أحياناً تجلس مع نفسك جلسة صدق، تنظر إلى أحوالك بعين الحق لا بعين المظلومية أو الاستحقاق.
تُمَرَّر شريط حياتك على ميزان العدل فتجد أن هناك كِفَّة قد غلبت الأخرى، وهذه الكِفّة مليئة بالأخطاء وأحياناً بالخطايا.
وتجتهد أن تجد خيطاً ناظماً بينها، خصوصاً وأن هناك بعض النجاحات والانتصارات.
وبعد محاولات مضنية، تجد نفسك أكثر حيرة من قبل، وتُقَرَّر إنهاء جلسة الصدق لأنها لم تُفيدك بشيء، بل فتحت جراحاً تخشى ألا تُغلَق مرة أخرى، أو شمَمتَ منها ريحاً ليست طيبة على كل حال.
وفي نهاية الأمر قد تصل لقناعة مفادها:
أنه لا بد من مواجهة أنفسنا بصدق، لأننا كلما تعمّقنا في المسير زادت احتمالات فُقدان طريق الاستقرار، لأننا لا ندرك حقيقة هذا الطريق!
لقد تزوّجنا دون إدراكٍ لطبيعة كلٍّ منّا، وأنجبنا دون أن ندرك طبيعة أطفالنا، ومراهقينا، وشبابنا، وفتياتنا.
ولو ظللنا هكذا ستكون النتيجة في نهاية الأمر هو الانفصال، لأننا حينها سنصل إلى الإجهاد والتّعب والإحساس بدنو أنفاس هذه الأسرة، وذلك لعدم فهمنا ولا تفهّمِنا لأنفسنا ولا لغيرنا، فحمّلنا القلوب فوق طاقتها حتى فَنِيَت طاقتها، بل وذهبت أدراج الرياح!
وبصراحة أكبر أريدك ألا تغضب منها، فهناك احتمال أن تكون مُعقَّداً، وهناك احتمال آخر أن تكون زوجتك هي الأخرى مُعقّدة، وذلك لأسباب كثيرة متعلقة بالتربية والبيئة والمؤثرات التي تعرّضتم لها، فلدى أحدكما عُقد منها بعضاً من حب السيطرة والنرجسية أو شيء من المظلومية، أو لديه جنوحاً في شيء والطرف الثاني لديه جنوحاً عكسياً له، كمن كانت شخصية انطوائية بامتياز وزوجها اجتماعي من الفئة الأولى، وكمن كان أحدهما لا يلتفت للهفوات والآخر لا يترك هفوة تمر مرور الكرام!
وفي الحقيقة فإن الفائز "بل العاقل" هو من يجتهد في تفكيك مثل هذه العُقَد لا من يدفنُها، فالدفن معناه الموت، والتفكيك معناه أن هناك محاولة جدية للحياة من جديد، فبالله عليك:
هل حياتك تستحق ذلك أم لا؟ !
وهل أسرتك تستحق منك المجاهدة أم لا؟ !
في الحقيقة بيتك وأسرتك وزوجتك وأولادك أحق بك من كل شيء.
وكذلك أيتها الزوجة فإن بيتِك وأسرتِك وزوجك وأولادك أَحَقّ بكِ من كل شيء.
لذا عليكما السعي بكل قوة إلى فكّ العُقَد، بتربية الروح، والحفاظ على القلب، وأن يكون هناك وردُ لترطيب القلب بكلام الرّب، والذهاب إلى متخصص في علم النفس، ومستشار في علم الأسرة، والنفقة في ذلك خيرُ من سفرك مع أولادك والذي تُنفِق فيه المال الكثير ثم تعود منه بأزمة كبيرة بسبب هذه العُقد المتبادلة، فنفقتك في فكِّ العُقَدْ، خيرُ من نفقتك على استخراجها واستنطاقها في وقت من المفترض أن يكون علامة على السرور!
فمِنْ فضلِكما: لا تتجنّبا الحقيقة، ولا تيأسا من العلاج، فكل داء وله دواء.
#الأسرة_أمن_وأمان
#إصلاح_البيوت
#مشاكل_زوجية
محمد سعد الأزهري
🎟 @Sayidati
تُمَرَّر شريط حياتك على ميزان العدل فتجد أن هناك كِفَّة قد غلبت الأخرى، وهذه الكِفّة مليئة بالأخطاء وأحياناً بالخطايا.
وتجتهد أن تجد خيطاً ناظماً بينها، خصوصاً وأن هناك بعض النجاحات والانتصارات.
وبعد محاولات مضنية، تجد نفسك أكثر حيرة من قبل، وتُقَرَّر إنهاء جلسة الصدق لأنها لم تُفيدك بشيء، بل فتحت جراحاً تخشى ألا تُغلَق مرة أخرى، أو شمَمتَ منها ريحاً ليست طيبة على كل حال.
وفي نهاية الأمر قد تصل لقناعة مفادها:
أنه لا بد من مواجهة أنفسنا بصدق، لأننا كلما تعمّقنا في المسير زادت احتمالات فُقدان طريق الاستقرار، لأننا لا ندرك حقيقة هذا الطريق!
لقد تزوّجنا دون إدراكٍ لطبيعة كلٍّ منّا، وأنجبنا دون أن ندرك طبيعة أطفالنا، ومراهقينا، وشبابنا، وفتياتنا.
ولو ظللنا هكذا ستكون النتيجة في نهاية الأمر هو الانفصال، لأننا حينها سنصل إلى الإجهاد والتّعب والإحساس بدنو أنفاس هذه الأسرة، وذلك لعدم فهمنا ولا تفهّمِنا لأنفسنا ولا لغيرنا، فحمّلنا القلوب فوق طاقتها حتى فَنِيَت طاقتها، بل وذهبت أدراج الرياح!
وبصراحة أكبر أريدك ألا تغضب منها، فهناك احتمال أن تكون مُعقَّداً، وهناك احتمال آخر أن تكون زوجتك هي الأخرى مُعقّدة، وذلك لأسباب كثيرة متعلقة بالتربية والبيئة والمؤثرات التي تعرّضتم لها، فلدى أحدكما عُقد منها بعضاً من حب السيطرة والنرجسية أو شيء من المظلومية، أو لديه جنوحاً في شيء والطرف الثاني لديه جنوحاً عكسياً له، كمن كانت شخصية انطوائية بامتياز وزوجها اجتماعي من الفئة الأولى، وكمن كان أحدهما لا يلتفت للهفوات والآخر لا يترك هفوة تمر مرور الكرام!
وفي الحقيقة فإن الفائز "بل العاقل" هو من يجتهد في تفكيك مثل هذه العُقَد لا من يدفنُها، فالدفن معناه الموت، والتفكيك معناه أن هناك محاولة جدية للحياة من جديد، فبالله عليك:
هل حياتك تستحق ذلك أم لا؟ !
وهل أسرتك تستحق منك المجاهدة أم لا؟ !
في الحقيقة بيتك وأسرتك وزوجتك وأولادك أحق بك من كل شيء.
وكذلك أيتها الزوجة فإن بيتِك وأسرتِك وزوجك وأولادك أَحَقّ بكِ من كل شيء.
لذا عليكما السعي بكل قوة إلى فكّ العُقَد، بتربية الروح، والحفاظ على القلب، وأن يكون هناك وردُ لترطيب القلب بكلام الرّب، والذهاب إلى متخصص في علم النفس، ومستشار في علم الأسرة، والنفقة في ذلك خيرُ من سفرك مع أولادك والذي تُنفِق فيه المال الكثير ثم تعود منه بأزمة كبيرة بسبب هذه العُقد المتبادلة، فنفقتك في فكِّ العُقَدْ، خيرُ من نفقتك على استخراجها واستنطاقها في وقت من المفترض أن يكون علامة على السرور!
فمِنْ فضلِكما: لا تتجنّبا الحقيقة، ولا تيأسا من العلاج، فكل داء وله دواء.
#الأسرة_أمن_وأمان
#إصلاح_البيوت
#مشاكل_زوجية
محمد سعد الأزهري
🎟 @Sayidati