سًيًدِتّيً
3.55K subscribers
8.97K photos
366 videos
82 files
1.09K links
قناة سيدتي كل ما يهم المرأة
كل مايهم المرأة العصرية والفتاة العربية .
@Sayidati
Download Telegram
إذا اعترفت المرأة قولاً وعملاً بقوامة زوجها، فإنه سيتحوّل إلى شخص آخر لين ولطيف، لأن الزوج الذي تُشعره زوجته بقوامته وبأنها لن تخرج عن رأيه في النهاية لن يتحوّل قلبه تجاهها ولن يراها ثقيلة عليه أو يكون هو ثقيلاً عليها، فلقد وجد حقوقه كما يُحب فأعطاها خيراً مما تُحب.

أما الزوج الذي يشعر باختطاف قوامته أو محاولة سلبها منه أو التقليل من عقله وفرض الأمر الواقع عليه بالضغط المتتالي فإنه يقاوم ذلك بالتمسّك الزائد بآرائه حتى ولو ظهر عدم صوابها!
ويتحوّل البيت إلى حلبة من الصراع لا تنتهي بفوز أحدهما وإنما بخسارتهما جميعاً.

أمّا الزوج الذي لا يقاوم ذلك، واستسلم للأمر الواقع فلقد تحوّلت علاقته بزوجته إلى شكل اجتماعي أمام الناس، لكنها خاوية من معاني وقيم البيت السوى، لأن الميزان اختل ومالت الكفّة في غير الاتجاه الصحيح.

والزوج الذي يتعسَّف في استخدام قوامته، ويحولها كسيف مسلَّط على رقبة زوجته قهراً منه لها، فإنه سيحوّل بيته إلى مقبرة للمشاعر ومن ثمَّ يصبح بيتاً لا روح فيه، وتصبح الهموم والأحزان هي الطائر الوحيد الذي يحوم حول البيت، وبالتالي تتحوّل الأسرة إلى شيء ثقيل على نفوس الزوجة والأولاد وفي هذا خطر عظيم.

محمد سعد الأزهري


@usraaman
🟪 سوء الفهم "مش سوء الظن" دا شيء عادي في حياتك الأسرية، فلما يحصل متقفش عنده ولكن وضّحه دون ملامة وعتاب لإنه ممكن يكون شيء متكرر في حياتك.

🟪 التَّشاحن دا شيء عادي في حياتك الأسرية، موقف في التاني في التالت وهتلاقي الدنيا فجأة بقت صعبة، والأمر هيعدي بفضل الله، فبلاش ترجعله تاني بالليل أو تاني يوم، واشتغل بنظام اللي فات مات.

🟪 في كل الأحوال انت تقدر تجرح اللي قدامك، لكن الجروح الزوجية بتبقى صعبة جداً، فالكلمة اللي هتقدر تغيظ بيها الطرف التاني امسك لسانك عنها حتى ولو هتتعب نفسياً، لإن تعبك النفسي سيزول سريعاً لإنه مؤقت، أما الكسر فسيحتاج لوقت طويل حتى يلئتم وقد لا يلتئم!

🟪 الإهانة مفيش أسهل منها، لكن الأخلاق مفيش أحسن منها، فعوّد نفسك تكون أحسن حاجة، لإن المعدن الأصيل بيفضل بخيره لنهاية العمر.

محمد سعد الأزهري


@usraaman
لا تتسرّع في الطلاق، ولا تجعل حياتك مسرحاً للآخرين، ولا تبني على الطين، ولا تزرع في فوق الصخور، ولا تنام مخاصماً لمن في البيت، ولا تستيقظ وأنت متذكراً للخصام، واجتهد في تضييق الفجاوات وتقليل الشرّ، وتكثير الخيرات.
هنا ستبدأ حياتك من جديد.

محمد سعد الأزهري


@usraaman
حب الزوج للزوجة بيكون في الغالب احساسه بالامتزاج بينهما في الحاضر والمستقبل ووحدة المصير.

فهو يرى الحب بشكل استراتيجي، بخلاف الزوجة تراه بشكل مشاعري وعاطفي وتعبيري وتلامسي.

وللأسف معظم الأزواج كلما طال بهم الزواج كلما ضعُفَت لديهم المشاعر المُعلنة وزادت لديهم جزئية الامتزاج، يعني يشعر أنه وزوجته كائنين في واحد، هو يبني وهي تمهّد نفسيته للبناء، هو يجري وهي تحضّر له ملابس الجري، هو يحارب الحياة وهي تلمّع له السّيف، فهو يرى الامتزاج من هذه الناحية، وهي ترى أن هذه الرؤيه ينقصها القُبلة والثناء والمدح.

فإذا لم تستشعر استراتيجيته ولم يفهم مشاعريتّها، ابتعدا رغم القُرب، وزادت الفجوة رغم أن الحفرة صُنعت داخلياً، وفرّقت الأيام بينهما رغم أن هذه الأيام كانا يعملان من أجل اجتماعهما في المستقبل سوياً!

فانتبها يرحمكم الله.

محمد سعد الأزهري
🔎 🌍
نشاهد فيمن حولنا مَن
تأثَّروا
بالرُّوحانية وممارسات
الطاقة، فتغيرت حياتهم
وطرق تعاملهم مع من
حولهم…


فما سبب تأثرهم، وكيف
يكون التعامل معهم؟
وهل هم على درجة واحدة؟
وما فقه نصيحتهم، وإنكار
ما يقعون فيه من المنكر؟

عن هذا وأكثر… نلتقي بكم
في بث قناة البيضاء -تليجرام

مع الدكتورة:
🎙 | هيفاء بنت ناصر الرشيد
الأستاذ المشارك في
العقيدة والمذاهب
المعاصرة.


🗓 | الثلاثاء
13 / 11 / 1445 هـ

🔜 | 8:00 م بإذن الله

🤍 | بث قناة البيضاء:
https://t.me/albaydha
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
#إرهاب #أكاديميا #أمومة #أنثى #تناقض #حرية #رجولة #زواج_مبكر #صناعة_لعب #قوامة

خبر يتصدر وسائل إعلام أمريكية ثم عالمية

لاعب كرة قدم أمريكي / معروف بتدينه الكاثوليكي وحرصه على البيت والزوجية والأبوية لابنيه / كل هذا وهو لا يتجاوز 28 سنة / في حفل تخريج جامعي سابق = أوصى الطلاب الجامعيين بالزواج المبكر والأبوة

قدم خطابا في حفل تخريج جامعي منذ أيام / أشاد فيه بدور الأنثى كزوجة وأم / وغصّ بما يشبه البكاء عند شكره لزوجته / وكانت العبارة الأبرز عندما قال إن من أهم أدوار الأنثى أن تكون = صانعة بيت Home-Maker

كما نقد حقّ الإجهاض والتلقيح الاصطناعي والجندر والشذوذ والتحول الجنسي والقتل الرحيم وغيرها من مفاهيم / وألمح بما يعدّ نقدا لمغنية أمريكية على علاقة غير شرعية بلاعب آخر.

وكما هو متوقّع = ثارت ثائرة كثيرين ضدّه / وعدّه كثيرون عنصريا ومعاديا للنسوية وللمثليين والمتحولين جنسيا / بل بلغ الأمر حد إعلان اتحاد كرة القدم أنهم لا علاقة لهم بتصريحه / كما عبّرت قيادة المدينة عن تحفظها على ما قاله وأنه لا يسكن فيها وإنما يسكن قريبا منها :)

وهذا رابط خبر ما أثاره خطابه للطالبات الجامعيات

.
قِصَّة أمِّ المؤمنين عائشة رَضِيَ اللهُ عَنْهَا في حجَّة الوداع (1)

الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فالحج بالنسبة للمرأة همُّ كبير، لكثرة العوارض التي تعتريها وتؤثر على أدائها للنسك، أو لاختيارها لزمن أدائه؛ فمن قضية المحرم وتوفره في وقتها المناسب، إلى قضية الطهر ومناسبة وقته لأيام النسك، إلى الحمل بعد الزواج وثقله، إلى الأطفال الصغار الذين يصعب عليها تركهم لأداء النسك، إلى غير ذلك من العوارض.
ثم إذا حجت، قد تتأثر نفسيتها بمؤثرات مختلفة، تترك بصماتها على حجها؛ فمن خشية نزول الدورة الشهرية قبل وقتها، إلى مفاجأتها بنزولها قبل وقتها، إلى التعب والإرهاق من أداء المناسك، إلى الضعف العام في جسدها، إلى أن تنتهي أيام الحج، فتفرح بأدائها للنسك، وشوقها لإعادته مرة ثانية، وكأنها لم تمر بتعب قط.
إن أجمل قصة مرت بها امرأة في الحج، هي قصة أُمّنا عَائِشَة رَضِي اللَّه عَنْهَا في حجة الوداع؛ جمالها في شخصيات وتفاصيل القصة، وفي زمن القصة، وفي أرقى تعامل بين زوجين في الحياة؛ نبينا محمد صلى الله عليه وسلم مع أحب الناس إليه، وفي الحلول التي طرحها النبي الرؤوف الرحيم للصعوبات التي مرت بها زوجه الصِّدِيقة بنت الصِّديق.
وتوج هذا الجمال في هذه القصة حوادث أخرى وقعت لأمهات المؤمنين، ولصحابيات تشرفن برؤية وجه نبينا الكريم، وصحبنه في حجة الوداع.
وفي هذه القصة عبر ودروس تجمل حياة كل امرأة تأخذ بها في حياتها، وتستنير بها في طريقها.
وفي هذه القصة تسلية لكل امرأة تمر ببعض ما مرت به أُمّنا عَائِشَة رَضِي اللَّه عَنْهَا، أو مرت به بعض أمهات المؤمنين.
وهي قصة تحتاجها كل امرأة مُقبلة على الحج، لتتأسى بالنساء الصالحات، والقدوات الجليلات، اللاتي تربين على يد أفضل المربين نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم، وعشن في أفضل زمان يُتقدى بأهله في هذه الأمة.
جمع القصة ومنهج كتابتها:
من جميل قصة أُمّنا عَائِشَة رَضِي اللَّه عَنْهَا أن لها روايات كثيرة متناثرة، وهذا يسهل معرفة تفاصيل القصة، ولكن لابد من جمع كل هذه الروايات حتى أستطيع فهم جوانب القصة.
وهذه طريقة علماء الحديث، فإنهم يجمعون الروايات كلها لتكتمل عندهم صورة المسألة قبل استنباط الحكم. ومن أمثلة ذلك ما رواه البخاري في صحيحه في (كتاب الحج / باب إذا حاضت المرأة بعد ما أفاضت)، قال: حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، أَنَّ أَهْلَ المَدِينَةِ سَأَلُوا ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ امْرَأَةٍ طَافَتْ ثُمَّ حَاضَتْ، قَالَ لَهُمْ: تَنْفِرُ، قَالُوا: لاَ نَأْخُذُ بِقَوْلِكَ وَنَدَعُ قَوْلَ زَيْدٍ قَالَ: إِذَا قَدِمْتُمُ المَدِينَةَ فَسَلُوا، فَقَدِمُوا المَدِينَةَ، فَسَأَلُوا، فَكَانَ فِيمَنْ سَأَلُوا أُمُّ سُلَيْمٍ، فَذَكَرَتْ حَدِيثَ صَفِيَّةَ. رَوَاهُ خَالِدٌ، وَقَتَادَةُ، عَنْ عِكْرِمَةَ.
علق ابن حجر على هذه الرواية بقوله: ((وَلَقَدِ اخْتَصَرَ الْبُخَارِيُّ حَدِيثَ عِكْرِمَةَ جِدًّا، وَلَوْلَا تَخْرِيجُ هَذِهِ الطُّرُقِ لَمَا ظَهَرَ الْمُرَادُ مِنْهُ، فَلِلَّهِ الْحَمْدُ عَلَى مَا أَنْعَمَ بِهِ وَتَفَضَّلَ)). (فتح الباري 3/588.)
يقول ابن حجر هذه العبارة بعد أن جمع روايات الحديث التي تبين تفاصيل كثيرة للقصة الواقعة بين ابن عباس وزيد ابن ثابت رضي الله عنهما في موضوع طواف الوداع للحائض.
وعلى هذا المنهاج سرت في كتابة القصة.
وقد قسمت كتابة القصة إلى قسمين:
الأول: ذكرت فيه حجة عائشة رضي الله عنها على شكل قصة، وأشير لكل فقرة في الهامش إلى مصدرها من الأحاديث بذكر رقم الحديث.
الثاني: ذكرت فيه الأحاديث الواردة في القصة مخرجة بطريقة مفصلة بحسب الرواة، وبحسب من رواها من علماء الحديث في كتبهم. ورقمتها ليسهل الإحالة عليها في ثنايا القصة.
وفي هذه السلسلة اليومية سأنشر القسم الأول فقط، وأما القسم الثاني فسأنشره مع طباعة الكتاب، والذي أرجو أن يكون قريبا.
وقد كنت فرغت من كتابة هذه القصة في السادس من ربيع الآخر عام 1441ه
والله أسأل أن يتقبلها مني، وأن يجعلها في ميزان حسناتي، وأن ينفع بها كل من قرأها. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
نكمل غدًا إن شاء الله.

وكتبه
د. عادل حسن يوسف الحمد
قصة عائشة في حجة الوداع (2)
تعظيم شعائر الله

بدأت رحلة الحج بتعظيم الشعائر ومخالفة أهل الجاهلية:
في السنة العاشرة من الهجرة أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يؤذن في الناس بالخروج لحجة الوداع، ليتهيأ الناس للخروج مع النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الحجة العظيمة؛ حجة الوداع. قال تعالى: ﴿وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (27) لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ (28) ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ﴾ [الحج: 27 - 29].

ولا شك أن هذه فرصة عظيمة لأداء مناسك الحج مع النبي صلى الله عليه وسلم ، والنهل من هديه وسنته في هذه الرحلة العظيمة، لذلك حرص الصحابة والصحابيات رضوان الله عليهم أجمعين على شهود حجة الوداع مع النبي صلى الله عليه وسلم . قال جابر بن عبدالله رضي الله عنهما: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَكَثَ تِسْعَ سِنِينَ لَمْ يَحُجَّ، ثُمَّ أَذَّنَ فِي النَّاسِ فِي الْعَاشِرَةِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَاجٌّ، فَقَدِمَ الْمَدِينَةَ بَشَرٌ كَثِيرٌ، كُلُّهُمْ يَلْتَمِسُ أَنْ يَأْتَمَّ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، وَيَعْمَلَ مِثْلَ عَمَلِهِ.

ومن نماذج حرص الصحابيات على حضور حجة الوداع ما وقع من ضباعة بنت الزبير بن عبدالمطلب رضي الله عنها ابنة عم النبي صلى الله عليه وسلم ، فإنها كانت وقت الحج مريضة وتخشى أنها لا تستطيع أداء المناسك، فتوجهت إلى بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم تجده، فلما علم النبي صلى الله عليه وسلم بمجيئها إلى بيته ولم تجده توجه إلى بيتها، فلما دخل عليها قال لها: ((لَعَلَّكِ أَرَدْتِ الْحَجَّ؟)) قَالَتْ: وَاللَّهِ لا أَجِدُنِي إِلا وَجِعَةً. إِنِّي امْرَأَةٌ ثَقِيلَةٌ، وَإِنِّي أُرِيدُ الْحَجَّ ، وأَنَا امْرَأَةٌ سَقِيمَةٌ، وَأَنَا أَخَافُ الْحَبْسَ ،فَمَا تَأْمُرُنِي؟ قَالَ: ((أَهِلِّي بِالْحَجِّ، وَاشْتَرِطِي أَنَّ مَحِلِّي حَيْثُ تَحْبِسُنِي)) ، فعلمها النبي صلى الله عليه وسلم كيف تتصرف في هذه الحالة من المرض، والخوف من عدم القدرة على إتمام النسك، مع الرغبة في الحج. وكان من رحمة الله بها أنها أدركت الحج كاملًا.
فإن كنتِ يا أختي الحاجَّة تشتكين من المرض، وتخافين أن تُحبسي فلا تستطيعي إتمام الحج، فلك في قصة ضباعة بنت الزبير أسوة ومخرج.

ولما حان الموعد الذي حدده النبي صلى الله عليه وسلم للحج، تحركت قافلة الحج العظيمة بعد صلاة الظهر، بقيادة النبي صلى الله عليه وسلم ((لِخَمْس لَيَالٍ بَقِينَ مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ)) ، كما أخبرتنا أُمّنا عائشة رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، أي في يوم السبت الرابع أو الخامس والعشرين من ذي القعدة. وإنما جزمت أُمّنا عائشة رَضِيَ اللهُ عَنْهَا بعدد الليالي الباقية من شهر ذي القعدة ((لأنها حدثت بذلك بعد أن انقضى الشهر)).

((وخروجه صلى الله عليه وسلم آخر الشهر بخلاف أفعال الجاهلية في استقبالهم أوائل الشهور في الأعمال وتوجيههم ذلك وتجنبهم غيره من أجل نقصان العمر، فبعث الله نبيه ينسخ ذَلِكَ كله، ولم يراع نقص شهر ولا ابتداءه، ولا محاق القمر ولا كماله، فخرج في أسفاره على حسب ما يتهيأ له، ولم يلتفت إلى أباطيلهم ولا ظنونهم الكاذبة، وردَّ أمره إلى الله تعالى، ولم يشرك معه غيره في فعله، فأيده ونصره)).
هذه المخالفة لأمر الجاهلية سنراها في كل تفاصيل أعمال الحج، فهي أمر مقصود في هذا النسك العظيم.

وتحركت قافلة حجة الوداع وهي مصحوبة بمشاعر التعظيم لهذا النسك العظيم، ولأيامه، وأحواله المرتبطة بالحجاج، تقول أُمّنا عَائِشَة رَضِي اللَّه عَنْهَا: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي أَشْهُرِ الْحَجِّ وَلَيَالِي الْحَجِّ وَحُرُمِ الْحَجِّ. ((أَيْ أَزْمِنَتُهُ وَأَمْكِنَتُهُ وَحَالَاتُهُ)).
وهكذا أختي الحاجَّة ينبغي أن يكون خروجكِ للحج فيه تعظيم لهذا النسك العظيم، وكل ما يحيط به من الأمور المتعلقة به، كأشهر الحج؛ شوال، وذي القعدة، وذي الحجة. وهي متداخلة مع الأشهر الحرم التي حرمها الله عز وجل يوم خلق السموات والأرض، وأمرنا بتعظيمها واحترامها، فقال سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ﴾ [التوبة: 36].

ومن تعظيمكِ لهذا النسك تعظيم حرمات الله في نفسكِ، فتجتنبين معاصي الله،
وتعظمين في نفسكِ الوقوع فيها وارتكابها؛ فإن الذي أمركِ بالطاعة ووعدكِ بالثوابِ عليها، هو الذي نهاكِ عن المعصية ورتب العقاب عليها، قال تعالى: ﴿ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ (30) حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ (31) ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ (32) لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ﴾ [الحج: 30 - 33].

ومن تعظيمكِ لأيام الحج وأشهر الحج والأشهر الحرم الامتثال لقول الله تعالى: ﴿الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَاأُولِي الْأَلْبَابِ﴾ [البقرة: 197]، وهذا يعني أنكِ تضبطين تصرفاتكِ وأقوالكِ ومناقشاتكِ بما يرضي الله عز وجل. فخروجكِ للحج على غير الصفة التي أجازها الله لكِ يعد انتهاكًا لحرمة هذه الأيام المباركة، وانتهاكًا لحرمات هذا النسك العظيم؛ كالسفر بدون محرم، ولبس الملابس التي تفصل البدن، والتعطر، ونحو ذلك.

لا نريد أفعال أهل الجاهلية في الحج:
كان العرب في الجاهلية لهم معتقد معين في مناسك الحج، فقد كانوا يحرّمون العمرة في أشهر الحج، ويرونه من أفجر الفجور. قال ابن عباس رضي الله عنه: إِنَّ هَذَا الْحَيَّ مِنْ قُرَيْشٍ وَمَنْ دَانَ دِينَهُمْ، كَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ العُمْرَةَ فِي أَشْهُرِ الحَجِّ مِنْ أَفْجَرِ الفُجُورِ فِي الأَرْضِ، فَكَانُوا يُحَرِّمُونَ الْعُمْرَةَ حَتَّى يَنْسَلِخَ ذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ، وَيَجْعَلُونَ المُحَرَّمَ صَفَرًا، وَيَقُولُونَ: إِذَا بَرَا الدَّبَرْ، وَعَفَا الأَثَرْ، وَانْسَلَخَ صَفَرْ، حَلَّتِ العُمْرَةُ لِمَنِ اعْتَمَرْ.

والصحابة قبل حجة الوداع ما كانوا يعرفون تفاصيل الحج المشروعة في الإسلام، فكانوا على سجيتهم في طريقة حجهم في الجاهلية، فَلَمْ ((يَكُنْ تَمَتُّعٌ وَلَا قِرَانٌ فِي شَيْءٍ مِنْ حَجِّ الْجَاهِلِيَّةِ، وَإِنَّمَا كَانُوا عَلَى الْإِفْرَادِ، وَكَانُوا يَرَوْنَ الْعُمْرَةَ فِي أَشْهُرِ الْحَجِّ مِنْ أَفْجَرِ الْفُجُورِ)) ، لذلك قالت أُمّنا عَائِشَة رَضِي اللَّه عَنْهَا: خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَلا نُرَى إِلاَّ أَنَّهُ الْحَجُّ. وفي رواية أخرى قالت: لا نَنْوِي إِلا الْحَجَّ.

وصلت قافلة الحج إلى ذي الحليفة - ميقات أهل المدينة - قبيل صلاة العصر، وتوقفت ليستعد الناس للإحرام.
نكمل غدًا إن شاء الله.

وكتبه
د. عادل حسن يوسف الحمد
‏اِحْذري خرَّابات البيوت!

في الأسبوع الماضي، كتبتْ "بيترونيلا وايت" مقالةً هزَّتْ فيه أرجاء أوروبا!
فالكاتبة البريطانيّة التي سخّرتْ حياتها لنشر سموم أفكار النَّسوية، قد استفاقتْ أخيراً، ولاتَ حين مندم، لم يعُدْ بإمكانها إصلاح ما أفسدته من حياتها، ولكنّها أرادتْ أن لا تشرب الأخريات من الكأس التي شربتْ هي منه، وهذا تصرّف محترم، لأن الاعتراف بالخطأ خيرٌ من الاستمرار عليه حين يتبيّن أنه خطأ!

أهم الجمل التي لفتتْ نظري في مقالة بيترونيلا وايت :
- أنا عازبة وبلا أطفال ووحيدة لقد خذلتني الحركة النسوية وخذلت جيلي كله!
- ألتقي مع صديقاتي، جميعنا في منتصف الخمسينات من عمرنا، عاملات ومتعلمات تعليمًا مرموقًا، ولكن هناك فراغ في حياتنا فكلنا عازبات وليس لدينا أطفال!
- أشعر بشكل متزايد كما تشعر صديقاتي المقربات أن الحركة النسوية قد خذلت جيلنا، وأنّ الفلسفة النسوية قد أصبحت ضارة!
- الحركة النسوية علمتنا أن الأنثى التقليدية هي صورة نمطية اخترعها الرجال لإبقائنا تحت سيطرتهم وبناءً على ذلك كنت معاديةً للرجال إلى حد إبعادهم والآن ها أنا أدفع ثمن ذلك!
- فات الوقت بالنسبة لي ولصديقاتي ولكن لا ينبغي لنا أن نسمح للحركة النسائية بأن تدمر حياة الأجيال القادمة أيضاً!

اِحذري خرّابات البيوت:
سيقُلنَ لكِ لا فرقَ بينكِ وبين الرّجلِ، زاحميه وتفوّقي عليه، وسصورنَ لكِ الحياة معركةً معه، وسيُحوّلنه في عينيكِ من حبيب مفترض إلى عدو حقيقي!
وأنتِ في فطرتكِ تعرفين أنكِ لا تُشبهينه ولا يُشبهكِ، وأنكِ ولدتِ لتكوني معه ويكون معكِ، ولتكملي به ما ينقُصكِ، ويكملُ بكِ ما ينقصه!
وأنكِ يجب أن تمسكي يده بدل أن تُلاكميه، فإنكِ قد خُلقتِ منه، فإنكِ بعضه وهو كلُّكِ، وأن لا سعادة للمرأة إلا في كنف رجل يُحبُّها ويخافُ الله فيها!

سيقُلنَ لكِ تمرّدي، هذا المجتمع يحاولُ السيطرة عليكِ، وستخوضين معركةً تستنزفُ عمركِ كلّه، ثم ستكتشفين بعد ضياع العمر أنكِ كنتِ تُحاربين عدواً موهوماً اخترعوه لكِ تماماً كما صارع دون كيشوت طواحين الهواء!
جهد مبذول في غير مكانه كلّفكِ أن تخسري العائلة والسَّكينة شابةً، وأن تمضي آخر عمركِ وحيدة في بيتٍ مع حيوان أليف!
قتلوا فطرتكِ في أن تُقدّمي الرّعاية والحُبّ، فعوضتها في قطة وكلب!

سيقُلنَ لكِ: جسدكِ ملككِ، امنحيه من شئتِ، وامنعيه من شئتِ!
ثم ستكتشفين بعد ضياع العمر أنكِ كنتِ في هذه الحياة عابرة سرير!
وأنَّ الإنسان حين يتقدّمُ به العمر يشعرُ بالصقيع وحده، صقيع ترتجفُ منه الروح مهما حاول إنكاره!
وأنّ الأخريات السّويات لديهنَّ عائلات، وأزواج، وأحفاد، وأنتِ لا أحد في حياتكِ لتحبيه ويُحبُّكِ!
وستكون أغلى أمنياتك التي ستتحسرين عليها دفء حبيب وأمان عائلة!

سيقُلنَ لكِ: لقد أهانوا المرأة وظلموها!
نعم أهانَ الغربُ المرأة وظلمها!
أهانها في جسدها إذ جعله سلعة، حتى مع دعاية زيت السيارات يجب أن تكون هناك امرأة شبه عارية!
وظلمها حين حمّلها ما لم تُخلقَ لتحمله، فزجّها في سوق العمل، فصارت حياتها كلها سباقاً، وتحوّلت من بانية أجيال سويّة إلى آلة انتاج!
ولكن أنتِ من الذي ظلمكِ؟!
فإن كان ثمة رجالٌ ظلموا النساء عندنا، فلأنهم لم يفهموا الرجولة، كما لم تفهمي أنتِ الأنوثة، وكان واجبكِ أن تتزوجي، وتنجبي وتُصححي المفاهيم!
انظري إلى الأُسر السّوية في مجتمعاتنا وهي والحمدُ لله كثيرة!
الأمُ توضعُ على الرأس كأنها ملكة الزّمان، لأنّ تحت قدميها الجنّة!
والزّوجة تُكرمُ وتُصان وتُدلل، لأن خير الرّجال خيرهم لنسائهم!
والبنتُ يُخشى عليها من نسمة الهواء، ويُقال للصبيّ لا لشيء يريده، أما البنت فكأنها أميرة البيت، لأنهن المؤنسات الغاليات!
والعمة والخالة والقريبة هي رحم موصولة معلقة بالعرش!
أنتِ من دينٍ كانت تُحرّك فيه الجيوش لأجل عرض امرأة واحدة، فكيف أقنعوكِ أنكِ لستِ غالية!

أدهم شرقاوي
قصة أمنا عائشة في حجة الوداع (3)
رِعايةُ عائشةَ للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم في الحجِّ

السفر لم يمنع عائشة من رعاية النبي صلى الله عليه وسلم :
وفي الميقات صلَّت أُمُّنا عَائِشَةُ رَضِي اللَّه عَنْهَا صلاة العصر قصرًا، والمغرب، والعشاء قصرًا، وفجر اليوم التالي، وبعد صلاة الظهر تحرَّكت قافلة الحجِّ إلى مكة.
وفي فترة بقاء أُمِّنا عَائِشَةَ رَضِي اللَّه عَنْهَا في الميقات كانت تقوم على رعاية النبيِّ صلى الله عليه وسلم من كلِّ وجه، حتى أنها كانت تُطَيِّبه ليطوف على نسائه قبل إحرامه، تقول أُمُّنا عَائِشَة رَضِي اللَّه عَنْهَا: طَيَّبْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَطَافَ فِى نِسَائِهِ ثُمَّ أَصْبَحَ مُحْرِمًا.
وهذا الطيب لم يعلم به الصحابة لولا تحديث أُمِّنا عَائِشَة رَضِي اللَّه عَنْهَا به، لأنه شأن داخلي في البيت، فعله النبيُّ صلى الله عليه وسلم قبل معاشرته لزوجاته بالليل، وهذا من حسن عشرته صلى الله عليه وسلم لزوجاته. وإذا كان هذا فعل النبيِّ صلى الله عليه وسلم وهو رجل، فتطيُّب المرأة لمثل هذا من باب أولى، ولذلك ذكر العلماء ((أَنَّ السُّنَّةَ اتِّخَاذُ الطِّيبِ لِلرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ عِنْدَ الْجِمَاعِ)). (فتح الباري 1/381)
وهذه المعاشرة بين الزوجين قبل الإحرام لا تُخِّل بمشاعر الحجِّ، ولا تمنع منه، بل هي جزء من تفريغ النفس عن احتياجها الفطري قبل الدخول في النُّسك، حتى لا تنشغل النفس به في النُّسك، أو تضعف فتقع في المحظور.
ولا يُعاب على المرأة في الحجِّ تزيُّنُها لزوجها ليلة الإحرام وتطيُّبُها ليعاشرها، فإن لها أسوةً بأمهات المؤمنين رضي الله عنهنَّ.

وفي صباح اليوم التالي طيَّبت أُمُّنا عَائِشَة رَضِي اللَّه عَنْهَا النبيَّ صلى الله عليه وسلم بيدها ليُحرمَ بالحجِّ؛ قالت أُمُّنا عَائِشَة رَضِي اللَّه عَنْهَا: طَيَّبْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، عِنْدَ إِحْرَامِهِ حِينَ أَرَادَ أَنْ يُحْرِمَ.
وكانت أُمُّنا عَائِشَة رَضِي اللَّه عَنْهَا تختارُ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم أفضلَ ما تجد من الطِّيب، كما قالت رضي الله عنها: كُنْتُ أُطَيِّبُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِأَطْيَبِ مَا أَقْدِرُ عَلَيْهِ قَبْلَ أَنْ يُحْرِمَ، ثُمَّ يُحْرِمُ.
وكانت أُمُّنا عَائِشَة رَضِي اللَّه عَنْهَا تفتخر بأنها طيَّبتِ النبيَّ صلى الله عليه وسلم بيدها فتقول: طَيَّبْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدَيَّ هَاتَيْنِ حِينَ أَحْرَمَ.
وكلُّ هذا يدلُّ على شِدَّة عناية أُمِّنا عَائِشَةَ رَضِي اللَّه عَنْهَا بالنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم في حال سفره، وعنايتها بمظهره ورائحته.
وفي هذا تنبيهٌ لكِ أختي الحاجَّة، أن تعتني بزوجكِ إن كان معكِ في الحجِّ بمثل ما اعتنت أُمُّنا عَائِشَة رَضِي اللَّه عَنْهَا بالنبيِّ صلى الله عليه وسلم ، ولا يمنعكِ السفرُ للحجِّ من ذلك.

التطيُّب للإحرام:
وفي الميقات كانت أُمُّنا عَائِشَة رَضِي اللَّه عَنْهَا تتطيَّب للإحرام فتضع الطِّيب على جبهتها، ويبقى أثر هذا الطِّيب بعد الإحرام، تقول أُمُّنا عَائِشَة رَضِي اللَّه عَنْهَا: كُنَّا نَخْرُجُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَى مَكَّةَ، فَنُضَمِّدُ جِبَاهَنَا بِالسُّكِّ الْمُطَيَّبِ عِنْدَ الإِحْرَامِ، فَإِذَا عَرِقَتْ إِحْدَانَا سَالَ عَلَى وَجْهِهَا، فَيَرَاهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَلا يَنْهَاهَا.
وإنما كانت أُمُّنا عَائِشَة رَضِي اللَّه عَنْهَا تضع الطِّيب عند إحرامها، لأنه ((يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْأَةِ مَا يُسْتَحَبُّ لِلرَّجُلِ؛ مِنْ الْغُسْلِ عِنْدَ الْإِحْرَامِ، وَالتَّطَيُّبِ، وَالتَّنَظُّفِ)). (المغنى 3/303)
ولم يكن هذا فعل أُمِّنا عَائِشَة رَضِي اللَّه عَنْهَا فقط، بل كان هذا فعل جميع زوجات النبيِّ صلى الله عليه وسلم كما أخبرتنا بذلك أُمُّنا عَائِشَة رَضِي اللَّه عَنْهَا، حيث ذكرت: ((أَنَّهُنَّ كُنَّ يَخْرُجْنَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، عَلَيْهِنَّ الضِّمَادُ، قَدِ اضْطَمَدْنَ قَبْلَ أَنْ يُحْرِمْنَ، ثُمَّ يَغْتَسِلْنَ وَهُوَ عَلَيْهِنَّ، يَعْرَقْنَ وَيَغْتَسِلْنَ لَا يَنْهَاهُنَّ عَنْهُ)).
وهذا الطِّيب الذي تتحدَّث عنه أُمُّنا عَائِشَة رَضِي اللَّه عَنْهَا هو عبارة عن مجموعة مواد تُطحن أو تُدقُّ وتُخلط بنوع من الزيوت، ثم تُحوَّل كالعجينة، ثم تُجفَّف، أو تُستخدم وهي عجينة، والغالب أنَّ أُمَّنا عَائِشَة رَضِي اللَّه عَنْهَا كانت تستخدمها وهي عجينة، ولذلك كانت تضعها على جبهتها كما يوضع الضماد على الرأس.
وهذا الطيب يشبه اليوم ما تضعه المرأة على وجهها من مواد عصرية، فهو طيب تتجمل به، ولكنه لا رائحة له يَشمُّها الرجال منها.
ودلَّ فعلُ أُمِّنا عَائِشَة رَضِي اللَّه عَنْهَا على جواز وضع المرأة لهذا النوع من الطيب أو الزينة، واستدامة ذلك بعد الإحرام، أي يبقى على جسدها أو وجهها بعد الإحرام ولا تلزم بإزالته؛ لأن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يَراهنَّ ولم ينكرْ عليهنَّ، بل سكت عنهنَّ، وسكوته دليل الجواز.
وفي هذا تنبيهٌ للمرأة في الحجِّ بألا تنكر على من تتزين للإحرام بزينة لا يراها الرجال، مادامت هذه الزينة وهذا الطيب مما لا رائحة له يشمُّه الرجال.

أسماء بنت عميس تلد في الميقات:
وفي أثناء وقوف قافلة الحج في ميقات ذي الحليفة ولدت أسماء بنت عميس رضي الله عنها بمحمد بن أبي بكر، فطلبت من زوجها أبي بكر الصديق رضي الله عنه أن يستفتي لها النبي صلى الله عليه وسلم ، قال جابر بن عبدالله رضي الله عنهما: فَخَرَجْنَا مَعَهُ حَتَّى أَتَيْنَا ذَا الْحُلَيْفَةِ، فَوَلَدَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ، فَأَرْسَلَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، كَيْفَ أَصْنَعُ؟ قَالَ: ((اغْتَسِلِي وَاسْتَثْفِرِي بِثَوْبٍ وَأَحْرِمِي)). أي اجْعلي موضعَ خروج الدَّم خرقة أو قطعة قماش تَمنع الدَّم.
فأمرها النبي صلى الله عليه وسلم أن تغتسل للإحرام، ولو كانت نفساء، وكذلك الحائص إذا وصلت الميقات تغتسل للإحرام وتحرم، غير أنها لا تطوف بالبيت ولا تصلي، وتنسك المناسك كلَّها.

نكمل غدًا إن شاء الله.
وكتبه
د. عادل حسن يوسف الحمد
قصة عائشة في حجة الوداع (4)
إهلال عائشة بالعمرة في حجَّة الوداع

أُولى خطوات تغيير أمر الجاهلية في الحجِّ:
قد لا نتصور حجم الصعوبات التي كان يمرُّ بها النبي صلى الله عليه وسلم في تغيير بعض أفعال الجاهلية التي تربَّى عليها الناس، واستقرَّت في نفوسهم، وذلك لأننا نشأنا في الإسلام واستقرَّت تعاليم النبيِّ صلى الله عليه وسلم في نفوس المسلمين، وإن قصرنا في تطبيقها، لكننا نعلم أنها الحقُّ.
والإسلام جاء لهدم الجاهلية من نفوس الناس، وتربية النفوس على عبودية الله وحده لا شريك له، ولو تتبعنا ما ورد في القرآن الكريم من آياتٍ وأحكام نزلت لإبطال أمر الجاهلية لوجدنا الشيء الكثير.
ولم يكن تغيير مسائل الجاهلية وتصوراتها بمستوى واحد، فبعضها أصعب من بعض. وبتتبُّع سيرة النبيِّ صلى الله عليه وسلم نجد أن مسائل وعقائد الجاهلية الكبيرة التي استقرَّت في نفوس الناس واعتبروها دينًا، واعتبروا انتهاكها ومخالفتها من كبائر الأمور- نجد أن الله وَكَلَ أمرَ تغييرها إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم في حياته الخاصَّة أولًا، ثم يتبعه الناس؛ مثل إلغاء التبنِّي، وتزوُّج مُطلَّقة المُتَبنَّى، وهو أشدُّ من التبنِّي، قال تعالى: ﴿وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا﴾ [الأحزاب: 37]

ومن هذه المسائل؛ أداء العمرة مع نسك الحجِّ في سفرة واحدة في أشهر الحجِّ، والتي كان يعدها أهل الجاهلية - من كفَّار العرب المعظِّمين للبيت الحرام - يعدونها من أفجر الفجور. قال ابن عباس رضي الله عنه: إِنَّ هَذَا الْحَيَّ مِنْ قُرَيْشٍ وَمَنْ دَانَ دِينَهُمْ، كَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ العُمْرَةَ فِي أَشْهُرِ الحَجِّ مِنْ أَفْجَرِ الفُجُورِ فِي الأَرْضِ، فَكَانُوا يُحَرِّمُونَ الْعُمْرَةَ حَتَّى يَنْسَلِخَ ذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ، وَيَجْعَلُونَ المُحَرَّمَ صَفَرًا، وَيَقُولُونَ: إِذَا بَرَا الدَّبَرْ، وَعَفَا الأَثَرْ، وَانْسَلَخَ صَفَرْ، حَلَّتِ العُمْرَةُ لِمَنِ اعْتَمَرْ.
وتظهر هذه الصعوبة في تغيير هذا التصوُّر - عند من أسلم من العرب وعاش مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم وتربَّى على يديه - في حديث ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، حيث قَالَ: كَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ العُمْرَةَ فِي أَشْهُرِ الحَجِّ مِنْ أَفْجَرِ الفُجُورِ فِي الأَرْضِ، وَيَجْعَلُونَ المُحَرَّمَ صَفَرًا، وَيَقُولُونَ: إِذَا بَرَا الدَّبَرْ، وَعَفَا الأَثَرْ، وَانْسَلَخَ صَفَرْ، حَلَّتِ العُمْرَةُ لِمَنِ اعْتَمَرْ، قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ صَبِيحَةَ رَابِعَةٍ مُهِلِّينَ بِالحَجِّ، فَأَمَرَهُمْ أَنْ يَجْعَلُوهَا عُمْرَةً، فَتَعَاظَمَ ذَلِكَ عِنْدَهُمْ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَيُّ الحِلِّ؟ قَالَ: ((حِلٌّ كُلُّهُ)). ((فَقَوْلُهُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ الْمُتَّفَقِ عَلَيْهِ: (كَانُوا يَرَوْنَ الْعُمْرَةَ فِي أَشْهُرِ الْحَجِّ مِنْ أَفْجَرِ الْفُجُورِ فِي الْأَرْضِ)، وَتَرْتِيبُهُ بِالْفَاءِ عَلَى ذَلِكَ قَوْلَهُ: (فَأَمَرَهُمْ أَنْ يَجْعَلُوهَا عُمْرَةً)، ظَاهِرٌ كُلَّ الظُّهُورِ فِي أَنَّ السَّبَبَ الْحَامِلَ لَهُ صلى الله عليه وسلم عَلَى أَمْرِهِمْ أَنْ يَجْعَلُوا حَجَّهُمْ عُمْرَةً، هُوَ أَنْ يُزِيلَ مِنْ نُفُوسِهِمْ – بِذَلِكَ - اعْتِقَادَهُمْ أَنَّ الْعُمْرَةَ فِي أَشْهُرِ الْحَجِّ مِنْ أَفْجَرِ الْفُجُورِ فِي الْأَرْضِ)). (أضواء البيان 4/356)
فهذا التعاظم عند الصحابة الذين تربَّوا قبل ذلك على مخالفة أمر الجاهلية في قضايا مختلفة، تُبيِّن لنا صعوبةَ تغيير المألوف عند الناس الذي يعتبرونه دينًا، وعاشوا عليه مدَّة من الزمن، لذلك تدرَّج النبيُّ صلى الله عليه وسلم في طرح الموضوع عليهم.

فكانت البداية بتخيير الصحابة في أنواع النُّسك وهم في ميقات ذي الحليفة، ((وكانوا أوّلاً لا يعرفون إلا الحجَّ، فبيَّن لهم النبي صلى الله عليه وسلم وجوهَ الإحرام، وجوَّز لهم الاعتمار في أشهر الحجِّ)) (إرشاد الساري 3/129)، وترك لهم صلى الله عليه وسلم اتخاذ القرار؛ كلٌّ بحسب إرادته.
وقد استجاب لطلب النبيِّ صلى الله عليه وسلم بعض الصحابة.
تقول أُمّنا عَائِشَة رَضِي اللَّه عَنْهَا: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ مُوَافِينَ لِهِلالِ ذِي الْحِجَّةِ، لا نَرَى إِلاَّ الْحَجَّ، فَلَمَّا كَانَ بِذِي الْحُلَيْفَةِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (( مَنْ أَحَبَّ مِنْكُمْ أَنْ يُهِلَّ بِالْحَجِّ فَلْيُهِلَّ، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُهِلَّ بِعُمْرَةٍ فَلْيُهْلِلْ، وَأَمَّا أَنَا فَأُهِلُّ بِالْحَجِّ فَإِنَّ مَعِي الْهَدْيَ، فَإِنِّي لَوْلا أَنِّي أَهْدَيْتُ لأَهْلَلْتُ بِعُمْرَةٍ))، فَأَهَلَّ بَعْضُهُمْ بِعُمْرَةٍ، وَأَهَلَّ بَعْضُهُمْ بِحَجٍّ، وَكُنْتُ أَنَا مِمَّنْ أَهَلَّ بِعُمْرَةٍ.
ومن جميل قول العلماء في هذه المسألة تعليقًا على حديث ابن عباس في تحريم كفَّار العرب العمرة في أشهر الحجِّ، قولُ ابن حجر العسقلاني رحمه الله: ((هَذَا مِنْ تَحَكُّمَاتِهِمُ الْبَاطِلَةِ الْمَأْخُوذَةِ عَنْ غَيْرِ أَصْلٍ)). (فتح الباري 3/426)
فلا يلزم أن يكون لكلِّ فعل خاطئ من أعمال الحجِّ اليوم أصل يرجع إليه، بل قد يبتكر الناسُ أفعالًا هي أبعد ما تكون عن هدي النبيِّ صلى الله عليه وسلم، ومن هنا تنشأ البدع والانحراف عن السنن.

بل قد تكون المسائل المبتكرة لها مقصدٌ خفيٌّ يصبُّ في مصالح من ابتدعها، وهذا من عجيب ما ذكره أحد العلماء في هذا الموضوع حيث قال: ((إن الناس كانوا لا يعرفون العُمرة في أشهر الحجِّ، بل إن العرب في الجاهلية يرونها من أفجر الفجور، ويقولون: لا يمكن أن تأتي إلى مكة بعمرة وحجٍّ، بل لا بد أن تأتي بعمرة في سفر وحجٍّ في سفر، وهم ينظرون إلى ذلك من ناحية اقتصادية حتى يكثر الزوَّار والحجَّاج، وتكون الأسواق أكثر اشتغالًا)). (شرح حديث جابر بن عبدالله في صفة حجة النبي صلى الله عليه وسلم 93)
وفي هذا تنبيه للنساء في الحجِّ أن يحرصنَ على هدي النبي صلى الله عليه وسلم، ويحذرنَ كلَّ الحذر مما تسرَّب إلى صفة الحجِّ من أفعال الجاهلية القديمة، أو من فعل الناس اليوم مما هو مخالفٌ للسنة النبوية في الحجِّ، وخاصة ما يصدر من إدارة بعض حملات الحجِّ، والتي قد تكون لها مصالح مادية في تغيير مسيرة الحجِّ عن هدي النبي صلى الله عليه وسلم.

أُمُّنا عَائِشَة رَضِي اللَّه عَنْهَا تُهلُّ بالعمرة:
ومما اتَّخذه النبيُّ صلى الله عليه وسلم من خطواتٍ في تغيير أمر الجاهلية في مسألة العمرة في موسم الحج، أنه صلى الله عليه وسلم أمر أُمَّنا عَائِشَة رَضِي اللَّه عَنْهَا بالإهلال بالعمرة. تقول أُمُّنا عَائِشَة رَضِي اللَّه عَنْهَا: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: ((مَنْ أَرَادَ مِنْكُمْ أَنْ يُهِلَّ بِحَجٍّ وَعُمْرَةٍ فَلْيَفْعَلْ، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُهِلَّ بِحَجٍّ فَلْيُهِلَّ، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُهِلَّ بِعُمْرَةٍ فَلْيُهِلَّ)). قَالَتْ عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: فَأَهَلَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِحَجٍّ وَأَهَلَّ بِهِ نَاسٌ مَعَهُ، وَأَهَلَّ نَاسٌ بِالْعُمْرَةِ وَالْحَجِّ، وَأَهَلَّ نَاسٌ بِعُمْرَةٍ، وَكُنْتُ فِيمَنْ أَهَلَّ بِالْعُمْرَةِ.
وكما أخبر عنها جابر بن عبدالله راوي حجَّة النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَقْبَلْنَا مُهِلِّينَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِحَجٍّ مُفْرَدٍ، وَأَقْبَلَتْ عَائِشَة رَضِيَ اللهُ عَنْهَا مُهلَّة بِعُمْرَةٍ.
ولا يُتصور أن أُمَّنا عَائِشَة رَضِي اللَّه عَنْهَا أخذت قرار الإهلال بالعمرة من غير مشورة من النبي صلى الله عليه وسلم. بل المؤكد أنه صلى الله عليه وسلم علَّم أمهاتِ المؤمنين أحكامَ النُّسك وأنواعه، وأمرهنَّ بالإهلال بالعمرة.

ثم انطلقت القافلة إلى مكَّةَ بعدما أَهَلَّ الناس بالنُّسك، رافعين أصواتَهم بالتلبية، معظِّمين لحرماتِ الله ولشعائرِ الله يرجون رحمة الله.
انطلقت القافلة يوم الأحد، واستمرت في المسير إلى يوم الأحد الرابع من ذي الحجة، كما جاء في حديث جابر رضي الله عنه قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَبَّيْنَا بِالحَجِّ، وَقَدِمْنَا مَكَّةَ لِأَرْبَعٍ خَلَوْنَ مِنْ ذِي الحِجَّةِ. فاستغرق الطريق سبعة أيام، لأنهم باتوا ليلة الأحد خارج مكَّة، ودخلوا مع النبي صلى الله عليه وسلم صبيحة الأحد الرابع من ذي الحجة.
نكمل غدًا إن شاء الله.

وكتبه
د. عادل حسن يوسف الحمد