الطريق إلى التوبة
6.2K subscribers
10.2K photos
385 videos
243 files
5.34K links
قد تركتُ الكُلَّ ربّي ماعداك
ليس لي في غربةِ العمر سِواك...
حيثُ ما أنتَ فـ أفكاري هُناك..
قلبي الخفاقُ أضحۍ مضجعك..
في حنايا صدري أُخفي موضعك..

اي استفسار او ملاحظة ارسلها حصرا على هذا البوت

@altaubaa_bot

فهرس القناة
https://t.me/fhras_altauba
Download Telegram
#الحلقة_٥٤

🍃 في الأيام التي تلت حضوري في سوريا كنت منشغلاً بالعمل في الادارة بحسرة لا تصدق، فرأيت في أحد الأيام شابين جالسين جنب بعضهما البعض في مصلى الإدارة فتقدّمت وسلمت عليهما🤝.

كان وجههما مألوفاً لي كثيراً، فقلت للأول: لا أعلم أين رأيتك🤔، لكنك مألوف لي جداً، هل يمكنني السؤال عن لقبك؟ فعرّف الأول عن نفسه، ما إن سمعت بإسمه حتى خُطف لوني❗️، تذكرت ذكريات غرفة العمليات الجراحية و...

فقلت فورًا لصديقه الجالس جنبه: لابدّ من أن أسمك هو حسين، صحيح؟ فأيّد ذلك وانتظراني لأخبرهما كيف أعرفهما، لكن أنا الذي انقلبت أحوالي🔃، ودّعتهما ونهضت.

لقد كنت أتذكّر جيداً 💭 هذين الشابين اللذين هما من الحرس الثوري وقد دخلا معاً البرزخ ثم الجنة بدون محاسبة لأعمالهما📝.

كانا قد استشهدا معاً في حين كانت لديهما مسؤولية وقيادة، راجعت ذهني مرة أخرى💭، هناك عدد آخر من القوات مألوفين لي، لقد شاهدت خمسة أشخاص من الإدارة 🖐🏻 و هم الآن متفرّقون ويعمل كل منهم في قسم مختلف لكني رأيت عروجهم أيضاً، سيستشهد هؤلاء الخمسة معاً💔....

#يتبع_الحلقة_الأخيرة
#ثلاث_دقائق_في_القيامة
#كنت_في_انتظارك 7⃣1⃣

🔸وصلتُ إلى الصف، إستأذنتُ الأستاذ ليسمح لي بالدخول واعتذرتُ له عن تأخري، دخلتُ وإذ بِريم تنظُر إليَّ متبسِّمة !

🔹لم أكُن أريد أن أَجرَح مشاعرها، لكن لا خَيَار أمامي، فإن لم أكُن حازِماً من أول الطريق لن أتمكَّن من التخلّص من تِلك الأمور التي أَوقعتني في المهالِك..

🔸لم أُعِرها إهتِماماً، تابعتُ سيري وجلستُ على مقعدي.. كنتُ أرغبُ بشِدّة أن أنظر إليها، لكنّي تمَالكتُ نفسي، فأنا لا أريد أن أُفسِد الأمر.

🔹رنّ جرس الفُرصة، وتدافع الطلاب في الخروج إلى الملعب، أمّا ريم فكانت تنتظرُني قُرب الباب لنخرج سويّاً، وقَع نظري عليها فابتسمَت نفس تلك الإبتسامة.. لكني اليوم رأيتُ أن الشيطان يقِف خَلف هذه الإبتسامة على عكس المرّة الأولى حيث أعماني هوى نفسي..
مِلتُ بِبصري ناحية أصدقائي وتوَجّهتُ صَوبهم غير مبالٍ لها، لِتفهم من ذلك أنني لا أريد التكلُّم معها..

🔸أثناء الفُرصة، وصلَتني رسالة على هاتفي، فكانت ريم : ▪️لماذا كل هذا الجَفاء ؟ هل من تفسير لتصرفاتك ؟

🔹عندها أخذتُ قراري الحازِم بصعوبة، فكنتُ مُتضايقاً جداً لكنني إعتصمتُ بالله واستعذتُ به من الشيطان الرجيم، وأرسلتُ لها :
▫️السلام عليكم ريم.. أنا أعتذر منكِ لكن لم يعُد هناك شيء يربطنا، نحن نختلف بأفكارنا وتوَجُّهاتنا، أتمنى لكِ حياةً طيبة.

🔸إنهالَت رسائلُها عليّ، تريدُ تبريراً لفِعلي، لكني لم أُجِبها، فماذا أقولُ لها ؟ هل أقول أن حبِّي لكِ يحجُبني عن حبِّ مولاي وسيّدي صاحب الزمان؟ لكنها حتماً ستَستهزِئ من كلامي، فهي لن تتفَهَّم مُعاناتي وما جرَّتني إليه من ذنوبٍ ومعاصي..

🔹لا أُخفي عنكم أنّي عانَيتُ بِداية الأمر كثيراً، كنتُ أرغب في التكلّم معها مِراراً لكني بحمد الله كنتُ أُصبِّر نفسي بحبِّ صاحب الزمان (عليه السلام)، وكنتُ على ثِقةٍ بأن الله سبحانه سيُعوضني خيراً منها، بفتاةٍ مؤمنةٍ قد اختلَج قلبَها حبُّ الإمام المهدي عليه السلام ..

🔸لكن بعد فترةٍ وجيزة، تغيّرت نظرتي لها فباتَت مثَلُها كمثَل باقي الفتيات لا أملِكُ أدنى مشاعر ناحِيَتها، بل على العكس عندما تخلَّصتُ من عمَى هواها، إستغربتُ من نفسي كثيراً ! فكيف وقعتُ في حبِّها ! هذا الحبّ الدُنيَوي الذي زال وفنَى بكل هذه البساطة تماماً كطبيعة هذه الدنيا !

🔹في ذلك اليوم، عندما عُدتُ من الثانوية، توَجهتُ إلى السوق، بِعتُ هاتفي الجديد وبثمنه اشتريتُ هاتفاً آخر متواضعاً وأقل سعراً، أمّا باقي المبلغ فقد إشتريتُ أغراضاً وحاجاتٍ لأمي كانت قد حرمَت نفسها منها لأجل تلبية مُتطلباتي السخيفة😔

🔸في طريق العودة إلى المنزل، زُرتُ ضريح والدي وتَلَوتُ عنده بعض آيات القرآن الكريم..

🔹منذ ذلك اليوم، شملتني الرحمة الإلهية وبدأَت علاقتي بالله تتحسن، لم أنَم يوماً قبل أن أُقبِّل يد أمي وأسألها الرِضا، كما داوَمتُ على إهداء الأعمال الصالحة والصدَقات إلى والدي الشهيد..

🔸إلتزمتُ ببرنامج التوبة لأكثر من سنة، خاصةً الإستغفار في السحر فكان له أثراً كبيراً في قَبول توبتي..
لا أُنكِر أني قد واجهتُ بعض الصُعوبة في المُداومة على الإلتزام به، لكن عند إدنى تهاوُنٍ مني، كنت أُسارِع في الإستغفار وتجديد العزم مُعتصماً بالله تعالى..

🔹لكن حسرتي الوحيدة أنني لم أتمكّن من الشعور بلذّة الصلاة كما كنتُ في سابِق عهدي، لكن مع المُجاهدة في تأديتَها بحضور قلب، وإهتمامي الشديد بأول وقتها، كانت صلاتي في تحسُّنٍ مستمرٍ بفضل الله.

🔸وفي إحدى الليالي الباردة، كنتُ أفكّرُ بمولاي صاحب الزمان (عليه السلام) قبلَ نومي، كنتُ أبكي لغَيبته عنّا، كنتُ أُناجيه بصوتٍ خافِت : أين أنت يا مولاي في هذا البرد القارِس، كيف أهنأُ بنومي الدافئ وأنا لا أدري بأيّ حالٍ أنت يا مولاي💔

🔹غفَوتُ وأنا على هذه الحالة، فرأيتُ في عالَم الرُؤيا وَجهَ سيدي ومولاي أبا عبد الله الحسين (عليه السلام)، كان ينظرُ إليّ ويبتسِم.. إستيقظتُ من نومي والسرور يغمرُني❤️

🔸فهمتُ من رُؤياي أنها علامة الرِضا، وأن الإمام الحسين عليه السلام قد دَعاني لزيارته، وبالفعل ما هي إلا أياماً معدودة، حتى تيّسرَت أمور الزيارة إلى كربلاء المقدّسة....

#يتبع_الحلقة_الأخيرة
بِـسْـمِ اللهِ الرَّحْـمـٰنِ الرَّحِـيـمِ

اللّهم صلِّ علی مُحمَّد وآل مُحمَّد وعجِّل فَرَجَهُم

9⃣4⃣ #عروج_إلى_الملكوت

بالطبع يا أخي ليس سهلًا الموقف الذي مررت به.. لكنّني أريد منك أن تعلم أنه يوجد عدوٌّ لك خبيثٌ ماكرٌ، هو الشيطان الرجيم.. إنه يعمل في الليل والنهار من أجل أن يُفسد حياتك وأن يبعدك عن ربِّ العالمين وعن الصراط المستقيم.. لكنني أريد أن اطرح عليك سؤال..
تفضّل يا أخي
هل أنتَ حرٌّ أم عبدٌ لله؟
بالطبع أنا عبد لله
أحسنت، لكن ألم أُخبرك سابقًا أن العبد هو الذي يعمل بأمر مولاه.. ويُؤثِر رضاه على أي دافعٍ أخر ؟ هل نظرتَ أين رضا الله سبحانه وتعالى عندما فعلتَ كل هذه الأمور مع زوجتك ؟
لكنّني محقّ.. هي التي أخطأت !
حبيبي حسين، الشيطان كل همّه أن يحرفنا عن الصراط المستقيم.. وإنه يحاول بشتّى الطرق.. فإن استطاع بشكلٍ مباشر أن يجرّنا لارتكاب الذنوب فإنه لا يُقصّر.. وإن عجز عن استدراجنا بشكلٍ مباشر عندها يلجأ لأساليب ملتوية عن طريق خداعنا بأننا على حق وأن هذا هو الصواب.. لكن هل نحن حسب مزاجنا نقرر إن كان هذا التصرف فيه رضا الله سبحانه وتعالى.. أم أن هناك وسيلة لذلك ؟
ما هي هذه الوسيلة ؟
الوسيلة هي القرآن الكريم وأحاديث أهل البيت عليهم السلام.. وفي معرفة الحلال والحرام نلجأ للمرجع الأعلم الذي يستنبط الحكم الشرعي الذي يُرضي الله سبحانه وتعالى.. فإن كنت حقًّا عبدًا لله لا يمكنك أن تبني أين رضا الله حسب مزاجك..

الآن فكّر في هذه القضية.. نعم أنا أقول لك زوجتك أخطأت التصرّف.. لكن لا يجوز أن تعتبرها فاسقة.. فأنت أيضًا أخطأت التصرّف وفعلت كما أمرك الشيطان وليس كما يريد ربّ العالمين.. هل كان رضا الله سبحانه وتعالى أن تصفعها على خدّها ؟ هل كان رضا الله سبحانه وتعالى أن تُهينها أمام أمّك ؟ هل أنت تيَقّنت أن الله سبحانه وتعالى يحب ويرضى أن تطرد زوجتك من البيت ؟ أم أن هذه الأمور نابعة من أهوائك وانفعالاتك الشخصية ؟ فهل هكذا تكون أنتَ حقًّا عبدًا لله ؟ لله فقط؟!!

أنا أقول لكَ بكل صراحة، إن أنت بقيتَ على هذه الحال، ولم تكن حريصًا بكل صدق أن تختار رضا الله سبحانه وتعالى فقط.. فقط.. عندها لن تكون عبدًا حقيقيًا لله.. ستكون عبدًا للهوى والأنا والشيطان !

رضا الله سبحانه وتعالى الذي تستنتجه من القرآن الكريم والأحاديث الشريفة هو أن لا تظلم زوجتك.. وإن كانت مخطئة.. عليك أن تُرشدها وتأمرها بالمعروف وتنهاها عن المنكر بالأسلوب الحسن.. كان يجب أن تسمعها وأن تحاول أن تنقذها من مخالب إبليس الذي خدعها كما خدعك.. رِضا الله أن تعاملها بالمودة والرحمة.. وليس بالإهانة والظلم..

معك حق في هذا الأمر😞.. فأنا لم أفكر في تلك اللحظات أين رضا الله.. لقد كانت تصرفاتي نابعة من الغضب والانفعال.. لقد وقعنا كلانا في فخ إبليس.. أستغفر الله وأتوب إليه..

بارك الله بك يا أخي.. هذا درسٌ لكما لكي تكونا بشكلٍ دائم على حذر من مكائد هذا العدو الخبيث وأن تلتزما بالإستعاذة دائمًا بالله سبحانه وتعالى منه.. يجب أن تُحقِّقا ارتباطًا حقيقيَّا قويًّا بالله عزّ وجلّ لكي يُنجيكما من وساوس هذا العدو الخبيث ومكائده.. وأن تقفا عند كل موقفٍ وأن تتأكّدا أين رضا الله سبحانه وتعالى.. ثم تقوما بسحق كل الأهواء والدوافع الشيطانية وتفعلا ما يرضاه الله سبحانه وتعالى فقط .. الله فقط.. هذه هي العبودية الحقيقية التي توصل إلى أعلى مراتب القرب من ربِّ العالمين..

#يتبع_الحلقة_الأخيرة
#عروج_إلى_الملكوت 🕊
✍🏻 #أميري_حسين

╭┅━.🕊•━┅╮
T.me/altauba
╰┅━•🍃🌷🍃•━┅╯

🕊🕊🕊🕊🕊