الطريق إلى التوبة
6.21K subscribers
10.2K photos
385 videos
243 files
5.34K links
قد تركتُ الكُلَّ ربّي ماعداك
ليس لي في غربةِ العمر سِواك...
حيثُ ما أنتَ فـ أفكاري هُناك..
قلبي الخفاقُ أضحۍ مضجعك..
في حنايا صدري أُخفي موضعك..

اي استفسار او ملاحظة ارسلها حصرا على هذا البوت

@altaubaa_bot

فهرس القناة
https://t.me/fhras_altauba
Download Telegram
#من_ذكريات_الجامعة..

بقلم : رويدة الدعمي

إلا حجابي

الموقف الذي حصل لوالدة فدوى في روايتي الأخيرة "طبيب القلوب" عندما منعتها السلطة الحاكمة آنذاك من ارتداء العباءة داخل الحرم الجامعي قد حصل معي شخصياً.. لكن الفرق أنني في ذلك الزمن كنت ارتدي( الجبة الإسلامية) وغير مسموح اصلاً ارتداء العباءة الزينبية.. جاء القرار المفاجئ بعدم السماح للطالبات بارتداء الجبة الإسلامية!! وتم توزيع الزي الموحد على جميع الطالبات ( تنورة ضيقة وأخرى تسمى حورية مع قميص وجاكيتة قصيرة)!!
رجعت إلى المنزل وأنا أحمل علبة الزي الموحد، رميتها جانباً وجلست ابكي..
جاءت والدتي تستطلع الأمر.. فأجبتها :
- سأترك الدوام في الجامعة.. إنهم يجبروننا نحن الطالبات على التبرج.. انظري إلى الزي.. تنورة ضيقة وأخرى أتعس منها!!
فتحت والدتي العلبة ونظرت اليها مطولاً ثم قالت : خذي هذه الضيقة جداً واستبدليها مع إحدى الصديقات!!
ثم أكملت وهي تلاحظ حيرتي ودهشتي :
- يجب أن تكون لديكِ تنورتان من نفس القماش.
قلتُ لها بذهول : ولكن ما الذي ستفعلينه؟
قالت وهي تبتسم في وجهي :
-سأخيط لكِ تنورة كلوشه واسعة.. ( التنوره الواسعة عندنا في العراق تسمى .. تنورة كلوشه ) .
أكملت والدتي وهي تحاول زرع الثقة بداخلي : لن ينتبه احد إلى ذلك من الأساتذة ( الحزبيين) لأنها ستكون من نفس قماش الزي الموحد!!
قلت وأنا ما زلت أشعر بالحيرة :
- لكني لن أستطيع ترك الجبة يا أمي.. لقد اعتدت عليها.. أشعر بأنهم يذلونني ويجبرونني على ترك حجابي!!
قالت وهي تربت على كتفي : ستكون تلك التنورة حجاباً شرعياً أيضاً.. صدقيني!!
بكيتُ في ليلتها كثيراً وذهبتُ صباحاً إلى الجامعة وأنا ما زلت ارتدي الجبة.. فوجدت إحدى الفتيات من كلية العلوم جالسة على سُلَّم الطابق الثاني وهي تبكي.. قلت لها : ما الأمر؟
قالت : لقد طردني الأستاذ من المحاضرة لأني إلى الآن ارتدي الجبة!!
قلت في نفسي : يجب أن أفعل ما طلبته مني أمي وإلا سيكون مصيري كهذه الطالبة!!
أخذت التنورة واستبدلتها مع إحدى زميلاتي التي كانت قد استلمت الزي للتو .. ذهبتُ إلى البيت وجلست امي ( وكانت خياطة ماهرة) فخاطت لي من تلك التنورتين تنورة واحدة واسعة ورائعة.. شعرت وانا البسها بأنني سأسير في الجامعة بكل أمان وطمأنينة.
في اليوم التالي تفاجأت صديقاتي، وصِرنَ يسألننّي عن هذه التنورة الرائعة!
كنت افتخر بأمي وأنا أتحدث لهن، فهي لم تشجعني على ترك الجامعة وفيها كل مستقبلي.. وفي نفس الوقت لم تشجعني على لبس الزي الموحد على ما هو عليه من الضيق والدعوة إلى التبرج.. لذلك فكرت - رحمها الله - بهذه الخدعة الذكية!!
فرحتُ كثيراً وانا ارى بعد ايام أن هناك طالبات صِرنَ يرتدينَ نفس تنورتي بعمل تلك الطريقة، وكنت اذهب في كل مرة لأخبر والدتي بأن طريقتها شاعت بين الفتيات وهُنَّ يدعون الله لها بأن يجزيها كل خير.
جزاكِ الله خيراً يا والدتي وأسكنكِ فسيح جناته مع السيدة الزهراء " عليها السلام" إذ حافظتي على ستري وحجابي وبفضلكِ أيضاً لم يضِع مستقبلي..
ماذا ستقولين لو كنتِ اليوم موجودة وترين الفتيات كيف يضعن الحجاب تحت أقدامهن وهن يعرض مفاتنهن لكل من هب ودب في الجامعة وغيرها.. رغم انهن في كامل الحرية من ارتداء الحجاب!!
ستتألمين حتماً! لكن في نفس الوقت ستفرحين عندما تجدين بأن العباءة الزينبية والجبة الاسلامية والتنورة الواسعة ..كلٌ منها صارت تأخذ طريقها إلى الجامعة وهي تستر الفتيات العفيفات اللواتي يحاولن أن يتخذن من الزهراء وزينب " عليهما السلام" قدوة لهن.💚💙

#إلا_حجابي