سًيًدِتّيً
2.82K subscribers
9.16K photos
440 videos
104 files
1.21K links
قناة سيدتي كل ما يهم المرأة
كل مايهم المرأة العصرية والفتاة العربية .
@Sayidati
Download Telegram
السُّؤل والأماني ..
قرِّب لنا الوصل والتداني !

فقال الشيخ:
دعْ الدّمعة .. فاللهُ أعلم بِمَجراها ؛ وعلى أيِّ الهُموم مَـرسـاهـا !

يابُــنيّ ..
حفظكَ الله على كُـل جنب، وفرّج عنك كل كَرب، وغفر لك كُـل ذنب، وجعل الله ما أهمّك مفتاحٌ ما تُحِب ..
هو الجميل لأوليائه ..
وإذَا صَحَّ الِافْتِقَارُ إليه ؛ صَحَّتِ الْعِنَايَةُ منه !

قال التلميذ:
اللهُـم اسقِني ودّاً ، وحناناً ، وعطَـاءً !

قال الشيخ:
يابُــنيّ .. ابحثْ عن بعضك المَدفون في العَجـز ..وإذا دَنت لحظة الرّحيل ؛ وتَلتْ أعمالك الصَّحائف ؛ فلتكُ عبداً أتمّ صَـلاة الثبات ..
وأسقطَ عَصر الهَزائم ..
قلـبٌ معقودٌ على الطـاعـة وفـي دَرب الرِّسالات ؛ قـادَ القَوافـل !

ثمّ نظر إلينا الشيخ ؛ وقال :
مَـن جَـدّ ؛ أدرَك .. والعافيةُ تُستَدرَك ..
فادرِكـوا زمَـن العطَـايَـا !



🔹 د.كِفَاح أَبو هَنّوْد🔹
💎


رمضانُ كالخاتم، وليلةُ القدْرِ فَصُّه المُضيء.

📜 المقامات لابن الجوزي
#العشر_الأواخر_وليلة_القدر

🌺‏أكثروا من الصلاة على الحبيب ..

🍀قال عليه الصلاة والسلام: (أكثروا الصلاة عليَّ يوم الجمعة وليلة الجمعة، فمن صلى عليَّ صلاة صلى الله عليه عشراً )

📚رواه البيهقي في السنن.

‏كيفية حساب زكاة المال

‏المبلغ ٤٠ = الزكاة

‏مثلا : المبلغ ٣٥٠٠ ٤٠= الزكاة ٨٧.٥ ( ريال - دينار - دولار)

‏الطريقة2

‏المبلغ ٢،٥ ١٠٠=الزكاة
‏مثلا :٣٥٠٠ ٢,٥ ١٠٠ = ٨٧,٥ ( ريال - دينار - دولار)

‏جزى الله خيراً من نشرها.
*قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله*

إذا أخرج الإنسان زكاة الفطر من الطعام فينبغي أن يختار الطعام الذي يكون أنفع للفقراء وهذا يختلف في كل وقت بحسبه

وأما إخراجها من النقود أو الثياب أو الفرش أو الآليات فإن ذلك لا يجزئ ولا تبرأ به الذمة لقول النبي صلى اله عليه وسلم: "من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد".

(فتاوى الزكاة والصيام / ص 236 - 237).
...

والله يا أختي ما تصفينه هو أعظم النجاح...سواء جاء من ابن أوبنت تجاه أمهم. فهذا مصداق حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (الزم رجلها فثم الجنة).
هذا من جنس الأعمال التي وصفتُ في الحلقة: (ماذا في المقابل إذا كنت ناجحة مرضية عند رب الناس وقمتِ بأعمال لم يطلع عليها إلا هو سبحانه، ولم يرها الناس ولم تثبتي لهم بها أي شيء؟ هل ضاعت هذه الأعمال ولن تسهم في نظرتك لنفسك واحترامك لذاتك؟).
تشرفتُ بخدمة أبي رحمه الله، والذي أقعده مرض الشلل الرعاشي (الباركنسون) لسنوات طويلة، وأحسب أن كثيرأً من البركة التي أجدها في حياتي هي من بركة خدمته، وأستغفر الله لكل تقصير قصرته في ذلك.
فبارك الله فيك، وإن كان سبحانه سكب في قلبك الطمأنينة والرضا والسرور بما تفعلين فلا والله كلام الناس كلهم لا يهم.
فالفاشل حقيقة هو الذي لم يوفَّق لمعرفة أن ما تقومين به هو إكرام واصطفاء من رب العالمين !
وسنضمن تعليقك الطيب فيما يأتي من حلقات بإذن الله، لتضربي مثلاً عملياً للمسلمين.
د. اياد قنيبي

📖 رمـضان في صُحبةِ الأسماءِ الحُسنى / الجُـزء 3

🌙الليلة الثالثة والعشرون
- الرَّفيقُ ..

تنهمرُ الخَزائِـنُ ؛ فارفَع يَديك واسأل المُستحيل .. واطلُب منتهى الأمَـل !

هذي ليالي السّنـابل ؛ ودعاء مَن بَـذروا ..
اسأله قَمح الأحلام ، وجوع القلـب ، وانتظارٌ أثقَـل الدّمعا !

يا أبنائــي ..
في ليلة القَدر ؛ ضُروع الغَيب لا تنضب ..
وما جفّ مِن أحلامنا ؛ يعشب ..
وما بعد الدعاء أقـرب ..
فتناول أسرارها بالدعاء ..
إن مُناجاةُ الأسحار ؛ تُغالِب الأقدار ، ويتعافى بعدها ماكانَ مُتهدّما !

وأَدْمِنْ لدَىٰ البابِ قَرْعًا ..
حتى يحين الوَقْـتُ أنْ تَـلِـجَـا ..
و مَن سجَد وجَـد ..
فابسُط القلب لله ؛ وأرسله
وارسم بالدعاء خارطة العمر !

ومن استنزلّ البركات ؛ وُهِب النّفحات ..
وفي المِحراب ؛ مِنحٌ للمُعتكِف !

هذا شهـرٌ أوّلـه الحُـبُّ ؛ وآخِـره انعتـاق ..
والأزمنة الفاضِلة ؛ آخِـرها أفضل من أوّلها ..
و إذا يَبستْ الصُّحف ؛ فاسقها رمَضانَـا ..
فهنيئًا ثم هنيئاً لمن على صلواتٍ بيضاء ؛ شَدّوا رحالهم !

قال تلميذ:
يَـارب ..
أنـا الآتي إلى فسحةِ الأمَـل ؛ سوى أُحبّـك لا عَمل يقرّبني ولا طَريق ترتَاده قدمي !

يَـارب ..
حسبي به حسبُ !

يَـاربّ ..
رفعتُ الحُلم في يدي ؛ فأرني الإجابةَ في غَـدي .. مَـن لي سِـواك يامَـولاي مَـن لي سِـواك !

قال الشيخ:
هو الرّفيق بنا ..{يُدبِّرُ الأَمْر} ..
آيةٌ إن سكَنتْ قلبَكَ ؛ أسكنته !

يابُــنيّ ..
كُـل الهُموم ؛ الله يَكفيها ..
وإنْ أعجزَتك أمنية ؛ فلا تترك تمَنّيها ..
فَـالله إن شاءَ ؛ إليكَ يُدنيها !
وما بعدَ الهمُوم ؛ إلا نِعـَمٌ مَخبوءة !

قال التلميذ:
إنْ قلتُ يَـا الله ؛ أطلّ كُـل كلّـي على مَـدى إحسانِـك ..
يا مَن خَفِيَ عن أبصارنـا ؛ رأيناك في كُـلِّ فعلٍ مُحسِنا .. نجواي لكَ ؛ وسِـرّي بيـن يديـك .. أُناديكَ إيّـاكَ إيّـاكَ ولاشَـيء سِـواك !

قال الشيخ:
أنتَ الرّفيق في الحِـلّ والتّـرحَــال ..
وإذا افتقر العبدُ إلى الله ؛ انفتحَ له الطريق ..
ومَن صَدق توكّله على الله في حصول شيءٍ ؛ نالَـه !

و هو الرّفيق في أوجاعنا ..
تدعوهُ ؛ فتسمعُ نبض الإجابة في راحتيك ..
فتشبّث بالدّعـاء ؛ ولاتَهـن ..
إنّ أدقَّ خيطٍ مِن خُيوط توسّلنا ؛ هو أغلظُ حبلٍ مِن حِـبال نجَـاتِنا ..
فَـزِد في الدعاءِ ؛ يُنجيك ممّـا لاتَـرى مِن لظَـى الأكـدار !

قال التلميذ:
أنت الرفيق الحنان الكريم فامـلأ صَحني بخبزِ العافية ، وأسكِـنّي العافية !

قال الشيخ:
هو الرّفيق الرّحيـم ..
يابُــنيّ .. ليلٌ يسري ، وقَـدرٌ يجري ، وقلبُ المؤمن حِمى الله .. فيصرف عنه مايدنّسه ؛ وهو لا يَـدري ..
فيَـا ويحَ قلـبٍ ما ذاقَ عِـرفانَـك !

قال التلميذ:
تأخّـرتُ عن الوصـل ؛ ولم أصِـل !

قال الشيخ:
هو الرفيق يمـدّ يَـده بحبلِ الودّ ؛ فاعبُـر بـه إليه ..
وقُـل : يَـاربّ افتح بَـابَ الرضـى كـيْ تطيـبَ الحـَياة ..
إن آنستَ في قلبكَ نوراً ؛ فارفع راحتيكَ فتلك آيـةُ الوصـل !

قال التلميذ:
يَـاربّ ؛ يأسِـر عيني زَهو المَتـاع ..
أعنّي كَـي أعبُر إليك !

قال الشيخ :
يابُــنيّ .. إنّ الله إذا كلّـفَ أعَـان ، هو الرّفيق في الفِـتَن ..
وإذا أرادَ بك خَـيراً ؛ ألهمَك الاستعانة !

يابُــنيّ ..
إذا وقَعت الفِتَـن ؛ فلا تخضْ فيما يخوضُ فيه الخائِضُـون !

قال التلميذ:
كيفَ فُـتِنُـوا ؟

قال الشيخ :
لِكُـلّ قلـبٍ فِتنة .. وقَـد رأينَا مَـن باعَ دينَه بـدِينـار ، وضَـاع في تِـيه الغَـنائِـم !

يابُــنيّ ..
مَن اشتغلَ بالدِّيـن لَـنفسه ؛ خَـذلنـاه ..
ومن اشتغَـلَ بالدِّيـن لنَـا ؛ رفَعناه ..
ومَنْ عَـزَّ عليه دينه ؛ تَورَّعَ ..
ومَنْ هَانَ عَليه دينُه ؛ تَبرَّع !

فَـقُـل :
الّلهُـمّ إذا أطلّـتْ عَتمة الفِتـن ؛ فاجعلنـي لدَسائِـس شَيطانها شِهابها !

قال التلميذ:
الّلهُـمّ أقِـمْ قلبـي على مايُرضيك !

قال الشيخ:
أشرَفُ الرِّبـاط ؛ أنْ تُرابط على ثَغـر قلبِك .. فلا يؤتى مَقامك منه !

يابُــنيّ ..
التّنازل في الفِتَـن ؛ لا يَدعَـك حتى تَنتكِـس !

قال التلميذ:
أيُّ الفِتنة أشَـدّ ؟؟

قال الشيخ :
أن يُعرَض على الإنسان الخيـر والشَّـر ؛ ولا يَدري أيُّهما يَتبَـع !

فَـقُـل :
يَـاربّ ذَكِّـرنا بِـك قبلَ هُجوم خَطراتها، واحمِلنا على النّجـاة منها ومِن طَرائقها !

كُـن ممَّن جَعلـوا الشّيطَـان يَحيا فـي مَخَـاضِ اليَـأس !

قال التلميذ:
الّلهُـمّ إنْ لمْ يقَع عمَلي مِن قَبولك مَوقعاً ؛ فاستُـر ما ردَدتَ !

قال الشيخ:
الّلهُـمّ أنتَ الرّفيق في الحيَـاةِ وعند الموت ؛ فارأفْ بنا عند الشّـدائِـد ونُزولها، وأرِحنا مِن هُموم الدُّنيا وغُمومها ؛ بالرّوح والرّيحان إلى الجنّة ونَعميها ، واجعلنا عند الموت حسنةً تفوح ثباتَـاً وسيـرة !

قال التلميذ:
عَفـوكَ ؛ لستُ

ا
ٔرى مأوى يُواري خَطيئتـي !

قال الشيخ:
يابُنـيّ .. حسنةٌ حديثةٌ لِسَيّئةٍ قَديمة ..
ثُـمّ قُـل ؛ نسألك التوبة ودَوامها ، ونعوذُ بك مِن المَعصية وأسبابها !

قال التلميذ:
الّلهُـمّ إنّـه غَشِيَنا مِن الهَـمّ ما غَشِيَنا ..
يَـاربّ يرحَـلُ سُؤلنا خِماصَـا ؛ فلا تَردّه علينا إلا بِطـانَـا ..
يَـاربّ عالِـقٌ عَبدك فـي يَـبس يَـومِـه !
ارفق بنا ولا تحملنا ما لا نطيق ..

قال الشيخ:
واللهِ لولا مَصائب الدُّنيا ؛ لوردنَـا الآخِـرةَ مَفاليـس .. فقُـل :
يَـاربّ أذهِب اليَـبس وأذهِب البَـأس ..
وبالدعـاء نواري سَوءة البُـؤس !

يابُــنيّ ..
إذا زادَ الجُـرح وَسعا ؛ آنَـس فـي دُجَـى القيـامِ أمنَـا !

قال التلميذ:
الّلهُـمّ الدعـاء الذي لَـزِم المآقـي ؛ فأحـرَق .. وكَـربٌ تربّص بالعُـيونِ ؛ فأرَّق !
أنت الرفيق فارفق ..

قال الشيخ:
إنْ سَـالَ فـي قلبك ليـلُ الغَسق ؛ تعـوّذ منـه بِـرَبّ الفَلَـق ..
وَردِّد : { لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا } !

إنْ كَـانَ معـاكَ ..
فمَا كَـان هُناكَ ؛ بِقُدرته صَـار هُـنا !


🔹 د.كِفَاح أَبو هَنّوْد🔹
📖 رمـضان في صُحبةِ الأسماءِ الحُسنى / الجُـزء 3

🌙الليلة الرابعة والعشرون
- العَليّ الأعلَى

هاتِ الفَـرح يا ليلةَ القدر ..
هاتِ مواسِـم العِطـرِ ..
ومَـن يدري؟ لعلَّ الفَرج في كفّيك ؛ مَن يدري؟!

هذا زمانٌ ؛ يَكتب للروحِ تاريخاً لا يَفنـى ..
ليلةٌ ؛ أنفاس الملائكة في أزمانها ، و أريجُ القُبول في نواحيها !

وإذا العَليّ اصطَفى ؛ جعلَ الوُفـودَ أخـيـرَها ؛ دانيها .. والدِّلاء الآيسة ؛ في غَيثها وافرة ..
وإذا تفضّل الوهّـاب ؛ سقَطت الأسباب ..
ورأيتَ الآمال المُلقاة على قارعةِ اليأس ؛ ريّـانة بالغَيث !

وماكنتَ حائرًا فيه ؛ يكون أو لا يكون ..
وما كان في الغارِ موطنه؛ صار الأُفْق لـه مُتّسعًا !

يا أبنائـي ..
لِـيُنفق كُـل ما تيسّـرَ مِن دمعه .. من أنينه ..
والقلـب يشهد على مآقينا !

في ليلة القدر ترتفع الصّحف بالقبول ..
تتهادى على أيدي الملائكَـة ..
تنساب الحَسنات إليك ؛ ويخضرّ من عمرك ما كـان يابسا ..
فكُن مترقبًا لوعد الله .. فاللهُ إذا وعد أوفـى ..
ومن توجّه لله بالطلب ؛ اكتفَـى !

قال التلميذ:
أتيتُ .. يُدْنِينِـي الرَّجاءُ وأنتَ اللهُ تَفْـعَـلُ ما تَشَـاءُ ..
إنْ عنك َمضيتُ ؛ ألَـديّ حياة إنْ نأيْت ؟!

قال الشيخ:
مـباركٌ للمُدلجين طلعةَ الفجـر ..
وإذا بَـرَق الأجرُ ؛ قال الغافِـل :
{ ياليتَني كنتُ مَعهم } !

هو الله العليّ الأعلى ..
ومَن علتْ همّته ؛ ارتفعتْ عزيمته !

هو العليّ ..
مَـن سابَـق إليه ؛ سبَـق ..
ومَن لاحَق ؛ التحَق ..
ومَـن رافَـق ؛ ارتفَق ..
والكَسلُ مطيّة الخَيبة ..
وعلى قَدر السّبق إلى العليّ ؛ تؤتى المِنَح ..
{ أَنَّ اللهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ } !

قال التلميذ:
يا مَن يجزي بالودّ ودّاً ، والحبّ حُـبًّا ، وبالحَمد مزيدا ، وبالإقبال قَـبولا !

قال الشيخ:
تذوقُ .. فتشتاقُ .. فتلوذ به ؛ فتورِق ..
ذاك قلبٌ متّكئ على جدار الغَيب ..
تسأله عن الله ؛ فتنصت لنحيب حنينه ..
أولئك يابني من ارتفعوا حَتى وصَلوا !

قال التلميذ:
اللهُـمّ ودّاً !

قال الشيخ:
إذا قَبِـلَ الله العبد ؛ رأيته يسعى في الأجـر ..
وأوّل القَبول ؛ أن توهَـب العَفو !

يابُنــيّ ..
إذا وضعَ عنك أوزار عمرك ؛ رفعَ لك ذكـرك ، و يسّـر لك أمرك .. فقُـل :
اللهُـمّ العَفو بَدل القَصاص .. فذاك مقام الاختصاص ..
فإنْ وهبكَ العفو ؛ فاسأله مقعد الرضـى ..
وقُـل لــه :
أنت الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ .. امضِ بي على دَرج طاعتك .. فأدرَجُ بك ولا أقِف حتى أبلُغَ مالديك !

يابُــنيّ ..
مِـن (غُـرّة) الحَمد ؛ حتى مِسك (النّـاس) (مفاتح الغَيب) في أسرار إكرامـه ..
أتظنّ يابُــنيّ أنّ قلباً اصطفاه الله وعاءً للوحـي والمناجاة ؛ أيشقَـى ؟! حاشَـا وكَــلّا !

هو العليّ ..
إذا تولّـى ؛ أعتقَـا ..
حتى يُقال ؛ اتلُ ورتّـل وارتَـق نُنجيك مِـن كُـل ضيقٍ ضيّق ..
يفيضُ النُّـور من { بِسْمِ } حتى { النّـاس } ؛ إذا رتّـلتَ آيَـها !

قال التلميذ:
أنت العليُّ سُبحانـك ..
‌‏مُتدثّرون بحبّـك يا ﷲ ؛ ولا زاد لنا إلا الدعـا ..
إن تقْصِيني ؛ فمِلْء عَيْنِيَ حَيـائي !

قال الشيخ:
العاصي يتولّـى ؛ والطائع يترقّـى ..
وإن تولّى القوم ؛ فاغنَـم السّبق ..
ومن أهمّه في العمل الإخفاء ؛ نالَ مقام الاصطفاء .

ومن اصطفاهُ الله في البدايات ؛ سلّمه في النّهايات ، وأكرمه بالزّيادات ..
وإليه لا يعلو الزبَـد !

تنهّـد التلميذُ وقال:
اللهُـمّ أنت العليّ ؛ فارفعنا ولا تَضعنا !

قال الشيخ:
أوّل الطريق ؛ عناية .. وخاتمته ولايـة ..
فاجعلْ عمرك معنى السّـوَر .. رتِّـله خطـىً وسلوكاً !

قومٌ إذا صلّوا ؛ ظلّت الأرض تشهد لهم ..
يابني .. صلِّ بسورة الأحزاب .. هذي صلاةُ المرحلة !

يابُنـيّ ..
تحجّ الأجور لمن صلّوا صلاة الثّـبات ..
والمُرجفون يهزّون أسوارنا ..
لمن صلّوا على الرّمضاء أئِمّة ؛ وسقوا الظامئيـن يقينا ..
لمن شاؤوا العُـمر مِعراجـا ..
علَـوا ؛ فأقدامهم على الآرائك مَجراها ، وفي أعلى عليين مَرساها !

بكـى تلميذٌ وقال :
أنتَ العلـيّ .. فبَلِّغنا !

قال الشيخ:
يابُــنيّ .. الأمـر في البداية ؛ العَمل على السلامة .. ثمّ يرتقي ؛ فيكون سعيه في الغنيمة .. ثُـمّ تَـراه مِن أهل القَـرض ؛ { وأقرَضوا الله قرضاً حسَنا } ..
وذلك مُنتهى الرِّبح !

ثـمّ مَــاذا ؟
ثمّ تكون الكَـرامة ؛ (ولهم عندي إذا قَـدموا على أنْ أُجِلَّ مَنصبهم، وأُعْلِي مَحلهم، وأنشُـر ألوية المَجد عليهم) !

تأوّهَ التلميذ وقال:
ما أبيـنَ الحُـب في مدامِع القَـلب ..
ياربّ .. أقعَدني الذّنب عن رِفقة حَثوا لِـرضوانك المطايا !

قال الشيخ:
إقبالُ العِـباد ؛ بِحَسب القَبول والاستعداد ..
وإذا أرادَ أن يرفعك مِن مقامٍ إلى مقام ؛ وَهبكَ هِمّـة أعلـى !

هو العليّ ..
إذا رفَـعَ ؛ ألحقَ العاجز بالقَـادر ..
وقُـل : يـالله .. يَـا علي
ّ .. يا وهّــاب ..
هَبْـنا العُـلا ، واجعل عَـدانـا الدُّونا !

قال التلميذ:
ياربّ .. أُناجيك في سرّائها وضَرائها !

يابُــنيّ ..
إذا أحَـبّ اللهُ عبداً ابتلاه، فإن صبَـر اجتباه، وإن رَضِي علّاه واصطَفاه .

إنْ سلّمتَ إليه ؛ قَرّبَـك ..
وإنْ نازعتَـه ؛ أبعَـدَك ..
ربّما كنتَ مِن أهل السّبق ؛ فثنّـاك ، وهمّه أنْ يَقطعكَ عمّـا أخرجَ منه أبَـاك !

ليس لِـرَحْـلٍ حطّه اللهُ مِـن حامِـل ..
فاشدُد على جَـمر دينك ؛ إنّـه زمن الفتـن !

يابني ليكُـن همّك مِن سفَرك إليه ؛ معرفتك كيف ترتفع إليه ..
والنّهايات كلّها لله !

قال التلميذ:
اللهُـمّ لا تَسلبنا بَعد العَطاء ، واجعل سـترك لمساوئِنا غِـطـاء !

اللهُمّ يا عليّ يا كريم ..
مكّـن لنا في الأرض تَمكينا !

قال الشيخ:
وظنّـي بهِ حين يدنو الـبلاء ؛ كَـريمٌ ..
يُرى جودُه في المِحـنْ ..
حاشَـا لدعاء السّحر أنْ يَخيب ..
ومَن رمَـى بالدُّعـاء ؛ سُـدِّد ..
فَقومُوا إلى سِهامِكم يرحَمكم الله !


🔹 د.كِفَاح أَبو هَنّوْد🔹
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
كلمة مؤثرة فيها عبرة وعظة ..

تنفذ إلى القلوب فتوقظ أجمل ما فيها

- فضيلة الشيخ د.عبدالله الغفيلي
البحث عن الذات في الزواج :

https://youtu.be/gg58EV89J4k
📖 رمـضان في صُحبةِ الأسماءِ الحُسنى / الجُـزء 3

🌙الليلة الخامسة والعشرون
- القَريـب

سَـلامٌ على الذاهبيـن إليه ..
سَـلامٌ على السَّـائريـن العَطاشـى ؛ استطابوا المقام بين يديه !

يتّسع الكَـون ؛ وتَمورُ السَّـماء بأشواقِ المُقبلـين عليه ..
تنثـر الّليلة غَيم الإجابة ؛ ويسيلُ الشَّـوق دمعاً إليه !

يهتف محزونٌ : روَى اللهُ انتظـاري ..
فتشتهي الجنة دمع عينيه !

اجمعنا اللهُـمّ عليك ..
يامَـن إليك القلوب مُفضية والآمـال راجية !

تحمل الملائكة دمع الأسحار ؛ وتسقي بها الدروب فتينع آمالها ..
يرفع مشتاق كفّيه .. ياربّـي قلبـي يرفع راحتيه ..
ذابت الروح شوقاً إليك ..
أرِني أسماءَك فيما أخشى به البَـوح ..
ياربّ إليك نأتي ؛ والتيسير يُجرينا ..
وعدٌ مِـن الله ؛ هذا الوعــد يكفينا !

قال التلميذ:
هـا أنذا مملوءٌ بشوقِ الأمنيات ..
وعلى رصيف الشّوق ؛ أسكُـن هاهُـنا ..
يَـاربّ ما لا نعلمه مِن (الآتي) ؛ تولّـه أنتَ ..
واجعل العُمر طريقنا إليك !

قال الشيخ:
قِـف في ساحة الّليلة ، ولا تخفْ دركـا و لا تخشَ الغَرقا !

يابُنـيّ ..
متَى كان الضِّيق مَرتعًا للمعاناة ؛ كانت الظّلمة أجدر بالانبلاج ..
هو القائِـل { إنّي قريب } .. فقم في الأسحار على قدم الاستغفار !

يابُــنيّ ..
الذين يغيبون في نعيم المُناجاة ؛ يبلُغون فوقَ ما نَصـِف .. تخضَـرّ لهم الـمُنـى ، وتحملهم ريح الأسحار إلى زمنٍ يفيض نُورا ..
ينهمر تسبيحهم ثوابـا في الغُـرف ..
يقتربون من القريب ؛ وتكاد الّلهفة تضيء لهم ما وراء الغيب .

تَحار في أجورهم الصّحف ..
فيُكتب الحُـب حبّـاً ، ويُكتب النّحيب نحيباً ؛ ثمّ يُختَم عليها إلى زمَـنٍ تصبح فيه الحُـروف حُـقولا !

يؤتى بالدّمعة ؛ فتُبعث على هيئتها .. تشهد لعبدٍ ؛ أنّ متاعه في رَحله كان دمُوعا ..
وترى في القيامة النّبض بما نَبضا ؛ مشهوداً ..
وبالحُـبّ شَـهدا !

وتَسمعُ ثواب الصّـلاة ينهمرُ في الموازيـن ؛ فإذا النّعيم فوقَ الحَمد ومَن حَمِـدا ..
وتُطوى الدنيا طَـيّـا ؛ فَتتراءى الحسنات شفّافة في عروجها ..
تهتـزّ نوراً لغائبها ..
تهمس لك ؛ هذي الجنّة فاسأل ما تشَـاء ..
وعلى { رفْرفٍ عبقريٍّ حِسان } ؛ تراه هنـاك ..
يرتّل بصوتِ القبول : طِبتمْ !

فتستلّ روحك وتهمي إليه ..
يضمّك غيمٌ خفيف ..
تضيق حروفك منَ سعة الشوق ؛ وتشتعل بكاء .. وتناديه :
هبْ لي يدك يارسُـول الله أروي بها ظمئي !

مَسح الشيخ وجهه بِطَـرف كُـمّه ؛ ثمّ قال :
ياربّ تقبّـل منّـا الحُـب ..
إنّ الحُـب قُربى لا تُتلى على ورَق ..
الحُـب بَوح الرّوح .. فاملأ يا ولدي جِـرارك به ؛ عساها تبعث لك مبتلّة بحنيـنِ الله يَسمعه ..
ربنـا أحببناكَ فقرِّبـنا إليك !

بكى تلميذٌ وقال :
ياربّ وافيتُ بابكَ ؛ فوجدتُ قلبـي بالشوق يتّـقد ..
يا مَـن استوى على عرشه ؛ أسألك أن يستوي قلبي على قُـربك !

قال الشيخ:
أنت القريب إذا عَـرِقَ جبـيني ، وساخت قدمي ، ونضبَ وجهي ..
أنت القـَريب لآهاتي المبحوحةُ مِن جرحي ..
أنت القَـريب مَن عبدٍ ؛ كَـاد أن يغرق في بحـر البُـعدِ !

أنت القَـريب ..
فيا مَـن نجّـى موسى بِخَفِـيّ الألطاف ؛ نَجِّني ممّـا أخاف ..
أنت القريب ؛ فزمِّـل روحي من هَجمة الغَسق ، ومِن وسواس الجَـزع !

قال التلميذ:
أنت القريبُ إذا سالَ الشّـك في قلبي ، وخنقني ارتباك البَـوح ياربّـي ..
أنت القريبُ إذا أضرَمت الآهُ بعـد الآهِ بالحرمان في قلبـي ..
أنت القريبُ السمّيع ؛ والصّمت يملكـني ويَهلكني ..
أنت القريبُ الرّحيم ؛ والحُـزن في قلبـي مُكدّس ..
أنت القريب الرّازق ؛ إذا بلغتُ باليأس حافّـة الصّـبر !

قال الشيخ:
الإيمانُ : أن تدعو رغم صَمت الأبواب المُقفَلة !

قال التلميذ:
أهتِفُ يَـا الله ؛ فيخنقني نَحيبي .. وشوقي ليس ينقطعُ ..
أهتفُ ياربّـي ؛ أمُـدّها حتى تبلغَ العـرش واخفض جناحي !

قال الشيخ:
يابُــنيّ ..
إنّ لك ربًّـا يواسي حُـزن الخائفيـن ..
هو القريب وأنتَ تواري دمعةً ؛ الله يَدريها .. ومَن كان الله همّه ؛ بورك له في حظّـه !
لا تخف الأماني بِقُربٍ رغم البعدِ ..

قال التلميذ:
أضعتُ نفسي ؛ فأرجعني إليك !

قال الشيخ:
تنسكبُ لك الخزائـن فضلًا ؛ إذا غادرتَ منفاكَ !

يابُـنيّ ..
الذين يتكبّدون عناء الوصول لله ؛ يبلُـغون ..
والذلّ ؛ ثمَـن الوصْـل ..
إنّ الله يجزي مَن يحمل رَحـله للآخـرة ؛ وماله إلا الدموع متاعـه !

هو القريب الرّحيم الكريم ..
فبادر أيامك ، واحذَر آثامك ، واجعل دُنياك رحلة الأجـر !

قال التلميذ:
كرَمـك أعظم مِن ذنبي ، وَعفوك أعظم من عُـذري .. أعوذُ بك من حسرةٍ لا تُقال ، وتوبةٍ لا تُـنـال .. اللهُـم اجعل الجنّة نصيبي ، واجعل مع صَدقتك عليّ ودّا !

قال الشيخ:
إنْ شئتَ ودّ القُـرب ؛ فوالله ما دون القُـرآن مِـن قُـرب ، ولا بَـعده بُـعد !

قال التلميذ:
ثُـمّ مَـاذا ؟

قال
الشيخ:
ومِـن الفاتحة ؛ يبدأ كُـل شَـي ..
كلّما أكثرتَ (الحَـمد) ؛ قال الوعـد لـك :
( سَـمِـع اللهُ لِـمَن حَـمِـده) !

والحـَمدُ ؛ مَـدارج القُـرب .. وراعِ يابني الأدَب ..
فإنْ كان القَـدر لك ؛ فلا تبطَـر ..
وان كَـان عليكَ ؛ فلا تضجَـر ..
إنّ الضّجر يقطعُ مابينك وبينه !

قال التلميذ:
عَـفـوكَ ..
أثْقلَـتْنا الأسئلة ؛ فهَبنا تأويـل الإجابات !

قال الشيخ:
يابُــنيّ .. إذا سجَدتَ فقُـل :
ياربّ قلبي مُترَعٌ بـالآه ..
امنحني القُـدرة عى الأمَـل ..
واحفظْ قلبـي مِن أنيـن الانتظـار !

قال تلميذ :
لستُ عَجولاً ؛ ولكنّي حافي وطَريقي الثَّـرى ..
ألَسنا رهـنَ أقدارنـا ؟
يا شيخـي .. فمن مِـن أين تنبجسُ الآمــال ؟

قال الشيخ:
يابُــنيّ .. إذا عُـدِم السّبب ؛ عَظُـم اليقيـن !

يابُــنيّ ..
بالدعـاء ؛ القَـدر يشيرُ إليك ..
فلماذا يتلو قلبك اليأسـا ؟!

إيّـاك أن تشيخَ العين دموعاً .. ويشتعل القـلبُ يأسـا !

يابُــنيّ ..
لا تحيا سُـؤالاً تائها ..
هو الله القريب المُجيب .. فاعبُـر إلى فضله مثل مَـن عبَـروا ..
عَـبروا إليه حُفـاةً مِـن أسبابهـم !

فقل له ..
آن الأوانُ ؛ وحانَ الوقتُ ..
هبْنا كُـل سُؤلنا .. واجمَعنا إلى الأقصَـى لفيفاً نعتكفُ العشـرة فيه !


🔹 د.كِفَاح أَبو هَنّوْد🔹
Forwarded from عالم المعرفة
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
♦️كيف تصلي صلاة العيد بالمنزل مع انتشار فايروس كورونا والحجر الصحي


جزى الله خيراً كل من ساهم في إنتاجه ونشره💕
‏لا تجْعل أفواههم أبواق تريعك ، ولا خلجات ظنونهم حفر تعيقك، ولا جدال استدْراجهم أنْفاق تظلمك، ولا خيوط ملاجئهم أوْكار تغررك، إذاً تتأثر وجْداً كالفاقد، وتقع كالهارب المتعثر وهو بريء ، وتتشرد كمنْفي عن وطنه وهو مالك ، وتتأخر كثيرا كالمتمهل الخالد.

هذا العيد سيكون مختلفًا عن أعيادنا الفائتــــة، لطبيعة الجائحة التي تمر بنا و بالعالم هذه الفترة.

حيث لا صلاة عيد نبتدئ بها صباحنا، ولا اجتماع في بيت العائلة ، لا إفطاراً جماعيــــاً نتقاسم فيه لقمتنا ..

أعني ...
سنفتقد مراسم العيد الخارجيــــة المعتادة ..
سيكون العيد في ( البيت ) .. وسيكون ذلك قسرا عند البعض .
وليس الحل بأن يكون العيد ( كأي يوم عادي ) كمــــا يقال
ليس الحل بإلغــــاء مراسم العيد جمعاء ، والاكتفاء بالنوم وإمضاء الوقت بأي شئ.

فكونه ( في البيت ) لا يلغي كونه ( عيداً ) ..لا يلغي كونه زمنــــا يفرح فيه المسلم بعبادته لله في شهر رمضان ، ( عيد ) يسعد المسلم بقدومه
وبفرحه هذا ، هو يتعبد لله كذلك .

انشروا سنــــة الفرح في بيوتكم ، بصلاة العيد، بالـ ٧ تمرات صباحا، بهدايا العيد المبهجة للكبار كما للصغار، بكعك العيد.
بتهنئة من تحبــــون عن طريق وسائل التواصل المتعددة ، بإرسال الهدايا وإن باعدت المسافات أو الحجر.

ولا تستصغروا الفرحــــة ، ولا تحجروا سعادة العيد بكونها خارج البيت فقط.

( فبذلك فليفرحوا )
📖 رمـضان في صُحبةِ الأسماءِ الحُسنى / الجُـزء 3

🌙الليلة السادسة والعشرون
-البَـرُّ ..

ليلةٌ آذنـةٌ بأسـرارِ ما غشّاهـا ..
فانْصِب خِيَام الدّعاء فِي مداها ..
ارفع كفك المتعبة واسأله ؛ البدايات والخواتيم والفَواصِـل ..
ومِن نَـدى الدعاء ؛ أجمَعُ غَيم الإجابةِ والغنائم ..
وخذ من الليلة ما تشتهي !

يتوهجُ الدعاء ؛ وتنثرُ الملائكةُ نعيم فرح مُشتهى ..
يعرجون بالدمعِ .. وأشهى الدعاء ؛ ما بلغ من الحزن منتهى ..
فلملم مفاتيحَ الجوابِ ، وانسج من خيوطِ الليل فجرا قد تجلى ..
ربما يتراءى لك القبول سرا قد تدلى !

إلهـي ..
أكثيـرٌ عليّ أن أتمنَّى في الزّمن المشهود ؟!
أكثيـرٌ عليّ أنْ أقول :
يا آخِـر الهَـمِّ في قلبـي وأحزنَـه ؛ هذه ليلةُ الوَهـب ..
يَـا دعوةً في ضَباب الدّمع غافيةٌ ؛ هذه ليلةُ الفَضل !

أكثيـرٌ عليّ أنْ أقول :
في يَدي أُمنيةٌ مُغلقة ؛ وقلـبٌ يَنتظِـر ..
وفي الفُؤادِ ضجيجٌ ؛ ليسَ يَسمعه سواكَـا !


أنتَ البَـرُّ الرّحيم ..
وآمالي على بابِـك ..
والقلـبُ يسألك وعـدًا يُواسيهِ !

أمُـدُّ قلبـي نحو الغيبِ أجنحةً ..
ومَن أتى بالحُبِّ ؛ كُـلّ الحُـبِّ يأتيهِ ..
وما كَـان حـزنًا ؛ فليلةُ القَـدرِ تَطويهِ !

يَــاربّ ..
ما كان بعيداً هناك ؛ اجعله قريبًـا هنـا !

يا أبنائـي ..
ليلةٌ .. شاطِـؤها المَهيبُ لِمَـن خلـعَ نعليهِ ؛ وفَـاض بنحيبها ..
لو كنتَ يونُـس في البُحـور ؛ فارفع بالدُّعـاء هَديرها .. أسمِع الرحمنَ دَمعك .. وقُـل :
هبني غيومَ البدءِ منك !

يَـا رب أنتَ البَـرّ الرّحيم ..
فأمطِـر سلامها على ما أجدبَ مِن أحلامنا !

يارب أنتَ البَـرُّ الرّحيم ..
أمطِـر سلامها على جِـياع الأرضِ عافيةً و دفئاً تطفئ أوجاعهم !

أنتَ البَـرُّ الرّحيم ..
فأمطِـر سلامها على الأسرى ما تشاءُ مِـن العَطـاء !

أنتَ البَـرُّ الرّحيم ..
فأمطِـر على الأقصَـى وعـدَ سلامِها ..

أنتَ البَـرُّ الرّحيم ..
رد علينا غيمِ بغداد وزمنِ قُرطبة ..
نعلمُ مالديّ ومالديك ؛ وأنّ جوابنا بين يديك !

أنتَ البَـرُّ الرّحيم ..
اكشف عنا ما حسبناه لجة .. اكشف التيه بنور منك يجليه !

يا الله أنتَ البَـرُّ الّلطيف ..
فاجعلني في عَينك ، واعفُ عمّا بيني وبينك !

أنتَ البَـرُّ الّلطيف ..
فنادِ عليّ : قَـد أوتيتَ سُؤلَـك يَـا عبـدي !

قال التلميذ:
على أعتابِـك اشتَعلَ صوتي ..
يَـاربّ ؛ قلبـي شُيّـد مِـن وجَـع ..
وقاربي في اليَـمِّ تَـاه ..
يَـاربّـي مُبتهلٌ مُنيبٌ ؛ أشتهي المُستحيلَ وأنت المُجيب !

قال الشيخ:
الليلة تتوثّب الآمَـال ؛ فاسأل الله لها المنازل ..
هو البَـرّ .. فارجُ ما كنتَ راجيًا ، وفوق ما ترجو ؛ تودّد إليه { إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ } ..
ومَن دخل عليه بالحُـب ؛ وجَـد ثمر المطالب ، وقُضيت له الحاجات والمآرب !

{ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ } ..
إذا عُبِدَ أَثَابَ، وإذا سُئِلَ أَجَابَ ؛ فقل له :
أرِنا نور الرّضى بعد ظُلمة العَـتب !

يابُــنيّ ..
ما أكثَـر تودّدنا للخَلـق ؛ ومَـا أقَـلّ تودّدنا للحَـقّ .. تودّد إليه ؛ يفتحُ لك بَـاب العَجائِـب !

{ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ } ..
وإذا اعتراكَ أمـرٌ .. فَـكِـلهُ إلى الله ؛ يكفِكَ عاقبته وأُخـراه ..
وإذا تفضّل عليك ؛ صيّـرَ الأسباب لك ، ورزقك بساط { فَسخّرنا له } ..
قُـل لـه : إنّي خالعٌ ليلي وذنبي ؛ (فأنتَ أنتَ كُـل ما أحتاجه) !

يـا بُـنيّ ..
فَقركَ في السُّؤال ؛ هِبـةٌ لك في الحال والمآل .. وبهذا الاتّصاف ؛ حَصلت للقلوب الألطاف !

يَـا بُــنيّ ..
إذا ابتهلتَ للقدير ؛ فارتَقِب جَـريـان التّدبيـر ..
{ إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ البَرُّ الرَّحِيمُ } ..
تَـرى انتظارك يخوض في اضْطراب السّراب ..
وتنسى ؛ أن الشَّدائد قرائِـن اللَّطـائف !

قال التلميذ:
إليكَ يَـا كلّي أتيت ..
أعـوذُ بِقُربك مِن بُعدِك .. وبِـكَ مِـن فَقْـدِك !

قال الشيخ:
مَـن صفا ؛ نَـال الاصطفا .. حتى ترى قلوب الأبرار منبع الأسرار ، وتتنزّل الملائكة حولهم خِفافًـا لاصخبَ ولاضجيج ، ويرحلون بأعمالهم ثِقـالا !

إيــه ..
مَـن اصطفاهُ الله لمناجاته ؛ لم يُخلِ بينه وبيـن غفلاته !

قال التلميذ:
لا قلـب يحملني إليك ؛ إنْ لم تكن أنت معراجه ..
عُـد بي إليكَ .. إنـّي مشتاقٌ ؛ فبلّـغني ..
يَـاربّ .. مثلي هفَـا ؛ ووحدَك مَن عفَـا !

قال الشيخ:
ذَكـركَ قبل أن تَذكُـره، ورزقكَ وأنت تنساه ..
{ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ } !

قال التلميذ:
إي والله ..
أنت البر اللطيف الكريم المنان .. أحتاجُ أسماءك الحسنى ..
أحتاجُ أنْ أبكي لديك !

يامولاي ..
أعمالنا سَرايبلُ نقصٍ ؛ كيف تستُـرُ عَـورة ؟!

قال الشيخ:
يَـا بُـنيّ .. مُـدّ يدك ؛ نوقّع ميثاق القَبول !

اقتَرب التلميذ وأنصَت .. فقال ا