الطريق إلى التوبة
6.03K subscribers
10.2K photos
388 videos
243 files
5.34K links
قد تركتُ الكُلَّ ربّي ماعداك
ليس لي في غربةِ العمر سِواك...
حيثُ ما أنتَ فـ أفكاري هُناك..
قلبي الخفاقُ أضحۍ مضجعك..
في حنايا صدري أُخفي موضعك..

اي استفسار او ملاحظة ارسلها حصرا على هذا البوت

@altaubaa_bot

فهرس القناة
https://t.me/fhras_altauba
Download Telegram
#دمعة_9

بقيتُ أحدّقُ بهذا الشابّ النّوراني الذي أقبلَ من ناحيةِ الأعداءِ متسائلاً: من هو يا تُرى؟ ماذا سيفعل؟
صاحَ أحدهم منادياً إيّاه :《ماذا تُريد أن تصنعَ يا حُرّ ؟ أتريد أن تحمل؟ 》
فلم يُجبهُ بل وضعَ يَدَهُ على رأسهِ مُطأطئاً بوجههِ إلى الأرض، ومشى نحو الحسين (ع) بحياءٍ وخجلٍ وقد قَلَبَ ترسَهُ، فعلمتُ حينها أنه الحُرّ بن يزيد الرّياحي (رض).

وما إن نطقَ الحُرّ (رض) بهذه الكلمات :
《للّهمّ إليك أنَبْتُ! فتُبْ عَلَيّ! فقد أرْعَبْتُ قلوب أوليائك وأولاد بنتِ نبيّك》
حتّى رأيتُ نوراً شعَّ بين الأرضِ والسماءِ، ففهمتُ أنَّ هذا النور العظيم هو بابُ التوبةِ الذي فتحَهُ الله برحمته لعبادهِ العاصين.

رحتُ أراقبُ حركاتِهِ وأفعالِهِ لَعلّي أحظى بسبيلٍ إلى التوبةِ كما مَنَّ الله تعالى عليه.
دَنَا من الحسين (ع) وسَلَّمَ عليه، ثُمَّ خَرّ إلى الأرضِ باكياً نادماً مُتذلّلاً بين يدي أبي عبد الله (ع) وهو يقرّ بذنبِهِ ويقولُ بحرقةٍ :
《جُعلتُ فداك يابن رسول الله! أنا صاحبك الذي حَبستك عن الرّجوع وسايَرْتُك في الطّريق وجَعْجَعْتُ بك في هذا المكان.. وإنّي تائبٌ إلى الله ممّا صنعت! فتَرى لي توبة؟!》

إختنقتُ بعَبرتي، لقد علمتُ الآن لماذا أتيتُ إلى هنا ! فذنبي لا يَختلف عن ذنبِ كلّ هؤلاء القوم الذينَ قَطَعوا الطريق على الإمام الحسين (ع)!
نعم ! فأنا في كلِّ يوم أقطعُ الطريقَ عليكَ يا صاحبَ العصرِ والزمانِ (ع) وأمنعُكَ مِنَ الظّهور! بسببِ ذنوبي وغَفلتي وتَعلُّقي بشهواتي أحبِسُ الفرجَ عنك يا ابن رسول الله (ص)!!
قلبي مَعَكَ وأناديكَ بين الحين والآخر : 《العجلَ العجلَ يا مولاي يا صاحبَ الزمان!》
ثُمّ ما ألبَثُ حتّى أُشهِر سيفَ المعاصي بوجهِكَ ! واحسرتاه! كيف وضعتُ نفسي مَوضعَ أهلِ الكوفة !! أما تَرى لي من توبةٍ يا بقيةَ الله قبلَ فواتِ الأوانِ؟!

فسَمعتُ حينها ردّ الحسين (ع) للحُرّ مُبشّراً إيّاه بصدرٍ رحبٍ:《نَعَمْ يتوبُ اللهُ عليكَ ويغفرُ لك!》
زادَ بقولِهِ رجائي وعزمتٌ على التوبةِ الصادقةِ لكنّي ما زلتُ مقيداً بقيودٍ كثيرة !

كان واضحاً لي أنّها قيودُ الدنيا ! ليتَني كنتُ بصيراً وواعياً ولم أغفلْ عن حقيقتها! ليتَني ما ضيّعتُ عمري في اللهو واللغو وعلى مواقعِ التواصلِ الاجتماعي، ليتَني لم أستسلم لشهواتي، ليتَني كنتُ بارّاً بوالديَّ، ليتَني ما ضيَّعتُ صلاتي.. ليتَني.. ليتَني.. وبدأَ الألمُ يعتصرُ قلبي والسلاسلُ تضغطُ على جَسَدي فَلَم أعرف سبيلاً للخلاص ممّا أنا فيه..

عندها رأيتُ الحُرّ (رض) رَفَعَ بَصرَهُ إلى السَّماء وتَمتَمَ ببعضِ الكلماتِ ثُمَّ تَقدم يُقاتلُ بينَ يَديّ أبي عبد الله الحسين (ع) ! قِتالَ العاشق الذي تَخلَّى عن كلِّ شيء محبةً لله وأوليائه ! حتَّى فاضَت روحُهُ الشّريفة بين يدي الحسين (ع) !

لقد هَزَّ هذا المشهدُ كياني فتوجّهتُ حينها من صميمِ قلبي إلى مولايَ صاحبَ العصرِ والزمانِ روحي له الفداء، وصَرختُ بأعلى صوتي بألمٍ وحسرةٍ يلفُّها رجاءُ التوبةِ والغفرانِ منادياً :
《 يا صاحبَ الزمان !! بحقِّ جدِّكَ الحسين المقتول عطشاناً في أرضِ كربلاء !! هل تَرَى لي من توبةٍ بين يديك يا مولاي ؟؟》

#دمعة
#ترقبوا_غدا_الحلقة_الأخيرة
⚫️ قناة الطريق إلى التوبة ⚫️
https://telegram.me/altauba
---------------
https://www.facebook.com/altaubaa
ارتباكه قائلاً :
- نعم يا عم.. لقد طلبتُ يد خطيبتي منذ ستة أعوام.. وأنا الآن انتظر أن يُيسر الله لي أمر زواجي منها.
- هل تعرف يا ولدي.. لو انك كنت غير مرتبط بخطيبتك تلك لطلبتُ منك أن تخطب ابنتي على سُنّة الله ورسوله.. لأنني لا أجد أفضل منك رجلاً غيوراً وفاضلاً حتى يكون زوجاً لابنتي الوحيدة!
لم يتكلم شهاب وبقى صامتاً منتظراً أن يسمع المزيد!
اكمل الرجل المثقل بالهموم كلامه قائلاً : لقد ظلمتها حينما ارتكبتُ جريمتي تلك ولم افكر بأنها ستبقى وحيدة إن انا دخلتُ السجن!
قال شهاب : حتماً أن الله سبحانه كان معها ولم يتركها.
قال الرجل وقد بانت ابتسامة على شفتيه :
- نعم فعلاً وكما تفضلت يا دكتور.. عندما زارتني يوم أمس رأيتُ النور في وجهها، لقد بدى ذلك الوجه البريء خالياً من المكياج، كما أنها كانت ترتدي العباءة بشكل رائع.. تذكرتُ حينها والدتها رحمها الله.. إنها تشببهها كثيراً ليس في الشكل فقط بل حتى في الأخلاق والالتزام الديني.. لقد كان الله معها وجعلها تبصر طريق النور بفضله ورحمته.
أردف قائلاً وهو يلاحظ الصمت المطبق لشهاب :
- انا ايضاً اريد ان أبصر طريق النور والهداية.. فهلّا ساعدتني على ذلك يا ولدي؟
قال شهاب وهو يُمسِك بيده : سأكون عند حسن ظنك يا عم.. سل عما بدى لك.. وسوف لن أقصر بأي شيء اعرفه.
- جزاك الله خيراً يا ولدي.. لقد أخبرتُ ابنتي عنك يوم أمس وقلتُ لها بأنك ( طبيب القلوب) بجدارة لأن كلماتك فيها البلسم لقلوبنا قبل أجسامنا!
قال شهاب وقد اخرج المنديل من جيبه وصار يمسح العرق عن وجهه : لقد أخجلتم تواضعي يا عم.. ادعو الله ان اكون عند حسن ظنكم بي .
تحدث شهاب مع نفسه : هذه فرصة مناسبة لأفتتح معه موضوع الخطبة..
تردد قليلا وهو ما يزال مخاطباً لنفسه : لكنه محتاج إلى نصائحي الآن.. وإن أنا فتحت الموضوع معه فقد ينشغل بأمر الخطبة ويترك أمر إصلاح نفسه! بل قد يتغير ناحيتي ويعتبر تقربي منه لمصلحة شخصية.. مما يؤثر سلباً على رحلة هدايته!
قطع سلسلة أفكاره صوت ذلك السجين الغارق في ذنوبه :
- اسمح لي يا ولدي ان آخذ من وقتك دقائق معدودة.. لأسمع منك بعض النصائح.. لقد قضيت عمري بالابتعاد عن الله تعالى فماذا افعل حتى اقترب منه سبحانه وأعوض ما فات من عمري ؟
أجابه شهاب :
- أن مجرد استشعارك للندم والعزم على التوبة فهذا يجعلك في قافلة التائبين بإذن الله بشرط أن لا تعود إلى تلك الذنوب السابقة.. ان الانسان يا عم يجب أن يكون دائماً في حالة من محاسبة النفس حتى لا يبتعد كثيراً عن درب الله.. يقول أحد الحكماء :
( ينبغي أن يكون لتقدمنا في العمر علاقة طردية لتقدمنا في علاقتنا مع الله .. وإلا فما فائدة العيش ؟ وما معنى الحياة ؟)
وتذكر يا عم.. ان اهل البيت عليهم السلام يعتبرون الله ( صاحبهم) فلذلك يناجيه المعصوم بالقول ‏"..ويا صاحبي في شدّتي"!
ومع ازدحام الشدائد وتفاقم المتاعب، سترى أنك فاقد لتلك الأمور التي كنت تحسبها ستسندك، وترى بعين القلب أنْ ليس لديك إلا ثقتك وإيمانك بالله ، هو الصاحب الذي لا يخذل، كلما كانت مصاحبتك له أعمق وأصدق، كلما تجّلت تلك الصحبة في سكينةٍ تغمرك في وقت الشدّة.
وإن كنت تريد انيساً وصاحباً من البشر ..
فلتعلم أن هناك شخصاً غيرك مسجون في هذا العالم الفسيح!! إنه يعيش وحيداً غريباً طريداً.. فعندما تشعر بالغربة تذكر غربته!
إن كُنتَ وحيداً لاصديقَ لك .. فلاتقُل إني غريبٌ ، وحيد ..
لاتحزن إن هَجرك صَديقٌ أو قريب ..
فقط أغمض عينيك ..
ضَع يدك على صدرك .. وقل من أعماق قلبك" يا صاحب الزمان"
وسترى تأثير هذه العبارة 💚

#ترقبوا_غداً_الحلقتين_الأخيرتين.
.
#دمعة_9

بقيتُ أحدّقُ بهذا الشابّ النّوراني الذي أقبلَ من ناحيةِ الأعداءِ متسائلاً: من هو يا تُرى؟ ماذا سيفعل؟
صاحَ أحدهم منادياً إيّاه :《ماذا تُريد أن تصنعَ يا حُرّ ؟ أتريد أن تحمل؟ 》
فلم يُجبهُ بل وضعَ يَدَهُ على رأسهِ مُطأطئاً بوجههِ إلى الأرض، ومشى نحو الحسين (عليه السلام) بحياءٍ وخجلٍ وقد قَلَبَ ترسَهُ، فعلمتُ حينها أنه الحُرّ بن يزيد الرّياحي (رض).

وما إن نطقَ الحُرّ (رض) بهذه الكلمات :
《للّهمّ إليك أنَبْتُ! فتُبْ عَلَيّ! فقد أرْعَبْتُ قلوب أوليائك وأولاد بنتِ نبيّك》
حتّى رأيتُ نوراً شعَّ بين الأرضِ والسماءِ، ففهمتُ أنَّ هذا النور العظيم هو بابُ التوبةِ الذي فتحَهُ الله برحمته لعبادهِ العاصين.

رحتُ أراقبُ حركاتِهِ وأفعالِهِ لَعلّي أحظى بسبيلٍ إلى التوبةِ كما مَنَّ الله تعالى عليه.
دَنَا من الحسين (عليه السلام) وسَلَّمَ عليه، ثُمَّ خَرّ إلى الأرضِ باكياً نادماً مُتذلّلاً بين يدي أبي عبد الله (عليه السلام) وهو يقرّ بذنبِهِ ويقولُ بحرقةٍ :
《جُعلتُ فداك يابن رسول الله! أنا صاحبك الذي حَبستك عن الرّجوع وسايَرْتُك في الطّريق وجَعْجَعْتُ بك في هذا المكان.. وإنّي تائبٌ إلى الله ممّا صنعت! فتَرى لي توبة؟!》

إختنقتُ بعَبرتي، لقد علمتُ الآن لماذا أتيتُ إلى هنا ! فذنبي لا يَختلف عن ذنبِ كلّ هؤلاء القوم الذينَ قَطَعوا الطريق على الإمام الحسين (عليه السلام)!
نعم ! فأنا في كلِّ يوم أقطعُ الطريقَ عليكَ يا صاحبَ العصرِ والزمانِ (عليك السلام) وأمنعُكَ مِنَ الظّهور! بسببِ ذنوبي وغَفلتي وتَعلُّقي بشهواتي أحبِسُ الفرجَ عنك يا ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله)!!
قلبي مَعَكَ وأناديكَ بين الحين والآخر : 《العجلَ العجلَ يا مولاي يا صاحبَ الزمان!》
ثُمّ ما ألبَثُ حتّى أُشهِر سيفَ المعاصي بوجهِكَ ! واحسرتاه! كيف وضعتُ نفسي مَوضعَ أهلِ الكوفة !! أما تَرى لي من توبةٍ يا بقيةَ الله قبلَ فواتِ الأوانِ؟!

فسَمعتُ حينها ردّ الحسين (عليه السلام) للحُرّ مُبشّراً إيّاه بصدرٍ رحبٍ:《نَعَمْ يتوبُ اللهُ عليكَ ويغفرُ لك!》
زادَ بقولِهِ رجائي وعزمتٌ على التوبةِ الصادقةِ لكنّي ما زلتُ مقيداً بقيودٍ كثيرة !

كان واضحاً لي أنّها قيودُ الدنيا ! ليتَني كنتُ بصيراً وواعياً ولم أغفلْ عن حقيقتها! ليتَني ما ضيّعتُ عمري في اللهو واللغو وعلى مواقعِ التواصلِ الاجتماعي، ليتَني لم أستسلم لشهواتي، ليتَني كنتُ بارّاً بوالديَّ، ليتَني ما ضيَّعتُ صلاتي.. ليتَني.. ليتَني.. وبدأَ الألمُ يعتصرُ قلبي والسلاسلُ تضغطُ على جَسَدي فَلَم أعرف سبيلاً للخلاص ممّا أنا فيه..

عندها رأيتُ الحُرّ (رض) رَفَعَ بَصرَهُ إلى السَّماء وتَمتَمَ ببعضِ الكلماتِ ثُمَّ تَقدم يُقاتلُ بينَ يَديّ أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) ! قِتالَ العاشق الذي تَخلَّى عن كلِّ شيء محبةً لله وأوليائه ! حتَّى فاضَت روحُهُ الشّريفة بين يدي الحسين (عليه السلام) !

لقد هَزَّ هذا المشهدُ كياني فتوجّهتُ حينها من صميمِ قلبي إلى مولايَ صاحبَ العصرِ والزمانِ روحي له الفداء، وصَرختُ بأعلى صوتي بألمٍ وحسرةٍ يلفُّها رجاءُ التوبةِ والغفرانِ منادياً :
《 يا صاحبَ الزمان !! بحقِّ جدِّكَ الحسين المقتول عطشاناً في أرضِ كربلاء !! هل تَرَى لي من توبةٍ بين يديك يا مولاي ؟؟》

#دمعة
#ترقبوا_غدا_الحلقة_الأخيرة
#عظم_الله_أجوركم