سًيًدِتّيً
3.55K subscribers
8.97K photos
366 videos
82 files
1.1K links
قناة سيدتي كل ما يهم المرأة
كل مايهم المرأة العصرية والفتاة العربية .
@Sayidati
Download Telegram
🍃

حكم تزويج المرأة نفسها من غير ولي ولا شهود ؟

https://youtu.be/6qaOEUD794I?si=3wCuySGD2Bjs_j6V

'
Forwarded from د. إياد قنيبي
كم نحن مساكين حين نكون "مُتَرَهِّلين" ضعفاء في علاقتنا مع الله ومع ذلك نظن أنه "ماشي الحال" لأننا نتجنب الكبائر ونحب الله والظاهر من إنعام الله علينا أنه راضٍ عنا!
أقول هذا لأني عشت في ليلة من ليالي رمضان الماضي تجربة تُحفر في الذاكرة:

منَّ الله علي بأن صليت قيام الليل خلف أخٍ رقيق القلب مع القرآن رقة عجيبة، ركعتين قرأ فيهما من سورة آل عمران. وكان فيهما يبكي بكاء متصلاً، بالكاد يستجمع نفسه ليقرأ الآيات بصوتٍ رقيق خاشع.
علماً بأن هذا الأخ "مزيح" خفيف الظل محبب الشخصية.

ومع أني أحب القرآن منذ طفولتي حباً عظيماً، وتتملكني رهبة لا يعبر عنها وأن أقرأ أو حتى أتذكر بعض آياته، وأبكي لها في بعض خلواتي، إلا أنني أحسست -وأنا أسمع تلاوة الأخ- أحسست بشيء من الحرمان!

أكتب هذا الكلام مع أن الأصل في الإنسان أن يستر نقائصه، لكني أكتبه درساً بليغاً لإخواني وأخواتي، وأسأل الرحمن الرحيم منزل الكتاب أن يجعل هذا المقال سبباً لينظر لي سبحانه ولقلبي نظر رحمة فيلقي في قلبي رقةً كالتي منحها لهذا الأخ وزيادة.

الدرس البليغ: إياكم يا أحبة أن تظنوا أنه "ماشي الحال" ما دام الله ينعم علينا ويستر عيوبنا ويوفقنا للصلاة وسائر الفروض -ولو بروح ميتة !- ويجنبنا الكبائر -مع أننا قد نفعل ما هو عند الله كبائر ولكن مجتمعاتنا تعوَّدَتْ عليها وتبلَّد إحساسنا تجاهها!
لا والله! مش ماشي الحال!

مش ماشي الحال لما نكون يعيش أحدنا 30، 40، 50، 60 سنة أو أكثر، ولم يَنعم بقراءة كهذه للقرآن يوماً، ولم يعش هذه المعاني التي تهز قلب هذا الأخ وتُجري دموعه كلما تلا آيات ربه، أو في أحسن الأحوال قلما يعيشها.

مش ماشي الحال لما نكون محجوبين عن هذه المقامات الرفيعة في العلاقة مع الله ومع ذلك لا نحس بالحجب والحرمان لأننا -بسذاجة شديدة- نكتفي بأننا أحسن من غيرنا!

مش ماشي الحال لما نكون لا ندرك وجود هذا النعيم الدنيوي العظيم فضلاً عن أن نطلبه!

مش ماشي الحال لما نكون نحرم أنفسنا من رتبة متقدمة من الحياة الطيبة التي وعد الله بها عباده، والتي نرى إخوة لنا في غزة يعيشونها على الرغم من شدة مصابهم، لكن مع ذلك يستحضرون أنهم في كنف الله فيهون عليهم كل مصاب فيما نحسبهم.

قد ندخل الجنة في النهاية، إذا عفا الله عنا بلطفه وكرمه..لكن تذكروا قول نبينا ﷺ: (إنَّ في الجَنَّةِ مِئَةَ دَرَجَةٍ، أعَدَّها اللَّهُ لِلْمُجاهِدِينَ في سَبيلِ اللَّهِ، ما بيْنَ الدَّرَجَتَيْنِ كما بيْنَ السَّماءِ والأرْضِ)...هذه درجات للمجاهدين في سبيله! فضلاً عمن دونهم، ومع ذلك فهي متفاوتة هذا التفاوت الهائل جداً جداً !
لماذا؟ لأن التفاوت في أعمال القلوب هو كذلك أيضاً ! تفاوت هائل جداً جداً !..جداً!

لذلك يا شباب، أوصي نفسي وإياكم: لا تضيعوا هذه اللذات والمقامات العلا لأجل شهوة محرمة أو انغماس مفرط ولو حتى في الحلال، ولا لأجل كسل وبلادة، ولا خوفاً من أحد ولا رغبة فيما عنده. فوالله إن الحرمان بشع! ووالله إن هذا الرزق الذي يرزق الله به عباده في الدنيا من رقة القلب لهو خير من الدنيا وما فيها، فما بالكم بما عنده يوم القيامة؟!
﴿ لَٰكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلًا مِّنْ عِندِ اللَّهِ ۗ وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ لِّلْأَبْرَارِ﴾ [ آل عمران: 198].
ختاماً: من استفاد من هذه الكلمات، فليدعُ لكاتبها بظهر الغيب أن يرزقه ما رزق صاحبه من رقة القلب وزيادة، علماً بأني أرسلت له ألا يطلع على ما سأكتبه اليوم لئلا يدخل قلبه ما يفسد عليه نعيمه.
اللهم إنا نعوذ بك من علمٍ لا ينفع، ومن نفس لا تشبع، ومن قلبٍ لا يخشع، ومن عينٍ لا تدمع. عامِلْنا يا رحمن السماوات والأرض ورحيمهما بما أنت أهله من التفضل والكرم والإنعام.
والحمد لله رب العالمين.
تطل علينا بين الفينة والأخرى بعض الشبهات القديمة في فكرتها ومنشأها الحديثة في ثوبها وأشخاصها...

فكان لزاماً على أهل الإسلام وطلبة العلم والعلماء التبصر بهذه الفتن، والوعي بما تنطوي عليه من سم زعاف، وضحالة وإفلاس فكري يروج له بعض أبناء جلدتنا ممكن يتكلمون بألسنتنا!.

فما أن مر الزمان حتى لم تسلم منهم سنة نبينا صلى الله عليه وسلم؛ فيلمزون ويطعنون ويشككون...
إلا أن الله عز وجل يأبى لدينه إلا النصرة والعلو والظهور...
رجاء هذا الوعي وهذه البصيرة وأن يستعملنا الله بطاعته لنصرة دينه ونبيه صلى الله عليه وسلم ندعوكم لسلسة من الندوات بعنوان #تكوين_أم_تشكيك

وندوة هذا الأسبوع مع :
ا. محمد سعد الأزهري
د.أحمد بدير
د. هشام رميح
و #إضاءات_حول_السنة_النبوية

على قناة
https://t.me/elfathantiatheism
الحياة لن تعطينا كل ما نريد
ولكننا نتعامل معها بالمحايلة
فمرة تصيب ومرات تخيب
وهذا مصداق قوله تعالي "لقد خلقنا الإنسان فى كبد"
ولذلك أغلب أحلامنا لا تتم
وبناء عليه فنحن نتعامل مع الأمور بميزان الإجمال لا بميزان التفاصيل
فسايس أمورك
ولا تكن متطرفاً فى الأقوال ولا الأفعال
وكذلك لا تكن متطرفاً فى الأحلام ولا منتظراً للمعجزات ولا يائساً من الأحوال.
وتذكّر مرة أخرى بأن الحياة لن تعطينا كل ما نريد!
والله أعلم

محمد سعد الأزهري

@usraaman
إذا اعترفت المرأة قولاً وعملاً بقوامة زوجها، فإنه سيتحوّل إلى شخص آخر لين ولطيف، لأن الزوج الذي تُشعره زوجته بقوامته وبأنها لن تخرج عن رأيه في النهاية لن يتحوّل قلبه تجاهها ولن يراها ثقيلة عليه أو يكون هو ثقيلاً عليها، فلقد وجد حقوقه كما يُحب فأعطاها خيراً مما تُحب.

أما الزوج الذي يشعر باختطاف قوامته أو محاولة سلبها منه أو التقليل من عقله وفرض الأمر الواقع عليه بالضغط المتتالي فإنه يقاوم ذلك بالتمسّك الزائد بآرائه حتى ولو ظهر عدم صوابها!
ويتحوّل البيت إلى حلبة من الصراع لا تنتهي بفوز أحدهما وإنما بخسارتهما جميعاً.

أمّا الزوج الذي لا يقاوم ذلك، واستسلم للأمر الواقع فلقد تحوّلت علاقته بزوجته إلى شكل اجتماعي أمام الناس، لكنها خاوية من معاني وقيم البيت السوى، لأن الميزان اختل ومالت الكفّة في غير الاتجاه الصحيح.

والزوج الذي يتعسَّف في استخدام قوامته، ويحولها كسيف مسلَّط على رقبة زوجته قهراً منه لها، فإنه سيحوّل بيته إلى مقبرة للمشاعر ومن ثمَّ يصبح بيتاً لا روح فيه، وتصبح الهموم والأحزان هي الطائر الوحيد الذي يحوم حول البيت، وبالتالي تتحوّل الأسرة إلى شيء ثقيل على نفوس الزوجة والأولاد وفي هذا خطر عظيم.

محمد سعد الأزهري


@usraaman
🟪 سوء الفهم "مش سوء الظن" دا شيء عادي في حياتك الأسرية، فلما يحصل متقفش عنده ولكن وضّحه دون ملامة وعتاب لإنه ممكن يكون شيء متكرر في حياتك.

🟪 التَّشاحن دا شيء عادي في حياتك الأسرية، موقف في التاني في التالت وهتلاقي الدنيا فجأة بقت صعبة، والأمر هيعدي بفضل الله، فبلاش ترجعله تاني بالليل أو تاني يوم، واشتغل بنظام اللي فات مات.

🟪 في كل الأحوال انت تقدر تجرح اللي قدامك، لكن الجروح الزوجية بتبقى صعبة جداً، فالكلمة اللي هتقدر تغيظ بيها الطرف التاني امسك لسانك عنها حتى ولو هتتعب نفسياً، لإن تعبك النفسي سيزول سريعاً لإنه مؤقت، أما الكسر فسيحتاج لوقت طويل حتى يلئتم وقد لا يلتئم!

🟪 الإهانة مفيش أسهل منها، لكن الأخلاق مفيش أحسن منها، فعوّد نفسك تكون أحسن حاجة، لإن المعدن الأصيل بيفضل بخيره لنهاية العمر.

محمد سعد الأزهري


@usraaman
لا تتسرّع في الطلاق، ولا تجعل حياتك مسرحاً للآخرين، ولا تبني على الطين، ولا تزرع في فوق الصخور، ولا تنام مخاصماً لمن في البيت، ولا تستيقظ وأنت متذكراً للخصام، واجتهد في تضييق الفجاوات وتقليل الشرّ، وتكثير الخيرات.
هنا ستبدأ حياتك من جديد.

محمد سعد الأزهري


@usraaman
حب الزوج للزوجة بيكون في الغالب احساسه بالامتزاج بينهما في الحاضر والمستقبل ووحدة المصير.

فهو يرى الحب بشكل استراتيجي، بخلاف الزوجة تراه بشكل مشاعري وعاطفي وتعبيري وتلامسي.

وللأسف معظم الأزواج كلما طال بهم الزواج كلما ضعُفَت لديهم المشاعر المُعلنة وزادت لديهم جزئية الامتزاج، يعني يشعر أنه وزوجته كائنين في واحد، هو يبني وهي تمهّد نفسيته للبناء، هو يجري وهي تحضّر له ملابس الجري، هو يحارب الحياة وهي تلمّع له السّيف، فهو يرى الامتزاج من هذه الناحية، وهي ترى أن هذه الرؤيه ينقصها القُبلة والثناء والمدح.

فإذا لم تستشعر استراتيجيته ولم يفهم مشاعريتّها، ابتعدا رغم القُرب، وزادت الفجوة رغم أن الحفرة صُنعت داخلياً، وفرّقت الأيام بينهما رغم أن هذه الأيام كانا يعملان من أجل اجتماعهما في المستقبل سوياً!

فانتبها يرحمكم الله.

محمد سعد الأزهري
🔎 🌍
نشاهد فيمن حولنا مَن
تأثَّروا
بالرُّوحانية وممارسات
الطاقة، فتغيرت حياتهم
وطرق تعاملهم مع من
حولهم…


فما سبب تأثرهم، وكيف
يكون التعامل معهم؟
وهل هم على درجة واحدة؟
وما فقه نصيحتهم، وإنكار
ما يقعون فيه من المنكر؟

عن هذا وأكثر… نلتقي بكم
في بث قناة البيضاء -تليجرام

مع الدكتورة:
🎙 | هيفاء بنت ناصر الرشيد
الأستاذ المشارك في
العقيدة والمذاهب
المعاصرة.


🗓 | الثلاثاء
13 / 11 / 1445 هـ

🔜 | 8:00 م بإذن الله

🤍 | بث قناة البيضاء:
https://t.me/albaydha
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
#إرهاب #أكاديميا #أمومة #أنثى #تناقض #حرية #رجولة #زواج_مبكر #صناعة_لعب #قوامة

خبر يتصدر وسائل إعلام أمريكية ثم عالمية

لاعب كرة قدم أمريكي / معروف بتدينه الكاثوليكي وحرصه على البيت والزوجية والأبوية لابنيه / كل هذا وهو لا يتجاوز 28 سنة / في حفل تخريج جامعي سابق = أوصى الطلاب الجامعيين بالزواج المبكر والأبوة

قدم خطابا في حفل تخريج جامعي منذ أيام / أشاد فيه بدور الأنثى كزوجة وأم / وغصّ بما يشبه البكاء عند شكره لزوجته / وكانت العبارة الأبرز عندما قال إن من أهم أدوار الأنثى أن تكون = صانعة بيت Home-Maker

كما نقد حقّ الإجهاض والتلقيح الاصطناعي والجندر والشذوذ والتحول الجنسي والقتل الرحيم وغيرها من مفاهيم / وألمح بما يعدّ نقدا لمغنية أمريكية على علاقة غير شرعية بلاعب آخر.

وكما هو متوقّع = ثارت ثائرة كثيرين ضدّه / وعدّه كثيرون عنصريا ومعاديا للنسوية وللمثليين والمتحولين جنسيا / بل بلغ الأمر حد إعلان اتحاد كرة القدم أنهم لا علاقة لهم بتصريحه / كما عبّرت قيادة المدينة عن تحفظها على ما قاله وأنه لا يسكن فيها وإنما يسكن قريبا منها :)

وهذا رابط خبر ما أثاره خطابه للطالبات الجامعيات

.
قِصَّة أمِّ المؤمنين عائشة رَضِيَ اللهُ عَنْهَا في حجَّة الوداع (1)

الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فالحج بالنسبة للمرأة همُّ كبير، لكثرة العوارض التي تعتريها وتؤثر على أدائها للنسك، أو لاختيارها لزمن أدائه؛ فمن قضية المحرم وتوفره في وقتها المناسب، إلى قضية الطهر ومناسبة وقته لأيام النسك، إلى الحمل بعد الزواج وثقله، إلى الأطفال الصغار الذين يصعب عليها تركهم لأداء النسك، إلى غير ذلك من العوارض.
ثم إذا حجت، قد تتأثر نفسيتها بمؤثرات مختلفة، تترك بصماتها على حجها؛ فمن خشية نزول الدورة الشهرية قبل وقتها، إلى مفاجأتها بنزولها قبل وقتها، إلى التعب والإرهاق من أداء المناسك، إلى الضعف العام في جسدها، إلى أن تنتهي أيام الحج، فتفرح بأدائها للنسك، وشوقها لإعادته مرة ثانية، وكأنها لم تمر بتعب قط.
إن أجمل قصة مرت بها امرأة في الحج، هي قصة أُمّنا عَائِشَة رَضِي اللَّه عَنْهَا في حجة الوداع؛ جمالها في شخصيات وتفاصيل القصة، وفي زمن القصة، وفي أرقى تعامل بين زوجين في الحياة؛ نبينا محمد صلى الله عليه وسلم مع أحب الناس إليه، وفي الحلول التي طرحها النبي الرؤوف الرحيم للصعوبات التي مرت بها زوجه الصِّدِيقة بنت الصِّديق.
وتوج هذا الجمال في هذه القصة حوادث أخرى وقعت لأمهات المؤمنين، ولصحابيات تشرفن برؤية وجه نبينا الكريم، وصحبنه في حجة الوداع.
وفي هذه القصة عبر ودروس تجمل حياة كل امرأة تأخذ بها في حياتها، وتستنير بها في طريقها.
وفي هذه القصة تسلية لكل امرأة تمر ببعض ما مرت به أُمّنا عَائِشَة رَضِي اللَّه عَنْهَا، أو مرت به بعض أمهات المؤمنين.
وهي قصة تحتاجها كل امرأة مُقبلة على الحج، لتتأسى بالنساء الصالحات، والقدوات الجليلات، اللاتي تربين على يد أفضل المربين نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم، وعشن في أفضل زمان يُتقدى بأهله في هذه الأمة.
جمع القصة ومنهج كتابتها:
من جميل قصة أُمّنا عَائِشَة رَضِي اللَّه عَنْهَا أن لها روايات كثيرة متناثرة، وهذا يسهل معرفة تفاصيل القصة، ولكن لابد من جمع كل هذه الروايات حتى أستطيع فهم جوانب القصة.
وهذه طريقة علماء الحديث، فإنهم يجمعون الروايات كلها لتكتمل عندهم صورة المسألة قبل استنباط الحكم. ومن أمثلة ذلك ما رواه البخاري في صحيحه في (كتاب الحج / باب إذا حاضت المرأة بعد ما أفاضت)، قال: حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، أَنَّ أَهْلَ المَدِينَةِ سَأَلُوا ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ امْرَأَةٍ طَافَتْ ثُمَّ حَاضَتْ، قَالَ لَهُمْ: تَنْفِرُ، قَالُوا: لاَ نَأْخُذُ بِقَوْلِكَ وَنَدَعُ قَوْلَ زَيْدٍ قَالَ: إِذَا قَدِمْتُمُ المَدِينَةَ فَسَلُوا، فَقَدِمُوا المَدِينَةَ، فَسَأَلُوا، فَكَانَ فِيمَنْ سَأَلُوا أُمُّ سُلَيْمٍ، فَذَكَرَتْ حَدِيثَ صَفِيَّةَ. رَوَاهُ خَالِدٌ، وَقَتَادَةُ، عَنْ عِكْرِمَةَ.
علق ابن حجر على هذه الرواية بقوله: ((وَلَقَدِ اخْتَصَرَ الْبُخَارِيُّ حَدِيثَ عِكْرِمَةَ جِدًّا، وَلَوْلَا تَخْرِيجُ هَذِهِ الطُّرُقِ لَمَا ظَهَرَ الْمُرَادُ مِنْهُ، فَلِلَّهِ الْحَمْدُ عَلَى مَا أَنْعَمَ بِهِ وَتَفَضَّلَ)). (فتح الباري 3/588.)
يقول ابن حجر هذه العبارة بعد أن جمع روايات الحديث التي تبين تفاصيل كثيرة للقصة الواقعة بين ابن عباس وزيد ابن ثابت رضي الله عنهما في موضوع طواف الوداع للحائض.
وعلى هذا المنهاج سرت في كتابة القصة.
وقد قسمت كتابة القصة إلى قسمين:
الأول: ذكرت فيه حجة عائشة رضي الله عنها على شكل قصة، وأشير لكل فقرة في الهامش إلى مصدرها من الأحاديث بذكر رقم الحديث.
الثاني: ذكرت فيه الأحاديث الواردة في القصة مخرجة بطريقة مفصلة بحسب الرواة، وبحسب من رواها من علماء الحديث في كتبهم. ورقمتها ليسهل الإحالة عليها في ثنايا القصة.
وفي هذه السلسلة اليومية سأنشر القسم الأول فقط، وأما القسم الثاني فسأنشره مع طباعة الكتاب، والذي أرجو أن يكون قريبا.
وقد كنت فرغت من كتابة هذه القصة في السادس من ربيع الآخر عام 1441ه
والله أسأل أن يتقبلها مني، وأن يجعلها في ميزان حسناتي، وأن ينفع بها كل من قرأها. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
نكمل غدًا إن شاء الله.

وكتبه
د. عادل حسن يوسف الحمد
قصة عائشة في حجة الوداع (2)
تعظيم شعائر الله

بدأت رحلة الحج بتعظيم الشعائر ومخالفة أهل الجاهلية:
في السنة العاشرة من الهجرة أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يؤذن في الناس بالخروج لحجة الوداع، ليتهيأ الناس للخروج مع النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الحجة العظيمة؛ حجة الوداع. قال تعالى: ﴿وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (27) لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ (28) ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ﴾ [الحج: 27 - 29].

ولا شك أن هذه فرصة عظيمة لأداء مناسك الحج مع النبي صلى الله عليه وسلم ، والنهل من هديه وسنته في هذه الرحلة العظيمة، لذلك حرص الصحابة والصحابيات رضوان الله عليهم أجمعين على شهود حجة الوداع مع النبي صلى الله عليه وسلم . قال جابر بن عبدالله رضي الله عنهما: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَكَثَ تِسْعَ سِنِينَ لَمْ يَحُجَّ، ثُمَّ أَذَّنَ فِي النَّاسِ فِي الْعَاشِرَةِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَاجٌّ، فَقَدِمَ الْمَدِينَةَ بَشَرٌ كَثِيرٌ، كُلُّهُمْ يَلْتَمِسُ أَنْ يَأْتَمَّ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، وَيَعْمَلَ مِثْلَ عَمَلِهِ.

ومن نماذج حرص الصحابيات على حضور حجة الوداع ما وقع من ضباعة بنت الزبير بن عبدالمطلب رضي الله عنها ابنة عم النبي صلى الله عليه وسلم ، فإنها كانت وقت الحج مريضة وتخشى أنها لا تستطيع أداء المناسك، فتوجهت إلى بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم تجده، فلما علم النبي صلى الله عليه وسلم بمجيئها إلى بيته ولم تجده توجه إلى بيتها، فلما دخل عليها قال لها: ((لَعَلَّكِ أَرَدْتِ الْحَجَّ؟)) قَالَتْ: وَاللَّهِ لا أَجِدُنِي إِلا وَجِعَةً. إِنِّي امْرَأَةٌ ثَقِيلَةٌ، وَإِنِّي أُرِيدُ الْحَجَّ ، وأَنَا امْرَأَةٌ سَقِيمَةٌ، وَأَنَا أَخَافُ الْحَبْسَ ،فَمَا تَأْمُرُنِي؟ قَالَ: ((أَهِلِّي بِالْحَجِّ، وَاشْتَرِطِي أَنَّ مَحِلِّي حَيْثُ تَحْبِسُنِي)) ، فعلمها النبي صلى الله عليه وسلم كيف تتصرف في هذه الحالة من المرض، والخوف من عدم القدرة على إتمام النسك، مع الرغبة في الحج. وكان من رحمة الله بها أنها أدركت الحج كاملًا.
فإن كنتِ يا أختي الحاجَّة تشتكين من المرض، وتخافين أن تُحبسي فلا تستطيعي إتمام الحج، فلك في قصة ضباعة بنت الزبير أسوة ومخرج.

ولما حان الموعد الذي حدده النبي صلى الله عليه وسلم للحج، تحركت قافلة الحج العظيمة بعد صلاة الظهر، بقيادة النبي صلى الله عليه وسلم ((لِخَمْس لَيَالٍ بَقِينَ مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ)) ، كما أخبرتنا أُمّنا عائشة رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، أي في يوم السبت الرابع أو الخامس والعشرين من ذي القعدة. وإنما جزمت أُمّنا عائشة رَضِيَ اللهُ عَنْهَا بعدد الليالي الباقية من شهر ذي القعدة ((لأنها حدثت بذلك بعد أن انقضى الشهر)).

((وخروجه صلى الله عليه وسلم آخر الشهر بخلاف أفعال الجاهلية في استقبالهم أوائل الشهور في الأعمال وتوجيههم ذلك وتجنبهم غيره من أجل نقصان العمر، فبعث الله نبيه ينسخ ذَلِكَ كله، ولم يراع نقص شهر ولا ابتداءه، ولا محاق القمر ولا كماله، فخرج في أسفاره على حسب ما يتهيأ له، ولم يلتفت إلى أباطيلهم ولا ظنونهم الكاذبة، وردَّ أمره إلى الله تعالى، ولم يشرك معه غيره في فعله، فأيده ونصره)).
هذه المخالفة لأمر الجاهلية سنراها في كل تفاصيل أعمال الحج، فهي أمر مقصود في هذا النسك العظيم.

وتحركت قافلة حجة الوداع وهي مصحوبة بمشاعر التعظيم لهذا النسك العظيم، ولأيامه، وأحواله المرتبطة بالحجاج، تقول أُمّنا عَائِشَة رَضِي اللَّه عَنْهَا: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي أَشْهُرِ الْحَجِّ وَلَيَالِي الْحَجِّ وَحُرُمِ الْحَجِّ. ((أَيْ أَزْمِنَتُهُ وَأَمْكِنَتُهُ وَحَالَاتُهُ)).
وهكذا أختي الحاجَّة ينبغي أن يكون خروجكِ للحج فيه تعظيم لهذا النسك العظيم، وكل ما يحيط به من الأمور المتعلقة به، كأشهر الحج؛ شوال، وذي القعدة، وذي الحجة. وهي متداخلة مع الأشهر الحرم التي حرمها الله عز وجل يوم خلق السموات والأرض، وأمرنا بتعظيمها واحترامها، فقال سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ﴾ [التوبة: 36].

ومن تعظيمكِ لهذا النسك تعظيم حرمات الله في نفسكِ، فتجتنبين معاصي الله،
وتعظمين في نفسكِ الوقوع فيها وارتكابها؛ فإن الذي أمركِ بالطاعة ووعدكِ بالثوابِ عليها، هو الذي نهاكِ عن المعصية ورتب العقاب عليها، قال تعالى: ﴿ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ (30) حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ (31) ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ (32) لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ﴾ [الحج: 30 - 33].

ومن تعظيمكِ لأيام الحج وأشهر الحج والأشهر الحرم الامتثال لقول الله تعالى: ﴿الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَاأُولِي الْأَلْبَابِ﴾ [البقرة: 197]، وهذا يعني أنكِ تضبطين تصرفاتكِ وأقوالكِ ومناقشاتكِ بما يرضي الله عز وجل. فخروجكِ للحج على غير الصفة التي أجازها الله لكِ يعد انتهاكًا لحرمة هذه الأيام المباركة، وانتهاكًا لحرمات هذا النسك العظيم؛ كالسفر بدون محرم، ولبس الملابس التي تفصل البدن، والتعطر، ونحو ذلك.

لا نريد أفعال أهل الجاهلية في الحج:
كان العرب في الجاهلية لهم معتقد معين في مناسك الحج، فقد كانوا يحرّمون العمرة في أشهر الحج، ويرونه من أفجر الفجور. قال ابن عباس رضي الله عنه: إِنَّ هَذَا الْحَيَّ مِنْ قُرَيْشٍ وَمَنْ دَانَ دِينَهُمْ، كَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ العُمْرَةَ فِي أَشْهُرِ الحَجِّ مِنْ أَفْجَرِ الفُجُورِ فِي الأَرْضِ، فَكَانُوا يُحَرِّمُونَ الْعُمْرَةَ حَتَّى يَنْسَلِخَ ذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ، وَيَجْعَلُونَ المُحَرَّمَ صَفَرًا، وَيَقُولُونَ: إِذَا بَرَا الدَّبَرْ، وَعَفَا الأَثَرْ، وَانْسَلَخَ صَفَرْ، حَلَّتِ العُمْرَةُ لِمَنِ اعْتَمَرْ.

والصحابة قبل حجة الوداع ما كانوا يعرفون تفاصيل الحج المشروعة في الإسلام، فكانوا على سجيتهم في طريقة حجهم في الجاهلية، فَلَمْ ((يَكُنْ تَمَتُّعٌ وَلَا قِرَانٌ فِي شَيْءٍ مِنْ حَجِّ الْجَاهِلِيَّةِ، وَإِنَّمَا كَانُوا عَلَى الْإِفْرَادِ، وَكَانُوا يَرَوْنَ الْعُمْرَةَ فِي أَشْهُرِ الْحَجِّ مِنْ أَفْجَرِ الْفُجُورِ)) ، لذلك قالت أُمّنا عَائِشَة رَضِي اللَّه عَنْهَا: خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَلا نُرَى إِلاَّ أَنَّهُ الْحَجُّ. وفي رواية أخرى قالت: لا نَنْوِي إِلا الْحَجَّ.

وصلت قافلة الحج إلى ذي الحليفة - ميقات أهل المدينة - قبيل صلاة العصر، وتوقفت ليستعد الناس للإحرام.
نكمل غدًا إن شاء الله.

وكتبه
د. عادل حسن يوسف الحمد