سًيًدِتّيً
2.82K subscribers
9.16K photos
440 videos
104 files
1.21K links
قناة سيدتي كل ما يهم المرأة
كل مايهم المرأة العصرية والفتاة العربية .
@Sayidati
Download Telegram
لشيخ:
العابرون إلى ضفةِ القبول أوقدوا الأعمارَ بالقرآن !

يابني ..
نحنُ قومٌ اشتغلنا بالقرآن ؛ فَغمرتْنا البركَـات ..
فاعرج أقدارك بالقرآن ..
ومُـدّ للكرامات المَـدى .. وقُـل لـه :
إنّـي وهبتُكَ عُـمري سِـرّاً وعـلَانية !

ثم تودد إليه بما يحب ..
هو البَـرُّ ؛ ويُحِبُّ البِـر ..
ومَن يَـكُ في حاجةِ أخيه ؛ فالله على حاجته أقـدر !

يَـا بُـنيّ ..
ذِكْـرُ اللهِ بِاللِّسَانِ ؛ يُوَرِّثُ الدَّرَجَاتِ ..
وَذِكْـرُهُ بِالْمال ؛ يُوَرِّثُ الْبَرَكَاتِ !

قال التلميذ:
صَدقتَ صَدقت ..
{ لن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ } ..
ومَن أيقنَ بالخَلْفِ ؛ جَـاد بالعطيّة ..

قال التلميذ: ثم ماذا؟
قال الشيخ:
ثم افهم المعنى { ولكنَّ البِـرّ مَن آمنَ بالله واليوم الآخِـر } !
كلّـما كان أورَع كـان على الصِّراط أسـرَع .. ثقوبك تغدو درُوبك !

تَعلَـق الخطايا بالخُطى ؛ فتلتبسُ عليكَ الطُّـرُق ..
هذا سَفـرٌ إلى سَـفر ؛ فلا تحمل جَمْـرَك ..
اشتَـرِ آخرتك بما سَـرّك وساءَك ؛ يفنى الثَـمن ويبقى المتاع !

يابني ..
ما أرى الخطيئةَ ؛ إلا خُبـزَ الإثم مغموسٌ في زَيـت الوجع ..
فلا تكـن عبـدًا كلّـما أضـاء الله له قَبسًا ؛ قَـام فاطفَـأه !


قال التلميذ:
إنْ لم تؤونـي ؛ كنتُ نهبَ المَصائب ..
قلبـي بِتوَلٍّ ؛ والأبوابُ تقولُ { هَيْتَ لَك } ..
يَـاربّ .. أوقَدني الهَوى كأنّـي سِـراجـه !

قال الشيخ:
يُضيءُ المشرقيـنِ ومَغربَيْها ..
أيعجَزُ أن يُضيء فضاءَ قلبِكْ !

إن أضناكَ يَـباس قلبِك ؛ فاسألـه غيثاً لا ينقطع .. وقُـل لَـه :
أعُـوذ بك قبل الوصُولِ أضيـعُ !

يَـا بُـنيّ ..
مَـن راعَـى الله ؛ صانَـه الله ..
{ فَلا تَبتئس } !


🔹 د.كِفَاح أَبو هَنّوْد🔹
📖 رمـضان في صُحبةِ الأسماءِ الحُسنى / الجُـزء 3

🌙الليلة السابعة والعشرون
- المُقتَدِر

سَـلامٌ على قوافِل الملائكة الآتية في دَهشة الألوان ..
سَـلامٌ على حُقول القَبولِ ؛ قد ارتوت أغصانها ..
سَـلامٌ على أكُـفِّ المتعَبين ؛ تُفتح لهم خزائن الكنوز وتُضيء المُعتما ..
سَـلامٌ على المنتظِرين أسرارها ..
سَـلامٌ على العابرين إلى الله بِخفّة !

ليـالي العَفو وإنْ عفَـا ؛ أتتك حوائجكَ دون مسألة ..
ليال مَحرومٌ مَن ضيّعها .. ومَرحومٌ مَن حَفِظها !

ليالٍ ؛ يظفر بها الأصفياء المخلصين ..
ليالي الأقدار .. فاسـأل مَـا تشَـاء !

تدنو ليلةُ القَدرِ وتتلو {لاخَوفٌ} ؛ وهي تَهبنا الأمنيات الدّفينة ..
{لا خوفٌ} ؛ وهي تلمّ أحلام مَن أوى إلى أنينهِ ساجـدًا ..
{لا خوفٌ} وهي تخطو على أثر الدّعاء ؛ وتَشدّه للمُنتهى .. تتهجّى الفقرَ ؛ وتنثر في الروح أحلامها ..
وتخفق الروحُ بألفِ ألف جناح ، وينهمر ماكان القلب ينتظِـر !

يابُـنيّ ..
كل النّهايات البعيدة ، والبدايات العسيرة ، وماكَـان بدء الاحتمال؛ صار مُمكنًا ..
ما لايُدرَك ، وأنقضَ لك ظَهرك ؛ فقل :
هذه ليلة القدر و{اللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِراً } !

ياأبنائي ..
لا تفلس الأكُفّ المرفوعة .. لا تفلسُ أبَـدًا !

يفيضُ التّسبيح في الأسحار ..
وما غاب في الحُـوتِ ؛ يُعتَـق ..
والدعاء بعـد كثـرة الذِّكـر ؛ مَظنّة الإجابة !

يابُـنيّ ..
ضريحُ همّك اقذِفـه في يمِّ الدعاء .. ؛ يَنجُ..
ربما يهبطُ مـع المَـوج ثُمّ يعـلو ؛ لكـن حاشَـا يغـرَق !

انتبِذ الليلة مع آلامك مكانَـك قَصِيّـا ..
وحدِّث الله مِن أوجاعك حديثاً طويلاً ..
أرسِل همُومك في مجاري الدّمع بين يديه ..
ورتِّل ؛ {وَكَانَ الله عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِراً} ..
رتِّلها بقلبك ؛ حتى تمس أحلامك كلّها !

قال التلميذ:
بِرَحمتكَ ؛ ألحِق البعيد مِن آمالي بالقريب ..
يا مَن قُلتَ { إنّي قريب } ..
روحي تفيضُ إليكَ ؛ خذني إليك !

قال الشيخ:
لا تستوي النّبضات .. فادنُ إليه بالحُـبّ ..
هو أقرب إليك من حَبل الوريد ..
"فادخل إليه بالودّ إنْ أردتَ ورُوداً ..
زادكَ ودّاً ؛ إنْ رآكَ وَدودا " !

قُـل لـه :
أنت المُنى أنت الغِنى
وقلبي بِسُؤلك اكتَفى ..
احرُس أحلامنا أنْ تنطفي !

قال التلميذ :
مولاي لي أمنيةٌ ما أراها إلا خَشبةً تُـدَقّ فيها مسامير الخُـذلان .. تمـرّ الأيامُ بجفافها ؛ فلا أرى أمنياتي فيها إلا بقيةً مِن حريقها !

قال الشيخ:
لو قالت لك الأيامُ ؛ لا و لـن ، وكلّ حروفِ نَفيها .. فقُـل ؛ عند الله مفاتيح أقفالها !

تأتي المصيبةُ ؛ فإذا في أسبابِ غمّها أسباب انفراجها .. فقُـل :
ياربّ اجعلْ في ضِيقها سَعتها ..
أنتَ اللهُ ؛والله { عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِراً } !

تضيقُ عليك الأقدار ؛كأنها تستنبئ أخبار إيمانك .. أتُـراك ممّن يعبده على حَـرف ؟!
فلا تجزع ؛ واذكر قدرته ..
إنّ كل شي كان في العَدم مَعجون ؛ قبل أنْ يقول اللهُ { كُـن فَيكون } !

قال التلميذ:
توسَدت الظّلمة العَرجاء مَقدِسنا !

قال الشيخ:
نحنُ دعوةُ نَبـيٍّ ؛ سَتقطفُ الوَعـد ..
يابني .. إذا رأيتَ الآن وبعدَ الآن وقبلَ الآن الأقصَى مُكبّـلٌ بالخِيانة ؛ فانتظر { أَخْذَ عَزِيزٍ مُّقْتَدِرٍ } !

وإذا قيلَ للأسرى ؛ لا عاصِم مِن قَبضتنا ..
فانتظر { أَخْذَ عَزِيزٍ مُّقْتَدِرٍ } !

وإذا ازدحمتْ في أوطاننا ضَوضاء المصالح ..
فانتظِـر { أَخْذَ عَزِيزٍ مُّقْتَدِرٍ } !

يابُـنيّ ..
نحـنُ لا نملكُ حتى المُمكِـنا ..
نحـنُ هناك في قَـعر المُـنى ..
في ظِـلامٍ نَـراهُ مُزمِـنا ..
نحـنُ بينَ لاشيء ؛ ولاشيء هُـنا ..
فيا اتّساعَ الاسم ، ويا انتهاء الهَـمِّ ؛ إذا { كانَ الله عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِراً } !

قال التلميذ :
أسألك نجاةً .. لكن هل في مَـوجِ طوفانٍ نجَـاة ؟

يابُـنيّ ..
ما كـان بالله ؛ يشتَـدّ .. لايهوي ولاينهَـد ..
وليس لما تَبني يد الله هادِم ..
تفضي إليه الأقدار ؛ والنّهايات أسبابَ البداية ..
ومَن يقرأ الغَيبَ ؛ لا يختالُ في قلبه يَـأسُ !

يابُنـيّ ..
عساهُ أزِفَ الخَـلاص !

قال التلميذ:
أسئلةٌ تَقُـود لبعضها .. مَـاذا / وكيفَ / ومتَـى / وأين !
وأقولُ ؛ قَد يدنو المـنال ..
اللهُـمّ رحمتكَ بأمنيةٍ يستضيء بها القـلبُ ؛ لكنّـها لا تجيء !

قال الشيخ:
افهم يابني إن الابتلاء في البدء ؛ تمحيصاً ..
فإن صبَـر العبدُ ؛ أوجبَ له تَخصيصا ..
ثمّ تَراه في { مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ } !

قبلَ الوصلِ .. لا قبلَ و بعدَ البُـعد ؛ لا قُـرب ..
وترَى القبول ؛ يتبعُ مَكامِن النِّـيات ..
وعلى القلوبِ منِ القَبول دلائلُ !

فإن آنستَ نوره في روحك ؛ يهمس فمُك .. فيتنفّس قلبكَ بروائح الدُّعــاء !

قال التلميذ:
أمشي إليكَ ؛ (وخَطو القلبِ يَسبِقُني) ..
احفظْ قلبـي ؛ مِـن أنْ يسكنه
هَـمّ الرّزقِ و خَوف الخَلـق .. واسلُـك بي سَبيل الصِّدق !

يا سيّـدي ..
لكني (أَطوي على الخَمص الأماني ؛ وأشتهي كَـفّـي تفيض ) !

قال الشيخ:
قُـل .. يَـا مَـن لطفه بِخَلقه شامِـل ..
وخَـيره لِعَبـده واصِـل ..
يَـاربّ أنتَ المُقتدر ..
فَحُـفنا بِلُطفك في مَـا نَـزل .. يالطيفًـا لمْ يِـزل .. أنتَ العليم بما سبقَ في الأزَل ..
يا ذا الُّلطف الكافِـي، و البِـرّ الوافـي، والقُدرة العالية !

اللهُـمّ اكفِنا كُـلّ هَـمٍّ في كُـلّ سبـيل ؛ بِــ { حَسبنا الله ونعمَ الوَكيـل } ..
صُـبّ الإجابةَ على دُعـائـي ؛ صبّـًا صبًّـا..
أعـوذُ بك أنْ أنغمسَ في شتَـات الهَـمّ !

يابُنـيّ ..
إذا لاحت الإجابةُ ؛ غِيضَ الدّمع ..
فَقد انقضَـى الأمـر !

يابُـنيّ ..
قَـدَره في عَـبده ؛ تخليصًا لِـعَيـبِه .. ثمّ تخصيصًا لقلبه ..
فلا تَجمع على نفسك وجـود الضُـرِّ و فَقد الأجـر ، ولا يُشغلك الضَّـرر عن حكمة الله في القَـدر !

يابُنـيّ ..
ثِـقْ : أنّ مَـن تَـرك المَكروهات ؛ يُسِّـرت له الخَيرات ..
فاخـرُج عن مُـرادك ؛ يبَلِّغْكَ عيـنَ المُـراد ..
ويُصبحُ عُمركَ كلّـه ؛ ليلةَ القدر !

كلُ شيءٍ قالهُ اللهُ يكون ..
كلُّ ضيقٍ قَدَّرَ المولى ؛ سَعَةْ ..
فاغتَنِم ليلةَ عُمرك !


🔹 د.كِفَاح أَبو هَنّوْد🔹
📖 رمـضان في صُحبةِ الأسماءِ الحُسنى / الجُـزء 3

🌙الليلة الثامنة والعشرون
-الواجدُ الماجدُ

أَمْسَيْنَا وَأَمْسَى الشَّوْق لله ..
فسيحٌ مدى الحُـبِّ ؛ فاقبَلنا يا الله !

أَمْسَيْنَا فِي مَقَامِ العائذين مِن الجَفَافِ بِمَا لَدَيْك ..
أَمْسَيْنَا نجري إليك ..
فهَذَا أَوَانُ البَوْح ؛ والقلبُ يعلو إليك ..
وما أتاك ضائقٌ ؛ إلَّا وَعَاد وصدرهُ وسعَ المَدَى !

يارب :{ بِسْمِ الله مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا } ..وَكُلّ مَالَم يَكُن ؛ بمَعِيَّة الله يصل ..
فهون عليك .. إن ما تهوى سيهوي إليك .. فَأنفِق دعاءك بِـ {اسم الله} ؛ فَإِنْ اللهَ يَمْلِكُ مَا اشْتَهَيْتَ !

وارْفَع نشيجك :
يَارَبّ إِنِّي قَدْ أَتَيْت ..
يَارَبّ ذَنْبِي قَدْ طَـويت ..
يَارَبِّ إِنْ لاقيتني ؛ فَقَد الْتَقَيْت !

هُنَا اكْتِمَال الْفَضْل ..
وما ضاق ؛ اتّسع ..فَأَدْرِك مَا حِيز لَك !

ينهمر الدُّعَاء سَاقِيْةً ..
وَ(آمِـين) مُفْتَتَحٌ الْمُنَى !

سُبْحَانَهُ هُوَ الْوَاجِدُ ؛ أَلَمْ يَجِدْكَ تَقْتات الْأَسَى ..
أَلَمْ يَجِدْكَ قَارِبًا فِي اليمِّ ؛ تَاه وَمَا رَسَى ..
أَلَمْ يَجِدْكَ تصطلي نَار احْتِمَال فِي انْتِظَارِ الْمُسْتَحِيل ..
أَلَمْ يَجِدْكَ ؛ أَم أنَّك تَنْسَى مَا مَضَى !

قَالَ التِّلْمِيذُ :
بَلَى وَرَبِّي ؛ قَد وَجَدَنِي عَائِلًا فَأَغْنَى!

يا مُنتهى شَوْقِي ؛ قَد انتبذت مِنْ الْمَكَانِ قَصِيّه ، وهويت نَحْوِي وَاعْتَرَفْت ..
فِي لُجَّةِ الْحُزْن ؛ كَادَ قَلْبِي يَنْكَشِف لولاك أَنْت وَمَا وَهَبَت !

يَارَبّ مابين إسرائي إلَيْك ؛ أَنْ تَمَهَّد الدَّرْب لمعراجي إلَيْك ..
واللهِ لَوْلَا رَحْمَتِك ؛ أَلْقَى الْمَوَازِين خَاليا !

قَالَ الشَّيْخُ :
قُـل .. أَنْت الْوَاجِد الْغَنِيّ ؛ هَبْنِي فَرْجًا لَيْسَ فِيهِ مِنّة لِأَحَدِ .. أَسْأَلُك الْقُرْب إلَيْك وَالِاعْتِمَاد عَلَيْك .. هَبْنِي طَرِيقًا يَنْتَهِي إلَيْك .. وَاجْعَل الْعُمْر وَقْفًا عَلَيْك !

يـَابُـنيّ ..
الدُّرُوب خَواء ، وَالْخُطَى مَجْرُوحَة مهزومة ، وَالْعُمْر محاصَرٌ بِــ (كَيْف / و مَتَى / و هَل ) ؛ إنْ لَمْ يَكُنْ فِيهَا الْوَاجِد الْمَاجِد ..
فتَعلّم مِنْ رَمَضَانَ ؛ أنْ يَظَلّ نَبْض الْقَلْب إلَيْه !

يَا بُنَـيَّ ..
الجَأَ إلَيْهِ فِي كُلّ حَالٍ ؛ يَكُنْ لَك فِي كُلِّ حَالٍ ..
وَلَوْ ضَرَبَتْ الرِّيح خباءك ، وَذَوَى الزَّرْعُ كُلُّهُ ؛ فَقُل : يَارَبّ افْعَل ماشئتَ فَإِنّ رِزْقِي عَلَيْك !

قَالَ التِّلْمِيذُ :
يَزِيد بِك يَقِينِي ؛ فزدني بوهبك كُلّ الْيَقِين ..
يَارَبّ فِي غَابَة الْأَحْلَام فأسِي حَافٍ ، وَالنِّعْمَة أَنْت مانحها ، وَمُرْسَلٌ الرَّحْمَة وفاتحها ..
يَارَبّ سَفِينَة {تجري بأعيننا} ؛ كَيْفَ يَكُونُ مُرْسَاهَا !

أناديكَ أناديكَ حَتّى مَطْلَع الْفَـرَج ..
وَالدَّمْعَة المخفيّة ؛ أَنْت تَعَلمُهَا ، وَأَنْت وَلِيِّهَا وقاضيها !

قَالَ الشَّيْخُ :
أَنْت الْوَاجِد الْغَنِيّ ..
مامسّني الضُّرّ إنْ كُنْتَ لِي سَنَدًا ..
أَحْمَدُك يَا ذَا الْجُودِ وَيَا وَاهِب الْوُجُودِ عَلَى نِعَمِك الَّتِي لَا تُحْصَى عَدَدًا ؛ حَمْدًا يَسْتَغْرِقُ طُول الْمَدَى ..
حَاشَاك تُخَيِّبَ مَنْ رَجَا ؛ وَتَحْرِم مَن إلَيْك اِلْتَجَا . .
تُعْطِي بِلَا سُؤَالٍ ؛ فَكَيْفَ بِمَنْ طَلَبَ مِنْك النَّوَال !

يَـا الله ..
أَنْتَ الْوَاجِد الْغَنِيّ ؛ هَبْ لَنَا مِنْ نُعْمَاك مَا عَلِمْت لَنَا فِيهِ رِضَاك ، واكسِنا كِسْوَةً تَقينا بِهَا مِنْ الْفِتَنِ فِي جَمِيعِ عَطَايَاك !

يَـا بُـنيّ ..
ما نَاءَ عَنْ حَاجَتِهِ ؛ مَنْ وَهَبَ الدُّعَاءُ بِهَا !

اسْمَع مِـنِّي .
إن الْعَطَايَا تنهمرُ ؛ إذَا اسْتَوْدَعْتهَا .. فَقُل :
أوْدعتُها رَبِّي ؛ وكُلّي مــوقنٌ أنّى تضيعُ لَدَى الْكَرِيم ودائعُ !

بَكَى التِّلْمِيذُ وَقَال :
دُونَك الدُّرُوبُ ؛ أَجْدَبَت ..
وَبِك الْحَيَاةُ ؛ أعْشَبَت !

قَالَ الشَّيْخُ :
قَد يُسَاق الْمُرَادِ وَهُوَ بَعِيد ، ويُرد الْمُرَادِ وَهُوَ قَرِيبٌ .. و{ الله يَجْتَبِي إلَيْهِ مِنْ يشاء } !

فَقُلْ :
أَنْتَ الْوَاجِد الْمَاجِد الْغَنِيّ ..
اُرْزُقْنِي بِغَيْرِ حِسَابٍ ..
يَا مَن يُنْفِق كَيْفَ يَشَاءُ !

عَلَى بَابِك الْأَعْلَى مَدَدْت يَد الرَّجَا ..
وَمَنْ جَاءَ هَذَا الْبَاب ؛ لَمْ يَخْشَ الرَّدَى ..
سُبْحَانَك ؛ تَمْنَعُ مِنْ تَشَاءُ مِمَّا تَشَاء ، وَتُعْطِيَ مَنْ تَشَاءُ مِمَّا تَشَاء ..
سُبْحَانَه ؛ أَقْرَبُ إِلَيْكَ مِنْكَ ، وَمَا يَخْفَى عَلَيْك لَا يَخْفَى عَلَيْهِ !

فَقُلْ :
يَا رَبّ شَيْءٍ كَانَ وَشَيْءٌ يَكُون وَشَيْءٌ لَا يَكُونُ ؛ وَأَنْتَ الّذِي بِيَدِهِ { كُنْ فَيَكُونُ } ..
إذَا لَمْ يَكُنْ مَا تُرِيدُ ؛ فَأَرِدْ مَا يَكُونُ ..
أَنْت الْوَاجِد الْغَنِيّ ؛ وبدونك تَظَل
الْخُطَى فِي تِيهِ الارْتِحَال !

اللَّهُمّ فَاسْمَع ، وَإِذَا سَمِعْتَ فَأَجِب ، وَإِذَا أَجَبْت فَبَلِّغ ، وَإِذَا بَلّغتْ فَأدِم .. فَإِنَّهُ لَا يَشْقَى مَنْ كُنْتَ لَهُ ، وَلَا يَسْعَدُ مَنْ كُنْتُ عَلَيْهِ !

قَالَ التِّلْمِيذُ :
اللَّهُمّ نَشْكُو إلَيْكَ ؛ (حَبلُ الْمُنَى بحِبال الْيَأسِ مَعقودُ ) !

قال الشَّيْخ :
لَا تَدْخُل عَلَى اللَّهِ بِالنَّسَب ؛ وَلَا تَسْأَلُه حَاجَتك بِالسَّبَب ..
بِاَللهِ وَحْدَهُ ؛ تُطْوَى الْمَسَافَة وتُكفى الْمَخَافَة !

فَقُلْ لَـهُ :
انْصُرْنِي بِك لَك، وأيّدني بِك لَك ؛ أَفِرّ مِنْك إلَيْك .. وَلَوْلَاك أَنْتَ مَا تُبَتُ إلَيْك !

إذَا حَصَلَتْ لَكَ الْعِنَايَة ؛ سَلَك بِك مَسْلك الْهِدَايَة !

قَالَ التِّلْمِيذُ :
أُسَبِّح بِاسْمِك .. فَاجْمَع مَا تَيَسَّرَ مِنْ شتاتي ..
وَأشُقّ لَيْلِي يَابِسًا ؛ فَإِذَا الْيَقِين مِنْك كُلّ ثَباتِي !


عَفْـوكَ ..
" فَقَد تهتُ فيّ وَمَا لَدَيّ خريطةٌ
كُـن يَـا لطِيفُ بِذَا الْفُؤَادِ حَفيّا" !

قَالَ الشَّيْخُ :
مَاذَا وَجَدَ مَنْ فَقَدَ اللَّه ؟!
لَا تَفَقِده يا بُـنيّ !

قَالَ التِّلْمِيذُ :
كَيْف ؟

قَالَ الشَّيْخُ :
تَعَرّفْ عَلَيْهِ .. إِنَّ الرُّوحَ ذوّاقةٌ توّاقة ..
فَإِن ذاقتْ ؛ تَاقَت . . فَإِن تَاقَت ؛ اتَّصَلَتْ ..
وَيُدْرَك وصاله ؛ مَنْ لَمْ يَبْقَ فِيهِ بَقِيَّة !

يَـابُـنيّ ..
مَنْ اتَّصَلَ بالواجِـد ؛ وَجَـد ..
وَإِذَا وَهَبَ الله ؛ وَسَّـعَ ..
فَاجْمَع نَفْسكَ عَلَيْهِ !

وَمنْ عمرَ الْأَوْقَات بِأَنْوَاع الْقُرُبَات ؛ بُورِكَ لَهُ فِي الزَّمَانِ ، وبورك بِهِ الْمَكَانُ ..
وَإِذَا تجذّرت الْحَسَنَةُ فِي الْقَلْبِ ؛ امْتَلَأَت الْخُطَى بِهَا .. فَتَرَى صَاحِبِهَا يَحْيَا بَعْدَ الْمَوْتِ ؛ وَلَا تَنَالُهُ حَسْرَة الْفَوْت !

تَنَهَّدَ التِّلْمِيذُ ؛ وَقَال :
أَتَوَسَّل بِك إِلَهِي فِي حِفْظِي مِنْ كُلِّ لَاهٍ ..
بَشَّرَنِي ببشائر الْقَبُولِ فِي بُلُوغِ الْمَأْمُول !

قَالَ الشَّيْخُ :
كُلِّ دُعَاءٍ يمتطي دُمُوعِك ؛ يَصِل ..
وَكَمْ مِنْ زَفْرَة حَيْرَى ؛ غَفَرْت خَطَايًا كُبْرَى ..
فَقُلْ :

أَنْتَ الْوَاجِد ؛ فَجُد عَلَيْنَا بنوالِ مَا اشْتَهَيْنَا ..
أَرِنَا الْإِجَابَةَ ؛قَطُوفًا دَانِيَةً عَلَيْنَا ظِلَالُهَا ..
هَذَا عُمْرِي .. فَاجْعَلْه سَهْمًا فِي يَمِينِك مَقْبُولًا مُبَارَكًا مَيْمُونًا !


🔹 د.كِفَاح أَبو هَنّوْد🔹
بغروب شمس هذا اليوم الخميس تدخل ليلة تسع وعشرين وتوافق ليلة الجمعة.

• - قالَ الإمامُ عبد العزيز بن باز
• - رحمه اللهُ تبارك و تعالىٰ - :

• - قال بعض أهل العلم : إن كان في الأوتار ليلة الجمعة كانت آكد وأقرب أن تكون ‎#ليلة_القدر.

📜【 حديث المساء (٢٢٠) 】
‌‏═════ ❁✿❁ ══════
*قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله*

مما شرع الله سبحانه وتعالى عند انتهاء شهر الصيام زكاة الفطر، فقد فرضها النبي صلى الله عليها وسلم صاعا من تمر أو صاعا من شعير، على الحر والعبد والصغير والكبير والذكر والأنثى من المسلمين، وأمر بإخراجها قبل خروج الناس إلى الصلاة، وإنما ذكر الشعير مع التمر؛ لأنه كان غالب القوت في عهد النبي عليه الصلاة والسلام.

(فتاوى سؤال على الهاتف / ج1 / ص751).
📖 رمـضان في صُحبةِ الأسماءِ الحُسنى / الجُـزء 3

🌙 الّليلةُ التّـاسِعـة والعـشرون
- الرّشيـد

أَتتركنا وتَمضي .. وفي انتظارك أنْ تجيء !
أتتركنا وتَمضي .. أتبخَل بالمقام أيا حَبيب !
أتتركنا وتَمضي .. والقلبُ يستجدي السُقى .. وزمَني بوصلك قد ربَـى !

إيه يَـاليلَ الخِتام ..
بَيْن حُزْنُي والبشارة ؛ أَلْف دَعْوَة !

إيه يَـارمضَان ..
أتيتنا كمَعارج الشهداء و قلتَ ؛ قد آنَ الأوان ..
ووَهبتنا سِدْرَةِ الْإِجَابَة ؛ وما دنَـى من فيضها و دان!
فمتَى تعود ؟

ربَّــاهُ ..
إنّي مقيمٌ بأسمائك على قلبي .. وعُهدي ارتحال إليك .. وعليك توكّـأ قلبي عليك ..
فأُطْفِـئ الآهَ ؛ إنّ قلبي أَيْقَـن ..
وَاجْعَل خَاتِمَة رَمَضَان بَدأ أفراحنا ..
و إرنـا إجابة سؤلنا !

يابُـنيّ .. و كُـلّ بَـنِيّ ..
ارْقَ مَدَارِج الْحُلم ، وَلَامِس خَيَال المُنْتَهَى ؛ وتَمتم الليلة : أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَى عَطَائك ..
قَد دَقّ قَلْبِي .. مَا رَفّ طَرْفَي .. يفِيض الْقَبُول ونرحل إلَيْك . .
تَهْتَزّ الْجَنَّة جواباً وشَوْقا . . وَتسْمَع لِلدُّمُوع هديلًا ؛ وَالْحُبِّ فِي أَعَالِي الرُّوح صَلَاةً وترتيلا!

قَالَ التِّلْمِيذُ :
دُمُوعِي تُصَلِّي فِي مِحْرَابِ الشَّوْق ..
وَتَحْت مَجَارِي الدّمْع ؛ مَا الله يَعْلَمُهُ !

قَالَ الشَّيْخُ :
إنّ الْمَوَازِين تُقَدِّس بُكَاءُ التَّائِبِينَ ..
تَوْبَةً لَا تَنبُتُ مِنْ الدَّمْعِ ؛ لَا تَتِمُّ ..
فَأَقْبِلَ عَلَيْهِ بِدَمْعِك ؛ فالدمع لُغَة الرُّوح ..
وَغَدًا .. مَـا على السُّطُور ؛ إلَّا مافي الصُّدُور !

يابُـنيّ ..
نَعِيْم الجِنان ؛ لِـمن أصلَح الجَـنان ..
فَتَعَال في ليلة الختام ننسج خُيُوط الْعَهْد ..
وَكَمْ مِنْ مُتَأَخِّرٍ سَبَق مُتَقَدِّمًا ..
وَإِنْ شَاءَ ؛ سَخَّر سَعْد الْكَوْن لَك !

يابُـنيّ ..
اجْعَل طلّـك وَابِلًا يَسْقِي أُمَّةً ظمأى حَـدّ الْجَفَاف .. قُـلْ لَهُ :
أَنْتَ الرَّشِيد .. أَعَدّ بِنَا زَمَن الرَّشِيد !

قَالَ التِّلْمِيذُ :
أَتَرَاه يَكُونَ ذَاكَ ؟

اِقْتَرَب الشَّيْخ .. وَأَمْسَك بِيَد التِّلْمِيذ ؛ وَقَال :
أَلْقِ الْأَنَا ؛ يتّخذك عَبْدًا ، ويُنيلك مَقَام { سُبحان الَّذِي أسرى } !

يابُـنيّ ..
فَرِّقَ بَيْنَ مَنْ هُمْ فِي ذَوَاتِهِم أَسْرَى ؛ و مَنْ إلَى الْقُرْبِ أَسْرَى ..
قُمْ إِلَى الله ، وَاتَّبـِع سَبَبًا مُوصِّلًا !

يابُـنيّ ..
لَا تَكُنْ عَبْد أَتَى و مَضَى ؛ كَأَنَّك بِلاَ مَعْنًى..
غَادَر إلَى آخِرَتَه مُقتَرِضا ؛ ومافي كَفِّه انْقَرَض .. كَان سَعْيِه غَمْضَة جَفْن وَانْقَبَض ..
لَئِنْ كَانَ بَعْضك مَهْزُومًا ؛ فَاصْنَع سياجك ..
حَاشَاك أَنْ تَمْضِيَ هَـبَاء ..
لاَشَيْء مُوحِش ؛ مِثْلَ أَنْ تَكُونَ فَـلَا تَكُون !

قَالَ التِّلْمِيذُ :
اللَّهُمَّ اجْعَلْ حُبُّك قَلْب الْقَلْب ، وَثَبِّتَه حَتَّى لَا يَنْقَلِب !

قَالَ الشَّيْخُ :
هُو الرَّشِيد .. فَقُل ؛ أَرْشَدَنِي إلَيْك ، وَصِلَنِي بِكُلِّ مَا يوصلني إلَيْك !

سُبْحَانَـه ..
قَطَع الْعَلَائِق عَن الْمُنْقَطِعِينَ إلَيْهِ ، وَوَهْب الْحَقَائِق للمتصلين بِه ..
وَمَنْ كَانَ سَعْيِه لِلْخَلَائِق ؛ بُعِثت حَسَنَاتِه عَوَائِق ..
وَكُلُّ عَمَلٍ خَلَا مِنْ الزَّبَدِ ؛ يَرْتَفِع ..
فَلَا تَغِب فِي الضَّوْضَاءِ ؛ وَتَفَقُّد بِضَاعَتَك إلَيْه !

يا بُـنيّ ..
نَفْسَك نَفْسك .. أَمْ رَبُّـك رَبُّـك !
حَذار مِنْ نِيَّةٍ تنقلك مِنْه إلَيْك !

تَنَهَّد الشَّيْخُ ؛ وَقَالَ :
{ إنّ مَعِي ربّي } ؛ مَقَامٌ لَا يَبْلُغُهُ مُلْتَفِت !

قَالَ التِّلْمِيذُ :
أَنْت الرَّشِيد .. فَهَيّئ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا ..
أَكْمِـل ياسيّدي !

قَالَ الشَّيْخُ :
تَمْتَدّ حلْمًا لِلْأُمَّـة .. تجتاز أَسْبَاب النِّهَايَةِ ، وَ تَرْتَفِع فَوْق تُخُوم الْأَسْبَابَ ؛ إنْ كَانَ خطوك مِعْرَاج السَّمَاء !

يابُنـيّ ..
أَوْقِف النَّظَر ؛ يَفْتَحْ اللهُ لَك الْبَصَر ..
غُضَّ بَصَرَكَ عَمَّا لَيْسَ لَك ؛ تَنْفَتِح بَصِيرَتك عَلَى مَا هُوَ لَك .. فيريك الله غَائِبَ الْأَشْيَاء ..
تُبصِـر بِـه ؛ فَتَشْتَدّ !

إذَا وَهَبَك نُورُه ؛ أَبْصَرْت الشَّهْوَة ، وَرَأَيْت مَـآل الْخُطْوَة ..
وَإِن نَازَعْتُك نَفْسك الثَّبَات ، وروادتك الْفِتْنَة ؛ فَعَضّ عَلَى الْأَنِيـن وَلَا تَخْسَر الرِّهَان !

وَإِذَا وَقَعَتْ الْفِتَنُ ؛ فادفعوها بِالتَّقْوَى ..
ومَن لَم يتحقّق بِحَقَائِق التّقوى ؛ كَان تَديّـنه مُجـرّد دَعـوى !

يابُـنيّ ..
حذارِ حذارِ .. لَا تذْهبْ إلَيْهِ وَأَنْت تَعَرُج !

قَالَ التِّلْمِيذُ :
لِلشَّيْطَان شِبـاكٌ لاينتهي ارتكابُ الْمَسّ فِيهَا ..
فَمَاذَا أَفْعَل ؟

قَالَ الشَّيْخُ :
عَيْـنٌ كَثُر نَظَرُهَا لِلْحَرَام ؛ فَقلّ بُكَاؤُهَا ..
يابُـنيّ .. إنْ جَفَ
ّ الْقَلْب ؛ مَنْ ذَا يُعِيد لِلْعُيُون دُمُوعُهَا ؟!
وَمَن خاضَ المَـاء العَكـر ؛ نَـاله أَذَى البَلل ..
لَا يَعَبُر الْمُحَالَ ؛ إلَّا مِنْ كَانَ لله فِي كُلِّ حَال !

قَالَ التِّلْمِيذُ :
إنّهُم يتناوشوننا عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَال !

قَالَ الشَّيْخُ :
اشْتَغِل بِصَرْف الْعَائِق واستعذ باللهِ مِنْ شَرِّ الطَّارِق .. وَتَيَقّظْ ؛ فَإِنَّهُ لَا يمتطي الْإِثْم إلَّا مُوغِل فِي التَّلَفِ !

يابُـنيّ ..
اعْرِف كمائن نَفْسِك ..
فَرُبَّمَا هُوَّنْت لَك الصَّغِيرَة ؛ حَتَّى تَقَعَ فِي الْكَبِيرَةِ ..
هُو الرَّشِيد ؛ فَاسْأَلْه الْهِدَايَة وَرُشد الطَّرِيق !

قَالَ التِّلْمِيذُ :
يَارَبّ هَيّئ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رشدنا!

قَالَ الشَّيْخُ :
أَوَّاهُ .. مَـنْ يَرِثُ فِتْيَة الْكَهْف !
شَتَّان بَيْنَ مَنْ كَـان عُـمره زيتونـة مابعثَرتها الرِّيح ؛ أقْدَامَه لله مَجْرُوحَة وَثَبَاتِه يَمْتَدُّ فِي عُمْرٍ الْأَبَد ؛ وَغَيْرِه عَـاش مُحتَضِــرا !

يابُنـيّ ..
انجُ بذاتِـك لِذَاتِك ، وسافِر مِن نفْسك إلَى نفسِك ، وَابْحَث عَن القَبول فِي قلبِك ..
وَلَا تَكُنْ مَعَ الخَوالف ؛ وتَعجز فِي قُيود الشّواغِـل ..
ذَاك مُشَيَّدُ الْبُنْيَانِ فِي مَدْارَج السّيُول !

وإنّ مَن رزَقه اللهُ الصَّـبر فِي الِاخْتِبَارِ ؛ كَانَت عَاقِبَتُه الْعَافِيَة !

قَالَ التِّلْمِيذُ :
يارب أنت الرشيد المرشد .. قَلْبِي فِي يَدِك ؛ فَاكْفِنِي تقلّبي ..
يَارَبّ اجْعَلْنِي بِك ؛ حَتَّى أَكُونَ لَك !

قَالَ الشَّيْخُ :
وَفِي الغثاء ؛ يُثَبِّتُ الله مَن يَشَاءُ !

يابُـنيّ ..
كُنْ أَنْتَ العُدَّة ؛ إذَا شاؤوا للأجيال الرِّدَّة ..
وَجَبَلًا يعصمهم مِنْ الطُّوفَانِ !
اجعل عمرك رهناً لله .. فقد آن الآوان !

يالهفة الرُّوح ؛ إنْ رَفَعَتْ قَوَاعِدَ الْبَيْتِ بَعْدَ انْتِظَارِ !
يالهفة الرُّوح ؛ عَلَى مَنْ جَعَلَ خَارِطَة الْجُرْح مِيلاَد الْأَمَل !
يالهفة الرُّوح ؛ عَلَى مَنْ خَطْوُهُ حُقُول قَمْحٍ وشلّال سَنَابِـل !
يالهفة الرُّوح ؛ عَلَى عُمـرٍ كله أَذَان ، وَالصَّدَى كُلّ المراحل !
يالهفة الرُّوح ؛ عَلَى مَنْ كَانَ { عسَى } فِعل الرَّجَاء !

قَالَ التِّلْمِيذُ :
اللَّهُمَّ احْفَظْ قَلْبِي مِنْ نَشْوة الْهَوَى وَاخْتِيَال الْفِتَن !

قَالَ الشَّيْخُ :
يابُـنيّ .. احْفَظْ عَنِّي ..
ماكان الِانْتِهَاء مُخَالِفٌ لِلابتِدَاء ؛ إلَّا إذَا كَانَ أَوَّلُهُ اِلْتِوَاء ..
إيَّاكَ أَنْ تَدُلَّ النَّاسَ وَتَفَقد الطَّرِيق ..
فَقُـلْ : أَنْتَ الرَّشِيد فَدُلَّنِي عَلَيْك !

وَمِن تَوْفِيقه ..
أَن يهديك لِوَظِيفَة الْعُمْرِ ؛ بَعْدَ لَيْلَةِ الْقَدْرِ !
فاسأله هداية ورشدا لا تضل بعدها أبدا ..

يـَا أبنائـي ..
قبلَ الوداع اسألوه عُمراً ؛ هو ميراث الأنبياء ، وحياةً تغاثُ بها الأمة ..
و ادعـُوا لـَنا !

مَا أَكْرَمَـه ..
تَدْعُو لِأَخِيك ؛ فَيُعْطِيك وَيُعْطِيه !

ثُمّ انَثنى الشيخُ ؛ وفي عينيه بشارة { لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ } ..
طوى الشَّيْخ بِسَاطَـه و قال .. السَّـلَامُ علَيكُم ..
فانهَمرنَـا فِي البُكَـاء !


🔹 د.كِفَاح أَبو هَنّوْد🔹
لا خير في عقل بلا شغف ..

‏أسكن عقلك في قلبك وأوقد شعلة الروح ..

‏العقل البارد لا ينجب إلا إرادة مترددة .
أبْدى الهوى وتَجافى عن زيارتِنا
وظلَّ يُكثر مِن عذرٍ ومِن عِللِ

لا تدَّعي حُبَّ مَن أتْلفتَ مُهجتَه
بالصدِّ مِنك وبالإعراضِ والبَخَلِ

تقول: لا حيلةٌ في الوَصْل أعرِفُها
لو صحَّ منكَ الهوى أُرشدتَ للحِيَلِ!

أبو القاسم السُهيلي
قد تسكن قصراً وتضيق بك الحياة

وقد تسكن بيتاً صغيراً ويشرح الله

صدرك ، قد يكون لك إخوة وتعيش

وحيداً وقد تكون وحيداً وحولك

إخوة فاحمد الله على كل حال

السعادة الحقيقية في مقدار

#قربك_من_الله.
📩رسالة إلى قلبك :

لا ﺗﻴﺄﺱ ﺇﺫﺍ ﺣﺮﻣﻚ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ تُحب، ﻭﻻ ﺗﺤﺰﻥ ﺇﺫﺍ ﺍضطررت للعيش في ﻭﺿﻊ ﻳﺆﻟﻤﻚ ﺑﻞ ﺇﺑﺘﺴﻢ؛ ﻷﻥّ ﺍﻟﻠﻪ ﻗﺎﻝ ﺑﻜﻞ ﺭﺣﻤﺔ:

"ﻭﻋﺴﻰ ﺃﻥ ﺗﻜﺮﻫﻮﺍ ﺷﻴﺌﺎً ﻭﻫﻮ ﺧﻴﺮ ﻟﻜﻢ".