#دمعة_7
وبينَما أنا مدهوشُ من هول ما أرى، هبَّت رياحٌ رمليةٌ حارةٌ في وَجهي، حاولتُ النَّظَرَ بتَمعُّنٍ فرأيتُ خيولَ عُمَر بن سعد تَجولُ حولَ خيام أهل بيت الحسين (ع)..
ثمَّ أطرقَ مَسامعي صوتٌ لمْ أسمعْ أرقّ منهُ في حياتي ! كان يدعو الله تعالى، بكلماتٍ تخترقُ روحي وتنبتُ الأملَ والرجاءَ في فؤادي ومن دون أن أشعر رحتُ أتمتمُ معه بالدعاء : 《 اللّهُمَّ اَنْتَ ثِقَتي في كُلِّ كَرْبٍ وَرَجائِي في كُلِّ شِدَّة، وَاَنْتَ لي في كُلِّ اَمْرٍ نَزَلَ بي ثِقَةٌ وَعُدَّة، كَمْ مِن هَمٍ يَضْعُفُ مِنهُ الفُؤاد وَيَقِلُّ فِيهِ الحِيَل وَيَخْذُلُ فِيهِ الصَّديق وَيَشمَتُ فِيهِ العَدوُّ اَنْزَلتُهُ بِك وَشَكَوتُهُ اِلَيْك رَغبَةً مِنّي اِلَيْك عَمَّنْ سِواكَ فَفَرَّجْتَهُ وَكَشَفتَهُ فَاَنْتَ وَليُّ كُلِّ نِعْمَةٍ وَصَاحِبُ كُلِّ حَسَنَةٍ وَمُنْتَهىٍّ كُلِّ رَغبَة》
وبينما أنا على هذه الحال من الخشوعِ لله وتفويضِ أمري إليه، انجلتِ الرياح فرأيتُ الإمام الحسين (ع) رافعاً يديه إلى السماء ويدعو الله تعالى بهذه الكلمات.
فجأةً قطعَ ذهولي بجمالِ الإمام وهيبته صوتٌ قبيحٌ ومزعجٌ من ناحيةِ جيش عمر بن سعد، لقد كان شمر بن ذي الجوشن لعنه الله وهو يجول حول خيام أهل بيت رسول الله ويتطاول في كلامه على إمام زمانه،
ثم سمعتُ مُسلم بن عوسجة (رض) يستأذنُ الحسين (ع) قائلاً: 《يا بن رسولِ الله، جعلتُ فِداك! ألا أرميه بسهمٍ؟ فإنه قد أمكنني وليس يسقط مني سهم، فالفاسق من أعظم الجبارين..!》
هدأَ غيظُ قلبي عندها! وردّدتُ في نفسي : نعم يا مولاي! إئذن له! إنها الفرصةُ المناسبة! سيدي هذا الذي يُفجعُ يتاماك.. سيدي هذا الذي يحزُّ رأسكَ الشريف! سيدي هذا الذي يضربُ ويسبي أختَكَ الحوراءُ زينب (ع).. وأنا والله أعلمُ أنك تعلمُ ذلك سيدي..
لكن جواب الحسين (ع) أذهلني عندما أجابَ مُسلم بن عوسجة : 《لا تَرمِه، فإني أكرهُ أن أبدأهُم بقتال》
أطرقتُ بوجهي إلى الأرض خجلاً وقلتُ في نفسي : لا عجب! فهذه أخلاقكم أهل بيت النبوة ! رَكبَ الحسين (ع) راحلته وتوجّه إلى القوم وخطبَ فيهم، فحمدَ الله وأثنى عليه وذكرَهُ بما هو أهلُه، وصلّى على محمد وآل محمد وعلى ملائكة الله وأنبيائه بمنطقٍ لم أسمعْ أبلغَ منه في حياتي، ثم قال (ع) :
《.. أَمَّا بَعْدُ، فَانْسُبُونِي فَانْظُرُوا مَنْ أَنَا، ثُمَّ ارْجِعُوا إِلَى أَنْفُسِكُمْ وَ عَاتِبُوهَا فَانْظُرُوا هَلْ يَصْلُحُ لَكُمْ قَتْلِي وَ انْتِهَاكُ حُرْمَتِي؟ أَلَسْتُ ابْنَ بِنْتِ نَبِيِّكُمْ وَ ابْنَ وَصِيِّهِ؟! .. أَوَلَمْ يَبْلُغْكُمْ قَوْلٌ مُسْتَفيضٌ فيكُم أنَّ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) قَالَ لِي وَ لِأَخِي: "هَذَانِ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ"؟! 》
كانَ الألمُ في تلكَ اللحظاتِ يَعتصرُ قلبي لأنني شعرتُ أنّ الحسين (ع) يوجّه كلامَهُ لي وليس فقط لجيش ابن زياد! فلماذا أرى أنا هذا الموقف وأسمعُ هذه الكلمات ؟؟! كأني قد آذيته بشيءٍ وأرادَ منّي أن أراجعَ نفسي ؟؟!
#دمعة
#يتبع
⚫️ قناة الطريق إلى التوبة ⚫️
https://telegram.me/altauba
---------------
https://www.facebook.com/altaubaa
وبينَما أنا مدهوشُ من هول ما أرى، هبَّت رياحٌ رمليةٌ حارةٌ في وَجهي، حاولتُ النَّظَرَ بتَمعُّنٍ فرأيتُ خيولَ عُمَر بن سعد تَجولُ حولَ خيام أهل بيت الحسين (ع)..
ثمَّ أطرقَ مَسامعي صوتٌ لمْ أسمعْ أرقّ منهُ في حياتي ! كان يدعو الله تعالى، بكلماتٍ تخترقُ روحي وتنبتُ الأملَ والرجاءَ في فؤادي ومن دون أن أشعر رحتُ أتمتمُ معه بالدعاء : 《 اللّهُمَّ اَنْتَ ثِقَتي في كُلِّ كَرْبٍ وَرَجائِي في كُلِّ شِدَّة، وَاَنْتَ لي في كُلِّ اَمْرٍ نَزَلَ بي ثِقَةٌ وَعُدَّة، كَمْ مِن هَمٍ يَضْعُفُ مِنهُ الفُؤاد وَيَقِلُّ فِيهِ الحِيَل وَيَخْذُلُ فِيهِ الصَّديق وَيَشمَتُ فِيهِ العَدوُّ اَنْزَلتُهُ بِك وَشَكَوتُهُ اِلَيْك رَغبَةً مِنّي اِلَيْك عَمَّنْ سِواكَ فَفَرَّجْتَهُ وَكَشَفتَهُ فَاَنْتَ وَليُّ كُلِّ نِعْمَةٍ وَصَاحِبُ كُلِّ حَسَنَةٍ وَمُنْتَهىٍّ كُلِّ رَغبَة》
وبينما أنا على هذه الحال من الخشوعِ لله وتفويضِ أمري إليه، انجلتِ الرياح فرأيتُ الإمام الحسين (ع) رافعاً يديه إلى السماء ويدعو الله تعالى بهذه الكلمات.
فجأةً قطعَ ذهولي بجمالِ الإمام وهيبته صوتٌ قبيحٌ ومزعجٌ من ناحيةِ جيش عمر بن سعد، لقد كان شمر بن ذي الجوشن لعنه الله وهو يجول حول خيام أهل بيت رسول الله ويتطاول في كلامه على إمام زمانه،
ثم سمعتُ مُسلم بن عوسجة (رض) يستأذنُ الحسين (ع) قائلاً: 《يا بن رسولِ الله، جعلتُ فِداك! ألا أرميه بسهمٍ؟ فإنه قد أمكنني وليس يسقط مني سهم، فالفاسق من أعظم الجبارين..!》
هدأَ غيظُ قلبي عندها! وردّدتُ في نفسي : نعم يا مولاي! إئذن له! إنها الفرصةُ المناسبة! سيدي هذا الذي يُفجعُ يتاماك.. سيدي هذا الذي يحزُّ رأسكَ الشريف! سيدي هذا الذي يضربُ ويسبي أختَكَ الحوراءُ زينب (ع).. وأنا والله أعلمُ أنك تعلمُ ذلك سيدي..
لكن جواب الحسين (ع) أذهلني عندما أجابَ مُسلم بن عوسجة : 《لا تَرمِه، فإني أكرهُ أن أبدأهُم بقتال》
أطرقتُ بوجهي إلى الأرض خجلاً وقلتُ في نفسي : لا عجب! فهذه أخلاقكم أهل بيت النبوة ! رَكبَ الحسين (ع) راحلته وتوجّه إلى القوم وخطبَ فيهم، فحمدَ الله وأثنى عليه وذكرَهُ بما هو أهلُه، وصلّى على محمد وآل محمد وعلى ملائكة الله وأنبيائه بمنطقٍ لم أسمعْ أبلغَ منه في حياتي، ثم قال (ع) :
《.. أَمَّا بَعْدُ، فَانْسُبُونِي فَانْظُرُوا مَنْ أَنَا، ثُمَّ ارْجِعُوا إِلَى أَنْفُسِكُمْ وَ عَاتِبُوهَا فَانْظُرُوا هَلْ يَصْلُحُ لَكُمْ قَتْلِي وَ انْتِهَاكُ حُرْمَتِي؟ أَلَسْتُ ابْنَ بِنْتِ نَبِيِّكُمْ وَ ابْنَ وَصِيِّهِ؟! .. أَوَلَمْ يَبْلُغْكُمْ قَوْلٌ مُسْتَفيضٌ فيكُم أنَّ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) قَالَ لِي وَ لِأَخِي: "هَذَانِ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ"؟! 》
كانَ الألمُ في تلكَ اللحظاتِ يَعتصرُ قلبي لأنني شعرتُ أنّ الحسين (ع) يوجّه كلامَهُ لي وليس فقط لجيش ابن زياد! فلماذا أرى أنا هذا الموقف وأسمعُ هذه الكلمات ؟؟! كأني قد آذيته بشيءٍ وأرادَ منّي أن أراجعَ نفسي ؟؟!
#دمعة
#يتبع
⚫️ قناة الطريق إلى التوبة ⚫️
https://telegram.me/altauba
---------------
https://www.facebook.com/altaubaa
#دمعة_7
وبينَما أنا مدهوشُ من هول ما أرى، هبَّت رياحٌ رمليةٌ حارةٌ في وَجهي، حاولتُ النَّظَرَ بتَمعُّنٍ فرأيتُ خيولَ عُمَر بن سعد تَجولُ حولَ خيام أهل بيت الحسين (عليهم السلام)..
ثمَّ أطرقَ مَسامعي صوتٌ لمْ أسمعْ أرقّ منهُ في حياتي ! كان يدعو الله تعالى، بكلماتٍ تخترقُ روحي وتنبتُ الأملَ والرجاءَ في فؤادي ومن دون أن أشعر رحتُ أتمتمُ معه بالدعاء : 《 اللّهُمَّ اَنْتَ ثِقَتي في كُلِّ كَرْبٍ وَرَجائِي في كُلِّ شِدَّة، وَاَنْتَ لي في كُلِّ اَمْرٍ نَزَلَ بي ثِقَةٌ وَعُدَّة، كَمْ مِن هَمٍ يَضْعُفُ مِنهُ الفُؤاد وَيَقِلُّ فِيهِ الحِيَل وَيَخْذُلُ فِيهِ الصَّديق وَيَشمَتُ فِيهِ العَدوُّ اَنْزَلتُهُ بِك وَشَكَوتُهُ اِلَيْك رَغبَةً مِنّي اِلَيْك عَمَّنْ سِواكَ فَفَرَّجْتَهُ وَكَشَفتَهُ فَاَنْتَ وَليُّ كُلِّ نِعْمَةٍ وَصَاحِبُ كُلِّ حَسَنَةٍ وَمُنْتَهىٍّ كُلِّ رَغبَة》
وبينما أنا على هذه الحال من الخشوعِ لله وتفويضِ أمري إليه، انجلتِ الرياح فرأيتُ الإمام الحسين (عليه السلام) رافعاً يديه إلى السماء ويدعو الله تعالى بهذه الكلمات.
فجأةً قطعَ ذهولي بجمالِ الإمام وهيبته صوتٌ قبيحٌ ومزعجٌ من ناحيةِ جيش عمر بن سعد، لقد كان شمر بن ذي الجوشن لعنه الله وهو يجول حول خيام أهل بيت رسول الله ويتطاول في كلامه على إمام زمانه،
ثم سمعتُ مُسلم بن عوسجة (رض) يستأذنُ الحسين (عليه السلام) قائلاً: 《يا بن رسولِ الله، جعلتُ فِداك! ألا أرميه بسهمٍ؟ فإنه قد أمكنني وليس يسقط مني سهم، فالفاسق من أعظم الجبارين..!》
هدأَ غيظُ قلبي عندها! وردّدتُ في نفسي : نعم يا مولاي! إئذن له! إنها الفرصةُ المناسبة! سيدي هذا الذي يُفجعُ يتاماك.. سيدي هذا الذي يحزُّ رأسكَ الشريف! سيدي هذا الذي يضربُ ويسبي أختَكَ الحوراءُ زينب (عليها السلام).. وأنا والله أعلمُ أنك تعلمُ ذلك سيدي..
لكن جواب الحسين (ع) أذهلني عندما أجابَ مُسلم بن عوسجة : 《لا تَرمِه، فإني أكرهُ أن أبدأهُم بقتال》
أطرقتُ بوجهي إلى الأرض خجلاً وقلتُ في نفسي : لا عجب! فهذه أخلاقكم أهل بيت النبوة ! رَكبَ الحسين (عليه السلام) راحلته وتوجّه إلى القوم وخطبَ فيهم، فحمدَ الله وأثنى عليه وذكرَهُ بما هو أهلُه، وصلّى على محمد وآل محمد وعلى ملائكة الله وأنبيائه بمنطقٍ لم أسمعْ أبلغَ منه في حياتي، ثم قال (عليه السلام) :
《.. أَمَّا بَعْدُ، فَانْسُبُونِي فَانْظُرُوا مَنْ أَنَا، ثُمَّ ارْجِعُوا إِلَى أَنْفُسِكُمْ وَ عَاتِبُوهَا فَانْظُرُوا هَلْ يَصْلُحُ لَكُمْ قَتْلِي وَ انْتِهَاكُ حُرْمَتِي؟ أَلَسْتُ ابْنَ بِنْتِ نَبِيِّكُمْ وَ ابْنَ وَصِيِّهِ؟! .. أَوَلَمْ يَبْلُغْكُمْ قَوْلٌ مُسْتَفيضٌ فيكُم أنَّ رَسُولُ الله (صلى الله عليه وآله) قَالَ لِي وَ لِأَخِي: "هَذَانِ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ"؟! 》
كانَ الألمُ في تلكَ اللحظاتِ يَعتصرُ قلبي لأنني شعرتُ أنّ الحسين (عليه السلام) يوجّه كلامَهُ لي وليس فقط لجيش ابن زياد! فلماذا أرى أنا هذا الموقف وأسمعُ هذه الكلمات ؟؟! كأني قد آذيته بشيءٍ وأرادَ منّي أن أراجعَ نفسي ؟؟!
#دمعة
#يتبع
وبينَما أنا مدهوشُ من هول ما أرى، هبَّت رياحٌ رمليةٌ حارةٌ في وَجهي، حاولتُ النَّظَرَ بتَمعُّنٍ فرأيتُ خيولَ عُمَر بن سعد تَجولُ حولَ خيام أهل بيت الحسين (عليهم السلام)..
ثمَّ أطرقَ مَسامعي صوتٌ لمْ أسمعْ أرقّ منهُ في حياتي ! كان يدعو الله تعالى، بكلماتٍ تخترقُ روحي وتنبتُ الأملَ والرجاءَ في فؤادي ومن دون أن أشعر رحتُ أتمتمُ معه بالدعاء : 《 اللّهُمَّ اَنْتَ ثِقَتي في كُلِّ كَرْبٍ وَرَجائِي في كُلِّ شِدَّة، وَاَنْتَ لي في كُلِّ اَمْرٍ نَزَلَ بي ثِقَةٌ وَعُدَّة، كَمْ مِن هَمٍ يَضْعُفُ مِنهُ الفُؤاد وَيَقِلُّ فِيهِ الحِيَل وَيَخْذُلُ فِيهِ الصَّديق وَيَشمَتُ فِيهِ العَدوُّ اَنْزَلتُهُ بِك وَشَكَوتُهُ اِلَيْك رَغبَةً مِنّي اِلَيْك عَمَّنْ سِواكَ فَفَرَّجْتَهُ وَكَشَفتَهُ فَاَنْتَ وَليُّ كُلِّ نِعْمَةٍ وَصَاحِبُ كُلِّ حَسَنَةٍ وَمُنْتَهىٍّ كُلِّ رَغبَة》
وبينما أنا على هذه الحال من الخشوعِ لله وتفويضِ أمري إليه، انجلتِ الرياح فرأيتُ الإمام الحسين (عليه السلام) رافعاً يديه إلى السماء ويدعو الله تعالى بهذه الكلمات.
فجأةً قطعَ ذهولي بجمالِ الإمام وهيبته صوتٌ قبيحٌ ومزعجٌ من ناحيةِ جيش عمر بن سعد، لقد كان شمر بن ذي الجوشن لعنه الله وهو يجول حول خيام أهل بيت رسول الله ويتطاول في كلامه على إمام زمانه،
ثم سمعتُ مُسلم بن عوسجة (رض) يستأذنُ الحسين (عليه السلام) قائلاً: 《يا بن رسولِ الله، جعلتُ فِداك! ألا أرميه بسهمٍ؟ فإنه قد أمكنني وليس يسقط مني سهم، فالفاسق من أعظم الجبارين..!》
هدأَ غيظُ قلبي عندها! وردّدتُ في نفسي : نعم يا مولاي! إئذن له! إنها الفرصةُ المناسبة! سيدي هذا الذي يُفجعُ يتاماك.. سيدي هذا الذي يحزُّ رأسكَ الشريف! سيدي هذا الذي يضربُ ويسبي أختَكَ الحوراءُ زينب (عليها السلام).. وأنا والله أعلمُ أنك تعلمُ ذلك سيدي..
لكن جواب الحسين (ع) أذهلني عندما أجابَ مُسلم بن عوسجة : 《لا تَرمِه، فإني أكرهُ أن أبدأهُم بقتال》
أطرقتُ بوجهي إلى الأرض خجلاً وقلتُ في نفسي : لا عجب! فهذه أخلاقكم أهل بيت النبوة ! رَكبَ الحسين (عليه السلام) راحلته وتوجّه إلى القوم وخطبَ فيهم، فحمدَ الله وأثنى عليه وذكرَهُ بما هو أهلُه، وصلّى على محمد وآل محمد وعلى ملائكة الله وأنبيائه بمنطقٍ لم أسمعْ أبلغَ منه في حياتي، ثم قال (عليه السلام) :
《.. أَمَّا بَعْدُ، فَانْسُبُونِي فَانْظُرُوا مَنْ أَنَا، ثُمَّ ارْجِعُوا إِلَى أَنْفُسِكُمْ وَ عَاتِبُوهَا فَانْظُرُوا هَلْ يَصْلُحُ لَكُمْ قَتْلِي وَ انْتِهَاكُ حُرْمَتِي؟ أَلَسْتُ ابْنَ بِنْتِ نَبِيِّكُمْ وَ ابْنَ وَصِيِّهِ؟! .. أَوَلَمْ يَبْلُغْكُمْ قَوْلٌ مُسْتَفيضٌ فيكُم أنَّ رَسُولُ الله (صلى الله عليه وآله) قَالَ لِي وَ لِأَخِي: "هَذَانِ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ"؟! 》
كانَ الألمُ في تلكَ اللحظاتِ يَعتصرُ قلبي لأنني شعرتُ أنّ الحسين (عليه السلام) يوجّه كلامَهُ لي وليس فقط لجيش ابن زياد! فلماذا أرى أنا هذا الموقف وأسمعُ هذه الكلمات ؟؟! كأني قد آذيته بشيءٍ وأرادَ منّي أن أراجعَ نفسي ؟؟!
#دمعة
#يتبع