الطريق إلى التوبة
6.03K subscribers
10.2K photos
388 videos
243 files
5.34K links
قد تركتُ الكُلَّ ربّي ماعداك
ليس لي في غربةِ العمر سِواك...
حيثُ ما أنتَ فـ أفكاري هُناك..
قلبي الخفاقُ أضحۍ مضجعك..
في حنايا صدري أُخفي موضعك..

اي استفسار او ملاحظة ارسلها حصرا على هذا البوت

@altaubaa_bot

فهرس القناة
https://t.me/fhras_altauba
Download Telegram
#الجزء_الثاني

وخرج بعد أن ترك البيت وقد عجّ بالاضطراب والقلق على آل البيت(ع)، تركهم وهم يعدّون اللـحظات منتظرين عودته ليوافيهم بآخر الأخبار عن حركة الإمام وتفاصيل خروجه.

🤲🏻ورفعت أم عبد الله يدها بالدعاء تبتهل إلى الله أن يحفظ الامام الحسين(ع) من كل سوء ويحميه من كيد الظالمين ومكرهم، وتلحّ بالدعاء من أعماق قلبها.

🚶‍♂وراح عبد الله يجوب طرقات المدينة وأزقّتها يتحسّس الأخبار بحيطة وحذر شديدين، فقام ببعض الزيارات لأصدقائه في أماكن عملهم وجلس إلى كل منهم قليلا محاولا الحصول على المعلومات تارة من الحديث العابر مع البعض وتارة من الأسئلة المباشرة من معارفه المقربين والذين هم على نهج الرسول وأهل بيته.

🕌 وعندما رأى نهاره يستأذن ودنا الغروب، جعل وجهته مسجد الرسول(ص) فتوضأ واستأذن بأدب عند الباب (أأدخل يا رسول الله ؟ ).
ودخل مسجد النبي الكريم فأخذ جانبا من المسجد وعـيناه شاخصتان باتجاه القبر الشريف، وتلا زيارة المصطفى ثم أخذ يناجيه ويخاطبه ويشتكى إليه الحال.

😭 وسالت دموع عينيه وجال ببصره أرجاء المسجد الشريف، وشعر بوحشةٍ وكآبة وأسى يلفّ المسجد الطاهر من كل جانب، فهذا المكان لم ير البهجة منذ فارقه النبي(ص)، لِما أصاب أهل البيت من البلاء تلو البلاء، والشقاء تلوا الشقاء، كالنهر الجـاري لا يريد أن ينقطع أو يتوقف عنهم، أولنك الذين أوصى النبى(ص) بمودّتهم.

😭 آه... وأخذت الحسرات والآهات تُسعر صدره ثم أخذ يتمتم بصوت منخفض:
والآن ماذا سيكون نصيبك أنت يا مولاي الحسين (ع)؟
فيجهش بالبكاء ويحاول أن يخفى بكاءه، فيكفكف دموعه، ويأخذ موقعا يصلي المغرب والعشاء، ثم يسلّم على رسول الله(ص) عند باب الخروج مُتّجها إلى منزله بما حصل عليه من أخبار تخصّ خروج الإمام الحسين (ع).

🔺وفي الطريق يلتقي أخاه مسعودا.
مسعود ـ أهلا عبد الله ، كيف حالك وحال والدتي وجابر وزوجاتكما والأولاد؟
▫️عبد الله ـ الحمد لله الكل بخير.
🔺مسعود – [مبتسما]ـ وكيف حال أختي صفية؟ ألم يأتها خاطب بعد؟
▫️عبد الله - الحمد لله، هي بخير، وكل شىء في أوانه.
وكان واضحا على عبد الله أنه يريد اختصار الحديث وأن ثمة أمرا ما يشغله ويؤرقه.
وشعر بذلك مسعود، إذ تركه عبد الله مستأذنا بشكل جعل مسعود يفكر في سرّ قلقه وارتباكه.

🚪وما إن وصل عبد الله إلى بيته حتى فُتحت الباب قـبل أن يطرقها، وكانت زوجته واقفة خلف الباب تحمل ولدها على كتفها مرتقبة عودته بخوف وقلق، فاستقبلته بلهفة الخائف:
◾️زوجة عبد الله ـ حمدا لله على سلامتك.
◽️عبد الله - ولم كل هذا القلق ؟ ماذا حدث؟

◾️زوجة عبد الله - لقد سمعت من بعض الجيران أن الخطر يحوم حول أهل بيت النبي(ص) وكل من يتولاهم ويتبعهم حتى من يتولاهم بالحب فقط. وقد ألقي القبض على عدد من الموالين لهم وبعضهم من أقاربنا ومعارفنا، وعندما تأخرت طار لبّي يا سندي وخفت عليك أشد الخوف.
◽️عبد الله - قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا. أين أمي؟ نـادِها وكذلك جابر وزوجته وأختي صفية وأنت، هلموا كلكم إلى الغرفة الداخلية.
◾️زوجة عبد الله - ألا تأكل عشاءك؟
◽️عبد الله ـ في وقت لاحق.

ويتوجه الجميع إلى الغرفة الداخلية ويشعل جابر سراجا صغيرا..
أغلقوا النوافذ والأبواب، والتف الجميع حول عبد الله، وبادرت الأم بلهفة قائلة:
- ها يا ولدي أخبرني بكل ما عرفت عن ريحانة النبي(ص) و قرّة عين الزهراء البتول عليها السلام.

#يتبع
#أم_البنين_ومسيرة_الإمام_الحسين (عليه السلام)

⚫️ قناة الطريق إلى التوبة ⚫️
تلغرام: t.me/altauba
فهرس القناة: @fahras_altauba
#الجزء_السادس

◾️ عبد الله ـ لقد بقيت أمّ البنين في المدينة لكنها أرسلت أبناءها الأربعة وعلى رأسهم العباس بن علي، مع أخيهم وإمامهم الحسين (ع).

◽️أم عبد الله - و لَمْ تدّخر لنفسها حتى ولدا واحدا يُعينها؟!
آه لهذه المرأة العظيمة! تؤثِر إمامها الحسين (ع) بأولادها الأربعة وهي في أمسّ الحاجة لواحد منهم! لكنها اختيار علي(ع) وأخيه عقيل، عن معرفة ودراية بها وبأصلها ومعدنها.

🔘 وتُبادر ابنتها صفيّة بسؤال أمها:
- ما هذه الروحية التي تمتاز بها مثل هذه الأم التي ترسل كل أبنائها في سفر تَحوطُه الأخطار من كل جانب ولا تُبقي حتى واحدا منهم معها!! كيف تستطيع ذلك ؟
إنني لا أستطيع أن أفهم كيف تحدث هذه الأمور، ولا أتمكن أن أستوعبها!!

◽️أم عبد الله - إيه! إنك لو عرفت من تكون هذه السيدة العظيمة الجليلة لما استغربتِ، ولتوقّعت منها أكثر من ذلك..
إنك لا تعرفين مكانتها عند أهل البيت ومكانتها عند قومها وعشيرتها، فهي ليست بامرأة عادية، بل لها من المجد والشرف والعناية الإلهية الشيء الكثير. فهي كما سُمّيت سيدة نساء العرب.

🔘صفية ـ أَ إلى هذه الدرجة ؟ لقد شوّقتِني يا أماه أن أعرفها أكثر.
أخبريني يا أمي كيف وصلت هذه السيدة إلى هذه الدرجة من الرفعة والعظمة؟
◽️أم عبد الله - لقد تأخّر الوقت كثيرا، ولولا ذلك لأخبرتك بما أعرفه عن مولاتي العظيمة أم البنين.
🔘صفية ـ لم يبقَ إلاّ سويعات على صلاة الفجر يا أمي ولا أعتقد أنّ أحداً منّا يستطيع النوم هذه الليلة، ولنكمل حديثنا عن هذه السيدة الجليلة.
◽️أم عبد الله ـ إذن فاتركيني أنتهي من صلاة الليل وأختلي بها مع ربي بضع الوقت ثم نعود لمجلسنا وحديثنا، فليس بي رغبة إلى النوم.

وقامت أم عبد الله إلى مُصلّاها تؤدّي ما اعتادت عليه منذ سنين طويلة، فلقد تزوّدت التقوى والإيمان وكثيرا من العلم أثناء مجاورتها لبيت الرسالة والوحي، ولمعاشرتها نساء البيت الهاشمي.

وساد المنزل نور وسكينة فقد أخذ كل من أم عبد الله وأبنائها (عبد الله وجابر وصفية) زاوية من المنزل بين قائم وساجد وتالٍ للقرآن.

🤲🏻وترفع أم عبد الله يديها بالدعاء وتناجي ربها بصوت خافت حزين:
- اللهم صل على حبيبك محمد وعلى أهل بيته الأطهار، اللهم إني أسألك سؤال المضطر المستكين أن تجعلنا ممن يتبع نبيك وأهل بيته، ونكون بهم من الناجين الفائزين، ولا تُفرّق بيننا و بينهم طرفة عين، فهم سفن النجاة.
🤲🏻اللهم وهذا ابن بنت نبيك وحبيبك الحسين سيد شباب أهل الجنة وسفينة نجاة أمتك ومصباح هداها، وحجتك على أهل الأرض، قد ترك داره فارّاً من الظالمين، مُهاجرا في طاعتك.
اللهم فكن له خير معين وخير ناصر.
اللهم انصر من نصره واخذل من خذله، اللهم ارحم غربته بحق أمه الزهراء المقهورة المضلومة..

😭وما إن ذكرت اسم الزهراء حتى اختنقت بعبرتها، وانهمرت دموعها وأجهشت بالبكاء...
واسترسلت:
- اللهم ليس لي الليلة حاجة سوى الحسين، أن تعينه وتنصره على يزيد وأعوانه، وأن تبلّغه مبتغاه، وهو نصرة دينك وحفظ أحكامك، وإعلاء كلمتك.
واخذل اللهم تلك القلوب المتحجرة، من الذين جحدوا نعمتك، أولئك الذين سلبت منهم نعمة الهداية...
ثم هَوَتْ الى الركوع وأتمت صلاتها...

#يتبع
#أم_البنين_ومسيرة_الإمام_الحسين