⠀  
                   🌟  أبو خَيْثَمة ▫️  🌟

📃بطاقة تعريف:

هو مَالِك بن قَيْس، بن ثَعْلَبة بن العجلان، الخزرجيُّ، الأنصاريُّ.
مشهورٌ بِكُنيَتِه: أبي خَيْثَمَةَ.

📃غَضَبه لغضب رسول الله ﷺ:

▫️لما كانت زينب بنت رسول الله ﷺ في طريق هجرتها من مكة إلى المدينة، بعد غزوة بدر؛ تعرَّض لها جماعةٌ من قريش فرَوَّعُوها، وكانت حاملًا فسقط حملها مِن خوفها، ثم نجَّاها الله تعالىٰ منهم ووصلت إلى أبيها ﷺ.

غضب النبي ﷺ لِما حدث لها، وغضب الصحابة -رضي الله عنهم- لغضب رسول الله ﷺ، ومن بين هؤلاء: أبو خَيْثَمة الأنصاري الذي أخرج غضبه في صورة أبياتٍ شعرية، فقال:

أتَانِي الَّذِي لَا يَقدُرُ النَّاسُ قَدْرَهُ
       لِزَيْنَبَ فِيهِم مِنْ عُقُوقٍ وَمَأْثَمِ.

وَإِخْرَاجُهَا لَمْ يُخْزَ فِيهَا مُحَمَّدٌ
       على مَأْقِطٍ وَبَيْنَنَا عِطْرُ مَنشَمِ.

📃ثم قال رضي الله عنه:

فَأَبْلِغ أَبَا سُفْيَانَ إِمَّا لَقِيتُهُ
     لَئِنْ أَنتَ لَمْ تُخْلِص سُجُودًا وَتُسْلِم

فَأَبشَر بِخِزْيٍ فِي الحَيَاةِ مُعَجَّلٍ
       وسِرْبَالِ نَارٍ خَالِدًا في جَهَنَّمَ.

📃دوره يوم أُحُد:

🐎 لما عزم النبي ﷺ على الخروج لمُلاقَاة المشركين عند جبل أُحُد؛ أراد أن يسلك طريقًا مختصرًا وخفيًّا على أعدائه، فقال لأصحابه:

«مَنْ رَجُلٌ يَخْرُجُ بِنَا عَلَى الْقَوْمِ مِنْ كَثَبٍ -أَي: مِنْ قُرْبِ- مِنْ طَرِيقٍ لَا يَمُرُّ بِنَا عَلَيْهِمْ؟» فَقَالَ أَبُو خَيْثَمَةَ الأنصارِيُّ رَضِيَ لِلَهُ عَنْهُ: "أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهُ"، فَنَفَذَ بِهِم فِي حَرَّةِ بَنِي حَارِثَةَ، حتى مر بجيش المسلمين من طريقٍ مختصرٍ خفيٍّ على الأعداء.

✔️وأبلىٰ أبو خَيْثَمة يوم أُحُد بَلَاءً حَسَنًا، ثم شَهِدَ مع رسول الله ﷺ بقية مَشَاهِدِه؛ فقد شَهِدَ معه الخندق، والحديبية، وغزوة خيبر، وفتح مكة، وحنين، وتبوك.

📃إِنَّ اللهَ يدافع عن الذينَ آمَنُوا:

▫️ويوم تبوك عندما حثَّ النبي ﷺ المجتمع الإسلامي على الصدقة؛ لتجهيز جيش العُسْرَةِ، قام الصحابة -رضي الله عنهم- يساهمون في تجهيز هذا الجيش؛ كلٌّ بحسب طاقته، «فَجَاءَ رَجُلٌ فَتَصَدَّقَ بِشَيْءٍ كَثِيرٍ، فَقَالَ المُنَافِقُونَ: مُرَاءٍ، وَجَاءَ رَجُلٌ فَتَصَدَّقَ بِصَاعٍ، فَقَالُوا: إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنْ صَاعِ هَذَا، فَأَنزل الله تعالى مُدافعًا عن عباده:

📖﴿الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [التوبة: ٧٩]

⬅وكان الذي تصدَّق بصاعٍ، فَلَمَزَهُ المنافقون: أبا خَيْثَمة الأنصاري رضي الله عنه.

📃كن أبا خَيْثَمَة:

▫️ولَمَّا سار رسول الله ﷺ إلى تَبُوكَ تباطأ أبو خَيْثَمة رضي الله عنه، وأوقَعَهُ الشيطان في فخِّ التسويف، حتى إذا سار رسول الله ﷺ أَيَّامًا رجع أبو خيثمة إلى أَهْلِهِ في يَوْمٍ حَارٍ، فَوَجَدَ امْرَأَتَيْهِ في عَرِيشَيْنِ لهما في حائط، قد رَشَّتْ كُلُّ وَاحِدَةٍ منهما عَرِيشَهَا، وَبَرَّدَتْ لَهُ فِيهِ مَاءً، وَهَيَّأَتْ لَهُ فِيهِ طَعَامًا، فَلَمَّا دَخَلَ قَامَ على بَابِ الْعَرِيشَيْنِ فَنَظَرَ إِلَى امْرَأَتَيْهِ وما صَنَعَتَا لَهُ، فقال: رَسُولُ اللهِ ﷺ في الضح وَالرِّيحِ وَالْحَرِّ، وَأَبُو خَيْثَمَةَ في ظِلٍّ بَارِدٍ، وَمَاءٍ بَارِدٍ وَطَعَامٍ مُهَيَّأٍ، وَامْرَأَةٍ حَسْنَاءَ في مَالِهِ مُقِيمٌ؟!

ما هَذَا بِالنَّصَفِ، ثم قَالَ: لَا، وَاللهِ لَا أدخُلُ عَرِيشَ وَاحِدَةٍ مِنْكُمَا حَتَّى أَلْحَقَ بِرَسُولِ اللَّهِ، فَهَيِّئا لي زَادًا، فَفَعَلَتَا، ثم قَدَّمَ نَاضِحَهُ فَارْتَحَلَهُ، ثم خَرَجَ في طَلَبِ رَسُولِ اللهِ ﷺ حَتَّى أَدْرَكَهُ بِتَبُوكَ حِينَ نَزَلَهَا، فَسَارَ أَبو خيثمة حَتَّى إِذَا دَنَا مِنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ، رَأَى النبيُّ ﷺ رَجُلًا مُبَيِّضًا يَزُولُ بِهِ السَّرَابُ، فَقَالَ ﷺ: «كُنْ أَبَا خَيْثَمَةَ».

📃فقالوا: يا رسول الله، هو وَاللَّهِ أَبُو خَيْثَمَةَ الْأَنْصَارِيُّ، فَلَمَّا أقبل قال له رسول اللّه ﷺ: «أَوْلَى لَكَ، أَبَا خَيْثَمَة»، فأتاه أبو خيثمة وهو يبكي، فقال له رسول الله ﷺ: «ما خَلَّفَكَ يا أبا خيثمة؟!» قال: كدتُ -يا نبي الله- أن أهْلِكَ بتخَلُّفي عنك، تزيَّنتْ لي الدنيا، وتزيَّنَ لي مالي في عيني، وكدت أن أختارَهُ على الجهاد، فعزم الله عليَّ بالخروج، فقال له رسول الله ﷺ خيرًا، واستغفر له، وَدَعَا له بخير.

📃وحان وقت الرحيل:

▫️وقد عَمَّرَ أبو خيثمة -رضي الله عنه- إلى زمن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، وبعد حياة طويلة في سبيل الله: يحين وقت الرحيل؛ فينام أبو خَيْثَمة على فراش الموت، وتخرج روحه لتُحَلِّق في جنات النعيم.

🤍رضي الله عنهم وأرضاهم🤍

#أبو_خيثمة
#عظماء_لم_تسلط_عليهم_الأضواء
#رمضان_غار_حرائي #اليوم_التاسع_والعشرون
#السراج_المنير👑


🌙〰💥 🌟  💥〰🌙