الطريق إلى التوبة
5.98K subscribers
10.2K photos
388 videos
243 files
5.34K links
قد تركتُ الكُلَّ ربّي ماعداك
ليس لي في غربةِ العمر سِواك...
حيثُ ما أنتَ فـ أفكاري هُناك..
قلبي الخفاقُ أضحۍ مضجعك..
في حنايا صدري أُخفي موضعك..

اي استفسار او ملاحظة ارسلها حصرا على هذا البوت

@altaubaa_bot

فهرس القناة
https://t.me/fhras_altauba
Download Telegram
《وَلَعَنَ اللهُ الْمُمَهِّدِينَ لَهُمْ بِالتَّمْكِينِ مِنْ قِتالِكُمْ ..》

#تفسير : (الممهدين لهم بالتمكين من قتالكم)

- الممهدين : من التمهيد ومعناه التوطئة وتسهيل الأمر

- بالتمكين : بمعنى الإقدار

- من قتالكم : بمعنى القتل والذبح والحرب

👈🏻 والمقصود من الممهّدين هم الأوائل الذين سهّلوا السبيل ووطّئوا الاُمور ، وهيّئوا أسباب الظلم ، لأنّه لولاهم وما ارتكبوه من السلوك الوحشي الخشن مع أهل البيت لما جرأ الأواخر على ظلمهم بتلك القسوة المعهودة .

وفي تفسير الإمام الحسن العسكري عليه السلام :
 {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ} نزلت في اليهود ، فقال رسول الله صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله لمّا نزلت هذه الآية في هؤلاء اليهود الذين نقضوا عهد الله وكذّبوا رسل الله وقتلوا أولياء الله : أفلا اُنبّئكم بمن يضاهيهم من يهود هذه الاُمّة ؟ قالوا : بلى يا رسول الله.
قال : قومٌ من اُمّتي ينتحلون بأنّهم أهل ملّتي، يقتلون أفاضل ذرّيّتي وأطائب اُرومتي، ويبدّلون شريعتي وسنّتي ويقتلون ولدي الحسن والحسين كما قتل أسلاف هؤلاء اليهود زكريّا ويحيى. ألا وإنّ الله يلعنهم كما لعنهم، ويبعث على بقايا ذراريهم يوم القيامة هادياً مهديّاً من ولد الحسين المظلوم يحرقهم بسيوف أوليائه إلى نار جهنّم .
ألا ولعن الله قتلة الحسين ومحبّيهم وناصريهم والساكتين عن لعنهم من غير تقيّة تسكتهم.
ألا وصلّى الله على الباكين على الحسين بن عليّ عليهما‌ السلام رحمة وشفقة، واللاعنين لأعدائهم والممتلئين عليهم غيظاً وحنقاً.
ألا وإنّ الراضين بقتل الحسين عليه‌ السلام شركاء قتله، ألا وإنّ قتلته وأعوانهم وأشياعهم، والمتقدّمين بهم برآء من دين الله.
ألا إنّ الله ليأمر الملائكة المقرّبين أن يتلقّوا دموعهم المصبوبة لقتل الحسين عليه‌ السلام إلى الخزّان في الجنان فيمزجونها بماء الحيوان فيزيد في عذوبتها وطيبها ألف ضعفها ، وإنّ الملائكة ليتلقّون دموع الفرحين الضاحكين لقتل الحسين عليه‌ السلام ويلقونها في الهاوية ويمزجونها بحميمها وصديدها وغسّاقها وغسلينها فتزيد في شدّة حرارتها وعظيم عذابها ألف ضعفها ، يشدّد بها على المنقولين إليها من أعداء آل محمّد عذابهم ... 》

#شرح_زيارة_عاشوراء
《بَرِئْتُ إِلَىٰ اللهِ وَإِلَيْكُمْ مِنْهُمْ وَمِنْ أَشْياعِهِمْ وَأَتْباعِهِمْ وَأَوْلِيائِهِمْ .. 》

#تفسير: (البراءة من أعداء الله)

- بَرِئْتُ : التبرّي بمعنى المفارقة

- إلى الله وإليكم(أي اهل البيت) : بما أنّ المتبرّء من واحد متقرّب إلى الآخر، إذ المتبرّء حين يدبر عنه يُقبل على غيره فيثير حنقه بمحبّة غيره ورعاية قربه، ولعلّ هذا المعنى هو الذي صحّح دخول « إلى » على هذا الطرف.

- منهم : تعود إلى أولئك الذين لهم المدخليّة التامّة في ذلك الأمر حيث استندت إليهم الأفعال ممّا جرى على الحسين عليه‌ السلام بنحو مستقل عن الأشياع والأتباع..

- أَشْياعِهِمْ : أي أنصارهم، والمشايعة بمعنى المصاحبة للتعظيم

- أتباعهم : جمع أتباع، وإن كان يطلق على المشي الظاهر ولكنّه من جهة التوسّع في الإطلاق يتناول المعنوي أيضاً، وكذا قوله {إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا} 

- أوليائهم : مأخوذ من ولي ويستعمل في القرابة النسبيّة والقرب الروحاني وهو المحبّة، ويستعمل أيضاً في قرب الإحاطة وهو الرئاسة.

👈🏻 واعلم بأن الإيمان مركّب كذلك من جزئين :
الأوّل : البراءة من أعداء الله .
والثاني : محبّة الله وأوليائه .

وهذا المعنى مضافاً إلى ما جاء في سرده وتوضيحه من الكتاب والسنّة فإنّه وارد في خصوص جماعة معيّنة من طريق أهل بيت النبيّ، أهل العصمة والطهارة أرواحنا لهم الفداء، وذلك معترف به ومشهود به من جميع القلوب الصافية والنفوس الزاكية. ومن البديهي أنه لا يمكن الجمع بين محبّة إنسان ومحبّة عدوّه!
وفي الحديث عن الإمام الرضا عليه‌ السلام: "حبّ أولياء الله واجب وكذلك بغض أعداء الله والبراءة منهم ومن أئمّتهم ..."

#شرح_زيارة_عاشوراء
يَا أَبا عبد الله إِنِّي سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَكُمْ ، وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبَكُمْ إِلىٰ يَوْمِ الْقِيامَةِ ..

#تفسير : (سلمٌ لمن سالمكم وحربٌ لمن حاربكم..)

السلم بمعنى المُسالمة والصلح والموادعة،
أما الحرب فهي إظهار العداوة والمواجهة..

👈🏻 ويجب أن نقول ذلك من أجل إظهار كمال المطاوعة والتوغّل في العبوديّة والمتابعة أنّا وصلنا في هذا المقام إلى درجة أصبحنا حقيقةَ السلم مع مَن سالمكم ومصداقاً واقعيّاً للحرب لمن حاربكم.

وفي الأخبار الكثيرة المرويّة عن الفريقين أنّ النبيّ صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله قال لفاطمة وأمير المؤمنين عليهما‌ السلام :
《حربك حربي وسلمك سلمي》
كما أوصل الترمذي في الجامع السند إلى زيد بن أرقم : إنّ رسول الله صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله قال لعليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم‌ السلام :《 أنا سلم لمن سالمتم وحرب لمن حاربتم》

يتبيّن من هذا الحديث على اُصول أهل السنّة والجماعة كُفر معاوية وأصحاب الجمل وأصحاب واقعة كربلاء جميعاً ، لأنّ من حارب رسول الله صلى الله عليه وآله باتّفاق الاُمّة ونصّ الكتاب والسنّة كافر، فإذا كان محارب هذه الجماعة محارباً لرسول الله فهو كافر البتّة.

#شرح_زيارة_عاشوراء
《وَلَعَنَ اللهُ آلَ زِيادٍ ..》

#تفسير : (من هم آل زياد؟)

يمكن أت تكون هذه الجملة الدعائية معطوفة على ما سبقها من اللعائن، وعلى هذا الوجه تكون الجملة المتضمّنة للبراءة والاستسلام والمتابعة معترضة بين العاطف والمعطوف عليه، والنكتة المتصوّرة في وجه إقحام هذه الجملة بينهما أنّ الزائر وهو يمارس لعن الأعداء يتذكّر أعمالهم الشنيعة وآثارهم الفظيعة، فتقلّبهم الأيّام الخوالي فيهيج وجده الكامن وشوقه الساكن فيفقد السيطرة على نفسه وهو يستعرض جرائم القوم ومنكراتهم فيُظهر البرائة منهم دونما اختيار منه، وتدركه النفرة منهم ومن أتباعهم وأشياعهم
👈🏻 من هنا يخاطب الإمام المظلوم لفرط حبّه وخلوص إرادته فيحمله ذلك على عرض مسالمته الكاملة ومتابعته الشاملة مع صفاء الباطن وخلوص النيّة بين يدي ساحة الإمام المقدّسة وسدّته الرفيعة، ومن ثم يأخذ بلعنهم واحداً واحداً، ويعطفهم على الأوائل لكي يشفي غيظه ويريح حنقه ويبرأ من لواعج صدره من ذكرهم بالتفصيل والأسماء

من هم زياد وآله؟

إنّ زياد المنصوص عليه باللعن هو والد عبيد الله لعنهما الله، وهو معروف بزياد بن أبيه وزياد بن اُمّه وزياد بن عبيد وزياد بن سميّة، واشتهر بعد أن استلحقه معاوية بابن أبي سفيان، وكانت سمية أمه من النساء الزانيات في الجاهليّة، وولدته عام أوّل من الهجرة على فراش عبيد الله..
ولمّا استُخلف أمير المؤمنين عليه السلام، كان زياد معروفاً بالنزاهة وأثنى على أمير المؤمنين عليه‌ السلام ثناءاً بليغاً فأرسل إليه أمير المؤمنين عليه السلام رسالةً يحذّره من مكر معاوية ويأمره بالثبات على عهده، إلى أن استشهد أمير المؤمنين وانقضت أيّامه عند ذلك فتح معاوية أحابيله عليه، واستعان عليه بخبث فطرته ودناءة مولده فانطلّت الحيلة على زياد واستلحقه معاوية وصيّره أخاه واعترف زياد حبّاً في الدنيا وميلاً إلى جاهها بخباثة مولده ورضي باُخوّة معاوية وأبوة أبي سفيان..

وابن زياد لعنهما الله هو الذي قتل شيعة أمير المؤمنين في البصرة والكوفة وسمل أعينهم وقطّع أيديهم وأرجلهم ، وأدخل حديدة محميّة في عيونهم..

أمّا زياد فقد أراد أن يعرض أهل الكوفة أجمعين على البرائة من الإمام عليّ عليه‌ السلام ولعنه، وأن يقتل كلّ من امتنع من ذلك، ويخرّب منزله، فضربه الله ذلك اليوم بالطاعون فمات لا رحمه الله بعد ثلاثة أيّام وذلك في خلافة معاوية..

👈🏻 في لعن آل زياد يدخل زياد قطعاً، فإنّ لعن آل زياد لانتسابهم إليه ورضاهم بفعله وفعل عبيد الله، فيكون زياد داخلاً في اللعن بطريق لشمول لفظ « الآل » له..
وأولاد زياد وآله كما ذُكر هم : عبد الرحمان والمغيرة وأبو سفيان ، وعبيد الله وعبد الله ، واُمّهما مرجانة، وسلم وعثمان وعبّاد وربيع وأبو عبيدة ويزيد وعنبسة واُمّ معاوية وعمر وغصن وعتبة وأبان وجعفر وسعيد وإبراهيم ، وهؤلاء واحد وعشرون ما بين ذكر واُنثى لعنهم الله جميعاً، آمين .

#شرح_زيارة_عاشوراء
《وَآلَ مَرْوانَ ..》

#تفسير (مَن هم آل مروان؟)

هم آل مروان بن الحكم بن أبي العاص بن اُميّة وهو المعروف بابن الطريد، وهو أشدّ الناس عداوة لله ورسوله وآل رسول الله صلى الله عليه وآله لا سيّما أمير المؤمنين عليه‌ السلام ، واجتهد غاية الجهد ـ طيلة حكم عثمان إلى أن هلك بعده بسنين ـ في ستر مناقب أمير المؤمنين وإيجاد مؤاخذات عليه كما كان يزعم لعنه الله .

أبوه الحكم عمّ عثمان بن عفّان وكان عدوّ النبيّ، شديد العداوة له، مجاهراً بها ، لا يتخفّى ويصرّح بشنآن النبيّ صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله وهو طريد رسول الله بالاتفاق، نفاه النبيّ مع جماعة من أهل بيته إلى الطائف لكن بعد رحيل رسول الله صلى الله عليه وآله، خالف عثمان أمر النبي وأذن له بالعودة.. وذكروا في سبب نفيه اسباب مختلفة، أشهرها أنّه كان يمشي وراء النبيّ ويتخالج في مشيه مستهزءاً بمشية النبيّ صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله ويتمايل ذات اليمين وذات الشمال..

واُمّ الحكَم هي الزرقاء بنت موهب ، وكما ذكر ابن الأثير في كامل التاريخ كانت من ذوات الأعلام مشهورة بالزنا.. وكان تعيير مروان بها في الأخبار والأشعار وعلى ألسنة الناس لنسبته إليها

كان مروان في حرب الجمل مع عائشة..
وأينما وُلّي الخبيث يبذل الجدّ والجهد في سبّ أمير المؤمنين عليه‌ السلام، كما ذكر ابن الأثير أنّه في كلّ جمعة يرقى منبر النبيّ صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله ويبالغ في سبّ أمير المؤمنين عليه‌ السلام بحضرة المهاجرين والأنصار

استُخلِف في الشام بعد هلاك يزيد لعنه الله تسعة أشهر ثم التحق بالأسلاف الأجلاف في جهنّم، والأخبار في لعنه ممّا رواه الفريقان كثيرة، منها بأن عائشة قالت لمروان لعنه الله : "أشهد أنّ رسول الله صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله لعن أباك وأنت في صلبه.."

وفي المستدرك: "كان لا يولد لأحد مولود إلّا اُتي به النبيّ صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله فدعا له، فاُدخل عليه مروان بن الحكم ، فقال : هو الوزغ بن الوزغ الملعون بن الملعون"

وعن النبيّ صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله أنّه قال : "إذا رأيتم معاوية بن أبي سفيان على المنبر فاضربوه بالسيف، وإذا رأيتم الحكم بن أبي العاص فاقتلوه ولو تحت أستار الكعبة."

وآله مشمولين باللعن، ومنهم أولاده: عبد الملك الذي نال الخلافة، وعبد العزيز وكان والياً على مصر، ومحمّد ابنه وقد ولّي على الجزيرة، وبشر وكان حاكماً على العراقين.. وكذا أولاد عبد الملك الذين نالوا الخلافة فسوّدوا في عهدهم نهار الاُمّة وأوصلوها إلى الحضيض الأوهد وهم : الوليد وسليمان ويزيد وهشام بن عبد الملك..

👈🏻وظاهر هؤلاء جميعاً الرضا بفعل أسلافهم وادّعاء الحقّ في الخلافة، وهذا المقدار يكفي في جواز لعنهم والبرائة منهم.

#شرح_زيارة_عاشوراء
وَلَعَنَ اللهُ بَنِي أُمَيَّةَ قاطِبَةً ..

#تفسير (بني أمية قاطبة)

معنى قاطبةً أي جميعاً.
واُميّة هو ابن عبد الشمس بن عبد مناف بناءاً على المشهور، ولكنه ابنه بالتبني وليس من صلبه وهو من الروم، ولذا روي عن الصادقين عليهما‌ السلام في قوله تعالى : {الم * غُلِبَتِ الرُّومُ} أنّهم بنو اُميّة.
ومن هنا يظهر نسب عثمان ومعاوية وحسبهما وأنّهما لا يصلحان للخلافة لقوله صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله : « الأئمّة من قريش » 
👈🏻 فبنو اُميّة كلّهم ليسوا من صميم قريش وإنّما هم يلحقون بهم، ويصدّق ذلك قول أمير المؤمنين عليه‌ السلام : "لصاق وليسوا صحيحي النسب إلى عبد مناف" ، ولم يستطع معاوية إنكار ذلك.

والأخبار في لعن بني اُميّة خارجة عن الحدّ ومرويّة عن طريق الفريقين من جملتها :

قوله تعالى : {وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا}
فورد أن النبيّ صلى الله عليه وآله قد رأى قوماً من بني اُميّة يرقون منبره وينزون عليه نزو القردة...
ولا خلاف بين أحد منوالفريقين أنّ الشجرة الملعونة هم بنو اُميّة .

ومن الآيات المأوّلة في بني اُميّة هذه الآية المباركة : {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّـهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ * جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ}
👈🏻 والمراد بالنعمة في هذه الآية الإمام عليه‌ السلام لأنّ جميع ما سوى الله وُجد بفضل وجودهم، فكان كلّ خير أصاب كلّ أحد وكلّ نفع جرى من كلّ أحد فهو بواسطة عليّ وأولاده عليهم‌ السلام وهم النعمة الحقيقية التي كفر بها بنو اُميّة وبدّلوا نعمة الله وأحلّوا قومهم دار البوار وبئس القرار.

ومن الآيات النازلة في ذمّ بني اُميّة سورة «إنّا أنزلناه» المباركة، لأنّ المراد من ألف شهر دولة بني اُميّة وهي ألف شهر ، وحرموا من فضل ليلة القدر، وإنّ ليلةً واحدة من الخير الاُخروي خيرٌ ألف مرّة من ألف شهر من الخير الدنيوي رياسة بني اُميّة، فهم حكموا الأمة تسعين سنة وأحد عشراً شهراً وثلاثة عشر يوماً ما يعدل الألف شهر.

أما استعراض أفعال بني اُميّة الشنيعة ونشر معايبها وما ورته عن أبي سفيان من الكفر والزندقة والإلحاد والفسق والفجور والجور والطغيان والزنا وشرب الخمور، وما توارثوه خلف عن سلف... كثيرٌ وعظيم لا يسع المقام بذكره! فلعنة الله عليهم قاطبةً.

#شرح_زيارة_عاشوراء
《وَلَعَنَ اللهُ ابْنَ مَرْجانَةَ ..》

#تفسير (ابن مرجانة)

المراد من ابن مرجانة هو ابن زياد وذكره باللعن بعد ذكر آل زياد وبني اُميّة وهو يشمله ـ كما مرّ في التحقيق السابق ـ لخصوصيّة له في قتل سيّد الشهداء عليه السلام

ونسبته إلى مرجانة لمزيد انتقاصه وذمّه ليُعلم مع حال أبيه حال اُمّه كذلك، فقد كانت مرجانة من الزواني المعروفات وقد اُشير إليها في الأشعار..
وفي خطبة عاشوراء المرويّة في الاحتجاج : "ألا وإنّ الدعيّ بن الدعيّ قد ركّز بين اثنين ..." فهذه العبارة صريحة بأنّ ابن زياد ولد الزنا أيضاً مثل أبيه..

ومن العجايب أنّ قتله صادف يوم عاشوراء، ولمّا حملوا رأسه إلى الإمام السجّاد فاُدخل عليه وهو يتغدّى، فقال عليّ بن الحسين عليهما‌ السلام : "أُدخِلتُ على ابن زياد لعنه الله وهو يتغدّى ورأس أبي بين يديه ، فقلت : اللهمّ لا تمتني حتّى تريني رأس ابن زياد وأنا أتغدّى، فالحمد لله الذي أجاب دعوتي.."
 كما فعل المخذول برأس الإمام المظلوم المبارك عليه وعلى جدّه وأبيه واُمّه وأبنائه أفضل الصلاة والتحيّة والسلام ما هدر حمام وهمر ركام.

#شرح_زيارة_عاشوراء
《وَلَعَنَ اللهُ عُمَرَ بْنَ سَعْدٍ ..》

#تفسير (من هو عمر بن سعد)

عمر بن سعد بن أبي وقاص، المعروف بـابن سعد وهو من أصحاب الشورى المتخلّفين عن أمير المؤمنين عليه السلام. وكان أمير جيش الكوفة في واقعة كربلاء.

توجه عمر بن سعد إلى كربلاء بأمر عبيد الله بن زياد مع ٤ آلاف مقاتل لمقاتلة الإمام الحسين عليه السلام طمعاً في حكم الري، و كان له الدور البارز في تلك الواقعة و في استشهاد عدد من أصحاب الإمام الحسين عليهم السلام.
وهو أول من رمى بسهمٍ على الحسين عليه‌ السلام  وأنصاره معرباً عن عزمه الراسخ على قتالهم.. و بعد أن استشهد الحسين عليه السلام وأصحابه أمر بأن توطئ أجسادهم بالخيل.
وورد أن عليًّا عليه السلام قال لعمر بن سعد : "كيف وأنت إذا قمت مقاماً تخيّر فيه بين الجنّة والنار فتختار النار"

وعمر بن سعد هو من شهد ضد الصحابي حجر بن عدي بأنه أثار الفتنة و أنه كافر، و قد اتخذ معاوية من هذه الشهادة ذريعة فقتل حجرًا و أنصاره، وهو من خان مسلم بن عقيل سفير الحسين عليه السلام عندما أخبر عبيد الله بما أسرّه له مسلم حين قُبض عليه.

قتل ابن سعد سنة ٦٦ هـ على يد المختار الثقفي، ولم ينل حكم الري، وقد استجيب للحسين عليه السلام دعائه عليه حيث قال : «سلّط الله عليك من يذبحك على فراشك » لأنّه وصل إلى دركات الجحيم من بيته وهو آمن في غاية الذلّ والمهانة .

#شرح_زيارة_عاشوراء
《وَلَعَنَ اللهُ شِمْراً ..》

#تفسير (من هو الشمر؟)

شمر هو ابن ذي الجوشن لعنه الله، وقيل اسمه أوس، وقيل اسمه شرحبيل بن الأعور الضبابي.. وقيل لأبيه ذو الجوشن لأنّ صدره كان ناتئاً..
واُمّ الشمر كما يظهر ذلك من خطاب الإمام الحسين عليه السلام له (يا بن راعية المعزى) أنّها معروفة بدنائة الفطرة وخبث الذات، لأنّ هذه الكلمة دالّة على القصد ولا شبهة في خباثة مولد الشمر وسوء نسبه وأنّه لغير رشده مطلقاً..

وكان الشمر لعنه الله يُعَدّ من شجعان الكوفة وأصحاب الصيت، وكان في أوّل أمره مع أمير المؤمنين عليه‌السلام في عسكره، وقيل أنّه انتمى إلى الخوارج، وكان له دور في حثّ جعدة بنت الأشعث لقتل الإمام الحسن عليه السلام، وفعل فعلته الشنعاء يوم عاشوراء..

كان الشمر رجلاً أبرص، وروي في كتب العامّة والخاصّة عن صادق آل محمّد عليه السلام أنّ النبيّ صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله رأى [في الرؤيا] كلباً أبقع ـ أسود وأبيض ـ يلغ في دمه فعُبّرت الرؤيا بالشمر لعنه الله.
وكذلك جاء في بحار الأنوار عن سيّد الشهداء إنّه قال للشمر : "رأيت كلاباً تنهشني، أشدّها عليّ كلب أبقع"

وكما ورد في زيارة الناحية المقدسة أنه هو من جلس على صدر الإمام الحسين عليه السلام وقطع الرأس الشريف من القفا، وبعد استشهاد الحسين عليه السلام، أمر بالهجوم على مخيم أهل البيت وإحراقه ولم يكن فيها من الرجال إلا الإمام السجاد عليه السلام وكان مريضًا، فأراد الشمر قتله لكنّ السيدة زينب عليها السلام منعته من ذلك..
فلعنة الله عليه لعناً يملأ أقطار السماوات وآفاق الأرضين .

#شرح_زيارة_عاشوراء
《وَلَعَنَ اللهُ أُمَّةً أَسْرَجَتْ وَأَلْجَمَتْ وَتَنَقَّبَتْ وَتَهَيَّأَتْ لِقِتالِكَ ..》

#تفسير (أسرجت وألجمت وتنقبت وتهيأت)

أسرجت : أي جعلته ذا سرج، والإلجام نظير الإسراج وهو مأخوذ من اللجام..

تنقّبت : يحتمل لهذا اللفظ وجوه منها أنّه مأخوذٌ من النقاب الذي تضعه المرأة على وجهها حقيقةً وذلك إشارة إلی ما كان يفعله القوم في الحروب حين ينتقبون، ويكون بمعنى السير في الطريق مثل ( فَنَقَّبُوا فِي الْبِلَادِ )، وقيل النقاب هو لباس يلتجأ إليه الفارس أحياناً بسهولته أو لأسباب غيرها..
👈🏻 فهو إذًا كناية عن ذلك التهيّؤ والإعداد للحرب
واحتمل أن يكون مأخوذاً من النقابة بمعنى الرياسة ومعنى ذلك أنّهم جمعوا العساكر وجيّشوا الجيوش، وكذا تنقّب بمعنى تجسّس وتتبّع و شاور..

تهيأت : التهيّؤ اتخاذ هيئة أمرٍ مّا والاستعداد لأدائه، والتهيئة إعطاء الهيئة وإعداد العدة للأمر..

فكل هذه المعاني تشير إلى لعن تلك الأمة التي أعدت العدة لقتال إمام زمانها وأهل بيته وأصحابه عليهم السلام.

#حفظ_زيارة_عاشوراء
《بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا أَبَا عَبْدِ الله لَقَدْ عَظُمَ مُصابِي بِكَ ..》

#تفسير (بأبي أنت وأمي)

وضع هذه الجملة في الأصل للدعاء بالفداء، ويكون المعنى هكذا : إذا داهمك بلاء أو آفة يا أبا عبد الله، جعل الله روح أبي واُمّي فداء ووقاءاً لك، ويقع بهما البلاء دونك، ويدلّ هذا الكلام على تقديم المفدّى في المحبّة والإعزاز على الوالدين..  و يراد منها تجليل المخاطب وتعظيمه..

ومن هذا القبيل كلمات عقيلة الرسالة سلام الله عليها : « بأبي المهموم حتّى مضى .. » إلى آخر ما قالته في نياحتها على الإمام المظلوم ذلك اليوم.

#شرح_زيارة_عاشوراء
《فَأَسْأَلُ اللهَ الَّذِي أَكْرَمَ مَقامَكَ وَأَكْرَمَنِي بِكَ..》

#تفسير (أكرم مقامك وأكرمني بك)

الإكرام : الإعظام والتنزيه بحسب الواقع أو السلوك، ويستعمل هنا التكريم من جهتين :

1⃣ أكرم مقامك : أي في إكرام سيّد الشهداء عليه‌ السلام، وهو عبارة عن ألطاف إلهيّة جرت في حقّه.. منها:
- ما اعطي عليه السلام من المقامات المعطاة للأنبياء والأولياء لقربهم من الواحد الأحد..
- الخصائص التي منحها الله تعالى للأئمّة الإثني عشر عليهم‌ السلام من السلطان على سائر البشر والحكومة على عامّة الموجودات والإمامة على ما سوى الله تعالى ببركة انتسابهم إلى خاتم الأنبياء صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله..
- ما امتاز به الحسين عليه‌ السلام من جلالة القدر ورفعة الشأن وعلوّ المنزلة عن سائر الأئمّة، وهذه اُمور عدّة عوّضه الله بها عمّا لاقاه من القتل، وأعطاه في قبال الشهادة التي نالها، منها : اُبوّة الأئمّة التسعة حيث أعطاه الله هذا الشرف الرفيع والجاه العريض ، وحباه بهذه الفضيلة وخصّه بها كما اُشير إلى ذلك في الأخبار الكثيرة - الشفاء بتربته المقدّسة - استجابة الدعاء تحت قبّته وحول القبر الطاهر المقدّس - أنّ أيّام زيارته لا تُعَدّ من أعمار زائريه كما جاء في أمالي...

2⃣ أكرمني بك : إكرامنا بسيّد الشهداء، وهذا على ثلاثة أقسام :
١- إكرامنا بنعم الوجود، فما يصل إلى كلّ واحد من هذه النعم فببركة وجوده عليه‌ السلام .
٢- الإكرام بالإسلام والإيمان والعلم والإيقان، فما جرى من ينبوع الكمال في حياض قلوب أهل اليقين متشعّب من بحر فضله .
٣- الخصوصيّات التي نالها المؤمنون من جنابه كثواب البكاء وثواب الرثاء وثواب الإبكاء وثواب الزيارة واستجابة الدعاء تحت قبّته وكون الشفاء في تربته المقدّسة حيث يكون بعضها ببركة وجوده المقدّس لا سيّما ما يصل الشيعة منها...

#شرح_زيارة_عاشوراء