#الجزء_الخامس_والعشرون
وفي الجانب الآخر تتجمع الآلاف المؤلفة من الخلق اللئام، يرأسهم ابن سعد، الذي حاول بدوره أن يتخلص من قتل الحسين بلباقة دون أن يخسر إمرة الجيش، بحيث يصل إلى حلول وسطى..
📜 فجاءه الخبر من ابن مرجانة (ابن زياد) برسالة يحملها الشمر يأمره بقتال الحسين إن لم ينزل على أمرنا أو التـخلي عن الجيش وتسليمه إلى الشمر بن ذي الجوشن.
🔺فآثر مرضاة المخلوق بسخط الخالق.
🌌وفي الليل حاول الإمام الحسين هدايته فهو إمام الرحمة بل هو الرحمة! فأراد أن يُخلّصه من هذا الإثم..
فأرسل إليه، واجتمع معه، وكان مع الإمام أخوه العباس..
🔸 فقال له الحسين:"يا ابن سعد أتُقاتلني ؟ أمَا تتقي الله الذي إليه معادك؟ فإني ابن مَن قد عَلِمت..
ألا تكون معي وتَدَع هؤلاء فإنه أقرب إلى الله تعالى؟
🔹وأراد الحسين (ع) أن يقيم الحجّة عليه لكنه ليس أهلاً للهداية، فتحدّث بمنطق أهل الدنيا وألقى بأعذار لا تُقنع حتى نفسه، لكن يريد أن يبيع الآخرة فقال:
- أخاف أن تهدم داري.
الحسين ـ أنا أبنيها.
ابن سعد ـ أخاف أن تهدم ضيعتي.
الحسين - أنا أخلف عليك خيرا منها في الحجاز.
ابن سعد ـ إن لي فى الكوفة عيالاً وأخاف عليهم من ابن زياد القتل.
🔴 هنا علم الإمام أن لا فائدة منه وأنه عازم على طاعة الشيطان في قتاله، وأنه سيُنَفّذ رسالة ابن مرجانة التي جاء فيها "فإن قتلت حسيناً فأوطئ الخيل صدره وظهره، فإن أنت مضيت لأمرنا فـيه جزيناك جزاء السامع المطيع".
وعندما رأى الحسين منه ذلك قال له:
مَا لَك؟ ذبحك الله على فراشك عاجلا، ولا غفر لك يوم حشرك. فوَالله إني لأرجو أن لا تأكل من برّ العراق إلا يسيرا»
وولّى ابن سعد وهو يقول ساخرا: «إن في الشعير كفاية»
وهكذا ألقى الحسين الحجة على الجميع.
🔺 وفي مُعترك الموت يظن الطغاة أنهم قادرون على القلوب؛ فيُرسل الشمر اللعين أماناً من ابن زياد لقمر بني هاشم يـطمعه الأمان هو وإخوته الثلاثة. فجاء يشتد حتى وقف أمامهم وهتف مناديا:
- اين بنو أختنا العباس وإخوته ؟
وهبّ إليه الفتية كالأسود فقالوا له:
- ما تريد يا بن ذي الجوشن؟
الشمر ـ لكم الأمان.
وبأتيه جواب من تربّوا في حجر أم البنين الطاهرة:
- لعنك الله ولعن أمانك، أتؤمننا وابن بنت رسول الله لا أمان له؟
يعلم الله ما جاش في صدر العباس(ع) فى تلك اللحظات العصيبة..
😢 وتطوي الساعات والليالي سراعا للاقتراب من اليوم المحتوم.
وانقطع الماء في السابع من المحرم عن معسكر الحسين.
#يتبع
وفي الجانب الآخر تتجمع الآلاف المؤلفة من الخلق اللئام، يرأسهم ابن سعد، الذي حاول بدوره أن يتخلص من قتل الحسين بلباقة دون أن يخسر إمرة الجيش، بحيث يصل إلى حلول وسطى..
📜 فجاءه الخبر من ابن مرجانة (ابن زياد) برسالة يحملها الشمر يأمره بقتال الحسين إن لم ينزل على أمرنا أو التـخلي عن الجيش وتسليمه إلى الشمر بن ذي الجوشن.
🔺فآثر مرضاة المخلوق بسخط الخالق.
🌌وفي الليل حاول الإمام الحسين هدايته فهو إمام الرحمة بل هو الرحمة! فأراد أن يُخلّصه من هذا الإثم..
فأرسل إليه، واجتمع معه، وكان مع الإمام أخوه العباس..
🔸 فقال له الحسين:"يا ابن سعد أتُقاتلني ؟ أمَا تتقي الله الذي إليه معادك؟ فإني ابن مَن قد عَلِمت..
ألا تكون معي وتَدَع هؤلاء فإنه أقرب إلى الله تعالى؟
🔹وأراد الحسين (ع) أن يقيم الحجّة عليه لكنه ليس أهلاً للهداية، فتحدّث بمنطق أهل الدنيا وألقى بأعذار لا تُقنع حتى نفسه، لكن يريد أن يبيع الآخرة فقال:
- أخاف أن تهدم داري.
الحسين ـ أنا أبنيها.
ابن سعد ـ أخاف أن تهدم ضيعتي.
الحسين - أنا أخلف عليك خيرا منها في الحجاز.
ابن سعد ـ إن لي فى الكوفة عيالاً وأخاف عليهم من ابن زياد القتل.
🔴 هنا علم الإمام أن لا فائدة منه وأنه عازم على طاعة الشيطان في قتاله، وأنه سيُنَفّذ رسالة ابن مرجانة التي جاء فيها "فإن قتلت حسيناً فأوطئ الخيل صدره وظهره، فإن أنت مضيت لأمرنا فـيه جزيناك جزاء السامع المطيع".
وعندما رأى الحسين منه ذلك قال له:
مَا لَك؟ ذبحك الله على فراشك عاجلا، ولا غفر لك يوم حشرك. فوَالله إني لأرجو أن لا تأكل من برّ العراق إلا يسيرا»
وولّى ابن سعد وهو يقول ساخرا: «إن في الشعير كفاية»
وهكذا ألقى الحسين الحجة على الجميع.
🔺 وفي مُعترك الموت يظن الطغاة أنهم قادرون على القلوب؛ فيُرسل الشمر اللعين أماناً من ابن زياد لقمر بني هاشم يـطمعه الأمان هو وإخوته الثلاثة. فجاء يشتد حتى وقف أمامهم وهتف مناديا:
- اين بنو أختنا العباس وإخوته ؟
وهبّ إليه الفتية كالأسود فقالوا له:
- ما تريد يا بن ذي الجوشن؟
الشمر ـ لكم الأمان.
وبأتيه جواب من تربّوا في حجر أم البنين الطاهرة:
- لعنك الله ولعن أمانك، أتؤمننا وابن بنت رسول الله لا أمان له؟
يعلم الله ما جاش في صدر العباس(ع) فى تلك اللحظات العصيبة..
😢 وتطوي الساعات والليالي سراعا للاقتراب من اليوم المحتوم.
وانقطع الماء في السابع من المحرم عن معسكر الحسين.
#يتبع
#الجزء_الخامس_والعشرون
🔹 تكلمت رقية مع الامرأة الكبيرة المسؤولة : خالتي نحن زائرات من بلاد بعيدة نريد ان نساعدكن بما تحتجن فيه من عون، هل يمكنك التفضل علينا بالقبول؟
🔸اجابتها بلهجتها : كل الهلا بيج يمه افي منو واقبل خدمتج، باب ابو عبد الله مفتوح النه كلنه، تفضل ساعدي البنات بغسل الموعين وعدنه تنظيف البراني اذا تحبين...
😃لم تكن الأرض لتسع الشعور الذي تملك قلبها، نظرت بابتسامة عريضة لفاطمة وزهراء وقالت هيا بسرعة قبل ان تستيقظ خالتي ونذهب...
👩🍳اختارت فاطمة غسل الأواني مع الخادمات، وزهراء تقطيع اللحم لأجل اعداد حشوة الكبة للعشاء ورقية اخذت المكنسة وبدأت تنظف، سمعت مقطع من ذات القصيدة "شكم مرة بدعائك انت تهمس ربي ارجوك لتخليني أيس، وفقني يربي بموكب أكنس، مدري بـ يا شعور بخدمتي تحس ؟ كالواك صدك شتحس بالموكب لمن تكنس؟ كلتلهم أمير !"
😭 بكت رقية ونادت نعم والله اميرة الأميرات واغلى رزق في الحياة، وفقني يا رب للثبات واعطني المزيد يا الله...
⏱ اكملن العمل بعد ساعة ونصف ثم جلسن يتحدثن عمّا فعلن، وكل واحدة تسرد قصص مختلفة وألطاف سيد الشهداء بخدامه
🔺قالت فاطمة : غسلت الأواني مع شابة تقول تزوجت قبل تسعة أعوام ولم أرزق بطفل بعد كل المحاولات، قلت لزوجي لم لا نذهب سيرا لكربلاء نطلب الذرية بحق عبد الله الرضيع على الحسين ان يدعو لنا بقضاء هذه الحاجة، وفعلا ذهبنا وبعد عودتي بُشّرت بقضائها وها هو ولدي حسين يخدم مع والده خارجا، لقد اعطاني اياه الحسين وانا نذرته للحسين علّه يقبله ويجعله خادما مقبولا
ردة الفعل كانت دموع وصلوات،
🔹قالت زهراء: انا جلست مع صاحبة الموكب، تحدثت عن تاريخ أنشائه، وعن اصرارهم وثبات الزائرين في زمان منع الزيارة وكيف كان الزائرون يسيرون ليلاً في طرق البساتين ورغم كل شيء، تقطعت الأرجل واليدين ولم تقطع الزيارة...
🔸قالت رقية : بعد اتمامي للتنظيف جاءت امرأة كبيرة جدا بالسن تمشي على عكازتها ومعها فتاة صغيرة تحمل راية، جَلَسَت قرب باب الحسينية، ذهبتُ نحوها اعطيتها الماء وسألتها إن كانت جائعة او تريد ان اساعدها في الذهاب للحمام، فأجابت بالرفض، نظرتُ للصغيرة وكأنها ملاك ترتدي العباءة ووجهها يقطر براءة ونور، قبّلتها في جبينها وسألتها اين والدتك فلم تجبني ونظرت لجدتها، بحزن اجابتني الامرأة الكبيرة ان والدها استشهد في الحرب ضد التكفيريين في الموصل قبل شهرين، ووالدتها كانت حامل آنذاك، قضت شهر ونصف في بكاء مستمر وقبل اسبوع انجبت طفلة يتيمة أسميناها سكينة، وهذه معصومة ولم تستطع المجيء معنا..
قلت لها : عظم الله اجركم يا خالتي لو انك بقيت معها لكان أفضل ربما تحتاجك في بعض الامور..
🚩 اجابتني وكأنها بعمر القوة والشباب وبكل ثقة : ماذا تقولين يا ابنتي؟! لقد استشهد ولدي لأجل هذه المسيرة، وعاهدت الله يوم شهادته ان لا اترك مناسبة تمرّ علي إلا وانا عند الحسين وبنات ولدي معي..
ان الحسين هو والدهنّ الآن، وليس لنا سواه معين وسند...
لقد فتح لي ولدي باب الفخر والكرامة، وجعلني فخورة به أيما فخر، انه الآن مع انصار الحسين، من مثلي وانا من حملت في بطني بطل كهذا، وسأربي بناته على هذا الطريق ما دمت حية..
🏳لقد تأثرت كثيرا لعظيم عطائها، انها كـ أم وهب، فعلا ان كل الأزمان عاشوراء، وفي كل دهر هناك حسين ويزيد..
قضية كربلاء ممتدة مع بقاء البشرية على الأرض ولن تنمحي ابداً...
#يتبع
#خطوات_نحو_السماوات
🔹 تكلمت رقية مع الامرأة الكبيرة المسؤولة : خالتي نحن زائرات من بلاد بعيدة نريد ان نساعدكن بما تحتجن فيه من عون، هل يمكنك التفضل علينا بالقبول؟
🔸اجابتها بلهجتها : كل الهلا بيج يمه افي منو واقبل خدمتج، باب ابو عبد الله مفتوح النه كلنه، تفضل ساعدي البنات بغسل الموعين وعدنه تنظيف البراني اذا تحبين...
😃لم تكن الأرض لتسع الشعور الذي تملك قلبها، نظرت بابتسامة عريضة لفاطمة وزهراء وقالت هيا بسرعة قبل ان تستيقظ خالتي ونذهب...
👩🍳اختارت فاطمة غسل الأواني مع الخادمات، وزهراء تقطيع اللحم لأجل اعداد حشوة الكبة للعشاء ورقية اخذت المكنسة وبدأت تنظف، سمعت مقطع من ذات القصيدة "شكم مرة بدعائك انت تهمس ربي ارجوك لتخليني أيس، وفقني يربي بموكب أكنس، مدري بـ يا شعور بخدمتي تحس ؟ كالواك صدك شتحس بالموكب لمن تكنس؟ كلتلهم أمير !"
😭 بكت رقية ونادت نعم والله اميرة الأميرات واغلى رزق في الحياة، وفقني يا رب للثبات واعطني المزيد يا الله...
⏱ اكملن العمل بعد ساعة ونصف ثم جلسن يتحدثن عمّا فعلن، وكل واحدة تسرد قصص مختلفة وألطاف سيد الشهداء بخدامه
🔺قالت فاطمة : غسلت الأواني مع شابة تقول تزوجت قبل تسعة أعوام ولم أرزق بطفل بعد كل المحاولات، قلت لزوجي لم لا نذهب سيرا لكربلاء نطلب الذرية بحق عبد الله الرضيع على الحسين ان يدعو لنا بقضاء هذه الحاجة، وفعلا ذهبنا وبعد عودتي بُشّرت بقضائها وها هو ولدي حسين يخدم مع والده خارجا، لقد اعطاني اياه الحسين وانا نذرته للحسين علّه يقبله ويجعله خادما مقبولا
ردة الفعل كانت دموع وصلوات،
🔹قالت زهراء: انا جلست مع صاحبة الموكب، تحدثت عن تاريخ أنشائه، وعن اصرارهم وثبات الزائرين في زمان منع الزيارة وكيف كان الزائرون يسيرون ليلاً في طرق البساتين ورغم كل شيء، تقطعت الأرجل واليدين ولم تقطع الزيارة...
🔸قالت رقية : بعد اتمامي للتنظيف جاءت امرأة كبيرة جدا بالسن تمشي على عكازتها ومعها فتاة صغيرة تحمل راية، جَلَسَت قرب باب الحسينية، ذهبتُ نحوها اعطيتها الماء وسألتها إن كانت جائعة او تريد ان اساعدها في الذهاب للحمام، فأجابت بالرفض، نظرتُ للصغيرة وكأنها ملاك ترتدي العباءة ووجهها يقطر براءة ونور، قبّلتها في جبينها وسألتها اين والدتك فلم تجبني ونظرت لجدتها، بحزن اجابتني الامرأة الكبيرة ان والدها استشهد في الحرب ضد التكفيريين في الموصل قبل شهرين، ووالدتها كانت حامل آنذاك، قضت شهر ونصف في بكاء مستمر وقبل اسبوع انجبت طفلة يتيمة أسميناها سكينة، وهذه معصومة ولم تستطع المجيء معنا..
قلت لها : عظم الله اجركم يا خالتي لو انك بقيت معها لكان أفضل ربما تحتاجك في بعض الامور..
🚩 اجابتني وكأنها بعمر القوة والشباب وبكل ثقة : ماذا تقولين يا ابنتي؟! لقد استشهد ولدي لأجل هذه المسيرة، وعاهدت الله يوم شهادته ان لا اترك مناسبة تمرّ علي إلا وانا عند الحسين وبنات ولدي معي..
ان الحسين هو والدهنّ الآن، وليس لنا سواه معين وسند...
لقد فتح لي ولدي باب الفخر والكرامة، وجعلني فخورة به أيما فخر، انه الآن مع انصار الحسين، من مثلي وانا من حملت في بطني بطل كهذا، وسأربي بناته على هذا الطريق ما دمت حية..
🏳لقد تأثرت كثيرا لعظيم عطائها، انها كـ أم وهب، فعلا ان كل الأزمان عاشوراء، وفي كل دهر هناك حسين ويزيد..
قضية كربلاء ممتدة مع بقاء البشرية على الأرض ولن تنمحي ابداً...
#يتبع
#خطوات_نحو_السماوات