في احد الشوارع الراقية حيث يعمل والدها ، ركنت السيارة و نزلت بسرعة ، دخلت المبنى و اتجهت الى مكتب والدها ، استقبلتها السكرتيرة بابتسامة استغراب فهي قلما كانت تحضر الى هنا ، لم تكن لمياء في مزاج يسمح لها بتبادل المجاملات مع احد لذا بعد ان القت التحية سارعت الى فتح الباب و دخلت الى والدها الذي كان مستغرقاً في حديث هاتفي مع احد العملاء . بدت ملامح الدهشة على وجهه عندما رأى ابنته تدخل عليه فاشار اليها لتجلس ريثما يكمل المكالمة ، كانت اطول عشر دقائق مرت عليها و هي تنظر الى والدها الذي كان يطالعها بدوره و قد اربكته الدموع التي تملئ وجهها ، بعد ان اغلق الهاتف سارع الى النهوض من كرسيه و اتجه نحوها وقفت لمياء بدورها و ارتمت في احضان ابيها باكية :
_ ابي لقد اشتركت بانهاء حياة انسان انا مجرمة انا مجرمة يا ابي .
زادت حيرة الوالد و اضطرب لسماعه كلام ابنته :
_ حبيبتي ماذا حصل ما الذي جعلك تنهارين هكذا ، اهدئي قليلاً و اخبريني بما حدث .
_ انه رضا يا ابي رضا زميلي الذي حدثتك عنه ، لقد اعتقلوه و انا السبب يا ابي انا السبب .
_ لا زلت لم افهم ما علاقتك بالموضوع يا حبيبتي ؟
.
#روح_نعشقها_في_كفن
#هجرة_الى_الله
#الموت_حياة
✍ #ندى_يعرب
.
#لا_نجيز_حذف_الحقوق
.
🍃قناة الطريق الى التوبة🍃
http://tlgrm.me/altauba
#عروج / 51
.
شرحت لمياء الامر لإبيها بصوت متحشرج وما ان اتمت كلامها حتى اخذت تتوسله ان يساعد رضا :
_ ابي لولا مساعدته لي لما حدث كل هذا له ، ساعده يا ابي ارجوك انت لديك الكثير من المعارف هنا و هناك اتصل باحدهم و لنعلم ما حل به ارجوك يا ابي .
ربت على رأسها بحنان و قد اعتصر قلبه الماً لحالها و لم يجد بداً من سؤالها :
_ هل تحبينه الى هذه الدرجة يا لمياء .
ابتعدت قليلاً عنه و نظرت في عينيه مباشرة و اجابته بصوت ملؤه الجدية و الثقة :
_ ابي ، هل تظن اني احب رضا ذلك الحب الدنيوي الذي ينتهي بالزواج ؟!
فأجابها مستهجناً و قد اربكته نظرتها الجادة :
_ و لكن هل يوجد حب غير هذا يالمياء ؟!
جلست على الكرسي فقد شعرت بالضعف :
_ اجل يا ابي يوجد ، لم احب رضا حباً دنيوياً
لقد احببت تلك الروح التي قادتني الى الله ، احببت تلك الروح التي استطاعت ان تكون بمثابة شعلة النور التي انارت لي ظلام الجهل الموحش ، روحاً كانت كاليد التي امتدت و انتشلتني من الغرق لقد كنت غارقة في غفلتي و بعدي عن الله واذا به يمسك بيدي و يوصلني الى شواطئ النور حيث تلك المرآة الكبيرة تقف بشموخ لتعكس لك حقيقة وجودك و ما يجب ان تكون عليه حقاً ، لم أكن ارى رضا الزميل الشاب لالالا لقد كنت أراه روحاً تعرج بي نحو الله .
لم يتمالك والدها نفسه و ركع امامها و الدمع يترقرق في عينيه أمسك بكلتا يديها :
_ سامحيني يا ابنتي لم اقصد الاساءة لك ، كلامك رائع يا لمياء و أحمد الله ان رزقني اياك لطالما تمنيت ان احظى بالمزيد من الذرية و ان يكونوا ذكوراً و لكن الان و بعد استماعي لحديثك لن اتمنى تلك الامنية مجدداً فانت تغنيني عن عشرات الاولاد يا حبيبتي .
اردف بعد لحظة صمتٍ و تفكير:
_ سأفعل ما بوسعي يا لمياء لاحصل على اخبار عن رضا، ثم اضاف بألم و بنبرة ملئها الحزن :
_ و لكن فليكن في علمك ايتها الحبيبة من يذهب الى حيث اخذوا رضا لا يعود ابداً .
.
#روح_نعشقها_في_كفن
#هجرة_الى_الله
#الموت_حياة
✍ #ندى_يعرب
.
#لا_نجيز_حذف_الحقوق
.
🍃قناة الطريق الى التوبة🍃
http://tlgrm.me/altauba
.
شرحت لمياء الامر لإبيها بصوت متحشرج وما ان اتمت كلامها حتى اخذت تتوسله ان يساعد رضا :
_ ابي لولا مساعدته لي لما حدث كل هذا له ، ساعده يا ابي ارجوك انت لديك الكثير من المعارف هنا و هناك اتصل باحدهم و لنعلم ما حل به ارجوك يا ابي .
ربت على رأسها بحنان و قد اعتصر قلبه الماً لحالها و لم يجد بداً من سؤالها :
_ هل تحبينه الى هذه الدرجة يا لمياء .
ابتعدت قليلاً عنه و نظرت في عينيه مباشرة و اجابته بصوت ملؤه الجدية و الثقة :
_ ابي ، هل تظن اني احب رضا ذلك الحب الدنيوي الذي ينتهي بالزواج ؟!
فأجابها مستهجناً و قد اربكته نظرتها الجادة :
_ و لكن هل يوجد حب غير هذا يالمياء ؟!
جلست على الكرسي فقد شعرت بالضعف :
_ اجل يا ابي يوجد ، لم احب رضا حباً دنيوياً
لقد احببت تلك الروح التي قادتني الى الله ، احببت تلك الروح التي استطاعت ان تكون بمثابة شعلة النور التي انارت لي ظلام الجهل الموحش ، روحاً كانت كاليد التي امتدت و انتشلتني من الغرق لقد كنت غارقة في غفلتي و بعدي عن الله واذا به يمسك بيدي و يوصلني الى شواطئ النور حيث تلك المرآة الكبيرة تقف بشموخ لتعكس لك حقيقة وجودك و ما يجب ان تكون عليه حقاً ، لم أكن ارى رضا الزميل الشاب لالالا لقد كنت أراه روحاً تعرج بي نحو الله .
لم يتمالك والدها نفسه و ركع امامها و الدمع يترقرق في عينيه أمسك بكلتا يديها :
_ سامحيني يا ابنتي لم اقصد الاساءة لك ، كلامك رائع يا لمياء و أحمد الله ان رزقني اياك لطالما تمنيت ان احظى بالمزيد من الذرية و ان يكونوا ذكوراً و لكن الان و بعد استماعي لحديثك لن اتمنى تلك الامنية مجدداً فانت تغنيني عن عشرات الاولاد يا حبيبتي .
اردف بعد لحظة صمتٍ و تفكير:
_ سأفعل ما بوسعي يا لمياء لاحصل على اخبار عن رضا، ثم اضاف بألم و بنبرة ملئها الحزن :
_ و لكن فليكن في علمك ايتها الحبيبة من يذهب الى حيث اخذوا رضا لا يعود ابداً .
.
#روح_نعشقها_في_كفن
#هجرة_الى_الله
#الموت_حياة
✍ #ندى_يعرب
.
#لا_نجيز_حذف_الحقوق
.
🍃قناة الطريق الى التوبة🍃
http://tlgrm.me/altauba
#عروج/52
.
مضت اشهر على اعتقال رضا كانت والدته خلالها تعيش على الهامش ، لم تعد الحياة تعني لها شيئاً اهملت بيتها و صغارها و لم يعد اي شيء يُدخل السرور الى قلبها مهما كان مفرحاً ، احست ان جذوة العمر قد انطفئت برحيل رضا ، كان اولادها يراقبوها تذبل يوماً بعد يوم و لكنهم يقفون عاجزين امام ما يحصل فقد ابت المساعدة من ايٍّ كان و كأنها تعاقبهم جميعاً لما حدث لرضا ، الى ان اشرقت شمس احد الايام معلنةً عن حضورٍ مفاجئ لضيفٍ مجهول .
اعتادت ان تجلس في الحديقة الصغيرة و تتأمل صورة ولدها المغيب عنها ، قطع عليها تأملها صوت قرع الباب فسارعت الى الدخول لغرفة المعيشة و طلبت من هادي ان يفتح باب الدار :
_ هادي اذهب لترى من بالباب لعلها احدى الجارات .
_ حاضر يا امي .
عاد هادي بعد لحظات و علامات الاستفهام تتراقص فوق رأسه الصغير :
_ امي هنالك فتاة في الباب تطلب ان تراك ؟
اجابته امه دون اكتراث و قد ركزت نظراتها على صورة رضا تتأمله بشوقٍ و حنين :
_ من تكون ؟
اجابها بنبرةٍ مضطربة و كأنه يخشى النطق :
_ تقول انها زميلة رضا في الجامعة .
سقطت الصورة من يد ام رضا و تسارعت نبضاتها و خانها صوتها فخرج ضعيفاً بالكاد يُسمع ، فاومأت لهادي ليسمح لها بالدخول ، كانت تحدق بباب الغرفة الذي اطلت منه فتاة في العشرين من العمر احاطت بها هالة الحياء و الحشمة اما وجهها الجميل الذي اكتسى بحمرة الخجل فقد زادها نوراً ، خاطبت ام رضا محييةً اياها :
_ السلام عليكم يا خالة ادعى لمياء و انا زميلة رضا في الجامعة ، قالت كلماتها الاخيرة و قد طغت على صوتها نبرة الحزن و الالم .
لم تستطع ام رضا تمالك نفسها اكثر اقتربت من لمياء ، عانقتها و استغرقتا في بكاء صامت ، حلقتا دقائق في سماء رضا المفقود و كأنهما تواسيان بعضهما لفقده .
اغلق هادي باب الغرفة فاعادهما صوت اغلاقه الى حيث تقفان فابتعدتا عن بعضهما ، قادت ام رضا لمياء نحو الاريكة المتواضعة و دعتها الى الجلوس ، و بعد لحظات تأمل بادرت لمياء بالحديث و هي تحتوي وجه ام رضا بنظراتها وجهاها الذي خط الحزن عليه خطوطه الواضحة العريضة فبدت الهيبة عليه :
_ لقد تطلب مني امر العثور على عنوان منزلكم وقتاً طويلاً ، صمتت قليلاً فقد خنقتها العبرة ثم اردفت هامسة :
_ رضا يشبهك كثيراً يا خالة و كأني اخاطبه .
اجابتها ام رضا بانكسار:
_ نعم انه يشبهني ، هل لك ان تخبريني كيف تعرفتِ على رضا ؟
_ انها قصة طويلة سأختصرها لك بكلمات قليلة ياخالة .
.
#روح_نعشقها_في_كفن
#هجرة_الى_الله
#الموت_حياة
✍ #ندى_يعرب
.
#لا_نجيز_حذف_الحقوق
.
🍃قناة الطريق الى التوبة🍃
http://tlgrm.me/altauba
.
مضت اشهر على اعتقال رضا كانت والدته خلالها تعيش على الهامش ، لم تعد الحياة تعني لها شيئاً اهملت بيتها و صغارها و لم يعد اي شيء يُدخل السرور الى قلبها مهما كان مفرحاً ، احست ان جذوة العمر قد انطفئت برحيل رضا ، كان اولادها يراقبوها تذبل يوماً بعد يوم و لكنهم يقفون عاجزين امام ما يحصل فقد ابت المساعدة من ايٍّ كان و كأنها تعاقبهم جميعاً لما حدث لرضا ، الى ان اشرقت شمس احد الايام معلنةً عن حضورٍ مفاجئ لضيفٍ مجهول .
اعتادت ان تجلس في الحديقة الصغيرة و تتأمل صورة ولدها المغيب عنها ، قطع عليها تأملها صوت قرع الباب فسارعت الى الدخول لغرفة المعيشة و طلبت من هادي ان يفتح باب الدار :
_ هادي اذهب لترى من بالباب لعلها احدى الجارات .
_ حاضر يا امي .
عاد هادي بعد لحظات و علامات الاستفهام تتراقص فوق رأسه الصغير :
_ امي هنالك فتاة في الباب تطلب ان تراك ؟
اجابته امه دون اكتراث و قد ركزت نظراتها على صورة رضا تتأمله بشوقٍ و حنين :
_ من تكون ؟
اجابها بنبرةٍ مضطربة و كأنه يخشى النطق :
_ تقول انها زميلة رضا في الجامعة .
سقطت الصورة من يد ام رضا و تسارعت نبضاتها و خانها صوتها فخرج ضعيفاً بالكاد يُسمع ، فاومأت لهادي ليسمح لها بالدخول ، كانت تحدق بباب الغرفة الذي اطلت منه فتاة في العشرين من العمر احاطت بها هالة الحياء و الحشمة اما وجهها الجميل الذي اكتسى بحمرة الخجل فقد زادها نوراً ، خاطبت ام رضا محييةً اياها :
_ السلام عليكم يا خالة ادعى لمياء و انا زميلة رضا في الجامعة ، قالت كلماتها الاخيرة و قد طغت على صوتها نبرة الحزن و الالم .
لم تستطع ام رضا تمالك نفسها اكثر اقتربت من لمياء ، عانقتها و استغرقتا في بكاء صامت ، حلقتا دقائق في سماء رضا المفقود و كأنهما تواسيان بعضهما لفقده .
اغلق هادي باب الغرفة فاعادهما صوت اغلاقه الى حيث تقفان فابتعدتا عن بعضهما ، قادت ام رضا لمياء نحو الاريكة المتواضعة و دعتها الى الجلوس ، و بعد لحظات تأمل بادرت لمياء بالحديث و هي تحتوي وجه ام رضا بنظراتها وجهاها الذي خط الحزن عليه خطوطه الواضحة العريضة فبدت الهيبة عليه :
_ لقد تطلب مني امر العثور على عنوان منزلكم وقتاً طويلاً ، صمتت قليلاً فقد خنقتها العبرة ثم اردفت هامسة :
_ رضا يشبهك كثيراً يا خالة و كأني اخاطبه .
اجابتها ام رضا بانكسار:
_ نعم انه يشبهني ، هل لك ان تخبريني كيف تعرفتِ على رضا ؟
_ انها قصة طويلة سأختصرها لك بكلمات قليلة ياخالة .
.
#روح_نعشقها_في_كفن
#هجرة_الى_الله
#الموت_حياة
✍ #ندى_يعرب
.
#لا_نجيز_حذف_الحقوق
.
🍃قناة الطريق الى التوبة🍃
http://tlgrm.me/altauba
#عروج / 53
اردفت لمياء بصوتٍ ملئه الامتنان :
_ من تنظرين اليها الان لمياء صنيعة رضا و اثر صدقه و ايمانه و تفانيه في مساعدة الاخرين ، صمتت قليلاً بعد ان لاحظت نظرة الاستغراب في عيني ام رضا ففتحت حقيبتها و اخرجت منها صورة ناولتها لام رضا :
_ انظري يا خالة هذا ما كنت عليه قبل ان اتعرف الى رضا .
ظلت ام رضا صامتة تتأمل صورة لمياء بدون حجاب و قد بدت في اوج زينتها و اناقتها ، جالت بنظرها بين الصورة و بين الفتاة الجالسة امامها و همست :
_ شتان بين الهيئتين ، هل هذا ما صنعته رفقة ولدي الحبيب بك ؟
بدأت الدموع تنهمر من عينيها :
_ آه يا ولدي آه ، لِمَ يتوجب عليَّ تحمل فراقك و فقدك ، كيف استطيع اكمال ما تبقى من العمر دون وجودك و رؤيتك كيف كيف ؟
كانت دموع لمياء تتساقط و هي تصغي لصوت ام رضا الذي ينضح بالعذاب و الالم :
_ اين انت يا حبيبي ؟ الى اين اخذوك و غيبوك عني ؟ هل تأكل ؟ هل تنام ؟ لقد هجرت فراشي و اصبحت انام على الارض كيف يطيب لي النوم في فراشي و انا لا اعلم اين ينام ولدي كيف لي ان اكل و التذ بالطعام و لا ادري هل يأكل ولدي ام لا ؟ آه يا حبيب قلبي يا ولدي .
كانت حالة ام رضا يرثى لها و فكرت لمياء انه يتوجب عليها ان تساعد هذه الام المكسورة القلب ، استرجعت بسرعة كلمات رضا التي اجاب بها حينما اعربت له ذات يوم عن استغرابها من قوة تحمل السيدة زينب و صبرها على فقد الاحبة ، دنت قليلاً من ام رضا و امسكت بيدها برفق و بدأت تحدثها بروية :
_ ايتها الخالة الحبيبة انت مؤمنة و لابد لك من التسليم بقضاء الله و قدره ، ذات يوم اخبرني رضا عَن مدى صبر السيدة زينب حينما وقع بها البلاء العظيم بعد معركة الطف و مقتل اخيها الحسين و اولاده و اخوته و انصاره لقد ذُبحوا جميعاً امام عينيها و رُفعت رؤوسهم فوق اسنة الرماح و ساروا بها سبية نحو الشام و لكنها رغم ذلك ظلت صُلبة الارادة قوية العزيمة ، هل يعقل انها دون مشاعر او رحمة ؟! لا حاشاها فهي شعلة ملتهبة من الحنان والرحمة و الرأفة و لكنها كانت مؤمنة بقضاء الله و تعلم ان ماحصل بعينه وارادته وحكمته و ما البشر الا ادوات لتنفيذ هذه المشيئة والحكمة ليقضي امراً كان مفعولاً و ظلت مقولتها خالدة على مدى الدهور تتناقلها الاجيال جيلٌ بعد جيل حينما وقفت على جسد اخيها قربان آل محمد الامام الحسين و رفعت يديها نحو السماء مناجيةً المولى سبحانه ( اللهم ان كان هذا يرضيك فخذ حتى ترضى ) .
كانت ام رضا تحدق بها كالمذهولة لم تصدق اذنيها و كأن ولدها رضا جالس يحدثها لا هذه الفتاة النوارنية .
.
#روح_نعشقها_في_كفن
#هجرة_الى_الله
#الموت_حياة
✍ #ندى_يعرب
.
#لا_نجيز_حذف_الحقوق
.
🍃قناة الطريق الى التوبة🍃
http://tlgrm.me/altauba
اردفت لمياء بصوتٍ ملئه الامتنان :
_ من تنظرين اليها الان لمياء صنيعة رضا و اثر صدقه و ايمانه و تفانيه في مساعدة الاخرين ، صمتت قليلاً بعد ان لاحظت نظرة الاستغراب في عيني ام رضا ففتحت حقيبتها و اخرجت منها صورة ناولتها لام رضا :
_ انظري يا خالة هذا ما كنت عليه قبل ان اتعرف الى رضا .
ظلت ام رضا صامتة تتأمل صورة لمياء بدون حجاب و قد بدت في اوج زينتها و اناقتها ، جالت بنظرها بين الصورة و بين الفتاة الجالسة امامها و همست :
_ شتان بين الهيئتين ، هل هذا ما صنعته رفقة ولدي الحبيب بك ؟
بدأت الدموع تنهمر من عينيها :
_ آه يا ولدي آه ، لِمَ يتوجب عليَّ تحمل فراقك و فقدك ، كيف استطيع اكمال ما تبقى من العمر دون وجودك و رؤيتك كيف كيف ؟
كانت دموع لمياء تتساقط و هي تصغي لصوت ام رضا الذي ينضح بالعذاب و الالم :
_ اين انت يا حبيبي ؟ الى اين اخذوك و غيبوك عني ؟ هل تأكل ؟ هل تنام ؟ لقد هجرت فراشي و اصبحت انام على الارض كيف يطيب لي النوم في فراشي و انا لا اعلم اين ينام ولدي كيف لي ان اكل و التذ بالطعام و لا ادري هل يأكل ولدي ام لا ؟ آه يا حبيب قلبي يا ولدي .
كانت حالة ام رضا يرثى لها و فكرت لمياء انه يتوجب عليها ان تساعد هذه الام المكسورة القلب ، استرجعت بسرعة كلمات رضا التي اجاب بها حينما اعربت له ذات يوم عن استغرابها من قوة تحمل السيدة زينب و صبرها على فقد الاحبة ، دنت قليلاً من ام رضا و امسكت بيدها برفق و بدأت تحدثها بروية :
_ ايتها الخالة الحبيبة انت مؤمنة و لابد لك من التسليم بقضاء الله و قدره ، ذات يوم اخبرني رضا عَن مدى صبر السيدة زينب حينما وقع بها البلاء العظيم بعد معركة الطف و مقتل اخيها الحسين و اولاده و اخوته و انصاره لقد ذُبحوا جميعاً امام عينيها و رُفعت رؤوسهم فوق اسنة الرماح و ساروا بها سبية نحو الشام و لكنها رغم ذلك ظلت صُلبة الارادة قوية العزيمة ، هل يعقل انها دون مشاعر او رحمة ؟! لا حاشاها فهي شعلة ملتهبة من الحنان والرحمة و الرأفة و لكنها كانت مؤمنة بقضاء الله و تعلم ان ماحصل بعينه وارادته وحكمته و ما البشر الا ادوات لتنفيذ هذه المشيئة والحكمة ليقضي امراً كان مفعولاً و ظلت مقولتها خالدة على مدى الدهور تتناقلها الاجيال جيلٌ بعد جيل حينما وقفت على جسد اخيها قربان آل محمد الامام الحسين و رفعت يديها نحو السماء مناجيةً المولى سبحانه ( اللهم ان كان هذا يرضيك فخذ حتى ترضى ) .
كانت ام رضا تحدق بها كالمذهولة لم تصدق اذنيها و كأن ولدها رضا جالس يحدثها لا هذه الفتاة النوارنية .
.
#روح_نعشقها_في_كفن
#هجرة_الى_الله
#الموت_حياة
✍ #ندى_يعرب
.
#لا_نجيز_حذف_الحقوق
.
🍃قناة الطريق الى التوبة🍃
http://tlgrm.me/altauba
#عروج /54
.
لاحظت لمياء ان ام رضا قد هدأت و استساغت حديثها لذا اكملت بهدوء و كلمات رضا تتزاحم في رأسها :
_ خالة ، لقد اوجد الله هذه الدنيا ليمتحن مدى توكلنا عليه واستعانتنا به و التسليم بمشيئته لذا جعل الابتلاءات ، و فقدك لرضا ما هو الا اختبار لك ليرى ما انت فاعلة ، لقد سمعت ان البعض فقدوا جميع اولادهم و عوائلهم ، و لكن لا يكلف الله نفساً الا وسعها و قد ابقى الله لك اولادك الباقين رحمة منه بقلبك العطوف فاحمدي الله على هذه الرحمة ، و لا تجعلي للشيطان اليك سبيلاً يجعلك تعترضين على حكم الله من حيث لا تشعرين ، استعيني بالقران و الدعاء و التوسل لاجتياز هذه المحنة المؤلمة القاسية لعل الله يحدث بعدها امراً و اذكري مصاب اهل البيت فمصابهم فاق جميع المصائب قسوةً و عنفاً و ظلماً .
صمتت لمياء قليلاً فخاطبتها ام رضا بحنانٍ بالغ :
_ ابنتي لقد بعثك الله لي اليوم لانه يعلم بحالي و اني لَأعتقدُ بأنه استجاب دعاء ولدي رضا فأنا على يقين بأنه لا ينفك يدعو لي و لاخوته بالحفظ والصبر على ما يحدث معنا .
همست لمياء لام رضا بحزن :
_ الحمد لله على قضائه و قدره ، صمتت قليلاً ثم اردفت :
_ خالة لقد جئت اليوم لاودعك فقد قرر ابي الهجرة خارج هذه البلاد الظالم حكامها .
استغربت ام رضا الامر :
_ و لكن يا ابنتي انه بلدكم لم يتوجب عليكم تركه و الى اين سترحلون ؟
ردت لمياء بأسى :
_ نحن لا نرحل بارادتنا ياخالتي و انما أُجبرَ ابي على الرحيل ، فبعد ان علموا بأنه يقوم باتصالات خاصة لمعرفة اخبار رضا وجهوا اليه رسالة تحذير و خيروه بين الاعتقال او الرحيل عن البلد و التنازل عن كل مايملك من ثروة للنظام .
نظرت لمياء الى ساعة يدها ولم تصدق كم مضى من الوقت برفقة هذه المرأة الجليلة دون ان تشعر به :
_ حان وقت مغادرتي ياخالتي ام رضا .
وقفت لمياء و احتضنت ام رضا وهمست لها بصدقٍ تام :
_ ايتها الخالة الحبيبة اعلمي انك انجبتِ ولداً ترك بصمته في قلبي مادمت على قيد الحياة .
ودعتها ام رضا بالم و حسرة فقد ظنت انها وجدت ابنها من جديد و لكن على مايبدو قد كتب عليها مفارقة رضا ومن له صلة به الى الابد .
.
#روح_نعشقها_في_كفن
#هجرة_الى_الله
#الموت_حياة
✍ #ندى_يعرب
.
#لا_نجيز_حذف_الحقوق
.
🍃قناة الطريق الى التوبة🍃
http://tlgrm.me/altauba
.
لاحظت لمياء ان ام رضا قد هدأت و استساغت حديثها لذا اكملت بهدوء و كلمات رضا تتزاحم في رأسها :
_ خالة ، لقد اوجد الله هذه الدنيا ليمتحن مدى توكلنا عليه واستعانتنا به و التسليم بمشيئته لذا جعل الابتلاءات ، و فقدك لرضا ما هو الا اختبار لك ليرى ما انت فاعلة ، لقد سمعت ان البعض فقدوا جميع اولادهم و عوائلهم ، و لكن لا يكلف الله نفساً الا وسعها و قد ابقى الله لك اولادك الباقين رحمة منه بقلبك العطوف فاحمدي الله على هذه الرحمة ، و لا تجعلي للشيطان اليك سبيلاً يجعلك تعترضين على حكم الله من حيث لا تشعرين ، استعيني بالقران و الدعاء و التوسل لاجتياز هذه المحنة المؤلمة القاسية لعل الله يحدث بعدها امراً و اذكري مصاب اهل البيت فمصابهم فاق جميع المصائب قسوةً و عنفاً و ظلماً .
صمتت لمياء قليلاً فخاطبتها ام رضا بحنانٍ بالغ :
_ ابنتي لقد بعثك الله لي اليوم لانه يعلم بحالي و اني لَأعتقدُ بأنه استجاب دعاء ولدي رضا فأنا على يقين بأنه لا ينفك يدعو لي و لاخوته بالحفظ والصبر على ما يحدث معنا .
همست لمياء لام رضا بحزن :
_ الحمد لله على قضائه و قدره ، صمتت قليلاً ثم اردفت :
_ خالة لقد جئت اليوم لاودعك فقد قرر ابي الهجرة خارج هذه البلاد الظالم حكامها .
استغربت ام رضا الامر :
_ و لكن يا ابنتي انه بلدكم لم يتوجب عليكم تركه و الى اين سترحلون ؟
ردت لمياء بأسى :
_ نحن لا نرحل بارادتنا ياخالتي و انما أُجبرَ ابي على الرحيل ، فبعد ان علموا بأنه يقوم باتصالات خاصة لمعرفة اخبار رضا وجهوا اليه رسالة تحذير و خيروه بين الاعتقال او الرحيل عن البلد و التنازل عن كل مايملك من ثروة للنظام .
نظرت لمياء الى ساعة يدها ولم تصدق كم مضى من الوقت برفقة هذه المرأة الجليلة دون ان تشعر به :
_ حان وقت مغادرتي ياخالتي ام رضا .
وقفت لمياء و احتضنت ام رضا وهمست لها بصدقٍ تام :
_ ايتها الخالة الحبيبة اعلمي انك انجبتِ ولداً ترك بصمته في قلبي مادمت على قيد الحياة .
ودعتها ام رضا بالم و حسرة فقد ظنت انها وجدت ابنها من جديد و لكن على مايبدو قد كتب عليها مفارقة رضا ومن له صلة به الى الابد .
.
#روح_نعشقها_في_كفن
#هجرة_الى_الله
#الموت_حياة
✍ #ندى_يعرب
.
#لا_نجيز_حذف_الحقوق
.
🍃قناة الطريق الى التوبة🍃
http://tlgrm.me/altauba
#عروج /55
.
فُتح الباب بعنف و زمجر صوت الحارس بخشونة :
_ مرتضى ، امير ، جمال ، حسن ، طاهر ، انور ، رضا ، قوموا ايها الحثالة هيا بسرعة قوموا .
نهض كل واحد منهم بصعوبة و توجهوا نحو الباب فقد اعتاد السجناء على هذا النداء اما للتحقيق او للتعذيب و لكنهم لم يعلموا ان الامر مختلف هذه المرة .
اقتادهم الى حجرة كبيرة نوعاً ما ادخلهم اليها و هو يدفعهم باذلال مما جعلهم يتعثرون ، امرهم ان يقفوا في صف واحد و تركهم بعد ان احكم اغلاق الباب ، جال رضا بنظره فرأى طاولة فرشت بمفرش ابيض نظيف وخلفها ثلاثة كراسي يبدو انها اعدت لغرضٍ ما ، التفت لطاهر الذي كان يقف بجانبه :
_ طاهر اشعر ان امراً ما على وشك الحدوث .
ابتسم طاهر له :
_ رضا لقد خضنا الاسوء حتى الان ماعساهم يفعلون بنا اكثر من الذي فعلوه ، لا تقلق يا عزيزي ما شاء الله كان .
ما ان اتم طاهر قوله حتى سمعوا صرير الباب و دخل الحارس يتبعه ثلاثة رجال يرتدون الزي المدني ، مشوا نحو الطاولة و جلسوا على الكراسي المعدة لهم ، تحدث الرجل الجالس في الوسط :
_ لقد تم اصدار الاحكام بحقكم .
اومأ بيده للرجل الذي على يمينه فخاطبهم بازدراء :
_ لقد تم التحقق من خيانتكم لبلدكم و أصدرت المحكمة بحقكم ما تستحقوه من عقاب .
اما الرجل الثالث فتولى النطق بهذا الحكم رفع امامه ورقة وبدأ يقرأ و بعد ان اتم قرائتها نظر اليهم بحقد وخاطبهم باستخفاف :
_ لقد اصدرت المحكمة بحقكم حكماً بالاعدام و سينفذ هذا الحكم اليوم .
غادر الرجال الثلاثة الغرفة و دخل رجال الامن
بزيهم العسكري و اقتادوا رضا و باقي السجناء بعد ان قيدوهم بالسلاسل و عصبوا اعينهم بعصابات سوداء .
لم يكونوا يعلمون اين هم فقد اركبوهم سيارة بعد ان اخرجوهم من المبنى الذي بدا كالمتاهة بسلالمه وطوابقه المتعددة ، بعد مدة ليست بالقصيرة سلكوا خلالها في طرقات وعرة و غير معبدة توقفت السيارة وامرهم صوت خشن ان يترجلوا بسرعة ، تعثرت اقدامهم و سقطوا ارضاً فلم يكونوا يبصرون طريقهم و ماهي الا لحظات حتى ازاحوا العصابات عن اعينهم فاعماهم ضوء الشمس الساطع و لم يستطعوا تمييز المكان الذي يقفون فيه ، فهم لم يروا ضوء النهار طيلة مدة سجنهم و بعد ان اعتادت ابصارهم على الضوء قليلاً وجدوا انهم في صحراء قاحلة و عدة رجال يحيطون بهم و قد علت وجوههم علامات الشر والحقد صرخ احدهم بقوة :
_ هيا ايها الخونة اصطفوا لتلاقوا جزاء خيانتكم لبلدكم .
.
#روح_نعشقها_في_كفن
#هجرة_الى_الله
#الموت_حياة
✍ #ندى_يعرب
.
#لا_نجيز_حذف_الحقوق
.
🍃قناة الطريق الى التوبة🍃
http://tlgrm.me/altauba
.
فُتح الباب بعنف و زمجر صوت الحارس بخشونة :
_ مرتضى ، امير ، جمال ، حسن ، طاهر ، انور ، رضا ، قوموا ايها الحثالة هيا بسرعة قوموا .
نهض كل واحد منهم بصعوبة و توجهوا نحو الباب فقد اعتاد السجناء على هذا النداء اما للتحقيق او للتعذيب و لكنهم لم يعلموا ان الامر مختلف هذه المرة .
اقتادهم الى حجرة كبيرة نوعاً ما ادخلهم اليها و هو يدفعهم باذلال مما جعلهم يتعثرون ، امرهم ان يقفوا في صف واحد و تركهم بعد ان احكم اغلاق الباب ، جال رضا بنظره فرأى طاولة فرشت بمفرش ابيض نظيف وخلفها ثلاثة كراسي يبدو انها اعدت لغرضٍ ما ، التفت لطاهر الذي كان يقف بجانبه :
_ طاهر اشعر ان امراً ما على وشك الحدوث .
ابتسم طاهر له :
_ رضا لقد خضنا الاسوء حتى الان ماعساهم يفعلون بنا اكثر من الذي فعلوه ، لا تقلق يا عزيزي ما شاء الله كان .
ما ان اتم طاهر قوله حتى سمعوا صرير الباب و دخل الحارس يتبعه ثلاثة رجال يرتدون الزي المدني ، مشوا نحو الطاولة و جلسوا على الكراسي المعدة لهم ، تحدث الرجل الجالس في الوسط :
_ لقد تم اصدار الاحكام بحقكم .
اومأ بيده للرجل الذي على يمينه فخاطبهم بازدراء :
_ لقد تم التحقق من خيانتكم لبلدكم و أصدرت المحكمة بحقكم ما تستحقوه من عقاب .
اما الرجل الثالث فتولى النطق بهذا الحكم رفع امامه ورقة وبدأ يقرأ و بعد ان اتم قرائتها نظر اليهم بحقد وخاطبهم باستخفاف :
_ لقد اصدرت المحكمة بحقكم حكماً بالاعدام و سينفذ هذا الحكم اليوم .
غادر الرجال الثلاثة الغرفة و دخل رجال الامن
بزيهم العسكري و اقتادوا رضا و باقي السجناء بعد ان قيدوهم بالسلاسل و عصبوا اعينهم بعصابات سوداء .
لم يكونوا يعلمون اين هم فقد اركبوهم سيارة بعد ان اخرجوهم من المبنى الذي بدا كالمتاهة بسلالمه وطوابقه المتعددة ، بعد مدة ليست بالقصيرة سلكوا خلالها في طرقات وعرة و غير معبدة توقفت السيارة وامرهم صوت خشن ان يترجلوا بسرعة ، تعثرت اقدامهم و سقطوا ارضاً فلم يكونوا يبصرون طريقهم و ماهي الا لحظات حتى ازاحوا العصابات عن اعينهم فاعماهم ضوء الشمس الساطع و لم يستطعوا تمييز المكان الذي يقفون فيه ، فهم لم يروا ضوء النهار طيلة مدة سجنهم و بعد ان اعتادت ابصارهم على الضوء قليلاً وجدوا انهم في صحراء قاحلة و عدة رجال يحيطون بهم و قد علت وجوههم علامات الشر والحقد صرخ احدهم بقوة :
_ هيا ايها الخونة اصطفوا لتلاقوا جزاء خيانتكم لبلدكم .
.
#روح_نعشقها_في_كفن
#هجرة_الى_الله
#الموت_حياة
✍ #ندى_يعرب
.
#لا_نجيز_حذف_الحقوق
.
🍃قناة الطريق الى التوبة🍃
http://tlgrm.me/altauba