الطريق إلى التوبة
Photo
#طبيب_القلوب ( 3)
✍ رويدة الدعمي
عنوان الحلقة // لن أبق في كلية الطب!! 😭💔
.
وقفت عند باب المصلى 🕌 ورأته مستغرقاً في الصلاة بكل خشوع، ضلت واقفة تراقبه حتى أكمل صلاته.. وقبل أن يلتفت شهاب إلى وجودها أسرعت بالعودة إلى حيث زميلاتها.
وفي المساء وبينما كانت تحتسي كوباً من الشاي ☕ وهي تتسامر مع سمية قالت فدوى بشيء من الحزن : لماذا لم ترشديني إلى الصلاة عندما كنت طفلة يا خالة؟ .. لو انك علمتِني إياها منذ الصغر لما استصعبت القيام بها الآن..!!
أكملت وفي صدرها غصة : عندما شاهدت الطمأنينة والسكينة التي بانت على شهاب اليوم وهو يصلي تساءلت مع نفسي : لماذا أحرم نفسي من هذا الموقف الرائع بين يدي الله؟!
تفاجأت سمية من هذا المنطق الجديد لفدوى، قالت والفرحة تكاد تطير بها🕊️ : ما أسعدني بك يا زهرتي الجميلة🌸.. صدقيني كانت هذه أمنيتي لكن.. 😔
لكن ماذا يا خالتي؟ هكذا تساءلت فدوى بِحُرقة.
أجابت سمية بصعوبة : إن أباك سامحه الله كان يهددني دائما أن لا أعلمك شيئا من ديننا الحنيف.
أكملت والدموع تغمر مقلتيها : لقد هددني إن تكلمت معك عن الدين وتعاليم الله تعالى فإنه سيطردني.
تساءلت فدوى بدهشة : ألهذه الدرجة كان أبي حاقداً على الدين؟
أجابتها سمية بألم : نعم للأسف الشديد.. لقد كانت أكثر خلافاته مع والدتك رحمها الله بهذا الخصوص.. كان يحاول اجبارها على خلع الحجاب ووضع المكياج وترك الصلاة والصيام ويحاول إجبارها على الاستماع للغناء لكنها كانت ترفض كل هذا بشدة.
قالت فدوى بألم : نعم اتذكر بعض من تلك المواقف.. إنها مازالت عالقة بمخيلتي رغم أنني كنت ما أزال صغيرة.
قالت سمية وهي تمسك بيد فدوى : هل تعرفين لماذا لم يجبركِ على خلع الحجاب عندما قررتي ارتدائه؟
تسائلت فدوى بذهول : لماذا؟
أجابت سمية وهي تمسح على يد صغيرتها : لأن هذه كانت وصية والدتك، أن لا يمنعك من ارتداء الحجاب وأداء الصلاة والصيام كما كان يحاول معها .
لقد التزم بوصيتها ظاهراً لكنه في الوقت نفسه صار يهددني بالطرد من المنزل أن حاولت أن أقربك للدين.. أتذكر انه في آخر مرة هددني فيها قال لي عبارة جرحتني كثيرا.. 💘
- ماذا قال يا خالة؟ أقسم عليك بروح امي ان تخبريني.
- لقد قال لي انه يتمنى طردي في كل لحظة لولا أن المرحومة كانت أوصته بإبقائي للاعتناء بك.
- ولكن لماذا يتمنى طردك ؟ 😱
- لأنه يكره ( المتدينين) على حد تعبيره.
قالت فدوى وكأنها تنظر إلى الأفق البعيد :
- سبحان الله.. لقد عرفت الآن الحكمة مما جرى له، لقد أدخله الله إلى السجن ليبعدني عنه.. ويقربني إلى ديني.
اتجهت فدوى لتتوضأ وهي تقول : تعالي يا خالتي وعلميني كيف اتوضأ وأصلي.. سأكون كما أرادت لي والدتي أن أكون.
💚❤️💚
مضت الأيام وفدوى تحاول أن ترضى بنصيبها في هذه الكلية.. كانت تحاول بشتى الطرق أن تقتنع بأنها ستكون طبيبة جيدة في المستقبل..
إلى أن جاء اليوم الذي خابت فيه آمالها من جديد، وذلك عندما إصيبت مربيتها بوعكة صحية 🤒 نقلتها على إثرها إلى المشفى 🏥 ولما كانت سمية مصابة بمرض السكري وكذلك ضغط الدم المرتفع فلقد أضرت تلك الوعكة على صحتها كثيراً وارتبكت فدوى أيما ارتباك، قالت وهي تمسك بيد سمية وتبكي بألم : ارجوكِ يا خالة كوني قوية.. فليس لي أحد في هذه الدنيا سواك!
جاءت الطبيبة ونظرت إلى حال سمية، وقبل أن تقوم بأي فحص أشارت إلى الممرضة بالقول : اعطيها كمية من الأوكسجين انها تعاني من ضيق في التنفس.
تركتها لتنتقل إلى مريضة أخرى، نادت عليها فدوى لتخبرها بأن سمية تعاني ومنذ ابد طويل من الضغط والسكري لكن الطبيبة نظرت لفدوى من وراء النظارة الطبية 👓 شزراً ثم تركتها وابتعدت.
قالت للممرضة بعد أن صدمها موقف الطبيبة : أن خالتي تعاني من الضغط والسكري رجاءاً اعملوا اي شيء لإنقاذها..
قالت الممرضة وهي تضع جهاز الأوكسجين على وجه سميه : اسمعي يا هذه.. لا تعلمينا كيف نقوم بواجبنا.
جلست فدوى على المقعد القريب من سرير خالتها، سالت دموعها على خديها ثم أمسكت بيد سمية وهي تقول : هل عرفتي الآن لماذا لا أحب كلية الطب؟ هل عرفتي يا خالتي لماذا لا أريد أن أكون طبيبة.. حتى هذه الممرضة التي يصفوها بأنها ملاك الرحمة.. انظري إلى تصرفاتها؟!
في صباح اليوم التالي ذهبت فدوى إلى عمادة الكلية وقدمت طلبا ليتم تحويلها إلى كلية الهندسة، دخلت قاعة المحاضرات وكان الأستاذ المحاضر هو نفسه ( الأستاذ شادي) الذي أهانها أمام الطلبة في يومها الدراسي الأول..
طرقت الباب ولما رآها قال بأعلى صوته : متى تتعلمين الالتزام بالوقت يا آنسة ؟هذه المرة الثانية وعلى التوالي 😠
نظرت إليه فدوى وهي تقول بكل أدب : كنت عند عمادة الكلية يا أستاذ، قدمت طلب نقلي إلى كلية الهندسة.. سوف لن تراني مجددا.. أعدك بذلك.
تفاجأ الطلاب والطالبات من كلامها، أما الأستاذ فلم تهتز منه شعرة، قال وهو يشير إليها بالدخول :
- هذا أفضل شيء تفعلينه .. فالطبيب يجب أن يكون ملتزما بمواعيده ⌚
وما أن جلست على المقعد
✍ رويدة الدعمي
عنوان الحلقة // لن أبق في كلية الطب!! 😭💔
.
وقفت عند باب المصلى 🕌 ورأته مستغرقاً في الصلاة بكل خشوع، ضلت واقفة تراقبه حتى أكمل صلاته.. وقبل أن يلتفت شهاب إلى وجودها أسرعت بالعودة إلى حيث زميلاتها.
وفي المساء وبينما كانت تحتسي كوباً من الشاي ☕ وهي تتسامر مع سمية قالت فدوى بشيء من الحزن : لماذا لم ترشديني إلى الصلاة عندما كنت طفلة يا خالة؟ .. لو انك علمتِني إياها منذ الصغر لما استصعبت القيام بها الآن..!!
أكملت وفي صدرها غصة : عندما شاهدت الطمأنينة والسكينة التي بانت على شهاب اليوم وهو يصلي تساءلت مع نفسي : لماذا أحرم نفسي من هذا الموقف الرائع بين يدي الله؟!
تفاجأت سمية من هذا المنطق الجديد لفدوى، قالت والفرحة تكاد تطير بها🕊️ : ما أسعدني بك يا زهرتي الجميلة🌸.. صدقيني كانت هذه أمنيتي لكن.. 😔
لكن ماذا يا خالتي؟ هكذا تساءلت فدوى بِحُرقة.
أجابت سمية بصعوبة : إن أباك سامحه الله كان يهددني دائما أن لا أعلمك شيئا من ديننا الحنيف.
أكملت والدموع تغمر مقلتيها : لقد هددني إن تكلمت معك عن الدين وتعاليم الله تعالى فإنه سيطردني.
تساءلت فدوى بدهشة : ألهذه الدرجة كان أبي حاقداً على الدين؟
أجابتها سمية بألم : نعم للأسف الشديد.. لقد كانت أكثر خلافاته مع والدتك رحمها الله بهذا الخصوص.. كان يحاول اجبارها على خلع الحجاب ووضع المكياج وترك الصلاة والصيام ويحاول إجبارها على الاستماع للغناء لكنها كانت ترفض كل هذا بشدة.
قالت فدوى بألم : نعم اتذكر بعض من تلك المواقف.. إنها مازالت عالقة بمخيلتي رغم أنني كنت ما أزال صغيرة.
قالت سمية وهي تمسك بيد فدوى : هل تعرفين لماذا لم يجبركِ على خلع الحجاب عندما قررتي ارتدائه؟
تسائلت فدوى بذهول : لماذا؟
أجابت سمية وهي تمسح على يد صغيرتها : لأن هذه كانت وصية والدتك، أن لا يمنعك من ارتداء الحجاب وأداء الصلاة والصيام كما كان يحاول معها .
لقد التزم بوصيتها ظاهراً لكنه في الوقت نفسه صار يهددني بالطرد من المنزل أن حاولت أن أقربك للدين.. أتذكر انه في آخر مرة هددني فيها قال لي عبارة جرحتني كثيرا.. 💘
- ماذا قال يا خالة؟ أقسم عليك بروح امي ان تخبريني.
- لقد قال لي انه يتمنى طردي في كل لحظة لولا أن المرحومة كانت أوصته بإبقائي للاعتناء بك.
- ولكن لماذا يتمنى طردك ؟ 😱
- لأنه يكره ( المتدينين) على حد تعبيره.
قالت فدوى وكأنها تنظر إلى الأفق البعيد :
- سبحان الله.. لقد عرفت الآن الحكمة مما جرى له، لقد أدخله الله إلى السجن ليبعدني عنه.. ويقربني إلى ديني.
اتجهت فدوى لتتوضأ وهي تقول : تعالي يا خالتي وعلميني كيف اتوضأ وأصلي.. سأكون كما أرادت لي والدتي أن أكون.
💚❤️💚
مضت الأيام وفدوى تحاول أن ترضى بنصيبها في هذه الكلية.. كانت تحاول بشتى الطرق أن تقتنع بأنها ستكون طبيبة جيدة في المستقبل..
إلى أن جاء اليوم الذي خابت فيه آمالها من جديد، وذلك عندما إصيبت مربيتها بوعكة صحية 🤒 نقلتها على إثرها إلى المشفى 🏥 ولما كانت سمية مصابة بمرض السكري وكذلك ضغط الدم المرتفع فلقد أضرت تلك الوعكة على صحتها كثيراً وارتبكت فدوى أيما ارتباك، قالت وهي تمسك بيد سمية وتبكي بألم : ارجوكِ يا خالة كوني قوية.. فليس لي أحد في هذه الدنيا سواك!
جاءت الطبيبة ونظرت إلى حال سمية، وقبل أن تقوم بأي فحص أشارت إلى الممرضة بالقول : اعطيها كمية من الأوكسجين انها تعاني من ضيق في التنفس.
تركتها لتنتقل إلى مريضة أخرى، نادت عليها فدوى لتخبرها بأن سمية تعاني ومنذ ابد طويل من الضغط والسكري لكن الطبيبة نظرت لفدوى من وراء النظارة الطبية 👓 شزراً ثم تركتها وابتعدت.
قالت للممرضة بعد أن صدمها موقف الطبيبة : أن خالتي تعاني من الضغط والسكري رجاءاً اعملوا اي شيء لإنقاذها..
قالت الممرضة وهي تضع جهاز الأوكسجين على وجه سميه : اسمعي يا هذه.. لا تعلمينا كيف نقوم بواجبنا.
جلست فدوى على المقعد القريب من سرير خالتها، سالت دموعها على خديها ثم أمسكت بيد سمية وهي تقول : هل عرفتي الآن لماذا لا أحب كلية الطب؟ هل عرفتي يا خالتي لماذا لا أريد أن أكون طبيبة.. حتى هذه الممرضة التي يصفوها بأنها ملاك الرحمة.. انظري إلى تصرفاتها؟!
في صباح اليوم التالي ذهبت فدوى إلى عمادة الكلية وقدمت طلبا ليتم تحويلها إلى كلية الهندسة، دخلت قاعة المحاضرات وكان الأستاذ المحاضر هو نفسه ( الأستاذ شادي) الذي أهانها أمام الطلبة في يومها الدراسي الأول..
طرقت الباب ولما رآها قال بأعلى صوته : متى تتعلمين الالتزام بالوقت يا آنسة ؟هذه المرة الثانية وعلى التوالي 😠
نظرت إليه فدوى وهي تقول بكل أدب : كنت عند عمادة الكلية يا أستاذ، قدمت طلب نقلي إلى كلية الهندسة.. سوف لن تراني مجددا.. أعدك بذلك.
تفاجأ الطلاب والطالبات من كلامها، أما الأستاذ فلم تهتز منه شعرة، قال وهو يشير إليها بالدخول :
- هذا أفضل شيء تفعلينه .. فالطبيب يجب أن يكون ملتزما بمواعيده ⌚
وما أن جلست على المقعد
#طبيب_القلوب ( 4)
✍ رويدة الدعمي
عنوان الحلقة 🍃 الحياة مدرسة.. يا فدوى!!
استأذنت من زميلاتها واتجهت نحوه بكل أدب..
- تفضل اخ شهاب.. هل من خدمة؟
- لا أعرف ماذا أقول.. لكن هل أنتِ جادة بقراركِ هذا؟
- نعم يا شهاب.. لقد قدمت الطلب وأنتظر الآن الموافقة، علما اني ذهبت في البدء إلى كلية الهندسة وحصلت على الموافقة بقبولي فيها ولن تبقَ إلا موافقة عميد كلية الطب.
- ولكن هل لي أن أعرف السبب؟
- القصة طويلة.. ولا أريد أن أصدع رأسك بها.
جلس على احد المقاعد المنتشرة في الحديقة وأشار إليها للجلوس وهو يقول : تحدثي ارجوكِ.. لعلي أستطيع مساعدتكِ.
قالت فدوى وهي تحاول أن تكون متماسكة : لقد كرهت هذه المهنة منذ وفاة والدتي عندما كان الأطباء لا يعاملونها كما يجب.. كانت تتألم أمامهم وتتلوى وفي بعض الأحيان تصرخ بأعلى صوتها من شدة الوجع لكنهم ينظرون إليها وكأن شيئاً لم يكن.. كنت بجانب مُربيتي حينما قامت بسؤال الدكتور عن حالة والدتي فسألها : وما هي قرابتك منها؟
قالت له في حينها انها أمها وأشارت إلي بالقول : وهذه ابنتها . نظر إليَّ الطبيب وكنتُ غارقة بدموعي ثم قال :
المرض منتشر في كل جسمها.. وليس هناك أي أمل في شفاءها!
صدمتُ من فوري 😱 ووقعت أرضاً مغشياً عليّ ولم أفق إلا بعد يومين من شدة الصدمة.
لم تستطع فدوى إكمال حديثها.. لقد خنقتها العبرة، اخرج شهاب منديلاً من جيبهِ وهو يقول : إمسحي دموعكِ ارجوكِ.
أخذت فدوى المنديل بيدين مرتجفتين وهي تقول :
لقد كان قاسي القلب جدا 🖤 بل وكأنه بلا قلب اصلا.. حتى الممرضات في حينها لم يقمن بالواجب رغم أن المجتمع يطلق عليهن لقب ( ملائكة الرحمة)!! 😇
كرهت مهنة الطب والتمريض، وقررت أن أمتهن اي مهنة إلا هاتين المهنتين!
لكن ابي أصر على أن أتقدم لكلية الطب بعد أن رأى معدلي عال جدا.. لم أشأ مخالفته ، خاصة أنه من الذين تصعب مخالفتهم ويصعب إقناعهم برأي غير رأيهم.
دخلت هذه الكلية رغماً عني 😞 وتذكر كيف قضيت المحاضرة الأولى وسط دموعي وحزني الشديد.
قال شهاب متسائلا : ولكنني ظننت انكِ بكيتِ بسبب إهانة الأستاذ لك ببعض الكلمات الجارحة ❣️
- نعم هذا كان أحد أسباب دموعي لكن السبب الحقيقي أنني كنت غير راغبة بالدخول لهذه الكلية على الإطلاق!
- ولكنكِ بعد تلك المحاضرة كنتِ طبيعية جداً ، حتى اني أجد علاقتكِ بباقي الزميلات علاقة جميلة ومتينة رغم أننا ما زلنا في الشهر الأول!
- نعم صحيح.. ولكن الموقف الذي مررتُ به يوم أمس في المشفى حينما أخذتُ مُربيتي الى هناك جعلني أعزم على ترك كلية الطب.. قسوة الطبيبة وإهمالها المتعمد لحالة خالتي رغم أنني أخبرتها انها مصابة بداء السكري وضغط الدم المرتفع، وكذلك الكلام الجارح للممرضة جعلني استرجع ذكرياتي مع أمي في المشفى في أيامها الأخيرة.. لهذا عادت إلي مشاعر الكراهية والبغض لهذه المهنة.
- لكن اتعرفين يا فدوى بأن هذه المهنة أشرف وأقدس المهن على الإطلاق؟ هل تعرفين ماذا يعني أن تنقذي أرواح البشر؟
- لكني لم ألتقِ بطبيب يحمل هذه الإنسانية التي تتحدث عنها!
- أما أنا فلقد التقيت بهذا الطبيب صدقيني.. لقد أشرف على حالة والدي.. اتصدقين انه ما أن علم بأننا لا نملك من حطام الدنيا شيء حتى قرر أن يعالج والدي بدون اي مقابل..؟!
أتذكر انه يومها قال لي : متى ما ساءت حالته اتصل بي فوراً حتى لو كان ذلك بعد منتصف الليل!
وفعلاً فلقد ساءت حالة والدي واتصلت بهاتفهِ الشخصي 📲وحينها كان نائماً لكنهُ ما أن سمع بحالة ابي حتى كان عندنا بعد نصف ساعة فقط!
قالت فدوى : وهل كان يعالج والدكَ بالمجان؟
هز شهاب رأسه قائلا : نعم أقسم بالله على ذلك.
ثم أردف محاولاً ثني فدوى عن قرارها الأخير :
- اسمعي يا أختاه.. لا تحكمي على جميع البشر من موقف أو موقفين.. ان هذه الحياة مدرسة 🏫 وكما أن المدرسة فيها الطلاب الجيدين والطلاب السيئين، وكما أن فيها المعلمين الجيدين والمعلمين غير الجيدين فالحياة أيضا فيها أنواع البشر رغم انهم يمتهنون نفس المهن لكن طباعهم وأخلاقهم تختلف ! فلا يمكن أن نحكم عليهم بهذه الطريقة.. ولقد شبهتها بالمدرسة أيضا لكوننا في المدرسة نتعلم الكثير وكذلك في الحياة المواقف المختلفة تعلمنا الكثير وكل يوم يتغير شيء في أذهاننا نحو الأفضل..
قاطعته فدوى : ولكن يا شهاب ألا ترى أن الأعم الأغلب من الأطباء والطبيبات في بلدنا كما وصفتهم أنا..؟!
قال وهو يحاول اقناعها بكل ثقة :
- حتما إن ظروف البلاد السيئة وكثرة المرضى يؤثر سلبا على نفسية الأطباء وكذلك الممرضين.. فالظروف الصحية لبلادنا غير مشجعة على الإطلاق، وعدد المرضى في ازدياد نتيجة سوء الأوضاع للأسف الشديد.
- ولكن لماذا نرى أخلاقهم عالية في عياداتهم الخاصة؟!
يبقى شهاب صامتا وتكمل فدوى بكل حماس كمن انتصر في المعركة : حسنا.. أنا سأخبرك لماذا! في عياداتهم كل مريض يدخل يعني أن الوارد 💰 ازداد اليوم، اما في المشفى فسواء كان مريض واحد أو ألف فإنه سيستلم نفس المرتب💵 في
✍ رويدة الدعمي
عنوان الحلقة 🍃 الحياة مدرسة.. يا فدوى!!
استأذنت من زميلاتها واتجهت نحوه بكل أدب..
- تفضل اخ شهاب.. هل من خدمة؟
- لا أعرف ماذا أقول.. لكن هل أنتِ جادة بقراركِ هذا؟
- نعم يا شهاب.. لقد قدمت الطلب وأنتظر الآن الموافقة، علما اني ذهبت في البدء إلى كلية الهندسة وحصلت على الموافقة بقبولي فيها ولن تبقَ إلا موافقة عميد كلية الطب.
- ولكن هل لي أن أعرف السبب؟
- القصة طويلة.. ولا أريد أن أصدع رأسك بها.
جلس على احد المقاعد المنتشرة في الحديقة وأشار إليها للجلوس وهو يقول : تحدثي ارجوكِ.. لعلي أستطيع مساعدتكِ.
قالت فدوى وهي تحاول أن تكون متماسكة : لقد كرهت هذه المهنة منذ وفاة والدتي عندما كان الأطباء لا يعاملونها كما يجب.. كانت تتألم أمامهم وتتلوى وفي بعض الأحيان تصرخ بأعلى صوتها من شدة الوجع لكنهم ينظرون إليها وكأن شيئاً لم يكن.. كنت بجانب مُربيتي حينما قامت بسؤال الدكتور عن حالة والدتي فسألها : وما هي قرابتك منها؟
قالت له في حينها انها أمها وأشارت إلي بالقول : وهذه ابنتها . نظر إليَّ الطبيب وكنتُ غارقة بدموعي ثم قال :
المرض منتشر في كل جسمها.. وليس هناك أي أمل في شفاءها!
صدمتُ من فوري 😱 ووقعت أرضاً مغشياً عليّ ولم أفق إلا بعد يومين من شدة الصدمة.
لم تستطع فدوى إكمال حديثها.. لقد خنقتها العبرة، اخرج شهاب منديلاً من جيبهِ وهو يقول : إمسحي دموعكِ ارجوكِ.
أخذت فدوى المنديل بيدين مرتجفتين وهي تقول :
لقد كان قاسي القلب جدا 🖤 بل وكأنه بلا قلب اصلا.. حتى الممرضات في حينها لم يقمن بالواجب رغم أن المجتمع يطلق عليهن لقب ( ملائكة الرحمة)!! 😇
كرهت مهنة الطب والتمريض، وقررت أن أمتهن اي مهنة إلا هاتين المهنتين!
لكن ابي أصر على أن أتقدم لكلية الطب بعد أن رأى معدلي عال جدا.. لم أشأ مخالفته ، خاصة أنه من الذين تصعب مخالفتهم ويصعب إقناعهم برأي غير رأيهم.
دخلت هذه الكلية رغماً عني 😞 وتذكر كيف قضيت المحاضرة الأولى وسط دموعي وحزني الشديد.
قال شهاب متسائلا : ولكنني ظننت انكِ بكيتِ بسبب إهانة الأستاذ لك ببعض الكلمات الجارحة ❣️
- نعم هذا كان أحد أسباب دموعي لكن السبب الحقيقي أنني كنت غير راغبة بالدخول لهذه الكلية على الإطلاق!
- ولكنكِ بعد تلك المحاضرة كنتِ طبيعية جداً ، حتى اني أجد علاقتكِ بباقي الزميلات علاقة جميلة ومتينة رغم أننا ما زلنا في الشهر الأول!
- نعم صحيح.. ولكن الموقف الذي مررتُ به يوم أمس في المشفى حينما أخذتُ مُربيتي الى هناك جعلني أعزم على ترك كلية الطب.. قسوة الطبيبة وإهمالها المتعمد لحالة خالتي رغم أنني أخبرتها انها مصابة بداء السكري وضغط الدم المرتفع، وكذلك الكلام الجارح للممرضة جعلني استرجع ذكرياتي مع أمي في المشفى في أيامها الأخيرة.. لهذا عادت إلي مشاعر الكراهية والبغض لهذه المهنة.
- لكن اتعرفين يا فدوى بأن هذه المهنة أشرف وأقدس المهن على الإطلاق؟ هل تعرفين ماذا يعني أن تنقذي أرواح البشر؟
- لكني لم ألتقِ بطبيب يحمل هذه الإنسانية التي تتحدث عنها!
- أما أنا فلقد التقيت بهذا الطبيب صدقيني.. لقد أشرف على حالة والدي.. اتصدقين انه ما أن علم بأننا لا نملك من حطام الدنيا شيء حتى قرر أن يعالج والدي بدون اي مقابل..؟!
أتذكر انه يومها قال لي : متى ما ساءت حالته اتصل بي فوراً حتى لو كان ذلك بعد منتصف الليل!
وفعلاً فلقد ساءت حالة والدي واتصلت بهاتفهِ الشخصي 📲وحينها كان نائماً لكنهُ ما أن سمع بحالة ابي حتى كان عندنا بعد نصف ساعة فقط!
قالت فدوى : وهل كان يعالج والدكَ بالمجان؟
هز شهاب رأسه قائلا : نعم أقسم بالله على ذلك.
ثم أردف محاولاً ثني فدوى عن قرارها الأخير :
- اسمعي يا أختاه.. لا تحكمي على جميع البشر من موقف أو موقفين.. ان هذه الحياة مدرسة 🏫 وكما أن المدرسة فيها الطلاب الجيدين والطلاب السيئين، وكما أن فيها المعلمين الجيدين والمعلمين غير الجيدين فالحياة أيضا فيها أنواع البشر رغم انهم يمتهنون نفس المهن لكن طباعهم وأخلاقهم تختلف ! فلا يمكن أن نحكم عليهم بهذه الطريقة.. ولقد شبهتها بالمدرسة أيضا لكوننا في المدرسة نتعلم الكثير وكذلك في الحياة المواقف المختلفة تعلمنا الكثير وكل يوم يتغير شيء في أذهاننا نحو الأفضل..
قاطعته فدوى : ولكن يا شهاب ألا ترى أن الأعم الأغلب من الأطباء والطبيبات في بلدنا كما وصفتهم أنا..؟!
قال وهو يحاول اقناعها بكل ثقة :
- حتما إن ظروف البلاد السيئة وكثرة المرضى يؤثر سلبا على نفسية الأطباء وكذلك الممرضين.. فالظروف الصحية لبلادنا غير مشجعة على الإطلاق، وعدد المرضى في ازدياد نتيجة سوء الأوضاع للأسف الشديد.
- ولكن لماذا نرى أخلاقهم عالية في عياداتهم الخاصة؟!
يبقى شهاب صامتا وتكمل فدوى بكل حماس كمن انتصر في المعركة : حسنا.. أنا سأخبرك لماذا! في عياداتهم كل مريض يدخل يعني أن الوارد 💰 ازداد اليوم، اما في المشفى فسواء كان مريض واحد أو ألف فإنه سيستلم نفس المرتب💵 في
الطريق إلى التوبة
Photo
#طبيب_القلوب ( 5)
✍رويدة الدعمي
عنوان الحلقة 🍃لن أخذلكِ يا فدوى!!
ابتسمت فدوى ومدَّت يدها لأخذ الموافقة إلا أن العميد سحب الورقة وأعادها إلى مكانها وهو يقول :
- لولا ان الدكتور شادي😎 تدخل في اللحظات الأخيرة ومنعني من التوقيع والموافقة!
صاحت فدوى : ماذا؟! الدكتور شادي؟
تنفس شهاب الصعداء وابتسم كمن أزاح عن صدره حمل ثقيل.
عادت فدوى للسؤال : ولكن لماذا تدخل الأستاذ شادي في أمر نقلي يا دكتور؟
أجابها العميد : لقد أخبرني انكِ من أذكى الطالبات وأفضلهن في المستوى العلمي.. وفي الحقيقة انا لا اريد ان تخسر كليتي طالبة في مثل هذه المواصفات لذلك رفضت الطلب مقتنعاً بكلام الدكتور شادي.
خرجت فدوى من العمادة وقد اختلطت الأفكار لديها، قال شهاب مبتسماً : الحمد لله الذي استجاب لي دعوتي! 🙏
لم تنتبه فدوى إلى المعاني الكثيرة التي كانت تحملها كلمات شهاب..
قالت بارتباك : لم أدخل عندهُ سوى محاضرتين ..فكيف عرف بأنني ذكية ومن أفضل الطالبات في المستوى العلمي؟!
أما شهاب فلم يكن في بالهِ غير فرحته الكبيرة بعدم انتقال فدوى من كلية الطب! 💖
مضت الأيام وكانت نظرات الأستاذ شادي تترصد فدوى في كل مكان.. انتبهت زميلاتها بل وحتى زملائها!!
وفي ظهيرة ذاك اليوم الحار بعض الشيء وبينما كانت فدوى تمر بجانب مكتب ذلك الأستاذ حتى خرج من مكتبهِ وأعترضها بشكل ملفت للنظر.. كانت وحدها!
قال وهو يسحبها بلطف إلى داخل المكتب : ادخلي لأخذ شيء من الراحة.. فالجو حار جداً!
حاولت فدوى الامتناع لكنه استطاع بمكرهِ ان يدفعها نحو المكتب ثم أغلق الباب!
مباشرة أخذت هاتفها النقال📲 وصارت تبحث عن رقم شهاب، فقد أعطاها رقمه قبل قليل وهو يقول : قد تحتاجينه يوماً!! وما أسرع ما احتاجت إليه؟!
لم ينتبه الدكتور شادي إلى اتصالها بشهاب ، قال وهو يفتح الثلاجة الصغيرة : هيأتُ لكِ العصير 🍹والكعك 🍰وحتى المثلجات🍧!
مدَّ يدَهُ ليناولها العصير فتفاجأ انها بدأت تتكلم بهاتفها النقال : هلو.. شهاب انا في مكتب الأستاذ شادي.. تعال إلى هنا فورا.
صُعِق الدكتور شادي من فورهِ ورمى العصير أرضاً وهو يصرخ : أيتها النذلة الحقيرة.. أتمنى أن أعرف طبيعة علاقتك بذلك الكلب!
وهنا طرق شهاب الباب بكل قوة، فتح الدكتور الباب🚪 وكان يبدو عليه الارتباك..
قال شهاب مندهشاً : ولكن لماذا تغلق الباب بالمفتاح 🗝️ يا دكتور؟
ردَّ عليه شادي بعصبية : وما شأنك أنت؟
ثم اردف وقد بدى كوحشٍ كاسر : اسمعا أنتما الاثنان.. إن عرف أحد بالموضوع فاعتبرا نفسيكما راسبين هذه السنة بكل تأكيد!
قال شهاب من غير شعور محاولاً امتصاص غضب شادي : اي موضوع يا استاذ.. مخطوبتي اتصلت بي وجئت لاصطحابها!
فغرَ الدكتور شادي فاههُ مردداً وقد خابت جميع آماله : مخطوبتك؟!!
هز شهاب رأسه وهو يقول مؤكداً كلامه : غداً عقد القرآن وبعد غد بإذن الله سيكون كل منا قد لبِسَ خاتم الخطوبة💍.
طأطأ الدكتور شادي رأسه أرضاً كقائد منهزم، وأشار إليهما بالخروج من المكتب.
خرج الاثنان وهما لا يعرفان كيف جرت كل هذه الأمور؟😥
قالت فدوى بتأثر : اعذرني لأني جعلتك في موقف لا تحسد عليه!
قال شهاب وقد احمر وجهه من الخجل : بل أنا من يجب أن يعتذر في مسألة..
لم يستطع أن يكمل فقالت فدوى وهي تخفي عبرتها : لقد أنقذتني ولا اعرف كيف ارد لك الجميل.. لو لم تصل لكان حصل ما لا يحمد عقباه.
جلست على احد مقاعد الحديقة ومازال شهاب مذهولاً من كلماتهِ تلك.. كيف قال للأستاذ بأنها مخطوبته؟ وماذا سيفعل بعدها حتى يُصدّقهُ ذلك الأستاذ؟ وأن اكتشف انها كذبة فقد يكون ذلك سبباً لرسوبهما هذه السنة👎خاصة بعد أن هددهما بذلك حرفيا!!
مرت لحظة صمت رهيبة كان الاثنان عاجزين عن قول اي شيء، وأخيرا تكلمت فدوى :
- منذ فترة وأنا أرى نظراته الغريبة.. مع الأسف انه يحمل شهادة جامعية عالية.. هل يمكن أن نُسمي هذا البشر بالمثقف!!
ثم صارت تبكي بألم وهي ترتجف من الخوف : لم أعرف ماذا كان يمكن أن يحصل لي لو انك لم تصل بالوقت المناسب.. كان كالوحش الكاسر.. ذلك النذل.. لا أعرف كيف سأتخلص منه😭
قال شهاب بثقة :
- يجب أن نُنفذ الخطة!
- ولكن ماذا تقصد؟
- سنضع أنا وأنتِ خاتم الخطوبة ونعلن امام الجميع خطوبتنا، صحيح أن الأمر ليس بالسهل لكني سأتصل بوالدكِ وأخبرهُ بكل شيء عن ذلك الأستاذ فإن كان حريص عليكِ سيوافق من فوره.
قالت وهي تمسح دموعها التي بدأت تهطل أمطارا :
هل ستكون خطوبة فعلية ام مجرد خطة؟
قال وهو ينظر إليها : وماذا تقولين انتِ؟
قالت وقد شعرت بأن ناراً اشتعلت في قلبها :
يجب أن تكون مجرد خطة.. لأني لا استحق شخصاً غيوراً وشهماً مثلك!
تفاجأ شهاب من كلامها.. قال بعد برهة : ولكن لماذا تتكلمين عن نفسكِ بهذه الطريقة؟
وهنا أسقط بيدها فصارت تروي له عن حقيقتها قائلة : أن ابي انسان مجرم وقاتل.. قتل ابن عمه من أجل الأموال والنقود💰 هو الآن في السجن!
لم تصدر من شهاب ردة فعل قوية.. قال بكل ثقة : وما ذنبكِ انتِ بكل هذا؟
قالت
✍رويدة الدعمي
عنوان الحلقة 🍃لن أخذلكِ يا فدوى!!
ابتسمت فدوى ومدَّت يدها لأخذ الموافقة إلا أن العميد سحب الورقة وأعادها إلى مكانها وهو يقول :
- لولا ان الدكتور شادي😎 تدخل في اللحظات الأخيرة ومنعني من التوقيع والموافقة!
صاحت فدوى : ماذا؟! الدكتور شادي؟
تنفس شهاب الصعداء وابتسم كمن أزاح عن صدره حمل ثقيل.
عادت فدوى للسؤال : ولكن لماذا تدخل الأستاذ شادي في أمر نقلي يا دكتور؟
أجابها العميد : لقد أخبرني انكِ من أذكى الطالبات وأفضلهن في المستوى العلمي.. وفي الحقيقة انا لا اريد ان تخسر كليتي طالبة في مثل هذه المواصفات لذلك رفضت الطلب مقتنعاً بكلام الدكتور شادي.
خرجت فدوى من العمادة وقد اختلطت الأفكار لديها، قال شهاب مبتسماً : الحمد لله الذي استجاب لي دعوتي! 🙏
لم تنتبه فدوى إلى المعاني الكثيرة التي كانت تحملها كلمات شهاب..
قالت بارتباك : لم أدخل عندهُ سوى محاضرتين ..فكيف عرف بأنني ذكية ومن أفضل الطالبات في المستوى العلمي؟!
أما شهاب فلم يكن في بالهِ غير فرحته الكبيرة بعدم انتقال فدوى من كلية الطب! 💖
مضت الأيام وكانت نظرات الأستاذ شادي تترصد فدوى في كل مكان.. انتبهت زميلاتها بل وحتى زملائها!!
وفي ظهيرة ذاك اليوم الحار بعض الشيء وبينما كانت فدوى تمر بجانب مكتب ذلك الأستاذ حتى خرج من مكتبهِ وأعترضها بشكل ملفت للنظر.. كانت وحدها!
قال وهو يسحبها بلطف إلى داخل المكتب : ادخلي لأخذ شيء من الراحة.. فالجو حار جداً!
حاولت فدوى الامتناع لكنه استطاع بمكرهِ ان يدفعها نحو المكتب ثم أغلق الباب!
مباشرة أخذت هاتفها النقال📲 وصارت تبحث عن رقم شهاب، فقد أعطاها رقمه قبل قليل وهو يقول : قد تحتاجينه يوماً!! وما أسرع ما احتاجت إليه؟!
لم ينتبه الدكتور شادي إلى اتصالها بشهاب ، قال وهو يفتح الثلاجة الصغيرة : هيأتُ لكِ العصير 🍹والكعك 🍰وحتى المثلجات🍧!
مدَّ يدَهُ ليناولها العصير فتفاجأ انها بدأت تتكلم بهاتفها النقال : هلو.. شهاب انا في مكتب الأستاذ شادي.. تعال إلى هنا فورا.
صُعِق الدكتور شادي من فورهِ ورمى العصير أرضاً وهو يصرخ : أيتها النذلة الحقيرة.. أتمنى أن أعرف طبيعة علاقتك بذلك الكلب!
وهنا طرق شهاب الباب بكل قوة، فتح الدكتور الباب🚪 وكان يبدو عليه الارتباك..
قال شهاب مندهشاً : ولكن لماذا تغلق الباب بالمفتاح 🗝️ يا دكتور؟
ردَّ عليه شادي بعصبية : وما شأنك أنت؟
ثم اردف وقد بدى كوحشٍ كاسر : اسمعا أنتما الاثنان.. إن عرف أحد بالموضوع فاعتبرا نفسيكما راسبين هذه السنة بكل تأكيد!
قال شهاب من غير شعور محاولاً امتصاص غضب شادي : اي موضوع يا استاذ.. مخطوبتي اتصلت بي وجئت لاصطحابها!
فغرَ الدكتور شادي فاههُ مردداً وقد خابت جميع آماله : مخطوبتك؟!!
هز شهاب رأسه وهو يقول مؤكداً كلامه : غداً عقد القرآن وبعد غد بإذن الله سيكون كل منا قد لبِسَ خاتم الخطوبة💍.
طأطأ الدكتور شادي رأسه أرضاً كقائد منهزم، وأشار إليهما بالخروج من المكتب.
خرج الاثنان وهما لا يعرفان كيف جرت كل هذه الأمور؟😥
قالت فدوى بتأثر : اعذرني لأني جعلتك في موقف لا تحسد عليه!
قال شهاب وقد احمر وجهه من الخجل : بل أنا من يجب أن يعتذر في مسألة..
لم يستطع أن يكمل فقالت فدوى وهي تخفي عبرتها : لقد أنقذتني ولا اعرف كيف ارد لك الجميل.. لو لم تصل لكان حصل ما لا يحمد عقباه.
جلست على احد مقاعد الحديقة ومازال شهاب مذهولاً من كلماتهِ تلك.. كيف قال للأستاذ بأنها مخطوبته؟ وماذا سيفعل بعدها حتى يُصدّقهُ ذلك الأستاذ؟ وأن اكتشف انها كذبة فقد يكون ذلك سبباً لرسوبهما هذه السنة👎خاصة بعد أن هددهما بذلك حرفيا!!
مرت لحظة صمت رهيبة كان الاثنان عاجزين عن قول اي شيء، وأخيرا تكلمت فدوى :
- منذ فترة وأنا أرى نظراته الغريبة.. مع الأسف انه يحمل شهادة جامعية عالية.. هل يمكن أن نُسمي هذا البشر بالمثقف!!
ثم صارت تبكي بألم وهي ترتجف من الخوف : لم أعرف ماذا كان يمكن أن يحصل لي لو انك لم تصل بالوقت المناسب.. كان كالوحش الكاسر.. ذلك النذل.. لا أعرف كيف سأتخلص منه😭
قال شهاب بثقة :
- يجب أن نُنفذ الخطة!
- ولكن ماذا تقصد؟
- سنضع أنا وأنتِ خاتم الخطوبة ونعلن امام الجميع خطوبتنا، صحيح أن الأمر ليس بالسهل لكني سأتصل بوالدكِ وأخبرهُ بكل شيء عن ذلك الأستاذ فإن كان حريص عليكِ سيوافق من فوره.
قالت وهي تمسح دموعها التي بدأت تهطل أمطارا :
هل ستكون خطوبة فعلية ام مجرد خطة؟
قال وهو ينظر إليها : وماذا تقولين انتِ؟
قالت وقد شعرت بأن ناراً اشتعلت في قلبها :
يجب أن تكون مجرد خطة.. لأني لا استحق شخصاً غيوراً وشهماً مثلك!
تفاجأ شهاب من كلامها.. قال بعد برهة : ولكن لماذا تتكلمين عن نفسكِ بهذه الطريقة؟
وهنا أسقط بيدها فصارت تروي له عن حقيقتها قائلة : أن ابي انسان مجرم وقاتل.. قتل ابن عمه من أجل الأموال والنقود💰 هو الآن في السجن!
لم تصدر من شهاب ردة فعل قوية.. قال بكل ثقة : وما ذنبكِ انتِ بكل هذا؟
قالت
#طبيب_القلوب ( 6)
✍رويدة الدعمي
عنوان الحلقة // خطوبة ولكن! 💍💐
نفذ شهاب ما وعد به فدوى وتوسط له أحد أقاربه بالسماح له لمقابلة والدها في السجن.. وهناك وبعد أن أخبر شهاب والد فدوى بما عزم عليه من خطبته لابنته وما سبب ذلك، قال له الأخير : لن أسمح لك أن تضحك على ابنتي بهذه الطريقة، لقد رأيتها وحيدة لا حول ولا قوة لها ففكرت منذ الآن بالسيطرة على أموالها ومرتبها في المستقبل القريب عندما تتخرج وتصبح طبيبة يشار إليها بالبنان!!
حاول شهاب إقناعه بأنه مخطئ في تفكيره لكن ما من جدوى، قال له محاولا إنهاء المقابلة : سأسمح لكما بارتداء خاتم الخطوبة فقط 💍بدون عقد أو زواج أو كلام فارغ وما أن تتخرج فدوى فيذهب عنها الخطر المتمثل بذلك الأستاذ حينها سترجع إليك خاتمك وكل يذهب في حال سبيله.
ترك شهاب السجن ورحل وقد شعر بأن آماله قد بقيت محبوسة مع والد فدوى!
وفي الجامعة أخبرها بكل ما جرى بينه وبين والدها في السجن ، قالت فدوى وكأنها كانت تتوقع النتيجة : انه لا يفكر إلا بالأموال 💵💴💰لذلك يتوقع أن الناس جميعهم مثله لا هم لهم غير جمع المال وتكديسه !!
قال لها شهاب متألما : لا تتكلمي عن والدك بهذا الشكل، مهما يكن قراره فهو لا يريد ايذائك به وإنما قصده مصلحتك ليس إلا.
قالت بأسى : لقد فكرت ليلة أمس بترك الدراسة نهائيا.. وسأبحث عن عمل معتمدة على شهادة الثانوية العامة .
صعق شهاب وهو يسمع هذه الكلمات، صاح بها : أمجنونة أنت؟
قالت وقد بدأت بالبكاء 😭 : ألا ترى أن الظروف تحاربني من كل جانب وتمنعني بأي طريقة من إكمال دراستي؟
جاءها صوت شهاب صادقا كما في كل مرة : منذ اليوم الأول للقائنا وعدتك أن أكون لك سندا وعونا في هذه الحياة وسأجعلك تكملين الجامعة وتصبحين أفضل طبيبة في هذه الدنيا.
في صباح اليوم التالي وقد صادف يوم جمعة استغل شهاب يوم العطلة وذهب لزيارة النجف الأشرف، دخل إلى ضريح الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام وكانت دموعه تجري حرّى وكلمهُ بالقول : لقد أدخلت نفسي في مأزق كما أدخلت تلك الفتاة معي .. قد أكون تسرعت بالتقرب منها بهذا الشكل لكني لم اقصد غير المساعدة في البداية، لأني تعلمت منكم أهل بيت النبوة أن لا نرى محتاجاً إلا ومددنا له يد العون، أما الآن وانا ارى نفسي عاجزاً عن مساعدة هذه الفتاة فسأبقى هنا في حضرتكم ولن أبرح مكاني هذا حتى تجدوا لي حلاً يا مولاي!!
جلس وقد وضع رأسه على ركبتيه وأطلق العنان لدموعه وبقى إلى هذه الحالة حتى سمع صوت لرجل متوسط في العمر وهو يقول : قم أيها الشاب.. وقص عليَّ مسألتك.. لعلي أجد لك مخرجاً مما أنت فيه.
رفع شهاب رأسهُ وجاء في روعهِ أن هذا الشخص قد أرسله الله إليه ببركة دعائه وتوسله في حضرة أمير المؤمنين علي عليه السلام.
قام من مكانه ومشى خلف ذلك الشيخ الذي كان يرتدي عمامة بيضاء وجلسا في زاوية من زوايا الحرم الطاهر..وصار يقص عليه كل ما جرى منذ اليوم الأول في الجامعة إلى هذه اللحظة!
قال الشيخ وهو يبتسم بكل أدب :
مادام والدها وافق على لبسكما لخاتم الخطوبة، فالأمر محلول إذن ولا داعي لكل هذا اليأس والقلق.
- ولكن يا شيخ كيف سأمثل دور الخطيب وهي كيف ستمثل دور المخطوبة أمام ذلك الأستاذ وأمام كل من في الجامعة ونحن لسنا بمخطوبين اصلاً ولا يوجد عقد شرعي بيننا؟
- الخطبة يا ولدي لا تعني انه يجب أن يكون هناك عقد شرعي.. فهذا الأمر واجب في الزواج وليس في الخطبة.. اشتري لها خاتم الخطوبة وأعطها اياه لتلبسه وأعلنوا في الجامعة خطبتكم حتى يصل الخبر لذلك الأستاذ..
- لكن يا شيخ.. حينها يجب أن نمشي سوية ونجلس سوية وندرس سوية وان لم نفعل ذلك سيعرف الأستاذ والبقية بأن أمر الخطبة مجرد خدعة لا أكثر ولا أقل!
- يا ولدي انت حاليا طلبت يدها من والدها وهو وافق على ارتداء الخاتم وإعلان الخطبة..يمكنك الجلوس مع الفتاة نصف ساعة أو أقل أو أكثر بقليل أمام الناس على أن لا تتعدى حدودك الشرعية معها في الكلام وليكن في نيتك انك فعلا تنوي الزواج بها ما إن يوافق والدها على ذلك.. فما يدريك لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا؟
وتذكر قوله تعالى ( ولا تواعدوهن سراً إلا أن تقولوا قولاً معروفا) وأنت كما واضح عليك شاب ملتزم تخاف الله ولا تريد معصيته، حاول استغلال ذلك الوقت ⌚ الذي تكون فيه معها بأن تفيدها بالنصائح إن كانت هي محتاجة إلى ذلك وأن تقربها من الله أكثر من خلال التزامك وتدينك.
وأنصحك يا ولدي بصلاة الليل فالدعاء فيها مستجاب بإذن الله.. لا تترك هذه الصلاة ابدا لأن آثارها عجيبة ويترتب على أدائها توفيقات كثيرة للدنيا والآخرة.
قام الشيخ من مكانه وقام شهاب احتراما له وهو يقول : لن أنسَ معروفك هذا ما حييت.. ادعُ الله لي يا شيخ، لا أريد أن ابتعد عن ربي بعلاقتي معها 😭 .. ربي عندي أغلى وأثمن من كل شيء في هذا الوجود.. ادع الله لي ارجوك 🙏
هز الشيخ رأسه مبتسماً وهو يقول : سأدعو الله لكما معا.
ومن أرض النجف الأشرف اشترى شهاب خاتم من الذهب لفدوى ودعا الله أن
✍رويدة الدعمي
عنوان الحلقة // خطوبة ولكن! 💍💐
نفذ شهاب ما وعد به فدوى وتوسط له أحد أقاربه بالسماح له لمقابلة والدها في السجن.. وهناك وبعد أن أخبر شهاب والد فدوى بما عزم عليه من خطبته لابنته وما سبب ذلك، قال له الأخير : لن أسمح لك أن تضحك على ابنتي بهذه الطريقة، لقد رأيتها وحيدة لا حول ولا قوة لها ففكرت منذ الآن بالسيطرة على أموالها ومرتبها في المستقبل القريب عندما تتخرج وتصبح طبيبة يشار إليها بالبنان!!
حاول شهاب إقناعه بأنه مخطئ في تفكيره لكن ما من جدوى، قال له محاولا إنهاء المقابلة : سأسمح لكما بارتداء خاتم الخطوبة فقط 💍بدون عقد أو زواج أو كلام فارغ وما أن تتخرج فدوى فيذهب عنها الخطر المتمثل بذلك الأستاذ حينها سترجع إليك خاتمك وكل يذهب في حال سبيله.
ترك شهاب السجن ورحل وقد شعر بأن آماله قد بقيت محبوسة مع والد فدوى!
وفي الجامعة أخبرها بكل ما جرى بينه وبين والدها في السجن ، قالت فدوى وكأنها كانت تتوقع النتيجة : انه لا يفكر إلا بالأموال 💵💴💰لذلك يتوقع أن الناس جميعهم مثله لا هم لهم غير جمع المال وتكديسه !!
قال لها شهاب متألما : لا تتكلمي عن والدك بهذا الشكل، مهما يكن قراره فهو لا يريد ايذائك به وإنما قصده مصلحتك ليس إلا.
قالت بأسى : لقد فكرت ليلة أمس بترك الدراسة نهائيا.. وسأبحث عن عمل معتمدة على شهادة الثانوية العامة .
صعق شهاب وهو يسمع هذه الكلمات، صاح بها : أمجنونة أنت؟
قالت وقد بدأت بالبكاء 😭 : ألا ترى أن الظروف تحاربني من كل جانب وتمنعني بأي طريقة من إكمال دراستي؟
جاءها صوت شهاب صادقا كما في كل مرة : منذ اليوم الأول للقائنا وعدتك أن أكون لك سندا وعونا في هذه الحياة وسأجعلك تكملين الجامعة وتصبحين أفضل طبيبة في هذه الدنيا.
في صباح اليوم التالي وقد صادف يوم جمعة استغل شهاب يوم العطلة وذهب لزيارة النجف الأشرف، دخل إلى ضريح الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام وكانت دموعه تجري حرّى وكلمهُ بالقول : لقد أدخلت نفسي في مأزق كما أدخلت تلك الفتاة معي .. قد أكون تسرعت بالتقرب منها بهذا الشكل لكني لم اقصد غير المساعدة في البداية، لأني تعلمت منكم أهل بيت النبوة أن لا نرى محتاجاً إلا ومددنا له يد العون، أما الآن وانا ارى نفسي عاجزاً عن مساعدة هذه الفتاة فسأبقى هنا في حضرتكم ولن أبرح مكاني هذا حتى تجدوا لي حلاً يا مولاي!!
جلس وقد وضع رأسه على ركبتيه وأطلق العنان لدموعه وبقى إلى هذه الحالة حتى سمع صوت لرجل متوسط في العمر وهو يقول : قم أيها الشاب.. وقص عليَّ مسألتك.. لعلي أجد لك مخرجاً مما أنت فيه.
رفع شهاب رأسهُ وجاء في روعهِ أن هذا الشخص قد أرسله الله إليه ببركة دعائه وتوسله في حضرة أمير المؤمنين علي عليه السلام.
قام من مكانه ومشى خلف ذلك الشيخ الذي كان يرتدي عمامة بيضاء وجلسا في زاوية من زوايا الحرم الطاهر..وصار يقص عليه كل ما جرى منذ اليوم الأول في الجامعة إلى هذه اللحظة!
قال الشيخ وهو يبتسم بكل أدب :
مادام والدها وافق على لبسكما لخاتم الخطوبة، فالأمر محلول إذن ولا داعي لكل هذا اليأس والقلق.
- ولكن يا شيخ كيف سأمثل دور الخطيب وهي كيف ستمثل دور المخطوبة أمام ذلك الأستاذ وأمام كل من في الجامعة ونحن لسنا بمخطوبين اصلاً ولا يوجد عقد شرعي بيننا؟
- الخطبة يا ولدي لا تعني انه يجب أن يكون هناك عقد شرعي.. فهذا الأمر واجب في الزواج وليس في الخطبة.. اشتري لها خاتم الخطوبة وأعطها اياه لتلبسه وأعلنوا في الجامعة خطبتكم حتى يصل الخبر لذلك الأستاذ..
- لكن يا شيخ.. حينها يجب أن نمشي سوية ونجلس سوية وندرس سوية وان لم نفعل ذلك سيعرف الأستاذ والبقية بأن أمر الخطبة مجرد خدعة لا أكثر ولا أقل!
- يا ولدي انت حاليا طلبت يدها من والدها وهو وافق على ارتداء الخاتم وإعلان الخطبة..يمكنك الجلوس مع الفتاة نصف ساعة أو أقل أو أكثر بقليل أمام الناس على أن لا تتعدى حدودك الشرعية معها في الكلام وليكن في نيتك انك فعلا تنوي الزواج بها ما إن يوافق والدها على ذلك.. فما يدريك لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا؟
وتذكر قوله تعالى ( ولا تواعدوهن سراً إلا أن تقولوا قولاً معروفا) وأنت كما واضح عليك شاب ملتزم تخاف الله ولا تريد معصيته، حاول استغلال ذلك الوقت ⌚ الذي تكون فيه معها بأن تفيدها بالنصائح إن كانت هي محتاجة إلى ذلك وأن تقربها من الله أكثر من خلال التزامك وتدينك.
وأنصحك يا ولدي بصلاة الليل فالدعاء فيها مستجاب بإذن الله.. لا تترك هذه الصلاة ابدا لأن آثارها عجيبة ويترتب على أدائها توفيقات كثيرة للدنيا والآخرة.
قام الشيخ من مكانه وقام شهاب احتراما له وهو يقول : لن أنسَ معروفك هذا ما حييت.. ادعُ الله لي يا شيخ، لا أريد أن ابتعد عن ربي بعلاقتي معها 😭 .. ربي عندي أغلى وأثمن من كل شيء في هذا الوجود.. ادع الله لي ارجوك 🙏
هز الشيخ رأسه مبتسماً وهو يقول : سأدعو الله لكما معا.
ومن أرض النجف الأشرف اشترى شهاب خاتم من الذهب لفدوى ودعا الله أن
الطريق إلى التوبة
Photo
#طبيب_القلوب (7)
✍رويدة الدعمي
عنوان الحلقة 💞 ما أشدَّ جهادك يا شهاب؟!
انتشر خبر خطوبة فدوى وشهاب كانتشار النار في الهشيم حتى وصل إلى الأستاذ شادي الذي علق وهو يجلس بين زملائه : كنت أشعر أن هناك علاقة بينهما😒 لكني لم أكن أتوقع بأنها ستنتهي بالخطوبة وبهذه السرعة! فما زالا في المرحلة الأولى!
قال أستاذ آخر : صحيح ما تقوله دكتور شادي.. فإن أغلب حالات الخطوبة تكون في المراحل المنتهية.. الخامسة أو السادسة.. ولم نشهد هكذا حالة من قبل!! 🤔
وفي أول فرصة جمعت فدوى مع شهاب قالت بفضول : كيف اشتريت هذا الخاتم الرائع ؟.. انه غالي الثمن!
أراد أن يقول لها ( لا يغلى عليكِ شيء) لكنه استبدل العبارة بالقول : لقد سهّلَ الله أمر شراءه.
قالت وهي تلاحظ ارتباكه : لقد عرفتَ كلَّ شيء عني في هذه الفترة ولم اعرف عنك إلا الشيء القليل!
قال بعد برهة من الصمت : أنا الأخ الأكبر لثلاث أخوات.. كنا نعيش بسلام إلى أن أصابت ابي جلطة في الدماغ فقدَ على إثرها بصره.
قالت بتعجب : وما سبب الجلطة؟
- خسارة صفقة كبيرة لم تكن في الحسبان ورغم أن ابي لا يهمه أمر المال كثيراً لكن ديونه كانت كثيرة وحياتنا صعبة، صحيح انه مقاول لكن رزقه كان محدوداً، وكان يعوِّل على هذه الصفقة والتي هي عبارة عن مشروع بناء مجمع سكني 🏠🏡وعندما جمع الأموال من الناس وسلّمها للشركة القائمة على المشروع ظهر بعد فترة انها وهمية وقد سرق أصحابها الأموال وهربوا خارج البلاد وبقى والدي يسدد للناس حتى وصل ومن شدة التفكير بكثرة الديون إلى العمى الدائم!
كان عمري حينها احد عشر عاماً ، عندها قررت أمي تركنا مع أبي لترحل بعيدا.
صاحت فدوى : بعيداً؟ ولكن إلى أين؟
- لا أعلم.. توسل إليها ابي للبقاء لكنها رفضت.. إلى الآن اتذكر كلماتها القاسية وهي تقول لأبي ( لا يمكنني العيش مع رجل ضرير لا يستطيع أن يأتي لي بلقمة العيش) !!
- وهل تركتكم فعلاً ورحلت؟
- نعم للأسف.. فبعد أن أجبرت ابي على طلاقها جمعت أغراضها ورحلت.
قالت فدوى ولم تعد تسيطر على دموعها :
- يالقسوتها!! 💔😭
- بعدها صرت اذهب للمدرسة صباحاً، وأعمل عصراً عند بائع الأقمشة.. وقد كان صديقاً لوالدي.
- ووالدك هل بقى على حاله؟
- نعم للأسف.. بل وساءت حاله أكثر بعد رحيل امي فكان يقضي ليله ونهاره بالبكاء إلى أن فارق الحياة بعد عام واحد من رحيلها !
- وهل بقيتم هذه الأعوام جميعها بلا أم ولا اب؟ 😱
- نعم.. لقد قررت حينها أن أكون أنا لأخواتي بمثابة الأم والأب معا.. سهام ومرام وختام.. الفرق بين واحدة وأخرى عامين كاملين والفرق بيني وبين سهام أيضا عامين كاملين!
- وهل استمرت كل واحدة منهن في الدراسة 📚 أيضا ؟
- نعم ولله الحمد..كنت أحاول أن أُلبّي لهن كل احتياجاتهن بمساعدة ذلك الإنسان الطيب "الحاج فاضل" صاحب محل الأقمشة .
قالت فدوى وهي تمسح دموعها : ما أشدَّ جهادك يا شهاب؟
قال لها بارتباك : وهل تبكين؟ امسحي دموعكِ ارجوكِ .. ماذا يقول الطلبة الآن.. أفي اول لقاء بعد الخطوبة تبكين؟
قالت وما زالت غارقة بدموعها : هل ما زلت تعمل إلى اليوم؟
- نعم وماذا نأكل إن لم أعمل؟ لكن أختي سهام صارت تعينني كثيرا.. إذ طلبت مني أن اشتري لها ماكنة خياطة وكانت تذهب عند جارتنا تتعلم منها فن الخياطة✂️👕👚، ولما علم بها الحاج فاضل صار يرسل إليها الأقمشة لتخيطها ثم يعرض ما تخيطه من ملابس في المحل حتى أصبح لها زبائن لا بأس بهم ولله الحمد.
ابتسمت فدوى وهي تتنفس الصعداء وتقول : الحمد لله.. جزاها الله خيرا إذ صارت تعينك.
عادت إلى نبرة الحزن مرة أخرى وهي تقول : انت عانيت بسبب سوء تصرفات امك وأنا عانيت بسبب سوء تصرفات ابي.. يالحظنا العاثر! 💘💘
قال شهاب محاولا تأنيبها :
- لا تقولي هذا ارجوك.. ان النعم التي اغدقنا بها رب العزة لا تعد ولا تحصى، فنعمة العقل ونعمة الإسلام ونعمة الولاية لأهل البيت عليهم السلام ونعمة الصحة ونعمة الستر ونعمة اكل لقمة الحلال.. كلها نعم عظيمة يجب أن نحمد الله عليها الف الف مرة.
قالت فدوى بدهشة : ما أجمل نصائحك يا شهاب! إنها تبعث في الروح الأمل والتفاؤل والإيمان. 😍
قال وهو ينهض من مكانه : إن اعجبتكِ نصائحي فعلاً .. فسأزيدكِ في كل جلسة إلى أن تشعري بالتخمة منها!!
قالت وهي تنظر إلى وجهه مباشرة بعد أن وقف وأصبح في قبالها : لا أعتقد بأني سأشبع من كلماتك ومجالستك..!
احمر لون وجهه خجلاً وتذكر ما قاله له الشيخ عن طبيعة علاقتهما، قال وهو يحاول إنهاء الحديث : حان وقت الصلاة.. سأذهب إلى المصلى🕌 عن إذنك!
#يتبع
✍رويدة الدعمي
عنوان الحلقة 💞 ما أشدَّ جهادك يا شهاب؟!
انتشر خبر خطوبة فدوى وشهاب كانتشار النار في الهشيم حتى وصل إلى الأستاذ شادي الذي علق وهو يجلس بين زملائه : كنت أشعر أن هناك علاقة بينهما😒 لكني لم أكن أتوقع بأنها ستنتهي بالخطوبة وبهذه السرعة! فما زالا في المرحلة الأولى!
قال أستاذ آخر : صحيح ما تقوله دكتور شادي.. فإن أغلب حالات الخطوبة تكون في المراحل المنتهية.. الخامسة أو السادسة.. ولم نشهد هكذا حالة من قبل!! 🤔
وفي أول فرصة جمعت فدوى مع شهاب قالت بفضول : كيف اشتريت هذا الخاتم الرائع ؟.. انه غالي الثمن!
أراد أن يقول لها ( لا يغلى عليكِ شيء) لكنه استبدل العبارة بالقول : لقد سهّلَ الله أمر شراءه.
قالت وهي تلاحظ ارتباكه : لقد عرفتَ كلَّ شيء عني في هذه الفترة ولم اعرف عنك إلا الشيء القليل!
قال بعد برهة من الصمت : أنا الأخ الأكبر لثلاث أخوات.. كنا نعيش بسلام إلى أن أصابت ابي جلطة في الدماغ فقدَ على إثرها بصره.
قالت بتعجب : وما سبب الجلطة؟
- خسارة صفقة كبيرة لم تكن في الحسبان ورغم أن ابي لا يهمه أمر المال كثيراً لكن ديونه كانت كثيرة وحياتنا صعبة، صحيح انه مقاول لكن رزقه كان محدوداً، وكان يعوِّل على هذه الصفقة والتي هي عبارة عن مشروع بناء مجمع سكني 🏠🏡وعندما جمع الأموال من الناس وسلّمها للشركة القائمة على المشروع ظهر بعد فترة انها وهمية وقد سرق أصحابها الأموال وهربوا خارج البلاد وبقى والدي يسدد للناس حتى وصل ومن شدة التفكير بكثرة الديون إلى العمى الدائم!
كان عمري حينها احد عشر عاماً ، عندها قررت أمي تركنا مع أبي لترحل بعيدا.
صاحت فدوى : بعيداً؟ ولكن إلى أين؟
- لا أعلم.. توسل إليها ابي للبقاء لكنها رفضت.. إلى الآن اتذكر كلماتها القاسية وهي تقول لأبي ( لا يمكنني العيش مع رجل ضرير لا يستطيع أن يأتي لي بلقمة العيش) !!
- وهل تركتكم فعلاً ورحلت؟
- نعم للأسف.. فبعد أن أجبرت ابي على طلاقها جمعت أغراضها ورحلت.
قالت فدوى ولم تعد تسيطر على دموعها :
- يالقسوتها!! 💔😭
- بعدها صرت اذهب للمدرسة صباحاً، وأعمل عصراً عند بائع الأقمشة.. وقد كان صديقاً لوالدي.
- ووالدك هل بقى على حاله؟
- نعم للأسف.. بل وساءت حاله أكثر بعد رحيل امي فكان يقضي ليله ونهاره بالبكاء إلى أن فارق الحياة بعد عام واحد من رحيلها !
- وهل بقيتم هذه الأعوام جميعها بلا أم ولا اب؟ 😱
- نعم.. لقد قررت حينها أن أكون أنا لأخواتي بمثابة الأم والأب معا.. سهام ومرام وختام.. الفرق بين واحدة وأخرى عامين كاملين والفرق بيني وبين سهام أيضا عامين كاملين!
- وهل استمرت كل واحدة منهن في الدراسة 📚 أيضا ؟
- نعم ولله الحمد..كنت أحاول أن أُلبّي لهن كل احتياجاتهن بمساعدة ذلك الإنسان الطيب "الحاج فاضل" صاحب محل الأقمشة .
قالت فدوى وهي تمسح دموعها : ما أشدَّ جهادك يا شهاب؟
قال لها بارتباك : وهل تبكين؟ امسحي دموعكِ ارجوكِ .. ماذا يقول الطلبة الآن.. أفي اول لقاء بعد الخطوبة تبكين؟
قالت وما زالت غارقة بدموعها : هل ما زلت تعمل إلى اليوم؟
- نعم وماذا نأكل إن لم أعمل؟ لكن أختي سهام صارت تعينني كثيرا.. إذ طلبت مني أن اشتري لها ماكنة خياطة وكانت تذهب عند جارتنا تتعلم منها فن الخياطة✂️👕👚، ولما علم بها الحاج فاضل صار يرسل إليها الأقمشة لتخيطها ثم يعرض ما تخيطه من ملابس في المحل حتى أصبح لها زبائن لا بأس بهم ولله الحمد.
ابتسمت فدوى وهي تتنفس الصعداء وتقول : الحمد لله.. جزاها الله خيرا إذ صارت تعينك.
عادت إلى نبرة الحزن مرة أخرى وهي تقول : انت عانيت بسبب سوء تصرفات امك وأنا عانيت بسبب سوء تصرفات ابي.. يالحظنا العاثر! 💘💘
قال شهاب محاولا تأنيبها :
- لا تقولي هذا ارجوك.. ان النعم التي اغدقنا بها رب العزة لا تعد ولا تحصى، فنعمة العقل ونعمة الإسلام ونعمة الولاية لأهل البيت عليهم السلام ونعمة الصحة ونعمة الستر ونعمة اكل لقمة الحلال.. كلها نعم عظيمة يجب أن نحمد الله عليها الف الف مرة.
قالت فدوى بدهشة : ما أجمل نصائحك يا شهاب! إنها تبعث في الروح الأمل والتفاؤل والإيمان. 😍
قال وهو ينهض من مكانه : إن اعجبتكِ نصائحي فعلاً .. فسأزيدكِ في كل جلسة إلى أن تشعري بالتخمة منها!!
قالت وهي تنظر إلى وجهه مباشرة بعد أن وقف وأصبح في قبالها : لا أعتقد بأني سأشبع من كلماتك ومجالستك..!
احمر لون وجهه خجلاً وتذكر ما قاله له الشيخ عن طبيعة علاقتهما، قال وهو يحاول إنهاء الحديث : حان وقت الصلاة.. سأذهب إلى المصلى🕌 عن إذنك!
#يتبع
#طبيب_القلوب ( 8)
✍رويدة الدعمي
عنوان الحلقة // سأشتاق الى نصائحك 💔
كانت الأسابيع تمضي بسرعة ولم يجد الطلبة أنفسهم إلا وقد وصلوا إلى نهاية الكورس الأول، وفي آخر لقاء قبل العطلة الربيعية قالت فدوى لشهاب : سأشتاق إلى كلماتك ولا أظن بأني سأحتمل الفراق لمدة أسبوعين كاملين!!
لم ينبس شهاب ببنت شفه فما عساه أن يقول لها؟!
قالت وقد أقلقها سكوته : هل تسمح لي بالاتصال على هاتفك النقال؟ 📲📱
قال كمن ارعبه خبر مفزع : ماذا؟ تتصلين بي؟ طبعا لا اسمح! أقصد فقط إذا كان الأمر ضروري جدا..
أذهلها موقفه وشعرت بأنه يطعنها بسكين 🔪في ظهرها بتصرفه المفاجئ هذا..!
قالت وهي محاولة إنهاء اللقاء : آسفة كثيرا.. الظاهر أنني صدقت نفسي بأني مخطوبتك! اشكرك كثيرا لأنك نبهتني على هذا الأمر.
قال بارتباك : ولكن أي أمر تقصدين.. وعلى ماذا نبهتك؟
أجابت ودموعها تسبق كلماتها : على أنني لست سوى إحدى الركائز التي تستند عليها الخطة.
قال ومازال لا يفهم قصدها : خطة؟ ولكن بربك ماذا قلت انا حتى بدأت بالبكاء هكذا.. امسحي دموعك قبل أن يراك أحد!
صاحت في وجهه وهي تبتعد :
هذا كل ما يهمك! ان لا يراني احد ابكي فتفشل خطتنا.. لقد مللت من التمثيل ولا طاقة لي على الاستمرار..
التفتت نحوه فجأة ثم عادت ادراجها وهي تقترب منه أكثر، قالت والكلمات تتقطع في فمها : افتح يدك..
ثم خلعت الخاتم وقدمته له وهي تقول : خذه.. فما عدت أخشى ذلك الأستاذ..!
مد يده إلى حقيبتها اليدوية 👛 وسحبها بكل عصبية وهو يقول : قفي لحظة.. لا اسمح أن تذهبي من غير أن اشرح لك موقفي.. هل فهمتي؟
كان ما يزال يمسك بحقيبتها اليدوية فهو لا يستطيع أن يمسكها من ذراعها!
أشار إليها بالجلوس على المقعد الذي تعودا الجلوس عليه طيلة هذه الفترة..
جلست وهي ما زالت تمسك بخاتم الخطوبة بيدها وهو ما يزال يمسك بحقيبتها..
قال بعصبية : اعيدي الخاتم إلى اصبعك.
قالت بتهكم ممزوج بالعناد : لن أعيده!
صاح في وجهها وقد احمرت أوداجه غضبا : قلت لك اعيديه!
شعرت بالخوف وهي تنظر إلى عينيه التي بدت وكأن الشرر يتطاير منها!!
أعادت الخاتم وهي تقول : ما خلتك (عصبي) إلى هذه الدرجة!
قال لها وما زالت عيونه ترسل شررا : اسمعيني جيدا.. يكفيني ما يقوم به الشيطان 😈 والنفس الأمارة من وسوسة وايذاء لي، انا في حرب معهما ثم ها أنت تزيدين الطين بلة بوقوفك معهما ضدي!
لمحت فدوى دمعة تلألأت في عينه فخفضت رأسها وهي تقول : لا سامحني الله أن كنت آذيتك إلى هذه الدرجة..!
اكمل وهو يحاول السيطرة على أعصابه : نحن نتكلم كل يوم مع بعضنا نصف ساعة وأحيانا أكثر.. في هذه الفترة لا تعرفين كم اعاني حتى لا اتعدى حدودي معك لا سمح الله.. لكني أشعر بأن الله معي ولا يؤاخذني على جلوسي معك لأن هناك سبب معقول لجلوسنا هذا.. وهو أن نكون امام الناس وأمام ذلك الأستاذ الحقير مخطوبين فعلا فلا يتجرأ أحد على ايذائك أو اسماعك كلمة سيئة بخصوص علاقتنا.
هذا هو عذري أمام الله ولكن عندما تتحول هذه اللقاءات إلى مكالمات هاتفية لا يرانا فيها أحد - إلا الله - فما عذرنا حينها!؟
سامح الله أباك.. لو انه وافق على عقد القرآن لما عانينا كل هذه المعاناة!
- ولكن لماذا انت خائف من هذه المكالمات؟ ماذا عسانا أن نتكلم بغير كلامنا العادي واليومي.. إما عن الدراسة 📚 وإما عن الدين؟!
- يا فدوى افهميني ارجوك .. نحن غير مجبرين على اتباع هذه الوسيلة! ثم هل يعلم والدك بهذه المكالمات؟ انت عرضه وشرفه.. وإن أنا تعديت حدودي فسيرسل الله من يتعدى حدوده مع عرضي وشرفي.. سيأتي من يهاتف أخواتي دون علمي.. لأن الدنيا دائرة و( من طرق باب الناس طُرِقت بابه) و( كما تُدين تُدان) و( عفّوا عن نساء الناس تعفُّ نساؤكم) هذه هي أقوال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في هذا الخصوص.. فكيف تريدين مني بعد ذلك أن اتصل بك هاتفيا؟
قالت وهي تشعر بالندم : صدقني لولا أنني سأشتاق إلى نصائحك الرائعة لما طلبت منك ذلك الطلب ابدا.
قال وهو يسلمها حقيبتها : لن اجعلك تشتاقين لنصائحي ، سأرسل إليك يوميا على هاتفك نصيحة من كتاب أو موقع إلكتروني أعجبني.. ان كان هذا يرضيك! لكن اتركي مسألة الاتصالات نهائيا.
✍️سؤال للقراء : ما رأيكم بما فعله بطل الرواية .. هل يستحق أن نقول له : سلمت يداك يا شهاب؟!
#يتبع
✍رويدة الدعمي
عنوان الحلقة // سأشتاق الى نصائحك 💔
كانت الأسابيع تمضي بسرعة ولم يجد الطلبة أنفسهم إلا وقد وصلوا إلى نهاية الكورس الأول، وفي آخر لقاء قبل العطلة الربيعية قالت فدوى لشهاب : سأشتاق إلى كلماتك ولا أظن بأني سأحتمل الفراق لمدة أسبوعين كاملين!!
لم ينبس شهاب ببنت شفه فما عساه أن يقول لها؟!
قالت وقد أقلقها سكوته : هل تسمح لي بالاتصال على هاتفك النقال؟ 📲📱
قال كمن ارعبه خبر مفزع : ماذا؟ تتصلين بي؟ طبعا لا اسمح! أقصد فقط إذا كان الأمر ضروري جدا..
أذهلها موقفه وشعرت بأنه يطعنها بسكين 🔪في ظهرها بتصرفه المفاجئ هذا..!
قالت وهي محاولة إنهاء اللقاء : آسفة كثيرا.. الظاهر أنني صدقت نفسي بأني مخطوبتك! اشكرك كثيرا لأنك نبهتني على هذا الأمر.
قال بارتباك : ولكن أي أمر تقصدين.. وعلى ماذا نبهتك؟
أجابت ودموعها تسبق كلماتها : على أنني لست سوى إحدى الركائز التي تستند عليها الخطة.
قال ومازال لا يفهم قصدها : خطة؟ ولكن بربك ماذا قلت انا حتى بدأت بالبكاء هكذا.. امسحي دموعك قبل أن يراك أحد!
صاحت في وجهه وهي تبتعد :
هذا كل ما يهمك! ان لا يراني احد ابكي فتفشل خطتنا.. لقد مللت من التمثيل ولا طاقة لي على الاستمرار..
التفتت نحوه فجأة ثم عادت ادراجها وهي تقترب منه أكثر، قالت والكلمات تتقطع في فمها : افتح يدك..
ثم خلعت الخاتم وقدمته له وهي تقول : خذه.. فما عدت أخشى ذلك الأستاذ..!
مد يده إلى حقيبتها اليدوية 👛 وسحبها بكل عصبية وهو يقول : قفي لحظة.. لا اسمح أن تذهبي من غير أن اشرح لك موقفي.. هل فهمتي؟
كان ما يزال يمسك بحقيبتها اليدوية فهو لا يستطيع أن يمسكها من ذراعها!
أشار إليها بالجلوس على المقعد الذي تعودا الجلوس عليه طيلة هذه الفترة..
جلست وهي ما زالت تمسك بخاتم الخطوبة بيدها وهو ما يزال يمسك بحقيبتها..
قال بعصبية : اعيدي الخاتم إلى اصبعك.
قالت بتهكم ممزوج بالعناد : لن أعيده!
صاح في وجهها وقد احمرت أوداجه غضبا : قلت لك اعيديه!
شعرت بالخوف وهي تنظر إلى عينيه التي بدت وكأن الشرر يتطاير منها!!
أعادت الخاتم وهي تقول : ما خلتك (عصبي) إلى هذه الدرجة!
قال لها وما زالت عيونه ترسل شررا : اسمعيني جيدا.. يكفيني ما يقوم به الشيطان 😈 والنفس الأمارة من وسوسة وايذاء لي، انا في حرب معهما ثم ها أنت تزيدين الطين بلة بوقوفك معهما ضدي!
لمحت فدوى دمعة تلألأت في عينه فخفضت رأسها وهي تقول : لا سامحني الله أن كنت آذيتك إلى هذه الدرجة..!
اكمل وهو يحاول السيطرة على أعصابه : نحن نتكلم كل يوم مع بعضنا نصف ساعة وأحيانا أكثر.. في هذه الفترة لا تعرفين كم اعاني حتى لا اتعدى حدودي معك لا سمح الله.. لكني أشعر بأن الله معي ولا يؤاخذني على جلوسي معك لأن هناك سبب معقول لجلوسنا هذا.. وهو أن نكون امام الناس وأمام ذلك الأستاذ الحقير مخطوبين فعلا فلا يتجرأ أحد على ايذائك أو اسماعك كلمة سيئة بخصوص علاقتنا.
هذا هو عذري أمام الله ولكن عندما تتحول هذه اللقاءات إلى مكالمات هاتفية لا يرانا فيها أحد - إلا الله - فما عذرنا حينها!؟
سامح الله أباك.. لو انه وافق على عقد القرآن لما عانينا كل هذه المعاناة!
- ولكن لماذا انت خائف من هذه المكالمات؟ ماذا عسانا أن نتكلم بغير كلامنا العادي واليومي.. إما عن الدراسة 📚 وإما عن الدين؟!
- يا فدوى افهميني ارجوك .. نحن غير مجبرين على اتباع هذه الوسيلة! ثم هل يعلم والدك بهذه المكالمات؟ انت عرضه وشرفه.. وإن أنا تعديت حدودي فسيرسل الله من يتعدى حدوده مع عرضي وشرفي.. سيأتي من يهاتف أخواتي دون علمي.. لأن الدنيا دائرة و( من طرق باب الناس طُرِقت بابه) و( كما تُدين تُدان) و( عفّوا عن نساء الناس تعفُّ نساؤكم) هذه هي أقوال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في هذا الخصوص.. فكيف تريدين مني بعد ذلك أن اتصل بك هاتفيا؟
قالت وهي تشعر بالندم : صدقني لولا أنني سأشتاق إلى نصائحك الرائعة لما طلبت منك ذلك الطلب ابدا.
قال وهو يسلمها حقيبتها : لن اجعلك تشتاقين لنصائحي ، سأرسل إليك يوميا على هاتفك نصيحة من كتاب أو موقع إلكتروني أعجبني.. ان كان هذا يرضيك! لكن اتركي مسألة الاتصالات نهائيا.
✍️سؤال للقراء : ما رأيكم بما فعله بطل الرواية .. هل يستحق أن نقول له : سلمت يداك يا شهاب؟!
#يتبع
#طبيب_القلوب.. هل هناك أشكال شرعي في قراءتها؟
بقلم الكاتبة الرواية : رويدة الدعمي
أشكر جميع الاخوة والأخوات الذين ارسلوا بارائهم الكريمة حول الشبهات التي قد تطرح عند قراءة روايتي طبيب القلوب.. وهذا أن دلَّ على شيء إنما يدل على حرصهم الشديد في عدم الوقوع في الحرام حتى من خلال قراءة رواية أكثر ما يمكن أن نطلق عليها إنها دينية!!
أخوتي الكرام : مما لا شك فيه أن العلاقات بين الجنسين من غير عقد شرعي فيه حرمة شديدة، ففي الإسلام لا يوجد هناك مصطلح ( الصداقة بين الجنسين) ولا حتى : أنا أراه مثل أخي.. أو مثل أبي.. أو أنا أراها مثل أختي .. أو مثل أمي!!
حتماً سيكون الشيطان حائماً حول هكذا علاقات.. ولقد أوضحت هذا الأمر بشكل مفصل قي روايتي الأولى ( نرجس) لكن في رواية الحرية الحمراء ورواية الإيمان والحب وكذلك روايتي الحالية طبيب القلوب.. هناك انتقال لشخص من طريق الضلال إلى طريق الهدى وهذا يحتم على الآخر أن يقف معه ويسنده دون تعدي الحدود الشرعية والأخلاقية.. حتى العلماء لديهم فتاوى صريحة في ذلك.. وإن كان الأمر يستوجب كذلك دفع الضرر كما في قصة فدوى مع ذلك الأستاذ هنا تحتم على بطل الرواية أن يقف معها رغم أنه اعترف في حضرة الأمير علي بن أبي طالب بأنه كان يخشى انه قد تمادى في تقديم المساعدة!!
ولو انه غير ملتزم ولا يخشى الله فما كان سبب زيارته لضريح الإمام علي عليه السلام وطلب العون من الله هناك ، وبأنه لن يبرح مكانه حتى يجد حلاً لما هو فيه؟!
لماذا أخبر الشيخ بأن خطوبته للبطلة من غير عقد شرعي سوف تجعله لا يستطيع محادثتها أو الاختلاط معها أثناء الدوام؟ أليست هذه كلها إشارات للقراء على حرمة الاختلاط بين الجنسين؟
وبعد أن وجد له الشيخ مخرجاً مما هو فيه.. كان شهاب يجلس معها وقد ( لبسا معا خاتم الخطوبة بموافقة والدها) و( أعلنا أمام الملأ خطوبتهما) فلا يوجد هناك أي حجة لمن يريد أن يقدح بسمعة الفتاة.. فترة الخطوبة جائزة شرعاً في الإسلام ليتعرف كلا الخطيبين على الآخر قبل الزواج بشرط أن لا يكون هناك كلام محرم أو نظرة محرمة والعياذ بالله..
وتم توضيح كل هذا من خلال تصرفات البطل مع البطلة فهو كان غاضاً للبصر، يحاول انتقاء الكلمات التي تجعل موقفه سليما امام الله.. وحتى عندما ذكر لها الآية القرآنية فعرفت حقيقة مشاعره من غير أن يقصد ..تركها وذهب ليستغفر الله على تلك الزلة!!
فأين الحرام في تصرفاته وهو حتى لا يسمح لها بالاتصال على هاتفه الشخصي واعطاها محاضرة كاملة عن حرمة هذه الأتصالات؟
والذي استمر في قراءة الحلقات بالتسلسل سيعرف لماذا أعطاها شهاب رقمه وهو يرفض اصلا مسألة الاتصالات الهاتفية بين الجنسين.. هذا التساؤل بالذات تطرحه البطلة على نفسها فتتأكد من خلال تتابع الأحداث بإن حكمة وإرادة الله في تخليصها من مكر ذلك الأستاذ هي التي جعلته يعطيها رقمه ليس أكثر من ذلك.
أنا متيقنة ولله الحمد بأن طريقتي في كتابة الرواية مشابهة لطريقة الشهيدة آمنة الصدر ( رضوان الله عليها) والذي يريد أن يتأكد ليعود فاليقرأ رواياتها.. ألم تكن هناك لقاءات وكلام بين أبطال الرواية..؟ اقرأوا ( الفضيلة تنتصر) واقرأوا (الباحثة عن الحقيقة).. وحتى ( امرأتان ورجل) ألم تهتدي تلك الفتاة من خلال الرسائل التي كان يرسلها إليها خطيب أختها ظناً منه انها خطيبته؟ الفرق ان الرسائل آنذاك ورقية أما اليوم وفي رواية طبيب القلوب الرسائل والنصائح والتوضيحات في أمور الدين كلها رسائل هاتفية لتطور الزمن بين رواياتي ورواياتها ليس إلا!
الشهيدة بنت الهدى لم تكن لتنتهي من قصة حتى تُسلّمها لأخيها المرجع الديني محمد باقر الصدر " رضوان الله عليه" للاطلاع عليها.. فإذا كان هناك شبهة محرمة أو أشكال شرعي في هذه القصص والروايات كيف يسمح المرجع بطباعتها ونشرها؟!
لقد استعملت الشهيدة في حينها عنصر التشويق من خلال القصص العاطفية التي لا تخلو اي رواية من رواياتها منها!! ولكن لماذا؟ الا يمكن أن تكتب لنا رواية ليس فيها قصة حب؟ أن ذكائها قادها إلى جذب الشباب إلى رحاب دينهم من خلال قصص الحب الملتزم والعاطفة السليمة.. ولولا هذا لما قرأوا رواياتها ولما اهتدى مئات الشباب من ذلك الوقت الى يومنا هذا على يديها المباركتين.
وكان لي في هذه الانسانة الطاهرة قدوة في كتابة هذه الروايات للشباب ( ولا أعتقد بأنني سأصل إلى مستوى كتاباتها طبعا) فإن لم نستخدم قصص الحب فيها فلن ينجذبوا اليها شبابنا وفتياتنا مع كل ما موجود اليوم من أفلام ومسلسلات وروايات خادشة للحياء ومليئة بالأفكار الفاسدة والمنحطة أخلاقياً ( أرجو أن يكون الهدف الحقيقي من رواياتي قد اتضح للقراء الكرام)
اعتذر عن الإطالة لكن الرسائل الكثيرة التي صارت تردني حتّمت عليَّ هذا الإسهاب والتفصيل.. وخاصة من الأخوة متابعي قناة ( الطريق الى التوبة) على التلكرام..والتي نشرت لي رواية نرجس وطبيب القلوب جزى الله القائمين عليها كل خير.
أشكر حرصكم أخوتي الأفاضل وأدعوكم إلى قراءة الر
بقلم الكاتبة الرواية : رويدة الدعمي
أشكر جميع الاخوة والأخوات الذين ارسلوا بارائهم الكريمة حول الشبهات التي قد تطرح عند قراءة روايتي طبيب القلوب.. وهذا أن دلَّ على شيء إنما يدل على حرصهم الشديد في عدم الوقوع في الحرام حتى من خلال قراءة رواية أكثر ما يمكن أن نطلق عليها إنها دينية!!
أخوتي الكرام : مما لا شك فيه أن العلاقات بين الجنسين من غير عقد شرعي فيه حرمة شديدة، ففي الإسلام لا يوجد هناك مصطلح ( الصداقة بين الجنسين) ولا حتى : أنا أراه مثل أخي.. أو مثل أبي.. أو أنا أراها مثل أختي .. أو مثل أمي!!
حتماً سيكون الشيطان حائماً حول هكذا علاقات.. ولقد أوضحت هذا الأمر بشكل مفصل قي روايتي الأولى ( نرجس) لكن في رواية الحرية الحمراء ورواية الإيمان والحب وكذلك روايتي الحالية طبيب القلوب.. هناك انتقال لشخص من طريق الضلال إلى طريق الهدى وهذا يحتم على الآخر أن يقف معه ويسنده دون تعدي الحدود الشرعية والأخلاقية.. حتى العلماء لديهم فتاوى صريحة في ذلك.. وإن كان الأمر يستوجب كذلك دفع الضرر كما في قصة فدوى مع ذلك الأستاذ هنا تحتم على بطل الرواية أن يقف معها رغم أنه اعترف في حضرة الأمير علي بن أبي طالب بأنه كان يخشى انه قد تمادى في تقديم المساعدة!!
ولو انه غير ملتزم ولا يخشى الله فما كان سبب زيارته لضريح الإمام علي عليه السلام وطلب العون من الله هناك ، وبأنه لن يبرح مكانه حتى يجد حلاً لما هو فيه؟!
لماذا أخبر الشيخ بأن خطوبته للبطلة من غير عقد شرعي سوف تجعله لا يستطيع محادثتها أو الاختلاط معها أثناء الدوام؟ أليست هذه كلها إشارات للقراء على حرمة الاختلاط بين الجنسين؟
وبعد أن وجد له الشيخ مخرجاً مما هو فيه.. كان شهاب يجلس معها وقد ( لبسا معا خاتم الخطوبة بموافقة والدها) و( أعلنا أمام الملأ خطوبتهما) فلا يوجد هناك أي حجة لمن يريد أن يقدح بسمعة الفتاة.. فترة الخطوبة جائزة شرعاً في الإسلام ليتعرف كلا الخطيبين على الآخر قبل الزواج بشرط أن لا يكون هناك كلام محرم أو نظرة محرمة والعياذ بالله..
وتم توضيح كل هذا من خلال تصرفات البطل مع البطلة فهو كان غاضاً للبصر، يحاول انتقاء الكلمات التي تجعل موقفه سليما امام الله.. وحتى عندما ذكر لها الآية القرآنية فعرفت حقيقة مشاعره من غير أن يقصد ..تركها وذهب ليستغفر الله على تلك الزلة!!
فأين الحرام في تصرفاته وهو حتى لا يسمح لها بالاتصال على هاتفه الشخصي واعطاها محاضرة كاملة عن حرمة هذه الأتصالات؟
والذي استمر في قراءة الحلقات بالتسلسل سيعرف لماذا أعطاها شهاب رقمه وهو يرفض اصلا مسألة الاتصالات الهاتفية بين الجنسين.. هذا التساؤل بالذات تطرحه البطلة على نفسها فتتأكد من خلال تتابع الأحداث بإن حكمة وإرادة الله في تخليصها من مكر ذلك الأستاذ هي التي جعلته يعطيها رقمه ليس أكثر من ذلك.
أنا متيقنة ولله الحمد بأن طريقتي في كتابة الرواية مشابهة لطريقة الشهيدة آمنة الصدر ( رضوان الله عليها) والذي يريد أن يتأكد ليعود فاليقرأ رواياتها.. ألم تكن هناك لقاءات وكلام بين أبطال الرواية..؟ اقرأوا ( الفضيلة تنتصر) واقرأوا (الباحثة عن الحقيقة).. وحتى ( امرأتان ورجل) ألم تهتدي تلك الفتاة من خلال الرسائل التي كان يرسلها إليها خطيب أختها ظناً منه انها خطيبته؟ الفرق ان الرسائل آنذاك ورقية أما اليوم وفي رواية طبيب القلوب الرسائل والنصائح والتوضيحات في أمور الدين كلها رسائل هاتفية لتطور الزمن بين رواياتي ورواياتها ليس إلا!
الشهيدة بنت الهدى لم تكن لتنتهي من قصة حتى تُسلّمها لأخيها المرجع الديني محمد باقر الصدر " رضوان الله عليه" للاطلاع عليها.. فإذا كان هناك شبهة محرمة أو أشكال شرعي في هذه القصص والروايات كيف يسمح المرجع بطباعتها ونشرها؟!
لقد استعملت الشهيدة في حينها عنصر التشويق من خلال القصص العاطفية التي لا تخلو اي رواية من رواياتها منها!! ولكن لماذا؟ الا يمكن أن تكتب لنا رواية ليس فيها قصة حب؟ أن ذكائها قادها إلى جذب الشباب إلى رحاب دينهم من خلال قصص الحب الملتزم والعاطفة السليمة.. ولولا هذا لما قرأوا رواياتها ولما اهتدى مئات الشباب من ذلك الوقت الى يومنا هذا على يديها المباركتين.
وكان لي في هذه الانسانة الطاهرة قدوة في كتابة هذه الروايات للشباب ( ولا أعتقد بأنني سأصل إلى مستوى كتاباتها طبعا) فإن لم نستخدم قصص الحب فيها فلن ينجذبوا اليها شبابنا وفتياتنا مع كل ما موجود اليوم من أفلام ومسلسلات وروايات خادشة للحياء ومليئة بالأفكار الفاسدة والمنحطة أخلاقياً ( أرجو أن يكون الهدف الحقيقي من رواياتي قد اتضح للقراء الكرام)
اعتذر عن الإطالة لكن الرسائل الكثيرة التي صارت تردني حتّمت عليَّ هذا الإسهاب والتفصيل.. وخاصة من الأخوة متابعي قناة ( الطريق الى التوبة) على التلكرام..والتي نشرت لي رواية نرجس وطبيب القلوب جزى الله القائمين عليها كل خير.
أشكر حرصكم أخوتي الأفاضل وأدعوكم إلى قراءة الر
الطريق إلى التوبة
Photo
#طبيب_القلوب ( 9)
✍️ رويدة الدعمي
عنوان الحلقة 🍃 ما أرحمك يا الله!!
وكما وعد شهاب فدوى ومنذ اول يوم من أيام العطلة الربيعية صار يبحث لها عن كلمات مؤثرة ليرسلها إليها هاتفياً لعلها تكون سببا لتقربها إلى الله أكثر..
كان يبحث في مكتبته المتواضعة عندما سألته سهام :
هل تبحث عن كتاب معين؟ 📘
أغلق الكتاب الذي في يده وهو يقول : انتِ هنا؟ لم الحظ دخولكِ!
جاءه صوت سهام مملوءاً بالحنان : انت هذه الأيام لا تلاحظ شيئاً على الإطلاق، وكأنك تعيش في عالم منفصل عنا!! 😌
قال وهو يجلس بقربها ويمسح على رأسها : لماذا يا حبيبة أخيكِ .. هل حدث أمر سيء لا سمح الله؟ لماذا تعاتبينني بهذا الشكل؟
أجابته بأدب : منذ خطبتك لتلك الفتاة وأنا الاحظك شارد الذهن ومشغول البال!
- لكنكِ تعرفين انها ليست خطبة بالمفهوم المتعارف عليه.. ارفعي حرف الباء منها وستظهر لك حقيقتها للأسف!! انها خطة ليس أكثر!! 😞
- نعم اعرف ذلك.. لكن هذه الخطة صارت تؤثر سلباً على صحتك وحتى على علاقتك بنا نحن اخواتك! 🙎🙎🙎
وقبل أن يجيب أكملت بألم : كنتَ سابقاً تجلس معنا أكثر.. تسأل عن دراستنا وعن أمورنا.. أما الآن فأنتَ بين الجامعة والمحل والغرفة!! 💔
قال وهو يطأطأ رأسه خجلاً : كلامكِ صحيح يا حبيبتي.. لقد أهملتُ نفسي وأهملتُكن بعض الشيء .. ولكني أعدكِ أن لا أكررها مرة أخرى.. فقط ظروفي كانت صعبة ووضعي الجديد جعلني مرتبك ومشغول الفكر دائماً .
تساءلت بفضول وهي تحاول أن يفتح لها قلبه❤️ فيزيح عنه هذه الهموم : ولكن ما به وضعك الجديد؟
قال وهو يسحب نفساً عميقاً ويخرجهُ على شكل حسرة مؤلمة : لا أعرف.. فلا أنا خاطب فعلاً ولا أنا اعزب!!
قالت سهام : ساعدك الله يا أخي.. وجعل تلك الفتاة من نصيبك.
سألها : هل لديكِ كتاب جميل يعطي نصائح للفتيات؟
- لماذا تسأل؟
- لقد وعدتها أن أرسل لها نصائح مؤثرة في كل ليلة من ليالي العطلة.
- ما الذي ينقصها هي في علاقتها مع الله..؟
- لم أفهم قصدك؟ 🤔
- هل تلاحظ عليها شيء من المعصية؟ قد تكون تاركة للصلاة مثلا؟
- لا... إنها تصلي.. لكنها حديثة العهد بالصلاة.. بعد أن دخل والدها إلى السجن قررت أن تلتزم الصلاة ولا تتركها ابدا.
- حسناً جداً .. هل تضع شيئاً من مساحيق الزينة؟
- رغم اني لا أطيل النظر في وجهها لكني لمحتها أكثر من مرة تضع احمراً للشفاه!
- حسناً.. وملابسها.. واسعة ام ضيقة جداً ؟ تحاول أن تبرز مفاتن جسمها ام لا؟
- ليس كثيراً .. لكنها تحتاج إلى ملابس شرعية أكثر.
- إذاً هي تحتاج لمعرفة الله أكثر.. حتى تحبهُ أكثر ثم تحاول أن تطيعهُ أكثر.. فتبحث عن مرضاتهِ في كل صغيرة وكبيرة.
قال لها وهو يهز رأسه بالإيجاب: الآن توضحت الصورة لديّ .. سأرسل إليها ما تحتاجه من كلمات.. شكراً لترتيب أفكاري المبعثرة!!
قالت سهام مبتسمة : انا في الخدمة دوماً .. أخي الحبيب.
وقبل أن تخرج من الغرفة قال لها بصوت يملؤه الحنان والمحبة : غداً بإذن الله سنتناول غدائنا خارج المنزل .. هيأنَ أنفسكن.
عادت سهام وطبعت قُبلة على جبين شهاب وهي تردد : سلمك الله من كل مكروه وحفظك لنا يا غالي.
بعد خروج اخته من الغرفة صار يبحث عما تحتاجه فدوى.. وأخيراً استقر على نصيحة جميلة.. ارسلها الى هاتفها وهو يدعو الله أن تؤثر فيها هذه الكلمات تأثيرا إيجابيا.
كانت تتحدث مع سمية عندما سمعت نغمة الرسالة : ركضت إلى هاتفها وفتحته.. كانت دقات قلبها تتزايد، قالت لمربيتها : انها رسالة من خطيبي 💌 يالفرحتي! عن اذنك يا خالة..
دخلت غرفتها وأغلقت الباب خلفها، جلست على السرير وبدأت تقرأ :
أنا لا اعلم كم من المرات ساق الله لي الألطاف والتسخير في غيبهِ .. وكنت أظن أن الظروف التي تحدث معي أمراً روتينياً ولكن حينما اتأمل في تفاصيلها أندهش من عظيم رحمة الله التي حلّت فيها لأوقن تماماً :
أن الله دائماً معي وأنني لم أكن يوماً بمفردي..
فهو القائل في حديثٍ قدسي :
" وعزّتي وجلالي لأُدبرنَّ الأمر لِمن لا حيلة له حتى يتعجّب أصحاب الحِيَل ".
دمعت عيناها وعادت لها هذه الكلمات ذكرى ذلك الموقف الذي صدر من الدكتور شادي في غرفة المكتب الخاصة به ، وكيف كانت في لحظتها بلا حول ولا قوة ، كيف اعطاها شهاب رقمه قبل الموقف بلحظات!!
انه فعلاً تدبير الله لها.. ففي الوقت الذي كان يخطط فيه ذلك الأستاذ لأمر قذر.. كان ( الله) في ذلك الوقت يدبر لها مخرجاً مما ستكون فيه!
لماذا أعطاها شهاب رقمه فجأة وهو أصلاً ضد العلاقات الهاتفية بين الجنسين؟ 😮 دخل في روعها بأن الله قد أرشده إلى ذلك.. فقط لينقذها مما سيحل بها بعد قليل!!
تذكرت كيف جاء شهاب بعد لحظات ونطق بتلك الكلمات.. أيضا من غير إرادته! نعم هذا ما أكده لها بعد ذلك الموقف.
كان كل شيء يسير وفق تدبير إلهي.. وهي غافلة! 😭
كيف تعجب الدكتور شادي وفشلت خطته الماكرة بعد سماعه خبر الخطوبة؟ كان في بالهِ ان يحتال عليها لكن الله بلطفه ورحمته دبّر لها حيلة أقوى من حيلته!!
عادت لتقرأ كلمات ذلك الحديث
✍️ رويدة الدعمي
عنوان الحلقة 🍃 ما أرحمك يا الله!!
وكما وعد شهاب فدوى ومنذ اول يوم من أيام العطلة الربيعية صار يبحث لها عن كلمات مؤثرة ليرسلها إليها هاتفياً لعلها تكون سببا لتقربها إلى الله أكثر..
كان يبحث في مكتبته المتواضعة عندما سألته سهام :
هل تبحث عن كتاب معين؟ 📘
أغلق الكتاب الذي في يده وهو يقول : انتِ هنا؟ لم الحظ دخولكِ!
جاءه صوت سهام مملوءاً بالحنان : انت هذه الأيام لا تلاحظ شيئاً على الإطلاق، وكأنك تعيش في عالم منفصل عنا!! 😌
قال وهو يجلس بقربها ويمسح على رأسها : لماذا يا حبيبة أخيكِ .. هل حدث أمر سيء لا سمح الله؟ لماذا تعاتبينني بهذا الشكل؟
أجابته بأدب : منذ خطبتك لتلك الفتاة وأنا الاحظك شارد الذهن ومشغول البال!
- لكنكِ تعرفين انها ليست خطبة بالمفهوم المتعارف عليه.. ارفعي حرف الباء منها وستظهر لك حقيقتها للأسف!! انها خطة ليس أكثر!! 😞
- نعم اعرف ذلك.. لكن هذه الخطة صارت تؤثر سلباً على صحتك وحتى على علاقتك بنا نحن اخواتك! 🙎🙎🙎
وقبل أن يجيب أكملت بألم : كنتَ سابقاً تجلس معنا أكثر.. تسأل عن دراستنا وعن أمورنا.. أما الآن فأنتَ بين الجامعة والمحل والغرفة!! 💔
قال وهو يطأطأ رأسه خجلاً : كلامكِ صحيح يا حبيبتي.. لقد أهملتُ نفسي وأهملتُكن بعض الشيء .. ولكني أعدكِ أن لا أكررها مرة أخرى.. فقط ظروفي كانت صعبة ووضعي الجديد جعلني مرتبك ومشغول الفكر دائماً .
تساءلت بفضول وهي تحاول أن يفتح لها قلبه❤️ فيزيح عنه هذه الهموم : ولكن ما به وضعك الجديد؟
قال وهو يسحب نفساً عميقاً ويخرجهُ على شكل حسرة مؤلمة : لا أعرف.. فلا أنا خاطب فعلاً ولا أنا اعزب!!
قالت سهام : ساعدك الله يا أخي.. وجعل تلك الفتاة من نصيبك.
سألها : هل لديكِ كتاب جميل يعطي نصائح للفتيات؟
- لماذا تسأل؟
- لقد وعدتها أن أرسل لها نصائح مؤثرة في كل ليلة من ليالي العطلة.
- ما الذي ينقصها هي في علاقتها مع الله..؟
- لم أفهم قصدك؟ 🤔
- هل تلاحظ عليها شيء من المعصية؟ قد تكون تاركة للصلاة مثلا؟
- لا... إنها تصلي.. لكنها حديثة العهد بالصلاة.. بعد أن دخل والدها إلى السجن قررت أن تلتزم الصلاة ولا تتركها ابدا.
- حسناً جداً .. هل تضع شيئاً من مساحيق الزينة؟
- رغم اني لا أطيل النظر في وجهها لكني لمحتها أكثر من مرة تضع احمراً للشفاه!
- حسناً.. وملابسها.. واسعة ام ضيقة جداً ؟ تحاول أن تبرز مفاتن جسمها ام لا؟
- ليس كثيراً .. لكنها تحتاج إلى ملابس شرعية أكثر.
- إذاً هي تحتاج لمعرفة الله أكثر.. حتى تحبهُ أكثر ثم تحاول أن تطيعهُ أكثر.. فتبحث عن مرضاتهِ في كل صغيرة وكبيرة.
قال لها وهو يهز رأسه بالإيجاب: الآن توضحت الصورة لديّ .. سأرسل إليها ما تحتاجه من كلمات.. شكراً لترتيب أفكاري المبعثرة!!
قالت سهام مبتسمة : انا في الخدمة دوماً .. أخي الحبيب.
وقبل أن تخرج من الغرفة قال لها بصوت يملؤه الحنان والمحبة : غداً بإذن الله سنتناول غدائنا خارج المنزل .. هيأنَ أنفسكن.
عادت سهام وطبعت قُبلة على جبين شهاب وهي تردد : سلمك الله من كل مكروه وحفظك لنا يا غالي.
بعد خروج اخته من الغرفة صار يبحث عما تحتاجه فدوى.. وأخيراً استقر على نصيحة جميلة.. ارسلها الى هاتفها وهو يدعو الله أن تؤثر فيها هذه الكلمات تأثيرا إيجابيا.
كانت تتحدث مع سمية عندما سمعت نغمة الرسالة : ركضت إلى هاتفها وفتحته.. كانت دقات قلبها تتزايد، قالت لمربيتها : انها رسالة من خطيبي 💌 يالفرحتي! عن اذنك يا خالة..
دخلت غرفتها وأغلقت الباب خلفها، جلست على السرير وبدأت تقرأ :
أنا لا اعلم كم من المرات ساق الله لي الألطاف والتسخير في غيبهِ .. وكنت أظن أن الظروف التي تحدث معي أمراً روتينياً ولكن حينما اتأمل في تفاصيلها أندهش من عظيم رحمة الله التي حلّت فيها لأوقن تماماً :
أن الله دائماً معي وأنني لم أكن يوماً بمفردي..
فهو القائل في حديثٍ قدسي :
" وعزّتي وجلالي لأُدبرنَّ الأمر لِمن لا حيلة له حتى يتعجّب أصحاب الحِيَل ".
دمعت عيناها وعادت لها هذه الكلمات ذكرى ذلك الموقف الذي صدر من الدكتور شادي في غرفة المكتب الخاصة به ، وكيف كانت في لحظتها بلا حول ولا قوة ، كيف اعطاها شهاب رقمه قبل الموقف بلحظات!!
انه فعلاً تدبير الله لها.. ففي الوقت الذي كان يخطط فيه ذلك الأستاذ لأمر قذر.. كان ( الله) في ذلك الوقت يدبر لها مخرجاً مما ستكون فيه!
لماذا أعطاها شهاب رقمه فجأة وهو أصلاً ضد العلاقات الهاتفية بين الجنسين؟ 😮 دخل في روعها بأن الله قد أرشده إلى ذلك.. فقط لينقذها مما سيحل بها بعد قليل!!
تذكرت كيف جاء شهاب بعد لحظات ونطق بتلك الكلمات.. أيضا من غير إرادته! نعم هذا ما أكده لها بعد ذلك الموقف.
كان كل شيء يسير وفق تدبير إلهي.. وهي غافلة! 😭
كيف تعجب الدكتور شادي وفشلت خطته الماكرة بعد سماعه خبر الخطوبة؟ كان في بالهِ ان يحتال عليها لكن الله بلطفه ورحمته دبّر لها حيلة أقوى من حيلته!!
عادت لتقرأ كلمات ذلك الحديث
#طبيب_القلوب ( 10)
✍رويدة الدعمي
عنوان الحلقة ⬇️
بماذا أستبدل الروايات الخادشة للحياء؟! 🤔
حاول شهاب أن يكون في المنزل قبل حلول الظهيرة بعد أن استأذن من الحاج فاضل، وما أن دخل المنزل حتى وجد أخواته قد هيأن أنفسهن للخروج في نزهة كما وعدهن يوم أمس .. فقال وهو يشرب كوبا من الماء البارد : بدأ الجو يزداد دفئا.. لقد حل الربيع فعلا.. ولهذا ستكون نزهتنا إلى إحدى الحدائق الجميلة.. 🌳🌲🌴سنتناول غدائنا هناك.
وفي تلك الحديقة الزاهية بأنواع الزرع ووسط الزهور رائعة الجمال🌹زكية العطور وقف شهاب ليصلي بكل خشوع وهيبة، بينما اتجهت الأخوات إلى مكان منعزل قليلا لتأدية الصلاة ولما عدن إلى حيث شهاب وجدنه قد هيأ الطعام وبدأ الجميع بالأكل 🍔🥘🍟وهم يتناولون أطراف الحديث قال وهو يمسح شفتيه بعد أن ناولته ختام منديلا مبللا : الحمد لله على نعمه التي لا تحصى..
رددت أخواته : الحمد لله.. الحمد لله.
بعد الصلاة والغداء قام الأربعة ليتمشوا بين الأشجار والزهور، وقفوا قرب بحيرة صغيرة تتوسطها نافورة ماء جميلة ⛲ليلتقطوا بعض الصور.. وبين كل هذه المشاهد كان شهاب يتمنى لو كانت فدوى معهم الآن لاكتملت سعادته!!
عندما عادوا مساءا تذكر وعده لفدوى فأخرج هاتفه النقال ليرسل لها نصيحة فوجد أن هناك رسالة قد وصلته منها!
فتحها وبدأ يقرأ : عزيزي شهاب.. بعد أن جائتني رسالتك يوم أمس بكيت كثيرا 😭 لأنني أحسست بالتقصير تجاه ربي.. فهو معي في كل حين لكني مازلت غافلة عنه!
بعد رسالتها هذه حمد الله إذ استجاب دعوته ثم اتجه إلى مكتبته واستخرج منها الرواية التأريخية "تراتيل في زمن الذئاب" لمؤلفها كمال السيد ثم صار يكتب لها بعض الاقتباسات من هذه الرواية :
عندما يسلم الإنسان قلبه إلى السماء 🌌 تضيء في أعماقه الآيات الكبرى.. فيرى الوجود حركة موحدة متناسقة تتجه إلى غاية وهدف، وعندما يختار الإنسان بإرادته الاندماج في هذه الحركة.. الأنصهار في بوتقة الوجود.. عندها يرى الأشياء على حقيقتها بعيدا عن زيف الزمن.
وعندما يتجه الإنسان إلى ربه.. فإنه يستمد طاقات جبارة هي جذوة من القدرة المطلقة.
استلمت فدوى الرسالة وما أن قرأتها حتى رحل تفكيرها إلى حيث الفضاء الشاسع الذي فيه كل آيات الوجود!
شعرت وكأن الرسالة قد زودتها بجناحين 🕊️ جعلتها تحلق بعيدا.. بعيدا جدا حيث عالم الطهر والنقاء.
قبل أن ينتهي الأسبوع الأول من العطلة ارسلت فدوى رسالة إلى شهاب كتبت فيها : ماذا تنصحني بخصوص الروايات الغربية التي امتلأت مكتبتي بها 📚 وكذلك بعض الروايات العربية.. علما أن جميع الروايات التي عندي فيها وصف للعلاقات العاطفية والجنسية وصفا خادشا للحياء!؟
هل استمر بقرائتها ام انها تعرقل حركة توجهي إلى الله؟
فكتب إليها ما أوصى به السيد روح الله الخميني بهذا الخصوص إذ كان مضمون وصيته :
( فليحذر شبابنا.. إن الغرب لن يأتي لمحاربتكم شاهرا السلاح ،بل يأتي رافعا القلم 🖋️.. إن الغرب لن يجلب جندياً بل يجلب كاتباً ومؤلفاً إلينا )..
يمكننا أن نستبدل الروايات الخادشة للحياء بالروايات الهادفة التي تزيد في معرفتنا وثقافتنا العامة واليك أسماء المؤلفين لهكذا روايات هادفة ورائعة وهم ( بنت الهدى، كمال السيد، خولة القزويني، عالية محمد صادق، د. فخري مشكور) وآخرين.. وأكثر رواياتهم شبابية تجمع بين الدين والعاطفة السليمة 💚
أما تلك الروايات التي تقبع في الضفة الأخرى المعتمة فعليك الإقلاع عنها لأنها تشوه فيك روح التقوى وتساعدك على التفكير السيء الذي لا يزيد الإنسان إلا ابتعادا عن الخالق..
فكم من شاب وشابة تركوا دينهم والتزامهم بسبب الإكثار من قراءة هذه الكتب؟! 📚
فهمت فدوى المقصود من الرد وقررت أن تترك قراءة هذه الروايات، لكنها صارت تشعر بفراغ كبير وما زال أمامها أسبوعا كاملا للعطلة، حاولت أن تفكر بماذا تملأ أوقات فراغها فلم تعرف؟ بالنسبة للتلفزيون 📺 فلقد كانت أكثر مسلسلاته وأفلامه لا يقل تأثيرها السلبي عن الروايات التي أقلعت عنها!!
✍القراء الكرام ⬇️
هل انتم مع أبطال الرواية في كون المسلسلات والأفلام والروايات الخادشة للحياء تزيدنا بعدا عن الله وتشوه روح التقوى وتقتل حب الدين في دواخلنا؟!
.
#يتبع
✍رويدة الدعمي
عنوان الحلقة ⬇️
بماذا أستبدل الروايات الخادشة للحياء؟! 🤔
حاول شهاب أن يكون في المنزل قبل حلول الظهيرة بعد أن استأذن من الحاج فاضل، وما أن دخل المنزل حتى وجد أخواته قد هيأن أنفسهن للخروج في نزهة كما وعدهن يوم أمس .. فقال وهو يشرب كوبا من الماء البارد : بدأ الجو يزداد دفئا.. لقد حل الربيع فعلا.. ولهذا ستكون نزهتنا إلى إحدى الحدائق الجميلة.. 🌳🌲🌴سنتناول غدائنا هناك.
وفي تلك الحديقة الزاهية بأنواع الزرع ووسط الزهور رائعة الجمال🌹زكية العطور وقف شهاب ليصلي بكل خشوع وهيبة، بينما اتجهت الأخوات إلى مكان منعزل قليلا لتأدية الصلاة ولما عدن إلى حيث شهاب وجدنه قد هيأ الطعام وبدأ الجميع بالأكل 🍔🥘🍟وهم يتناولون أطراف الحديث قال وهو يمسح شفتيه بعد أن ناولته ختام منديلا مبللا : الحمد لله على نعمه التي لا تحصى..
رددت أخواته : الحمد لله.. الحمد لله.
بعد الصلاة والغداء قام الأربعة ليتمشوا بين الأشجار والزهور، وقفوا قرب بحيرة صغيرة تتوسطها نافورة ماء جميلة ⛲ليلتقطوا بعض الصور.. وبين كل هذه المشاهد كان شهاب يتمنى لو كانت فدوى معهم الآن لاكتملت سعادته!!
عندما عادوا مساءا تذكر وعده لفدوى فأخرج هاتفه النقال ليرسل لها نصيحة فوجد أن هناك رسالة قد وصلته منها!
فتحها وبدأ يقرأ : عزيزي شهاب.. بعد أن جائتني رسالتك يوم أمس بكيت كثيرا 😭 لأنني أحسست بالتقصير تجاه ربي.. فهو معي في كل حين لكني مازلت غافلة عنه!
بعد رسالتها هذه حمد الله إذ استجاب دعوته ثم اتجه إلى مكتبته واستخرج منها الرواية التأريخية "تراتيل في زمن الذئاب" لمؤلفها كمال السيد ثم صار يكتب لها بعض الاقتباسات من هذه الرواية :
عندما يسلم الإنسان قلبه إلى السماء 🌌 تضيء في أعماقه الآيات الكبرى.. فيرى الوجود حركة موحدة متناسقة تتجه إلى غاية وهدف، وعندما يختار الإنسان بإرادته الاندماج في هذه الحركة.. الأنصهار في بوتقة الوجود.. عندها يرى الأشياء على حقيقتها بعيدا عن زيف الزمن.
وعندما يتجه الإنسان إلى ربه.. فإنه يستمد طاقات جبارة هي جذوة من القدرة المطلقة.
استلمت فدوى الرسالة وما أن قرأتها حتى رحل تفكيرها إلى حيث الفضاء الشاسع الذي فيه كل آيات الوجود!
شعرت وكأن الرسالة قد زودتها بجناحين 🕊️ جعلتها تحلق بعيدا.. بعيدا جدا حيث عالم الطهر والنقاء.
قبل أن ينتهي الأسبوع الأول من العطلة ارسلت فدوى رسالة إلى شهاب كتبت فيها : ماذا تنصحني بخصوص الروايات الغربية التي امتلأت مكتبتي بها 📚 وكذلك بعض الروايات العربية.. علما أن جميع الروايات التي عندي فيها وصف للعلاقات العاطفية والجنسية وصفا خادشا للحياء!؟
هل استمر بقرائتها ام انها تعرقل حركة توجهي إلى الله؟
فكتب إليها ما أوصى به السيد روح الله الخميني بهذا الخصوص إذ كان مضمون وصيته :
( فليحذر شبابنا.. إن الغرب لن يأتي لمحاربتكم شاهرا السلاح ،بل يأتي رافعا القلم 🖋️.. إن الغرب لن يجلب جندياً بل يجلب كاتباً ومؤلفاً إلينا )..
يمكننا أن نستبدل الروايات الخادشة للحياء بالروايات الهادفة التي تزيد في معرفتنا وثقافتنا العامة واليك أسماء المؤلفين لهكذا روايات هادفة ورائعة وهم ( بنت الهدى، كمال السيد، خولة القزويني، عالية محمد صادق، د. فخري مشكور) وآخرين.. وأكثر رواياتهم شبابية تجمع بين الدين والعاطفة السليمة 💚
أما تلك الروايات التي تقبع في الضفة الأخرى المعتمة فعليك الإقلاع عنها لأنها تشوه فيك روح التقوى وتساعدك على التفكير السيء الذي لا يزيد الإنسان إلا ابتعادا عن الخالق..
فكم من شاب وشابة تركوا دينهم والتزامهم بسبب الإكثار من قراءة هذه الكتب؟! 📚
فهمت فدوى المقصود من الرد وقررت أن تترك قراءة هذه الروايات، لكنها صارت تشعر بفراغ كبير وما زال أمامها أسبوعا كاملا للعطلة، حاولت أن تفكر بماذا تملأ أوقات فراغها فلم تعرف؟ بالنسبة للتلفزيون 📺 فلقد كانت أكثر مسلسلاته وأفلامه لا يقل تأثيرها السلبي عن الروايات التي أقلعت عنها!!
✍القراء الكرام ⬇️
هل انتم مع أبطال الرواية في كون المسلسلات والأفلام والروايات الخادشة للحياء تزيدنا بعدا عن الله وتشوه روح التقوى وتقتل حب الدين في دواخلنا؟!
.
#يتبع
الطريق إلى التوبة
Photo
#طبيب_القلوب ( 11)
✍رويدة الدعمي
عنوان الحلقة / الأستاذ شادي.. من جديد 😱
كتبت فدوى لشهاب تقول : دُلّني على شيء املأ به أوقات فراغي، التلفاز والانترنت صارا مملين بالنسبة لي، كما أنني أقلعتُ عن قراءة الروايات غير النافعة ولا تتواجد لديَّ حالياً الروايات التي أشرت اليَّ بقارائتها.. فبماذا تنصحني أن أملأ اوقات فراغي في الأيام الباقية من العطلة؟!
جاءها الرد :
قال تعالى..
(( يَـا يَحيَى خُذِ الكتَاب بقوّة)) 📗
خُذه إلى أين ؟
إلىٰ الرَّف لكي يترَاكم عليه الغُـبار ، ويُزاح عنه بين "رمضان" وآخر ؟
إلىٰ دورات الحِفظ ومُسابقاتِه ؟
إلىٰ السَّيَّارة ليحفظها ورَاكبيها ؟
إلى القُبور لكي يُقرأ على الأموَات؟
خذه إلى أين؟! ⬇️
خُذه إلى أعمَاقِك ، خذهُ إلى تَلافيف مخك، خُذه لِيسري في عُروقِك ، في تنفُّسك ، في شَهيقِـك وزَفيرك.
خُذه لكي يكُون كتاب (التَّعليمات) فِي حَياتك؛ الَّذي يرشدك كَيف تستعملُ نفسكَ.
أغلقت الرسالة وضمت الهاتف إلى قلبها وهي تقول : إلهي لا تحرمني من نصائحه.. إنها والله الدواء لروحي المريضة!
توضأت وفتحت القرآن وقبل أن تقرأ سورة الفاتحة نوت أن تختم القرآن وتهدي ثوابه لروح والدتها كما قررت أن تكون قرائتها هذه المرة بكل تفهم وتروي وستقف عند كل آية غير مفهومة لتشير عليها ثم تسأل الخالة سمية أو قد تسأل شهاب عن معناها..
إنها في السابق لا تقرأ القرآن إلا في شهر رمضان! بينما مُربيتها سُمية تقرأه في كل يوم وبعد كل فريضة، كم تمنت أن تكون مثلها لكن لم يكن هناك ما يشجعها.. أما اليوم فلقد فهمت الحكمة من تعلق سمية بالقرآن الكريم.. إنها تعتبرهُ كتاب تعليمات لحياتها ونفسها لذلك تراها مطمئنة دائماً وراضية بما قسمهُ الله لها وهي في الوقت نفسه ملتزمة بكل تعاليم ربها.
قضت فدوى ذلك الأسبوع بين السور والآيات القرآنية وكانت تشاركها سمية في تفسير بعض الكلمات والآيات غير المفهومة عندها.
لم يرسل إليها شهاب في ذلك الأسبوع اي نصيحة، ولم تلتفت هي إلى الأمر.. وكأن النصيحة الأخيرة أغنتها عن كل النصائح!!
💚❤️💙
تكثفت الدراسة في الكورس الثاني📙📘📕 ولم يكن هناك أي مجال للجلوس والتحدث كالسابق، كان هذا الأمر مريح للطرفين!!
في السابق كان شهاب هو الطرف الأكثر عدم ارتياح من تلك الجلسات أما اليوم فحتى فدوى صارت روحها لا ترتاح لتلك الجلسات خوفاً على علاقتها مع الله، صارت الآن تدرك ما كان يُعانيه شهاب من أجل أن يبقى عبداً طائعاً لربه.
كانت فدوى مشغولة مع زميلاتها بينما شهاب مشغول مع زملائه وحتى في قاعة المحاضرات صارت فدوى تتجنب الجلوس في المقعد القريب من مقعده!
لم ينتبه الطلاب كثيراً لأنشغالهم بالدراسة والامتحانات والذي كان منتبهاً لكل هذا التغير هو الدكتور شادي فقط !! 😱
لقد كان يراقبهما في القاعة والممرات ومن شباك مكتبه!
استوقفها مرة ليسألها : أعجب انكِ وشهاب إلى الآن تلبسان خاتمي الخطوبة..! 💍
قالت وهي تبلع ريقها بصعوبة : لماذا العجب يا أستاذ..؟
قال بمكر : لا أراكما معا أبدا.. هل الدراسة تشغلكما إلى هذه الدرجة؟ هل الحب عندكما أمر ثانوي بحيث فضلتما الدراسة عليه؟
قالت وهي تحاول أن تكون متماسكة : أن الدراسة عندنا الآن أهم من أي شيء آخر.. هل تعرف لماذا يا دكتور؟
قال وقد اتسعت حدقتا عينيه : لماذا؟
- لأننا إن لم ننجح ونتخرج سيتأخر زواجنا .. هذا ما قرره والدي للأسف الشديد!!
قالت عبارة ( للأسف الشديد) بكل وضوح وكأنها تريد أن توصل إليه رسالة ما.
ولم يكن شادي قليل الذكاء فلقد وصلته رسالتها مفهومة جداً فقال بخبث : هل تحبينه إلى هذه الدرجة ❤️ بحيث تضحين بجمال فترة الخطوبة لأجل أن لا يتأخر الزواج عن موعده المحدد!!
أقطبت حاجبيها ولم تجبه، فأكمل بكل ما لديه من وقاحة : لو كنت مكان خطيبكِ لما فرطت بهذه الفترة ابدا، فلا يمكنني أن اقاوم وانا ارى حبيبتي معي يومياً في الجامعة ثم لا اقترب منها و..
وهنا ومن غير ان تشعر صرخت بوجهه وركضت باكية، شاهد الموقف بعض الطلبة فأسرعوا إلى شهاب ليخبروه بما حصل لخطيبته..
بحث عنها شهاب كثيراً لكنه لم يجدها.. اتصل على هاتفها فلم ترد!
وصلت إلى المنزل وما أن شاهدت سمية حتى ارتمت في حضنها وهي تبكي 😭 وتندب حظها العاثر، لم تفهم منها شيئاً في البداية لكن وبعد أن هدأت قليلاً أخبرتها بكل شيء، صارت سمية تمسح على رأس صغيرتها حتى نامت وهي على الأريكة ، تركتها في مكانها وغطتها بشرشف خفيف وهي تقول : مسكينة! سهرت الليل كله في الدراسة والتحضير لامتحان اليوم ثم ها هو الحقير يحرمها من أداء ذلك الامتحان!
استقل شهاب سيارة أجرة🚕 وذهب إلى منزل فدوى تاركاً الامتحان هو الآخر..
تعمد الدكتور شادي أن يكون هو المراقب على قاعتهم الامتحانية في ذلك اليوم ..ظناً منه انه سيعيد الصاع صاعين لفدوى وسيتهمها هي وخطيبها بالغش .. ولشدَّ ما ادهشهُ أن كليهما لم يحضرا ذلك الامتحان!!
#يتبع
✍رويدة الدعمي
عنوان الحلقة / الأستاذ شادي.. من جديد 😱
كتبت فدوى لشهاب تقول : دُلّني على شيء املأ به أوقات فراغي، التلفاز والانترنت صارا مملين بالنسبة لي، كما أنني أقلعتُ عن قراءة الروايات غير النافعة ولا تتواجد لديَّ حالياً الروايات التي أشرت اليَّ بقارائتها.. فبماذا تنصحني أن أملأ اوقات فراغي في الأيام الباقية من العطلة؟!
جاءها الرد :
قال تعالى..
(( يَـا يَحيَى خُذِ الكتَاب بقوّة)) 📗
خُذه إلى أين ؟
إلىٰ الرَّف لكي يترَاكم عليه الغُـبار ، ويُزاح عنه بين "رمضان" وآخر ؟
إلىٰ دورات الحِفظ ومُسابقاتِه ؟
إلىٰ السَّيَّارة ليحفظها ورَاكبيها ؟
إلى القُبور لكي يُقرأ على الأموَات؟
خذه إلى أين؟! ⬇️
خُذه إلى أعمَاقِك ، خذهُ إلى تَلافيف مخك، خُذه لِيسري في عُروقِك ، في تنفُّسك ، في شَهيقِـك وزَفيرك.
خُذه لكي يكُون كتاب (التَّعليمات) فِي حَياتك؛ الَّذي يرشدك كَيف تستعملُ نفسكَ.
أغلقت الرسالة وضمت الهاتف إلى قلبها وهي تقول : إلهي لا تحرمني من نصائحه.. إنها والله الدواء لروحي المريضة!
توضأت وفتحت القرآن وقبل أن تقرأ سورة الفاتحة نوت أن تختم القرآن وتهدي ثوابه لروح والدتها كما قررت أن تكون قرائتها هذه المرة بكل تفهم وتروي وستقف عند كل آية غير مفهومة لتشير عليها ثم تسأل الخالة سمية أو قد تسأل شهاب عن معناها..
إنها في السابق لا تقرأ القرآن إلا في شهر رمضان! بينما مُربيتها سُمية تقرأه في كل يوم وبعد كل فريضة، كم تمنت أن تكون مثلها لكن لم يكن هناك ما يشجعها.. أما اليوم فلقد فهمت الحكمة من تعلق سمية بالقرآن الكريم.. إنها تعتبرهُ كتاب تعليمات لحياتها ونفسها لذلك تراها مطمئنة دائماً وراضية بما قسمهُ الله لها وهي في الوقت نفسه ملتزمة بكل تعاليم ربها.
قضت فدوى ذلك الأسبوع بين السور والآيات القرآنية وكانت تشاركها سمية في تفسير بعض الكلمات والآيات غير المفهومة عندها.
لم يرسل إليها شهاب في ذلك الأسبوع اي نصيحة، ولم تلتفت هي إلى الأمر.. وكأن النصيحة الأخيرة أغنتها عن كل النصائح!!
💚❤️💙
تكثفت الدراسة في الكورس الثاني📙📘📕 ولم يكن هناك أي مجال للجلوس والتحدث كالسابق، كان هذا الأمر مريح للطرفين!!
في السابق كان شهاب هو الطرف الأكثر عدم ارتياح من تلك الجلسات أما اليوم فحتى فدوى صارت روحها لا ترتاح لتلك الجلسات خوفاً على علاقتها مع الله، صارت الآن تدرك ما كان يُعانيه شهاب من أجل أن يبقى عبداً طائعاً لربه.
كانت فدوى مشغولة مع زميلاتها بينما شهاب مشغول مع زملائه وحتى في قاعة المحاضرات صارت فدوى تتجنب الجلوس في المقعد القريب من مقعده!
لم ينتبه الطلاب كثيراً لأنشغالهم بالدراسة والامتحانات والذي كان منتبهاً لكل هذا التغير هو الدكتور شادي فقط !! 😱
لقد كان يراقبهما في القاعة والممرات ومن شباك مكتبه!
استوقفها مرة ليسألها : أعجب انكِ وشهاب إلى الآن تلبسان خاتمي الخطوبة..! 💍
قالت وهي تبلع ريقها بصعوبة : لماذا العجب يا أستاذ..؟
قال بمكر : لا أراكما معا أبدا.. هل الدراسة تشغلكما إلى هذه الدرجة؟ هل الحب عندكما أمر ثانوي بحيث فضلتما الدراسة عليه؟
قالت وهي تحاول أن تكون متماسكة : أن الدراسة عندنا الآن أهم من أي شيء آخر.. هل تعرف لماذا يا دكتور؟
قال وقد اتسعت حدقتا عينيه : لماذا؟
- لأننا إن لم ننجح ونتخرج سيتأخر زواجنا .. هذا ما قرره والدي للأسف الشديد!!
قالت عبارة ( للأسف الشديد) بكل وضوح وكأنها تريد أن توصل إليه رسالة ما.
ولم يكن شادي قليل الذكاء فلقد وصلته رسالتها مفهومة جداً فقال بخبث : هل تحبينه إلى هذه الدرجة ❤️ بحيث تضحين بجمال فترة الخطوبة لأجل أن لا يتأخر الزواج عن موعده المحدد!!
أقطبت حاجبيها ولم تجبه، فأكمل بكل ما لديه من وقاحة : لو كنت مكان خطيبكِ لما فرطت بهذه الفترة ابدا، فلا يمكنني أن اقاوم وانا ارى حبيبتي معي يومياً في الجامعة ثم لا اقترب منها و..
وهنا ومن غير ان تشعر صرخت بوجهه وركضت باكية، شاهد الموقف بعض الطلبة فأسرعوا إلى شهاب ليخبروه بما حصل لخطيبته..
بحث عنها شهاب كثيراً لكنه لم يجدها.. اتصل على هاتفها فلم ترد!
وصلت إلى المنزل وما أن شاهدت سمية حتى ارتمت في حضنها وهي تبكي 😭 وتندب حظها العاثر، لم تفهم منها شيئاً في البداية لكن وبعد أن هدأت قليلاً أخبرتها بكل شيء، صارت سمية تمسح على رأس صغيرتها حتى نامت وهي على الأريكة ، تركتها في مكانها وغطتها بشرشف خفيف وهي تقول : مسكينة! سهرت الليل كله في الدراسة والتحضير لامتحان اليوم ثم ها هو الحقير يحرمها من أداء ذلك الامتحان!
استقل شهاب سيارة أجرة🚕 وذهب إلى منزل فدوى تاركاً الامتحان هو الآخر..
تعمد الدكتور شادي أن يكون هو المراقب على قاعتهم الامتحانية في ذلك اليوم ..ظناً منه انه سيعيد الصاع صاعين لفدوى وسيتهمها هي وخطيبها بالغش .. ولشدَّ ما ادهشهُ أن كليهما لم يحضرا ذلك الامتحان!!
#يتبع
#طبيب_القلوب ( 12)
✍رويدة الدعمي
عنوان الحلقة / في يوم الاحتفال 🎉🎊🎆
طرق شهاب باب الشقة وأسرعت سمية لفتحه، قالت وهي تشير إليه بالدخول : ادخل يا ولدي.. البيت بيتك!
وما أن دخل الصالة حتى لمح فدوى نائمة على الأريكة!
عاد إلى الوراء غاضا بصره..
قالت سمية : ادخل يا ولدي انها بكامل حجابها.. المسكينة ما أن وصلت حتى استسلمت إلى النوم بعد البكاء والسهر.
قال وهو يخفض صوته : لن ادخل يا خالة فقط أردت أن أعرف ما الذي حدث لها في الجامعة.. هل أخبرتك بشيء؟
- نعم يا ولدي لقد استوقفها ذلك النذل واسمعها كلاماً جارحاً بخصوص علاقتها بك؟
ثارت ثائرة شهاب وهو يستمع إلى كلمات سمية، قال وقد شعر بأن الدماء صارت تغلي في عروقه : سأبقى واقفاً هنا إلى أن توقضيها.. يجب أن أتحدث معها ارجوك.
- حسناً يا ولدي.. انتظرني لحظات.
وفعلاً فما أن سمعت فدوى اسمه على لسان سمية حتى قامت من مكانها راكضة نحو المطبخ .. رشّت على وجهها بعض الماء البارد وأعادت ضبط حجابها ثم خرجت إليه بعد أن أدخلته سُمية إلى الصالة.
وما أن التقت عيناه بعينيها حتى فقدت السيطرة على دموعها جلست أمامه وأطلقت العنان لتلك الدموع فلم تعد تحتمل أكثر!!
خرجت سمية من الصالة لتتركهما معاً، قال وهو يحاول أن يهدأ من روعها :
- لن افهم منكِ شيء إن بقيتي تبكين هكذا.. ارجوكِ لا تزيدي حرقة قلبي أكثر.. ماذا حصل أخبريني؟
توقفت عن البكاء وصارت تتكلم بصعوبة.. سردت له كل ما حصل بينها وبين ذلك الأستاذ!
قال وهو مطأطأ الرأس : كان ابتعادنا عن بعضنا كل هذه الفترة خطأ كبير.. الظاهر انه يراقبنا جيدا!
قالت وهي تمسح دموعها : يعلم ربي لماذا ابتعدت عنك ولماذا لا أريد مجالستك.
قال وقد أثارت كلماتها فضوله : ولماذا.. هل لي أن أعرف؟
قالت بارتباك : أشعر بأنني في رحلة.. هي رحلة التوجه إلى الله.. أخشى ان يكون جلوسنا معاً فيه شيء مما يغضب الله عني فأخسر تلك الرحلة وأعود من حيث بدأت!!
لم يعقب شهاب على كلامها لكن الفرحة التي شعر بها كادت تنسىيه حتى موقف ذلك الأستاذ اللعين!
قال وهو يتهيأ للرحيل : سنعود لنلتقي.. مرة في الأسبوع على الأقل.. وسيكون الله معنا.
قالت بعد برهة : كيف كانت الأسئلة اليوم؟
ضحك من كل قلبه وهو يقول : وهل تسألينني؟!!
استغربت جوابه ثم قالت : نعم أسألك.. ألم تؤدي الامتحان؟
- لا .. لقد جاءنا الصفر معاً!!
خجلت من كلامه وعادت للبكاء قائلة : لقد عانيت بسببي الكثير يا شهاب.. وها أنت تحرم نفسك من أهم امتحان في هذا الكورس بسببي أيضاً، لا أعرف كيف أصف لك اعتذاري!
قال وهو يحاول أن يخفف عنها شعورها بالذنب : وكيف ادخل إلى الامتحان وانا لا أعرف ماذا حلَّ بك؟ ماذا كنت سأكتب في ورقة الامتحان حينها؟ لا تحزني..
سيعوضنا الله ولن نرسب.. ما دمنا مع الله ومادام الله معنا.
💚💛💜
صار موعد الاحتفال بيوم ذكرى تأسيس الجامعة يقترب.. كان الجميع يتهيأ لهذا اليوم البهيج، قرر شهاب أن يصطحب أخواته الثلاثة معه إلى الجامعة في هذا اليوم، ولما أخبر فدوى بالأمر قالت بفرح غامر : وأخيراً سألتقي بختام ومرام.. هل هما تشبهان سهام؟
قال شهاب مبتسماً : أخواتي لا تشبه أحداهن الأخرى.. ختام تشبه ابي ومرام تشبه امي وسهام تشبهني!
قالت فدوى من غير قصد : وأنت تشبه من؟
خفض رأسه وشعرت هي بالاحراج أيضا.. قالت في نفسها : لعنة الله على تفاهتي..😏 كم انا غبية.. اغفر لي يا رب!!
حاولت أن تغير الموضوع فقالت : ولكن كيف سيأتين معك.. ودراستهن؟
قال وقد اعجبه نجاحها في تغيير الموضوع :
- إن مدرستهن ستعمل في نفس اليوم سفرة إلى العاصمة وأنا فضّلتُ أن اجلبهن معي.. أليس هذا أفضل؟
قالت بسرعة : نعم أفضل بالتأكيد.. ولكن هل هُنَّ في نفس المدرسة؟
- نعم مدرستهن ثانوية عامة ( متوسطة واعدادية معا) فسهام في الخامس العلمي، ومرام في الثالث المتوسط، وختام في الأول المتوسط.
قالت فدوى وهي تشعر بالسعادة : ما أشوقني لرؤيتهن.. أنا متأكدة بأني سأقضي أجمل الأوقات معهن .
جاء يوم الاحتفال، والتقت فدوى لأول مرة بمرام وختام أما سهام فكانت قد التقت بها سابقا في يوم لبسها خاتم الخطوبة عندما جاءت مع شهاب إلى منزلها.
قالت فدوى بفرح غامر : سوف يكون يوماً مميزاً تعالين معي لأعرفكن على زميلاتي..
قضت الفتيات الثلاثة ذلك اليوم بين اقسام وكليات🏥 الجامعة تصطحبهن فدوى وبعض زميلاتها..
همست مها وهي أقرب زميلة لفدوى : إنهن ملتزمات جداً.. لا يضعن المكياج ويرتدين العباءة الزينبية!!
ارتبكت فدوى قليلاً وشعرت بأن مها تقارن بينها وبينهن، أردفت مها وهي توجه كلامها لسهام : بعد عام أو عامين ستكونين طالبة جامعية.. فهل ستبقين على حجابكِ هذا؟ اقصد هل ستبقين ملتزمة بالعباءة الزينبية.. داخل الحرم الجامعي ؟ 🤔
أجابت سهام بكل ثقة : نعم بإذن الله.. لقد سألت اخي شهاب إن كان بإمكاني ذلك فأجابني انه معهم طالبات يلبسنها أثناء الدوام وها أنا أراهن أمامي.. صحيح أنهن قليلات لكني أدعو الله أن
✍رويدة الدعمي
عنوان الحلقة / في يوم الاحتفال 🎉🎊🎆
طرق شهاب باب الشقة وأسرعت سمية لفتحه، قالت وهي تشير إليه بالدخول : ادخل يا ولدي.. البيت بيتك!
وما أن دخل الصالة حتى لمح فدوى نائمة على الأريكة!
عاد إلى الوراء غاضا بصره..
قالت سمية : ادخل يا ولدي انها بكامل حجابها.. المسكينة ما أن وصلت حتى استسلمت إلى النوم بعد البكاء والسهر.
قال وهو يخفض صوته : لن ادخل يا خالة فقط أردت أن أعرف ما الذي حدث لها في الجامعة.. هل أخبرتك بشيء؟
- نعم يا ولدي لقد استوقفها ذلك النذل واسمعها كلاماً جارحاً بخصوص علاقتها بك؟
ثارت ثائرة شهاب وهو يستمع إلى كلمات سمية، قال وقد شعر بأن الدماء صارت تغلي في عروقه : سأبقى واقفاً هنا إلى أن توقضيها.. يجب أن أتحدث معها ارجوك.
- حسناً يا ولدي.. انتظرني لحظات.
وفعلاً فما أن سمعت فدوى اسمه على لسان سمية حتى قامت من مكانها راكضة نحو المطبخ .. رشّت على وجهها بعض الماء البارد وأعادت ضبط حجابها ثم خرجت إليه بعد أن أدخلته سُمية إلى الصالة.
وما أن التقت عيناه بعينيها حتى فقدت السيطرة على دموعها جلست أمامه وأطلقت العنان لتلك الدموع فلم تعد تحتمل أكثر!!
خرجت سمية من الصالة لتتركهما معاً، قال وهو يحاول أن يهدأ من روعها :
- لن افهم منكِ شيء إن بقيتي تبكين هكذا.. ارجوكِ لا تزيدي حرقة قلبي أكثر.. ماذا حصل أخبريني؟
توقفت عن البكاء وصارت تتكلم بصعوبة.. سردت له كل ما حصل بينها وبين ذلك الأستاذ!
قال وهو مطأطأ الرأس : كان ابتعادنا عن بعضنا كل هذه الفترة خطأ كبير.. الظاهر انه يراقبنا جيدا!
قالت وهي تمسح دموعها : يعلم ربي لماذا ابتعدت عنك ولماذا لا أريد مجالستك.
قال وقد أثارت كلماتها فضوله : ولماذا.. هل لي أن أعرف؟
قالت بارتباك : أشعر بأنني في رحلة.. هي رحلة التوجه إلى الله.. أخشى ان يكون جلوسنا معاً فيه شيء مما يغضب الله عني فأخسر تلك الرحلة وأعود من حيث بدأت!!
لم يعقب شهاب على كلامها لكن الفرحة التي شعر بها كادت تنسىيه حتى موقف ذلك الأستاذ اللعين!
قال وهو يتهيأ للرحيل : سنعود لنلتقي.. مرة في الأسبوع على الأقل.. وسيكون الله معنا.
قالت بعد برهة : كيف كانت الأسئلة اليوم؟
ضحك من كل قلبه وهو يقول : وهل تسألينني؟!!
استغربت جوابه ثم قالت : نعم أسألك.. ألم تؤدي الامتحان؟
- لا .. لقد جاءنا الصفر معاً!!
خجلت من كلامه وعادت للبكاء قائلة : لقد عانيت بسببي الكثير يا شهاب.. وها أنت تحرم نفسك من أهم امتحان في هذا الكورس بسببي أيضاً، لا أعرف كيف أصف لك اعتذاري!
قال وهو يحاول أن يخفف عنها شعورها بالذنب : وكيف ادخل إلى الامتحان وانا لا أعرف ماذا حلَّ بك؟ ماذا كنت سأكتب في ورقة الامتحان حينها؟ لا تحزني..
سيعوضنا الله ولن نرسب.. ما دمنا مع الله ومادام الله معنا.
💚💛💜
صار موعد الاحتفال بيوم ذكرى تأسيس الجامعة يقترب.. كان الجميع يتهيأ لهذا اليوم البهيج، قرر شهاب أن يصطحب أخواته الثلاثة معه إلى الجامعة في هذا اليوم، ولما أخبر فدوى بالأمر قالت بفرح غامر : وأخيراً سألتقي بختام ومرام.. هل هما تشبهان سهام؟
قال شهاب مبتسماً : أخواتي لا تشبه أحداهن الأخرى.. ختام تشبه ابي ومرام تشبه امي وسهام تشبهني!
قالت فدوى من غير قصد : وأنت تشبه من؟
خفض رأسه وشعرت هي بالاحراج أيضا.. قالت في نفسها : لعنة الله على تفاهتي..😏 كم انا غبية.. اغفر لي يا رب!!
حاولت أن تغير الموضوع فقالت : ولكن كيف سيأتين معك.. ودراستهن؟
قال وقد اعجبه نجاحها في تغيير الموضوع :
- إن مدرستهن ستعمل في نفس اليوم سفرة إلى العاصمة وأنا فضّلتُ أن اجلبهن معي.. أليس هذا أفضل؟
قالت بسرعة : نعم أفضل بالتأكيد.. ولكن هل هُنَّ في نفس المدرسة؟
- نعم مدرستهن ثانوية عامة ( متوسطة واعدادية معا) فسهام في الخامس العلمي، ومرام في الثالث المتوسط، وختام في الأول المتوسط.
قالت فدوى وهي تشعر بالسعادة : ما أشوقني لرؤيتهن.. أنا متأكدة بأني سأقضي أجمل الأوقات معهن .
جاء يوم الاحتفال، والتقت فدوى لأول مرة بمرام وختام أما سهام فكانت قد التقت بها سابقا في يوم لبسها خاتم الخطوبة عندما جاءت مع شهاب إلى منزلها.
قالت فدوى بفرح غامر : سوف يكون يوماً مميزاً تعالين معي لأعرفكن على زميلاتي..
قضت الفتيات الثلاثة ذلك اليوم بين اقسام وكليات🏥 الجامعة تصطحبهن فدوى وبعض زميلاتها..
همست مها وهي أقرب زميلة لفدوى : إنهن ملتزمات جداً.. لا يضعن المكياج ويرتدين العباءة الزينبية!!
ارتبكت فدوى قليلاً وشعرت بأن مها تقارن بينها وبينهن، أردفت مها وهي توجه كلامها لسهام : بعد عام أو عامين ستكونين طالبة جامعية.. فهل ستبقين على حجابكِ هذا؟ اقصد هل ستبقين ملتزمة بالعباءة الزينبية.. داخل الحرم الجامعي ؟ 🤔
أجابت سهام بكل ثقة : نعم بإذن الله.. لقد سألت اخي شهاب إن كان بإمكاني ذلك فأجابني انه معهم طالبات يلبسنها أثناء الدوام وها أنا أراهن أمامي.. صحيح أنهن قليلات لكني أدعو الله أن
الطريق إلى التوبة
Photo
#طبيب_القلوب (13)
✍رويدة الدعمي
عنوان الحلقة // نظرة شهاب الخاصة عن العباءة ... ؟؟ 😱
في اليوم التالي وبعد ذلك الاحتفال الجامعي قالت فدوى لشهاب وهي تهم بالجلوس في مكانهما المعتاد :
- ما هو الانطباع الذي تركته انا في قلوب اخواتك؟💕 هل لي أن أعرف ماذا قلن عني عند عودتهن يوم أمس؟
قال شهاب وهو يحاول أن لا يتعدى حدوده في الوصف :
- لم يقلن عنك إلا كل خير.. لم تقصري معهن في شيء.. كان يوم أمس بالنسبة لهن من أجمل الأيام.
- الحمد لله وأنا أيضا ارتحت كثيراً برفقتهن.. لكن هناك امر لفتَ انتباهي واتمنى ان اتحدث فيهِ معك.
- خير ان شاء الله؟!
- العباءة الزينبية.. ما رأيك بها؟
- من أي ناحية؟ لم أفهم؟
- اقصد لماذا لم تشجعني على ارتدائها طوال هذه الفترة في حين انك شجعت اخواتك عليها؟
- إن لي نظرة خاصة في هذا الأمر. ✋
- وما هي.. هل لي أن أعرف؟
- لو رأينا رجل الآن يرتدي العمامة سنشير إليه بأنه رجل دين وبأنه يلبس ( عمامة رسول الله) صحيح؟
هزت فدوى رأسها وهي تردد : صحيح.
- ثم لو رأينا أن هذا الرجل يتصرف تصرفات بعيدة عن الدين فماذا يمكن أن نقول عنه حينها؟
- سنقول انه لم يحترم عمامة رسول الله!
- أحسنتِ وهكذا بالنسبة للمرأة التي تقرر أن تلبس العباءة الزينبية فحينها سيكون من واجبها أن تحترم تلك العباءة حتى قبل احترامها لنفسها، بالضبط كرجل الدين الذي عليه أن يحترم العمامة قبل أن يحترم نفسه لأن أي تصرف مُحرم أو مُثير للشُبهة سيجعل عمامة رسول الله في محل الاتهام من قبل ضعيفي الإيمان وما أكثرهم اليوم.. فهم لن يتهموا الرجل نفسه بل سيتهمون الرسول "صلى الله عليه واله" والدين الذي أتى به الرسول بل سيتجرأوا حتى على الله تعالى بالكلام البذيء نتيجة تصرف صدر من بعض الرجال المحسوبين على أهل الدين!
فالمرأة أيضا إن لم تحترم العباءة وتصرفت اي تصرف خارج حدود الأدب والأخلاق سوف تشوه صورة النساء الطاهرات اللواتي ارتبطت هذه العباءة بإسمهن بل سيقوم الجهلة باتهام الدين والمذهب الذي تنتمي إليه تلك المرأة وسيتهمون كل المتدينات بأنهن يحملن أخلاق سيئة كأخلاق تلك المرأة المتلبسة بالدين!!
تساءلت فدوى بفضول :
- وأي تصرف يمكن أن تقوم به المرأة صاحبة العباءة فتشوه به صورة المتدينات برأيك؟
قال شهاب وقد أعجبه اهتمام فدوى بالموضوع :
- التي ترتدي العباءة وتملأ وجهها بالمكياج! والتي ترتدي العباءة وتتعطر ليشم عطرها كل من هب ودب، التي ترتدي العباءة وتمازح الرجال وتضحك بصوتٍ عال، التي ترتدي العباءة وتملأ أصابع يديها بأنواع الخواتم والمجوهرات!!
هذه بالنسبة لي لو تخلع العباءة أفضل لها ألف مرة من لبسها!! فهي وأمثالها ممن يتفاخرن ويتباهين أمام الجميع سواء بالجامعة أو الدوائر الحكومية أو أي مكان آخر بأنهن يرتدين العباءة الزينبية اتمنى ان أسألهن :وهل كانت زينب عليها السلام ( صاحبة هذه العباءة) ترضى بوضع مساحيق الزينة على الوجه؟ أم هل كانت ترضى بوضع العطور والخروج من المنزل؟ ام هل كانت ترضى بممازحة الرجال والضحك معهم؟ حاشاها " عليها السلام" من كل هذا!
إنها قرعت يزيد أمام الملأ لمجرد انه ادخلهن المسجد الأموي وبدأ الرجال ينظرون إليهن.. حينها خاطبته بالقول ( أمن العدل يا ابن الطلقاء ، تخديرك حرائـرك وإمائك، وسوقـك بنات رسول الله صلى الله عليه وآله قد هتكت ستورهن وأبديت وجوههن .. ) لاحظي كيف تجعل سيدتنا العقيلة نظر الرجال لوجوه المؤمنات من الأمور التي تستلزم التقريع والتوبيخ ، فماذا ستقول اليوم وهي ترى الفتاة التي تلبس عبائتها هي بنفسها تجر الرجال إلى النظر إلى وجهها وتحاول جذب أنظارهم بالمكياج والعطور؟!
💚💚💚
سألت فدوى مُربيتها سُمية في إحدى جلسات المسامرة بينهما : - خالتي هل تذكرين شيئاً عن والدتي عندما كانت طالبة جامعية؟
- نعم عزيزتي.. أتذكر الكثير!
- اتمنى ان تتكلمين لي عن حجابها.. كيف كان؟ ماذا كانت ترتدي في الجامعة؟ وهل كانت تضع على وجهها شيئاً من المكياج؟
- كانت والدتكِ تلبس الجبة الإسلامية ولا تضع المكياج البتّة.
- والعباءة الزينبية.. هل كانت تخلعها عندما تدخل الجامعة؟
- في أول أيامها لم تخلعها وبقت متمسكة بها إلى أن جاء قرار من الحكومة آنذاك بطرد كل طالبة أو استاذة ترتدي هذه العباءة!
- وماذا فعلت أمي حينها؟
- اتذكر انها بكت كثيراً لأنها كانت ترى في العباءة سترها وعفتها.. وبعد الضغوطات الكثيرة من الحكومة في وقتها قررت والدتكِ شراء " الجبة الاسلامية" فهي تعتبر حجاباً شرعياً أيضاً مع التزام الشروط الحقيقية للحجاب فيها.
- وما هي هذه الشروط؟ هل لكِ أن تخبريني بها؟
- أن لا تكون ضيقة بحيث تبرز مفاتن الجسم، وأن لا يكون لونها جذاباً ، وكذلك يجب أن تكون طويلة وساترة لكل أجزاء الجسم.
-هل تعلمين يا خالة أن هذه المواصفات صارت تبتعد شيئاً فشيئاً عن الجبة الموجودة في الأسواق هذه الأيام ؟
فهي اما ضيقة أو ذات ألوان زاهية أو قصيرة ومعها بنطال أو مزركشة بشتى أنواع الزينة
✍رويدة الدعمي
عنوان الحلقة // نظرة شهاب الخاصة عن العباءة ... ؟؟ 😱
في اليوم التالي وبعد ذلك الاحتفال الجامعي قالت فدوى لشهاب وهي تهم بالجلوس في مكانهما المعتاد :
- ما هو الانطباع الذي تركته انا في قلوب اخواتك؟💕 هل لي أن أعرف ماذا قلن عني عند عودتهن يوم أمس؟
قال شهاب وهو يحاول أن لا يتعدى حدوده في الوصف :
- لم يقلن عنك إلا كل خير.. لم تقصري معهن في شيء.. كان يوم أمس بالنسبة لهن من أجمل الأيام.
- الحمد لله وأنا أيضا ارتحت كثيراً برفقتهن.. لكن هناك امر لفتَ انتباهي واتمنى ان اتحدث فيهِ معك.
- خير ان شاء الله؟!
- العباءة الزينبية.. ما رأيك بها؟
- من أي ناحية؟ لم أفهم؟
- اقصد لماذا لم تشجعني على ارتدائها طوال هذه الفترة في حين انك شجعت اخواتك عليها؟
- إن لي نظرة خاصة في هذا الأمر. ✋
- وما هي.. هل لي أن أعرف؟
- لو رأينا رجل الآن يرتدي العمامة سنشير إليه بأنه رجل دين وبأنه يلبس ( عمامة رسول الله) صحيح؟
هزت فدوى رأسها وهي تردد : صحيح.
- ثم لو رأينا أن هذا الرجل يتصرف تصرفات بعيدة عن الدين فماذا يمكن أن نقول عنه حينها؟
- سنقول انه لم يحترم عمامة رسول الله!
- أحسنتِ وهكذا بالنسبة للمرأة التي تقرر أن تلبس العباءة الزينبية فحينها سيكون من واجبها أن تحترم تلك العباءة حتى قبل احترامها لنفسها، بالضبط كرجل الدين الذي عليه أن يحترم العمامة قبل أن يحترم نفسه لأن أي تصرف مُحرم أو مُثير للشُبهة سيجعل عمامة رسول الله في محل الاتهام من قبل ضعيفي الإيمان وما أكثرهم اليوم.. فهم لن يتهموا الرجل نفسه بل سيتهمون الرسول "صلى الله عليه واله" والدين الذي أتى به الرسول بل سيتجرأوا حتى على الله تعالى بالكلام البذيء نتيجة تصرف صدر من بعض الرجال المحسوبين على أهل الدين!
فالمرأة أيضا إن لم تحترم العباءة وتصرفت اي تصرف خارج حدود الأدب والأخلاق سوف تشوه صورة النساء الطاهرات اللواتي ارتبطت هذه العباءة بإسمهن بل سيقوم الجهلة باتهام الدين والمذهب الذي تنتمي إليه تلك المرأة وسيتهمون كل المتدينات بأنهن يحملن أخلاق سيئة كأخلاق تلك المرأة المتلبسة بالدين!!
تساءلت فدوى بفضول :
- وأي تصرف يمكن أن تقوم به المرأة صاحبة العباءة فتشوه به صورة المتدينات برأيك؟
قال شهاب وقد أعجبه اهتمام فدوى بالموضوع :
- التي ترتدي العباءة وتملأ وجهها بالمكياج! والتي ترتدي العباءة وتتعطر ليشم عطرها كل من هب ودب، التي ترتدي العباءة وتمازح الرجال وتضحك بصوتٍ عال، التي ترتدي العباءة وتملأ أصابع يديها بأنواع الخواتم والمجوهرات!!
هذه بالنسبة لي لو تخلع العباءة أفضل لها ألف مرة من لبسها!! فهي وأمثالها ممن يتفاخرن ويتباهين أمام الجميع سواء بالجامعة أو الدوائر الحكومية أو أي مكان آخر بأنهن يرتدين العباءة الزينبية اتمنى ان أسألهن :وهل كانت زينب عليها السلام ( صاحبة هذه العباءة) ترضى بوضع مساحيق الزينة على الوجه؟ أم هل كانت ترضى بوضع العطور والخروج من المنزل؟ ام هل كانت ترضى بممازحة الرجال والضحك معهم؟ حاشاها " عليها السلام" من كل هذا!
إنها قرعت يزيد أمام الملأ لمجرد انه ادخلهن المسجد الأموي وبدأ الرجال ينظرون إليهن.. حينها خاطبته بالقول ( أمن العدل يا ابن الطلقاء ، تخديرك حرائـرك وإمائك، وسوقـك بنات رسول الله صلى الله عليه وآله قد هتكت ستورهن وأبديت وجوههن .. ) لاحظي كيف تجعل سيدتنا العقيلة نظر الرجال لوجوه المؤمنات من الأمور التي تستلزم التقريع والتوبيخ ، فماذا ستقول اليوم وهي ترى الفتاة التي تلبس عبائتها هي بنفسها تجر الرجال إلى النظر إلى وجهها وتحاول جذب أنظارهم بالمكياج والعطور؟!
💚💚💚
سألت فدوى مُربيتها سُمية في إحدى جلسات المسامرة بينهما : - خالتي هل تذكرين شيئاً عن والدتي عندما كانت طالبة جامعية؟
- نعم عزيزتي.. أتذكر الكثير!
- اتمنى ان تتكلمين لي عن حجابها.. كيف كان؟ ماذا كانت ترتدي في الجامعة؟ وهل كانت تضع على وجهها شيئاً من المكياج؟
- كانت والدتكِ تلبس الجبة الإسلامية ولا تضع المكياج البتّة.
- والعباءة الزينبية.. هل كانت تخلعها عندما تدخل الجامعة؟
- في أول أيامها لم تخلعها وبقت متمسكة بها إلى أن جاء قرار من الحكومة آنذاك بطرد كل طالبة أو استاذة ترتدي هذه العباءة!
- وماذا فعلت أمي حينها؟
- اتذكر انها بكت كثيراً لأنها كانت ترى في العباءة سترها وعفتها.. وبعد الضغوطات الكثيرة من الحكومة في وقتها قررت والدتكِ شراء " الجبة الاسلامية" فهي تعتبر حجاباً شرعياً أيضاً مع التزام الشروط الحقيقية للحجاب فيها.
- وما هي هذه الشروط؟ هل لكِ أن تخبريني بها؟
- أن لا تكون ضيقة بحيث تبرز مفاتن الجسم، وأن لا يكون لونها جذاباً ، وكذلك يجب أن تكون طويلة وساترة لكل أجزاء الجسم.
-هل تعلمين يا خالة أن هذه المواصفات صارت تبتعد شيئاً فشيئاً عن الجبة الموجودة في الأسواق هذه الأيام ؟
فهي اما ضيقة أو ذات ألوان زاهية أو قصيرة ومعها بنطال أو مزركشة بشتى أنواع الزينة
#طبيب_القلوب ( 14)
✍رويدة الدعمي
عنوان الحلقة / ما حال ذي القلب الحزين؟! 💚
مع اقتراب الامتحانات النهائية انشغل كل من شهاب وفدوى بالدراسة المكثفة التي أثمرت بالنجاح والتفوق لكليهما حتى في درس الأستاذ شادي كانا قد حصلا على أعلى الدرجات ومهما حاول أن يقتص منهما لم يُفلح!!
قالت إحدى الطالبات وهي تهنئ فدوى على تفوقها وتقديراتها العالية : الذي أعرفه انكِ كنتِ لا ترغبين بكلية الطب.. فكيف جئتِ بكل هذه التقديرات العالية؟!!
ابتسمت فدوى ولم تُعقب.
أجابت زميلة أخرى وهي تضحك : انه الحب يا صديقتي .. الحب يصنع المعجزات!!
وفي حديقة الجامعة حيث اللقاء الأخير والذي سيكون بعده فراق لمدة ثلاثة أشهر تقريباً .. قالت فدوى وكانت غالباً ما تفتتح هي الحديث :
- سنفترق لكن كلماتك سوف لن تُفارقني صحيح؟ اقصد نصائحك!
جاءها صوته صادقاً كما في كل مرة : بالتأكيد ستكون هناك نصيحة في كل ليلة بإذنه تعالى.
بدأت عطلة نهاية السنة وهذا هو اليوم الأول منها وقد بدأت فدوى ختمة ثانية للقرآن وكانت متلهفة جداً لكتاب الله بعد هذه الفترة المضنية من الدراسة والتعب.. انها بحاجة إلى أن تريح قلبها بذكر الله وهو القائل (( ألا بذكر الله تطمئن القلوب)) تذكرت إحدى رسائل شهاب عن القرآن حينما كتب لها :
عن الامام الصادق(عليه السلام)
" يُدعى بإبن آدم المؤمن للحساب فيتقدم القرآن أمامه في أحسن صورة فيقول : ياربّ أنا القرآن وهذا عبدك المؤمن قد كان يُتعب نفسه بتلاوتي ويُطيل ليله بترتيلي وتفيضُ عيناه اذا تهجّد،فأرضه كما أرضاني، فيقول العزيز الجبّار : عبدي ابسط يمينك، فيملأها من رضوان الله العزيز الجبّار ويملأ شماله من رحمة الله،ثم يُقال : هذه الجنّة مباحة لك فإقرأ واصعد فإذا قرأ آية صعد درجة "
ما أشوقها لتلك الجنة!
وما أجمل ما وصفها لها شهاب في إحدى رسائله حينما كتب :
المشهد عند باب الجنة..
أصوات الداخلين اختلطت مع
بعضها تحمد الله وتشكره على نعمائه!
تأمل ذلك المشهد عندما يفتح الباب..
(وسيقَ الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زُمرا)
أي جمال؟!
أي روعــــــة؟!
أي سعــــــادة؟!
أي رضــــــا ؟!
ما هي الدنيا مقابل تلك اللحظات؟!
أسأل الله أن يجمعني بكم في الجنة..
ويجعلنا ممن قال فيهم:
(وجوهٌ يومئذٍ مُسفرة ضاحكةً مستبشرة).
💜💛💚
أما العطلة في بيت شهاب فبدأت بالعمل والمثابرة على تحصيل لقمة العيش، هو يخرج منذ الصباح الباكر إلى محل بيع الأقمشة حيث عمله مع الحاج فاضل وأخواته يعملن في المنزل على خياطة ما تأتي به النساء لهن من اقمشة وكذلك ما يرسله الحاج فاضل إليهن من قماش وفصالات مرغوبة لدى الزبائن..
كانت حياة الأخوة الأربعة عامرة بالعمل وبذكر الله.. الله الذي لم يتركهم رغم قسوة الزمن عليهم!
وفي المساء وبعد أن يتناولوا وجبة العشاء يبدأ الأخ وأخواته الثلاثة بالتسامر والتحدث بأهم ما واجهتهم اليوم من أحداث ومواقف مع الزبائن سواء في المحل أو في المنزل.. بعضها مواقف ذات عبرة وبعضها مضحكة يذكرونها للترفيه عن أنفسهم دون أن يتعدوا فيها حدود الله.. فلا غيبة ولا تجريح بأحد ولا سخرية أو استهزاء،، هكذا كانت أخلاق شهاب وأخواته.. قمة في الأدب والاحترام مع بعضهم ومع الآخرين.
اما فدوى فكانت تقضي ايامها ولياليها بين القرآن الكريم و روايات الشهيدة بنت الهدى ( وهي سلسلة من القصص الرائعة والروايات الشبابية الهادفة التي أهداها إليها شهاب) وعندما كانت تتعب عيونها من القراءة تخرج من غرفتها لتساعد مربيتها أو لتجلسان معا تتحدثان وتتناقشان في أمور عدة خاصة أن سمية كانت تحمل ثقافة دينية عالية ومعلومات قيمة عن الدين والحياة.
وفي كل ليلة كانت تصل لفدوى رسالة من شهاب تقوي عزيمتها ولتخبرها انه معها في طريق التوجه والتقرب إلى الله.. ومن أجمل ما كتبه لها في الليالي الأولى من العطلة هي هذه الكلمات التي اختارها لها من إحدى المواقع الالكترونية الجميلة :
( كوني قويّة ؛ صُلبة ؛ صامدة ؛ عالية العزيمة ؛ كبيرة في عين نفسك ، كُوني رحيمة رقيقة في الوقت نفسه ، كُوني امرأة لا تُنسى، وكأنك الأنثى الوحيدة التي يحتاجها هذا العالم ؛ الحياة لا تُصفّق للضعفاء ولا تنحني للبؤساء.. كوني كما يريدك صاحب الزمان). 💚
فكتبت له وهي تشعر بقوة تأثير تلك الكلمات على كل كيانها :
حدثني أكثر عن صاحب الزمان وكيف يريدني أن أكون؟!
فجاءها الرد :
صاحب الزمان هو إمامنا الحي الذي يعيش معنا بكل كيانه.. يرانا لكن لا نراه.. وقد نراه فلا نعرفه!
شاء الله أن يحجبه لحكمة هو يعلمها سبحانه..
هو نفسه الحجة ابن الحسن العسكري.. انه إمامنا الثاني عشر والذي ننتظر ظهوره ليملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا..
وهو الذي يعترف بظهوره في آخر الزمان كل الفرق الإسلامية، بل كل الديانات على مختلف مذاهبهم تبشر بقدومه في آخر الزمان مع اختلاف المسميات لديهم..
أن من عظيم حظنا اننا نعيش في زمانه..
لأنه الإنسان الذي تمنى جميع الأنبياء والأوصياء والصالحين أن يعيشوا في
✍رويدة الدعمي
عنوان الحلقة / ما حال ذي القلب الحزين؟! 💚
مع اقتراب الامتحانات النهائية انشغل كل من شهاب وفدوى بالدراسة المكثفة التي أثمرت بالنجاح والتفوق لكليهما حتى في درس الأستاذ شادي كانا قد حصلا على أعلى الدرجات ومهما حاول أن يقتص منهما لم يُفلح!!
قالت إحدى الطالبات وهي تهنئ فدوى على تفوقها وتقديراتها العالية : الذي أعرفه انكِ كنتِ لا ترغبين بكلية الطب.. فكيف جئتِ بكل هذه التقديرات العالية؟!!
ابتسمت فدوى ولم تُعقب.
أجابت زميلة أخرى وهي تضحك : انه الحب يا صديقتي .. الحب يصنع المعجزات!!
وفي حديقة الجامعة حيث اللقاء الأخير والذي سيكون بعده فراق لمدة ثلاثة أشهر تقريباً .. قالت فدوى وكانت غالباً ما تفتتح هي الحديث :
- سنفترق لكن كلماتك سوف لن تُفارقني صحيح؟ اقصد نصائحك!
جاءها صوته صادقاً كما في كل مرة : بالتأكيد ستكون هناك نصيحة في كل ليلة بإذنه تعالى.
بدأت عطلة نهاية السنة وهذا هو اليوم الأول منها وقد بدأت فدوى ختمة ثانية للقرآن وكانت متلهفة جداً لكتاب الله بعد هذه الفترة المضنية من الدراسة والتعب.. انها بحاجة إلى أن تريح قلبها بذكر الله وهو القائل (( ألا بذكر الله تطمئن القلوب)) تذكرت إحدى رسائل شهاب عن القرآن حينما كتب لها :
عن الامام الصادق(عليه السلام)
" يُدعى بإبن آدم المؤمن للحساب فيتقدم القرآن أمامه في أحسن صورة فيقول : ياربّ أنا القرآن وهذا عبدك المؤمن قد كان يُتعب نفسه بتلاوتي ويُطيل ليله بترتيلي وتفيضُ عيناه اذا تهجّد،فأرضه كما أرضاني، فيقول العزيز الجبّار : عبدي ابسط يمينك، فيملأها من رضوان الله العزيز الجبّار ويملأ شماله من رحمة الله،ثم يُقال : هذه الجنّة مباحة لك فإقرأ واصعد فإذا قرأ آية صعد درجة "
ما أشوقها لتلك الجنة!
وما أجمل ما وصفها لها شهاب في إحدى رسائله حينما كتب :
المشهد عند باب الجنة..
أصوات الداخلين اختلطت مع
بعضها تحمد الله وتشكره على نعمائه!
تأمل ذلك المشهد عندما يفتح الباب..
(وسيقَ الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زُمرا)
أي جمال؟!
أي روعــــــة؟!
أي سعــــــادة؟!
أي رضــــــا ؟!
ما هي الدنيا مقابل تلك اللحظات؟!
أسأل الله أن يجمعني بكم في الجنة..
ويجعلنا ممن قال فيهم:
(وجوهٌ يومئذٍ مُسفرة ضاحكةً مستبشرة).
💜💛💚
أما العطلة في بيت شهاب فبدأت بالعمل والمثابرة على تحصيل لقمة العيش، هو يخرج منذ الصباح الباكر إلى محل بيع الأقمشة حيث عمله مع الحاج فاضل وأخواته يعملن في المنزل على خياطة ما تأتي به النساء لهن من اقمشة وكذلك ما يرسله الحاج فاضل إليهن من قماش وفصالات مرغوبة لدى الزبائن..
كانت حياة الأخوة الأربعة عامرة بالعمل وبذكر الله.. الله الذي لم يتركهم رغم قسوة الزمن عليهم!
وفي المساء وبعد أن يتناولوا وجبة العشاء يبدأ الأخ وأخواته الثلاثة بالتسامر والتحدث بأهم ما واجهتهم اليوم من أحداث ومواقف مع الزبائن سواء في المحل أو في المنزل.. بعضها مواقف ذات عبرة وبعضها مضحكة يذكرونها للترفيه عن أنفسهم دون أن يتعدوا فيها حدود الله.. فلا غيبة ولا تجريح بأحد ولا سخرية أو استهزاء،، هكذا كانت أخلاق شهاب وأخواته.. قمة في الأدب والاحترام مع بعضهم ومع الآخرين.
اما فدوى فكانت تقضي ايامها ولياليها بين القرآن الكريم و روايات الشهيدة بنت الهدى ( وهي سلسلة من القصص الرائعة والروايات الشبابية الهادفة التي أهداها إليها شهاب) وعندما كانت تتعب عيونها من القراءة تخرج من غرفتها لتساعد مربيتها أو لتجلسان معا تتحدثان وتتناقشان في أمور عدة خاصة أن سمية كانت تحمل ثقافة دينية عالية ومعلومات قيمة عن الدين والحياة.
وفي كل ليلة كانت تصل لفدوى رسالة من شهاب تقوي عزيمتها ولتخبرها انه معها في طريق التوجه والتقرب إلى الله.. ومن أجمل ما كتبه لها في الليالي الأولى من العطلة هي هذه الكلمات التي اختارها لها من إحدى المواقع الالكترونية الجميلة :
( كوني قويّة ؛ صُلبة ؛ صامدة ؛ عالية العزيمة ؛ كبيرة في عين نفسك ، كُوني رحيمة رقيقة في الوقت نفسه ، كُوني امرأة لا تُنسى، وكأنك الأنثى الوحيدة التي يحتاجها هذا العالم ؛ الحياة لا تُصفّق للضعفاء ولا تنحني للبؤساء.. كوني كما يريدك صاحب الزمان). 💚
فكتبت له وهي تشعر بقوة تأثير تلك الكلمات على كل كيانها :
حدثني أكثر عن صاحب الزمان وكيف يريدني أن أكون؟!
فجاءها الرد :
صاحب الزمان هو إمامنا الحي الذي يعيش معنا بكل كيانه.. يرانا لكن لا نراه.. وقد نراه فلا نعرفه!
شاء الله أن يحجبه لحكمة هو يعلمها سبحانه..
هو نفسه الحجة ابن الحسن العسكري.. انه إمامنا الثاني عشر والذي ننتظر ظهوره ليملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا..
وهو الذي يعترف بظهوره في آخر الزمان كل الفرق الإسلامية، بل كل الديانات على مختلف مذاهبهم تبشر بقدومه في آخر الزمان مع اختلاف المسميات لديهم..
أن من عظيم حظنا اننا نعيش في زمانه..
لأنه الإنسان الذي تمنى جميع الأنبياء والأوصياء والصالحين أن يعيشوا في
الطريق إلى التوبة
Photo
#طبيب_القلوب (15)
✍رويدة الدعمي
عنوان الحلقة / الراعي .. ساعي البريد.. الأمير!! 👑
مرت الأيام والأسابيع وطال الفراق بين الإثنين..!
وفي إحدى المرات أرسلت فدوى رسالة لشهاب جاء فيها : لدينا اقمشة انا والخالة سمية ونتمنى أن تخيطها لنا الأخت سهام فهل يمكن أن تأتي لأخذنا إلى منزلكم لو سمحت.. لأنني لا أعرف العنوان بالضبط؟!
بعد إرسال الرسالة بخمس دقائق رنَّ جهاز هاتفها وكان رقم شهاب!!
يالسعادتها فهي مشتاقة لسماع صوته كثيراً.. لكنه كان يرفض مسألة المكالمات الهاتفية.. فما الذي حصل واتصل؟ لماذا لم يرد على رسالتها برسالة كما في كل مرة؟!
فتحت الخط وكاد قلبها ينقلع من مكانه من شدة الاضطراب.. فجاءها صوت سهام!!
- مرحبا حبيبتي فدوى..
- سهام! اهلاً.. اهلاً بالغالية!
- بخصوص مجيئكم إلينا سيأتي شهاب غداً لاصطحابكم.. ارجو ان تتهيئوا في الساعة الخامسة عصراً .
- حسناً حسناً .. أشكر لكِ لطفك عزيزتي .. وسلامي للجميع.
وفي تمام الساعة الخامسة عصراً كان شهاب يقف عند بابهم، خرجت هي اولاً وانتظرت خالتها سُمية التي تأخرت بعض الشيء..
قالت فدوى بفضول : لماذا لم ترد عليَّ برسالة يوم أمس؟
قال وهو يخفض رأسه : ألم نتفق ان تكون الرسائل نصائح وتوضيحات في أمور الدين لا أكثر!!
هنا خرجت الخالة سُمية وألقت التحية وأنطلقوا جميعاً إلى مقصدهم ، وفي منزل شهاب كانت الأخوات الثلاثة في أبهى حُلتهن وهُنَّ ينتظرنَ صديقتهنَ المحبوبة "فدوى" التي عبّرت عن فرحة اللقاء وهي تقول : يشهد ربي اني اشتقت إليكن كثيراً كما إنني أشعر بينكن وكأني بين أخواتي فعلاً .
أخرجت سمية ما في حقيبتها من اقمشة وجلسن جميعاً لاختيار الفصالات والموديلات..
كان شهاب جالساً في غرفته وقد اتصل بالحاج فاضل ليعتذر منه عن عدم استطاعته من المجيء .
ثم دخل المطبخ للتأكد من التحضيرات وبأن العشاء سيكون جاهزاً حسب الوقت المتفق عليه مع سهام.
ولما اكملن الحديث عن الأقمشة والفصالات والموعد المحدد لاستلام الملابس قالت فدوى : الآن يجب أن نستأذن سوف يحل الغروب!
وما أن سمعها شهاب حتى خرج من المطبخ وهو يقول : سيكون عشائكم عندنا الليلة وبعدها سأوصلكم إلى منزلكم متى ما أحببتم ذلك.
قالت سمية : ولكن لا نريد أن نشقَّ عليكم يا ولدي!
قال بصوته الحنون :
- ولكن اي شقاء يا خالة.. لقد حلَّت البركة في منزلنا بقدومكم.
شكرت سمية شهاب على حُسن كرمهِ وطلبت من ختام أن ترافقها لتتوضأ وتتهيأ لصلاتي المغرب والعشاء، بينما قامت فدوى مع سهام لتهيئة العشاء قائلة : احب ان أساعدكِ في تحضير الطعام.
رحبت سهام بطلبها واصطحبتها معها إلى المطبخ وهناك بدت الدهشة واضحة على سهام وهي تنظر إلى صحون الفاكهة والحلويات التي وضعت على طاولة المطبخ!!
تسائلت فدوى باهتمام : ولكن ما بكِ يا سهام؟ هل حصل شيء لهذه الأطباق؟ لماذا تطيلين النظر إليها مع هذه الدهشة؟
ضحكت سهام وهي تقول : لقد هيّأ شهاب كل شيء أثناء جلوسنا معك!
قالت فدوى وقد احمر وجهها من الخجل : نعم لقد رأيته يدخل إلى المطبخ ولم يخرج إلا عندما أردنا الذهاب!!
امسكتها سهام من يدها وهي تقول : انه يعاني أكثر مما تتصورين.. يتمنى لو يصبح حلم زواجكما حقيقة!
انظري إلى كل هذه الأطباق وأنواع الطعام! انه يتمنى أن يسعدك بأي طريقة..
قالت فدوى وهي تؤكد كلام سهام :
- لقد فعل الكثير لأجلي.. مواقفه النبيلة في الجامعة وشهامته التي قل نظيرها هذه الأيام.. نصائحه التي صارت تنير لي دربي.. ماذا اتذكر منه وماذا انسى؟!
وهنا دخل شهاب المطبخ وخاطب اخته بالقول : اتركا الحديث الآن وهيئا لنا المائدة!
قالت سهام بابتسامة لها معنى : وهل تركت لنا شيئاً لنهيئه؟
ابتسم شهاب وحانت منه التفاتة إلى حيث تجلس فدوى.. قال بأدب : ما أخبار الوالد.. وهل تذهبين لزيارته؟
ردت فدوى : نعم كل شهر مرة.. انه بخير.
تعمدت سهام أن تخرج من المطبخ قليلا، فاستغل شهاب خروجها بأن وجه عتاباً لفدوى وقد بدى حزيناً بعض الشيء : كنت أتوقع انكِ ستخرجين من منزلكم مرتدية العباءة الزينبية..!
طأطأت برأسها أرضاً وهي تقول : لن البسها إلا حينما اترك المكياج!
أراد شهاب أن يرفع رأسه ليرى هل فعلاً انها ما زالت تضع المكياج لكنه لم يجد الجرأة لينظر إليها فقال :
- وكأنكِ تريدين ان تذكريني بوعدي لكِ عن تقديم النصائح الخاصة بهذا الشأن؟
قالت بتهكّم :
- وكأنك تريد القول بأنك نسيت وعدك ذاك؟!
قال وهو يبتسم من محاكاتها لطريقته في الكلام :
- لا ابداً لم أنسَ.. لكنكِ لم تتركي لي مجال لاختيار النصائح! فدائماً تجدين سؤالاً يجب أن تطرحيهِ بعد كل رسالة مني ثم تنتظري الرد عليه!
ابتسمت وهي تقول : فعلاً .. كلامك عين الصواب من الآن وصاعداً سألتزم الصمت لتبقى انت من تختار النصائح.. انت وحدك!
هنا نظر إليها شهاب من غير إرادته، فلقد توقع انها انزعجت من كلامه فأراد أن يتأكد.. ولما رأى ابتسامتها الملائكية.. خفض رأسه وهو يقول : الحمد لله ظننتك انزعجتي من كلامي!
قالت وهي تتمنى
✍رويدة الدعمي
عنوان الحلقة / الراعي .. ساعي البريد.. الأمير!! 👑
مرت الأيام والأسابيع وطال الفراق بين الإثنين..!
وفي إحدى المرات أرسلت فدوى رسالة لشهاب جاء فيها : لدينا اقمشة انا والخالة سمية ونتمنى أن تخيطها لنا الأخت سهام فهل يمكن أن تأتي لأخذنا إلى منزلكم لو سمحت.. لأنني لا أعرف العنوان بالضبط؟!
بعد إرسال الرسالة بخمس دقائق رنَّ جهاز هاتفها وكان رقم شهاب!!
يالسعادتها فهي مشتاقة لسماع صوته كثيراً.. لكنه كان يرفض مسألة المكالمات الهاتفية.. فما الذي حصل واتصل؟ لماذا لم يرد على رسالتها برسالة كما في كل مرة؟!
فتحت الخط وكاد قلبها ينقلع من مكانه من شدة الاضطراب.. فجاءها صوت سهام!!
- مرحبا حبيبتي فدوى..
- سهام! اهلاً.. اهلاً بالغالية!
- بخصوص مجيئكم إلينا سيأتي شهاب غداً لاصطحابكم.. ارجو ان تتهيئوا في الساعة الخامسة عصراً .
- حسناً حسناً .. أشكر لكِ لطفك عزيزتي .. وسلامي للجميع.
وفي تمام الساعة الخامسة عصراً كان شهاب يقف عند بابهم، خرجت هي اولاً وانتظرت خالتها سُمية التي تأخرت بعض الشيء..
قالت فدوى بفضول : لماذا لم ترد عليَّ برسالة يوم أمس؟
قال وهو يخفض رأسه : ألم نتفق ان تكون الرسائل نصائح وتوضيحات في أمور الدين لا أكثر!!
هنا خرجت الخالة سُمية وألقت التحية وأنطلقوا جميعاً إلى مقصدهم ، وفي منزل شهاب كانت الأخوات الثلاثة في أبهى حُلتهن وهُنَّ ينتظرنَ صديقتهنَ المحبوبة "فدوى" التي عبّرت عن فرحة اللقاء وهي تقول : يشهد ربي اني اشتقت إليكن كثيراً كما إنني أشعر بينكن وكأني بين أخواتي فعلاً .
أخرجت سمية ما في حقيبتها من اقمشة وجلسن جميعاً لاختيار الفصالات والموديلات..
كان شهاب جالساً في غرفته وقد اتصل بالحاج فاضل ليعتذر منه عن عدم استطاعته من المجيء .
ثم دخل المطبخ للتأكد من التحضيرات وبأن العشاء سيكون جاهزاً حسب الوقت المتفق عليه مع سهام.
ولما اكملن الحديث عن الأقمشة والفصالات والموعد المحدد لاستلام الملابس قالت فدوى : الآن يجب أن نستأذن سوف يحل الغروب!
وما أن سمعها شهاب حتى خرج من المطبخ وهو يقول : سيكون عشائكم عندنا الليلة وبعدها سأوصلكم إلى منزلكم متى ما أحببتم ذلك.
قالت سمية : ولكن لا نريد أن نشقَّ عليكم يا ولدي!
قال بصوته الحنون :
- ولكن اي شقاء يا خالة.. لقد حلَّت البركة في منزلنا بقدومكم.
شكرت سمية شهاب على حُسن كرمهِ وطلبت من ختام أن ترافقها لتتوضأ وتتهيأ لصلاتي المغرب والعشاء، بينما قامت فدوى مع سهام لتهيئة العشاء قائلة : احب ان أساعدكِ في تحضير الطعام.
رحبت سهام بطلبها واصطحبتها معها إلى المطبخ وهناك بدت الدهشة واضحة على سهام وهي تنظر إلى صحون الفاكهة والحلويات التي وضعت على طاولة المطبخ!!
تسائلت فدوى باهتمام : ولكن ما بكِ يا سهام؟ هل حصل شيء لهذه الأطباق؟ لماذا تطيلين النظر إليها مع هذه الدهشة؟
ضحكت سهام وهي تقول : لقد هيّأ شهاب كل شيء أثناء جلوسنا معك!
قالت فدوى وقد احمر وجهها من الخجل : نعم لقد رأيته يدخل إلى المطبخ ولم يخرج إلا عندما أردنا الذهاب!!
امسكتها سهام من يدها وهي تقول : انه يعاني أكثر مما تتصورين.. يتمنى لو يصبح حلم زواجكما حقيقة!
انظري إلى كل هذه الأطباق وأنواع الطعام! انه يتمنى أن يسعدك بأي طريقة..
قالت فدوى وهي تؤكد كلام سهام :
- لقد فعل الكثير لأجلي.. مواقفه النبيلة في الجامعة وشهامته التي قل نظيرها هذه الأيام.. نصائحه التي صارت تنير لي دربي.. ماذا اتذكر منه وماذا انسى؟!
وهنا دخل شهاب المطبخ وخاطب اخته بالقول : اتركا الحديث الآن وهيئا لنا المائدة!
قالت سهام بابتسامة لها معنى : وهل تركت لنا شيئاً لنهيئه؟
ابتسم شهاب وحانت منه التفاتة إلى حيث تجلس فدوى.. قال بأدب : ما أخبار الوالد.. وهل تذهبين لزيارته؟
ردت فدوى : نعم كل شهر مرة.. انه بخير.
تعمدت سهام أن تخرج من المطبخ قليلا، فاستغل شهاب خروجها بأن وجه عتاباً لفدوى وقد بدى حزيناً بعض الشيء : كنت أتوقع انكِ ستخرجين من منزلكم مرتدية العباءة الزينبية..!
طأطأت برأسها أرضاً وهي تقول : لن البسها إلا حينما اترك المكياج!
أراد شهاب أن يرفع رأسه ليرى هل فعلاً انها ما زالت تضع المكياج لكنه لم يجد الجرأة لينظر إليها فقال :
- وكأنكِ تريدين ان تذكريني بوعدي لكِ عن تقديم النصائح الخاصة بهذا الشأن؟
قالت بتهكّم :
- وكأنك تريد القول بأنك نسيت وعدك ذاك؟!
قال وهو يبتسم من محاكاتها لطريقته في الكلام :
- لا ابداً لم أنسَ.. لكنكِ لم تتركي لي مجال لاختيار النصائح! فدائماً تجدين سؤالاً يجب أن تطرحيهِ بعد كل رسالة مني ثم تنتظري الرد عليه!
ابتسمت وهي تقول : فعلاً .. كلامك عين الصواب من الآن وصاعداً سألتزم الصمت لتبقى انت من تختار النصائح.. انت وحدك!
هنا نظر إليها شهاب من غير إرادته، فلقد توقع انها انزعجت من كلامه فأراد أن يتأكد.. ولما رأى ابتسامتها الملائكية.. خفض رأسه وهو يقول : الحمد لله ظننتك انزعجتي من كلامي!
قالت وهي تتمنى
#طبيب_القلوب ( 16)
✍رويدة الدعمي
عنوان الحلقة / الرسائل الأربعة 💌💌💌💌
نهضت وقد تأكدت ان كل ما شاهدته كان في عالم الرؤيا وبأن الأمير ( الراعي وساعي البريد) ما هو إلا شهاب.. صحيح انها لم تميز ملامح وجهه لشدة النور الذي كان يحيط به لكنها متأكدة من ان صوته كان صوت شهاب!!
قالت وهي تقوم من فراشها : خير اللهم اجعله خير!!
في هذه الأثناء وصلتها رسالة من شهاب، فتحت الرسالة بيدين مرتجفتين فوجدته قد كتب لها :
( إن كنتم تريدون التقرب إلى الله بكل كيانكم ووجودكم فعليكم بصلاة الليل)!
كتبت إليه ودموعها صارت تتلألأ في عينيها : سأكون ممتنة لكم إن علمتموني كيف أصليها؟!
فجاءها الرد :
صلاة الليل 11 ركعة، يستطيع المبتدئ أن يصلي الثلاث ركعات الأخيرة فقط ففضلها أعظم من البقية إلى أن يعتاد عليها فيصليها كاملة.
وقتها بعد منتصف الليل إلى أذان الفجر، ووقت الفضيلة لها هو الثلث الأخير من الليل - أي كلما كان وقتها أقرب لصلاة الفجر كان ثوابها أعظم - والركعات الثلاث هي : ركعتي الشفع وركعة الوتر.
ركعتي الشفع // تكون النية كالتالي : أنوي أن اصلي ركعتي الشفع من صلاة الليل قربة وطاعة إلى الله تعالى.. ثم يقرأ بالركعة الأولى سورة الفاتحة وسورة الناس، وفي الثانية الفاتحة والفلق .. ولا يوجد قنوت في هاتين الركعتين ثم يجلس ليتشهد ويسلم وتنتهي هنا ركعتي الشفع.
ممكن أن يفصل بينها وبين ركعة الوتر ببعض الأذكار كتسبيحة الزهراء عليها السلام أو الصلاة على محمد وآل محمد 100 مرة أو قد يقوم مباشرة لركعة الوتر.
ركعة الوتر // وهي ركعة واحدة تكون النية فيها كالتالي : أنوي أن اصلي ركعة الوتر من صلاة الليل قربة وطاعة إلى الله تعالى.. ويقرأ فيها : الفاتحة مرة واحدة ، الإخلاص 3 مرات، المعوذتين ( الفلق والناس ) مرة مرة، ثم يرفع يده للقنوت والدعاء.. هنا يحتاج بعض التركيز للمبتدئين : يقرأ بالقنوت بعض الأدعية القصار والأفضل دعاء الفرج ( اللهم كن لوليك....) أو أي دعاء يختاره ثم يقول 7 مرات ( هذا مقام العائذ بك من النار) و 70 مرة ( استغفر الله ) ثم يستغفر ل 40 مؤمن على سواء كانوا من الأحياء أو الأموات ، و يقول 300 مرة ( العفو)..يمكن أن يحسب المصلي هذه الأرقام وهو في حالة القنوت من خلال أصابع يده فكل اصبع مقسم إلى ثلاث أقسام كما هو معروف..
يستغل المؤمن هذه الوقفة العظيمة ويدعو لنفسه وللآخرين بأي شيء يريده فإن الدعاء فيها مستجاب إن كانت الاستجابة من مصلحته ( والله يعلم بذلك ولسنا نحن) وإن كان الدعاء والطلب ليس فيه معصية أو منكر والعياذ بالله.
بعد القنوت يجلس للتشهد والتسليم وتنتهي الصلاة.
وكان إمامنا السجاد " عليه السلام "يقرأ دعاء الحزين بعد هذه الصلاة..
أن لصلاة الليل فضل كبير لا يعد ولا يحصى وإننا لنرى آثار استجابة الدعاء فيها بأسرع مما نتصور!!
كما يرى الإنسان المؤمن الكثير من التوفيقات وزيادة في الرزق وحل المشاكل المستعصية.. كله ببركة استمراره على تأدية هذه الصلاة العظيمة التي ما تركها رسول الله ولاأئمتنا ابداً.. وأخيراً فإن من أهم ثمار هذه الصلاة غفران الذنوب فتذكر لنا الأحاديث الشريفة بأن الله يخاطب ملائكته ساعة وقوف العبد لأداء هذه الصلاة : "انظروا إلى عبدي، فقد تخلى بي في جوف الليل المظلم، والبطّالون لاهون، والغافلون نيّام، أشهدوا أني غفرتُ لهُ"
💚💜💛
استمر كل من شهاب وفدوى على أداء صلاة الليل وقد التزمت بها فدوى أشد الالتزام بعد تلك الرؤيا العجيبة.. كما أن لتلك الرؤيا أثرها أيضا في تغيير نظرتها عن شهاب، فلقد كانت سابقا تنظر إليه كفارس أحلامها ومرشدها في الحياة، اما اليوم فهو بالنسبة لها " الأب والأستاذ " الذي أرسله الله اليها فصارت تتعلم منه كل صغيرة وكبيرة عن دينها الحبيب..
لقد قررت أخيراً ترك المكياج بعد أن أرسل لها الكثير من الرسائل بهذا الخصوص ومن أبرز تلك الرسائل وأكثرها تأثيراً عليها هي هذه الرسائل الأربعة :
الرسالة الأولى // لأجل أمي وأبي !
تقول احدى الفتيات :
عندما أرى فتاة تبرجت و بالغت في التزيين أنظر لوالديها و اتذكر قول الله تعالى " وقفوهم إنهم مسؤولون"..
فأزداد حياءً و حشمةً كي لا يسأل الله أمي وأبي يوم الحساب.
الرسالة الثانية //
لازلتُ أحاول أن أفهم ماذا رأى موسى -عليه السلام- من فتاة مَديَن؛ ليُنفق عشر سنين من عُمرهِ مَهراً لها..!
فوجدتُ الجواب في قوله تعالى:
( تمشي على استحياء) .
لم يصف الله ...
طولها وﻻ شكلها
بل وصف أغلى ما وجد فيها وهو الحياء!
الرسالة الثالثة //
ضعي الغرور والآمال الشيطانية الكاذبة جانباً...وجدِّي في العمل وتهذيب نفسك وتربيتها فإن الرحيل قريب جداً...وكل يوم يمر وأنتِ غافلة يجعلكِ متأخرة!
الرسالة الرابعة // المؤمن ينظر إلى المرأة المتبرجة نظرة إشمئزاز.. لأنها وضعت آيات سورة النور تحت قدميها (ولا يبدين زينتنهن )!!
هذه الرسالة أثرت فيها أكثر من سابقاتها.. فهل هي فعلا تضع أيات القرآن تحت قدميها عندما تضع
✍رويدة الدعمي
عنوان الحلقة / الرسائل الأربعة 💌💌💌💌
نهضت وقد تأكدت ان كل ما شاهدته كان في عالم الرؤيا وبأن الأمير ( الراعي وساعي البريد) ما هو إلا شهاب.. صحيح انها لم تميز ملامح وجهه لشدة النور الذي كان يحيط به لكنها متأكدة من ان صوته كان صوت شهاب!!
قالت وهي تقوم من فراشها : خير اللهم اجعله خير!!
في هذه الأثناء وصلتها رسالة من شهاب، فتحت الرسالة بيدين مرتجفتين فوجدته قد كتب لها :
( إن كنتم تريدون التقرب إلى الله بكل كيانكم ووجودكم فعليكم بصلاة الليل)!
كتبت إليه ودموعها صارت تتلألأ في عينيها : سأكون ممتنة لكم إن علمتموني كيف أصليها؟!
فجاءها الرد :
صلاة الليل 11 ركعة، يستطيع المبتدئ أن يصلي الثلاث ركعات الأخيرة فقط ففضلها أعظم من البقية إلى أن يعتاد عليها فيصليها كاملة.
وقتها بعد منتصف الليل إلى أذان الفجر، ووقت الفضيلة لها هو الثلث الأخير من الليل - أي كلما كان وقتها أقرب لصلاة الفجر كان ثوابها أعظم - والركعات الثلاث هي : ركعتي الشفع وركعة الوتر.
ركعتي الشفع // تكون النية كالتالي : أنوي أن اصلي ركعتي الشفع من صلاة الليل قربة وطاعة إلى الله تعالى.. ثم يقرأ بالركعة الأولى سورة الفاتحة وسورة الناس، وفي الثانية الفاتحة والفلق .. ولا يوجد قنوت في هاتين الركعتين ثم يجلس ليتشهد ويسلم وتنتهي هنا ركعتي الشفع.
ممكن أن يفصل بينها وبين ركعة الوتر ببعض الأذكار كتسبيحة الزهراء عليها السلام أو الصلاة على محمد وآل محمد 100 مرة أو قد يقوم مباشرة لركعة الوتر.
ركعة الوتر // وهي ركعة واحدة تكون النية فيها كالتالي : أنوي أن اصلي ركعة الوتر من صلاة الليل قربة وطاعة إلى الله تعالى.. ويقرأ فيها : الفاتحة مرة واحدة ، الإخلاص 3 مرات، المعوذتين ( الفلق والناس ) مرة مرة، ثم يرفع يده للقنوت والدعاء.. هنا يحتاج بعض التركيز للمبتدئين : يقرأ بالقنوت بعض الأدعية القصار والأفضل دعاء الفرج ( اللهم كن لوليك....) أو أي دعاء يختاره ثم يقول 7 مرات ( هذا مقام العائذ بك من النار) و 70 مرة ( استغفر الله ) ثم يستغفر ل 40 مؤمن على سواء كانوا من الأحياء أو الأموات ، و يقول 300 مرة ( العفو)..يمكن أن يحسب المصلي هذه الأرقام وهو في حالة القنوت من خلال أصابع يده فكل اصبع مقسم إلى ثلاث أقسام كما هو معروف..
يستغل المؤمن هذه الوقفة العظيمة ويدعو لنفسه وللآخرين بأي شيء يريده فإن الدعاء فيها مستجاب إن كانت الاستجابة من مصلحته ( والله يعلم بذلك ولسنا نحن) وإن كان الدعاء والطلب ليس فيه معصية أو منكر والعياذ بالله.
بعد القنوت يجلس للتشهد والتسليم وتنتهي الصلاة.
وكان إمامنا السجاد " عليه السلام "يقرأ دعاء الحزين بعد هذه الصلاة..
أن لصلاة الليل فضل كبير لا يعد ولا يحصى وإننا لنرى آثار استجابة الدعاء فيها بأسرع مما نتصور!!
كما يرى الإنسان المؤمن الكثير من التوفيقات وزيادة في الرزق وحل المشاكل المستعصية.. كله ببركة استمراره على تأدية هذه الصلاة العظيمة التي ما تركها رسول الله ولاأئمتنا ابداً.. وأخيراً فإن من أهم ثمار هذه الصلاة غفران الذنوب فتذكر لنا الأحاديث الشريفة بأن الله يخاطب ملائكته ساعة وقوف العبد لأداء هذه الصلاة : "انظروا إلى عبدي، فقد تخلى بي في جوف الليل المظلم، والبطّالون لاهون، والغافلون نيّام، أشهدوا أني غفرتُ لهُ"
💚💜💛
استمر كل من شهاب وفدوى على أداء صلاة الليل وقد التزمت بها فدوى أشد الالتزام بعد تلك الرؤيا العجيبة.. كما أن لتلك الرؤيا أثرها أيضا في تغيير نظرتها عن شهاب، فلقد كانت سابقا تنظر إليه كفارس أحلامها ومرشدها في الحياة، اما اليوم فهو بالنسبة لها " الأب والأستاذ " الذي أرسله الله اليها فصارت تتعلم منه كل صغيرة وكبيرة عن دينها الحبيب..
لقد قررت أخيراً ترك المكياج بعد أن أرسل لها الكثير من الرسائل بهذا الخصوص ومن أبرز تلك الرسائل وأكثرها تأثيراً عليها هي هذه الرسائل الأربعة :
الرسالة الأولى // لأجل أمي وأبي !
تقول احدى الفتيات :
عندما أرى فتاة تبرجت و بالغت في التزيين أنظر لوالديها و اتذكر قول الله تعالى " وقفوهم إنهم مسؤولون"..
فأزداد حياءً و حشمةً كي لا يسأل الله أمي وأبي يوم الحساب.
الرسالة الثانية //
لازلتُ أحاول أن أفهم ماذا رأى موسى -عليه السلام- من فتاة مَديَن؛ ليُنفق عشر سنين من عُمرهِ مَهراً لها..!
فوجدتُ الجواب في قوله تعالى:
( تمشي على استحياء) .
لم يصف الله ...
طولها وﻻ شكلها
بل وصف أغلى ما وجد فيها وهو الحياء!
الرسالة الثالثة //
ضعي الغرور والآمال الشيطانية الكاذبة جانباً...وجدِّي في العمل وتهذيب نفسك وتربيتها فإن الرحيل قريب جداً...وكل يوم يمر وأنتِ غافلة يجعلكِ متأخرة!
الرسالة الرابعة // المؤمن ينظر إلى المرأة المتبرجة نظرة إشمئزاز.. لأنها وضعت آيات سورة النور تحت قدميها (ولا يبدين زينتنهن )!!
هذه الرسالة أثرت فيها أكثر من سابقاتها.. فهل هي فعلا تضع أيات القرآن تحت قدميها عندما تضع
#طبيب_القلوب ( 17)
✍رويدة الدعمي
عنوان الحلقة / وتمضي الأعوام.. 💞
كانت فدوى في هذه الفترة كثيرة التفكير بمصيرها مع شهاب..
ماذا لو لم يوافق والدها على الارتباط به بعد التخرج.. ماذا لو قرر شهاب بنفسه إنهاء هذه الخطبة أو الخطة!
فرشت سجادة الصلاة وصارت تتوسل إلى الله أن يطفئ ذلك اللهيب المستعر في داخلها.. وأن يُبعِد عنها تلك الوساوس القاتلة.
وفي المساء كتبت لشهاب تطلب نصيحته : القلق من المجهول سيقتلني! هاتِ ما عندك من نصيحة لي في هذه المسألة.. جزاكم الله خيرا.
بعد أقل من ربع ساعة جاءت النصيحة من شهاب كتب فيها :
قد لا تشعر بلُطف الله حالاً ...
لكنك لو عدتَ عاماً.. اثنين.. وثلاثة ستجد أثر عونهِ واضحاً في حياتك!
كيف تخلصت من تلك المشكلة ؟ كيف جبر كسرك ؟! كيف تخطيت مرحلة صعبة ! في حينها كنت تُردد لا يمكنني تخطيها !
كيف قضت المراحل الصعبة في حياتك حين كنت تظنها لن تنقضي !
ما أنت فيه من القلق الآن سيصبح في خبر كان أيضا..
وسترى أثر عونهِ واضحاً في المستقبل عندما ينزاح عن قلبك غشاء القلق والخوف مما أنت فيه ثق به فقط وتوكل عليه.
بعد هذه الكلمات سجدت لله وهي تقول : إلهي.. كل ما انا فيه اليوم من احتشام وطاعة ما هو إلا بسبب لطفك بي وعطفك عليَّ، فلقد سخرت لي أحد عبادك الصالحين لينتشلني من ظلمات الغي ويرفعني إلى سماء الطاعة.. إلهي فأتم فضلك عليَّ ولطفك بي واجعل هذا الإنسان الصالح رفيقاً دائماً لي ومؤنساً وشريكاً لحياتي .
❤️❤️❤️
مرَّ عامان على التحاق فدوى وشهاب بكلية الطب وها هما في المرحلة الثالثة وقد التحقت بهما سهام أيضاً!
وها هو شهاب يعطيها في يومها الأول بعض الوصايا التي يتمنى أن تلتزم بها.. قال لها وهو يتجه بها إلى قاعة المحاضرات الخاصة بالمرحلة الأولى :
- اختي الحبيبة .. انا لديَّ كامل الثقة بكِ.. لكن هناك ما يجب أن تعلميهِ وهو أن الإنسان مهما كان يعيش في بيئة جيدة وخاصة الفتاة حتى وإن كانت تربيتها تربية دينية إلا أن هناك ما سيؤثر عليها في الجامعة ألا وهي صديقة السوء فاحذريها.. ستجدين من تحاول أن تقنعكِ بخلع العباءة لأنها تعيق دراستكِ فلا تسمعيها، وستجدين من تحاول أن تقنعكِ بوضع القليل من المكياج فلا تنصتي لها ووو...
وتذكري بأن ( الصاحب.. ساحب) أما يسحبك معه إلى الخير، وإما يسحبك معه إلى الشر والعياذ بالله.
كما أرجو أن تجعلي اختياركِ للصديقة على أساس التزامها بأوامر الله من الحجاب وعدم الاختلاط أو التبرج ولتكن لك نعم الانسانة المرشدة والناصحة بحيث ما أن ترى منك اي خطأ أو معصية لا سمح الله حتى توجهك إلى تركها ولتكن هذه المقولة الرائعة نصب عينيك :
" إختر صحبة تخجل أنْ تفعل بينهم ذنباً، وحذارِ من صحبة تخجل أن تفعل بينهم طاعة "!
وأخيراً فاعلمي أن" خير الأصحاب من أحبك في الله، وذكرك بالله، وخوفك من غضب الله، ورغبك في لقاء الله ".
أخذت سهام بنصائح أخيها الأكبر وصارت حذرة من صديقات السوء و من كل فتاة تحاول أن توقع بها أو تجرها إلى المعاصي، وما أكثر هذه المعاصي في مجتمع وبيئة واسعة كالجامعة!!
💜💜💜
صارت اللقاءات بين شهاب وفدوى أكثر فائدة ومنفعة بعد أن التحقت بهما سهام، فكان الاثنان لا يؤسسان للقاء أسبوعي بينهما إلا بعد أن يتأكدا أن سهام لديها استراحة في ذلك الوقت حتى تحضر معهما نقاشاتهما الهادفة وحتى تكون جلستهما أكثر شرعية وتقرباً إلى الله.
وفي إحدى المرات تأخر شهاب عن الحضور فاستغلت فدوى ذلك بأن وجهت سؤالها لسهام :
- غاليتي سهام.. هناك سؤال طالما طرق باب أفكاري وكنت أتردد في توجيهه لشهاب.. فهل بإمكانك الإجابة عليه؟
- ما هو عزيزتي.. هاته!
لقد تركتكم امكم ورحلت مذ كنتم صغاراً وبعدها بعام واحد التحق والدكم بالرفيق الأعلى.. سؤالي من أين أتيتم انتم الأخوة الأربعة بكل هذه الثقافة والالتزام الديني؟!
قالت سهام وقد بدأت تسترجع صور الماضي عندما كانت بعمر تسع سنوات بالتحديد!!
- لقد أوصى ابي صديقهُ الحاج فاضل علينا قبل أن يرحل إذ كان صديقه المقرب، والحاج فاضل هذا ليس له أطفال.. لقد كانت زوجته عاقراً.. أتذكر عندما أوصاه ابي علينا وكنت جالسة عند رأسه ابكي، قال الحاج فاضل حينها : لا توصي حريص يا أبا شهاب أولادك بمنزلة أولادي الذين حُرِمتُ منهم!!
سوف لن اتركهم وسيبقون في رعايتي إلى آخر لحظة في حياتي.
وفعلاً وكما وعد الحاج فاضل ابي فلقد كان لنا نعم الراعي والمحافظ على الأمانة.. انه انسان مؤمن وزوجته كذلك.. لقد كانت تأتي لزيارتنا دائماً وتُلبي لنا احتياجاتنا بالأخص نحن البنات، اما هو فلقد جعل اخي يعمل معه بأجر يومي جيد جداً ، كما كان يعطيه أجراً شهرياً عند قراءته لأحد الكتب الدينية!
تساءلت فدوى بدهشة : وكيف ذلك لم أفهم؟!
- لقد كانت عند الحاج فاضل في المنزل مكتبة كبيرة فيها مختلف الكتب الدينية والعلمية وحتى كتب الأدب والشعر..
فكان يقضي شهاب أوقات فراغه سواء في المحل او في المنزل في مطالعة الكتاب الذي يعطيه اياه الحاج ثم في نهاية
✍رويدة الدعمي
عنوان الحلقة / وتمضي الأعوام.. 💞
كانت فدوى في هذه الفترة كثيرة التفكير بمصيرها مع شهاب..
ماذا لو لم يوافق والدها على الارتباط به بعد التخرج.. ماذا لو قرر شهاب بنفسه إنهاء هذه الخطبة أو الخطة!
فرشت سجادة الصلاة وصارت تتوسل إلى الله أن يطفئ ذلك اللهيب المستعر في داخلها.. وأن يُبعِد عنها تلك الوساوس القاتلة.
وفي المساء كتبت لشهاب تطلب نصيحته : القلق من المجهول سيقتلني! هاتِ ما عندك من نصيحة لي في هذه المسألة.. جزاكم الله خيرا.
بعد أقل من ربع ساعة جاءت النصيحة من شهاب كتب فيها :
قد لا تشعر بلُطف الله حالاً ...
لكنك لو عدتَ عاماً.. اثنين.. وثلاثة ستجد أثر عونهِ واضحاً في حياتك!
كيف تخلصت من تلك المشكلة ؟ كيف جبر كسرك ؟! كيف تخطيت مرحلة صعبة ! في حينها كنت تُردد لا يمكنني تخطيها !
كيف قضت المراحل الصعبة في حياتك حين كنت تظنها لن تنقضي !
ما أنت فيه من القلق الآن سيصبح في خبر كان أيضا..
وسترى أثر عونهِ واضحاً في المستقبل عندما ينزاح عن قلبك غشاء القلق والخوف مما أنت فيه ثق به فقط وتوكل عليه.
بعد هذه الكلمات سجدت لله وهي تقول : إلهي.. كل ما انا فيه اليوم من احتشام وطاعة ما هو إلا بسبب لطفك بي وعطفك عليَّ، فلقد سخرت لي أحد عبادك الصالحين لينتشلني من ظلمات الغي ويرفعني إلى سماء الطاعة.. إلهي فأتم فضلك عليَّ ولطفك بي واجعل هذا الإنسان الصالح رفيقاً دائماً لي ومؤنساً وشريكاً لحياتي .
❤️❤️❤️
مرَّ عامان على التحاق فدوى وشهاب بكلية الطب وها هما في المرحلة الثالثة وقد التحقت بهما سهام أيضاً!
وها هو شهاب يعطيها في يومها الأول بعض الوصايا التي يتمنى أن تلتزم بها.. قال لها وهو يتجه بها إلى قاعة المحاضرات الخاصة بالمرحلة الأولى :
- اختي الحبيبة .. انا لديَّ كامل الثقة بكِ.. لكن هناك ما يجب أن تعلميهِ وهو أن الإنسان مهما كان يعيش في بيئة جيدة وخاصة الفتاة حتى وإن كانت تربيتها تربية دينية إلا أن هناك ما سيؤثر عليها في الجامعة ألا وهي صديقة السوء فاحذريها.. ستجدين من تحاول أن تقنعكِ بخلع العباءة لأنها تعيق دراستكِ فلا تسمعيها، وستجدين من تحاول أن تقنعكِ بوضع القليل من المكياج فلا تنصتي لها ووو...
وتذكري بأن ( الصاحب.. ساحب) أما يسحبك معه إلى الخير، وإما يسحبك معه إلى الشر والعياذ بالله.
كما أرجو أن تجعلي اختياركِ للصديقة على أساس التزامها بأوامر الله من الحجاب وعدم الاختلاط أو التبرج ولتكن لك نعم الانسانة المرشدة والناصحة بحيث ما أن ترى منك اي خطأ أو معصية لا سمح الله حتى توجهك إلى تركها ولتكن هذه المقولة الرائعة نصب عينيك :
" إختر صحبة تخجل أنْ تفعل بينهم ذنباً، وحذارِ من صحبة تخجل أن تفعل بينهم طاعة "!
وأخيراً فاعلمي أن" خير الأصحاب من أحبك في الله، وذكرك بالله، وخوفك من غضب الله، ورغبك في لقاء الله ".
أخذت سهام بنصائح أخيها الأكبر وصارت حذرة من صديقات السوء و من كل فتاة تحاول أن توقع بها أو تجرها إلى المعاصي، وما أكثر هذه المعاصي في مجتمع وبيئة واسعة كالجامعة!!
💜💜💜
صارت اللقاءات بين شهاب وفدوى أكثر فائدة ومنفعة بعد أن التحقت بهما سهام، فكان الاثنان لا يؤسسان للقاء أسبوعي بينهما إلا بعد أن يتأكدا أن سهام لديها استراحة في ذلك الوقت حتى تحضر معهما نقاشاتهما الهادفة وحتى تكون جلستهما أكثر شرعية وتقرباً إلى الله.
وفي إحدى المرات تأخر شهاب عن الحضور فاستغلت فدوى ذلك بأن وجهت سؤالها لسهام :
- غاليتي سهام.. هناك سؤال طالما طرق باب أفكاري وكنت أتردد في توجيهه لشهاب.. فهل بإمكانك الإجابة عليه؟
- ما هو عزيزتي.. هاته!
لقد تركتكم امكم ورحلت مذ كنتم صغاراً وبعدها بعام واحد التحق والدكم بالرفيق الأعلى.. سؤالي من أين أتيتم انتم الأخوة الأربعة بكل هذه الثقافة والالتزام الديني؟!
قالت سهام وقد بدأت تسترجع صور الماضي عندما كانت بعمر تسع سنوات بالتحديد!!
- لقد أوصى ابي صديقهُ الحاج فاضل علينا قبل أن يرحل إذ كان صديقه المقرب، والحاج فاضل هذا ليس له أطفال.. لقد كانت زوجته عاقراً.. أتذكر عندما أوصاه ابي علينا وكنت جالسة عند رأسه ابكي، قال الحاج فاضل حينها : لا توصي حريص يا أبا شهاب أولادك بمنزلة أولادي الذين حُرِمتُ منهم!!
سوف لن اتركهم وسيبقون في رعايتي إلى آخر لحظة في حياتي.
وفعلاً وكما وعد الحاج فاضل ابي فلقد كان لنا نعم الراعي والمحافظ على الأمانة.. انه انسان مؤمن وزوجته كذلك.. لقد كانت تأتي لزيارتنا دائماً وتُلبي لنا احتياجاتنا بالأخص نحن البنات، اما هو فلقد جعل اخي يعمل معه بأجر يومي جيد جداً ، كما كان يعطيه أجراً شهرياً عند قراءته لأحد الكتب الدينية!
تساءلت فدوى بدهشة : وكيف ذلك لم أفهم؟!
- لقد كانت عند الحاج فاضل في المنزل مكتبة كبيرة فيها مختلف الكتب الدينية والعلمية وحتى كتب الأدب والشعر..
فكان يقضي شهاب أوقات فراغه سواء في المحل او في المنزل في مطالعة الكتاب الذي يعطيه اياه الحاج ثم في نهاية
#طبيب_القلوب (18)
✍رويدة الدعمي
عنوان الحلقة / لماذا يا فدوى..؟ 💔
ثم اكمل شهاب وهو يمسك بتلك اليدين النحيلتين : انك مؤمن بالله يا عم، ونادم على حياتك الماضية.. فلماذا لا يتوب الله عليك؟ ألم تسمع قوله تعالى ( أن الله يحب التوابين)؟!
يعني أن الله لا يتوب عليك فقط إن أنت أعلنت توبتك، بل وسيحبك أيضا.
نزلت الدموع لتعبر عن الندم الحقيقي الذي يشعر به ذلك الإنسان.. قال وهو يحاول أن يخفيها بين كفيه : يعلم ربي ما يملأ صدري الآن من مشاعر كلها ندم وحسرة على ما فرطتُ في حق ربي ونفسي وعائلتي!
ثم نظر إلى عينيّ شهاب وهو يقول : إن لي ابنة في عمرك تقريباً.. نعم المفترض انها الآن تمارس عملها كطبيبة.. لم تزرني منذ أشهر عدة!
أردف وهو يختنق بعبرته : انا لا الومها ابداً.. فلقد كنتُ قاسي القلب معها ومع والدتها رحمها الله.. حقها إن لم تشعر تجاهي بأي محبة لأني لم امنحها الحنان المطلوب.. كنتُ أتوقع أن الدنيا هي عبارة عن ( أموال) فقط وبأنها هي التي تجلب السعادة للبشر، والآن بعد أن عشت الوحدة والغربة هنا في السجن عرفتُ ما معنى العائلة والسعادة الحقيقية.
قال شهاب وهو يحترق غضباً من فدوى : سامح الله ابنتك.. كان المفترض أن تأتي لزيارتك.. ادعو الله ان يثلج قلبك بلقاءها عما قريب.
💙💜💙
وفي اليوم التالي التقى شهاب بفدوى في المستشفى أثناء دوامهما الرسمي ..قال بعد أن ألقى التحية :
- هل تعرفين ما معنى بر الوالدين؟
تفاجأت من نبرة صوته.. لقد كان مستاءاً منها جدا!!
- ولكن ماذا تقصد؟ لم أفهم!
- منذ متى لم تزوري أباكِ في السجن؟
طأطأت برأسها أرضاً وقد عرفت سبب غضبه :
- منذ ستة أشهر!
صاح بوجهها من غير إرادته : ماذا؟ ستة أشهر! ولكن لماذا بربك؟
- لقد كنتُ مشغولة، فما أن تخرجنا وانتهينا من الامتحانات وبحث التخرج حتى باشرنا الدوام كما تلاحظ!
لم يستطع الاستمرار بالكلام معها حيث كان متأثراً جداً، تركها ومضى في طريقه اما هي فبقت واقفة تنظر إليه متعجبة من موقفه هذا حتى غاب عن ناظريها.
في المساء اتصلت فدوى بسهام لتستعلم منها الخبر وكان شهاب جالساً بقرب أخته وعندما علم أنها تتحدث مع فدوى طلب منها أن تعطيه الهاتف ..أخذهُ وهو يقول : السلام عليكم!
وقبل أن تلقي فدوى تحيتها قال وهو يبدو صارماً أكثر مما توقعت هي :
- والدكِ مريض ويجب أن تكوني غداً عنده.. ان لم يسمحوا لكِ بزيارتهِ اتصلي بي من هناك وسأتصل بإدارة السجن ليسمحوا لك بمقابلته.. ولا تخبريهِ بأني انا من طلبت منكِ زيارته.. أرجو أن لا تأتي على ذكري أمامه نهائياً.. اتفقنا؟
لم يكن أمام فدوى الا الانصياع لأمر شهاب دون أن تعرف ما الخبر؟ ولماذا يتصرف معها هكذا؟
في الصباح اتجهت نحو السجن حيث والدها، وكما توقع شهاب.. لم يوافقوا على طلبها بمقابلة والدها لأنه لم يكن موعد الزيارات اصلاً ، اتصلت بشهاب وقام هو - كما وعدها - بالاتصال بالإدارة وبعد خمس دقائق فقط من اتصالها جاءها احد افراد الشرطة ليرافقها حيث والدها!
تفاجأت وهي ترى والدها مريض فعلاً ولا يقوى على الحركة.. ما أن رآها حتى صارت دموعه تجري من غير إرادته!
سألته فدوى وهي تمسك بيده :
- ولكن لماذا تبكي يا أبي؟
قال وهو يضم يدها إلى صدره :
- ابكي لأني أرى ربي يستجيب دعائي بكل هذه السرعة بينما أنا لا استحق منه ذلك!
- وبمَ دعوتَ الله يا أبتي؟
- لقد دعوته أن يجعلني التقي بكِ قبل موتي.
- ولكن لماذا تقول هذا الكلام.. ستتحسن صحتك عن قريب ولن اتركك.. سأذهب لأقدم طلب إلى إدارة السجن بالسماح لي كطبيبة بزيارتك باستمرار للإشراف على حالتك ومعالجتك لتقوم لنا بالسلامة.
قال وهو يمسح دموعه : لقد ارسل الله إليَّ من يعالجني، طبيب ليس كالاطباء.. انه طبيب القلوب.. ( الدكتور شهاب) رعاه الله وحفظه من كل مكروه.
لم تعرف فدوى ماذا تقول؟! لقد حذرها شهاب من أن تأتي على ذكره أمام والدها.. لكن ها هو الآن يجري اسمه على لسان الوالد وهو يطلق عليه لقب ( طبيب القلوب)!!
قالت وهي تحاول أن تبدو طبيعية : من هو هذا الطبيب يا أبي؟ هل تعرفهُ مسبقاً؟!
- لا يا ابنتي مع أنني كلما نظرتُ إليه خُّيل اليَّ أنني اعرفه منذ زمن!
لقد صار يجبر خاطري ويساعدني على طلب التوبة بعد أن كنتُ من اليائسين.
لم تنبس فدوى ببنت شفة فلقد سرح فكرها بعيدا.. لماذا لم يطلب شهاب يدها من والدها بالرغم من كل هذه العلاقة القوية بينهما؟ هل ابدل شهاب رأيه وصار غير مقتنع بالزواج منها؟ لماذا إذن إلى الآن يلبس خاتم الخطوبة؟
💜💙💜
بعد زيارة فدوى لوالدها بيوم واحد تعمد شهاب زيارته واستطلاع اخباره فوجدهُ بصحةٍ أحسن وقد عاد الدم إلى وجهه، وما أن رآه حتى بدأ يسرد له كيف استجاب الله دعائه وأرسل إليه ابنته لتزوره بعد أن تركته ما يقارب النصف عام!!
كان شهاب يستمع والفرحة تغمره بعد أن نجح بإدخال السرور على قلب هذا الرجل المسكين..
وهنا صدمهُ سؤال صدر من والد فدوى حينما قال : أراك تلبس خاتم الخطوبة.. صحيح؟
ابتسم شهاب وقد حاول أن يُخفي
✍رويدة الدعمي
عنوان الحلقة / لماذا يا فدوى..؟ 💔
ثم اكمل شهاب وهو يمسك بتلك اليدين النحيلتين : انك مؤمن بالله يا عم، ونادم على حياتك الماضية.. فلماذا لا يتوب الله عليك؟ ألم تسمع قوله تعالى ( أن الله يحب التوابين)؟!
يعني أن الله لا يتوب عليك فقط إن أنت أعلنت توبتك، بل وسيحبك أيضا.
نزلت الدموع لتعبر عن الندم الحقيقي الذي يشعر به ذلك الإنسان.. قال وهو يحاول أن يخفيها بين كفيه : يعلم ربي ما يملأ صدري الآن من مشاعر كلها ندم وحسرة على ما فرطتُ في حق ربي ونفسي وعائلتي!
ثم نظر إلى عينيّ شهاب وهو يقول : إن لي ابنة في عمرك تقريباً.. نعم المفترض انها الآن تمارس عملها كطبيبة.. لم تزرني منذ أشهر عدة!
أردف وهو يختنق بعبرته : انا لا الومها ابداً.. فلقد كنتُ قاسي القلب معها ومع والدتها رحمها الله.. حقها إن لم تشعر تجاهي بأي محبة لأني لم امنحها الحنان المطلوب.. كنتُ أتوقع أن الدنيا هي عبارة عن ( أموال) فقط وبأنها هي التي تجلب السعادة للبشر، والآن بعد أن عشت الوحدة والغربة هنا في السجن عرفتُ ما معنى العائلة والسعادة الحقيقية.
قال شهاب وهو يحترق غضباً من فدوى : سامح الله ابنتك.. كان المفترض أن تأتي لزيارتك.. ادعو الله ان يثلج قلبك بلقاءها عما قريب.
💙💜💙
وفي اليوم التالي التقى شهاب بفدوى في المستشفى أثناء دوامهما الرسمي ..قال بعد أن ألقى التحية :
- هل تعرفين ما معنى بر الوالدين؟
تفاجأت من نبرة صوته.. لقد كان مستاءاً منها جدا!!
- ولكن ماذا تقصد؟ لم أفهم!
- منذ متى لم تزوري أباكِ في السجن؟
طأطأت برأسها أرضاً وقد عرفت سبب غضبه :
- منذ ستة أشهر!
صاح بوجهها من غير إرادته : ماذا؟ ستة أشهر! ولكن لماذا بربك؟
- لقد كنتُ مشغولة، فما أن تخرجنا وانتهينا من الامتحانات وبحث التخرج حتى باشرنا الدوام كما تلاحظ!
لم يستطع الاستمرار بالكلام معها حيث كان متأثراً جداً، تركها ومضى في طريقه اما هي فبقت واقفة تنظر إليه متعجبة من موقفه هذا حتى غاب عن ناظريها.
في المساء اتصلت فدوى بسهام لتستعلم منها الخبر وكان شهاب جالساً بقرب أخته وعندما علم أنها تتحدث مع فدوى طلب منها أن تعطيه الهاتف ..أخذهُ وهو يقول : السلام عليكم!
وقبل أن تلقي فدوى تحيتها قال وهو يبدو صارماً أكثر مما توقعت هي :
- والدكِ مريض ويجب أن تكوني غداً عنده.. ان لم يسمحوا لكِ بزيارتهِ اتصلي بي من هناك وسأتصل بإدارة السجن ليسمحوا لك بمقابلته.. ولا تخبريهِ بأني انا من طلبت منكِ زيارته.. أرجو أن لا تأتي على ذكري أمامه نهائياً.. اتفقنا؟
لم يكن أمام فدوى الا الانصياع لأمر شهاب دون أن تعرف ما الخبر؟ ولماذا يتصرف معها هكذا؟
في الصباح اتجهت نحو السجن حيث والدها، وكما توقع شهاب.. لم يوافقوا على طلبها بمقابلة والدها لأنه لم يكن موعد الزيارات اصلاً ، اتصلت بشهاب وقام هو - كما وعدها - بالاتصال بالإدارة وبعد خمس دقائق فقط من اتصالها جاءها احد افراد الشرطة ليرافقها حيث والدها!
تفاجأت وهي ترى والدها مريض فعلاً ولا يقوى على الحركة.. ما أن رآها حتى صارت دموعه تجري من غير إرادته!
سألته فدوى وهي تمسك بيده :
- ولكن لماذا تبكي يا أبي؟
قال وهو يضم يدها إلى صدره :
- ابكي لأني أرى ربي يستجيب دعائي بكل هذه السرعة بينما أنا لا استحق منه ذلك!
- وبمَ دعوتَ الله يا أبتي؟
- لقد دعوته أن يجعلني التقي بكِ قبل موتي.
- ولكن لماذا تقول هذا الكلام.. ستتحسن صحتك عن قريب ولن اتركك.. سأذهب لأقدم طلب إلى إدارة السجن بالسماح لي كطبيبة بزيارتك باستمرار للإشراف على حالتك ومعالجتك لتقوم لنا بالسلامة.
قال وهو يمسح دموعه : لقد ارسل الله إليَّ من يعالجني، طبيب ليس كالاطباء.. انه طبيب القلوب.. ( الدكتور شهاب) رعاه الله وحفظه من كل مكروه.
لم تعرف فدوى ماذا تقول؟! لقد حذرها شهاب من أن تأتي على ذكره أمام والدها.. لكن ها هو الآن يجري اسمه على لسان الوالد وهو يطلق عليه لقب ( طبيب القلوب)!!
قالت وهي تحاول أن تبدو طبيعية : من هو هذا الطبيب يا أبي؟ هل تعرفهُ مسبقاً؟!
- لا يا ابنتي مع أنني كلما نظرتُ إليه خُّيل اليَّ أنني اعرفه منذ زمن!
لقد صار يجبر خاطري ويساعدني على طلب التوبة بعد أن كنتُ من اليائسين.
لم تنبس فدوى ببنت شفة فلقد سرح فكرها بعيدا.. لماذا لم يطلب شهاب يدها من والدها بالرغم من كل هذه العلاقة القوية بينهما؟ هل ابدل شهاب رأيه وصار غير مقتنع بالزواج منها؟ لماذا إذن إلى الآن يلبس خاتم الخطوبة؟
💜💙💜
بعد زيارة فدوى لوالدها بيوم واحد تعمد شهاب زيارته واستطلاع اخباره فوجدهُ بصحةٍ أحسن وقد عاد الدم إلى وجهه، وما أن رآه حتى بدأ يسرد له كيف استجاب الله دعائه وأرسل إليه ابنته لتزوره بعد أن تركته ما يقارب النصف عام!!
كان شهاب يستمع والفرحة تغمره بعد أن نجح بإدخال السرور على قلب هذا الرجل المسكين..
وهنا صدمهُ سؤال صدر من والد فدوى حينما قال : أراك تلبس خاتم الخطوبة.. صحيح؟
ابتسم شهاب وقد حاول أن يُخفي
الطريق إلى التوبة
Photo
#طبيب_القلوب (19)
✍رويدة الدعمي
عنوان الحلقة / وداعاً لسنوات الشقاء.. 💙
في إحدى زيارات شهاب للسجن سأله والد فدوى قائلاً :
- هل يستجيب الله تعالى دعاء التائبين حديثاً؟
ابتسم شهاب وهو يقول : ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعِ إذا دعانِ) هذا هو كلام الله في كتابه الكريم.. يقول اذا سألك عبادي - ولم يحدد - فالآية تشمل العباد جميعهم دون استثناء!!
قال وقد دمعت عيناه : سأدعوه أن يُفرِّج عني وعن كل السجناء هنا.. لقد أتعبني الفراق يا ولدي.. وأنا متلهف جداً للعيش مع ابنتي الحبيبة في آخر سنيّ عمري.. واطلب منك يا دكتور أن تدعو لي أيضاً في صلاتك ومناجاتك أن يشملني الله بعفوه ومغفرته، وأن يتنازل أقاربي عن قضية القتل بعد كل هذه السنوات من العقوبة القاسية.
- سأدعو الله لك من كل قلبي بأن يفرج عنك وعن كل مهموم، وانت أيضاً يا عم عندما تدعو تذكر :
( إن كان لك حاجة وليس لك قدرة ، فإن لك رب له قدرة
وليس له حاجة ).
وتذكر أيضاً هذه الكلمات التي صدرت من أحد المصلحين وهو يقول :
( في احيانٍ كثيرة تجد شدّة البلاءات المتراكمة نعمة وليست بلاء ! لأنك ترى آثارها الجميلة ، تراها اختراق للحجب التي بينك وبين السماء فتبتهج بحجم شدة هذه البلاءات لانها فتحت لك طرقاً نحو الغاية التي خلقت لأجلها ، فلا تفكر كثيراً في بلائك بل فكر كيف تستغل هذا البلاء للوصول الى الغاية الأسمى.. ومن هذا المنطلق سيتلاشى البلاء تدريجياً وينقضي ان شاء الله.)
وتذكر إذا تأخر استجابة دعائك لبعض الوقت :
إن بعض الناس الذین يحبهم الله ، لكي يوفقهم و يزيد من توجههم إليه ، يؤجل استجابة دعاءهم ، حتى يدعونه أكثر!
وأخيراً تقبل مني هذه النصيحة والحكمة الرائعة :
إذا لم تجد عدلاً في محكمة الدنيا ، فارفع ملفك لمحكمة الآخرة فان الشهود ملائكة والدعوى محفوظة والقاضي أحكم الحاكمين.
كانت لهذه الكلمات صداها الأكبر في قلب ذلك السجين التائب الذي اشتاق إلى حياة الحرية والعيش بما بقي له من عمر مع ابنته الوحيدة..
بدأ والد فدوى حياة جديدة في السجن تملؤها التفاؤل والأمل، وكان يكثر من قراءة القرآن ويقضي ما فاته من صلوات في السنين الماضية خاصة بعد أن عادت إليه صحته بفضل العلاجات التي كان يصفها له الدكتور شهاب.
وكان يصلي صلاة الليل كما علمه الدكتور شهاب ثم يبقى يدعو لنفسه لعل الله يغفر له ذنوبه ويشفع له في قضاء حاجته وهي الخروج من السجن.
بعد ثلاثة اشهر فقط جاءه خبر الإفراج .. فلقد تنازل أبناء عمومته عن الدعوة وهم الآن يطلبون له الحرية!
💙💜💚
مضت أعوام عدة على خروج والد فدوى من السجن، وها هي فدوى قد عادت للعيش مع والدها ومُربيتها ولا ينقص سعادتها الآن غير خبر خطوبتها من شهاب!
كان الأب يشعر بأن ابنته تعاني أمراً ما.. ولكن لم يشأ أن يجبرها على البوح، قال لها مرة :
- لقد افتتح الدكتور شهاب عيادة خاصة به وأريد أن أذهب لزيارته.. ما رأيكِ أن ترافقينني لرؤيته..؟
- ماذا!! أنا؟
- ولِمَ لا؟ اريد ان اعرفكِ عليه.. انه رجل فريد من نوعه يا ابنتي.
صمتت فدوى ولم تجد ما تتعذر به، قال لها والدها وهو يحاول اقناعها بمرافقته :
- كما سينفعنا كثيراً في مسألة افتتاح عيادة لكِ عن قريب.. سنعرف منه ما هي كلفة افتتاح العيادة ، وخاصة أنه في نفس اختصاصك ..!
أذعنت فدوى لطلب والدها ورافقته إلى عيادة شهاب وهي لا تعرف ما الذي يمكنه أن يجري هناك!
وما أن وصلا العيادة حتى شاهدا لافتة كبيرة مُعلقة فوق الباب مكتوب عليها ( للفقراء مجاناً.. لعلَّهم يشفعوا لي عند الله).
لم يتعجب أياً منهما فهذا ما كانا يتوقعانه منه.. أوليس هو الأمير.. طبيب القلوب؟!
وفي العيادة ارتبك شهاب وهو يرى فدوى مع والدها لكنه حاول أن يبدو طبيعياً.. رحب بهما وصار يسأل العم عن صحته وأمور حياته.
أجابه وقد ارتسمت على ثغرهِ ابتسامة رضا :
- لقد كانت لكلماتك ونصائحك الأثر الكبير في الإفراج عني!
قال شهاب وهو يتمتم بخجل : لم افعل اي شيء يذكر.. كل ما انت فيه هو من فضل الله يا عم.
وهنا طرق السكرتير الباب وهو يقول : أن اخواتك في الانتظار يا دكتور.. هل اسمح لهن بالدخول؟
قال شهاب وقد اتسعت حدقتا عينيه : لا.. عندي ضيوف الآن.
قال والد فدوى وهو يشير إلى ابنته بالقيام : نحن نستأذن يا دكتور.. لا نريد أن نأخذ من وقتك أكثر..وسنزورك في وقت لاحق .. يمكنك استقبال اخواتك.
قال شهاب وهو يشعر بالإحراج قليلاً : أنهن متشوقات لرؤية العيادة..!
ضحك والد فدوى وهو يقول : هذا من حقهن.. يُردنَ أن يفخرنَ بأخيهنَّ الطبيب!
خرجت فدوى مع والدها وما أن رأتها سهام حتى أسرعت نحوها وهي تردد بلهفة : فدوى حبيبتي.. لقد سبقتِنا في رؤية العيادة!
لم تلتفت سهام إلى وجود والد فدوى معها ولم تلتفت إلى ارتباك فدوى فأكملت حديثها بالقول : لكن كيف جئتِ وحدكِ.. أين هي الخالة سمية؟
قال الوالد الذي أصابته الدهشة وهو يخاطب ابنته : هل هذه الفتاة شقيقة الدكتور شهاب؟ أتعرفين عائلة الدكتور شهاب يا فدوى؟
✍رويدة الدعمي
عنوان الحلقة / وداعاً لسنوات الشقاء.. 💙
في إحدى زيارات شهاب للسجن سأله والد فدوى قائلاً :
- هل يستجيب الله تعالى دعاء التائبين حديثاً؟
ابتسم شهاب وهو يقول : ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعِ إذا دعانِ) هذا هو كلام الله في كتابه الكريم.. يقول اذا سألك عبادي - ولم يحدد - فالآية تشمل العباد جميعهم دون استثناء!!
قال وقد دمعت عيناه : سأدعوه أن يُفرِّج عني وعن كل السجناء هنا.. لقد أتعبني الفراق يا ولدي.. وأنا متلهف جداً للعيش مع ابنتي الحبيبة في آخر سنيّ عمري.. واطلب منك يا دكتور أن تدعو لي أيضاً في صلاتك ومناجاتك أن يشملني الله بعفوه ومغفرته، وأن يتنازل أقاربي عن قضية القتل بعد كل هذه السنوات من العقوبة القاسية.
- سأدعو الله لك من كل قلبي بأن يفرج عنك وعن كل مهموم، وانت أيضاً يا عم عندما تدعو تذكر :
( إن كان لك حاجة وليس لك قدرة ، فإن لك رب له قدرة
وليس له حاجة ).
وتذكر أيضاً هذه الكلمات التي صدرت من أحد المصلحين وهو يقول :
( في احيانٍ كثيرة تجد شدّة البلاءات المتراكمة نعمة وليست بلاء ! لأنك ترى آثارها الجميلة ، تراها اختراق للحجب التي بينك وبين السماء فتبتهج بحجم شدة هذه البلاءات لانها فتحت لك طرقاً نحو الغاية التي خلقت لأجلها ، فلا تفكر كثيراً في بلائك بل فكر كيف تستغل هذا البلاء للوصول الى الغاية الأسمى.. ومن هذا المنطلق سيتلاشى البلاء تدريجياً وينقضي ان شاء الله.)
وتذكر إذا تأخر استجابة دعائك لبعض الوقت :
إن بعض الناس الذین يحبهم الله ، لكي يوفقهم و يزيد من توجههم إليه ، يؤجل استجابة دعاءهم ، حتى يدعونه أكثر!
وأخيراً تقبل مني هذه النصيحة والحكمة الرائعة :
إذا لم تجد عدلاً في محكمة الدنيا ، فارفع ملفك لمحكمة الآخرة فان الشهود ملائكة والدعوى محفوظة والقاضي أحكم الحاكمين.
كانت لهذه الكلمات صداها الأكبر في قلب ذلك السجين التائب الذي اشتاق إلى حياة الحرية والعيش بما بقي له من عمر مع ابنته الوحيدة..
بدأ والد فدوى حياة جديدة في السجن تملؤها التفاؤل والأمل، وكان يكثر من قراءة القرآن ويقضي ما فاته من صلوات في السنين الماضية خاصة بعد أن عادت إليه صحته بفضل العلاجات التي كان يصفها له الدكتور شهاب.
وكان يصلي صلاة الليل كما علمه الدكتور شهاب ثم يبقى يدعو لنفسه لعل الله يغفر له ذنوبه ويشفع له في قضاء حاجته وهي الخروج من السجن.
بعد ثلاثة اشهر فقط جاءه خبر الإفراج .. فلقد تنازل أبناء عمومته عن الدعوة وهم الآن يطلبون له الحرية!
💙💜💚
مضت أعوام عدة على خروج والد فدوى من السجن، وها هي فدوى قد عادت للعيش مع والدها ومُربيتها ولا ينقص سعادتها الآن غير خبر خطوبتها من شهاب!
كان الأب يشعر بأن ابنته تعاني أمراً ما.. ولكن لم يشأ أن يجبرها على البوح، قال لها مرة :
- لقد افتتح الدكتور شهاب عيادة خاصة به وأريد أن أذهب لزيارته.. ما رأيكِ أن ترافقينني لرؤيته..؟
- ماذا!! أنا؟
- ولِمَ لا؟ اريد ان اعرفكِ عليه.. انه رجل فريد من نوعه يا ابنتي.
صمتت فدوى ولم تجد ما تتعذر به، قال لها والدها وهو يحاول اقناعها بمرافقته :
- كما سينفعنا كثيراً في مسألة افتتاح عيادة لكِ عن قريب.. سنعرف منه ما هي كلفة افتتاح العيادة ، وخاصة أنه في نفس اختصاصك ..!
أذعنت فدوى لطلب والدها ورافقته إلى عيادة شهاب وهي لا تعرف ما الذي يمكنه أن يجري هناك!
وما أن وصلا العيادة حتى شاهدا لافتة كبيرة مُعلقة فوق الباب مكتوب عليها ( للفقراء مجاناً.. لعلَّهم يشفعوا لي عند الله).
لم يتعجب أياً منهما فهذا ما كانا يتوقعانه منه.. أوليس هو الأمير.. طبيب القلوب؟!
وفي العيادة ارتبك شهاب وهو يرى فدوى مع والدها لكنه حاول أن يبدو طبيعياً.. رحب بهما وصار يسأل العم عن صحته وأمور حياته.
أجابه وقد ارتسمت على ثغرهِ ابتسامة رضا :
- لقد كانت لكلماتك ونصائحك الأثر الكبير في الإفراج عني!
قال شهاب وهو يتمتم بخجل : لم افعل اي شيء يذكر.. كل ما انت فيه هو من فضل الله يا عم.
وهنا طرق السكرتير الباب وهو يقول : أن اخواتك في الانتظار يا دكتور.. هل اسمح لهن بالدخول؟
قال شهاب وقد اتسعت حدقتا عينيه : لا.. عندي ضيوف الآن.
قال والد فدوى وهو يشير إلى ابنته بالقيام : نحن نستأذن يا دكتور.. لا نريد أن نأخذ من وقتك أكثر..وسنزورك في وقت لاحق .. يمكنك استقبال اخواتك.
قال شهاب وهو يشعر بالإحراج قليلاً : أنهن متشوقات لرؤية العيادة..!
ضحك والد فدوى وهو يقول : هذا من حقهن.. يُردنَ أن يفخرنَ بأخيهنَّ الطبيب!
خرجت فدوى مع والدها وما أن رأتها سهام حتى أسرعت نحوها وهي تردد بلهفة : فدوى حبيبتي.. لقد سبقتِنا في رؤية العيادة!
لم تلتفت سهام إلى وجود والد فدوى معها ولم تلتفت إلى ارتباك فدوى فأكملت حديثها بالقول : لكن كيف جئتِ وحدكِ.. أين هي الخالة سمية؟
قال الوالد الذي أصابته الدهشة وهو يخاطب ابنته : هل هذه الفتاة شقيقة الدكتور شهاب؟ أتعرفين عائلة الدكتور شهاب يا فدوى؟
#طبيب_القلوب.. الحلقة الأخيرة ( 20)
✍رويدة الدعمي
عنوان الحلقة 🍀 ما كان لله.. ينمو 🍀
قرر كل من شهاب وفدوى أن يكون عقد القِران عند ضريح الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، قال لخطيبته وهما يتجهان مع والدها إلى النجف الاشرف : سأبحث عن ذلك الشيخ الوقور الذي قابلته في الصحن العلوي الشريف منذ سنوات.. أتمنى أن أجده بصحة جيدة..
سأشكره على كل ما قدمه لي من عون في وقت كانت الدنيا قد اسودَّت في عيني..!
وصلوا إلى الضريح المقدس وبعد أن أكملوا الزيارة صار شهاب يبحث عن الشيخ، وبينما هو كذلك طلب والد فدوى من ابنته أن تقص عليه قصة ذلك الشيخ؟
حكت فدوى لوالدها عن موقف شهاب حينما رفض هو خطبته لها وكيف ظل حائراً ماذا يفعل بعد أن أخبر الدكتور شادي بأنها خطيبته!!
جاء إلى هذا المكان الطاهر وصار يدعو الله بحق صاحب القبر الشريف أن يبرد لوعة قلبه، فأرسل الله له ذلك الشيخ الصالح الذي علمه ماذا يفعل وكيف يتصرف.
قالت فدوى وهي تبتسم : هل تعلم يا ابي.. ان شهاب طوال هذه الفترة، لم ينظر إلى عيني مباشرة، كان غاضاً للبصر ، ولم يكن يتكلم بغير الأمور الدينية والنصائح الروحانية.. لم يسمح لي يوما أن اتصل به، ولم يدعوني يوماً للتنزه بمفردنا رغم أننا كنا نلبس خاتمَي الخطوبة!!
انظر يا أبي.. شهاب والشيخ.. أنهما هناك.. اعتقد انه قد وجده!
عقد الشيخ القِران لهما وبارك لهما هذا الحب الطاهر والذي هو امتداد لحب الله في قلبيهما.❤️❤️
قال لها والدها بعد أن تم العقد : شهاب هو زوجكِ الآن.. لقد سلَّمتُ الأمانةَ إليه..!
قبّلت فدوى يد والدها وهي تقول : انت الخير والبركة يا ابتي!
قبّل شهاب عمه في جبينه وهو يتمتم بكلمات الشكر والامتنان.
أصرَّ والد فدوى أن يقضيا ذلك اليوم معاً وعاد هو بمفرده إلى مدينتهم.. بينما بقيَ شهاب مع خطيبته في النجف الأشرف حيث أخذها إلى مسجدي السهلة والكوفة المقدسين، ثم تناولا عشائهما في احد مطاعم المدينة المقدسة.. وفي طريق العودة اثناء جلوسهما في السيارة قالت فدوى لخطيبها :
- العبارة التي كتبتها على باب العيادة.. سأكتب مثلها على باب عيادتي.. ( للفقراء مجاناً ).
قال شهاب مبتسماً:
- يجب أن تلحقي هذه العبارة بعبارة أخرى..
قالت فدوى :
- نعم نعم تذكرت (.. لعلهم يشفعوا لي عند الله) ولكن لماذا يجب أن الحقها بهذه العبارة!
أجابها :
- حتى لا نكون نحن المتفضلين على الفقراء .. بل سيكونوا هم اصحاب الفضل علينا لأنهم سيشفعوا لنا عند الله، وبذلك سوف لا يكونوا مُحرجين أثناء دخولهم العيادة مجاناً!!
قالت فدوى وهي تطيل النظر إلى وجهه :
- ما اصدق مشاعرك وما انبلها.. لقد صدق والدي حينما وصفك بأنك.. (طبيب القلوب)💚💚💚
قال وهو ينظر من نافذة السيارة إلى الأفق البعيد :
- هذا اقل ما يمكننا أن نقدمه لمولانا صاحب الزمان.. هل تذكرين رسالتي التي أخبرتك بها عن الفضل العظيم الذي يتأتى من خدمتنا لإمام زماننا..؟
- نعم.. نعم اذكر.. حينها تمنيت أن أكون من خدام الإمام المهدي أرواحنا فداه.
- الفرصة الآن سانحة لنا يا حبيبتي..
سنقدم من موقع عملنا - كأطباء - خدمتنا لمولانا صاحب الزمان عن طريق مساعدتنا للفقراء والمحتاجين في هذه الظروف الصعبة التي تعيشها البلاد .. وأنا على يقين بأن عملنا هذا سيدخل السرور والفرحة على قلبه الشريف .. وما أجمل أن نرسم الابتسامة على شفتيه بأعمالنا الخيرية تلك؟
إن مشروعي أكبر من العيادة يا فدوى .. أتمنى أن أعمل مشفى كامل بإسم.. ( مشفى خُدّام الإمام المهدي) أرواحنا فداه .. لنقدم فيه كافة الاحتياجات الطبية للفقراء والمحتاجين بدون اي مقابل.. أتمنى أن تكون فعلاً مشفى خيري ينفع الناس في هذه الحياة الدنيا وينفعنا نحن في تلك الحياة الآخرة!
قالت فدوى وهي تشدُّ على يديه : وانا معك، يدي بيدك.. سنعمل من أجل تحقيق هذا الحلم.. وسيوفقنا الله ما دامت غايتنا وجهه الكريم (ما كان لله ينمو).
قال وهو يفتخر بمهنته الانسانية العظيمة :
- أتدرين ؟ لقد وضعت سجل خاص لأكتب فيه أسماء جميع المرضى الذين يزورونني في العيادة وكذلك مرضاي في المشفى الحكومي، اسجل أسمائهم جميعاً في هذا السجل لأدعو لهم بالصحة والعافية في صلاة الليل..حيث قرأت في إحدى المرات عن طبيب كان في قمة النجاح، بحيث اشتهر بين الناس بعلاجاته النافعة وزيادة حالات الشفاء على يديه بشكل عجيب.. وحينما أجرى معه أحد الصحفيين لقاءاً وسأله عن سبب كل هذا النجاح قال : أنا أسجل أسماء المرضى الذين اقابلهم كل يوم في سجل خاص لأدعو لهم في صلاة الليل واحداً واحداً.. وأظن أن تأثير دعائي لهم في تلك الصلاة أقوى من تأثير الأدوية التي أصفها لهم!!
قالت فدوى مبهورة : ما أروعها من فكرة!
ثم أردفت وهي تستعيد بعضا من ذكريات الماضي :
- على ذكر صلاة الليل.. لقد رأيتُ فيك رؤيا جميلة سأقصها لك الآن رغم أنها قد مرت عليها سنوات عديدة!!
- ماذا رأيتِ؟ خيراً ان شاء الله!
بدأت فدوى تقص عليه رؤياها وهو يستمع بكل اهتمام.. قالت بعد أن أكملت :
✍رويدة الدعمي
عنوان الحلقة 🍀 ما كان لله.. ينمو 🍀
قرر كل من شهاب وفدوى أن يكون عقد القِران عند ضريح الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، قال لخطيبته وهما يتجهان مع والدها إلى النجف الاشرف : سأبحث عن ذلك الشيخ الوقور الذي قابلته في الصحن العلوي الشريف منذ سنوات.. أتمنى أن أجده بصحة جيدة..
سأشكره على كل ما قدمه لي من عون في وقت كانت الدنيا قد اسودَّت في عيني..!
وصلوا إلى الضريح المقدس وبعد أن أكملوا الزيارة صار شهاب يبحث عن الشيخ، وبينما هو كذلك طلب والد فدوى من ابنته أن تقص عليه قصة ذلك الشيخ؟
حكت فدوى لوالدها عن موقف شهاب حينما رفض هو خطبته لها وكيف ظل حائراً ماذا يفعل بعد أن أخبر الدكتور شادي بأنها خطيبته!!
جاء إلى هذا المكان الطاهر وصار يدعو الله بحق صاحب القبر الشريف أن يبرد لوعة قلبه، فأرسل الله له ذلك الشيخ الصالح الذي علمه ماذا يفعل وكيف يتصرف.
قالت فدوى وهي تبتسم : هل تعلم يا ابي.. ان شهاب طوال هذه الفترة، لم ينظر إلى عيني مباشرة، كان غاضاً للبصر ، ولم يكن يتكلم بغير الأمور الدينية والنصائح الروحانية.. لم يسمح لي يوما أن اتصل به، ولم يدعوني يوماً للتنزه بمفردنا رغم أننا كنا نلبس خاتمَي الخطوبة!!
انظر يا أبي.. شهاب والشيخ.. أنهما هناك.. اعتقد انه قد وجده!
عقد الشيخ القِران لهما وبارك لهما هذا الحب الطاهر والذي هو امتداد لحب الله في قلبيهما.❤️❤️
قال لها والدها بعد أن تم العقد : شهاب هو زوجكِ الآن.. لقد سلَّمتُ الأمانةَ إليه..!
قبّلت فدوى يد والدها وهي تقول : انت الخير والبركة يا ابتي!
قبّل شهاب عمه في جبينه وهو يتمتم بكلمات الشكر والامتنان.
أصرَّ والد فدوى أن يقضيا ذلك اليوم معاً وعاد هو بمفرده إلى مدينتهم.. بينما بقيَ شهاب مع خطيبته في النجف الأشرف حيث أخذها إلى مسجدي السهلة والكوفة المقدسين، ثم تناولا عشائهما في احد مطاعم المدينة المقدسة.. وفي طريق العودة اثناء جلوسهما في السيارة قالت فدوى لخطيبها :
- العبارة التي كتبتها على باب العيادة.. سأكتب مثلها على باب عيادتي.. ( للفقراء مجاناً ).
قال شهاب مبتسماً:
- يجب أن تلحقي هذه العبارة بعبارة أخرى..
قالت فدوى :
- نعم نعم تذكرت (.. لعلهم يشفعوا لي عند الله) ولكن لماذا يجب أن الحقها بهذه العبارة!
أجابها :
- حتى لا نكون نحن المتفضلين على الفقراء .. بل سيكونوا هم اصحاب الفضل علينا لأنهم سيشفعوا لنا عند الله، وبذلك سوف لا يكونوا مُحرجين أثناء دخولهم العيادة مجاناً!!
قالت فدوى وهي تطيل النظر إلى وجهه :
- ما اصدق مشاعرك وما انبلها.. لقد صدق والدي حينما وصفك بأنك.. (طبيب القلوب)💚💚💚
قال وهو ينظر من نافذة السيارة إلى الأفق البعيد :
- هذا اقل ما يمكننا أن نقدمه لمولانا صاحب الزمان.. هل تذكرين رسالتي التي أخبرتك بها عن الفضل العظيم الذي يتأتى من خدمتنا لإمام زماننا..؟
- نعم.. نعم اذكر.. حينها تمنيت أن أكون من خدام الإمام المهدي أرواحنا فداه.
- الفرصة الآن سانحة لنا يا حبيبتي..
سنقدم من موقع عملنا - كأطباء - خدمتنا لمولانا صاحب الزمان عن طريق مساعدتنا للفقراء والمحتاجين في هذه الظروف الصعبة التي تعيشها البلاد .. وأنا على يقين بأن عملنا هذا سيدخل السرور والفرحة على قلبه الشريف .. وما أجمل أن نرسم الابتسامة على شفتيه بأعمالنا الخيرية تلك؟
إن مشروعي أكبر من العيادة يا فدوى .. أتمنى أن أعمل مشفى كامل بإسم.. ( مشفى خُدّام الإمام المهدي) أرواحنا فداه .. لنقدم فيه كافة الاحتياجات الطبية للفقراء والمحتاجين بدون اي مقابل.. أتمنى أن تكون فعلاً مشفى خيري ينفع الناس في هذه الحياة الدنيا وينفعنا نحن في تلك الحياة الآخرة!
قالت فدوى وهي تشدُّ على يديه : وانا معك، يدي بيدك.. سنعمل من أجل تحقيق هذا الحلم.. وسيوفقنا الله ما دامت غايتنا وجهه الكريم (ما كان لله ينمو).
قال وهو يفتخر بمهنته الانسانية العظيمة :
- أتدرين ؟ لقد وضعت سجل خاص لأكتب فيه أسماء جميع المرضى الذين يزورونني في العيادة وكذلك مرضاي في المشفى الحكومي، اسجل أسمائهم جميعاً في هذا السجل لأدعو لهم بالصحة والعافية في صلاة الليل..حيث قرأت في إحدى المرات عن طبيب كان في قمة النجاح، بحيث اشتهر بين الناس بعلاجاته النافعة وزيادة حالات الشفاء على يديه بشكل عجيب.. وحينما أجرى معه أحد الصحفيين لقاءاً وسأله عن سبب كل هذا النجاح قال : أنا أسجل أسماء المرضى الذين اقابلهم كل يوم في سجل خاص لأدعو لهم في صلاة الليل واحداً واحداً.. وأظن أن تأثير دعائي لهم في تلك الصلاة أقوى من تأثير الأدوية التي أصفها لهم!!
قالت فدوى مبهورة : ما أروعها من فكرة!
ثم أردفت وهي تستعيد بعضا من ذكريات الماضي :
- على ذكر صلاة الليل.. لقد رأيتُ فيك رؤيا جميلة سأقصها لك الآن رغم أنها قد مرت عليها سنوات عديدة!!
- ماذا رأيتِ؟ خيراً ان شاء الله!
بدأت فدوى تقص عليه رؤياها وهو يستمع بكل اهتمام.. قالت بعد أن أكملت :
✨💛🌙
✍ .. #سيدي_صاحب_الزمان ❣
- هل نقول لك كل عام وانت حاضر في قلوبنا نتأمل فرجك وظهورك المبارك ونسعى بان نكون من المصنفين والمجاهدين بين يديك..
- سيدي صاحب الزمان
- لا طعم لعيدنا وانت غائب عنا
- نعرف انـــــت الآن فــــــي كربلاء،
- سيدي فـــــ متى اللقاء يا صاحب اللواء..
- سيدي ياصاحب الزمان ❤️
قلوبنا معتصرة فذكرى عاشوراء قد قربت والحسين في طريقه الى كربلاء، سيدي متى الظهور ؟
- سيدي ياصاحب الزمان❤️
كل عام ونحن في خدمتك قائمون
كل عام ونحن في الدعاء لتعجيل فرجك مستمرون
- كل عام يا سيد العاشقين نسأل الله لتعجيل فرجك يا *يوسفنا* ..
🎀 كل عام وانت #طبيب جراحنا يا مهدي 🎀
...⇣💭❤️💭⇣...
✍ .. #سيدي_صاحب_الزمان ❣
- هل نقول لك كل عام وانت حاضر في قلوبنا نتأمل فرجك وظهورك المبارك ونسعى بان نكون من المصنفين والمجاهدين بين يديك..
- سيدي صاحب الزمان
- لا طعم لعيدنا وانت غائب عنا
- نعرف انـــــت الآن فــــــي كربلاء،
- سيدي فـــــ متى اللقاء يا صاحب اللواء..
- سيدي ياصاحب الزمان ❤️
قلوبنا معتصرة فذكرى عاشوراء قد قربت والحسين في طريقه الى كربلاء، سيدي متى الظهور ؟
- سيدي ياصاحب الزمان❤️
كل عام ونحن في خدمتك قائمون
كل عام ونحن في الدعاء لتعجيل فرجك مستمرون
- كل عام يا سيد العاشقين نسأل الله لتعجيل فرجك يا *يوسفنا* ..
🎀 كل عام وانت #طبيب جراحنا يا مهدي 🎀
...⇣💭❤️💭⇣...