سًيًدِتّيً
2.82K subscribers
9.16K photos
440 videos
104 files
1.21K links
قناة سيدتي كل ما يهم المرأة
كل مايهم المرأة العصرية والفتاة العربية .
@Sayidati
Download Telegram
【ما حكم الدعاء في صلاة التراويح】
وما صحة حديث رفع اليدين

ـ╝═ 🍃🌺 ══════╚

❍ فضيلة الشيخ العلامة/
مقبل بن الوادعي رحمه الله تعالى :

❪✵❫ السُّـــ↶ــؤَال.tt

ما حكم الدعاء في صلاة التراويح ؟ وما صحة حديث رفع اليدين بالوتر مع ذكر الدليل ؟

❪✵❫ الجَــ↶ـــوَاب.tt

أما الدعاء في صلاة التراويح بذلك التطويل فبدعة، بدعة، بدعة، الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم علم الحسن أن يقول :

« اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتوّلني فيمن توليت ، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، إنك تقضي ولا يقضى عليك، وإنه لا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت ». 

ومرّة سمعت وأنا في بيتنا شريطاً لولد صغير كأنه يتغنى، اللهم، اللهم، اللهم، اللهم، حصلت بيننا معركة في البيت، أبغي آخذ الشريط وأكسره، وهم يقولون : ليس بشريطنا، والحمد لله أخذته وكسرته، أي نعم ضجرت وأنا أسمع يا إخوان في شأن قضية الخليج، وهكذا ما يحدث في الحرمين من ذلك التطويل ليس مشروعا، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم - .  

أما رفع اليدين في القنوت فإنه من طريق : عبدالله بن نافع بن أبي العمياء، وهو ضعيف.

وجاء في "مسند الإمام أحمد" من حديث أنس ولكن أصله في "الصحيحين" وليس فيه رفع اليدين، فنحن في شك من ثبوتها.

فنحن الآن على أن رفع اليدين في دعاء القنوت ليس بمشروع.  

المَـصْــدَر.مِـنْ.هُنــ↶ـا.tt

http://muqbel.net/fatwa.php?fatwa_id=2449

.
📖رَمـضان في صُحبةِ الأسماءِ الحُسنى / الجُـزء 3

🌙 اللَّيلةُ الحادية عشرة
- الحَقُّ المُبِينُ


رمضَان عادَ ؛ وكأنّـه بالأمسِ كَـان ..
فإذا رحَـل ؛ لا العُمر هُو هو ولا الأيام أيّـامه ..
زمَـنٌ ؛ يغيثُ قلباً أودى به اليأس .. وكل وَجدٍ منه جُود ..
زمَـنٌ ؛ فيه أنت وقلبك والله ثالثكما !
زمَـنٌ ؛ فيه سباق الخلوات ..
وما فاضَ من الوعاءِ فهو حَقيقتك ..و الماءُ من لونِ الإناءِ ..
فاسأله استقامةً تصلح شعثَ قَلبك !

قال تلميذٌ في صَوته بحّـة الشّـوق:
ياربّ .. سُـوء الذنب أثقلَ راحَتيّـا ؛ حتى بَـعُـدَ الدعاء علـيّ !

قال الشيخ:
هـُزّ جِذع المناجاة ؛ تساقط الإجابةُ رِزقاً نديًّـا !

يابُنـيّ ..
" ستُشرِقُ الشمسُ مهما طالَ مغرِبُها
ويُهزَمُ الهمُّ مصحوبًا بخُذلانِ " !
والدعاءُ عدو البلاءِ .. وإياكَ أن يَخذلك قلبُك !

قال التلميذ:
الّلهـمّ ثبّت قلبـي بالقول الحَق !

قال الشيخ :
يابُـنيّ .. إذا رأيتَ سِربال الدُّنيا قد تقلّص عنك ؛ فاعلمْ أنّـه لُطفٌ بك .. لأنّ المُنعِمَ لم يقبِضْه بُخلاً أن يتمزّق، ولكن رِفقًا بالسّاعي أن يَتعثر !

} فَتَعَالَى الله الْمَلِكُ الْحَقُّ { عن الشك ..
إنما منعك ليُتمّـك ..
وما غَـاب عنكَ من عطاء ؛ به كمّلك وما أنقصَك ..
سُـبحانــه .. مَـن كان لك بتدبيـره قبل الإيجاد ؛ فلا تنازعه في المُـراد ..
وكل عقبةٍ بعدها بَـيدَر !

قال تلميذٌ مِن آخِـر المَجلس :
ياربّ .. إني أحتاجُـك الآن ؛ أذهِـب عنّـي الهَـمّ والحَـزن ..
ياربّ .. هذا الوجعُ ؛ أمَـا له سكَـن ؟ .. نؤمن بك لكن نحتاج إليك !

قال الشيخ :
يابُــنيّ .. بالحَقّ هذا الكَـون كَــان ..
هو الحَق وقوله الحَق { ادعُوني استَجِب لكم{ ..
ولو شاءَ ؛ أمطَر لك سلاماً فما أبقَى لك ألما ..
ومَن عوّدكَ حُسن النَّظَـر ؛ لا تقابله بِـتَـرك الأمْــر !

قال التلميذ:
إلامَ ترمـي يَــا سيّـدي؟

قال الشيخ:
انظُر يا بُنـيَّ إلى نفسِكَ عند الحُدود ؛ فتلمّح كيفَ حِفْظَك لها، فإنّـه مَن رَاعى رُوعِيَ، ومَن أَهمَل تُرِك " !

هو الحَـقّ ..
اذكُــره قبلَ أن تَـرى ما غيّـب عنك ..
في يوم { يُوَفِّيهِمُ الله دِينَهُمُ الْحَقَّ {..
في يوم يؤتى فيه بالكلمات ؛ فتشتدّ كأنّها ريحٌ عاصِف تقذف بصاحبها في هاوية عُمقها سَبعون خريفًا وسبعون حريقًا !

ويؤتـى بِفُـلان ..
فإذا عَينه جمرةٌ لاهبة ؛ تفيضُ بنيرانِ شهواتها !

ويؤتـى بِـفُـلان ..
قد نضبت أعماله ؛ فكانت الصّحائف نَعشها ، وقَدَرها هباءً منثورا !

وآخَــر ..
نبتَ زقّـومه مِن دموع المظلومـين !

فلا تَـرى الناس في الحَشر ؛ إلا بيـنَ نقمةٍ ونعمة .. فهُم هالِكٌ أو نَـاجٍ ؛ ولا شيء سوى ذلك !

أنتَ هنـاك ؛ حيث أنتَ هُـنا ..
وماكان أمامك في كِـتاب الغيب ؛ هو ما كَـانَ وراءك ..
وامتلاؤك ؛ هو ثباتـك ..
وهنيئاً ؛ لمن لقـي الحَق ولم يخُـن الحق ..
} هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَا أَسْلَفَتْ وَرُدُّوا إِلَى اللهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ { !

قال تلميذ وصَوته يتقطّـع مِن الألم :
يا سيّـدي .. هذا الواقع كأنّـه حَشرة النَّـزْع ..
هذه الّلحظات بَطيئة ؛ وما نرى للحقِّ رايَـة !

قال الشيخ:
أفضلُ النّـاس عند الله ؛ مَـن عَــزّ بــه الحَـقّ، وانتشر به الصّدق !

في الحَـشر ..
يؤتَـى بفلان فَيقال ؛ كَـان قَمحَ الأمّـة في شتائها ينفي عنها جوعها .. { فَتَعَالَى الله الْمَلِكُ الْحَقُّ } أن ينصبَ لـه ميزانًـا !

ويؤتـى بالحَـق غريباً قد نقضوه أنكاثا ..
فيؤتى بِمغزلك يَخيطُ للأمّـة رِداءها ؛ فيُقال :ستَـر عَـورة الدّيـن ؛ فلا تكشفوا له سِـترا !

يابُــنيّ ..
ما غَـاب الحَقّ ؛ إلا مِن غيابِـك ..
فكن إبراهيم للأمّـة ..
ابتلي بالظُّلمِ فسّلّم ؛ فَحرقوه فَسَـلِم لمّـا جعل الطّاعة إلى الله سُـلّـما !

سَـلّ القطعَ مِن السّكين ؛ فَسلمّـا ..
سَـلِـمَ للحَق { وتَـلّه } .. فجاءَه فَـرجُ { وفَديناهُ { !

ويوسُف { ألقـوهُ } في غَيابة الجُـبّ ..
فَمدُت أيديهم بالذّل { وتَصدّق عَلينا } !

هو الحَــق ..
} وَيُحِقُّ الله الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ { !
فقل اللهم أوجعنا الزمنا فسلك الأمنيات لنا ..
وفي طوفان الألم احفظ لنا السفنا ..
خط لنا طريق الأمن إنا لا نهوى الفتنا

قال التلميذ:
ياربّ .. ضاقت بِنا الدّنيا ولا بابَ مُشرعُ ..
إن لمْ تكن أنتَ المغيثُ ؛ فمَـن لها ..
ألا تراهم ..وهُـم يتطاولون في الباطِـل !

قال الشيخ:
كُـن حطَب الأمّـة وحدَك ..
على قدر اشتِعالك بالحَـق ؛ ترى في الحشـر اكتمالك !

كُـل ظالمٍ مُـرّ ؛ فسينتهي حيث مَـرّ ..
فإذا خانت الكراسي والعَمائم ؛ فلا تكن ثَـغر الهزائم ..
إن قهروا الحَـق كي ينحسِر ؛ كُـن أنت لَـه رَجـعُ الخُـطَـى !

يابُــنيّ ..
يَـدٌ لا تزرع الحَـق ؛ مبتورةٌ في السماوات ..
فإذا غرسوا النّفاق زرعَـا ، و رأيتَ الجُموع تتلو الخَوف جَـزْعًـا ، و رأيتَ { السّـامِـريّ } يحثو الزّينة في وجوه الناس ، والناس تمورُ في خطيئة الشُّبهات .. فكُـن
عُـمَــر ؛ ولا تكُـن للأمّـة خذلانها ..
ومن لم يكن الحَـقّ ؛ كَـان ضلالها ..
}فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ { !!
فقل اللهم أنت الحق أعد لي مصابيح دربي .. وألهمني سر الرشد ياربي

يابُــنيّ ..
إنْ مَـرّ طاغيةٌ في زمانِـك ، وصارت الفجائعُ تاريخًـا ؛ فلا تكـن حَفنةَ ظمأ وتترك البَـحر خلفكَ رهـوًا !

اخلَـع حِـدادك ، واكسِـر توابيت العَـجز ؛ تقرؤك السّنيـن أثَـرًا وبصمةً ، وتَكـتُبك الصّحائفُ { حقًّـا تجلى {!
قل : اللهم أنت الحق عليك بعروش الترف ..

قال التلميذ:
يأخذون ضغثاً مِن الحق ، وضغثاً مِن الباطل ؛ فيخلطون به على الناس ..
فما ندري الحقّ مِن الباطل !

قال الشيخ:
إن رأيتَ الأمّـة قَد وجَمت شفتاها ؛ فكن صوتَ الحقّ المُـبين ..
وإن رأيتَ الناس تاهتْ ؛ كُـن أنت ضِياها ..
مَـزّق أكفان عتمتها .. وقُـل لله :
أنتَ الحق ؛ فاجعل عُـمري لأسمائك بعضاً مِن آثارهـا ..
ومَن دنـى مِـن أسمائه ؛ فما نَـأى !

قال التلميذ:
ياربّ هذا القلـبُ سبّـاقٌ إليك ، ورجاؤه فيما لديك .. فأمطِـر فَقره فالخـير كلّـه بيـن يديك ..
أنت الحَـقّ ؛ وقولُك الحَـقّ !
قال الشيخ:
بيـنَ الصّفا والمَـروة ؛ نَـبعتْ زَمـزمُ لِـقَدمٍ ركَـضت للحَـقّ !


🔹 د.كِفَاح أَبو هَنّوْد🔹
راحة تملأ نفسك، و رضا يغمر قلبك،
و عملاً يرضي ربك، وذكراً يشغل وقتك،

وعفواً يغسل ذنبك، وإيماناً يشرح صدرك، أسأل الله لك حسنات تتكاثر، وذنوب تتناثر،

و هموم تتطاير، وأن يجعل بسمتك سعادة و صمتك عبادة، و خاتمتك شهادة، ورزقك في زيادة.
*تدبرآت آية*🍃

{ ‏{أني مغلوب فانتصر}

لا تحزن إن لم تكن تحفظ الكثير من الدعاء.

هذه دعوة مختصرة من ثلاث كلمات تغيرت من أجلها الأرض والسماء

‏المؤمن كلما تواطأت عليه الكروب لم تزده إلا يقينا بالله

فقد يعقوب يوسف فصبر،ثم فقد بنيامين وأخاه
فقال
(فصبر جميل عسى الله أن يأتيني بهم جميعا)
📖رَمـضان في صُحبةِ الأسماءِ الحُسنى / الجُـزء 3

🌙اللَّيلةُ الثّانية عَشرة
- القَوِيُّ المَتِينُ ..

{هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ} ..
إنْ عثرتَ على لحظةِ الوَصْل ؛ فَجُد على نفسِك بِغَيث الدُّعاء ..
{ هُنَالِكَ } تلك لحظةٌ ؛ اشتعلت بيقيـنِ نَـبيّ ..
{ هُنَالِكَ } ؛حيث تتلاشى المَسافات ، والوجَع آيـِلٌ للرّحيل !

هنالك .. زمن الأفضال لكنّ المُقيّد بالخَطايا ؛ لا يتأتّى له ارتحال ..
فَقُـل : "أستغفرُ اللهَ ملءَ الأرضِ مُذْ خُلِقَت ، وضِعفهَا ثمّ ضِعفَ الضِّعفِ والعَددِ" !

يَـا أبنائـي ..
هذا زمانُ المَواهب ؛ لمن حازوا مَكنون الفضل ، وأصابوا كنوز العَرش ..
وتلك وربّي الغنائم أن تعثر على (هنالك) !

ياأبنائي الشهر آخذَ في النّقص، فزيدوا أنتم في العمل
غَـدًا تتفتّح البذور .. فإذا الدعاء إجابة
وإذا الحَسنةُ ؛ سُنبلة ..
وإذا التّرتيلة في الخُلود ؛ مئذنة ..
ويُنادى ؛ إنّ الله لا يُضيّع ما تَحمّل عبده لأجلِه !

ومَن كانت بدايته على الاستقامة ؛ كانت نهايته الكرامة ..
ومن كانت بدايته البِدعة ؛ كانت نهايته الغِـوايـة ..
فقولوا : الّلهُـمّ دربـاً في معيّتك تبلغنا به مقام الوصل !

قال تلميذ:
الّلهُـمّ آميـن ..
يَـا الله ؛ وَجِّـه شِـراعنا في غِمار الحياة !

قال الشَّيخ:
استَـعِـن بالقَويّ ..
يابُــنيّ .. كُـن عبداً آخِـذٌ بِحَبله ، ويَقينك بِحَـوله ، وهَمُّـك وصْله .. وغاية المُنى ؛ ظِـلّ العَـرش يُظـلّـه !

قال التلميذ:
يَـاربّ .. تَطبُـق عليّ سَـوداء يتلوها سَـوداء !

قال الشيخ:
كُـل مافي الروح مِن نَواح ؛ يستلّـه الدعاء بالأسماء ..
الزمْ في سُجودك ؛ ( يـا رزّاق يَـاذا القُوة المَتيـن ) ..
وإنّ مَواهب المنَازل ؛ على قَدر مَراتب النّازل !
فاسأله بيقين من يعلم أن الرزق بقوة الله آت ..
سبحانه ..إنْ جِئته بالضَّعف ؛ أمَـدّك بِـمَدد التّثبيت ، فإذا أنتَ كلّك بِكُـلِّك مَحمول ..

قال التلميذ : يَـا سامعاً كفّ الدعاء ؛ تناثرت أعوادنا حَطبا ..
لا قاعًا نبلُغه ، ولا دَلوًا ، و لا بُشـرى !
ماذا أحدث وأحلامنا يشقى بها القلب !

قال الشيخ:
الحامِلون مَشقّة الظُّـلم على أكتافهم ..
الحامِلون على ظُهورهم للنُّور رايَـة ؛ لايسألون العَـون إلحافا .. أكَـان اللهُ يخذلهم !

هو القَـويّ ..
هو القَويّ ؛ ولله جُنُودٌ مُجنّدة ، وأقداره سُيُوفٌ مُهنّدة ، وأرزاقه سِهامٌ مُسّددة ، ولله حِكمةٌ وَمَـدد ..
والمُبصِـرون ؛ هُم مَن يرون اللهَ في المِنَـح والمِحَـن !

هو القَـويّ ..
فلا تبتئس ؛ وقُـل لـه : عبـدٌ مَـليءٌ بالألَـم عجل له الفرج !

سُبحانـه ..
إنْ أقامَك في فقـر الضّعف ؛ وهَبكَ مُناجاته ..
فاخلَـع حَولك بينَ يديه ؛ يَهبَك ما أعجَـزك .

يُضعِفكَ ؛ كَـي يَدُلّـك عليه ..
فإذا فهمتَ المعنى ؛ فقد أرادك ..
فقُـل : أنتَ القويّ وأنا فقيرك ، طلبناكَ بقوّتك ، وسألناكَ بِضَعفنا ؛ فأتنا بِحوائجنا ، نحـن الفقـراء إليك !

قال التلميذ:
والله هذا دعـاءٌ ؛ ما ضَـلّ مِعراجه للسَّـماء !

قال الشيخ:
يابني والله لو خرجتْ روحك تشتَدّ وراء أُمنية ؛ ما أدركْـتَها إلا أن يكونَ هو المُعطي ..
فافهَم معنى { الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ } !

فَقُـل :
يا جابـِر الكَسر ؛ أدرِكنا مِن الفَقر ..
يَـاربّ بيـن يَديك خزائن الغُيوب ؛ فهبَنا كُـل مَطـلوب ..
حاشَـا لقلبٍ في قَـفرٍ على فَـقر ؛ أنْ لايَـرى الرِّفق !

يابُـنيّ ..
إنْ مَـسّ قلبك التّعب ، وَبلغَتْ آهَ الحُـزن مَبلغها ؛ فادخُـل إليه مِن حَولك بالتّـبرّي ، ثمّ اسأله ما شِئتَ بالتَّرجّـي .. والزَم الحَوقلة !

يابُـنيّ ..
إنْ ارتديتَ رداء الضّعف ؛ فارفع يديك تنبت سَنابل قمحٍ في راحتيك ..
إيّـاك أنْ تكونَ مَـأخوذٌ بـِ { أنـا } ، وغافـلٌ عـن { سُبـحانه هُـو } !

إنْ عبدتـه بوصفه ؛ آتاكَ ما عنده مِن فَضله ..
فإنْ أغراكَ { على عَلمٍ عِندي } ، و توسّعتَ في { مَن أشَـدّ منّـا قُوّة } ؛ أوكلكَ إليك !

فاخَلع حَولك ، واخلَـع أسبابَـك ؛ وقُـل :
أنَـا .. مَـن ذا أنَـا !

قُــل لَـه :
أنتَ القويُّ ؛ ونحن الضُّعفاء بين يديك !

لو شَـاء الله ؛ جعل مِن اليَبس الفتات حُقولا ..
حتى يُقـال ؛ عبدٌ نجَـى مِن فَجيعةِ الجَـدْب ..
وحتى ترى الحُـزن لمْ يُخلَق أساساً ؛ وتَـنسى مَـن آساكَ و ما اعتـراك .. وترى العاقبةَ على غير ما هي مُنتهية إليه !
قال التلميذ:
ما أضْعَفنا في مُعاملة الله !

قال الشيخ:

يابُنـيّ ..
" ينسجُ العبد في رَخائه ما يَقيه بَـرد شِـدّته؛ فَمُكَـثِفٌ ومُرقِّق "..
فشُـدّ نسيجك بالقويّ العزيـز ..
فما في الزَّمانِ عنِ الخُطوبِ مَحيصُ !

فافهَـم ..
إنَّ الحوادِثَ كُلُّها تمحيصُ ..
حتى لايبقى إلَّا طيِّبٌ وخَلِيصُ !

سُبحانــه ..
يرحمُ بالشّدائد ؛ كما يرحم بالعافية ..
وإذا مَـلّ العِـباد النِّـعَم ، وأمِنوا النِّقَـم ؛ فـ { إنَّ اللهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ } ..
فلا تَجعل في أنفاسِـك إلاه ..
واجعل أنفاسَـ
ك في الآخـرة !

هُـوَ الله ..
فإنْ رأيتَ الهُموم تتوارث الهُموما ؛ فَـقُـل :
أنتَ لها يَـا الله .. أنت القويّ لها ولكلّ عِبءٍ ثقيل !

فإن تغشّاك الأسـَى والدّرب مَسدود ؛ فَـقُـل :
يَـا الله أنتَ القويّ ؛ وبيدك مَفاتيح مَـا أوصَـدوا !

هُـو الله ..
{ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ } !

قال التلميذ:
ياربّ طال انتظَـاري ؛ وأراني في خريف الأُمنيات !

قال الشيخ:
مالـي أراكَ غارقاً في أسَـاك ؟ قُـل :
( أتَيتُـكَ مِن جُـوعٍ ومِن ظَمأٍ
لا تَترك القادِم المَلهوفَ ظَـمآنًـا ) !

قال التلميذ:
إني لأدعو .. فيَـاربّ لا تَجعل إجابتـي وعْـداً مُـؤجّـلًا !

قال الشيخ:
يابُــنيّ ..
( وإذا تأخّـرَ مَطلبٌ فَلربّما
في ذلك التأخيرِ كُـلّ المَطمعِ ) !
قل اللهم لا تكِلنا إلى عجز يقطعنا عنكَ، ولا تقطَعنا عن قوة تصِلنا بكَ ..
يابني اجعل دعاءك للعجزِ مقبرة وَرتل على روحِك .. اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ العَزِيزُ .. وامض بالله إلى ما شئت فقد أُغلِق عنكَ باب المنعِ
سُبحانـه ..
{ يَوْمَ يَقُولُ كُنْ فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ } ..
فلا تتخَطّفك سِهام الفِتَـن ..
إنّ الّليلُ إذا طَـالَ وعَسعَسَ ؛ أتْـبِعهُ صُـبحٌ يتنفّـس !



🔹 د.كِفَاح أَبو هَنّوْد🔹
الإعراض عن العبادة حرمان وخسران يصرف الله صاحبه عنها بقدر بعده عنه .

وأسوأ شيء يمكن أن يعرفه المفرّط في العبادة حين يعلم نسيان الله له وانصرافه عنه .

﴿ كَرِهَ اللَّهُ انبِعاثَهُم فَثَبَّطَهُم وَقيلَ اقعُدوا مَعَ القاعِدينَ﴾ [التوبة: ٤٦]

#د_إيمان_العسيري
@Eman_ALassiry
هل تجد حلاوة لطاعتك؟

«سمعتُ شيخ الإسلام ابن تيمية قدّس الله روحه يقول: "إذا لم تجد للعمل حلاوةً في قلبك وانشراحًا فاتهمه، فإن الرَّب شكور".

يعني أنه لا بدَّ أن يثيب العامل على عمله في الدنيا من حلاوة يجدها في قلبه، وقوّة انشراح وقرّة عين، فحيثُ لم يجد ذلك فعمله مدخول!».


[مدارج السالكين، ابن القيّم (2/51)]
ٰ
كيف أنتفع بالقرآن؟

«إِذا أردت الِانتِفاع بِالقرآن فاجمع قلبك عند تلاوته وسماعه، وألقِ سمعك، واحضر حضور مَن يخاطبه به مَن تكلّم به سبحانه منه إِليه، فإنه خطاب منه لك على لسان رسوله ﷺ، قال تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيد} [ق:37]»..

[الانتفاع بالقرآن، ابن القيم (١٧)]
ٰ
معصية في العبادة!

قال وهيب بن الورد -رحمه الله-:
«لا يكون همُّ أحدكم في كثرة العمل، ولكن ليكن همُّه في إحكامه وتحسينه، فإن العبد قد يصلي وهو يعصي الله في صلاته، وقد يصوم وهو يعصي الله في صيامه!».


[حلية الأولياء، لأبي نعيم (8/153)]
ٰ
📖 رَمـضان في صُحبةِ الأسماءِ الحُسنى / الجُـزء 3

🌙 اللَّيلةُ الثالثة عشرة
- الشَّهيـدُ ..

الّلهُمّ آميـنَ لكلّ مافاضَ مِن أمنياتٍ من حنايا القلب ..
الّلهُمّ آميـنَ لِرجفة الدّعوات ، ومَرارة الحُـزن العميق ..
الّلهُمّ آميـنَ للهفةِ الأشواق لاهثةً كأنفاسِ الغَريق ..
الّلهُمّ آمين يارب الفُلك والناجين والغرقى !

حاشا لقلب قد دعاك ؛ أن تكون حظوظه الأشقى ..
يارب للدمعِ في أنفاسِنا دويا ..
آتٍ على جِسرٍ من الآهاتِ ؛ وفي قلبـي اليقيـن ..
"إنْ قلتُ يا ربّـاهُ أعلمُ ؛ أنّـه مِن بعـدِ يـا ربّـاهُ خيـرٌ آتٍ" ..
ويقيننا أنه ما اشتدّت واستحالت ؛ إلا تيسّرت واستهانت !

يـا أبنائـي ..
رمضَـان زمَـنٌ محَـى ما قبله ، وبدّلَ ما بعـده ..
يَطوي عنكَ الجـزر ؛ ويُبقـي لك المَـدّ مادامت ممدودةً مِنك اليَـد ..
والأمـر حين تستودعه الله ؛ يفرّ مِن ضَعف حيلتك إلى خزائـن فضله !

والله ..
إني ما نلت شيئا ؛ إلا بالذي سخر الأسباب َ ..
و "إذا أرادَ الله أن يرسل لك الخير ؛ حمَله إليك ولو على ظهـر عدوّك" ..
وخلفَ باب الغَيب مُتّسع !

قال تلميذ:
ما ضَـرّ هذا الحُـزن لو كان قميصًا نخلعه ؟

قال الشيخ:
يابُــنيّ ..
المؤمنُ بين كَميـنٍ و كَميـن ؛ ومن كُـل مِحنة يَكتَمِل ..
وقدر العبدُ أنه بين أنفاسٍ محفوظةٍ وأعمالٍ ملحوظة ؛ هذا اختبارك وهو الشّهيد عليك ..
وما استُمطِرت الرّحمات ، ولا استُجلبت النّفحات ، ولا استُدفعت البَـليّات ؛ بمثل تقوى الله ..
فاستنزل العطايا بالتقوى !

وإن راودتك الفِتنة كيْ تَسكب طينك فقُل ؛ في المِحنة يَـبينُ مَن كان قلبه بِـئرًا مُعَطّلة ، ومَن كان قلبه قَصـرًا مُشيّدًا .. واللهُ على كُـلّ شيءٍ شهيـد .. سبحانه يختبرك قبل أن يعطيك !

يابُــنيّ ..
مَن جَـوّع قلبه لله ؛ أطعمته الآخِـرة وما تركَ الله له نصفَ أمنية مُعلقة !

قال التّلميذ:
والله إنّ بعض الطُّـرِق فتنة !

عَـدّل الشّيخ جلسته ؛ ثُمّ قال :
يمتحنُ الله ثَباتك .. يمتحنُ يقينك ..
وعلى قدر الدّيانة ؛ تكون من الله الصّيانة .. { واللهُ على كُـلّ شيءٍ شهيـد }
فلا تطوِ الطّريق إليه براحلةٍ عَـرجاء !

واللهِ ..
ما مِنْ عَبْدٍ حَفِظَ جَوَارِحَهُ ؛ إِلَّا حَفِظَ اللهُ عَلَيْهِ قَلْبَهُ ..
وَمَا مِنْ عَبْدٍ حَفِظَ اللهُ عَلَيْهِ قَلْبَهُ ؛ إِلَّا جَعَلَهُ اللهُ أَمِينًا فِي أَرْضِهِ ..
وَمَا مِنْ عَبْدٍ جَعَلَهُ اللهُ أَمِينًا فِي أَرْضِهِ ؛ إِلَّا جَعَلَهُ الله إِمَامًا يُقْتَدَى بِهِ ..
أولئك قُمصانهم بلا خطيئة وما قُدّت مِن قُبُل ..
فَشُدّ جِماح الشّهوة ؛ وأذِّن : حَـيّ على الثّبات !

يابُــنيّ ..
اتَّقِ اللَّهَ فِي خَلَوَاتِكَ ، وَحَافِظْ عَلَى أَوْقَاتِ صَلَوَاتِكَ ، وَغُضَّ طَرْفَكَ عَنْ لَحَظَاتِكَ ؛ تَكُنْ عِنْدَ اللَّهِ مُقَرَّبًا فِي حَالَاتِكَ !

قال التلميذ:
ما أفعل والذُّنوب مُثقِلةٌ ؛ والخُطى مُرهِقة !

قال الشيخ:
ذلك لأن البُعد للقلـب ؛ لَحـد ..
فطُوَبى لِمن كَفَّ عَمَّا يَكرَهُ اللهُ !

قال التلميذ:
آهٍ وألفُ آهٍ ..
ماذا يفعلُ مَن كانَ قلبه في مَهبِّ الذَّنب ؛ حيثُ مالَ بـه يَميل ؟!

قال الشّيخ:
أوّاهُ إنْ ثارت فِتـنٌ ؛ وحَبل الوصـلِ في وهَـن !

يابُــنيّ ..
هَذا دَربٌ امتُحن بـه ألفُ ألفُ قلـب ..
منهم مَن مضَى على ظَمأ ؛ ومنهم من صَـار وَهْـما !

فإياك أن تكون نَـفْسا كلّـما ثبتَ لها قدَم ؛ زلّـت ..
وكلّما عُقد لها عَقد ؛ حُـلّت ..
ألا تَخشى نفسك مِن ربّها عين المَقت ؛ يابني .. ( وكَم قدمٍ إلى القُبور قادِمة .. كلهم على الأكتاف نادم .. والموتُ خاتمةُ الرّوايةْ ) !

يابُــنيّ ..
والله إن وجَـع الانفلات مِن فِتنة الزّينة ؛ أهوَن مِن فِخاخ الأسـر ..
هو في العُلـى بكمالِـهِ .. كشفَ الضّلال بأمره .. وهو على كُـلّ شيءٍ شهيـد !

قال التّلميذ:
يارب .. إنّـي لا أطيقُ لك عُـذراً ؛ فأيقِظني مِن فتنةِ ما لا أستطيعُ عليه صَبرا !

قال الشيخ:
رُبَّ ثباتٍ على الأشواكِ نمشيه ..
رُبما تَسألني ؛ كيفَ نُطيق !

إنْ اشتعلتْ نارُ الغواية في جوارِحك ؛ فاذكُـر { وَمَا تَكُونُ فِي شَأنٍ } إلا كان عليك شَـهيد ..
فلا يكُـن غَيـبك أعزَل مِن سِـياج التّحصيـن !

يابُــنيّ ..
مَن زَيّـن الِّلسانَ ، وأقامَ على قُبح الجَنان ؛ أظـهرَ الله عليه الشّـين ، وأخفى ما أرادَ مِـن الزّيـن ..
واللهُ على كُـلّ شيءٍ شهيـد !

هو الشَّـهيد ..
فإنْ تَشابَـه عليك النّبض ؛ فلا تُقدِّم قَرابينك ..
إنّ القَبول مَرهونٌ بما تُخفـي السّـرائِـر !

فإيّـاك أنْ تقطعَ القِفار ؛ وقلبك خَلفك !

قال التلميذ:
الّلهُمّ إنّـي على قلبـي حَزينٌ ؛ وثباتـي هَـشّ !

قال الشيخ:
أرِ الله مِن قلبك انكسارًا واستغفارًا ؛ يتمنّـى الشّيطان معه لو أنّـه ما فَوّت الطاعةَ عليك ..
اغسِل بقايا الإثم في قلبك ؛ وما قُطفت مِن شَهوة العَـين !

قال التلميذ:
عفوك عفوك يا رباه ..
يـاربّ ارفِق بنا ؛ طُوفانُهم آتٍ !

قال الشّيخ :
قل يَــاربّ
..
أنتَ الشَّـهيدُ إذا ضاقت الأرضُ على الأرضِ كأنّها السَّـبع الطِّباق ..
أنت الشَّـهيدُ على مَن أشرَعوا للتِّـيه بَـابًا ..
أنت الشَّـهيد على هُمومٍ لا تُطاق ..
أنت الشَّـهيد على فَسادٍ لمْ يبقِ للأحلام بَـاق !

قال التلميذ:
والله إنّـي أخافُ أنْ لا أنجو !

قال الشيخ :
يابُـنيّ..
اسمع مني خطة لصلاحك ..
النية مُقَدّمَة الْأَشْيَاء .. فَمن صحّح نيته بِالصّدق ؛ِ أَتَت عَلَيْهِ آثار القبول .. فَإِن الْفُرُوع تتبع الأصول !

ثم يرزق الهمة ..
ومن صلحت نيته ؛ قويت همته .. حتى يصلح لبساط الْحق !

يا بني ..
يا جَهشة القلـب المُحنى بالقَبولِ ؛ إذا قيلَ اكتمَل الكِـتاب ..
ونودي عليك .. عبدٌ ما تعثّـر في الحُجب .. عبدٌ ما نقلَ الخطوات إلى الخطيئاتِ !

فاعمَـل مِن وراء البِحار ؛ فإنّ الله لنْ يتِرَكَ مِن عَملك شَيئا ..
وإيّـاكَ إيّـاكَ ؛ أنْ يهزمَ الشّيطانُ قَلبَك !


🔹 د.كِفَاح أَبو هَنّوْد🔹
#إن كـرِهْــتُ الحيــاة ! و ضعْفــت مِـنْ بعـض المَـوَاقف
فبداخلك روحٌ.....تلوّن لك آلحياة تمنحُنــك القُّــوّهَ ..كلّمَـا تذكّرْت

#أنّ_اللــه_إذا_أحبّ_عبداً_ابتَــلآه...
الثقة واليقين بالله

" قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فاليتوكل المؤمنون"
📖 رمـضان في صُحبةِ الأسماءِ الحُسنى / الجُـزء 3

🌙الليلة الرابعة عَشرة
- المُعِـزّ المُـذِل ..

سُبحانه يُعطي بلا طلَـبٍ ..
يرزُق بلا سببٍ ..
يبدي العجائبَ منْ تقريبِ ما بعُدا ..
فإن زادت الأيام تصرّما ؛ زاد لك ترحّما ..
ولكلّ مِحنة مُنتهى وانقضاء ؛ وإن بَعُد المدى ..
وإني لأرجو ؛ أنّ أيام المكاره قد انقضتْ ، والسّود منها قد ابيضّت !

يابُنــيّ ..
سنّـته في الشّدائد ؛ أن يُريك كمال قدرته في الرزق من حيث لا تحتسب ..
فقل مَـولايَ .. يدفعني لبابِكَ حسْنُ ظنِّي ؛ يا مَـن تُعطي بِـلا مَـنِّ !

اضْبط مواعيدك وَوقت مواقيتك مع الّليل ؛ فالّليل مَتجَـر القُـرب ..
وكلّما دَنوتَ ؛ استعجَلتْ إليك البشائِـر ..
ولا يعرف السّعي ؛ مَن أبطأ به الحَـال !

فاهجُـر فِراشَـك ؛ فالفِـراش أمامَـك ..
وثَمن السِّيادة ؛ تَـركُ الوِسادة ..
فاستَدرِك ؛ وبغير التّقوى لَـن تَقوى !

هو المُـعِـزّ المُذِلّ ..
ونَفسٌ لم تَـلقِ في البداية في سبيله الإذلال ؛ لن تَـلقَ في النهاية مِنه الإدلال ..
وكلّما طالَ بين يدي الله ذُلّ المُثول ؛ كان ذلك مِن حُسن القَـبول !

هو المُـعِـزُّ المُـذِلّ ..
مَن عامله بأسمائه؛ أعطاه مِـن عليائـه !

يَــاربّ أنت المُعِـزّ ..
وهذي كافيةٌ كي نؤمنَ ؛ أنّ المواهب دون وهبك فانية ..
تُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ ؛ فإذا المكارم بُكـرةً وأصيلا ..
وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ ؛ فيجدُ أكثر ما يجد قليلا ..
تُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ ؛ فإذا النّعماء ماتريد رحيلا ..
وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ ؛ فإذا محمل الظّهر ثقيلا !

يُـعِـزُّ ؛ فَيجـرّ لك الفرج من سَـمٍّ ضَـيِّـق ..
ويذلّ ؛ فينقبض جناحك ولا تَسبِـق ..
تُـعِـزُّ ؛ فإذا بالأرضِ خارطة الحُلم ، و { الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ } ..
تُـذلُّ ؛ فَتبعثُ عِـبادًا جاسوا خِـلال الدِّيار ، وسال الحزن بعدهم ..
تُـعِـزُّ ؛ فإذا الجِـنُّ والإنْـسُ { يعمَلون لـه ما يشاء } !

سُـبحانَـه ..
ثبّت أطراف مُلكه بلا عونٍ ولا سند ..
فلمّا زعزعَ ؛ ما بقي منهم أحَـد ..
فَـقُـل ؛ أنتَ المُـعِـزُّ وأنتَ المُـذِلّ .. فامدد يَـا خيـر مَـن مَـدّ لنا المَـدَد ..
دلّـت أسماؤه عليه !

سُبحانَــه ..
منه السّهم ، وعليه الرّمي ، ومنه الإصابة ..
أمْـرٌ بحرفين .. وكَـونٌ بحرفين .. وشَيّـد سمـاءَ بِـ { كُن فيكون } !

فَـقُـل :
أنتَ المُـعِـزُّ وأنتَ المُـذِلّ ..
ترفع وتخفضُ ماتشاء ومَن تشاء بِـ { كُـنْ } ..
الكبرياء رداءك ؛ والعِـزّ إزارك .. فألبِسنا رداءَ العِـزّ منك !

قال التّلميذ:
الّلهُـمّ هبْـني عِـزًا مختوماً لا يُمحى من الخَتم !

قال الشيخ:
مَـن سار إليه بأسمائه ؛ وصَـل ..
فادخُـل بالذّل عليه !

يابُـنيّ ..
تظَـلّ الصِّفة بصاحبها ؛ حتى تبلُغه ..
وكلّـما أخَـذ العبد الاسم بالحُـب ؛ دنَـى مِـن مقام القُـرب الأقرب !

فَـقُـل :
يا شِـفَـاء الحَوائج مِـن العَـدم ..
رُدَّ أمَلاً مِن ميِّت الآمال ..
يا أمْـنَ مَن كُنتَ أنت مَـأواه !

قال التلميذ:
سُبحانَـه ..
يُـذِلّ من يشاء ؛ فَتـئِنّ الحَوائج مِـن اليُتـم !

قال الشيخ:
( ألمْ يَجدك عائِـلًا فأغنَـى ) ..
هُنـا أسئلة الفَقر ؛ ولَـدى الله جَوابُ ما نَقص ..
فاسأَل نفْسك ؛ كيفَ أخرَج هذا مِن هذا !

يابُـنيّ ..
ما قبلَ الاقتدار ؛ افتِقَـار ..
والله يوقِفك على ما كُـنت !
إذ كُـل (كُنتَ) ؛ تُريك ما لمْ (تَكنْـهُ) .. لولا ما (كَـان) منه ..
تَـرى الدّرب مَسدودا والسّعي مَردود ، وبعض العُقم ماله انفراج ..
فإذا أعَـزَّ ؛ هيّأَ لك المِعراج ..
فقالَ ؛ { سُبحان الذي أسْـرى } !

يابُـنيّ ..
أوّل الفَهم ؛ أن تَقطع نَظرك عن ما سِـواهُ وتقول : ما أنَـا لولا ما أوْلاه !

قال التلميذ:
{ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إلى مِنْ خَيرٍ فَقِيرٌ } !

قال الشيخ:
أتمِم انقطاع قلبك إليه ؛ يُفاجئك بالنعم !

يابُـنيّ ..
يَـدُ الله تَملأ الغَيم فَيضاً ؛ لو كَـان قلبك لها أرضًا !

قال التلميذ:
فَـهِّـمنـِي !

قال الشيخ:
فتنة الذّات ؛ إيّـاكم وإيّـاها ..
ونَـفسُ الكِـبر ؛ سيماهَـا ..
فاخْـشَ عُقباها !

يابُـنيّ ..
إنّ قومًا يريـدون أن يرتفعوا ؛ فيأبَـى الله إلا أنْ يَضعهم ..
ومَن طَمع في الشُّهرة قبلَ أن يُتمّ أمره ؛ يهلك في المهالك قبل أن يَصل هنالك !

هو المُـعِـزّ وهو المُـذِلّ ..
ومَـن رأى نفسه كَـثيراً ؛ لم يكن عند الله كبيراً ..
تلك خاتمةٌ ؛ أُخـراها مِـن أُولاها !

قال التلميذ:
ياربّ بي ما تعلَم مِن السّقم ..
فإن عفوتَ ؛ غدوتُ بريئاً مِن الإثم ..
أطمَع في نَيل ما لا أناله منك بالكَـرم !

قال الشيخ:
سبقَت نِعَمه قبل السُّـؤال !

قال التلميذ:
مَـن يُـرشِـد القلب إذا مَـا تَـاهـا !

قال الشيخ:
هو المُـعِـزُّ وهو المُـذِلّ ..
إذلاله تأديب .. لكنّـه يُـغيّـر ولا يُـعيّـر ..
يَقبل ويُقبل ؛ ويُقيل العَـثرة ..
حاشَـاهُ ؛ يُغلِق وُرود الإنعامِ لوجود العِصيان !

قال التلميذ:
نحـن غرقَـى ؛ وبدونك ليسَ
لنا أن نبقَـى !

قال الشيخ:
سُـبحانَـه .. وَهْـبُـه ابتداءٌ مِن غَـير استحقاق ..
لكنّـه يُنقصك لِـيُقبِـلَ بِـكَ عليه ..
فاسعَ بذلك إليه ؛ يُعزُّك بين يديه ..
ومَن دخَـل بالفَقر ؛ خَـرجَ بالغِـنى !

قال التلميذ :
(أدعُوكَ ياربِّ كمْ أدعُوكَ .. ودُنيايَ تُوغِـلُ فِي التّـدنِّي .. عَبدٌ أنَـا ، كَـلٌّ أنَـا .. مَاذا أنَـا إنْ لمْ تُعِنِّـي) !

ياربّ ..
فاشدُد هَـواك بقلبـي ..
ياربّ خالي الوفاض ؛ خائِـر القُـوى ..
وعلى مِقدار كَـفّـي ؛ أطلُـب !

قال الشيخ :
سُـبحانَه .. على سَعةِ يديه يُنفِق ..
يعوّضك الكريمُ بألفِ ألفٍ ؛ فوقَ الألفِ ألف ..
هو المُعطي لكلِّ آتٍ ؛ كمَـا أعطَى كُـلّما فَـات !

ضَـعْ جَبهتَك على عَتبة قُـدرته ؛ وقُـل :
لـَه "كُـل الذي يرجونَ فضلك أُمطِروا
حاشاكَ أن يَـبقى هَشيمًا مَربعي" !

مَـولايَ ..
اسْـقِ ( زيتَ عاشِـقٍ مُـتَودِّدِ ) ..
كـلُّ عَـبدٍ يُـريد ما أراده مَـولاه ؛ فإنَّ الله سَيُعطيه ويُرضيه بما أَوْلاه !


🔹 د.كِفَاح أَبو هَنّوْد🔹
📖رَمـضان في صُحبةِ الأسماءِ الحُسنى / الجُـزء 3

🌙 اللَّيلةُ الخامسة عشرة
- المُبدئُ المُعِيد ..

يارب .. أُحبُّكَ نافلةً وفريضةً .. والحُب إذا اتّسَـع اتّصل ..
يارب .. أحبُّكَ رغم الوَجع ؛ وحُبُّك رغم الأسَى ما نقَص ..
أحبُّكَ كلّما تدانتْ مَسرّاتٌ ؛ وولّت شدائِد ..
أحبُّكَ حَـدّ السُّجود ، وحَـدّ الرُّكـوع ، وحَـدّ الدُعاء بكلِّ الشَّغف ..
أحبُّكَ ؛ فَحبُّـك دِيـنٌ .. وبين يديـك أتلـو الدّمُـوع .. أرجُـوكَ ؛ لا تجعل حظّي مُـرًّا للأبَـد ..
!
يارب .. يَـا مَن { يُبْـدِئُ وَيُعِـيدُ } ..
أنتَ البَـرّ بالعَـبد ؛ والباقي على الأبَـد ..
أبتَـلّ مِـن دَمعـي ؛ وأرى فَضلك المُمتَدُّ للأبَـد !

قال التّلميذ:
عائِـذٌ بِـك لَـن يشقَـى ..
فعساك تَسترُ عَثرتْي وعَسايَـا ..
حَسبي بأنّي مُتعَبٌ ؛ ولديكِ ياربِّي دَوايَ !

أنتَ المُعيدُ ؛ فَـرُدَّنـي إليك ..
هذا كتابي شاحِبٌ ؛ وما لديّ سِـواك ..

أنَـا .. مَـن أنَـا ؟!
أنَـا مُبعَـدٌ بالذّنب عنكَ .. أنَـا عَبدك المَحـرومُ مِـن قُـربٍ لدَيك .. أنَـا مَن أشتهي وصلًا لديك !

قال الشّيخ:
يابُـنيّ .. اجعله ابتداءَك ومُنتهاك ..
واشدُد خيوط الشّوق في تراتيلِ الصّلاةِ وقُـل له ؛ أشتاقُ يَـاربّـي أراك !

قال التلميذ:
يَـاربّ مُقيمٌ في دُجَـى الغياهِب ؛ لكنّ سُؤلي فَـوقَ هَـامِ الكَـواكِـب !

قال الشيخ:
هو المُبدي وهو المُعيد .. يُنقص كيف يشاءُ أو يزيـد .. المَوازينُ في يديه .. ولا شيء يَخرج عمّـا يريد .

يُعطي المالَ أو يُـبيد ..
فلا تنسَ أنّـه ؛ المُبدئ المُعيد ..
يغيضُ رِزقٌ أو يفيضَ ؛ بيد اللهِ المُبدئ المُعيد ..
وما تراهُ ناضباً ؛ فالله إنْ شاءَ يُعيد !

يابُـنيّ ..
لمّـا استغاثَ أيُّوبُ : يَـاربّ { مَسّني } .. ردّ عليه قُوّته بِـأمـره { اركُضْ } ؛ وهو العليلُ المُلقَى في فتنةِ الضُّـر .. فنسيَ بنسيم العافية ما ألمَّ به مِـن ألَـم .. ورَدّت يَـد المِنّـة كُـل ما مَـرّ منه وذهَب !

سُبـحـانَـه هو المُعيـد ..
تَالله ما ضَـرّه ما أكَـل منـ جَسده الدُّود ؛ لمَّـا اختالَ في ثوبٍ وَدود ، وسقاهُ اللهُ مِن جُـودِ الجُـود !

يا بني .. ربما تُـفْـرِغ السّواقي ،حتى تَسكب الدّمعَ مِن فَيض النَّحيب ؛ فيأتيكَ وَهْبٌ مِـن الغَيبِ لا يَغيب ..
وما كانَ مجنياً ؛ صَار هو النّـاجِـي !

ممّ تخافُ ؟!
أينما وجّهْـتَ وَجهك ؛ وجدّتـَه هُـناك ..
أخبِـره عن جُـرحٍ أفزعَـك ..
حدِّثه عمّـا أوجَعك ..
وبينَ هذا وذاك ، وقبلَ هذا و ذاك ؛ يحنو عليكَ وَيرحمك !

شُـدَّ قَلبك بالاسم ..
أشعـِل التَّسبيحَ ؛ واسألـهُ مافقدتَ وقُـل له : أنتَ المُبدئ المُعيد .. ابعَث لي ما اندثَـر ، واجـبُر لي ما انكسَر ، يا مَن يُبْدِئُ وَيُعِيدُ ..
يابني منه وجودُ كُـلّ شَـيء ، وإليه عَـودُ كُـلّ شَيء !

قال التّلميذ:
ياربّ هذا حالنا { بِئرٌ مُعَطّـلَـة } .. أعِـد عَـلينا كُـلَّ الأمنياتِ المؤجّلة ..
ياربّ نَجتَـرُّ خُطًى مُكَـبّلة .. أعِـد علَينا زمَنًا كَـان لنا فيه عَرشٌ و منزلة ..
أنتَ المُعيد ؛ رُدّ عَلينا مِفتاحَ البابِ المَوعُـود !

قال الشّيخ:
{ إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ } في الأحوالِ ما يَـشاء ..
يارب .. هذا الظُّلم يَمتطينا و يَعصِف ؛ وعندكَ مِن الفَـرجِ ما لايوصَف .

أعِـد علَينا المُـنى .. لعلّ كـَرامتنا تَعودُ لَـعَـلّ ..
نعتاشُ ذُلًّا ، وأوطَـاننا للظُلم نَعـلا ..
اجعَل أقدارَك لَـهُم ؛ لا و كَـلّا ..
وَرُدّنا لِـزمَـن العَـدل فيه تجَـلّى ..
يا مَن يُبْدِئُ وَيُعِيدُ !

ياربّ مُنهَكون مِن الصَّمت .. وجُـرحٌ يَنزِف ..
وفي غُربةِ الأحلام هذا القَلـبُ واقف ..
نأوي إليكَ ؛ فضَمِّدنا بالفَـرح ..
لا تخذُل الضَّعفَـا ..
وأرِنَـا في بِضعِ سِـنينَ قَـدر ؛ { سَيَغلِـبون } !

قال التّلميذ:
سبحانه صَدقَ إذْ قال ؛ { ومايُبدئ الباطِلَ ومايُعيد } !

قال الشّيخ:
سُبحانه { فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ } ..
وما ثَمّ إلا ما أرَاد !

فَـقُـل للعابِريـن في فلسطين :
لَـن تَصِلوا إلى ضِفّة الحُلمِ { إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ } !

تَـأوَّه التِّلميذ وقال:
مُثقَلون مِن مَخاضٍ أليم .. وَتكاد تَذبُـل في الكَـفِّ أدعِيَتها .. أحْيِها يَـا مَـن يُحيي الأرضَ بعدَ مَواتِها .. يَـا مَـن يُعيدُ وَيُـبدِي !

قال الشيخ:
إذا اشتَـدّت العُسرى ؛ فإنّ عَواقِـبَ الحُسـنى تَليها ..
سُبحانَـه .. يُـذَكّـرك بِفاقَـتِك ؛ فارْجُ منه حاجَتك ، وكُـن لَـه بِكلّيَتك !

قال التلميذ:
وعَثـرةُ دَربـي ، وأخطاءُ عُـمري ، وكُـلّ ما تَعلَـمُ عنّـي .. أينَ سيَمضي ؟
ياربّ قَـد أرهَق الحِملُ ظَهـري ..
تَعلـمُ مَـا أُسِـرُّ ومـا أُبـدي .. وكُـلّ مـا نَقضْتُ مِـن عهـدي !

قال الشيخ:
الصّفاء مِن الصَّفاء ، والكَـدَرُ مِن الكَـدَر ..
فَقُل ؛ الّلهُـمّ انقِلنا مِـن كَـدر البُعد إلى صَفاءِ القُـرب !

يابُـنيّ ..
المُقبل بالعُجب ؛ قد يُـرَد ..
والمُـدبر بالحَـياء ؛ قَـد يُـوَد