دُرَر النابلسي
3.53K subscribers
131 photos
185 videos
34 files
121 links
الداعية الذي اتفق الجميع على حبه😍
رقيق القلب ذات اسلوب سلس يدخل البهجة لك
الداعيه محمد راتب النابلسي 🌹

🔹مقاطع للشيخ محمد راتب النابلسي

🔸صور دعوية للشيخ

🔹مقالات للشيخ

🔸وفوائد جميلة وممتعة

🔹اعجازات علمية

~~~♡♡~~~♡♡~
#انشر_تؤجر_ان_شاء_الله
Download Telegram
هرقل والمسلمون .

 أيها الإخوة المؤمنون ؛ بمناسبة العام الميلاديّ الجديد ، هرقلُ كان بين رجاله الكبراء ، وكان الحديث عن هؤلاء العرب الذين خرجوا من جزيرتهم وفتحوا البلاد ، وخضَعَتْ لهم العباد ، كان يسأل رجاله المقرّبون إليه ، ما شأن هؤلاء ؟ وما قصّتهم ؟ اختلفوا في أفكارهم ، وفي تحليلاتهم وفي تقويمهم ، إلى أن وقفَ كبار القسّيسين ، وهو عالمٌ كبير بدِين النَّصْرانيّة ، وقال : أما تعلمُ لما نُصِرَ علينا المسلمون ؟ قال : لا ، وحقّ المسيح ، قال : أيها الملك ، لأنّ قومنا بدَّلوا دينهم ، وغيَّروا مِلَّتهم ، وجحدوا بإجابة المسيح عيسى بن مريم صلوات الله عليه ، وظلموا بعضهم ، وليس فيهم من يأمرُ بالمعروف ، وينهى عن المنكر ، وليس فيهم عدلٌ ولا إحسان ، ولا يفعلون الطاعات ، وضيَّعوا أوقات الصلوات ، وأكلوا الربا وارتكبوا الزنا ، وفشَتْ فيهم المعاصي والفواحش ، وهؤلاء المسلمون طائعون لربّهم متّبعون دينهم ، رُهبانٌ بالليل ، فرسانٌ بالنهار ، لا يفترون عن ذِكْر ربّهم ، ولا عن الصّلاة على نبيِّهم ، ليس فيهم ظلمٌ ، ولا عُدوان ، ولا يتكبّر بعضهم على بعض ، وشعارهم الصّدق ، ودثارهم العبادة ، وإن حملوا علينا لا يرجعون ، وإن حملنا عليهم فلا يُولّون ، قد علموا أنّ الدنيا الفناء ، وأنّ الآخرة هي دار البقاء ، فلمّا سمِعَ هرقلُ ما قال هذا القسيس قالوا جميعًا : وحقّ المسيح لقد صدَقْتَ بهذا .
 هكذا كان أجدادنا ، وبهذه الأخلاق نُصِروا ، بهذا التمسّك ، وبهذا الأمر بالمعروف ، والنّهي عن المنكر ، في الليل رهبان ، وفي النهار فرسان لا يتكبّر بعضهم على بعض ، لا يأكل بعضهم حقّ بعض ، كانوا طائعين لله ، منقادين لأوامر الدِّين فرفعهم الله عز وجل ، قال تعالى :
﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾
[ سورة النور الآية : 55 ]
 وربّنا سبحانه وتعالى يقول :
﴿ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً ﴾
[ سورة مريم الآية : 59]
 أقول قولي هذا ، وأستغفر الله لي ولكم ، فيا فوز المستغفرين .
والحمد لله رب العالمين
***
#نصوص_الدكتور_محمد_راتب_النابلسي
#نصوص_الدكتور_محمد_راتب_النابلسي
#الإعجاز_العلمي في
آداب شرب الماء في الإسلام:

توجيهات النبي الكريم المتعلقة بشرب الماء
متعددة منها:

1 ـ من السنة أن يشرب الإنسان كأس الماء على مراحل ثلاث:

أيها الأخوة الكرام، من توجيهات النبي صلى الله عليه وسلم في شرب الماء يقول عليه الصلاة والسلام:

(( لا تشربوا واحدا كشُرب البعير، ولكن اشربوا مَثنى وثُلاث )).

[أخرجه الترمذي عن عبد الله بن عباس ]

يعني من السنة أن تشرب الكأس على مراحل ثلاث.

(( لا تشربوا واحدا كشُرب البعير، ولكن اشربوا مَثنى وثُلاث ))

حدثني أحد الأطباء في عصب اسمه العصب الحائر، وله اسم آخر اسمه العصب المبهم، هذا العصب مرتبط بالقلب وبالمعدة، عندما الإنسان يشرب الماء البارد دفعة واحدة وجسمه في الدرجة السابعة و الثلاثين ربما تنبه هذا العصب تنبهاً قاسياً فأودى بحياة الإنسان، في أكثر من عشر حالات في العالم موت مفاجئ من شرب الماء دفعة واحدة، ماء بارد، وأنت في حر شديد دفعة واحد، لذلك:

﴿ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ ﴾

( سورة البقرة الآية: 249 ).

فالسنة إذاً مبنية على حقائق العلم، اشرب الماء على مراحل ثلاث، أول مرة والثانية، والثالثة، هذا أول توجيه من توجيهات النبي عليه الصلاة والسلام.

2 ـ البسملة قبل الطعام و الشراب:
الآن تتمة هذا الحديث:
(( وسَمُّوا الله إذا أنتم شَربتم، واحْمدوا الله إذا رَفعتم ))

أريد أن نفهم معاً ماذا تعني التسمية، ماذا تعني التسمية بالعمق ؟ أولاً هذا الكأس من جعله عذباً فراتاً ؟ الله عز وجل، هو من ماء البحر أصله، من ماء:
﴿ مِلْحٌ أُجَاجٌ ﴾
( سورة الفرقان الآية: 53 )

أحياناً تغرق السفينة وينجو بعضهم بقارب نجاة، ويموتون واحداً واحداً من شدة العطش، وهم فوق البحار، كما قال بعض الشعراء:
كالعيس في الصحراء يقتلها الظمأ والماء فوق ظهورها محمول
وكم من قارب نجاة مات من فيه واحداً واحداً من شدة العطش

* * *
وهم على سطح البحر.

من معاني البسملة:
1 ـ لفت النظر إلى أن هذه النعمة من عند الله والإنسان يستخدمها ويتنعم بها:

لذلك أيها الأخوة، من جعل ماء البحر عن طريق التبخر، والأمطار، والينابيع، ماءً عذباً فراتاً ؟ ما معنى بسم الله ؟ يعني أنا أشرب الماء الذي خلقه الله عذباً فراتاً، الذي صنعه الله عذباً فراتاً، الذي سخره الله لي عذباً فراتاً، أنت في كل قضية تسمي الله عز وجل فيها، يعني انتبه إلى هذه النعمة، شخص دخل لبيته قال: بسم الله الرحمن الرحيم، من أعطاك هذا المأوى ؟ شخص أكل طعاماً يحبه، وجسمه يحتمل هذا الطعام وجسمه صحيح، قال: بسم الله الرحمن الرحيم، من خلق هذا الطعام ؟ عود نفسك أن البسملة تعني لفت نظر لهذه النعم، دخلت إلى بيتك، ركبت مركبتك أمسكت ابنك، البسملة تعني لفت النظر إلى أن هذه النعمة من عند الله، وأنت تستخدمها وتنعم بها بسم الله.

2 ـ استعمال البسملة وفق منهج الله عز وجل:

المعنى الثاني: الإله العظيم كيف أمرك أن تشرب عن طريق نبيه ؟ أن تشرب على مراحل ثلاث، فكأن البسملة تعني شيئين، تعني أن هذه نعمة، وأن هذه النعمة ينبغي أن تستعملها وفق منهج الله، هذا معنى البسملة، بسم الله الرحمن الرحيم، باسم فضله، باسم كرمه، باسم نعمه، ووفق منهجه، أشرب هذا الكأس.
فلذلك أول توجيه:

(( لا تشربوا واحدا، كشُرب البعير، ولكن اشربوا مَثنى وثُلاث، وسَمُّوا الله إذا أنتم شَربتم، واحْمدوا الله إذا رَفعتم ))

[أخرجه الترمذي عن عبد الله بن عباس ]

شخص سأل أمير المؤمنين، قال: يا أمير المؤمنين، بكم تشتري هذا الكأس لو منع منك ؟ قال: بنصف ملكي، قال: لو منع إخراجه ؟ قال: بنصف ملكي الآخر.
أن تشرب والكليتان تعملان بنظام، الأسبوع الماضي أخوين كريمين فجأة اكتشفا أن الكلية متعطلة، ماذا يعني تصفية البول عن طريق كلية صناعية ؟ يعني ثماني ساعات وبالأسبوع ثلاث مرات، أما هذه الكلية التي أودعها الله فينا بحجم البيضة، تعمل بانتظام تصفي الدم، إذاً: إذا شربتم فسموا، وإذا رفعتم فاحمدوا، هذا التوجيه.
بالمناسبة أيها الأخوة:

(( إذا دخل الرجلُ مَنزِلَه فذكر اللَّه عند دخوله وعند طعامه، قال الشيطان: لا مَبيتَ لكم ولا عَشاءَ، وإن ذكر اللَّه عند دُخوله، ولم يذكره عند عشائه، يقولُ: أدركتم العَشاء، ولا مَبيِتَ لكم، وإذا لم يذكر اللَّه عند طعامه قال: أدركتم المبيتَ والعَشاءَ ))

[ أخرجه مسلم وأبو داود عن جابر بن عبد الله ].
يتبع ⬇️

@nablsidurr468
#نصوص_الدكتور_محمد_راتب_النابلسي
#سؤال_وجواب


 هل الرسول صلى الله عليه وسلم انطوى عليه السحر؟ .

بسم الله الرحمن الرحيم

سؤال:

 فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 هل الرسول صلى الله عليه وسلم انطوى عليه السحر، علماً أن رب العالمين منع الجان عن عباده المؤمنين بقوله تعالى: " إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ ".
وجزاكم الله عنا كل خير

الجواب:

 بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين وبعد.
الأخ الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إجابة على سؤالكم، نفيدكم بما يلي:
 مادام الحديث الصحيح في البخاري وغيره جاء بقصة سحر النبي صلى الله عليه وسلم، فلا مجال لمناقشة هذا الموضوع عقليا، ولابد من التسليم والاستسلام للنص الصحيح...والله قادر على كل شيء وفعال لما يريد، ولا معقب لحكمه... بقي أن نؤكد أن أثر سحر النبي لا يمكن أن يتعدى ظواهر وأعراض في شخصه صلى الله عليه وسلم، ولا يؤثر فيما يبلغه عن ربه، والله قادر على كل شيء، وله حكمة في كل شيء.

والحمد لله رب العالمين


#انشر_تؤجر
https://t.me/nablsidurr468
علينا أن نعتز بديننا وبأعيادنا ونبتعد عن كل ما يضعف انتماءنا لهذا الدين :

محور هذا الدرس أنه قد أجمع جميع فقهاء المسلمين على تحريم التشبه بالكفار، وحضور أعيادهم، وذهب بعضهم إلى أبعد من ذلك، من ذبح بطيخة في يوم عيدهم فكأنما ذبح خنزيراً، هذه بعض الأقوال.
أيها الأخوة، ما كنت في حاجة إلى مثل هذا الموضوع لولا أنني شاهدت المسلمين ومعهم الكتاب والسنة، ومعهم وحي السماء، ومعهم منهج نبيهم، ومعهم بطولات لا يعلمها إلا الله، لأن إقبالهم على الاحتفال بأعياد الطرف الآخر، ولو كانت بدعية عندهم، عيد الحب بدعي عندهم، والله يوجد قصص سمعتها عن هذا العيد لست متأكداً منها، لذلك لا أرويها لكن أنا في البحث عنها، غير معقول، لو قرأنا السنة والسيرة لوجدنا فيها ما يغني، ما يملأ كل مشاعرنا، وكل قلوبنا، وكل أفكارنا بقيم ومبادئ وآراء رائعة جداً.
أيها الأخوة الكرام، كل شيء يبعدك عن أن تكون في صميم الدين خطير في حياتك، وكل شيء يقربك من أن تكون في صميم هذا الدين نافع لك في حياتك، فأنت حينما تتوهم أن الدين خمسة بنود؛ صوم وصلاة وحج وزكاة وشهادتان أنت لا تفقه شيئاً، الدين أنا لا أبالغ خمسمئة ألف بند، فلك عيد، ولك قيم، ولك منهج، ولك دستور، ولك شرعة، ولك منهاج، ولك نظام، ولك شريعة، ولك حل لكل مشكلة يعانيها الناس، فلماذا نزهد في هذا الدين العظيم، ونتعلق بما يفعله الآخرون؟ مثلاً بالأعراس لا بد من أن يجلس العريس إلى جنب العروس أمام جمع غفير من النساء الكاسيات العاريات، من قال هذا؟ التقاليد التي تصادم منهج الإسلام تركل بالقدم، أن نصور هؤلاء النساء وهنّ كاسيات عاريات، ولهم أزواج، وأن يهدى الشريط من بيت إلى بيت، وأن يسأل من هذه؟ والله هذه جميلة جداً؟ هذه ابنة فلان، هذه زوجة فلان، هذا هو الدين، حدثني أخ يبدو ضعيفاً في بيته، ويوجد عرس لابنته، ويجب أن يصور تصويراً، بذل المستحيل، لم يستطع فجاء للمصورة قال لها: كم تريدين؟ قال له: ألفين، قال لها: هذه أربعة آلاف ولكن من دون فيلم، فرح الجماعة، التصوير قائم على قدم وساق، ثم اكتشف أنه لا يوجد فيلم في الآلة، كل شيء فيه مخالفة للدين ينبغي أن نبتعد عنه، وبقوة لا بضعف، لا برجاء، لا بليونة، المؤمن وقاف عند كتاب الله:
﴿ يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ ﴾
[ سورة مريم: 12 ]
أما حينما نتساهل، بالأعراس يوجد تساهل، بعقود القران يوجد تساهل، أي نسأل الله العافية، وأرجو الله سبحانه وتعالى أن يكون هذا الدرس عوناً لنا على أن نعتز بديننا، وبأعيادنا، وبتقاليدنا، وبأعرافنا، وبمنهجنا في الحياة، وأن نبتعد عن كل ما يضعف انتماءنا لهذا الدين، والحمد لله رب العالمين.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين. اللهم أعطنا ولا تحرمنا، أكرمنا ولا تهنا، آثرنا ولا تؤثر علينا، أرضنا وارض عنا، وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه و سلم.
***
#نصوص_الدكتور_محمد_راتب_النابلسي
@nablsidurr468
شهر رجب كغيره من الشهور:
 أيها الإخوة الكرام، شهر رجب كغيره من الشهور، لا يخصص لعبادة دون غيره من الشهور، لأنه لم يثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام تخصيصه لا بصلاة، ولا بصيام، ولا بعمرة، ولا بذبيحة، ولا غير ذلك، وإنما كانت هذه الأمور تفعل في الجاهلية فأبطلها الإسلام، فشهر رجب كغيره من الشهور، لم يثبت فيه عن النبي عليه الصلاة والسلام تخصيصه بشيء من العبادات، فمن أحدث فيه عبادة من العبادات، وخصَّه بها عندئذ يكون مبتدعاً، لأنه أحدث في الدين ما ليس منه، والعبادات كما تعلمون توقيفية، والأصل فيها هو الحظر، لا نقدم على شيء منها إلا إذا كان هناك دليل قطعي الثبوت والدلالة من الكتاب والسنة، ولم يرد في شهر رجب، بشأن خصوصيته دليل يعتمد عليه، وكل ما ورد فيه لم يثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام، بل كان الصحابة الكرام رضوان الله عليهم ينهون عن ذلك، ويحذرون من صيام شيء من رجب خاصة.
 أيها الإخوة الكرام، أما الإنسان الذي له صلاة مستمر عليها، وله صيام مستمر فعليه أن يتابع هذه الصلاة وهذا الصيام في هذا الشهر، ولا حرج عليه إن شاء الله.
#نصوص_الدكتور_محمد_راتب_النابلسي
@nablsidurr468
أيها الأخوة المؤمنون، في شهر رجب تنهال على خطباء المساجد بضع عشرات من الأسئلة حول أشياء توهمها الناس أنها من الدين، وهي في حقيقتها ليست من الدين، فإجابة عن كل هذه التساؤلات أسوق شطر هذه الخطبة، وأسوق الشطر الثاني لما يعانيه المسلمون من أحداث جسام.
أيها الأخوة الكرام، الله عز وجل يقول:
﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ﴾
[ سورة المائدة : 3 ]
 الإكمال نوعي:
﴿وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي﴾
[ سورة المائدة : 3 ]
 والإتمام عددي:
﴿وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِيناً﴾
[ سورة المائدة : 3 ]
 فالدين كامل تام، أي أن عدد القضايا التي عالجها الدين تامة، وأن طريقة المعالجة كاملة، فالدين توقيفي من عند الله لا يضاف عليه، ولا يحذف منه، وينبغي أن يستمر الدين كما بدأ، دون إضافة ودون حذف، حذفت بعض الأحكام الشرعية من أربعمئة عام، ومن جراء هذا الحذف يعاني المسلمون الآن ما يعانون، وأضيفت مئات البدع على هذا الدين، فأصبح هذا الدين فرقاً وطوائف بأسها بينها، فأية إضافة تشرذم الدين، وأي حذف يضعــف الديـن:
﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ﴾
[ سورة المائدة : 3 ]
 وما يقال عن التجديد في الدين لا يزيد عن هذا التعريف الدقيق، أن تنزع عن الدين كل ما علق به مما ليس منه، هذا هو التجديد، بناء تراكمت عليه أشياء غيرت معالمه، فجئنا ونزعنا عن هذا الحجر هذه الطبقة السوداء، فعاد الحجر أبيض ناصعاً، هذا هو التجديد أن ننزع عن الدين كل ما علق به مما ليس منه، الدين توقيفي، لا يحتمل أن تضيف عليه، فإذا أضفت عليه جعلته فرقاً ومزقاً وطوائف واتجاهات يكون في النهاية بأسها بينها، وإذا حذفت منه أضعفته.
#نصوص_الدكتور_محمد_راتب_النابلسي
@nablsidurr468
*الابتداع في الدين طامة كبرى :*
 أيها الأخوة الكرام، شيء آخر: نحن مأمورون أن نجدد في حياتنا، أن نستصنع ثرواتنا، أن نحسن مستوى معيشتنا، أن نهيء لشبابنا بيوتاً، أن نهيء لشبابنا أعمالاً أو نطور أنماط حياتنا، هذا نحن مأمورون به، ولكن الذي حصل جددنا وقلدنا في الدنيا، قررنا الاستقرار في الدنيا وابتدعنا في الدين، فكانت الطامة الكبرى، ضعفنا وتمزقنا.
 أيها الأخوة الكرام، الله جلّ جلاله كما قال في القرآن الكريم:
﴿يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ﴾
[ سورة القصص : 68 ]
 والاختيار إذا نسب إلى الله عز وجل فهو الاجتباء والاصطفاء الدال على ربوبيته، ووحدانيته، وكمال حكمته، وعلمه، وقدرته، ومن اختياره وتفضيله اختيار بعض الأيام والشهور، وتفضيلها على بعض، وقد اختار الله من بين الشهور أربعةً حرماً، قال تعالى:
﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ﴾
[ سورة التوبة : 36 ]
الله خبير بالنفوس جعل الأشهر الحرم لمنع القتال :
 أيها الأخوة: ثم يقول الله عز وجل:
﴿فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ﴾
[ سورة التوبة : 36 ]
 أي في هذه الشهور، لأن الله هو الخبير، لأنه هو العليم، لأنه هو الخالق، لأنه هو الذي خلق النفوس، حينما تشتبك النفوس في حروب، هذه الحروب لا تنتهي حتى تحرق الأخضر واليابس، لا تنتهي حتى يدمر كل شيء، لا تنتهي حتى يسحق كل شيء، وهذا الذي جرى في الحروب العالمية الأولى والثانية، خمسون مليون قتيل، وهذا الذي يجري في كل مكان في العالم اليوم، تدمر الأبنية، تجرف المزروعات، تردم الآبار، تقتل الحيوانات، يدمر كل شيء، فلأن الله خبير بهذه النفوس جعل هذه الأشهر أشهر حرمة يمنع فيها القتال، فيقف القتال، وليس أحد مهزوماً، ويقف القتال وليس أحد منتصراً، يذوق الناس طعم السلم، لعل هذا السلم يستمر، فهذه رحمة الله عز وجل:
﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ﴾
[ سورة التوبة : 36 ]
 هذه الأربعة لم يحددها القرآن الكريم، ولكن النبي عليه أتمّ الصلاة والتسليم حددها في حديثه الصحيح الذي رواه الإمام البخاري ومسلم، فقال عليه الصلاة والسلام في خطبة حجة الوداع:
((إن الزمان قد استدار كهيئته يومي خلق السموات والأرض، السنة اثنا عشر شهراً، منها أربعة حرم، ثلاث متواليات، ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مضر، الذي بين جمادى وشعبان))
[أربعون حديثاً لابن بابويه عن عبد الرحمن بن أبي بكر عن أبيه ]
 فنحن في شهر من الأشهر الحرم، هذا ورد في كتاب الله مجملاً و ورد في سنة النبي صلى الله عليه وسلم مفصلاً.
 أيها الأخوة الكرام، سمي رجب مضراً لأن هذه القبيلة لم تكن تغير الأشهر الحرم، توقعه في وقته، بخلاف باقي العرب الذين كانوا يغيرون، ويبدلون بالشهور بحسب حالة الحرب عندهم، وهو النسيء الذي ذكره الله في قوله تعالى:
﴿إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَاماً وَيُحَرِّمُونَهُ عَاماً لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ﴾
[ سورة التوبة : 37]
 تلاعب بدين الله، هذه الأشهر يبدلونها، يغيرونها بحسب أحوالهم في الحرب والسلم، لكن الله سبحانه وتعالى قال:
﴿مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ﴾
[ سورة التوبة : 36 ]
 أيها الأخوة، هذه الأشهر لها مكانة عند الله كبيرة، لقول الله عز وجل:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ﴾
[ سورة المائدة: 2 ]
 أي لا تحلوا محرماتي التي أمركم بتعظيمها، ونهاكم عن ارتكابها، فالنهي يشمل فعل القبيح، ويشمل اعتقاده في هذه الأشهر:
﴿فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ﴾
[ سورة التوبة : 36 ]
 وهن تعود على الأشهر.
#نصوص_الدكتور_محمد_راتب_النابلسي
@nablsidurr468
*أحكام الأشهر الحرم :*
 أيها الأخوة الكرام، أول أحكام هذا الشهر أن القتال فيه محرم:
﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ﴾
[ سورةالبقرة: 217 ]
 أي معصية كبيرة كي تحقن الدماء، وكي يوقف إطلاق النار من دون غالب ومغلوب، من دون أن تطحن الحرب كل شيء، من دون أن يدمر كل شيء، والشعوب حينما غفلت عن منهج الله طحنت نفسها.
 أيها الأخوة الكرام، وكان العرب في الجاهلية يذبحون الذبيحة في رجب ويسمونها العتيرة، فقد قال عليه الصلاة والسلام:
((لا فرع، ولا عتيرة))
[ متفق عليه عن أبي هريرة]
 فهذه الذبائح التي تذبح في رجب لا أصل لها في الدين. ونادى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: إنا كنا نتعر عتيرة في الجاهلية في رجب، فما تأمرنا؟ قال: " اذبحوا في أي شهر كان" لا علاقة لهذا الشهر بهذه الذبيحة.
 شيء آخر أيها الأخوة، لم يصح في فضل الصوم في رجب شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه، لك أن تصوم الاثنين والخميس، لك أن تصوم الأيام البيض في رجب، لك أن تصوم كل النوافل التي وردت في السنة، أما أن تخص هذا الشهر بصيام فهذا ليس له أساس في الدين.
 أيها الأخوة الكرام، يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: " لم يصم رسول الله صلى الله عليه وسلم الثلاثة الأشهر سرداً ـ أي رجب وشعبان ورمضان كما يفعله بعض الناس ـ ولا صام رجب قط، ولا استحب صيامه"، هذه هي السنة الصحيحة.
 وقال الحافظ بن حجر في تبين العجب فيما ورد في فضل رجب:" لم يرد في فضل شهر رجب، ولا في صيامه، ولا صيام شيء منه معين، ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه، هذا حديث صحيح يصلح للحجة، وقد سبقني إلى الجزم بذلك الإمام الهروي رحمه الله تعالى".
 أيها الأخوة الكرام، دلت الأحاديث الصحيحة على أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعتمر في رجب، كما ورد عن مجاهد قال:
((دخلت أنا وعروة بن الزبير المسجد فإذا عبد الله بن عمر جالس إلى حجرة عائشة رضي الله عنها، فسئل: كم اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: أربعاً إحداهن في رجب، فكرهنا أن نرد عليه، قال: وسمعنا عائشة أم المؤمنين في الحجرة، فقال عروة: يا أماه، يا أم المؤمنين ألا تسمعين ما يقول أبو عبد الرحمن؟ قالت: ما يقول؟ قال: يقول إن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتمر أربع عمرات إحداهن في رجب، قالت: يرحم الله أبا عبد الرحمن ما اعتمر عمرةً إلا وهو شاهد، وما اعتمر في رجب قط))
[ متفق عليه عن مجاهد]
 وجاء عند مسلم وابن عمر يسمع فما قال لا ولا نعم. إذاً أيضاً هذه العمرة التي تنسب إلى النبي في رجب ليس لها أصل في هذا الحديث الصحيح.
 أيها الأخوة الكرام، صلاة الرغائب هذه سئلت عنها كثيراً، هذه الصلاة شاعت بعد القرون المفضلة، أي خير القرون قرني ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، وبخاصة في المئة الرابعة، وليس لها أصل في العبادات التي وردت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
 أيها الأخوة الكرام، ولم يرد أصل عن التصدق عن روح الموتى في رجب، ولا عن أدعية مخصوصة تقال في رجب، ولا عن تخصيص زيارة القبور في رجب، ومن العجب أن بدعاً كثيرةً ابتدعت في هذا الشهر، هو شهر من الشهور، من الأشهر الحرم كما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لك أن تصوم الصيام الذي سنه النبي عليه الصلاة والسلام، ولك أن تقوم القيام الذي سنه النبي عليه الصلاة والسلام، ولكن من اعتمر في رجب لا شيء عليه، شهر من الشهور، أما إذا قصد تعظيم هذا الشهر من دون أصل في الدين فقد وقع في مخالفة الشرع.
 أيها الأخوة الكرام، هذا عن بعض ما ابتدعه المسلمون في شهر رجب، وهذا الكلام على إجازه إجابة لكل الأسئلة التي يمكن أن ترد في هذا الشهر الكريم.
***
#نصوص_الدكتور_محمد_راتب_النابلسي
@nablsidurr468
شهر رجب كغيره من الشهور:
 أيها الإخوة الكرام، شهر رجب كغيره من الشهور، لا يخصص لعبادة دون غيره من الشهور، لأنه لم يثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام تخصيصه لا بصلاة، ولا بصيام، ولا بعمرة، ولا بذبيحة، ولا غير ذلك، وإنما كانت هذه الأمور تفعل في الجاهلية فأبطلها الإسلام، فشهر رجب كغيره من الشهور، لم يثبت فيه عن النبي عليه الصلاة والسلام تخصيصه بشيء من العبادات، فمن أحدث فيه عبادة من العبادات، وخصَّه بها عندئذ يكون مبتدعاً، لأنه أحدث في الدين ما ليس منه، والعبادات كما تعلمون توقيفية، والأصل فيها هو الحظر، لا نقدم على شيء منها إلا إذا كان هناك دليل قطعي الثبوت والدلالة من الكتاب والسنة، ولم يرد في شهر رجب، بشأن خصوصيته دليل يعتمد عليه، وكل ما ورد فيه لم يثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام، بل كان الصحابة الكرام رضوان الله عليهم ينهون عن ذلك، ويحذرون من صيام شيء من رجب خاصة.
 أيها الإخوة الكرام، أما الإنسان الذي له صلاة مستمر عليها، وله صيام مستمر فعليه أن يتابع هذه الصلاة وهذا الصيام في هذا الشهر، ولا حرج عليه إن شاء الله.
#نصوص_الدكتور_محمد_راتب_النابلسي
أيها الأخوة المؤمنون، في شهر رجب تنهال على خطباء المساجد بضع عشرات من الأسئلة حول أشياء توهمها الناس أنها من الدين، وهي في حقيقتها ليست من الدين، فإجابة عن كل هذه التساؤلات أسوق شطر هذه الخطبة، وأسوق الشطر الثاني لما يعانيه المسلمون من أحداث جسام.
أيها الأخوة الكرام، الله عز وجل يقول:
﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ﴾
[ سورة المائدة : 3 ]
 الإكمال نوعي:
﴿وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي﴾
[ سورة المائدة : 3 ]
 والإتمام عددي:
﴿وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِيناً﴾
[ سورة المائدة : 3 ]
 فالدين كامل تام، أي أن عدد القضايا التي عالجها الدين تامة، وأن طريقة المعالجة كاملة، فالدين توقيفي من عند الله لا يضاف عليه، ولا يحذف منه، وينبغي أن يستمر الدين كما بدأ، دون إضافة ودون حذف، حذفت بعض الأحكام الشرعية من أربعمئة عام، ومن جراء هذا الحذف يعاني المسلمون الآن ما يعانون، وأضيفت مئات البدع على هذا الدين، فأصبح هذا الدين فرقاً وطوائف بأسها بينها، فأية إضافة تشرذم الدين، وأي حذف يضعــف الديـن:
﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ﴾
[ سورة المائدة : 3 ]
 وما يقال عن التجديد في الدين لا يزيد عن هذا التعريف الدقيق، أن تنزع عن الدين كل ما علق به مما ليس منه، هذا هو التجديد، بناء تراكمت عليه أشياء غيرت معالمه، فجئنا ونزعنا عن هذا الحجر هذه الطبقة السوداء، فعاد الحجر أبيض ناصعاً، هذا هو التجديد أن ننزع عن الدين كل ما علق به مما ليس منه، الدين توقيفي، لا يحتمل أن تضيف عليه، فإذا أضفت عليه جعلته فرقاً ومزقاً وطوائف واتجاهات يكون في النهاية بأسها بينها، وإذا حذفت منه أضعفته.
#نصوص_الدكتور_محمد_راتب_النابلسي
*الابتداع في الدين طامة كبرى :*
 أيها الأخوة الكرام، شيء آخر: نحن مأمورون أن نجدد في حياتنا، أن نستصنع ثرواتنا، أن نحسن مستوى معيشتنا، أن نهيء لشبابنا بيوتاً، أن نهيء لشبابنا أعمالاً أو نطور أنماط حياتنا، هذا نحن مأمورون به، ولكن الذي حصل جددنا وقلدنا في الدنيا، قررنا الاستقرار في الدنيا وابتدعنا في الدين، فكانت الطامة الكبرى، ضعفنا وتمزقنا.
 أيها الأخوة الكرام، الله جلّ جلاله كما قال في القرآن الكريم:
﴿يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ﴾
[ سورة القصص : 68 ]
 والاختيار إذا نسب إلى الله عز وجل فهو الاجتباء والاصطفاء الدال على ربوبيته، ووحدانيته، وكمال حكمته، وعلمه، وقدرته، ومن اختياره وتفضيله اختيار بعض الأيام والشهور، وتفضيلها على بعض، وقد اختار الله من بين الشهور أربعةً حرماً، قال تعالى:
﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ﴾
[ سورة التوبة : 36 ]
الله خبير بالنفوس جعل الأشهر الحرم لمنع القتال :
 أيها الأخوة: ثم يقول الله عز وجل:
﴿فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ﴾
[ سورة التوبة : 36 ]
 أي في هذه الشهور، لأن الله هو الخبير، لأنه هو العليم، لأنه هو الخالق، لأنه هو الذي خلق النفوس، حينما تشتبك النفوس في حروب، هذه الحروب لا تنتهي حتى تحرق الأخضر واليابس، لا تنتهي حتى يدمر كل شيء، لا تنتهي حتى يسحق كل شيء، وهذا الذي جرى في الحروب العالمية الأولى والثانية، خمسون مليون قتيل، وهذا الذي يجري في كل مكان في العالم اليوم، تدمر الأبنية، تجرف المزروعات، تردم الآبار، تقتل الحيوانات، يدمر كل شيء، فلأن الله خبير بهذه النفوس جعل هذه الأشهر أشهر حرمة يمنع فيها القتال، فيقف القتال، وليس أحد مهزوماً، ويقف القتال وليس أحد منتصراً، يذوق الناس طعم السلم، لعل هذا السلم يستمر، فهذه رحمة الله عز وجل:
﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ﴾
[ سورة التوبة : 36 ]
 هذه الأربعة لم يحددها القرآن الكريم، ولكن النبي عليه أتمّ الصلاة والتسليم حددها في حديثه الصحيح الذي رواه الإمام البخاري ومسلم، فقال عليه الصلاة والسلام في خطبة حجة الوداع:
((إن الزمان قد استدار كهيئته يومي خلق السموات والأرض، السنة اثنا عشر شهراً، منها أربعة حرم، ثلاث متواليات، ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مضر، الذي بين جمادى وشعبان))
[أربعون حديثاً لابن بابويه عن عبد الرحمن بن أبي بكر عن أبيه ]
 فنحن في شهر من الأشهر الحرم، هذا ورد في كتاب الله مجملاً و ورد في سنة النبي صلى الله عليه وسلم مفصلاً.
 أيها الأخوة الكرام، سمي رجب مضراً لأن هذه القبيلة لم تكن تغير الأشهر الحرم، توقعه في وقته، بخلاف باقي العرب الذين كانوا يغيرون، ويبدلون بالشهور بحسب حالة الحرب عندهم، وهو النسيء الذي ذكره الله في قوله تعالى:
﴿إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَاماً وَيُحَرِّمُونَهُ عَاماً لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ﴾
[ سورة التوبة : 37]
 تلاعب بدين الله، هذه الأشهر يبدلونها، يغيرونها بحسب أحوالهم في الحرب والسلم، لكن الله سبحانه وتعالى قال:
﴿مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ﴾
[ سورة التوبة : 36 ]
 أيها الأخوة، هذه الأشهر لها مكانة عند الله كبيرة، لقول الله عز وجل:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ﴾
[ سورة المائدة: 2 ]
 أي لا تحلوا محرماتي التي أمركم بتعظيمها، ونهاكم عن ارتكابها، فالنهي يشمل فعل القبيح، ويشمل اعتقاده في هذه الأشهر:
﴿فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ﴾
[ سورة التوبة : 36 ]
 وهن تعود على الأشهر.
#نصوص_الدكتور_محمد_راتب_النابلسي
*أحكام الأشهر الحرم :*
 أيها الأخوة الكرام، أول أحكام هذا الشهر أن القتال فيه محرم:
﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ﴾
[ سورةالبقرة: 217 ]
 أي معصية كبيرة كي تحقن الدماء، وكي يوقف إطلاق النار من دون غالب ومغلوب، من دون أن تطحن الحرب كل شيء، من دون أن يدمر كل شيء، والشعوب حينما غفلت عن منهج الله طحنت نفسها.
 أيها الأخوة الكرام، وكان العرب في الجاهلية يذبحون الذبيحة في رجب ويسمونها العتيرة، فقد قال عليه الصلاة والسلام:
((لا فرع، ولا عتيرة))
[ متفق عليه عن أبي هريرة]
 فهذه الذبائح التي تذبح في رجب لا أصل لها في الدين. ونادى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: إنا كنا نتعر عتيرة في الجاهلية في رجب، فما تأمرنا؟ قال: " اذبحوا في أي شهر كان" لا علاقة لهذا الشهر بهذه الذبيحة.
 شيء آخر أيها الأخوة، لم يصح في فضل الصوم في رجب شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه، لك أن تصوم الاثنين والخميس، لك أن تصوم الأيام البيض في رجب، لك أن تصوم كل النوافل التي وردت في السنة، أما أن تخص هذا الشهر بصيام فهذا ليس له أساس في الدين.
 أيها الأخوة الكرام، يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: " لم يصم رسول الله صلى الله عليه وسلم الثلاثة الأشهر سرداً ـ أي رجب وشعبان ورمضان كما يفعله بعض الناس ـ ولا صام رجب قط، ولا استحب صيامه"، هذه هي السنة الصحيحة.
 وقال الحافظ بن حجر في تبين العجب فيما ورد في فضل رجب:" لم يرد في فضل شهر رجب، ولا في صيامه، ولا صيام شيء منه معين، ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه، هذا حديث صحيح يصلح للحجة، وقد سبقني إلى الجزم بذلك الإمام الهروي رحمه الله تعالى".
 أيها الأخوة الكرام، دلت الأحاديث الصحيحة على أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعتمر في رجب، كما ورد عن مجاهد قال:
((دخلت أنا وعروة بن الزبير المسجد فإذا عبد الله بن عمر جالس إلى حجرة عائشة رضي الله عنها، فسئل: كم اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: أربعاً إحداهن في رجب، فكرهنا أن نرد عليه، قال: وسمعنا عائشة أم المؤمنين في الحجرة، فقال عروة: يا أماه، يا أم المؤمنين ألا تسمعين ما يقول أبو عبد الرحمن؟ قالت: ما يقول؟ قال: يقول إن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتمر أربع عمرات إحداهن في رجب، قالت: يرحم الله أبا عبد الرحمن ما اعتمر عمرةً إلا وهو شاهد، وما اعتمر في رجب قط))
[ متفق عليه عن مجاهد]
 وجاء عند مسلم وابن عمر يسمع فما قال لا ولا نعم. إذاً أيضاً هذه العمرة التي تنسب إلى النبي في رجب ليس لها أصل في هذا الحديث الصحيح.
 أيها الأخوة الكرام، صلاة الرغائب هذه سئلت عنها كثيراً، هذه الصلاة شاعت بعد القرون المفضلة، أي خير القرون قرني ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، وبخاصة في المئة الرابعة، وليس لها أصل في العبادات التي وردت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
 أيها الأخوة الكرام، ولم يرد أصل عن التصدق عن روح الموتى في رجب، ولا عن أدعية مخصوصة تقال في رجب، ولا عن تخصيص زيارة القبور في رجب، ومن العجب أن بدعاً كثيرةً ابتدعت في هذا الشهر، هو شهر من الشهور، من الأشهر الحرم كما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لك أن تصوم الصيام الذي سنه النبي عليه الصلاة والسلام، ولك أن تقوم القيام الذي سنه النبي عليه الصلاة والسلام، ولكن من اعتمر في رجب لا شيء عليه، شهر من الشهور، أما إذا قصد تعظيم هذا الشهر من دون أصل في الدين فقد وقع في مخالفة الشرع.
 أيها الأخوة الكرام، هذا عن بعض ما ابتدعه المسلمون في شهر رجب، وهذا الكلام على إجازه إجابة لكل الأسئلة التي يمكن أن ترد في هذا الشهر الكريم.
***
#نصوص_الدكتور_محمد_راتب_النابلسي
#ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ_ﻣﻮﺿﻮﻉ_ﻟﻴﻠﺔ_ﺍﻟﻨﺼﻒ_ﻣﻦ_ﺷﻌﺒﺎﻥ
ﻭﺭﺩ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﻲﺀ ﻛﺜﻴﺮ ، ﻟﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﺃﻛﺜﺮﻩ
ﻏﻴﺮ ﺻﺤﻴﺢ ، ﻣﺎ ﺻﺢ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻫﻮ ﺃﻥ
ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻳﻘﻮﻝ :
)) ﻋﻦ ﺃُﺳَﺎﻣَﺔُ ﺑْﻦُ ﺯَﻳْﺪٍ ﻗَﺎﻝَ ﻗُﻠْﺖُ : ﻳَﺎ ﺭَﺳُﻮﻝَ
ﺍﻟﻠَّﻪِ ﻟَﻢْ ﺃَﺭَﻙَ ﺗَﺼُﻮﻡُ ﺷَﻬْﺮًﺍ ﻣِﻦَ ﺍﻟﺸُّﻬُﻮﺭِ ﻣَﺎ
ﺗَﺼُﻮﻡُ ﻣِﻦْ ﺷَﻌْﺒَﺎﻥَ ، ﻗَﺎﻝَ : ﺫَﻟِﻚَ ﺷَﻬْﺮٌ ﻳَﻐْﻔُﻞُ
ﺍﻟﻨَّﺎﺱُ ﻋَﻨْﻪُ ﺑَﻴْﻦَ ﺭَﺟَﺐٍ ﻭَﺭَﻣَﻀَﺎﻥَ ، ﻭَﻫُﻮَ ﺷَﻬْﺮٌ
ﺗُﺮْﻓَﻊُ ﻓِﻴﻪِ ﺍﻷَﻋْﻤَﺎﻝُ ﺇِﻟَﻰ ﺭَﺏِّ ﺍﻟْﻌَﺎﻟَﻤِﻴﻦَ ﻓَﺄُﺣِﺐُّ
ﺃَﻥْ ﻳُﺮْﻓَﻊَ ﻋَﻤَﻠِﻲ ﻭَﺃَﻧَﺎ ﺻَﺎﺋِﻢٌ ((
‏[ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﻋﻦ ﺃﺳﺎﻣﺔ ﺑﻦ ﺯﻳﺪ ‏]
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺮﻏﻴﺐ ﻭﺍﻟﺘﺮﻫﻴﺐ ﻋﻦ
ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ، ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ
ﻛﺄﻧﻪ ﻳﺴﺘﻌﺪ ﻟﺮﻣﻀﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻹﻛﺜﺎﺭ ﻣﻦ
ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ﻓﻲ ﺷﻌﺒﺎﻥ ، ﻛﺄﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻔﺲ
ﺗﻬﻴﺊ ﻟﺘﺄﺧﺬ ﺳﺮﻋﺘﻬﺎ ﺍﻟﻘﺼﻮﻯ ﻓﻲ ﺭﻣﻀﺎﻥ #نصوص_الدكتور_محمد_راتب_النابلسي
#نصوص_الدكتور_محمد_راتب_النابلسي
من قرأ سورة الكهف كل يوم جمعة أضاء الله له ما بين الجمعتين:
أيها الأخوة الكرام:
(( النبي صلى الله عليه وسلم قال إن من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين ))
[ الحاكم عن أبي سعيد الخدري]
  هذه السورة مباركة، فيها قصة الخضر وسيدنا موسى، وقد بيّن الله تعالى في هذه القصة أن ما كل شيء يزعجك هو شر، قد يكون هو الخير , خرق السفينة سبب نجاتها، قتل الغلام هو سبب سعادة أبويه، وبناء الجدار سبب حفظ مال اليتيم.
فسيدنا الخضر يعلم حكمة الأمر التكويني، وسيدنا موسى يعلم الأمر التشريعي، فأنت تقيس على هذه الحوادث الثلاث، تستنتج منها:
﴿ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾
( سورة البقرة )
طوال الجمعة إن جاءك شيء تكرهه يجب أن تقيسه على سورة الكهف، ثم بيّن الله في هذه السورة صاحب الجنة الذي اعتدّ بجنته فأتلفها الله عز وجل، والذي افتقر إلى الله عز وجل فكسب الدنيا والآخرة، طبعاً هاتان القصتان فيهما أشياء كثيرة:
(( إن من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين ))
[ الحاكم عن أبي سعيد الخدري]
#نصوص الدكتور محمد راتب النابلسي


بعض فلاسفة الإغريق رسموا المدينة الفاضلة، شيء غير موجد أصلاً ، وعندنا الواقعية المقيتة، واقع لا يحتمل، قد تقرأ قصة لأديب معاصر تحس بانقباض، لماذا؟
لأنك ترى سقوط الإنسان، دناءة الإنسان، نفاق الإنسان، قسوة الإنسان، انحراف الإنسان
أيها الأخوة، بذكر الصالحين تتعطر المجالس، وبذكر اللؤماء تتعكر المجالس دون أن تشعر, اجلس في بيتك مع أصدقائك، لو أن الحديث دار حول أناس لؤماء منحرفين منافقين، يأخذون ما ليس لهم، تجد بعد ربع ساعة قد شعرت بضيق، أنك طالعت إنسانًا ساقطًا، هذا الإنسان الساقط أعطاك إحباطًا كبيراً، لكن لمجرد أن تستمع إلى قصة صحابي جليل، إلى قصة صحابية جليلة، إلى قصة تابعي، إلى قصة عالم متواضع، تحس بانتعاش، تحس كما يقولون بامتداد بنفسك، فلذلك عظمة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم أنها واقعية، لكن ليست واقعية فقط، بل واقعية مثالية، مثل أعلى مطبق، أو المطبق مثل أعلى، هذا ما يحتاجه الناس اليوم، الناس اليوم يرفضون المثالية الحالمة، ويرفضون الواقعية المقيتة, الواقعية المقيتة ينفرون منها، والمثالية الحالمة يستهزؤون منها، لماذا قال الله عز وجل:
﴿لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ﴾
( سورة يوسف الآية : 111 )
يجد الدارس للسيرة المنهاج الكامل لمبادئ الإسلام وتعاليمه
أخواننا الكرام، في الأدب فنون، عندنا الشعر، وعندنا القصة، والآن المسرحية، والمقالة، والسيرة الذاتية، وهناك أشياء كثيرة، يجمع الأدباء على أن أقرب فن أدبي إلى النفس القصة، بدليل لو كان ابنك معك في خطبة جمعة، والخطبة ساعة فرضاً، وفيها طرح دقيق، وتحليل، وأدلة، وآيات، وأحاديث، وفيها قصة في ثلاث دقائق، اسأل ابنك: ماذا بقي في ذهنك من هذه الخطبة؟ لا يذكر إلا القصة، لأنها أقرب شيء للنفس، القصة أبطالها بشر، وفيها حوادث، وفيها تسلسل، وفيها حبكة، وفيها بداية، وفيها عقدة، وفيها نهاية، لذلك أمتع فن أدبي للنفس هي القصة، لكن مع الأسف الشديد القصة المعاصرة حين تثير في الناس شهواتهم المنحطة, وغرائزهم تثير فيهم الجانب المادي، والجانب الغريزي، أن مجتمعًا بأكمله يسقط بهذه القصة، أما إذا قرأت قصة، وشعرت أنها حركت روحك، وتفكيرك المرتفع فأنت أمام فن عظيم، لذلك أن أنصح أخوتنا الكرام، أن يضعوا بين أيدي أولادهم قصص الصحابة الكرام، لكن ليست أية قصة، قصة أدبية بأسلوب واضح أدبي جميل، لأن الصياغة الأدبية صياغة فنية جميلة، تقريباً ككأس ماء كريستال مزخرف جميل، وإذا كان المضمون راقيًا جداً كماء الزلال، فأجمل شيء يؤثر في الإنسان المضمون، فالقصة أسهل طريق للدعوة إلى الله.