#أسرار_تغيير_القبلة
صلى رسول الله (ص) اتجاه (بيت المقدس) بأمر رب العالمين مدة ثلاثة عشر عاما بعد البعثة في مكة، وبضعة أشهر في المدينة بعد الهجرة، ثم تغيرت القبلة بأمر الله تبارك وتعالى لتصبح الصلاة اتجاه (الكعبة).
هذا الحدث المهم من حوادث التاريخ الإسلامي كان له أثاره الكبيرة في المجتمع آنذاك.
قبل تغير القبلة (من بيت المقدس إلى الكعبة) كان المسلمون يتعرضون خلال كل هذه المدة إلى لوم اليهود وتقريعهم وكان اليهود يقولون عن المسلمين :
إن هؤلاء يصلون تجاه قبلتنا، وهم غير مستقلين عنا، وهذا دليل أننا على حق !
كان هذا الكلام يؤلم المسلمين وبلغ الأمر أن رسول الله (ص) بدأ يقلب وجهه في السماء إنتظارا لوحي رب العالمين بتغيير القبلة. وإستمر الإنتظار مدة، حتى نزل الوحي حين كان رسول الله (ص) في مسجد بني سالم يصلي صلاة الظهر فما إن أتم ركعتين حتى أخد جبرائيل بعضده (ص) وأدار وجهه إتجاه الكعبة.
لم يكف اليهود بعد هذا التغيير عن إعتراضاتهم وتشكيكهم وأذيتهم للمسلمين وبدأوا يرددون :
لو كانت القبلة الأولى هي الصحيحة فلم هذا التغيير ؟
وإن كانت الثانية هي الصحيحة فلماذا صلى المسلمون إتجاه بيت المقدس أكثر من ثلاثة عشر عاما ؟
وقال أعداء الإسلام: إن محمدا (ص) أراد استعطاف أهل الكتاب باتخاذه بيت المقدس قبلة له، ولما يئس منهم استبدل الكعبة بها!
وبدا واضحا مدى القلق والاضطراب الذي تركته هذه الوساوس على مجتمع فيه الكثير من المنافقين وضعفاء الايمان لذلك تصرح الآية الكريمة {وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ ۚ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ }
ولا يستبعد أن يكون أحد أسباب تغيير القبلة أن الكعبة في بداية البعثة المباركة كانت بيتا لأصنام المشركين، وقد أمر المسلمين مؤقتا بالصلاة تجاه بيت المقدس، ليتحقق الانفصال التام بين جبهة المؤمنين وجبهة المشركين.
وبعد الهجرة وإقامة الدولة الإسلامية والمجتمع الإسلامي،حدث الانفصال الكامل بين الجبهتين، فلم تعد هناك ضرورة لاستمرار وضع القبلة، حينئذ عاد المسلمون الى الكعبة أقدم قاعدة توحيدية، وأعرق مركز للأنبياء.
المسلمون بهذا التحول وضعوا أمام الإختبار، لتخليصهم مما علق في نفوسهم من آثار الشرك، ولتنموا في وجودهم روح التسليم المطلق أمام أوامر الله سبحانه وتعالى.
والله سبحانه وتعالى في كل مكان لا ينحصر التوجه اليه في الكعبة او بيت المقدس إنما هذه الأمكنة إكتسبت قداستها بإذن الله، فالأهم هو الطاعة والإستسلام لأوامر رب العالمين، دون شك أو ريبة أو جدل.
#مختصر من 📖 الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل.
#خادمة_الحجة
#بحوث_قرآنية
🌸 قناة الطريق إلى التوبة 🌸
https://telegram.me/altauba
---------------
https://www.facebook.com/altaubaa
صلى رسول الله (ص) اتجاه (بيت المقدس) بأمر رب العالمين مدة ثلاثة عشر عاما بعد البعثة في مكة، وبضعة أشهر في المدينة بعد الهجرة، ثم تغيرت القبلة بأمر الله تبارك وتعالى لتصبح الصلاة اتجاه (الكعبة).
هذا الحدث المهم من حوادث التاريخ الإسلامي كان له أثاره الكبيرة في المجتمع آنذاك.
قبل تغير القبلة (من بيت المقدس إلى الكعبة) كان المسلمون يتعرضون خلال كل هذه المدة إلى لوم اليهود وتقريعهم وكان اليهود يقولون عن المسلمين :
إن هؤلاء يصلون تجاه قبلتنا، وهم غير مستقلين عنا، وهذا دليل أننا على حق !
كان هذا الكلام يؤلم المسلمين وبلغ الأمر أن رسول الله (ص) بدأ يقلب وجهه في السماء إنتظارا لوحي رب العالمين بتغيير القبلة. وإستمر الإنتظار مدة، حتى نزل الوحي حين كان رسول الله (ص) في مسجد بني سالم يصلي صلاة الظهر فما إن أتم ركعتين حتى أخد جبرائيل بعضده (ص) وأدار وجهه إتجاه الكعبة.
لم يكف اليهود بعد هذا التغيير عن إعتراضاتهم وتشكيكهم وأذيتهم للمسلمين وبدأوا يرددون :
لو كانت القبلة الأولى هي الصحيحة فلم هذا التغيير ؟
وإن كانت الثانية هي الصحيحة فلماذا صلى المسلمون إتجاه بيت المقدس أكثر من ثلاثة عشر عاما ؟
وقال أعداء الإسلام: إن محمدا (ص) أراد استعطاف أهل الكتاب باتخاذه بيت المقدس قبلة له، ولما يئس منهم استبدل الكعبة بها!
وبدا واضحا مدى القلق والاضطراب الذي تركته هذه الوساوس على مجتمع فيه الكثير من المنافقين وضعفاء الايمان لذلك تصرح الآية الكريمة {وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ ۚ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ }
ولا يستبعد أن يكون أحد أسباب تغيير القبلة أن الكعبة في بداية البعثة المباركة كانت بيتا لأصنام المشركين، وقد أمر المسلمين مؤقتا بالصلاة تجاه بيت المقدس، ليتحقق الانفصال التام بين جبهة المؤمنين وجبهة المشركين.
وبعد الهجرة وإقامة الدولة الإسلامية والمجتمع الإسلامي،حدث الانفصال الكامل بين الجبهتين، فلم تعد هناك ضرورة لاستمرار وضع القبلة، حينئذ عاد المسلمون الى الكعبة أقدم قاعدة توحيدية، وأعرق مركز للأنبياء.
المسلمون بهذا التحول وضعوا أمام الإختبار، لتخليصهم مما علق في نفوسهم من آثار الشرك، ولتنموا في وجودهم روح التسليم المطلق أمام أوامر الله سبحانه وتعالى.
والله سبحانه وتعالى في كل مكان لا ينحصر التوجه اليه في الكعبة او بيت المقدس إنما هذه الأمكنة إكتسبت قداستها بإذن الله، فالأهم هو الطاعة والإستسلام لأوامر رب العالمين، دون شك أو ريبة أو جدل.
#مختصر من 📖 الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل.
#خادمة_الحجة
#بحوث_قرآنية
🌸 قناة الطريق إلى التوبة 🌸
https://telegram.me/altauba
---------------
https://www.facebook.com/altaubaa