الطريق إلى التوبة
5.83K subscribers
10.2K photos
391 videos
243 files
5.34K links
قد تركتُ الكُلَّ ربّي ماعداك
ليس لي في غربةِ العمر سِواك...
حيثُ ما أنتَ فـ أفكاري هُناك..
قلبي الخفاقُ أضحۍ مضجعك..
في حنايا صدري أُخفي موضعك..

اي استفسار او ملاحظة ارسلها حصرا على هذا البوت

@altaubaa_bot

فهرس القناة
https://t.me/fhras_altauba
Download Telegram
كانت حوراء طوال الطريق ترتعد قلقاً وعندما وصلوا الى المستشفى امسك عامر بيدها واوصلها الى ردهة الاستقبال لتجلس وترتاح قليلاً :
_ سأعود في الحال .
همست بقلق :
_ الى اين ياعامر لا تتركني هنا لوحدي .
اجابها مطمئناً :
_ لن اتأخر بضعة دقائق فقط ، سأستعلم عن غرفة جهاد واعود على الفور .
_ حسناً .
كانت تراقبه من بعيد تحدث لبضعة دقائق مع احد العاملين في ردهة الطوارئ ثم عاد اليها :
_ ان غرفته في نهاية الممر ، حوراء كوني قوية ارجوك .
بنبضاتٍ تصم الاذان وادمعٍ توشك على الانحدار سارت حوراء نحو المجهول كانت تشعر بأنها تمشي في الهواء و بدا الممر طويلاً جداً و ما ان وقفت امام باب الغرفة شحب لونها وضاق صدرها ، مشاعرٌ كثيرة خلال لحظات معدودة جعلتها كريشةٍ في مهب ريحٍ عاتية .
فتح عامر باب الغرفة ودعاها الى الدخول كان جهاد يرقد بسلام في الحجرة ذلت الاضاءة الخافتة ، شعر بحركتهما حوله ففتح عيناه ونظر الى عامر ومن ثم اليها عندما وقعت عيناه عليها تحرك الضباب الذي يملأ رأسه وكأن وميضاً انار لثوانٍ عتمة افكاره فهمس لنفسه يا الهي من تكون هذه الفتاة اكاد اجزم اني اعرفها ، تعالت نبضاته وشعر بالاضطراب فعرق جبينه وتكلم معهما بسخط :
_ من انتما وماذا تريدان مني ؟
فغرت حوراء فمها لنبرة جهاد الساخطة انها المرة الاولى التي تراه بهذا الشكل لطالما كان ودوداً مسالماً محباً نبراته مفعمة بالحنان والطيبة :
_ جهاد ، انا حوراء زوجتك !
عاد الضباب يتحرك في رأسه عندما سمع صوتها :
_ انا لااعرفك ولا اذكر اي شيء .
ترنحت وشعرت بأنها على وشك السقوط احست ببرودة مفاجئة تحيط بها لقد اصبح جهاد غريباً عنها تماماً ، سارع عامر اليها واجلسها على الكرسي بجانب السرير كان جهاد يراقبهما محاولاً التعرف اليهما ولكن دون جدوى ، نظر عامر اليه بابتسامة الواثق بالله وحدثه بهدوء متعمد :
_ عزيزي جهاد لابأس عليك ايها المجاهد الشجاع ، هذا عارضٌ مؤقت بسبب الصدمة وسيزول قريباً ان شاء الله .
.
#يتبع ..
#ولك_في_انفاسي_سر
#لارواحكم_اكاليل_ورد
#ندى_يعرب
.

🌸 الطريق إلى التوبة 🌸
https://telegram.me/altauba
---------------
https://www.facebook.com/altaubaa
#امــــل
.
#الحلقة 35
.
مضى اسبوع على مكوث جهاد في المشفى بعدها قررَّ الاطباء انه اصبح في حالةٍ تسمح له بالعودة الى منزله .
كان جهاد يخشى العودة الى مايسمى بمنزله ويخشى من المدعوة حوراء هو لايعرفها ولا يعرف احداً من اهلها فكيف سيحيا معها تحت سقفٍ واحد ، كان يحدق الى السقف ويفكر بالقادم المجهول اصابه التوتر وهو يحاول جاهداً ان يتذكر ما حدث له ولكن دون جدوى . كانت مع كل محاولة تذكر يمارسها ينال منه الاضطراب ويجعله ساخطاً لذا قرر التوقف عن المحاولة واستسلم للضباب الذي يحيط بذاكرته المعتمة .
حوراء هي الاخرى كانت تشعر بالخوف من حياتها المقبلة التي بدت لها وكأنها ليست حياتها لا تدري كيف ستواجه جهاد الجديد الذي لايذكرها ولايشعر تجاهها بأيِّ شيء كيف ستكون حياتهما معاً ، الكثير من الاسئلة دارت كدوامةٍ اصابتها بالصداع بأنتظار عودته الى المنزل .
كانت في الغرفة تُعد السرير لجهاد اما امها وايات فقد تولتا اعداد طعام الغداء رن جرس الباب معلناً عن وصولهم فشعرت بقلبها ينبض في حنجرتها ، أسرعت الى الاسفل فتحت باب الصالة واستقبلتهم بابتسامة رسمتها على شفاهٍ مرتجفة رغماً عنها :
_ اهلاً و سهلاً بعودتك ياعزيزي .
ارادت ان تكسر الحاجز الذي ارتفع بينهما ولكن رده حطمَّ آمالها فقد اكتفى بكلمة شكراً باردة اخترقت مسامعها فأصابتها بالجمود .
أما تناول الغداء فقد كان كارثياً ، اكتفى الجميع بالصمت وتبادل نظرات القلق بين الحين وآلاخر ، شعر جهاد بالتوتر يُعاوده وخاف من ردة فعله تجاه هذه الوجوه الغريبة المحيطة به ثم فجاءة و دون سابق انذار هبَّ واقفاً من كرسيه واعلن ببرود :
_ انا متعب جداً اين سأنام ؟
الدهشة التي علت وجوههم جعلته عصبياً جداً فصرخ :
_ ما بكم تحدقون بي هكذا ؟
تقاطر دمع حوراء بصمت نهضت من مكانها بهدوء :
_ دعني أُريك حجرتك .
نظرت الى اهلها بأنكسار واردفت :
_ استميحكم عذراً .
خطت رجلاها الارض خطاً وهي تسير نحو الطابق العلوي يتبعها جهاد بتثاقل .
وضع عامر رأسه بين يديه وظل يحدق الى الطعام الذي امامه شعر بالحزن الشديد فقد آلمه ان يحادثهم جهاد بهذا الشكل الفظيع جهاد الحنون الخلوق :
_ يا الهي ماهذا الاختبار وهل سيطول الحال هكذا ، يارب أرحم قلب أخيتي الرقيق لاطاقة لها على حزنٍ جديد .
كانت امه تبكي فقد شعرت بالمهانة بسبب اسلوب جهاد الفظ :
_ عامر اريد العودة الى منزلي في الحال .
وضعت آيات يدها على يد ام عامر :
_ امي لا تنزعجي ارجوك ، جهاد لايفقه مايفعل لقد قرأت مقالاً عن المصابين بفقدان الذاكرة ، بسبب محاولاتهم الحثيثة للبحث في ظلام ذاكرتهم عن ذكرياتهم الضائعة يصابون بالتوتر والاضطراب ويشعرون بالسخط الشديد ويفقدون رغبتهم في الحديث الى اي احد ، زاد بكاء ام عامر :
_ آه ياطفلتي الصغيرة آه يا حوراء كيف ستتمكن من التواصل معه بعد الان .
فتحت حوراء باب الحجرة ودعته الى الدخول ، نظر حوله وتوجه صوب النافذة المطلة على الحديقة الخلفية للمنزل :
_ مااروعه من منظر .
عاد الامل يداعب فؤداها الحزين عندما اصغت لنبرته الهادئة ، دعت الله في تلك اللحظة ان يمن عليه بالشفاء العاجل .
اغلقت الباب بهدوء وتركته دون ان تنبس ببنت شفة .
اتكئت على الباب المغلق واغمضت عيناها المرهقتين :
_ لن استسلم ياجهاد لن ادع ما اصابك يدمر مابنيناه سويةً ، انت زوجي وحبيبي ولن ادعك تمضي وحيداً وان كان جهدي هذا على حساب عافيتي وانكساري ، لابأس فأنت اهلاً لتضحيتي يامجاهدي الحبيب .
.
#يتبع ..
#ولك_في_انفاسي_سر
#لارواحكم_اكاليل_ورد
#ندى_يعرب
.
🌸 الطريق إلى التوبة 🌸
https://telegram.me/altauba
---------------
https://www.facebook.com/altaubaa