الطريق إلى التوبة
Photo
#طبيب_القلوب
#الحلقة_الاولى
.
✍رويدة الدعمي
.
عنوان الحلقة // أمير الأحلام 💚❤️💚
.
.
كانت الأفكار تجول بخاطرها كما تجول الخراف في المراعي.. تساءلت فدوى بعد أن تعبت من ملاحقة أفكارها :
متى يا خرافي يأتي الراعي لينادي عليك بمزماره فتلتفي حوله وتذهبي إلى حيث حضيرتك.. فتنامي بعد يوم شاق وطويل؟
ثم تخيلت ذلك الراعي وهو يأتي من بعيد ولكن.. لماذا يرتدي ملابس الأمراء..؟!
ضمت رأسها بين طيات الوسادة وهي تقول : لا أعرف ماذا يريد مني هذا الأمير؟
لماذا كلما تخيلت شخصاً معيناً جاءني هو لا غيره!؟
ثم تذكرت ليلة أمس عندما رأت في المنام بأن الباب يطرق ليأتي ساعي البريد يحمل لها رسالة ✉️ كان ساعي البريد هو نفسه الراعي وهو نفسه الأمير!!
استسلمت للنوم فإن غداً سيكون موعد المحكمة التي ستصدر الحكم على والدها.
في الصباح رافقتها مُربيتها ( سُمية) إلى المحكمة فهي في الحقيقة أكثر من كونها مُربية.. إنها أمها الثانية التي احتضنتها بكل عطف وحنان بعد وفاة والدتها منذ عشر سنوات.
جاء القاضي وبدأت المحاكمة.. كان والدها يقف خلف القضبان وهو يستمع للمحامي الذي لم يدخر جهداً في الدفاع عن موكلهِ.
لم تفلح كل الأدلة والحجج التي قدمها المحامي فلقد كانت هناك أدلة أقوى وأتم تدين المتهم، لذلك حكمت المحكمة عليه بالسجن مدى الحياة!!
وقعت فدوى أرضاً .. صارت تبكي وتخدش وجهها بأظافرها وهي تصرخ : مدى الحياة؟! كيف سأعيش بلا أم ولا أب؟ كيف سأواجه الحياة لوحدي يا أبي كيف..كيف؟!! 😭
نظر إليها والدها بعينين دامعتين والسلاسل تحيط بمعصميه، ثم خفض رأسه واتجه محني الظهر إلى سجنه المؤبد .
تسلمت فدوى بلاغاً بإخلاء المنزل لأنه أصبح محجوزا للدولة ، لملمت أغراضها وحاجياتها وساعدتها مربيتها الخالة سمية على ذلك..
قالت لها فدوى بعد نهار شاق :
- سأخلد الآن للنوم فغداً يجب أن أذهب إلى الشقة التي استأجرتها لتوقيع العقد ودفع إيجار الشهر الأول ثم إستلام المفتاح🗝️
قبّلتها سمية في جبهتها وهي تردد : تصبحين على خير حبيبتي.
انتقلت فدوى إلى تلك الشقة الصغيرة وكان الأمر في غاية الصعوبة بالنسبة لها.. فلقد فتحت عينيها الجميلتين على قصر كبير 💒 وحياة مترفة.
دخلت غرفتها الجديدة والبسيطة، استلقت على سريرها وهي تفكر بما ستئول اليه حياتها الجديدة.
نظرت إلى صندوق مجوهراتها 👑💍💎 هل ستكفيها هذه المجوهرات لسد مصاريف العيش طوال هذا السنين؟
لقد تبرأ منها جميع أقاربها بعد أن قام والدها بقتل ابن عمه.. حتى أخوالها تخلوا عنها رغم أنها كل ما بقي لهم من ذكرى أختهم الراحلة..!
في خضم هذه الأفكار السوداء رن هاتفها النقال 📲 انه ليس والدها بالتأكيد 😢 فلقد سحبوا منه هاتفه منذ أول يوم أدخل فيه السجن.. نظرت إلى شاشة الهاتف فإذا به اسم صديقتها بسمة، فتحت الخط وجاءها صوت بسمة مفعم بالفرح والسرور : فدوى حبيبتي هنيئا لك.. لقد ظهرت النتائج وتم قبولك في كلية الطب 🏩
صمتت فدوى ولم تعرف بماذا تجيبها، فلقد أنستها همومها وأحزانها بأنها تنتظر نتيجة القبول للجامعة!
قالت وهي تُخرج الكلمات من فمها بصعوبة : أنت تعلمين أن كلية الطب ليست رغبتي.. هي رغبة الوالد!
أجابت بسمة وما زالت الفرحة بادية على صوتها : ولكن هل هناك عاقل يخبروه بأنه تم قبوله في كلية الطب فيقول بأنها ليست رغبته؟! 😅اتركي ما فات وافتحي صفحة جديدة.. إن السعادة تنتظرك حبيبتي..
قاطعتها فدوى : وأنتِ.. ما هو قبولكِ؟
أجابت بسمة بسرعة البرق : كلية طب الأسنان.. الحمد لله فهذا ما كنت أتمناه.. ☺️
في أول يوم دراسي وصلت فدوى متأخرة عن المحاضرة بعشر دقائق.. كان الأستاذ المحاضر فض 😡وغليظ القلب🖤 فما أن وقعت عيناه عليها وهي تطلب الإذن بالدخول عند باب القاعة حتى هاجمها بالقول : ما زلنا في يومنا الأول يا آنسة! ثم لا تنسي إنك في كلية الطب.. والطب يعني التزام.. التزمي بالوقت وإلا سيكون لي كلام آخر معكِ!
اختنقت فدوى بعبرتها ولم تلق ما تجيبه به غير الدموع، هل حزنها قليل حتى يأتي هذا الأستاذ ليزيدها حزنا فوق حزنها؟
أشار إليها بالجلوس على أحد المقاعد الفارغة، اتجهت وهي خافضة الرأس من شدة ما أصابها من الخجل والحياء.. فلقد أصبح كل من في القاعة ينظر إليها!
اختارت مقعداً بجانب الشباك فلقد أحست بأنها تحتاج إلى هواء أكثر لتستنشقه بعد كل هذه الإهانة..وقد لاحظت أن الشاب الذي جلست بجانبهِ كان مطأطأ الرأس وقد بانت عليه علامات الخجل وكأنه هو الذي استقبل الإهانة من الأستاذ وليست هي!!
.
#يتبع
#الحلقة_الاولى
.
✍رويدة الدعمي
.
عنوان الحلقة // أمير الأحلام 💚❤️💚
.
.
كانت الأفكار تجول بخاطرها كما تجول الخراف في المراعي.. تساءلت فدوى بعد أن تعبت من ملاحقة أفكارها :
متى يا خرافي يأتي الراعي لينادي عليك بمزماره فتلتفي حوله وتذهبي إلى حيث حضيرتك.. فتنامي بعد يوم شاق وطويل؟
ثم تخيلت ذلك الراعي وهو يأتي من بعيد ولكن.. لماذا يرتدي ملابس الأمراء..؟!
ضمت رأسها بين طيات الوسادة وهي تقول : لا أعرف ماذا يريد مني هذا الأمير؟
لماذا كلما تخيلت شخصاً معيناً جاءني هو لا غيره!؟
ثم تذكرت ليلة أمس عندما رأت في المنام بأن الباب يطرق ليأتي ساعي البريد يحمل لها رسالة ✉️ كان ساعي البريد هو نفسه الراعي وهو نفسه الأمير!!
استسلمت للنوم فإن غداً سيكون موعد المحكمة التي ستصدر الحكم على والدها.
في الصباح رافقتها مُربيتها ( سُمية) إلى المحكمة فهي في الحقيقة أكثر من كونها مُربية.. إنها أمها الثانية التي احتضنتها بكل عطف وحنان بعد وفاة والدتها منذ عشر سنوات.
جاء القاضي وبدأت المحاكمة.. كان والدها يقف خلف القضبان وهو يستمع للمحامي الذي لم يدخر جهداً في الدفاع عن موكلهِ.
لم تفلح كل الأدلة والحجج التي قدمها المحامي فلقد كانت هناك أدلة أقوى وأتم تدين المتهم، لذلك حكمت المحكمة عليه بالسجن مدى الحياة!!
وقعت فدوى أرضاً .. صارت تبكي وتخدش وجهها بأظافرها وهي تصرخ : مدى الحياة؟! كيف سأعيش بلا أم ولا أب؟ كيف سأواجه الحياة لوحدي يا أبي كيف..كيف؟!! 😭
نظر إليها والدها بعينين دامعتين والسلاسل تحيط بمعصميه، ثم خفض رأسه واتجه محني الظهر إلى سجنه المؤبد .
تسلمت فدوى بلاغاً بإخلاء المنزل لأنه أصبح محجوزا للدولة ، لملمت أغراضها وحاجياتها وساعدتها مربيتها الخالة سمية على ذلك..
قالت لها فدوى بعد نهار شاق :
- سأخلد الآن للنوم فغداً يجب أن أذهب إلى الشقة التي استأجرتها لتوقيع العقد ودفع إيجار الشهر الأول ثم إستلام المفتاح🗝️
قبّلتها سمية في جبهتها وهي تردد : تصبحين على خير حبيبتي.
انتقلت فدوى إلى تلك الشقة الصغيرة وكان الأمر في غاية الصعوبة بالنسبة لها.. فلقد فتحت عينيها الجميلتين على قصر كبير 💒 وحياة مترفة.
دخلت غرفتها الجديدة والبسيطة، استلقت على سريرها وهي تفكر بما ستئول اليه حياتها الجديدة.
نظرت إلى صندوق مجوهراتها 👑💍💎 هل ستكفيها هذه المجوهرات لسد مصاريف العيش طوال هذا السنين؟
لقد تبرأ منها جميع أقاربها بعد أن قام والدها بقتل ابن عمه.. حتى أخوالها تخلوا عنها رغم أنها كل ما بقي لهم من ذكرى أختهم الراحلة..!
في خضم هذه الأفكار السوداء رن هاتفها النقال 📲 انه ليس والدها بالتأكيد 😢 فلقد سحبوا منه هاتفه منذ أول يوم أدخل فيه السجن.. نظرت إلى شاشة الهاتف فإذا به اسم صديقتها بسمة، فتحت الخط وجاءها صوت بسمة مفعم بالفرح والسرور : فدوى حبيبتي هنيئا لك.. لقد ظهرت النتائج وتم قبولك في كلية الطب 🏩
صمتت فدوى ولم تعرف بماذا تجيبها، فلقد أنستها همومها وأحزانها بأنها تنتظر نتيجة القبول للجامعة!
قالت وهي تُخرج الكلمات من فمها بصعوبة : أنت تعلمين أن كلية الطب ليست رغبتي.. هي رغبة الوالد!
أجابت بسمة وما زالت الفرحة بادية على صوتها : ولكن هل هناك عاقل يخبروه بأنه تم قبوله في كلية الطب فيقول بأنها ليست رغبته؟! 😅اتركي ما فات وافتحي صفحة جديدة.. إن السعادة تنتظرك حبيبتي..
قاطعتها فدوى : وأنتِ.. ما هو قبولكِ؟
أجابت بسمة بسرعة البرق : كلية طب الأسنان.. الحمد لله فهذا ما كنت أتمناه.. ☺️
في أول يوم دراسي وصلت فدوى متأخرة عن المحاضرة بعشر دقائق.. كان الأستاذ المحاضر فض 😡وغليظ القلب🖤 فما أن وقعت عيناه عليها وهي تطلب الإذن بالدخول عند باب القاعة حتى هاجمها بالقول : ما زلنا في يومنا الأول يا آنسة! ثم لا تنسي إنك في كلية الطب.. والطب يعني التزام.. التزمي بالوقت وإلا سيكون لي كلام آخر معكِ!
اختنقت فدوى بعبرتها ولم تلق ما تجيبه به غير الدموع، هل حزنها قليل حتى يأتي هذا الأستاذ ليزيدها حزنا فوق حزنها؟
أشار إليها بالجلوس على أحد المقاعد الفارغة، اتجهت وهي خافضة الرأس من شدة ما أصابها من الخجل والحياء.. فلقد أصبح كل من في القاعة ينظر إليها!
اختارت مقعداً بجانب الشباك فلقد أحست بأنها تحتاج إلى هواء أكثر لتستنشقه بعد كل هذه الإهانة..وقد لاحظت أن الشاب الذي جلست بجانبهِ كان مطأطأ الرأس وقد بانت عليه علامات الخجل وكأنه هو الذي استقبل الإهانة من الأستاذ وليست هي!!
.
#يتبع
#طبيب_القلوب (2)
✍رويدة الدعمي
.
عنوان الحلقة // السعادة المفاجِئة 😍
.
.
طوال فترة المحاضرة التي استغرقت ساعتين كاملتين لم تتوقف فدوى عن البكاء بصمت، لم يشعر بها أحد غير ( شِهاب) ذلك الطالب الذي كان يجلس بجانبها.. وكلما كانت تنزل دمعة كانت تسارع إلى مسحها لئلا يرى الأستاذ دموعها فيعود إلى تأنيبها وإهانتها..
انتهت المحاضرة وخرج الجميع وبقت هي تنظر إلى الشباك منتظرة خروج آخر طالب.. لكنه لم يخرج!
لكن لماذا لم يتحرك من مكانه؟ 😥
هكذا تسائلت مع نفسها، وقبل أن تترك مقعدها جاءها صوته شجياً متزناً :
لا أعرف بالضبط ما هي ظروفك ولماذا كل هذا البكاء ولمدة ساعتين كاملتين!!
إلا إنني أخبرك بأن لدي ثلاث أخوات وستكونين منذ الآن الأخت الرابعة.. إن سمحت بذلك طبعا!
أدارت فدوى برأسها تجاهه فإذا بها تراه خافضا رأسه وهو يتكلم بكل أدب واحترام.. قالت متعجبة من طريقة كلامه : جزاك الله خيرا أخي.. هذا من كرم أخلاقك.
قام شهاب من مكانه وتركها تموج بين أفكارها.. لطالما كانت حزينة وكئيبة، ولكنها الآن وبفضل كلماته الصادقة صارت تشعر بأن الدنيا ما زالت بخير وبأن الحياة ما زالت تحمل بين ثناياها شيئا من الإحسان والجميل💚.
في المحاضرة الثانية كانت حالة فدوى تختلف تماما عن المحاضرة الأولى.. والشيء الوحيد الذي كان يجعل المحاضرتين متشابهتين انها في كلتيهما لم تفهم شيئا!! 😂
ففي المحاضرة الأولى كانت مشاعر الحزن هي المسيطرة وفي الثانية كانت مشاعر السعادة ( التي لا تعلم سببها) هي المسيطرة عليها مما جعلها لا تفهم من كلا الأستاذين أي كلمة!!
في البيت استمرت مشاعر السعادة تلك حتى أن سمية سألتها بتعجب : هل كلية الطب جميلة إلى هذه الدرجة؟ أولم تقولي انك غير راغبة في الذهاب إليها؟ 🤔
فبدأت فدوى بسرد كل شيء لمربيتها التي كانت تستمع إليها بكل اهتمام..
قالت سمية وقد انتقلت إليها عدوى السعادة ☺️:
يحميه الله ويحفظه.. انه شهم فعلا! سيكون هذا الشاب أروع طبيب في المستقبل فهو يداوي الأرواح قبل الأجساد.
تفاجأت فدوى من هذا الوصف.. قالت وقد تورد لون وجهها :
إن وصفك له بهذه الطريقة يا خالة سيجعلني أفكر به أكثر!
ضحكت سمية وهي تربت على كتف فدوى وتقول :
لطالما تمنيت لقلبك❤️ السعادة يا حبيبتي.
أما شهاب فلقد جلس بين أخواته الثلاثة وهو يسرد لهن ما حصل في يومه الجامعي الأول.. وبعد أن أكمل حديثه قالت ختام وهي أجرأهن حديثا رغم أنها أصغرهن عمرا :
- احم احم.. منذ اليوم الأول يا شهاب.. ما هكذا الظن بك يا أخي!
ضربتها مرام- وهي الوسطى - على كتفها بلطف وهي تقول : احترمي أخاك الأكبر يا فتاة..!
ثم التفتت إلى أخيها لتقول له : صحيح يا شهاب لو كنت انتظرت يوما أو يومين يا أخي!! 😂
كان شهاب يوزع ابتسامته بينهن فنظر إلى أكبرهن وكانت تصغره بعامين فقط : وأنت يا نور عيني.. هل رأيك مثل رأيهن..؟
قالت سهام : لا يا أخي أنا لا أسيء الظن بك أبدا.. حتما انك عندما قلت لها بأنها ستكون أختك الرابعة كنت تقصد ما تقوله ولم تقصد شيئا آخر.. لا عليك بما تفوهتا به .
ادارت بوجهها نحوهما وهي ترمقهما بنظرات حادة وتقول :
توقفا عن الثرثرة✋ إن بعض الظن إثم.. هذا ما علمنا إياه ديننا الحنيف.
في الصباح وبينما كانت فدوى مع بقية الطلاب ينتظرون قدوم الأستاذ استغلت الفرصة لتشكر شهاب على أخلاقه العالية ولطفه في التعامل معها، قالت بارتباك :
لا أعرف كيف أشكرك على لطفك معي يوم أمس.. لقد كانت حالتي النفسية متعبة جدا. 💔
قال شهاب وهو يعبث بالأوراق التي بيده : لا شكر على واجب أخيتي..
قاطعته فدوى قائلة : أنا البنت الوحيدة وليس لي أخ أو أخت.. كما أنه ليس لي أب ولا أم.
رفع شهاب رأسه وقد نظر إليها بتعجب وهو يقول : ولكن مع من تعيشين؟
قالت وقد لاحت دمعة في عينها : مع مربيتي .. إنها انسانة طيبة لم تتركني منذ وفاة والدتي.
قال شهاب متأثرا : رحم الله والدتك.. وهل أباك على قيد الحياة؟
تلعثمت فدوى قليلا فما كانت تتوقع أن يصل الحديث إلى هذه النقطة الحساسة.. 😱
قالت بعد تردد : أبي.. أبي.. إنه مُسافِر ✈️
ثم تنفست الصعداء😌 بعد أن وجدت لنفسها مخرجا مما كانت فيه من مأزق.
في المنزل أنّبتها سمية كثيراً على ما قامت به من سلوك خاطئ
قائلة لها : سيأتي يوم ويعرف ذلك الشاب الحقيقة.. حينها ماذا سيكون موقفك؟ 🤔
قالت وهي تحاول إخفاء ارتباكها : وماذا يهمني إن عرف..!
اصلاً أنا سأبتعد عنه قدر الإمكان.. صحيح أنني بحاجة إلى الكثير من عطفه وحنانه💚 لكني لا أستحق ما يغدقني به من اهتمام.. فما أنا بالنهاية إلا ابنة رجل مجرم 😔
وقبل أن تفضحها دموعها أسرعت إلى الغرفة وأغلقت الباب خلفها ثم رمت بنفسها على السرير باكية ناحبة حتى استسلمت للنوم.
لم تنفذ فدوى ما أخبرت به مربيتها من أنها ستبتعد عن هذا الشاب قدر الإمكان بل فعلت العكس من ذلك تماما!!
ففي ظهيرة اليوم التالي وبينما كانت تتمشى مع بقية زميلاتها في حديقة الجامعة لمحت شهاب يدخل إلى المصلى 🕌 وبحجة
✍رويدة الدعمي
.
عنوان الحلقة // السعادة المفاجِئة 😍
.
.
طوال فترة المحاضرة التي استغرقت ساعتين كاملتين لم تتوقف فدوى عن البكاء بصمت، لم يشعر بها أحد غير ( شِهاب) ذلك الطالب الذي كان يجلس بجانبها.. وكلما كانت تنزل دمعة كانت تسارع إلى مسحها لئلا يرى الأستاذ دموعها فيعود إلى تأنيبها وإهانتها..
انتهت المحاضرة وخرج الجميع وبقت هي تنظر إلى الشباك منتظرة خروج آخر طالب.. لكنه لم يخرج!
لكن لماذا لم يتحرك من مكانه؟ 😥
هكذا تسائلت مع نفسها، وقبل أن تترك مقعدها جاءها صوته شجياً متزناً :
لا أعرف بالضبط ما هي ظروفك ولماذا كل هذا البكاء ولمدة ساعتين كاملتين!!
إلا إنني أخبرك بأن لدي ثلاث أخوات وستكونين منذ الآن الأخت الرابعة.. إن سمحت بذلك طبعا!
أدارت فدوى برأسها تجاهه فإذا بها تراه خافضا رأسه وهو يتكلم بكل أدب واحترام.. قالت متعجبة من طريقة كلامه : جزاك الله خيرا أخي.. هذا من كرم أخلاقك.
قام شهاب من مكانه وتركها تموج بين أفكارها.. لطالما كانت حزينة وكئيبة، ولكنها الآن وبفضل كلماته الصادقة صارت تشعر بأن الدنيا ما زالت بخير وبأن الحياة ما زالت تحمل بين ثناياها شيئا من الإحسان والجميل💚.
في المحاضرة الثانية كانت حالة فدوى تختلف تماما عن المحاضرة الأولى.. والشيء الوحيد الذي كان يجعل المحاضرتين متشابهتين انها في كلتيهما لم تفهم شيئا!! 😂
ففي المحاضرة الأولى كانت مشاعر الحزن هي المسيطرة وفي الثانية كانت مشاعر السعادة ( التي لا تعلم سببها) هي المسيطرة عليها مما جعلها لا تفهم من كلا الأستاذين أي كلمة!!
في البيت استمرت مشاعر السعادة تلك حتى أن سمية سألتها بتعجب : هل كلية الطب جميلة إلى هذه الدرجة؟ أولم تقولي انك غير راغبة في الذهاب إليها؟ 🤔
فبدأت فدوى بسرد كل شيء لمربيتها التي كانت تستمع إليها بكل اهتمام..
قالت سمية وقد انتقلت إليها عدوى السعادة ☺️:
يحميه الله ويحفظه.. انه شهم فعلا! سيكون هذا الشاب أروع طبيب في المستقبل فهو يداوي الأرواح قبل الأجساد.
تفاجأت فدوى من هذا الوصف.. قالت وقد تورد لون وجهها :
إن وصفك له بهذه الطريقة يا خالة سيجعلني أفكر به أكثر!
ضحكت سمية وهي تربت على كتف فدوى وتقول :
لطالما تمنيت لقلبك❤️ السعادة يا حبيبتي.
أما شهاب فلقد جلس بين أخواته الثلاثة وهو يسرد لهن ما حصل في يومه الجامعي الأول.. وبعد أن أكمل حديثه قالت ختام وهي أجرأهن حديثا رغم أنها أصغرهن عمرا :
- احم احم.. منذ اليوم الأول يا شهاب.. ما هكذا الظن بك يا أخي!
ضربتها مرام- وهي الوسطى - على كتفها بلطف وهي تقول : احترمي أخاك الأكبر يا فتاة..!
ثم التفتت إلى أخيها لتقول له : صحيح يا شهاب لو كنت انتظرت يوما أو يومين يا أخي!! 😂
كان شهاب يوزع ابتسامته بينهن فنظر إلى أكبرهن وكانت تصغره بعامين فقط : وأنت يا نور عيني.. هل رأيك مثل رأيهن..؟
قالت سهام : لا يا أخي أنا لا أسيء الظن بك أبدا.. حتما انك عندما قلت لها بأنها ستكون أختك الرابعة كنت تقصد ما تقوله ولم تقصد شيئا آخر.. لا عليك بما تفوهتا به .
ادارت بوجهها نحوهما وهي ترمقهما بنظرات حادة وتقول :
توقفا عن الثرثرة✋ إن بعض الظن إثم.. هذا ما علمنا إياه ديننا الحنيف.
في الصباح وبينما كانت فدوى مع بقية الطلاب ينتظرون قدوم الأستاذ استغلت الفرصة لتشكر شهاب على أخلاقه العالية ولطفه في التعامل معها، قالت بارتباك :
لا أعرف كيف أشكرك على لطفك معي يوم أمس.. لقد كانت حالتي النفسية متعبة جدا. 💔
قال شهاب وهو يعبث بالأوراق التي بيده : لا شكر على واجب أخيتي..
قاطعته فدوى قائلة : أنا البنت الوحيدة وليس لي أخ أو أخت.. كما أنه ليس لي أب ولا أم.
رفع شهاب رأسه وقد نظر إليها بتعجب وهو يقول : ولكن مع من تعيشين؟
قالت وقد لاحت دمعة في عينها : مع مربيتي .. إنها انسانة طيبة لم تتركني منذ وفاة والدتي.
قال شهاب متأثرا : رحم الله والدتك.. وهل أباك على قيد الحياة؟
تلعثمت فدوى قليلا فما كانت تتوقع أن يصل الحديث إلى هذه النقطة الحساسة.. 😱
قالت بعد تردد : أبي.. أبي.. إنه مُسافِر ✈️
ثم تنفست الصعداء😌 بعد أن وجدت لنفسها مخرجا مما كانت فيه من مأزق.
في المنزل أنّبتها سمية كثيراً على ما قامت به من سلوك خاطئ
قائلة لها : سيأتي يوم ويعرف ذلك الشاب الحقيقة.. حينها ماذا سيكون موقفك؟ 🤔
قالت وهي تحاول إخفاء ارتباكها : وماذا يهمني إن عرف..!
اصلاً أنا سأبتعد عنه قدر الإمكان.. صحيح أنني بحاجة إلى الكثير من عطفه وحنانه💚 لكني لا أستحق ما يغدقني به من اهتمام.. فما أنا بالنهاية إلا ابنة رجل مجرم 😔
وقبل أن تفضحها دموعها أسرعت إلى الغرفة وأغلقت الباب خلفها ثم رمت بنفسها على السرير باكية ناحبة حتى استسلمت للنوم.
لم تنفذ فدوى ما أخبرت به مربيتها من أنها ستبتعد عن هذا الشاب قدر الإمكان بل فعلت العكس من ذلك تماما!!
ففي ظهيرة اليوم التالي وبينما كانت تتمشى مع بقية زميلاتها في حديقة الجامعة لمحت شهاب يدخل إلى المصلى 🕌 وبحجة
الطريق إلى التوبة
Photo
#طبيب_القلوب ( 3)
✍ رويدة الدعمي
عنوان الحلقة // لن أبق في كلية الطب!! 😭💔
.
وقفت عند باب المصلى 🕌 ورأته مستغرقاً في الصلاة بكل خشوع، ضلت واقفة تراقبه حتى أكمل صلاته.. وقبل أن يلتفت شهاب إلى وجودها أسرعت بالعودة إلى حيث زميلاتها.
وفي المساء وبينما كانت تحتسي كوباً من الشاي ☕ وهي تتسامر مع سمية قالت فدوى بشيء من الحزن : لماذا لم ترشديني إلى الصلاة عندما كنت طفلة يا خالة؟ .. لو انك علمتِني إياها منذ الصغر لما استصعبت القيام بها الآن..!!
أكملت وفي صدرها غصة : عندما شاهدت الطمأنينة والسكينة التي بانت على شهاب اليوم وهو يصلي تساءلت مع نفسي : لماذا أحرم نفسي من هذا الموقف الرائع بين يدي الله؟!
تفاجأت سمية من هذا المنطق الجديد لفدوى، قالت والفرحة تكاد تطير بها🕊️ : ما أسعدني بك يا زهرتي الجميلة🌸.. صدقيني كانت هذه أمنيتي لكن.. 😔
لكن ماذا يا خالتي؟ هكذا تساءلت فدوى بِحُرقة.
أجابت سمية بصعوبة : إن أباك سامحه الله كان يهددني دائما أن لا أعلمك شيئا من ديننا الحنيف.
أكملت والدموع تغمر مقلتيها : لقد هددني إن تكلمت معك عن الدين وتعاليم الله تعالى فإنه سيطردني.
تساءلت فدوى بدهشة : ألهذه الدرجة كان أبي حاقداً على الدين؟
أجابتها سمية بألم : نعم للأسف الشديد.. لقد كانت أكثر خلافاته مع والدتك رحمها الله بهذا الخصوص.. كان يحاول اجبارها على خلع الحجاب ووضع المكياج وترك الصلاة والصيام ويحاول إجبارها على الاستماع للغناء لكنها كانت ترفض كل هذا بشدة.
قالت فدوى بألم : نعم اتذكر بعض من تلك المواقف.. إنها مازالت عالقة بمخيلتي رغم أنني كنت ما أزال صغيرة.
قالت سمية وهي تمسك بيد فدوى : هل تعرفين لماذا لم يجبركِ على خلع الحجاب عندما قررتي ارتدائه؟
تسائلت فدوى بذهول : لماذا؟
أجابت سمية وهي تمسح على يد صغيرتها : لأن هذه كانت وصية والدتك، أن لا يمنعك من ارتداء الحجاب وأداء الصلاة والصيام كما كان يحاول معها .
لقد التزم بوصيتها ظاهراً لكنه في الوقت نفسه صار يهددني بالطرد من المنزل أن حاولت أن أقربك للدين.. أتذكر انه في آخر مرة هددني فيها قال لي عبارة جرحتني كثيرا.. 💘
- ماذا قال يا خالة؟ أقسم عليك بروح امي ان تخبريني.
- لقد قال لي انه يتمنى طردي في كل لحظة لولا أن المرحومة كانت أوصته بإبقائي للاعتناء بك.
- ولكن لماذا يتمنى طردك ؟ 😱
- لأنه يكره ( المتدينين) على حد تعبيره.
قالت فدوى وكأنها تنظر إلى الأفق البعيد :
- سبحان الله.. لقد عرفت الآن الحكمة مما جرى له، لقد أدخله الله إلى السجن ليبعدني عنه.. ويقربني إلى ديني.
اتجهت فدوى لتتوضأ وهي تقول : تعالي يا خالتي وعلميني كيف اتوضأ وأصلي.. سأكون كما أرادت لي والدتي أن أكون.
💚❤️💚
مضت الأيام وفدوى تحاول أن ترضى بنصيبها في هذه الكلية.. كانت تحاول بشتى الطرق أن تقتنع بأنها ستكون طبيبة جيدة في المستقبل..
إلى أن جاء اليوم الذي خابت فيه آمالها من جديد، وذلك عندما إصيبت مربيتها بوعكة صحية 🤒 نقلتها على إثرها إلى المشفى 🏥 ولما كانت سمية مصابة بمرض السكري وكذلك ضغط الدم المرتفع فلقد أضرت تلك الوعكة على صحتها كثيراً وارتبكت فدوى أيما ارتباك، قالت وهي تمسك بيد سمية وتبكي بألم : ارجوكِ يا خالة كوني قوية.. فليس لي أحد في هذه الدنيا سواك!
جاءت الطبيبة ونظرت إلى حال سمية، وقبل أن تقوم بأي فحص أشارت إلى الممرضة بالقول : اعطيها كمية من الأوكسجين انها تعاني من ضيق في التنفس.
تركتها لتنتقل إلى مريضة أخرى، نادت عليها فدوى لتخبرها بأن سمية تعاني ومنذ ابد طويل من الضغط والسكري لكن الطبيبة نظرت لفدوى من وراء النظارة الطبية 👓 شزراً ثم تركتها وابتعدت.
قالت للممرضة بعد أن صدمها موقف الطبيبة : أن خالتي تعاني من الضغط والسكري رجاءاً اعملوا اي شيء لإنقاذها..
قالت الممرضة وهي تضع جهاز الأوكسجين على وجه سميه : اسمعي يا هذه.. لا تعلمينا كيف نقوم بواجبنا.
جلست فدوى على المقعد القريب من سرير خالتها، سالت دموعها على خديها ثم أمسكت بيد سمية وهي تقول : هل عرفتي الآن لماذا لا أحب كلية الطب؟ هل عرفتي يا خالتي لماذا لا أريد أن أكون طبيبة.. حتى هذه الممرضة التي يصفوها بأنها ملاك الرحمة.. انظري إلى تصرفاتها؟!
في صباح اليوم التالي ذهبت فدوى إلى عمادة الكلية وقدمت طلبا ليتم تحويلها إلى كلية الهندسة، دخلت قاعة المحاضرات وكان الأستاذ المحاضر هو نفسه ( الأستاذ شادي) الذي أهانها أمام الطلبة في يومها الدراسي الأول..
طرقت الباب ولما رآها قال بأعلى صوته : متى تتعلمين الالتزام بالوقت يا آنسة ؟هذه المرة الثانية وعلى التوالي 😠
نظرت إليه فدوى وهي تقول بكل أدب : كنت عند عمادة الكلية يا أستاذ، قدمت طلب نقلي إلى كلية الهندسة.. سوف لن تراني مجددا.. أعدك بذلك.
تفاجأ الطلاب والطالبات من كلامها، أما الأستاذ فلم تهتز منه شعرة، قال وهو يشير إليها بالدخول :
- هذا أفضل شيء تفعلينه .. فالطبيب يجب أن يكون ملتزما بمواعيده ⌚
وما أن جلست على المقعد
✍ رويدة الدعمي
عنوان الحلقة // لن أبق في كلية الطب!! 😭💔
.
وقفت عند باب المصلى 🕌 ورأته مستغرقاً في الصلاة بكل خشوع، ضلت واقفة تراقبه حتى أكمل صلاته.. وقبل أن يلتفت شهاب إلى وجودها أسرعت بالعودة إلى حيث زميلاتها.
وفي المساء وبينما كانت تحتسي كوباً من الشاي ☕ وهي تتسامر مع سمية قالت فدوى بشيء من الحزن : لماذا لم ترشديني إلى الصلاة عندما كنت طفلة يا خالة؟ .. لو انك علمتِني إياها منذ الصغر لما استصعبت القيام بها الآن..!!
أكملت وفي صدرها غصة : عندما شاهدت الطمأنينة والسكينة التي بانت على شهاب اليوم وهو يصلي تساءلت مع نفسي : لماذا أحرم نفسي من هذا الموقف الرائع بين يدي الله؟!
تفاجأت سمية من هذا المنطق الجديد لفدوى، قالت والفرحة تكاد تطير بها🕊️ : ما أسعدني بك يا زهرتي الجميلة🌸.. صدقيني كانت هذه أمنيتي لكن.. 😔
لكن ماذا يا خالتي؟ هكذا تساءلت فدوى بِحُرقة.
أجابت سمية بصعوبة : إن أباك سامحه الله كان يهددني دائما أن لا أعلمك شيئا من ديننا الحنيف.
أكملت والدموع تغمر مقلتيها : لقد هددني إن تكلمت معك عن الدين وتعاليم الله تعالى فإنه سيطردني.
تساءلت فدوى بدهشة : ألهذه الدرجة كان أبي حاقداً على الدين؟
أجابتها سمية بألم : نعم للأسف الشديد.. لقد كانت أكثر خلافاته مع والدتك رحمها الله بهذا الخصوص.. كان يحاول اجبارها على خلع الحجاب ووضع المكياج وترك الصلاة والصيام ويحاول إجبارها على الاستماع للغناء لكنها كانت ترفض كل هذا بشدة.
قالت فدوى بألم : نعم اتذكر بعض من تلك المواقف.. إنها مازالت عالقة بمخيلتي رغم أنني كنت ما أزال صغيرة.
قالت سمية وهي تمسك بيد فدوى : هل تعرفين لماذا لم يجبركِ على خلع الحجاب عندما قررتي ارتدائه؟
تسائلت فدوى بذهول : لماذا؟
أجابت سمية وهي تمسح على يد صغيرتها : لأن هذه كانت وصية والدتك، أن لا يمنعك من ارتداء الحجاب وأداء الصلاة والصيام كما كان يحاول معها .
لقد التزم بوصيتها ظاهراً لكنه في الوقت نفسه صار يهددني بالطرد من المنزل أن حاولت أن أقربك للدين.. أتذكر انه في آخر مرة هددني فيها قال لي عبارة جرحتني كثيرا.. 💘
- ماذا قال يا خالة؟ أقسم عليك بروح امي ان تخبريني.
- لقد قال لي انه يتمنى طردي في كل لحظة لولا أن المرحومة كانت أوصته بإبقائي للاعتناء بك.
- ولكن لماذا يتمنى طردك ؟ 😱
- لأنه يكره ( المتدينين) على حد تعبيره.
قالت فدوى وكأنها تنظر إلى الأفق البعيد :
- سبحان الله.. لقد عرفت الآن الحكمة مما جرى له، لقد أدخله الله إلى السجن ليبعدني عنه.. ويقربني إلى ديني.
اتجهت فدوى لتتوضأ وهي تقول : تعالي يا خالتي وعلميني كيف اتوضأ وأصلي.. سأكون كما أرادت لي والدتي أن أكون.
💚❤️💚
مضت الأيام وفدوى تحاول أن ترضى بنصيبها في هذه الكلية.. كانت تحاول بشتى الطرق أن تقتنع بأنها ستكون طبيبة جيدة في المستقبل..
إلى أن جاء اليوم الذي خابت فيه آمالها من جديد، وذلك عندما إصيبت مربيتها بوعكة صحية 🤒 نقلتها على إثرها إلى المشفى 🏥 ولما كانت سمية مصابة بمرض السكري وكذلك ضغط الدم المرتفع فلقد أضرت تلك الوعكة على صحتها كثيراً وارتبكت فدوى أيما ارتباك، قالت وهي تمسك بيد سمية وتبكي بألم : ارجوكِ يا خالة كوني قوية.. فليس لي أحد في هذه الدنيا سواك!
جاءت الطبيبة ونظرت إلى حال سمية، وقبل أن تقوم بأي فحص أشارت إلى الممرضة بالقول : اعطيها كمية من الأوكسجين انها تعاني من ضيق في التنفس.
تركتها لتنتقل إلى مريضة أخرى، نادت عليها فدوى لتخبرها بأن سمية تعاني ومنذ ابد طويل من الضغط والسكري لكن الطبيبة نظرت لفدوى من وراء النظارة الطبية 👓 شزراً ثم تركتها وابتعدت.
قالت للممرضة بعد أن صدمها موقف الطبيبة : أن خالتي تعاني من الضغط والسكري رجاءاً اعملوا اي شيء لإنقاذها..
قالت الممرضة وهي تضع جهاز الأوكسجين على وجه سميه : اسمعي يا هذه.. لا تعلمينا كيف نقوم بواجبنا.
جلست فدوى على المقعد القريب من سرير خالتها، سالت دموعها على خديها ثم أمسكت بيد سمية وهي تقول : هل عرفتي الآن لماذا لا أحب كلية الطب؟ هل عرفتي يا خالتي لماذا لا أريد أن أكون طبيبة.. حتى هذه الممرضة التي يصفوها بأنها ملاك الرحمة.. انظري إلى تصرفاتها؟!
في صباح اليوم التالي ذهبت فدوى إلى عمادة الكلية وقدمت طلبا ليتم تحويلها إلى كلية الهندسة، دخلت قاعة المحاضرات وكان الأستاذ المحاضر هو نفسه ( الأستاذ شادي) الذي أهانها أمام الطلبة في يومها الدراسي الأول..
طرقت الباب ولما رآها قال بأعلى صوته : متى تتعلمين الالتزام بالوقت يا آنسة ؟هذه المرة الثانية وعلى التوالي 😠
نظرت إليه فدوى وهي تقول بكل أدب : كنت عند عمادة الكلية يا أستاذ، قدمت طلب نقلي إلى كلية الهندسة.. سوف لن تراني مجددا.. أعدك بذلك.
تفاجأ الطلاب والطالبات من كلامها، أما الأستاذ فلم تهتز منه شعرة، قال وهو يشير إليها بالدخول :
- هذا أفضل شيء تفعلينه .. فالطبيب يجب أن يكون ملتزما بمواعيده ⌚
وما أن جلست على المقعد
#طبيب_القلوب ( 4)
✍ رويدة الدعمي
عنوان الحلقة 🍃 الحياة مدرسة.. يا فدوى!!
استأذنت من زميلاتها واتجهت نحوه بكل أدب..
- تفضل اخ شهاب.. هل من خدمة؟
- لا أعرف ماذا أقول.. لكن هل أنتِ جادة بقراركِ هذا؟
- نعم يا شهاب.. لقد قدمت الطلب وأنتظر الآن الموافقة، علما اني ذهبت في البدء إلى كلية الهندسة وحصلت على الموافقة بقبولي فيها ولن تبقَ إلا موافقة عميد كلية الطب.
- ولكن هل لي أن أعرف السبب؟
- القصة طويلة.. ولا أريد أن أصدع رأسك بها.
جلس على احد المقاعد المنتشرة في الحديقة وأشار إليها للجلوس وهو يقول : تحدثي ارجوكِ.. لعلي أستطيع مساعدتكِ.
قالت فدوى وهي تحاول أن تكون متماسكة : لقد كرهت هذه المهنة منذ وفاة والدتي عندما كان الأطباء لا يعاملونها كما يجب.. كانت تتألم أمامهم وتتلوى وفي بعض الأحيان تصرخ بأعلى صوتها من شدة الوجع لكنهم ينظرون إليها وكأن شيئاً لم يكن.. كنت بجانب مُربيتي حينما قامت بسؤال الدكتور عن حالة والدتي فسألها : وما هي قرابتك منها؟
قالت له في حينها انها أمها وأشارت إلي بالقول : وهذه ابنتها . نظر إليَّ الطبيب وكنتُ غارقة بدموعي ثم قال :
المرض منتشر في كل جسمها.. وليس هناك أي أمل في شفاءها!
صدمتُ من فوري 😱 ووقعت أرضاً مغشياً عليّ ولم أفق إلا بعد يومين من شدة الصدمة.
لم تستطع فدوى إكمال حديثها.. لقد خنقتها العبرة، اخرج شهاب منديلاً من جيبهِ وهو يقول : إمسحي دموعكِ ارجوكِ.
أخذت فدوى المنديل بيدين مرتجفتين وهي تقول :
لقد كان قاسي القلب جدا 🖤 بل وكأنه بلا قلب اصلا.. حتى الممرضات في حينها لم يقمن بالواجب رغم أن المجتمع يطلق عليهن لقب ( ملائكة الرحمة)!! 😇
كرهت مهنة الطب والتمريض، وقررت أن أمتهن اي مهنة إلا هاتين المهنتين!
لكن ابي أصر على أن أتقدم لكلية الطب بعد أن رأى معدلي عال جدا.. لم أشأ مخالفته ، خاصة أنه من الذين تصعب مخالفتهم ويصعب إقناعهم برأي غير رأيهم.
دخلت هذه الكلية رغماً عني 😞 وتذكر كيف قضيت المحاضرة الأولى وسط دموعي وحزني الشديد.
قال شهاب متسائلا : ولكنني ظننت انكِ بكيتِ بسبب إهانة الأستاذ لك ببعض الكلمات الجارحة ❣️
- نعم هذا كان أحد أسباب دموعي لكن السبب الحقيقي أنني كنت غير راغبة بالدخول لهذه الكلية على الإطلاق!
- ولكنكِ بعد تلك المحاضرة كنتِ طبيعية جداً ، حتى اني أجد علاقتكِ بباقي الزميلات علاقة جميلة ومتينة رغم أننا ما زلنا في الشهر الأول!
- نعم صحيح.. ولكن الموقف الذي مررتُ به يوم أمس في المشفى حينما أخذتُ مُربيتي الى هناك جعلني أعزم على ترك كلية الطب.. قسوة الطبيبة وإهمالها المتعمد لحالة خالتي رغم أنني أخبرتها انها مصابة بداء السكري وضغط الدم المرتفع، وكذلك الكلام الجارح للممرضة جعلني استرجع ذكرياتي مع أمي في المشفى في أيامها الأخيرة.. لهذا عادت إلي مشاعر الكراهية والبغض لهذه المهنة.
- لكن اتعرفين يا فدوى بأن هذه المهنة أشرف وأقدس المهن على الإطلاق؟ هل تعرفين ماذا يعني أن تنقذي أرواح البشر؟
- لكني لم ألتقِ بطبيب يحمل هذه الإنسانية التي تتحدث عنها!
- أما أنا فلقد التقيت بهذا الطبيب صدقيني.. لقد أشرف على حالة والدي.. اتصدقين انه ما أن علم بأننا لا نملك من حطام الدنيا شيء حتى قرر أن يعالج والدي بدون اي مقابل..؟!
أتذكر انه يومها قال لي : متى ما ساءت حالته اتصل بي فوراً حتى لو كان ذلك بعد منتصف الليل!
وفعلاً فلقد ساءت حالة والدي واتصلت بهاتفهِ الشخصي 📲وحينها كان نائماً لكنهُ ما أن سمع بحالة ابي حتى كان عندنا بعد نصف ساعة فقط!
قالت فدوى : وهل كان يعالج والدكَ بالمجان؟
هز شهاب رأسه قائلا : نعم أقسم بالله على ذلك.
ثم أردف محاولاً ثني فدوى عن قرارها الأخير :
- اسمعي يا أختاه.. لا تحكمي على جميع البشر من موقف أو موقفين.. ان هذه الحياة مدرسة 🏫 وكما أن المدرسة فيها الطلاب الجيدين والطلاب السيئين، وكما أن فيها المعلمين الجيدين والمعلمين غير الجيدين فالحياة أيضا فيها أنواع البشر رغم انهم يمتهنون نفس المهن لكن طباعهم وأخلاقهم تختلف ! فلا يمكن أن نحكم عليهم بهذه الطريقة.. ولقد شبهتها بالمدرسة أيضا لكوننا في المدرسة نتعلم الكثير وكذلك في الحياة المواقف المختلفة تعلمنا الكثير وكل يوم يتغير شيء في أذهاننا نحو الأفضل..
قاطعته فدوى : ولكن يا شهاب ألا ترى أن الأعم الأغلب من الأطباء والطبيبات في بلدنا كما وصفتهم أنا..؟!
قال وهو يحاول اقناعها بكل ثقة :
- حتما إن ظروف البلاد السيئة وكثرة المرضى يؤثر سلبا على نفسية الأطباء وكذلك الممرضين.. فالظروف الصحية لبلادنا غير مشجعة على الإطلاق، وعدد المرضى في ازدياد نتيجة سوء الأوضاع للأسف الشديد.
- ولكن لماذا نرى أخلاقهم عالية في عياداتهم الخاصة؟!
يبقى شهاب صامتا وتكمل فدوى بكل حماس كمن انتصر في المعركة : حسنا.. أنا سأخبرك لماذا! في عياداتهم كل مريض يدخل يعني أن الوارد 💰 ازداد اليوم، اما في المشفى فسواء كان مريض واحد أو ألف فإنه سيستلم نفس المرتب💵 في
✍ رويدة الدعمي
عنوان الحلقة 🍃 الحياة مدرسة.. يا فدوى!!
استأذنت من زميلاتها واتجهت نحوه بكل أدب..
- تفضل اخ شهاب.. هل من خدمة؟
- لا أعرف ماذا أقول.. لكن هل أنتِ جادة بقراركِ هذا؟
- نعم يا شهاب.. لقد قدمت الطلب وأنتظر الآن الموافقة، علما اني ذهبت في البدء إلى كلية الهندسة وحصلت على الموافقة بقبولي فيها ولن تبقَ إلا موافقة عميد كلية الطب.
- ولكن هل لي أن أعرف السبب؟
- القصة طويلة.. ولا أريد أن أصدع رأسك بها.
جلس على احد المقاعد المنتشرة في الحديقة وأشار إليها للجلوس وهو يقول : تحدثي ارجوكِ.. لعلي أستطيع مساعدتكِ.
قالت فدوى وهي تحاول أن تكون متماسكة : لقد كرهت هذه المهنة منذ وفاة والدتي عندما كان الأطباء لا يعاملونها كما يجب.. كانت تتألم أمامهم وتتلوى وفي بعض الأحيان تصرخ بأعلى صوتها من شدة الوجع لكنهم ينظرون إليها وكأن شيئاً لم يكن.. كنت بجانب مُربيتي حينما قامت بسؤال الدكتور عن حالة والدتي فسألها : وما هي قرابتك منها؟
قالت له في حينها انها أمها وأشارت إلي بالقول : وهذه ابنتها . نظر إليَّ الطبيب وكنتُ غارقة بدموعي ثم قال :
المرض منتشر في كل جسمها.. وليس هناك أي أمل في شفاءها!
صدمتُ من فوري 😱 ووقعت أرضاً مغشياً عليّ ولم أفق إلا بعد يومين من شدة الصدمة.
لم تستطع فدوى إكمال حديثها.. لقد خنقتها العبرة، اخرج شهاب منديلاً من جيبهِ وهو يقول : إمسحي دموعكِ ارجوكِ.
أخذت فدوى المنديل بيدين مرتجفتين وهي تقول :
لقد كان قاسي القلب جدا 🖤 بل وكأنه بلا قلب اصلا.. حتى الممرضات في حينها لم يقمن بالواجب رغم أن المجتمع يطلق عليهن لقب ( ملائكة الرحمة)!! 😇
كرهت مهنة الطب والتمريض، وقررت أن أمتهن اي مهنة إلا هاتين المهنتين!
لكن ابي أصر على أن أتقدم لكلية الطب بعد أن رأى معدلي عال جدا.. لم أشأ مخالفته ، خاصة أنه من الذين تصعب مخالفتهم ويصعب إقناعهم برأي غير رأيهم.
دخلت هذه الكلية رغماً عني 😞 وتذكر كيف قضيت المحاضرة الأولى وسط دموعي وحزني الشديد.
قال شهاب متسائلا : ولكنني ظننت انكِ بكيتِ بسبب إهانة الأستاذ لك ببعض الكلمات الجارحة ❣️
- نعم هذا كان أحد أسباب دموعي لكن السبب الحقيقي أنني كنت غير راغبة بالدخول لهذه الكلية على الإطلاق!
- ولكنكِ بعد تلك المحاضرة كنتِ طبيعية جداً ، حتى اني أجد علاقتكِ بباقي الزميلات علاقة جميلة ومتينة رغم أننا ما زلنا في الشهر الأول!
- نعم صحيح.. ولكن الموقف الذي مررتُ به يوم أمس في المشفى حينما أخذتُ مُربيتي الى هناك جعلني أعزم على ترك كلية الطب.. قسوة الطبيبة وإهمالها المتعمد لحالة خالتي رغم أنني أخبرتها انها مصابة بداء السكري وضغط الدم المرتفع، وكذلك الكلام الجارح للممرضة جعلني استرجع ذكرياتي مع أمي في المشفى في أيامها الأخيرة.. لهذا عادت إلي مشاعر الكراهية والبغض لهذه المهنة.
- لكن اتعرفين يا فدوى بأن هذه المهنة أشرف وأقدس المهن على الإطلاق؟ هل تعرفين ماذا يعني أن تنقذي أرواح البشر؟
- لكني لم ألتقِ بطبيب يحمل هذه الإنسانية التي تتحدث عنها!
- أما أنا فلقد التقيت بهذا الطبيب صدقيني.. لقد أشرف على حالة والدي.. اتصدقين انه ما أن علم بأننا لا نملك من حطام الدنيا شيء حتى قرر أن يعالج والدي بدون اي مقابل..؟!
أتذكر انه يومها قال لي : متى ما ساءت حالته اتصل بي فوراً حتى لو كان ذلك بعد منتصف الليل!
وفعلاً فلقد ساءت حالة والدي واتصلت بهاتفهِ الشخصي 📲وحينها كان نائماً لكنهُ ما أن سمع بحالة ابي حتى كان عندنا بعد نصف ساعة فقط!
قالت فدوى : وهل كان يعالج والدكَ بالمجان؟
هز شهاب رأسه قائلا : نعم أقسم بالله على ذلك.
ثم أردف محاولاً ثني فدوى عن قرارها الأخير :
- اسمعي يا أختاه.. لا تحكمي على جميع البشر من موقف أو موقفين.. ان هذه الحياة مدرسة 🏫 وكما أن المدرسة فيها الطلاب الجيدين والطلاب السيئين، وكما أن فيها المعلمين الجيدين والمعلمين غير الجيدين فالحياة أيضا فيها أنواع البشر رغم انهم يمتهنون نفس المهن لكن طباعهم وأخلاقهم تختلف ! فلا يمكن أن نحكم عليهم بهذه الطريقة.. ولقد شبهتها بالمدرسة أيضا لكوننا في المدرسة نتعلم الكثير وكذلك في الحياة المواقف المختلفة تعلمنا الكثير وكل يوم يتغير شيء في أذهاننا نحو الأفضل..
قاطعته فدوى : ولكن يا شهاب ألا ترى أن الأعم الأغلب من الأطباء والطبيبات في بلدنا كما وصفتهم أنا..؟!
قال وهو يحاول اقناعها بكل ثقة :
- حتما إن ظروف البلاد السيئة وكثرة المرضى يؤثر سلبا على نفسية الأطباء وكذلك الممرضين.. فالظروف الصحية لبلادنا غير مشجعة على الإطلاق، وعدد المرضى في ازدياد نتيجة سوء الأوضاع للأسف الشديد.
- ولكن لماذا نرى أخلاقهم عالية في عياداتهم الخاصة؟!
يبقى شهاب صامتا وتكمل فدوى بكل حماس كمن انتصر في المعركة : حسنا.. أنا سأخبرك لماذا! في عياداتهم كل مريض يدخل يعني أن الوارد 💰 ازداد اليوم، اما في المشفى فسواء كان مريض واحد أو ألف فإنه سيستلم نفس المرتب💵 في
الطريق إلى التوبة
Photo
#طبيب_القلوب ( 5)
✍رويدة الدعمي
عنوان الحلقة 🍃لن أخذلكِ يا فدوى!!
ابتسمت فدوى ومدَّت يدها لأخذ الموافقة إلا أن العميد سحب الورقة وأعادها إلى مكانها وهو يقول :
- لولا ان الدكتور شادي😎 تدخل في اللحظات الأخيرة ومنعني من التوقيع والموافقة!
صاحت فدوى : ماذا؟! الدكتور شادي؟
تنفس شهاب الصعداء وابتسم كمن أزاح عن صدره حمل ثقيل.
عادت فدوى للسؤال : ولكن لماذا تدخل الأستاذ شادي في أمر نقلي يا دكتور؟
أجابها العميد : لقد أخبرني انكِ من أذكى الطالبات وأفضلهن في المستوى العلمي.. وفي الحقيقة انا لا اريد ان تخسر كليتي طالبة في مثل هذه المواصفات لذلك رفضت الطلب مقتنعاً بكلام الدكتور شادي.
خرجت فدوى من العمادة وقد اختلطت الأفكار لديها، قال شهاب مبتسماً : الحمد لله الذي استجاب لي دعوتي! 🙏
لم تنتبه فدوى إلى المعاني الكثيرة التي كانت تحملها كلمات شهاب..
قالت بارتباك : لم أدخل عندهُ سوى محاضرتين ..فكيف عرف بأنني ذكية ومن أفضل الطالبات في المستوى العلمي؟!
أما شهاب فلم يكن في بالهِ غير فرحته الكبيرة بعدم انتقال فدوى من كلية الطب! 💖
مضت الأيام وكانت نظرات الأستاذ شادي تترصد فدوى في كل مكان.. انتبهت زميلاتها بل وحتى زملائها!!
وفي ظهيرة ذاك اليوم الحار بعض الشيء وبينما كانت فدوى تمر بجانب مكتب ذلك الأستاذ حتى خرج من مكتبهِ وأعترضها بشكل ملفت للنظر.. كانت وحدها!
قال وهو يسحبها بلطف إلى داخل المكتب : ادخلي لأخذ شيء من الراحة.. فالجو حار جداً!
حاولت فدوى الامتناع لكنه استطاع بمكرهِ ان يدفعها نحو المكتب ثم أغلق الباب!
مباشرة أخذت هاتفها النقال📲 وصارت تبحث عن رقم شهاب، فقد أعطاها رقمه قبل قليل وهو يقول : قد تحتاجينه يوماً!! وما أسرع ما احتاجت إليه؟!
لم ينتبه الدكتور شادي إلى اتصالها بشهاب ، قال وهو يفتح الثلاجة الصغيرة : هيأتُ لكِ العصير 🍹والكعك 🍰وحتى المثلجات🍧!
مدَّ يدَهُ ليناولها العصير فتفاجأ انها بدأت تتكلم بهاتفها النقال : هلو.. شهاب انا في مكتب الأستاذ شادي.. تعال إلى هنا فورا.
صُعِق الدكتور شادي من فورهِ ورمى العصير أرضاً وهو يصرخ : أيتها النذلة الحقيرة.. أتمنى أن أعرف طبيعة علاقتك بذلك الكلب!
وهنا طرق شهاب الباب بكل قوة، فتح الدكتور الباب🚪 وكان يبدو عليه الارتباك..
قال شهاب مندهشاً : ولكن لماذا تغلق الباب بالمفتاح 🗝️ يا دكتور؟
ردَّ عليه شادي بعصبية : وما شأنك أنت؟
ثم اردف وقد بدى كوحشٍ كاسر : اسمعا أنتما الاثنان.. إن عرف أحد بالموضوع فاعتبرا نفسيكما راسبين هذه السنة بكل تأكيد!
قال شهاب من غير شعور محاولاً امتصاص غضب شادي : اي موضوع يا استاذ.. مخطوبتي اتصلت بي وجئت لاصطحابها!
فغرَ الدكتور شادي فاههُ مردداً وقد خابت جميع آماله : مخطوبتك؟!!
هز شهاب رأسه وهو يقول مؤكداً كلامه : غداً عقد القرآن وبعد غد بإذن الله سيكون كل منا قد لبِسَ خاتم الخطوبة💍.
طأطأ الدكتور شادي رأسه أرضاً كقائد منهزم، وأشار إليهما بالخروج من المكتب.
خرج الاثنان وهما لا يعرفان كيف جرت كل هذه الأمور؟😥
قالت فدوى بتأثر : اعذرني لأني جعلتك في موقف لا تحسد عليه!
قال شهاب وقد احمر وجهه من الخجل : بل أنا من يجب أن يعتذر في مسألة..
لم يستطع أن يكمل فقالت فدوى وهي تخفي عبرتها : لقد أنقذتني ولا اعرف كيف ارد لك الجميل.. لو لم تصل لكان حصل ما لا يحمد عقباه.
جلست على احد مقاعد الحديقة ومازال شهاب مذهولاً من كلماتهِ تلك.. كيف قال للأستاذ بأنها مخطوبته؟ وماذا سيفعل بعدها حتى يُصدّقهُ ذلك الأستاذ؟ وأن اكتشف انها كذبة فقد يكون ذلك سبباً لرسوبهما هذه السنة👎خاصة بعد أن هددهما بذلك حرفيا!!
مرت لحظة صمت رهيبة كان الاثنان عاجزين عن قول اي شيء، وأخيرا تكلمت فدوى :
- منذ فترة وأنا أرى نظراته الغريبة.. مع الأسف انه يحمل شهادة جامعية عالية.. هل يمكن أن نُسمي هذا البشر بالمثقف!!
ثم صارت تبكي بألم وهي ترتجف من الخوف : لم أعرف ماذا كان يمكن أن يحصل لي لو انك لم تصل بالوقت المناسب.. كان كالوحش الكاسر.. ذلك النذل.. لا أعرف كيف سأتخلص منه😭
قال شهاب بثقة :
- يجب أن نُنفذ الخطة!
- ولكن ماذا تقصد؟
- سنضع أنا وأنتِ خاتم الخطوبة ونعلن امام الجميع خطوبتنا، صحيح أن الأمر ليس بالسهل لكني سأتصل بوالدكِ وأخبرهُ بكل شيء عن ذلك الأستاذ فإن كان حريص عليكِ سيوافق من فوره.
قالت وهي تمسح دموعها التي بدأت تهطل أمطارا :
هل ستكون خطوبة فعلية ام مجرد خطة؟
قال وهو ينظر إليها : وماذا تقولين انتِ؟
قالت وقد شعرت بأن ناراً اشتعلت في قلبها :
يجب أن تكون مجرد خطة.. لأني لا استحق شخصاً غيوراً وشهماً مثلك!
تفاجأ شهاب من كلامها.. قال بعد برهة : ولكن لماذا تتكلمين عن نفسكِ بهذه الطريقة؟
وهنا أسقط بيدها فصارت تروي له عن حقيقتها قائلة : أن ابي انسان مجرم وقاتل.. قتل ابن عمه من أجل الأموال والنقود💰 هو الآن في السجن!
لم تصدر من شهاب ردة فعل قوية.. قال بكل ثقة : وما ذنبكِ انتِ بكل هذا؟
قالت
✍رويدة الدعمي
عنوان الحلقة 🍃لن أخذلكِ يا فدوى!!
ابتسمت فدوى ومدَّت يدها لأخذ الموافقة إلا أن العميد سحب الورقة وأعادها إلى مكانها وهو يقول :
- لولا ان الدكتور شادي😎 تدخل في اللحظات الأخيرة ومنعني من التوقيع والموافقة!
صاحت فدوى : ماذا؟! الدكتور شادي؟
تنفس شهاب الصعداء وابتسم كمن أزاح عن صدره حمل ثقيل.
عادت فدوى للسؤال : ولكن لماذا تدخل الأستاذ شادي في أمر نقلي يا دكتور؟
أجابها العميد : لقد أخبرني انكِ من أذكى الطالبات وأفضلهن في المستوى العلمي.. وفي الحقيقة انا لا اريد ان تخسر كليتي طالبة في مثل هذه المواصفات لذلك رفضت الطلب مقتنعاً بكلام الدكتور شادي.
خرجت فدوى من العمادة وقد اختلطت الأفكار لديها، قال شهاب مبتسماً : الحمد لله الذي استجاب لي دعوتي! 🙏
لم تنتبه فدوى إلى المعاني الكثيرة التي كانت تحملها كلمات شهاب..
قالت بارتباك : لم أدخل عندهُ سوى محاضرتين ..فكيف عرف بأنني ذكية ومن أفضل الطالبات في المستوى العلمي؟!
أما شهاب فلم يكن في بالهِ غير فرحته الكبيرة بعدم انتقال فدوى من كلية الطب! 💖
مضت الأيام وكانت نظرات الأستاذ شادي تترصد فدوى في كل مكان.. انتبهت زميلاتها بل وحتى زملائها!!
وفي ظهيرة ذاك اليوم الحار بعض الشيء وبينما كانت فدوى تمر بجانب مكتب ذلك الأستاذ حتى خرج من مكتبهِ وأعترضها بشكل ملفت للنظر.. كانت وحدها!
قال وهو يسحبها بلطف إلى داخل المكتب : ادخلي لأخذ شيء من الراحة.. فالجو حار جداً!
حاولت فدوى الامتناع لكنه استطاع بمكرهِ ان يدفعها نحو المكتب ثم أغلق الباب!
مباشرة أخذت هاتفها النقال📲 وصارت تبحث عن رقم شهاب، فقد أعطاها رقمه قبل قليل وهو يقول : قد تحتاجينه يوماً!! وما أسرع ما احتاجت إليه؟!
لم ينتبه الدكتور شادي إلى اتصالها بشهاب ، قال وهو يفتح الثلاجة الصغيرة : هيأتُ لكِ العصير 🍹والكعك 🍰وحتى المثلجات🍧!
مدَّ يدَهُ ليناولها العصير فتفاجأ انها بدأت تتكلم بهاتفها النقال : هلو.. شهاب انا في مكتب الأستاذ شادي.. تعال إلى هنا فورا.
صُعِق الدكتور شادي من فورهِ ورمى العصير أرضاً وهو يصرخ : أيتها النذلة الحقيرة.. أتمنى أن أعرف طبيعة علاقتك بذلك الكلب!
وهنا طرق شهاب الباب بكل قوة، فتح الدكتور الباب🚪 وكان يبدو عليه الارتباك..
قال شهاب مندهشاً : ولكن لماذا تغلق الباب بالمفتاح 🗝️ يا دكتور؟
ردَّ عليه شادي بعصبية : وما شأنك أنت؟
ثم اردف وقد بدى كوحشٍ كاسر : اسمعا أنتما الاثنان.. إن عرف أحد بالموضوع فاعتبرا نفسيكما راسبين هذه السنة بكل تأكيد!
قال شهاب من غير شعور محاولاً امتصاص غضب شادي : اي موضوع يا استاذ.. مخطوبتي اتصلت بي وجئت لاصطحابها!
فغرَ الدكتور شادي فاههُ مردداً وقد خابت جميع آماله : مخطوبتك؟!!
هز شهاب رأسه وهو يقول مؤكداً كلامه : غداً عقد القرآن وبعد غد بإذن الله سيكون كل منا قد لبِسَ خاتم الخطوبة💍.
طأطأ الدكتور شادي رأسه أرضاً كقائد منهزم، وأشار إليهما بالخروج من المكتب.
خرج الاثنان وهما لا يعرفان كيف جرت كل هذه الأمور؟😥
قالت فدوى بتأثر : اعذرني لأني جعلتك في موقف لا تحسد عليه!
قال شهاب وقد احمر وجهه من الخجل : بل أنا من يجب أن يعتذر في مسألة..
لم يستطع أن يكمل فقالت فدوى وهي تخفي عبرتها : لقد أنقذتني ولا اعرف كيف ارد لك الجميل.. لو لم تصل لكان حصل ما لا يحمد عقباه.
جلست على احد مقاعد الحديقة ومازال شهاب مذهولاً من كلماتهِ تلك.. كيف قال للأستاذ بأنها مخطوبته؟ وماذا سيفعل بعدها حتى يُصدّقهُ ذلك الأستاذ؟ وأن اكتشف انها كذبة فقد يكون ذلك سبباً لرسوبهما هذه السنة👎خاصة بعد أن هددهما بذلك حرفيا!!
مرت لحظة صمت رهيبة كان الاثنان عاجزين عن قول اي شيء، وأخيرا تكلمت فدوى :
- منذ فترة وأنا أرى نظراته الغريبة.. مع الأسف انه يحمل شهادة جامعية عالية.. هل يمكن أن نُسمي هذا البشر بالمثقف!!
ثم صارت تبكي بألم وهي ترتجف من الخوف : لم أعرف ماذا كان يمكن أن يحصل لي لو انك لم تصل بالوقت المناسب.. كان كالوحش الكاسر.. ذلك النذل.. لا أعرف كيف سأتخلص منه😭
قال شهاب بثقة :
- يجب أن نُنفذ الخطة!
- ولكن ماذا تقصد؟
- سنضع أنا وأنتِ خاتم الخطوبة ونعلن امام الجميع خطوبتنا، صحيح أن الأمر ليس بالسهل لكني سأتصل بوالدكِ وأخبرهُ بكل شيء عن ذلك الأستاذ فإن كان حريص عليكِ سيوافق من فوره.
قالت وهي تمسح دموعها التي بدأت تهطل أمطارا :
هل ستكون خطوبة فعلية ام مجرد خطة؟
قال وهو ينظر إليها : وماذا تقولين انتِ؟
قالت وقد شعرت بأن ناراً اشتعلت في قلبها :
يجب أن تكون مجرد خطة.. لأني لا استحق شخصاً غيوراً وشهماً مثلك!
تفاجأ شهاب من كلامها.. قال بعد برهة : ولكن لماذا تتكلمين عن نفسكِ بهذه الطريقة؟
وهنا أسقط بيدها فصارت تروي له عن حقيقتها قائلة : أن ابي انسان مجرم وقاتل.. قتل ابن عمه من أجل الأموال والنقود💰 هو الآن في السجن!
لم تصدر من شهاب ردة فعل قوية.. قال بكل ثقة : وما ذنبكِ انتِ بكل هذا؟
قالت
#طبيب_القلوب ( 6)
✍رويدة الدعمي
عنوان الحلقة // خطوبة ولكن! 💍💐
نفذ شهاب ما وعد به فدوى وتوسط له أحد أقاربه بالسماح له لمقابلة والدها في السجن.. وهناك وبعد أن أخبر شهاب والد فدوى بما عزم عليه من خطبته لابنته وما سبب ذلك، قال له الأخير : لن أسمح لك أن تضحك على ابنتي بهذه الطريقة، لقد رأيتها وحيدة لا حول ولا قوة لها ففكرت منذ الآن بالسيطرة على أموالها ومرتبها في المستقبل القريب عندما تتخرج وتصبح طبيبة يشار إليها بالبنان!!
حاول شهاب إقناعه بأنه مخطئ في تفكيره لكن ما من جدوى، قال له محاولا إنهاء المقابلة : سأسمح لكما بارتداء خاتم الخطوبة فقط 💍بدون عقد أو زواج أو كلام فارغ وما أن تتخرج فدوى فيذهب عنها الخطر المتمثل بذلك الأستاذ حينها سترجع إليك خاتمك وكل يذهب في حال سبيله.
ترك شهاب السجن ورحل وقد شعر بأن آماله قد بقيت محبوسة مع والد فدوى!
وفي الجامعة أخبرها بكل ما جرى بينه وبين والدها في السجن ، قالت فدوى وكأنها كانت تتوقع النتيجة : انه لا يفكر إلا بالأموال 💵💴💰لذلك يتوقع أن الناس جميعهم مثله لا هم لهم غير جمع المال وتكديسه !!
قال لها شهاب متألما : لا تتكلمي عن والدك بهذا الشكل، مهما يكن قراره فهو لا يريد ايذائك به وإنما قصده مصلحتك ليس إلا.
قالت بأسى : لقد فكرت ليلة أمس بترك الدراسة نهائيا.. وسأبحث عن عمل معتمدة على شهادة الثانوية العامة .
صعق شهاب وهو يسمع هذه الكلمات، صاح بها : أمجنونة أنت؟
قالت وقد بدأت بالبكاء 😭 : ألا ترى أن الظروف تحاربني من كل جانب وتمنعني بأي طريقة من إكمال دراستي؟
جاءها صوت شهاب صادقا كما في كل مرة : منذ اليوم الأول للقائنا وعدتك أن أكون لك سندا وعونا في هذه الحياة وسأجعلك تكملين الجامعة وتصبحين أفضل طبيبة في هذه الدنيا.
في صباح اليوم التالي وقد صادف يوم جمعة استغل شهاب يوم العطلة وذهب لزيارة النجف الأشرف، دخل إلى ضريح الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام وكانت دموعه تجري حرّى وكلمهُ بالقول : لقد أدخلت نفسي في مأزق كما أدخلت تلك الفتاة معي .. قد أكون تسرعت بالتقرب منها بهذا الشكل لكني لم اقصد غير المساعدة في البداية، لأني تعلمت منكم أهل بيت النبوة أن لا نرى محتاجاً إلا ومددنا له يد العون، أما الآن وانا ارى نفسي عاجزاً عن مساعدة هذه الفتاة فسأبقى هنا في حضرتكم ولن أبرح مكاني هذا حتى تجدوا لي حلاً يا مولاي!!
جلس وقد وضع رأسه على ركبتيه وأطلق العنان لدموعه وبقى إلى هذه الحالة حتى سمع صوت لرجل متوسط في العمر وهو يقول : قم أيها الشاب.. وقص عليَّ مسألتك.. لعلي أجد لك مخرجاً مما أنت فيه.
رفع شهاب رأسهُ وجاء في روعهِ أن هذا الشخص قد أرسله الله إليه ببركة دعائه وتوسله في حضرة أمير المؤمنين علي عليه السلام.
قام من مكانه ومشى خلف ذلك الشيخ الذي كان يرتدي عمامة بيضاء وجلسا في زاوية من زوايا الحرم الطاهر..وصار يقص عليه كل ما جرى منذ اليوم الأول في الجامعة إلى هذه اللحظة!
قال الشيخ وهو يبتسم بكل أدب :
مادام والدها وافق على لبسكما لخاتم الخطوبة، فالأمر محلول إذن ولا داعي لكل هذا اليأس والقلق.
- ولكن يا شيخ كيف سأمثل دور الخطيب وهي كيف ستمثل دور المخطوبة أمام ذلك الأستاذ وأمام كل من في الجامعة ونحن لسنا بمخطوبين اصلاً ولا يوجد عقد شرعي بيننا؟
- الخطبة يا ولدي لا تعني انه يجب أن يكون هناك عقد شرعي.. فهذا الأمر واجب في الزواج وليس في الخطبة.. اشتري لها خاتم الخطوبة وأعطها اياه لتلبسه وأعلنوا في الجامعة خطبتكم حتى يصل الخبر لذلك الأستاذ..
- لكن يا شيخ.. حينها يجب أن نمشي سوية ونجلس سوية وندرس سوية وان لم نفعل ذلك سيعرف الأستاذ والبقية بأن أمر الخطبة مجرد خدعة لا أكثر ولا أقل!
- يا ولدي انت حاليا طلبت يدها من والدها وهو وافق على ارتداء الخاتم وإعلان الخطبة..يمكنك الجلوس مع الفتاة نصف ساعة أو أقل أو أكثر بقليل أمام الناس على أن لا تتعدى حدودك الشرعية معها في الكلام وليكن في نيتك انك فعلا تنوي الزواج بها ما إن يوافق والدها على ذلك.. فما يدريك لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا؟
وتذكر قوله تعالى ( ولا تواعدوهن سراً إلا أن تقولوا قولاً معروفا) وأنت كما واضح عليك شاب ملتزم تخاف الله ولا تريد معصيته، حاول استغلال ذلك الوقت ⌚ الذي تكون فيه معها بأن تفيدها بالنصائح إن كانت هي محتاجة إلى ذلك وأن تقربها من الله أكثر من خلال التزامك وتدينك.
وأنصحك يا ولدي بصلاة الليل فالدعاء فيها مستجاب بإذن الله.. لا تترك هذه الصلاة ابدا لأن آثارها عجيبة ويترتب على أدائها توفيقات كثيرة للدنيا والآخرة.
قام الشيخ من مكانه وقام شهاب احتراما له وهو يقول : لن أنسَ معروفك هذا ما حييت.. ادعُ الله لي يا شيخ، لا أريد أن ابتعد عن ربي بعلاقتي معها 😭 .. ربي عندي أغلى وأثمن من كل شيء في هذا الوجود.. ادع الله لي ارجوك 🙏
هز الشيخ رأسه مبتسماً وهو يقول : سأدعو الله لكما معا.
ومن أرض النجف الأشرف اشترى شهاب خاتم من الذهب لفدوى ودعا الله أن
✍رويدة الدعمي
عنوان الحلقة // خطوبة ولكن! 💍💐
نفذ شهاب ما وعد به فدوى وتوسط له أحد أقاربه بالسماح له لمقابلة والدها في السجن.. وهناك وبعد أن أخبر شهاب والد فدوى بما عزم عليه من خطبته لابنته وما سبب ذلك، قال له الأخير : لن أسمح لك أن تضحك على ابنتي بهذه الطريقة، لقد رأيتها وحيدة لا حول ولا قوة لها ففكرت منذ الآن بالسيطرة على أموالها ومرتبها في المستقبل القريب عندما تتخرج وتصبح طبيبة يشار إليها بالبنان!!
حاول شهاب إقناعه بأنه مخطئ في تفكيره لكن ما من جدوى، قال له محاولا إنهاء المقابلة : سأسمح لكما بارتداء خاتم الخطوبة فقط 💍بدون عقد أو زواج أو كلام فارغ وما أن تتخرج فدوى فيذهب عنها الخطر المتمثل بذلك الأستاذ حينها سترجع إليك خاتمك وكل يذهب في حال سبيله.
ترك شهاب السجن ورحل وقد شعر بأن آماله قد بقيت محبوسة مع والد فدوى!
وفي الجامعة أخبرها بكل ما جرى بينه وبين والدها في السجن ، قالت فدوى وكأنها كانت تتوقع النتيجة : انه لا يفكر إلا بالأموال 💵💴💰لذلك يتوقع أن الناس جميعهم مثله لا هم لهم غير جمع المال وتكديسه !!
قال لها شهاب متألما : لا تتكلمي عن والدك بهذا الشكل، مهما يكن قراره فهو لا يريد ايذائك به وإنما قصده مصلحتك ليس إلا.
قالت بأسى : لقد فكرت ليلة أمس بترك الدراسة نهائيا.. وسأبحث عن عمل معتمدة على شهادة الثانوية العامة .
صعق شهاب وهو يسمع هذه الكلمات، صاح بها : أمجنونة أنت؟
قالت وقد بدأت بالبكاء 😭 : ألا ترى أن الظروف تحاربني من كل جانب وتمنعني بأي طريقة من إكمال دراستي؟
جاءها صوت شهاب صادقا كما في كل مرة : منذ اليوم الأول للقائنا وعدتك أن أكون لك سندا وعونا في هذه الحياة وسأجعلك تكملين الجامعة وتصبحين أفضل طبيبة في هذه الدنيا.
في صباح اليوم التالي وقد صادف يوم جمعة استغل شهاب يوم العطلة وذهب لزيارة النجف الأشرف، دخل إلى ضريح الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام وكانت دموعه تجري حرّى وكلمهُ بالقول : لقد أدخلت نفسي في مأزق كما أدخلت تلك الفتاة معي .. قد أكون تسرعت بالتقرب منها بهذا الشكل لكني لم اقصد غير المساعدة في البداية، لأني تعلمت منكم أهل بيت النبوة أن لا نرى محتاجاً إلا ومددنا له يد العون، أما الآن وانا ارى نفسي عاجزاً عن مساعدة هذه الفتاة فسأبقى هنا في حضرتكم ولن أبرح مكاني هذا حتى تجدوا لي حلاً يا مولاي!!
جلس وقد وضع رأسه على ركبتيه وأطلق العنان لدموعه وبقى إلى هذه الحالة حتى سمع صوت لرجل متوسط في العمر وهو يقول : قم أيها الشاب.. وقص عليَّ مسألتك.. لعلي أجد لك مخرجاً مما أنت فيه.
رفع شهاب رأسهُ وجاء في روعهِ أن هذا الشخص قد أرسله الله إليه ببركة دعائه وتوسله في حضرة أمير المؤمنين علي عليه السلام.
قام من مكانه ومشى خلف ذلك الشيخ الذي كان يرتدي عمامة بيضاء وجلسا في زاوية من زوايا الحرم الطاهر..وصار يقص عليه كل ما جرى منذ اليوم الأول في الجامعة إلى هذه اللحظة!
قال الشيخ وهو يبتسم بكل أدب :
مادام والدها وافق على لبسكما لخاتم الخطوبة، فالأمر محلول إذن ولا داعي لكل هذا اليأس والقلق.
- ولكن يا شيخ كيف سأمثل دور الخطيب وهي كيف ستمثل دور المخطوبة أمام ذلك الأستاذ وأمام كل من في الجامعة ونحن لسنا بمخطوبين اصلاً ولا يوجد عقد شرعي بيننا؟
- الخطبة يا ولدي لا تعني انه يجب أن يكون هناك عقد شرعي.. فهذا الأمر واجب في الزواج وليس في الخطبة.. اشتري لها خاتم الخطوبة وأعطها اياه لتلبسه وأعلنوا في الجامعة خطبتكم حتى يصل الخبر لذلك الأستاذ..
- لكن يا شيخ.. حينها يجب أن نمشي سوية ونجلس سوية وندرس سوية وان لم نفعل ذلك سيعرف الأستاذ والبقية بأن أمر الخطبة مجرد خدعة لا أكثر ولا أقل!
- يا ولدي انت حاليا طلبت يدها من والدها وهو وافق على ارتداء الخاتم وإعلان الخطبة..يمكنك الجلوس مع الفتاة نصف ساعة أو أقل أو أكثر بقليل أمام الناس على أن لا تتعدى حدودك الشرعية معها في الكلام وليكن في نيتك انك فعلا تنوي الزواج بها ما إن يوافق والدها على ذلك.. فما يدريك لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا؟
وتذكر قوله تعالى ( ولا تواعدوهن سراً إلا أن تقولوا قولاً معروفا) وأنت كما واضح عليك شاب ملتزم تخاف الله ولا تريد معصيته، حاول استغلال ذلك الوقت ⌚ الذي تكون فيه معها بأن تفيدها بالنصائح إن كانت هي محتاجة إلى ذلك وأن تقربها من الله أكثر من خلال التزامك وتدينك.
وأنصحك يا ولدي بصلاة الليل فالدعاء فيها مستجاب بإذن الله.. لا تترك هذه الصلاة ابدا لأن آثارها عجيبة ويترتب على أدائها توفيقات كثيرة للدنيا والآخرة.
قام الشيخ من مكانه وقام شهاب احتراما له وهو يقول : لن أنسَ معروفك هذا ما حييت.. ادعُ الله لي يا شيخ، لا أريد أن ابتعد عن ربي بعلاقتي معها 😭 .. ربي عندي أغلى وأثمن من كل شيء في هذا الوجود.. ادع الله لي ارجوك 🙏
هز الشيخ رأسه مبتسماً وهو يقول : سأدعو الله لكما معا.
ومن أرض النجف الأشرف اشترى شهاب خاتم من الذهب لفدوى ودعا الله أن
الطريق إلى التوبة
Photo
#طبيب_القلوب (7)
✍رويدة الدعمي
عنوان الحلقة 💞 ما أشدَّ جهادك يا شهاب؟!
انتشر خبر خطوبة فدوى وشهاب كانتشار النار في الهشيم حتى وصل إلى الأستاذ شادي الذي علق وهو يجلس بين زملائه : كنت أشعر أن هناك علاقة بينهما😒 لكني لم أكن أتوقع بأنها ستنتهي بالخطوبة وبهذه السرعة! فما زالا في المرحلة الأولى!
قال أستاذ آخر : صحيح ما تقوله دكتور شادي.. فإن أغلب حالات الخطوبة تكون في المراحل المنتهية.. الخامسة أو السادسة.. ولم نشهد هكذا حالة من قبل!! 🤔
وفي أول فرصة جمعت فدوى مع شهاب قالت بفضول : كيف اشتريت هذا الخاتم الرائع ؟.. انه غالي الثمن!
أراد أن يقول لها ( لا يغلى عليكِ شيء) لكنه استبدل العبارة بالقول : لقد سهّلَ الله أمر شراءه.
قالت وهي تلاحظ ارتباكه : لقد عرفتَ كلَّ شيء عني في هذه الفترة ولم اعرف عنك إلا الشيء القليل!
قال بعد برهة من الصمت : أنا الأخ الأكبر لثلاث أخوات.. كنا نعيش بسلام إلى أن أصابت ابي جلطة في الدماغ فقدَ على إثرها بصره.
قالت بتعجب : وما سبب الجلطة؟
- خسارة صفقة كبيرة لم تكن في الحسبان ورغم أن ابي لا يهمه أمر المال كثيراً لكن ديونه كانت كثيرة وحياتنا صعبة، صحيح انه مقاول لكن رزقه كان محدوداً، وكان يعوِّل على هذه الصفقة والتي هي عبارة عن مشروع بناء مجمع سكني 🏠🏡وعندما جمع الأموال من الناس وسلّمها للشركة القائمة على المشروع ظهر بعد فترة انها وهمية وقد سرق أصحابها الأموال وهربوا خارج البلاد وبقى والدي يسدد للناس حتى وصل ومن شدة التفكير بكثرة الديون إلى العمى الدائم!
كان عمري حينها احد عشر عاماً ، عندها قررت أمي تركنا مع أبي لترحل بعيدا.
صاحت فدوى : بعيداً؟ ولكن إلى أين؟
- لا أعلم.. توسل إليها ابي للبقاء لكنها رفضت.. إلى الآن اتذكر كلماتها القاسية وهي تقول لأبي ( لا يمكنني العيش مع رجل ضرير لا يستطيع أن يأتي لي بلقمة العيش) !!
- وهل تركتكم فعلاً ورحلت؟
- نعم للأسف.. فبعد أن أجبرت ابي على طلاقها جمعت أغراضها ورحلت.
قالت فدوى ولم تعد تسيطر على دموعها :
- يالقسوتها!! 💔😭
- بعدها صرت اذهب للمدرسة صباحاً، وأعمل عصراً عند بائع الأقمشة.. وقد كان صديقاً لوالدي.
- ووالدك هل بقى على حاله؟
- نعم للأسف.. بل وساءت حاله أكثر بعد رحيل امي فكان يقضي ليله ونهاره بالبكاء إلى أن فارق الحياة بعد عام واحد من رحيلها !
- وهل بقيتم هذه الأعوام جميعها بلا أم ولا اب؟ 😱
- نعم.. لقد قررت حينها أن أكون أنا لأخواتي بمثابة الأم والأب معا.. سهام ومرام وختام.. الفرق بين واحدة وأخرى عامين كاملين والفرق بيني وبين سهام أيضا عامين كاملين!
- وهل استمرت كل واحدة منهن في الدراسة 📚 أيضا ؟
- نعم ولله الحمد..كنت أحاول أن أُلبّي لهن كل احتياجاتهن بمساعدة ذلك الإنسان الطيب "الحاج فاضل" صاحب محل الأقمشة .
قالت فدوى وهي تمسح دموعها : ما أشدَّ جهادك يا شهاب؟
قال لها بارتباك : وهل تبكين؟ امسحي دموعكِ ارجوكِ .. ماذا يقول الطلبة الآن.. أفي اول لقاء بعد الخطوبة تبكين؟
قالت وما زالت غارقة بدموعها : هل ما زلت تعمل إلى اليوم؟
- نعم وماذا نأكل إن لم أعمل؟ لكن أختي سهام صارت تعينني كثيرا.. إذ طلبت مني أن اشتري لها ماكنة خياطة وكانت تذهب عند جارتنا تتعلم منها فن الخياطة✂️👕👚، ولما علم بها الحاج فاضل صار يرسل إليها الأقمشة لتخيطها ثم يعرض ما تخيطه من ملابس في المحل حتى أصبح لها زبائن لا بأس بهم ولله الحمد.
ابتسمت فدوى وهي تتنفس الصعداء وتقول : الحمد لله.. جزاها الله خيرا إذ صارت تعينك.
عادت إلى نبرة الحزن مرة أخرى وهي تقول : انت عانيت بسبب سوء تصرفات امك وأنا عانيت بسبب سوء تصرفات ابي.. يالحظنا العاثر! 💘💘
قال شهاب محاولا تأنيبها :
- لا تقولي هذا ارجوك.. ان النعم التي اغدقنا بها رب العزة لا تعد ولا تحصى، فنعمة العقل ونعمة الإسلام ونعمة الولاية لأهل البيت عليهم السلام ونعمة الصحة ونعمة الستر ونعمة اكل لقمة الحلال.. كلها نعم عظيمة يجب أن نحمد الله عليها الف الف مرة.
قالت فدوى بدهشة : ما أجمل نصائحك يا شهاب! إنها تبعث في الروح الأمل والتفاؤل والإيمان. 😍
قال وهو ينهض من مكانه : إن اعجبتكِ نصائحي فعلاً .. فسأزيدكِ في كل جلسة إلى أن تشعري بالتخمة منها!!
قالت وهي تنظر إلى وجهه مباشرة بعد أن وقف وأصبح في قبالها : لا أعتقد بأني سأشبع من كلماتك ومجالستك..!
احمر لون وجهه خجلاً وتذكر ما قاله له الشيخ عن طبيعة علاقتهما، قال وهو يحاول إنهاء الحديث : حان وقت الصلاة.. سأذهب إلى المصلى🕌 عن إذنك!
#يتبع
✍رويدة الدعمي
عنوان الحلقة 💞 ما أشدَّ جهادك يا شهاب؟!
انتشر خبر خطوبة فدوى وشهاب كانتشار النار في الهشيم حتى وصل إلى الأستاذ شادي الذي علق وهو يجلس بين زملائه : كنت أشعر أن هناك علاقة بينهما😒 لكني لم أكن أتوقع بأنها ستنتهي بالخطوبة وبهذه السرعة! فما زالا في المرحلة الأولى!
قال أستاذ آخر : صحيح ما تقوله دكتور شادي.. فإن أغلب حالات الخطوبة تكون في المراحل المنتهية.. الخامسة أو السادسة.. ولم نشهد هكذا حالة من قبل!! 🤔
وفي أول فرصة جمعت فدوى مع شهاب قالت بفضول : كيف اشتريت هذا الخاتم الرائع ؟.. انه غالي الثمن!
أراد أن يقول لها ( لا يغلى عليكِ شيء) لكنه استبدل العبارة بالقول : لقد سهّلَ الله أمر شراءه.
قالت وهي تلاحظ ارتباكه : لقد عرفتَ كلَّ شيء عني في هذه الفترة ولم اعرف عنك إلا الشيء القليل!
قال بعد برهة من الصمت : أنا الأخ الأكبر لثلاث أخوات.. كنا نعيش بسلام إلى أن أصابت ابي جلطة في الدماغ فقدَ على إثرها بصره.
قالت بتعجب : وما سبب الجلطة؟
- خسارة صفقة كبيرة لم تكن في الحسبان ورغم أن ابي لا يهمه أمر المال كثيراً لكن ديونه كانت كثيرة وحياتنا صعبة، صحيح انه مقاول لكن رزقه كان محدوداً، وكان يعوِّل على هذه الصفقة والتي هي عبارة عن مشروع بناء مجمع سكني 🏠🏡وعندما جمع الأموال من الناس وسلّمها للشركة القائمة على المشروع ظهر بعد فترة انها وهمية وقد سرق أصحابها الأموال وهربوا خارج البلاد وبقى والدي يسدد للناس حتى وصل ومن شدة التفكير بكثرة الديون إلى العمى الدائم!
كان عمري حينها احد عشر عاماً ، عندها قررت أمي تركنا مع أبي لترحل بعيدا.
صاحت فدوى : بعيداً؟ ولكن إلى أين؟
- لا أعلم.. توسل إليها ابي للبقاء لكنها رفضت.. إلى الآن اتذكر كلماتها القاسية وهي تقول لأبي ( لا يمكنني العيش مع رجل ضرير لا يستطيع أن يأتي لي بلقمة العيش) !!
- وهل تركتكم فعلاً ورحلت؟
- نعم للأسف.. فبعد أن أجبرت ابي على طلاقها جمعت أغراضها ورحلت.
قالت فدوى ولم تعد تسيطر على دموعها :
- يالقسوتها!! 💔😭
- بعدها صرت اذهب للمدرسة صباحاً، وأعمل عصراً عند بائع الأقمشة.. وقد كان صديقاً لوالدي.
- ووالدك هل بقى على حاله؟
- نعم للأسف.. بل وساءت حاله أكثر بعد رحيل امي فكان يقضي ليله ونهاره بالبكاء إلى أن فارق الحياة بعد عام واحد من رحيلها !
- وهل بقيتم هذه الأعوام جميعها بلا أم ولا اب؟ 😱
- نعم.. لقد قررت حينها أن أكون أنا لأخواتي بمثابة الأم والأب معا.. سهام ومرام وختام.. الفرق بين واحدة وأخرى عامين كاملين والفرق بيني وبين سهام أيضا عامين كاملين!
- وهل استمرت كل واحدة منهن في الدراسة 📚 أيضا ؟
- نعم ولله الحمد..كنت أحاول أن أُلبّي لهن كل احتياجاتهن بمساعدة ذلك الإنسان الطيب "الحاج فاضل" صاحب محل الأقمشة .
قالت فدوى وهي تمسح دموعها : ما أشدَّ جهادك يا شهاب؟
قال لها بارتباك : وهل تبكين؟ امسحي دموعكِ ارجوكِ .. ماذا يقول الطلبة الآن.. أفي اول لقاء بعد الخطوبة تبكين؟
قالت وما زالت غارقة بدموعها : هل ما زلت تعمل إلى اليوم؟
- نعم وماذا نأكل إن لم أعمل؟ لكن أختي سهام صارت تعينني كثيرا.. إذ طلبت مني أن اشتري لها ماكنة خياطة وكانت تذهب عند جارتنا تتعلم منها فن الخياطة✂️👕👚، ولما علم بها الحاج فاضل صار يرسل إليها الأقمشة لتخيطها ثم يعرض ما تخيطه من ملابس في المحل حتى أصبح لها زبائن لا بأس بهم ولله الحمد.
ابتسمت فدوى وهي تتنفس الصعداء وتقول : الحمد لله.. جزاها الله خيرا إذ صارت تعينك.
عادت إلى نبرة الحزن مرة أخرى وهي تقول : انت عانيت بسبب سوء تصرفات امك وأنا عانيت بسبب سوء تصرفات ابي.. يالحظنا العاثر! 💘💘
قال شهاب محاولا تأنيبها :
- لا تقولي هذا ارجوك.. ان النعم التي اغدقنا بها رب العزة لا تعد ولا تحصى، فنعمة العقل ونعمة الإسلام ونعمة الولاية لأهل البيت عليهم السلام ونعمة الصحة ونعمة الستر ونعمة اكل لقمة الحلال.. كلها نعم عظيمة يجب أن نحمد الله عليها الف الف مرة.
قالت فدوى بدهشة : ما أجمل نصائحك يا شهاب! إنها تبعث في الروح الأمل والتفاؤل والإيمان. 😍
قال وهو ينهض من مكانه : إن اعجبتكِ نصائحي فعلاً .. فسأزيدكِ في كل جلسة إلى أن تشعري بالتخمة منها!!
قالت وهي تنظر إلى وجهه مباشرة بعد أن وقف وأصبح في قبالها : لا أعتقد بأني سأشبع من كلماتك ومجالستك..!
احمر لون وجهه خجلاً وتذكر ما قاله له الشيخ عن طبيعة علاقتهما، قال وهو يحاول إنهاء الحديث : حان وقت الصلاة.. سأذهب إلى المصلى🕌 عن إذنك!
#يتبع
#طبيب_القلوب ( 8)
✍رويدة الدعمي
عنوان الحلقة // سأشتاق الى نصائحك 💔
كانت الأسابيع تمضي بسرعة ولم يجد الطلبة أنفسهم إلا وقد وصلوا إلى نهاية الكورس الأول، وفي آخر لقاء قبل العطلة الربيعية قالت فدوى لشهاب : سأشتاق إلى كلماتك ولا أظن بأني سأحتمل الفراق لمدة أسبوعين كاملين!!
لم ينبس شهاب ببنت شفه فما عساه أن يقول لها؟!
قالت وقد أقلقها سكوته : هل تسمح لي بالاتصال على هاتفك النقال؟ 📲📱
قال كمن ارعبه خبر مفزع : ماذا؟ تتصلين بي؟ طبعا لا اسمح! أقصد فقط إذا كان الأمر ضروري جدا..
أذهلها موقفه وشعرت بأنه يطعنها بسكين 🔪في ظهرها بتصرفه المفاجئ هذا..!
قالت وهي محاولة إنهاء اللقاء : آسفة كثيرا.. الظاهر أنني صدقت نفسي بأني مخطوبتك! اشكرك كثيرا لأنك نبهتني على هذا الأمر.
قال بارتباك : ولكن أي أمر تقصدين.. وعلى ماذا نبهتك؟
أجابت ودموعها تسبق كلماتها : على أنني لست سوى إحدى الركائز التي تستند عليها الخطة.
قال ومازال لا يفهم قصدها : خطة؟ ولكن بربك ماذا قلت انا حتى بدأت بالبكاء هكذا.. امسحي دموعك قبل أن يراك أحد!
صاحت في وجهه وهي تبتعد :
هذا كل ما يهمك! ان لا يراني احد ابكي فتفشل خطتنا.. لقد مللت من التمثيل ولا طاقة لي على الاستمرار..
التفتت نحوه فجأة ثم عادت ادراجها وهي تقترب منه أكثر، قالت والكلمات تتقطع في فمها : افتح يدك..
ثم خلعت الخاتم وقدمته له وهي تقول : خذه.. فما عدت أخشى ذلك الأستاذ..!
مد يده إلى حقيبتها اليدوية 👛 وسحبها بكل عصبية وهو يقول : قفي لحظة.. لا اسمح أن تذهبي من غير أن اشرح لك موقفي.. هل فهمتي؟
كان ما يزال يمسك بحقيبتها اليدوية فهو لا يستطيع أن يمسكها من ذراعها!
أشار إليها بالجلوس على المقعد الذي تعودا الجلوس عليه طيلة هذه الفترة..
جلست وهي ما زالت تمسك بخاتم الخطوبة بيدها وهو ما يزال يمسك بحقيبتها..
قال بعصبية : اعيدي الخاتم إلى اصبعك.
قالت بتهكم ممزوج بالعناد : لن أعيده!
صاح في وجهها وقد احمرت أوداجه غضبا : قلت لك اعيديه!
شعرت بالخوف وهي تنظر إلى عينيه التي بدت وكأن الشرر يتطاير منها!!
أعادت الخاتم وهي تقول : ما خلتك (عصبي) إلى هذه الدرجة!
قال لها وما زالت عيونه ترسل شررا : اسمعيني جيدا.. يكفيني ما يقوم به الشيطان 😈 والنفس الأمارة من وسوسة وايذاء لي، انا في حرب معهما ثم ها أنت تزيدين الطين بلة بوقوفك معهما ضدي!
لمحت فدوى دمعة تلألأت في عينه فخفضت رأسها وهي تقول : لا سامحني الله أن كنت آذيتك إلى هذه الدرجة..!
اكمل وهو يحاول السيطرة على أعصابه : نحن نتكلم كل يوم مع بعضنا نصف ساعة وأحيانا أكثر.. في هذه الفترة لا تعرفين كم اعاني حتى لا اتعدى حدودي معك لا سمح الله.. لكني أشعر بأن الله معي ولا يؤاخذني على جلوسي معك لأن هناك سبب معقول لجلوسنا هذا.. وهو أن نكون امام الناس وأمام ذلك الأستاذ الحقير مخطوبين فعلا فلا يتجرأ أحد على ايذائك أو اسماعك كلمة سيئة بخصوص علاقتنا.
هذا هو عذري أمام الله ولكن عندما تتحول هذه اللقاءات إلى مكالمات هاتفية لا يرانا فيها أحد - إلا الله - فما عذرنا حينها!؟
سامح الله أباك.. لو انه وافق على عقد القرآن لما عانينا كل هذه المعاناة!
- ولكن لماذا انت خائف من هذه المكالمات؟ ماذا عسانا أن نتكلم بغير كلامنا العادي واليومي.. إما عن الدراسة 📚 وإما عن الدين؟!
- يا فدوى افهميني ارجوك .. نحن غير مجبرين على اتباع هذه الوسيلة! ثم هل يعلم والدك بهذه المكالمات؟ انت عرضه وشرفه.. وإن أنا تعديت حدودي فسيرسل الله من يتعدى حدوده مع عرضي وشرفي.. سيأتي من يهاتف أخواتي دون علمي.. لأن الدنيا دائرة و( من طرق باب الناس طُرِقت بابه) و( كما تُدين تُدان) و( عفّوا عن نساء الناس تعفُّ نساؤكم) هذه هي أقوال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في هذا الخصوص.. فكيف تريدين مني بعد ذلك أن اتصل بك هاتفيا؟
قالت وهي تشعر بالندم : صدقني لولا أنني سأشتاق إلى نصائحك الرائعة لما طلبت منك ذلك الطلب ابدا.
قال وهو يسلمها حقيبتها : لن اجعلك تشتاقين لنصائحي ، سأرسل إليك يوميا على هاتفك نصيحة من كتاب أو موقع إلكتروني أعجبني.. ان كان هذا يرضيك! لكن اتركي مسألة الاتصالات نهائيا.
✍️سؤال للقراء : ما رأيكم بما فعله بطل الرواية .. هل يستحق أن نقول له : سلمت يداك يا شهاب؟!
#يتبع
✍رويدة الدعمي
عنوان الحلقة // سأشتاق الى نصائحك 💔
كانت الأسابيع تمضي بسرعة ولم يجد الطلبة أنفسهم إلا وقد وصلوا إلى نهاية الكورس الأول، وفي آخر لقاء قبل العطلة الربيعية قالت فدوى لشهاب : سأشتاق إلى كلماتك ولا أظن بأني سأحتمل الفراق لمدة أسبوعين كاملين!!
لم ينبس شهاب ببنت شفه فما عساه أن يقول لها؟!
قالت وقد أقلقها سكوته : هل تسمح لي بالاتصال على هاتفك النقال؟ 📲📱
قال كمن ارعبه خبر مفزع : ماذا؟ تتصلين بي؟ طبعا لا اسمح! أقصد فقط إذا كان الأمر ضروري جدا..
أذهلها موقفه وشعرت بأنه يطعنها بسكين 🔪في ظهرها بتصرفه المفاجئ هذا..!
قالت وهي محاولة إنهاء اللقاء : آسفة كثيرا.. الظاهر أنني صدقت نفسي بأني مخطوبتك! اشكرك كثيرا لأنك نبهتني على هذا الأمر.
قال بارتباك : ولكن أي أمر تقصدين.. وعلى ماذا نبهتك؟
أجابت ودموعها تسبق كلماتها : على أنني لست سوى إحدى الركائز التي تستند عليها الخطة.
قال ومازال لا يفهم قصدها : خطة؟ ولكن بربك ماذا قلت انا حتى بدأت بالبكاء هكذا.. امسحي دموعك قبل أن يراك أحد!
صاحت في وجهه وهي تبتعد :
هذا كل ما يهمك! ان لا يراني احد ابكي فتفشل خطتنا.. لقد مللت من التمثيل ولا طاقة لي على الاستمرار..
التفتت نحوه فجأة ثم عادت ادراجها وهي تقترب منه أكثر، قالت والكلمات تتقطع في فمها : افتح يدك..
ثم خلعت الخاتم وقدمته له وهي تقول : خذه.. فما عدت أخشى ذلك الأستاذ..!
مد يده إلى حقيبتها اليدوية 👛 وسحبها بكل عصبية وهو يقول : قفي لحظة.. لا اسمح أن تذهبي من غير أن اشرح لك موقفي.. هل فهمتي؟
كان ما يزال يمسك بحقيبتها اليدوية فهو لا يستطيع أن يمسكها من ذراعها!
أشار إليها بالجلوس على المقعد الذي تعودا الجلوس عليه طيلة هذه الفترة..
جلست وهي ما زالت تمسك بخاتم الخطوبة بيدها وهو ما يزال يمسك بحقيبتها..
قال بعصبية : اعيدي الخاتم إلى اصبعك.
قالت بتهكم ممزوج بالعناد : لن أعيده!
صاح في وجهها وقد احمرت أوداجه غضبا : قلت لك اعيديه!
شعرت بالخوف وهي تنظر إلى عينيه التي بدت وكأن الشرر يتطاير منها!!
أعادت الخاتم وهي تقول : ما خلتك (عصبي) إلى هذه الدرجة!
قال لها وما زالت عيونه ترسل شررا : اسمعيني جيدا.. يكفيني ما يقوم به الشيطان 😈 والنفس الأمارة من وسوسة وايذاء لي، انا في حرب معهما ثم ها أنت تزيدين الطين بلة بوقوفك معهما ضدي!
لمحت فدوى دمعة تلألأت في عينه فخفضت رأسها وهي تقول : لا سامحني الله أن كنت آذيتك إلى هذه الدرجة..!
اكمل وهو يحاول السيطرة على أعصابه : نحن نتكلم كل يوم مع بعضنا نصف ساعة وأحيانا أكثر.. في هذه الفترة لا تعرفين كم اعاني حتى لا اتعدى حدودي معك لا سمح الله.. لكني أشعر بأن الله معي ولا يؤاخذني على جلوسي معك لأن هناك سبب معقول لجلوسنا هذا.. وهو أن نكون امام الناس وأمام ذلك الأستاذ الحقير مخطوبين فعلا فلا يتجرأ أحد على ايذائك أو اسماعك كلمة سيئة بخصوص علاقتنا.
هذا هو عذري أمام الله ولكن عندما تتحول هذه اللقاءات إلى مكالمات هاتفية لا يرانا فيها أحد - إلا الله - فما عذرنا حينها!؟
سامح الله أباك.. لو انه وافق على عقد القرآن لما عانينا كل هذه المعاناة!
- ولكن لماذا انت خائف من هذه المكالمات؟ ماذا عسانا أن نتكلم بغير كلامنا العادي واليومي.. إما عن الدراسة 📚 وإما عن الدين؟!
- يا فدوى افهميني ارجوك .. نحن غير مجبرين على اتباع هذه الوسيلة! ثم هل يعلم والدك بهذه المكالمات؟ انت عرضه وشرفه.. وإن أنا تعديت حدودي فسيرسل الله من يتعدى حدوده مع عرضي وشرفي.. سيأتي من يهاتف أخواتي دون علمي.. لأن الدنيا دائرة و( من طرق باب الناس طُرِقت بابه) و( كما تُدين تُدان) و( عفّوا عن نساء الناس تعفُّ نساؤكم) هذه هي أقوال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في هذا الخصوص.. فكيف تريدين مني بعد ذلك أن اتصل بك هاتفيا؟
قالت وهي تشعر بالندم : صدقني لولا أنني سأشتاق إلى نصائحك الرائعة لما طلبت منك ذلك الطلب ابدا.
قال وهو يسلمها حقيبتها : لن اجعلك تشتاقين لنصائحي ، سأرسل إليك يوميا على هاتفك نصيحة من كتاب أو موقع إلكتروني أعجبني.. ان كان هذا يرضيك! لكن اتركي مسألة الاتصالات نهائيا.
✍️سؤال للقراء : ما رأيكم بما فعله بطل الرواية .. هل يستحق أن نقول له : سلمت يداك يا شهاب؟!
#يتبع
#طبيب_القلوب.. هل هناك أشكال شرعي في قراءتها؟
بقلم الكاتبة الرواية : رويدة الدعمي
أشكر جميع الاخوة والأخوات الذين ارسلوا بارائهم الكريمة حول الشبهات التي قد تطرح عند قراءة روايتي طبيب القلوب.. وهذا أن دلَّ على شيء إنما يدل على حرصهم الشديد في عدم الوقوع في الحرام حتى من خلال قراءة رواية أكثر ما يمكن أن نطلق عليها إنها دينية!!
أخوتي الكرام : مما لا شك فيه أن العلاقات بين الجنسين من غير عقد شرعي فيه حرمة شديدة، ففي الإسلام لا يوجد هناك مصطلح ( الصداقة بين الجنسين) ولا حتى : أنا أراه مثل أخي.. أو مثل أبي.. أو أنا أراها مثل أختي .. أو مثل أمي!!
حتماً سيكون الشيطان حائماً حول هكذا علاقات.. ولقد أوضحت هذا الأمر بشكل مفصل قي روايتي الأولى ( نرجس) لكن في رواية الحرية الحمراء ورواية الإيمان والحب وكذلك روايتي الحالية طبيب القلوب.. هناك انتقال لشخص من طريق الضلال إلى طريق الهدى وهذا يحتم على الآخر أن يقف معه ويسنده دون تعدي الحدود الشرعية والأخلاقية.. حتى العلماء لديهم فتاوى صريحة في ذلك.. وإن كان الأمر يستوجب كذلك دفع الضرر كما في قصة فدوى مع ذلك الأستاذ هنا تحتم على بطل الرواية أن يقف معها رغم أنه اعترف في حضرة الأمير علي بن أبي طالب بأنه كان يخشى انه قد تمادى في تقديم المساعدة!!
ولو انه غير ملتزم ولا يخشى الله فما كان سبب زيارته لضريح الإمام علي عليه السلام وطلب العون من الله هناك ، وبأنه لن يبرح مكانه حتى يجد حلاً لما هو فيه؟!
لماذا أخبر الشيخ بأن خطوبته للبطلة من غير عقد شرعي سوف تجعله لا يستطيع محادثتها أو الاختلاط معها أثناء الدوام؟ أليست هذه كلها إشارات للقراء على حرمة الاختلاط بين الجنسين؟
وبعد أن وجد له الشيخ مخرجاً مما هو فيه.. كان شهاب يجلس معها وقد ( لبسا معا خاتم الخطوبة بموافقة والدها) و( أعلنا أمام الملأ خطوبتهما) فلا يوجد هناك أي حجة لمن يريد أن يقدح بسمعة الفتاة.. فترة الخطوبة جائزة شرعاً في الإسلام ليتعرف كلا الخطيبين على الآخر قبل الزواج بشرط أن لا يكون هناك كلام محرم أو نظرة محرمة والعياذ بالله..
وتم توضيح كل هذا من خلال تصرفات البطل مع البطلة فهو كان غاضاً للبصر، يحاول انتقاء الكلمات التي تجعل موقفه سليما امام الله.. وحتى عندما ذكر لها الآية القرآنية فعرفت حقيقة مشاعره من غير أن يقصد ..تركها وذهب ليستغفر الله على تلك الزلة!!
فأين الحرام في تصرفاته وهو حتى لا يسمح لها بالاتصال على هاتفه الشخصي واعطاها محاضرة كاملة عن حرمة هذه الأتصالات؟
والذي استمر في قراءة الحلقات بالتسلسل سيعرف لماذا أعطاها شهاب رقمه وهو يرفض اصلا مسألة الاتصالات الهاتفية بين الجنسين.. هذا التساؤل بالذات تطرحه البطلة على نفسها فتتأكد من خلال تتابع الأحداث بإن حكمة وإرادة الله في تخليصها من مكر ذلك الأستاذ هي التي جعلته يعطيها رقمه ليس أكثر من ذلك.
أنا متيقنة ولله الحمد بأن طريقتي في كتابة الرواية مشابهة لطريقة الشهيدة آمنة الصدر ( رضوان الله عليها) والذي يريد أن يتأكد ليعود فاليقرأ رواياتها.. ألم تكن هناك لقاءات وكلام بين أبطال الرواية..؟ اقرأوا ( الفضيلة تنتصر) واقرأوا (الباحثة عن الحقيقة).. وحتى ( امرأتان ورجل) ألم تهتدي تلك الفتاة من خلال الرسائل التي كان يرسلها إليها خطيب أختها ظناً منه انها خطيبته؟ الفرق ان الرسائل آنذاك ورقية أما اليوم وفي رواية طبيب القلوب الرسائل والنصائح والتوضيحات في أمور الدين كلها رسائل هاتفية لتطور الزمن بين رواياتي ورواياتها ليس إلا!
الشهيدة بنت الهدى لم تكن لتنتهي من قصة حتى تُسلّمها لأخيها المرجع الديني محمد باقر الصدر " رضوان الله عليه" للاطلاع عليها.. فإذا كان هناك شبهة محرمة أو أشكال شرعي في هذه القصص والروايات كيف يسمح المرجع بطباعتها ونشرها؟!
لقد استعملت الشهيدة في حينها عنصر التشويق من خلال القصص العاطفية التي لا تخلو اي رواية من رواياتها منها!! ولكن لماذا؟ الا يمكن أن تكتب لنا رواية ليس فيها قصة حب؟ أن ذكائها قادها إلى جذب الشباب إلى رحاب دينهم من خلال قصص الحب الملتزم والعاطفة السليمة.. ولولا هذا لما قرأوا رواياتها ولما اهتدى مئات الشباب من ذلك الوقت الى يومنا هذا على يديها المباركتين.
وكان لي في هذه الانسانة الطاهرة قدوة في كتابة هذه الروايات للشباب ( ولا أعتقد بأنني سأصل إلى مستوى كتاباتها طبعا) فإن لم نستخدم قصص الحب فيها فلن ينجذبوا اليها شبابنا وفتياتنا مع كل ما موجود اليوم من أفلام ومسلسلات وروايات خادشة للحياء ومليئة بالأفكار الفاسدة والمنحطة أخلاقياً ( أرجو أن يكون الهدف الحقيقي من رواياتي قد اتضح للقراء الكرام)
اعتذر عن الإطالة لكن الرسائل الكثيرة التي صارت تردني حتّمت عليَّ هذا الإسهاب والتفصيل.. وخاصة من الأخوة متابعي قناة ( الطريق الى التوبة) على التلكرام..والتي نشرت لي رواية نرجس وطبيب القلوب جزى الله القائمين عليها كل خير.
أشكر حرصكم أخوتي الأفاضل وأدعوكم إلى قراءة الر
بقلم الكاتبة الرواية : رويدة الدعمي
أشكر جميع الاخوة والأخوات الذين ارسلوا بارائهم الكريمة حول الشبهات التي قد تطرح عند قراءة روايتي طبيب القلوب.. وهذا أن دلَّ على شيء إنما يدل على حرصهم الشديد في عدم الوقوع في الحرام حتى من خلال قراءة رواية أكثر ما يمكن أن نطلق عليها إنها دينية!!
أخوتي الكرام : مما لا شك فيه أن العلاقات بين الجنسين من غير عقد شرعي فيه حرمة شديدة، ففي الإسلام لا يوجد هناك مصطلح ( الصداقة بين الجنسين) ولا حتى : أنا أراه مثل أخي.. أو مثل أبي.. أو أنا أراها مثل أختي .. أو مثل أمي!!
حتماً سيكون الشيطان حائماً حول هكذا علاقات.. ولقد أوضحت هذا الأمر بشكل مفصل قي روايتي الأولى ( نرجس) لكن في رواية الحرية الحمراء ورواية الإيمان والحب وكذلك روايتي الحالية طبيب القلوب.. هناك انتقال لشخص من طريق الضلال إلى طريق الهدى وهذا يحتم على الآخر أن يقف معه ويسنده دون تعدي الحدود الشرعية والأخلاقية.. حتى العلماء لديهم فتاوى صريحة في ذلك.. وإن كان الأمر يستوجب كذلك دفع الضرر كما في قصة فدوى مع ذلك الأستاذ هنا تحتم على بطل الرواية أن يقف معها رغم أنه اعترف في حضرة الأمير علي بن أبي طالب بأنه كان يخشى انه قد تمادى في تقديم المساعدة!!
ولو انه غير ملتزم ولا يخشى الله فما كان سبب زيارته لضريح الإمام علي عليه السلام وطلب العون من الله هناك ، وبأنه لن يبرح مكانه حتى يجد حلاً لما هو فيه؟!
لماذا أخبر الشيخ بأن خطوبته للبطلة من غير عقد شرعي سوف تجعله لا يستطيع محادثتها أو الاختلاط معها أثناء الدوام؟ أليست هذه كلها إشارات للقراء على حرمة الاختلاط بين الجنسين؟
وبعد أن وجد له الشيخ مخرجاً مما هو فيه.. كان شهاب يجلس معها وقد ( لبسا معا خاتم الخطوبة بموافقة والدها) و( أعلنا أمام الملأ خطوبتهما) فلا يوجد هناك أي حجة لمن يريد أن يقدح بسمعة الفتاة.. فترة الخطوبة جائزة شرعاً في الإسلام ليتعرف كلا الخطيبين على الآخر قبل الزواج بشرط أن لا يكون هناك كلام محرم أو نظرة محرمة والعياذ بالله..
وتم توضيح كل هذا من خلال تصرفات البطل مع البطلة فهو كان غاضاً للبصر، يحاول انتقاء الكلمات التي تجعل موقفه سليما امام الله.. وحتى عندما ذكر لها الآية القرآنية فعرفت حقيقة مشاعره من غير أن يقصد ..تركها وذهب ليستغفر الله على تلك الزلة!!
فأين الحرام في تصرفاته وهو حتى لا يسمح لها بالاتصال على هاتفه الشخصي واعطاها محاضرة كاملة عن حرمة هذه الأتصالات؟
والذي استمر في قراءة الحلقات بالتسلسل سيعرف لماذا أعطاها شهاب رقمه وهو يرفض اصلا مسألة الاتصالات الهاتفية بين الجنسين.. هذا التساؤل بالذات تطرحه البطلة على نفسها فتتأكد من خلال تتابع الأحداث بإن حكمة وإرادة الله في تخليصها من مكر ذلك الأستاذ هي التي جعلته يعطيها رقمه ليس أكثر من ذلك.
أنا متيقنة ولله الحمد بأن طريقتي في كتابة الرواية مشابهة لطريقة الشهيدة آمنة الصدر ( رضوان الله عليها) والذي يريد أن يتأكد ليعود فاليقرأ رواياتها.. ألم تكن هناك لقاءات وكلام بين أبطال الرواية..؟ اقرأوا ( الفضيلة تنتصر) واقرأوا (الباحثة عن الحقيقة).. وحتى ( امرأتان ورجل) ألم تهتدي تلك الفتاة من خلال الرسائل التي كان يرسلها إليها خطيب أختها ظناً منه انها خطيبته؟ الفرق ان الرسائل آنذاك ورقية أما اليوم وفي رواية طبيب القلوب الرسائل والنصائح والتوضيحات في أمور الدين كلها رسائل هاتفية لتطور الزمن بين رواياتي ورواياتها ليس إلا!
الشهيدة بنت الهدى لم تكن لتنتهي من قصة حتى تُسلّمها لأخيها المرجع الديني محمد باقر الصدر " رضوان الله عليه" للاطلاع عليها.. فإذا كان هناك شبهة محرمة أو أشكال شرعي في هذه القصص والروايات كيف يسمح المرجع بطباعتها ونشرها؟!
لقد استعملت الشهيدة في حينها عنصر التشويق من خلال القصص العاطفية التي لا تخلو اي رواية من رواياتها منها!! ولكن لماذا؟ الا يمكن أن تكتب لنا رواية ليس فيها قصة حب؟ أن ذكائها قادها إلى جذب الشباب إلى رحاب دينهم من خلال قصص الحب الملتزم والعاطفة السليمة.. ولولا هذا لما قرأوا رواياتها ولما اهتدى مئات الشباب من ذلك الوقت الى يومنا هذا على يديها المباركتين.
وكان لي في هذه الانسانة الطاهرة قدوة في كتابة هذه الروايات للشباب ( ولا أعتقد بأنني سأصل إلى مستوى كتاباتها طبعا) فإن لم نستخدم قصص الحب فيها فلن ينجذبوا اليها شبابنا وفتياتنا مع كل ما موجود اليوم من أفلام ومسلسلات وروايات خادشة للحياء ومليئة بالأفكار الفاسدة والمنحطة أخلاقياً ( أرجو أن يكون الهدف الحقيقي من رواياتي قد اتضح للقراء الكرام)
اعتذر عن الإطالة لكن الرسائل الكثيرة التي صارت تردني حتّمت عليَّ هذا الإسهاب والتفصيل.. وخاصة من الأخوة متابعي قناة ( الطريق الى التوبة) على التلكرام..والتي نشرت لي رواية نرجس وطبيب القلوب جزى الله القائمين عليها كل خير.
أشكر حرصكم أخوتي الأفاضل وأدعوكم إلى قراءة الر
الطريق إلى التوبة
Photo
#طبيب_القلوب ( 9)
✍️ رويدة الدعمي
عنوان الحلقة 🍃 ما أرحمك يا الله!!
وكما وعد شهاب فدوى ومنذ اول يوم من أيام العطلة الربيعية صار يبحث لها عن كلمات مؤثرة ليرسلها إليها هاتفياً لعلها تكون سببا لتقربها إلى الله أكثر..
كان يبحث في مكتبته المتواضعة عندما سألته سهام :
هل تبحث عن كتاب معين؟ 📘
أغلق الكتاب الذي في يده وهو يقول : انتِ هنا؟ لم الحظ دخولكِ!
جاءه صوت سهام مملوءاً بالحنان : انت هذه الأيام لا تلاحظ شيئاً على الإطلاق، وكأنك تعيش في عالم منفصل عنا!! 😌
قال وهو يجلس بقربها ويمسح على رأسها : لماذا يا حبيبة أخيكِ .. هل حدث أمر سيء لا سمح الله؟ لماذا تعاتبينني بهذا الشكل؟
أجابته بأدب : منذ خطبتك لتلك الفتاة وأنا الاحظك شارد الذهن ومشغول البال!
- لكنكِ تعرفين انها ليست خطبة بالمفهوم المتعارف عليه.. ارفعي حرف الباء منها وستظهر لك حقيقتها للأسف!! انها خطة ليس أكثر!! 😞
- نعم اعرف ذلك.. لكن هذه الخطة صارت تؤثر سلباً على صحتك وحتى على علاقتك بنا نحن اخواتك! 🙎🙎🙎
وقبل أن يجيب أكملت بألم : كنتَ سابقاً تجلس معنا أكثر.. تسأل عن دراستنا وعن أمورنا.. أما الآن فأنتَ بين الجامعة والمحل والغرفة!! 💔
قال وهو يطأطأ رأسه خجلاً : كلامكِ صحيح يا حبيبتي.. لقد أهملتُ نفسي وأهملتُكن بعض الشيء .. ولكني أعدكِ أن لا أكررها مرة أخرى.. فقط ظروفي كانت صعبة ووضعي الجديد جعلني مرتبك ومشغول الفكر دائماً .
تساءلت بفضول وهي تحاول أن يفتح لها قلبه❤️ فيزيح عنه هذه الهموم : ولكن ما به وضعك الجديد؟
قال وهو يسحب نفساً عميقاً ويخرجهُ على شكل حسرة مؤلمة : لا أعرف.. فلا أنا خاطب فعلاً ولا أنا اعزب!!
قالت سهام : ساعدك الله يا أخي.. وجعل تلك الفتاة من نصيبك.
سألها : هل لديكِ كتاب جميل يعطي نصائح للفتيات؟
- لماذا تسأل؟
- لقد وعدتها أن أرسل لها نصائح مؤثرة في كل ليلة من ليالي العطلة.
- ما الذي ينقصها هي في علاقتها مع الله..؟
- لم أفهم قصدك؟ 🤔
- هل تلاحظ عليها شيء من المعصية؟ قد تكون تاركة للصلاة مثلا؟
- لا... إنها تصلي.. لكنها حديثة العهد بالصلاة.. بعد أن دخل والدها إلى السجن قررت أن تلتزم الصلاة ولا تتركها ابدا.
- حسناً جداً .. هل تضع شيئاً من مساحيق الزينة؟
- رغم اني لا أطيل النظر في وجهها لكني لمحتها أكثر من مرة تضع احمراً للشفاه!
- حسناً.. وملابسها.. واسعة ام ضيقة جداً ؟ تحاول أن تبرز مفاتن جسمها ام لا؟
- ليس كثيراً .. لكنها تحتاج إلى ملابس شرعية أكثر.
- إذاً هي تحتاج لمعرفة الله أكثر.. حتى تحبهُ أكثر ثم تحاول أن تطيعهُ أكثر.. فتبحث عن مرضاتهِ في كل صغيرة وكبيرة.
قال لها وهو يهز رأسه بالإيجاب: الآن توضحت الصورة لديّ .. سأرسل إليها ما تحتاجه من كلمات.. شكراً لترتيب أفكاري المبعثرة!!
قالت سهام مبتسمة : انا في الخدمة دوماً .. أخي الحبيب.
وقبل أن تخرج من الغرفة قال لها بصوت يملؤه الحنان والمحبة : غداً بإذن الله سنتناول غدائنا خارج المنزل .. هيأنَ أنفسكن.
عادت سهام وطبعت قُبلة على جبين شهاب وهي تردد : سلمك الله من كل مكروه وحفظك لنا يا غالي.
بعد خروج اخته من الغرفة صار يبحث عما تحتاجه فدوى.. وأخيراً استقر على نصيحة جميلة.. ارسلها الى هاتفها وهو يدعو الله أن تؤثر فيها هذه الكلمات تأثيرا إيجابيا.
كانت تتحدث مع سمية عندما سمعت نغمة الرسالة : ركضت إلى هاتفها وفتحته.. كانت دقات قلبها تتزايد، قالت لمربيتها : انها رسالة من خطيبي 💌 يالفرحتي! عن اذنك يا خالة..
دخلت غرفتها وأغلقت الباب خلفها، جلست على السرير وبدأت تقرأ :
أنا لا اعلم كم من المرات ساق الله لي الألطاف والتسخير في غيبهِ .. وكنت أظن أن الظروف التي تحدث معي أمراً روتينياً ولكن حينما اتأمل في تفاصيلها أندهش من عظيم رحمة الله التي حلّت فيها لأوقن تماماً :
أن الله دائماً معي وأنني لم أكن يوماً بمفردي..
فهو القائل في حديثٍ قدسي :
" وعزّتي وجلالي لأُدبرنَّ الأمر لِمن لا حيلة له حتى يتعجّب أصحاب الحِيَل ".
دمعت عيناها وعادت لها هذه الكلمات ذكرى ذلك الموقف الذي صدر من الدكتور شادي في غرفة المكتب الخاصة به ، وكيف كانت في لحظتها بلا حول ولا قوة ، كيف اعطاها شهاب رقمه قبل الموقف بلحظات!!
انه فعلاً تدبير الله لها.. ففي الوقت الذي كان يخطط فيه ذلك الأستاذ لأمر قذر.. كان ( الله) في ذلك الوقت يدبر لها مخرجاً مما ستكون فيه!
لماذا أعطاها شهاب رقمه فجأة وهو أصلاً ضد العلاقات الهاتفية بين الجنسين؟ 😮 دخل في روعها بأن الله قد أرشده إلى ذلك.. فقط لينقذها مما سيحل بها بعد قليل!!
تذكرت كيف جاء شهاب بعد لحظات ونطق بتلك الكلمات.. أيضا من غير إرادته! نعم هذا ما أكده لها بعد ذلك الموقف.
كان كل شيء يسير وفق تدبير إلهي.. وهي غافلة! 😭
كيف تعجب الدكتور شادي وفشلت خطته الماكرة بعد سماعه خبر الخطوبة؟ كان في بالهِ ان يحتال عليها لكن الله بلطفه ورحمته دبّر لها حيلة أقوى من حيلته!!
عادت لتقرأ كلمات ذلك الحديث
✍️ رويدة الدعمي
عنوان الحلقة 🍃 ما أرحمك يا الله!!
وكما وعد شهاب فدوى ومنذ اول يوم من أيام العطلة الربيعية صار يبحث لها عن كلمات مؤثرة ليرسلها إليها هاتفياً لعلها تكون سببا لتقربها إلى الله أكثر..
كان يبحث في مكتبته المتواضعة عندما سألته سهام :
هل تبحث عن كتاب معين؟ 📘
أغلق الكتاب الذي في يده وهو يقول : انتِ هنا؟ لم الحظ دخولكِ!
جاءه صوت سهام مملوءاً بالحنان : انت هذه الأيام لا تلاحظ شيئاً على الإطلاق، وكأنك تعيش في عالم منفصل عنا!! 😌
قال وهو يجلس بقربها ويمسح على رأسها : لماذا يا حبيبة أخيكِ .. هل حدث أمر سيء لا سمح الله؟ لماذا تعاتبينني بهذا الشكل؟
أجابته بأدب : منذ خطبتك لتلك الفتاة وأنا الاحظك شارد الذهن ومشغول البال!
- لكنكِ تعرفين انها ليست خطبة بالمفهوم المتعارف عليه.. ارفعي حرف الباء منها وستظهر لك حقيقتها للأسف!! انها خطة ليس أكثر!! 😞
- نعم اعرف ذلك.. لكن هذه الخطة صارت تؤثر سلباً على صحتك وحتى على علاقتك بنا نحن اخواتك! 🙎🙎🙎
وقبل أن يجيب أكملت بألم : كنتَ سابقاً تجلس معنا أكثر.. تسأل عن دراستنا وعن أمورنا.. أما الآن فأنتَ بين الجامعة والمحل والغرفة!! 💔
قال وهو يطأطأ رأسه خجلاً : كلامكِ صحيح يا حبيبتي.. لقد أهملتُ نفسي وأهملتُكن بعض الشيء .. ولكني أعدكِ أن لا أكررها مرة أخرى.. فقط ظروفي كانت صعبة ووضعي الجديد جعلني مرتبك ومشغول الفكر دائماً .
تساءلت بفضول وهي تحاول أن يفتح لها قلبه❤️ فيزيح عنه هذه الهموم : ولكن ما به وضعك الجديد؟
قال وهو يسحب نفساً عميقاً ويخرجهُ على شكل حسرة مؤلمة : لا أعرف.. فلا أنا خاطب فعلاً ولا أنا اعزب!!
قالت سهام : ساعدك الله يا أخي.. وجعل تلك الفتاة من نصيبك.
سألها : هل لديكِ كتاب جميل يعطي نصائح للفتيات؟
- لماذا تسأل؟
- لقد وعدتها أن أرسل لها نصائح مؤثرة في كل ليلة من ليالي العطلة.
- ما الذي ينقصها هي في علاقتها مع الله..؟
- لم أفهم قصدك؟ 🤔
- هل تلاحظ عليها شيء من المعصية؟ قد تكون تاركة للصلاة مثلا؟
- لا... إنها تصلي.. لكنها حديثة العهد بالصلاة.. بعد أن دخل والدها إلى السجن قررت أن تلتزم الصلاة ولا تتركها ابدا.
- حسناً جداً .. هل تضع شيئاً من مساحيق الزينة؟
- رغم اني لا أطيل النظر في وجهها لكني لمحتها أكثر من مرة تضع احمراً للشفاه!
- حسناً.. وملابسها.. واسعة ام ضيقة جداً ؟ تحاول أن تبرز مفاتن جسمها ام لا؟
- ليس كثيراً .. لكنها تحتاج إلى ملابس شرعية أكثر.
- إذاً هي تحتاج لمعرفة الله أكثر.. حتى تحبهُ أكثر ثم تحاول أن تطيعهُ أكثر.. فتبحث عن مرضاتهِ في كل صغيرة وكبيرة.
قال لها وهو يهز رأسه بالإيجاب: الآن توضحت الصورة لديّ .. سأرسل إليها ما تحتاجه من كلمات.. شكراً لترتيب أفكاري المبعثرة!!
قالت سهام مبتسمة : انا في الخدمة دوماً .. أخي الحبيب.
وقبل أن تخرج من الغرفة قال لها بصوت يملؤه الحنان والمحبة : غداً بإذن الله سنتناول غدائنا خارج المنزل .. هيأنَ أنفسكن.
عادت سهام وطبعت قُبلة على جبين شهاب وهي تردد : سلمك الله من كل مكروه وحفظك لنا يا غالي.
بعد خروج اخته من الغرفة صار يبحث عما تحتاجه فدوى.. وأخيراً استقر على نصيحة جميلة.. ارسلها الى هاتفها وهو يدعو الله أن تؤثر فيها هذه الكلمات تأثيرا إيجابيا.
كانت تتحدث مع سمية عندما سمعت نغمة الرسالة : ركضت إلى هاتفها وفتحته.. كانت دقات قلبها تتزايد، قالت لمربيتها : انها رسالة من خطيبي 💌 يالفرحتي! عن اذنك يا خالة..
دخلت غرفتها وأغلقت الباب خلفها، جلست على السرير وبدأت تقرأ :
أنا لا اعلم كم من المرات ساق الله لي الألطاف والتسخير في غيبهِ .. وكنت أظن أن الظروف التي تحدث معي أمراً روتينياً ولكن حينما اتأمل في تفاصيلها أندهش من عظيم رحمة الله التي حلّت فيها لأوقن تماماً :
أن الله دائماً معي وأنني لم أكن يوماً بمفردي..
فهو القائل في حديثٍ قدسي :
" وعزّتي وجلالي لأُدبرنَّ الأمر لِمن لا حيلة له حتى يتعجّب أصحاب الحِيَل ".
دمعت عيناها وعادت لها هذه الكلمات ذكرى ذلك الموقف الذي صدر من الدكتور شادي في غرفة المكتب الخاصة به ، وكيف كانت في لحظتها بلا حول ولا قوة ، كيف اعطاها شهاب رقمه قبل الموقف بلحظات!!
انه فعلاً تدبير الله لها.. ففي الوقت الذي كان يخطط فيه ذلك الأستاذ لأمر قذر.. كان ( الله) في ذلك الوقت يدبر لها مخرجاً مما ستكون فيه!
لماذا أعطاها شهاب رقمه فجأة وهو أصلاً ضد العلاقات الهاتفية بين الجنسين؟ 😮 دخل في روعها بأن الله قد أرشده إلى ذلك.. فقط لينقذها مما سيحل بها بعد قليل!!
تذكرت كيف جاء شهاب بعد لحظات ونطق بتلك الكلمات.. أيضا من غير إرادته! نعم هذا ما أكده لها بعد ذلك الموقف.
كان كل شيء يسير وفق تدبير إلهي.. وهي غافلة! 😭
كيف تعجب الدكتور شادي وفشلت خطته الماكرة بعد سماعه خبر الخطوبة؟ كان في بالهِ ان يحتال عليها لكن الله بلطفه ورحمته دبّر لها حيلة أقوى من حيلته!!
عادت لتقرأ كلمات ذلك الحديث
#طبيب_القلوب ( 10)
✍رويدة الدعمي
عنوان الحلقة ⬇️
بماذا أستبدل الروايات الخادشة للحياء؟! 🤔
حاول شهاب أن يكون في المنزل قبل حلول الظهيرة بعد أن استأذن من الحاج فاضل، وما أن دخل المنزل حتى وجد أخواته قد هيأن أنفسهن للخروج في نزهة كما وعدهن يوم أمس .. فقال وهو يشرب كوبا من الماء البارد : بدأ الجو يزداد دفئا.. لقد حل الربيع فعلا.. ولهذا ستكون نزهتنا إلى إحدى الحدائق الجميلة.. 🌳🌲🌴سنتناول غدائنا هناك.
وفي تلك الحديقة الزاهية بأنواع الزرع ووسط الزهور رائعة الجمال🌹زكية العطور وقف شهاب ليصلي بكل خشوع وهيبة، بينما اتجهت الأخوات إلى مكان منعزل قليلا لتأدية الصلاة ولما عدن إلى حيث شهاب وجدنه قد هيأ الطعام وبدأ الجميع بالأكل 🍔🥘🍟وهم يتناولون أطراف الحديث قال وهو يمسح شفتيه بعد أن ناولته ختام منديلا مبللا : الحمد لله على نعمه التي لا تحصى..
رددت أخواته : الحمد لله.. الحمد لله.
بعد الصلاة والغداء قام الأربعة ليتمشوا بين الأشجار والزهور، وقفوا قرب بحيرة صغيرة تتوسطها نافورة ماء جميلة ⛲ليلتقطوا بعض الصور.. وبين كل هذه المشاهد كان شهاب يتمنى لو كانت فدوى معهم الآن لاكتملت سعادته!!
عندما عادوا مساءا تذكر وعده لفدوى فأخرج هاتفه النقال ليرسل لها نصيحة فوجد أن هناك رسالة قد وصلته منها!
فتحها وبدأ يقرأ : عزيزي شهاب.. بعد أن جائتني رسالتك يوم أمس بكيت كثيرا 😭 لأنني أحسست بالتقصير تجاه ربي.. فهو معي في كل حين لكني مازلت غافلة عنه!
بعد رسالتها هذه حمد الله إذ استجاب دعوته ثم اتجه إلى مكتبته واستخرج منها الرواية التأريخية "تراتيل في زمن الذئاب" لمؤلفها كمال السيد ثم صار يكتب لها بعض الاقتباسات من هذه الرواية :
عندما يسلم الإنسان قلبه إلى السماء 🌌 تضيء في أعماقه الآيات الكبرى.. فيرى الوجود حركة موحدة متناسقة تتجه إلى غاية وهدف، وعندما يختار الإنسان بإرادته الاندماج في هذه الحركة.. الأنصهار في بوتقة الوجود.. عندها يرى الأشياء على حقيقتها بعيدا عن زيف الزمن.
وعندما يتجه الإنسان إلى ربه.. فإنه يستمد طاقات جبارة هي جذوة من القدرة المطلقة.
استلمت فدوى الرسالة وما أن قرأتها حتى رحل تفكيرها إلى حيث الفضاء الشاسع الذي فيه كل آيات الوجود!
شعرت وكأن الرسالة قد زودتها بجناحين 🕊️ جعلتها تحلق بعيدا.. بعيدا جدا حيث عالم الطهر والنقاء.
قبل أن ينتهي الأسبوع الأول من العطلة ارسلت فدوى رسالة إلى شهاب كتبت فيها : ماذا تنصحني بخصوص الروايات الغربية التي امتلأت مكتبتي بها 📚 وكذلك بعض الروايات العربية.. علما أن جميع الروايات التي عندي فيها وصف للعلاقات العاطفية والجنسية وصفا خادشا للحياء!؟
هل استمر بقرائتها ام انها تعرقل حركة توجهي إلى الله؟
فكتب إليها ما أوصى به السيد روح الله الخميني بهذا الخصوص إذ كان مضمون وصيته :
( فليحذر شبابنا.. إن الغرب لن يأتي لمحاربتكم شاهرا السلاح ،بل يأتي رافعا القلم 🖋️.. إن الغرب لن يجلب جندياً بل يجلب كاتباً ومؤلفاً إلينا )..
يمكننا أن نستبدل الروايات الخادشة للحياء بالروايات الهادفة التي تزيد في معرفتنا وثقافتنا العامة واليك أسماء المؤلفين لهكذا روايات هادفة ورائعة وهم ( بنت الهدى، كمال السيد، خولة القزويني، عالية محمد صادق، د. فخري مشكور) وآخرين.. وأكثر رواياتهم شبابية تجمع بين الدين والعاطفة السليمة 💚
أما تلك الروايات التي تقبع في الضفة الأخرى المعتمة فعليك الإقلاع عنها لأنها تشوه فيك روح التقوى وتساعدك على التفكير السيء الذي لا يزيد الإنسان إلا ابتعادا عن الخالق..
فكم من شاب وشابة تركوا دينهم والتزامهم بسبب الإكثار من قراءة هذه الكتب؟! 📚
فهمت فدوى المقصود من الرد وقررت أن تترك قراءة هذه الروايات، لكنها صارت تشعر بفراغ كبير وما زال أمامها أسبوعا كاملا للعطلة، حاولت أن تفكر بماذا تملأ أوقات فراغها فلم تعرف؟ بالنسبة للتلفزيون 📺 فلقد كانت أكثر مسلسلاته وأفلامه لا يقل تأثيرها السلبي عن الروايات التي أقلعت عنها!!
✍القراء الكرام ⬇️
هل انتم مع أبطال الرواية في كون المسلسلات والأفلام والروايات الخادشة للحياء تزيدنا بعدا عن الله وتشوه روح التقوى وتقتل حب الدين في دواخلنا؟!
.
#يتبع
✍رويدة الدعمي
عنوان الحلقة ⬇️
بماذا أستبدل الروايات الخادشة للحياء؟! 🤔
حاول شهاب أن يكون في المنزل قبل حلول الظهيرة بعد أن استأذن من الحاج فاضل، وما أن دخل المنزل حتى وجد أخواته قد هيأن أنفسهن للخروج في نزهة كما وعدهن يوم أمس .. فقال وهو يشرب كوبا من الماء البارد : بدأ الجو يزداد دفئا.. لقد حل الربيع فعلا.. ولهذا ستكون نزهتنا إلى إحدى الحدائق الجميلة.. 🌳🌲🌴سنتناول غدائنا هناك.
وفي تلك الحديقة الزاهية بأنواع الزرع ووسط الزهور رائعة الجمال🌹زكية العطور وقف شهاب ليصلي بكل خشوع وهيبة، بينما اتجهت الأخوات إلى مكان منعزل قليلا لتأدية الصلاة ولما عدن إلى حيث شهاب وجدنه قد هيأ الطعام وبدأ الجميع بالأكل 🍔🥘🍟وهم يتناولون أطراف الحديث قال وهو يمسح شفتيه بعد أن ناولته ختام منديلا مبللا : الحمد لله على نعمه التي لا تحصى..
رددت أخواته : الحمد لله.. الحمد لله.
بعد الصلاة والغداء قام الأربعة ليتمشوا بين الأشجار والزهور، وقفوا قرب بحيرة صغيرة تتوسطها نافورة ماء جميلة ⛲ليلتقطوا بعض الصور.. وبين كل هذه المشاهد كان شهاب يتمنى لو كانت فدوى معهم الآن لاكتملت سعادته!!
عندما عادوا مساءا تذكر وعده لفدوى فأخرج هاتفه النقال ليرسل لها نصيحة فوجد أن هناك رسالة قد وصلته منها!
فتحها وبدأ يقرأ : عزيزي شهاب.. بعد أن جائتني رسالتك يوم أمس بكيت كثيرا 😭 لأنني أحسست بالتقصير تجاه ربي.. فهو معي في كل حين لكني مازلت غافلة عنه!
بعد رسالتها هذه حمد الله إذ استجاب دعوته ثم اتجه إلى مكتبته واستخرج منها الرواية التأريخية "تراتيل في زمن الذئاب" لمؤلفها كمال السيد ثم صار يكتب لها بعض الاقتباسات من هذه الرواية :
عندما يسلم الإنسان قلبه إلى السماء 🌌 تضيء في أعماقه الآيات الكبرى.. فيرى الوجود حركة موحدة متناسقة تتجه إلى غاية وهدف، وعندما يختار الإنسان بإرادته الاندماج في هذه الحركة.. الأنصهار في بوتقة الوجود.. عندها يرى الأشياء على حقيقتها بعيدا عن زيف الزمن.
وعندما يتجه الإنسان إلى ربه.. فإنه يستمد طاقات جبارة هي جذوة من القدرة المطلقة.
استلمت فدوى الرسالة وما أن قرأتها حتى رحل تفكيرها إلى حيث الفضاء الشاسع الذي فيه كل آيات الوجود!
شعرت وكأن الرسالة قد زودتها بجناحين 🕊️ جعلتها تحلق بعيدا.. بعيدا جدا حيث عالم الطهر والنقاء.
قبل أن ينتهي الأسبوع الأول من العطلة ارسلت فدوى رسالة إلى شهاب كتبت فيها : ماذا تنصحني بخصوص الروايات الغربية التي امتلأت مكتبتي بها 📚 وكذلك بعض الروايات العربية.. علما أن جميع الروايات التي عندي فيها وصف للعلاقات العاطفية والجنسية وصفا خادشا للحياء!؟
هل استمر بقرائتها ام انها تعرقل حركة توجهي إلى الله؟
فكتب إليها ما أوصى به السيد روح الله الخميني بهذا الخصوص إذ كان مضمون وصيته :
( فليحذر شبابنا.. إن الغرب لن يأتي لمحاربتكم شاهرا السلاح ،بل يأتي رافعا القلم 🖋️.. إن الغرب لن يجلب جندياً بل يجلب كاتباً ومؤلفاً إلينا )..
يمكننا أن نستبدل الروايات الخادشة للحياء بالروايات الهادفة التي تزيد في معرفتنا وثقافتنا العامة واليك أسماء المؤلفين لهكذا روايات هادفة ورائعة وهم ( بنت الهدى، كمال السيد، خولة القزويني، عالية محمد صادق، د. فخري مشكور) وآخرين.. وأكثر رواياتهم شبابية تجمع بين الدين والعاطفة السليمة 💚
أما تلك الروايات التي تقبع في الضفة الأخرى المعتمة فعليك الإقلاع عنها لأنها تشوه فيك روح التقوى وتساعدك على التفكير السيء الذي لا يزيد الإنسان إلا ابتعادا عن الخالق..
فكم من شاب وشابة تركوا دينهم والتزامهم بسبب الإكثار من قراءة هذه الكتب؟! 📚
فهمت فدوى المقصود من الرد وقررت أن تترك قراءة هذه الروايات، لكنها صارت تشعر بفراغ كبير وما زال أمامها أسبوعا كاملا للعطلة، حاولت أن تفكر بماذا تملأ أوقات فراغها فلم تعرف؟ بالنسبة للتلفزيون 📺 فلقد كانت أكثر مسلسلاته وأفلامه لا يقل تأثيرها السلبي عن الروايات التي أقلعت عنها!!
✍القراء الكرام ⬇️
هل انتم مع أبطال الرواية في كون المسلسلات والأفلام والروايات الخادشة للحياء تزيدنا بعدا عن الله وتشوه روح التقوى وتقتل حب الدين في دواخلنا؟!
.
#يتبع
الطريق إلى التوبة
Photo
#طبيب_القلوب ( 11)
✍رويدة الدعمي
عنوان الحلقة / الأستاذ شادي.. من جديد 😱
كتبت فدوى لشهاب تقول : دُلّني على شيء املأ به أوقات فراغي، التلفاز والانترنت صارا مملين بالنسبة لي، كما أنني أقلعتُ عن قراءة الروايات غير النافعة ولا تتواجد لديَّ حالياً الروايات التي أشرت اليَّ بقارائتها.. فبماذا تنصحني أن أملأ اوقات فراغي في الأيام الباقية من العطلة؟!
جاءها الرد :
قال تعالى..
(( يَـا يَحيَى خُذِ الكتَاب بقوّة)) 📗
خُذه إلى أين ؟
إلىٰ الرَّف لكي يترَاكم عليه الغُـبار ، ويُزاح عنه بين "رمضان" وآخر ؟
إلىٰ دورات الحِفظ ومُسابقاتِه ؟
إلىٰ السَّيَّارة ليحفظها ورَاكبيها ؟
إلى القُبور لكي يُقرأ على الأموَات؟
خذه إلى أين؟! ⬇️
خُذه إلى أعمَاقِك ، خذهُ إلى تَلافيف مخك، خُذه لِيسري في عُروقِك ، في تنفُّسك ، في شَهيقِـك وزَفيرك.
خُذه لكي يكُون كتاب (التَّعليمات) فِي حَياتك؛ الَّذي يرشدك كَيف تستعملُ نفسكَ.
أغلقت الرسالة وضمت الهاتف إلى قلبها وهي تقول : إلهي لا تحرمني من نصائحه.. إنها والله الدواء لروحي المريضة!
توضأت وفتحت القرآن وقبل أن تقرأ سورة الفاتحة نوت أن تختم القرآن وتهدي ثوابه لروح والدتها كما قررت أن تكون قرائتها هذه المرة بكل تفهم وتروي وستقف عند كل آية غير مفهومة لتشير عليها ثم تسأل الخالة سمية أو قد تسأل شهاب عن معناها..
إنها في السابق لا تقرأ القرآن إلا في شهر رمضان! بينما مُربيتها سُمية تقرأه في كل يوم وبعد كل فريضة، كم تمنت أن تكون مثلها لكن لم يكن هناك ما يشجعها.. أما اليوم فلقد فهمت الحكمة من تعلق سمية بالقرآن الكريم.. إنها تعتبرهُ كتاب تعليمات لحياتها ونفسها لذلك تراها مطمئنة دائماً وراضية بما قسمهُ الله لها وهي في الوقت نفسه ملتزمة بكل تعاليم ربها.
قضت فدوى ذلك الأسبوع بين السور والآيات القرآنية وكانت تشاركها سمية في تفسير بعض الكلمات والآيات غير المفهومة عندها.
لم يرسل إليها شهاب في ذلك الأسبوع اي نصيحة، ولم تلتفت هي إلى الأمر.. وكأن النصيحة الأخيرة أغنتها عن كل النصائح!!
💚❤️💙
تكثفت الدراسة في الكورس الثاني📙📘📕 ولم يكن هناك أي مجال للجلوس والتحدث كالسابق، كان هذا الأمر مريح للطرفين!!
في السابق كان شهاب هو الطرف الأكثر عدم ارتياح من تلك الجلسات أما اليوم فحتى فدوى صارت روحها لا ترتاح لتلك الجلسات خوفاً على علاقتها مع الله، صارت الآن تدرك ما كان يُعانيه شهاب من أجل أن يبقى عبداً طائعاً لربه.
كانت فدوى مشغولة مع زميلاتها بينما شهاب مشغول مع زملائه وحتى في قاعة المحاضرات صارت فدوى تتجنب الجلوس في المقعد القريب من مقعده!
لم ينتبه الطلاب كثيراً لأنشغالهم بالدراسة والامتحانات والذي كان منتبهاً لكل هذا التغير هو الدكتور شادي فقط !! 😱
لقد كان يراقبهما في القاعة والممرات ومن شباك مكتبه!
استوقفها مرة ليسألها : أعجب انكِ وشهاب إلى الآن تلبسان خاتمي الخطوبة..! 💍
قالت وهي تبلع ريقها بصعوبة : لماذا العجب يا أستاذ..؟
قال بمكر : لا أراكما معا أبدا.. هل الدراسة تشغلكما إلى هذه الدرجة؟ هل الحب عندكما أمر ثانوي بحيث فضلتما الدراسة عليه؟
قالت وهي تحاول أن تكون متماسكة : أن الدراسة عندنا الآن أهم من أي شيء آخر.. هل تعرف لماذا يا دكتور؟
قال وقد اتسعت حدقتا عينيه : لماذا؟
- لأننا إن لم ننجح ونتخرج سيتأخر زواجنا .. هذا ما قرره والدي للأسف الشديد!!
قالت عبارة ( للأسف الشديد) بكل وضوح وكأنها تريد أن توصل إليه رسالة ما.
ولم يكن شادي قليل الذكاء فلقد وصلته رسالتها مفهومة جداً فقال بخبث : هل تحبينه إلى هذه الدرجة ❤️ بحيث تضحين بجمال فترة الخطوبة لأجل أن لا يتأخر الزواج عن موعده المحدد!!
أقطبت حاجبيها ولم تجبه، فأكمل بكل ما لديه من وقاحة : لو كنت مكان خطيبكِ لما فرطت بهذه الفترة ابدا، فلا يمكنني أن اقاوم وانا ارى حبيبتي معي يومياً في الجامعة ثم لا اقترب منها و..
وهنا ومن غير ان تشعر صرخت بوجهه وركضت باكية، شاهد الموقف بعض الطلبة فأسرعوا إلى شهاب ليخبروه بما حصل لخطيبته..
بحث عنها شهاب كثيراً لكنه لم يجدها.. اتصل على هاتفها فلم ترد!
وصلت إلى المنزل وما أن شاهدت سمية حتى ارتمت في حضنها وهي تبكي 😭 وتندب حظها العاثر، لم تفهم منها شيئاً في البداية لكن وبعد أن هدأت قليلاً أخبرتها بكل شيء، صارت سمية تمسح على رأس صغيرتها حتى نامت وهي على الأريكة ، تركتها في مكانها وغطتها بشرشف خفيف وهي تقول : مسكينة! سهرت الليل كله في الدراسة والتحضير لامتحان اليوم ثم ها هو الحقير يحرمها من أداء ذلك الامتحان!
استقل شهاب سيارة أجرة🚕 وذهب إلى منزل فدوى تاركاً الامتحان هو الآخر..
تعمد الدكتور شادي أن يكون هو المراقب على قاعتهم الامتحانية في ذلك اليوم ..ظناً منه انه سيعيد الصاع صاعين لفدوى وسيتهمها هي وخطيبها بالغش .. ولشدَّ ما ادهشهُ أن كليهما لم يحضرا ذلك الامتحان!!
#يتبع
✍رويدة الدعمي
عنوان الحلقة / الأستاذ شادي.. من جديد 😱
كتبت فدوى لشهاب تقول : دُلّني على شيء املأ به أوقات فراغي، التلفاز والانترنت صارا مملين بالنسبة لي، كما أنني أقلعتُ عن قراءة الروايات غير النافعة ولا تتواجد لديَّ حالياً الروايات التي أشرت اليَّ بقارائتها.. فبماذا تنصحني أن أملأ اوقات فراغي في الأيام الباقية من العطلة؟!
جاءها الرد :
قال تعالى..
(( يَـا يَحيَى خُذِ الكتَاب بقوّة)) 📗
خُذه إلى أين ؟
إلىٰ الرَّف لكي يترَاكم عليه الغُـبار ، ويُزاح عنه بين "رمضان" وآخر ؟
إلىٰ دورات الحِفظ ومُسابقاتِه ؟
إلىٰ السَّيَّارة ليحفظها ورَاكبيها ؟
إلى القُبور لكي يُقرأ على الأموَات؟
خذه إلى أين؟! ⬇️
خُذه إلى أعمَاقِك ، خذهُ إلى تَلافيف مخك، خُذه لِيسري في عُروقِك ، في تنفُّسك ، في شَهيقِـك وزَفيرك.
خُذه لكي يكُون كتاب (التَّعليمات) فِي حَياتك؛ الَّذي يرشدك كَيف تستعملُ نفسكَ.
أغلقت الرسالة وضمت الهاتف إلى قلبها وهي تقول : إلهي لا تحرمني من نصائحه.. إنها والله الدواء لروحي المريضة!
توضأت وفتحت القرآن وقبل أن تقرأ سورة الفاتحة نوت أن تختم القرآن وتهدي ثوابه لروح والدتها كما قررت أن تكون قرائتها هذه المرة بكل تفهم وتروي وستقف عند كل آية غير مفهومة لتشير عليها ثم تسأل الخالة سمية أو قد تسأل شهاب عن معناها..
إنها في السابق لا تقرأ القرآن إلا في شهر رمضان! بينما مُربيتها سُمية تقرأه في كل يوم وبعد كل فريضة، كم تمنت أن تكون مثلها لكن لم يكن هناك ما يشجعها.. أما اليوم فلقد فهمت الحكمة من تعلق سمية بالقرآن الكريم.. إنها تعتبرهُ كتاب تعليمات لحياتها ونفسها لذلك تراها مطمئنة دائماً وراضية بما قسمهُ الله لها وهي في الوقت نفسه ملتزمة بكل تعاليم ربها.
قضت فدوى ذلك الأسبوع بين السور والآيات القرآنية وكانت تشاركها سمية في تفسير بعض الكلمات والآيات غير المفهومة عندها.
لم يرسل إليها شهاب في ذلك الأسبوع اي نصيحة، ولم تلتفت هي إلى الأمر.. وكأن النصيحة الأخيرة أغنتها عن كل النصائح!!
💚❤️💙
تكثفت الدراسة في الكورس الثاني📙📘📕 ولم يكن هناك أي مجال للجلوس والتحدث كالسابق، كان هذا الأمر مريح للطرفين!!
في السابق كان شهاب هو الطرف الأكثر عدم ارتياح من تلك الجلسات أما اليوم فحتى فدوى صارت روحها لا ترتاح لتلك الجلسات خوفاً على علاقتها مع الله، صارت الآن تدرك ما كان يُعانيه شهاب من أجل أن يبقى عبداً طائعاً لربه.
كانت فدوى مشغولة مع زميلاتها بينما شهاب مشغول مع زملائه وحتى في قاعة المحاضرات صارت فدوى تتجنب الجلوس في المقعد القريب من مقعده!
لم ينتبه الطلاب كثيراً لأنشغالهم بالدراسة والامتحانات والذي كان منتبهاً لكل هذا التغير هو الدكتور شادي فقط !! 😱
لقد كان يراقبهما في القاعة والممرات ومن شباك مكتبه!
استوقفها مرة ليسألها : أعجب انكِ وشهاب إلى الآن تلبسان خاتمي الخطوبة..! 💍
قالت وهي تبلع ريقها بصعوبة : لماذا العجب يا أستاذ..؟
قال بمكر : لا أراكما معا أبدا.. هل الدراسة تشغلكما إلى هذه الدرجة؟ هل الحب عندكما أمر ثانوي بحيث فضلتما الدراسة عليه؟
قالت وهي تحاول أن تكون متماسكة : أن الدراسة عندنا الآن أهم من أي شيء آخر.. هل تعرف لماذا يا دكتور؟
قال وقد اتسعت حدقتا عينيه : لماذا؟
- لأننا إن لم ننجح ونتخرج سيتأخر زواجنا .. هذا ما قرره والدي للأسف الشديد!!
قالت عبارة ( للأسف الشديد) بكل وضوح وكأنها تريد أن توصل إليه رسالة ما.
ولم يكن شادي قليل الذكاء فلقد وصلته رسالتها مفهومة جداً فقال بخبث : هل تحبينه إلى هذه الدرجة ❤️ بحيث تضحين بجمال فترة الخطوبة لأجل أن لا يتأخر الزواج عن موعده المحدد!!
أقطبت حاجبيها ولم تجبه، فأكمل بكل ما لديه من وقاحة : لو كنت مكان خطيبكِ لما فرطت بهذه الفترة ابدا، فلا يمكنني أن اقاوم وانا ارى حبيبتي معي يومياً في الجامعة ثم لا اقترب منها و..
وهنا ومن غير ان تشعر صرخت بوجهه وركضت باكية، شاهد الموقف بعض الطلبة فأسرعوا إلى شهاب ليخبروه بما حصل لخطيبته..
بحث عنها شهاب كثيراً لكنه لم يجدها.. اتصل على هاتفها فلم ترد!
وصلت إلى المنزل وما أن شاهدت سمية حتى ارتمت في حضنها وهي تبكي 😭 وتندب حظها العاثر، لم تفهم منها شيئاً في البداية لكن وبعد أن هدأت قليلاً أخبرتها بكل شيء، صارت سمية تمسح على رأس صغيرتها حتى نامت وهي على الأريكة ، تركتها في مكانها وغطتها بشرشف خفيف وهي تقول : مسكينة! سهرت الليل كله في الدراسة والتحضير لامتحان اليوم ثم ها هو الحقير يحرمها من أداء ذلك الامتحان!
استقل شهاب سيارة أجرة🚕 وذهب إلى منزل فدوى تاركاً الامتحان هو الآخر..
تعمد الدكتور شادي أن يكون هو المراقب على قاعتهم الامتحانية في ذلك اليوم ..ظناً منه انه سيعيد الصاع صاعين لفدوى وسيتهمها هي وخطيبها بالغش .. ولشدَّ ما ادهشهُ أن كليهما لم يحضرا ذلك الامتحان!!
#يتبع