سًيًدِتّيً
3.55K subscribers
8.97K photos
366 videos
82 files
1.1K links
قناة سيدتي كل ما يهم المرأة
كل مايهم المرأة العصرية والفتاة العربية .
@Sayidati
Download Telegram
الأمومة.. إزاحة التصورات الخاطئة

مع الأسف، فإنّ كثيراً من القرّاء حين يرون كلاماً عن #الأمومة يتبادر إلى ذهنهم مباشرةً كمٌّ كبير من الصور الإعلامية التي ألفوها عن الأم “التقليدية” التي غالباً ما تكون في ثوب مهترئ، شعثاء الشعر، تركض وراء طفلٍ وتصرخ على آخر ليهدأ، متعبة طوال الوقت، لا تنام إلا بضع ساعات، وجل اهتمامها هو فيما يلبسه أبناؤها وما يملؤون به بطونهم!.

هي صورة كئيبة لربة البيت التي لا تعرف من التربية إلا تأمين حاجات البقاء عند أبنائها من غذاء ودواء ونوم ونظافة ولا تعرف من الحياة إلا واجبها تجاه أسرتها، ولا تعرف هذا الواجب أيضاً إلا بصفته قائمةً طويلة من المهام المادّيّة المملّة، ولا تقضي الوقت الزائد عن ذلك إلا بتزيين البيت والتجوّل في المحالّ التجارية ولغو الحديث مع الجارات والصاحبات الذي غالباً ما يكون غيبةً للزوج أو نميمة لغيرها من النساء!

إضافة إلى ذلك فقد زرعت الثقافة الشعبية في النساء فكرة تمجيد “التضحية البطولية” التي صارت منوطة بدور الأم المتفانية، تلك التي تعتني بترتيب البيت أكثر من عنايتها بإتمام خشوع الصلاة، وتلك التي تتقن كل فنون الطبخ وتحضير الولائم، ولا تكترث بواجب طلب العلم المفروض عليها، أو إجابة ما يدور في خلدها من شبهات وتساؤلات حول وجودها وهويتها. إنها أم مثالية بنظر مجتمعها لأنها ذات أبناء مهذبين مرتبين على الدوام، بينما هي نفسها جاهلة بالسبب الذي يجعلها تنهك نفسها في سبيل إرضاء كل الناس إلا نفسها التي بين جنبيها والتي هي مناط اختبارها وسبيل نجاتها {قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا} [الشمس: 9-10].

ولنتوقّف أولاً لنقول إنه ينبغي أن نلف هذه الصور النمطية التعيسة والبعيدة كل البعد عما يريده منا خالقنا تبارك وتعالى بكل ما فيها من خداع ومزج بين الحق والباطل في حزمة واحدة ونرميها إلى مقبرة النسيان، وننظّف فكرنا وتصوراتنا عن الأمومة منها، ثم نبني فهمنا لمهام التربية ودور الأم التي جعلها الله أحق الناس بحسن الصحبة كما في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، لأننا إن كنا لم نأت لها العالم بإرادتنا، ولم نخلق أنفسنا ولا اخترنا الزمان ولا المكان الذي ولدنا فيه، فإن العقل يفرض علينا أن نتلقى وظائف وجودنا من خالق الأكوان تبارك وتعالى لتكون الإجابات الصحيحة لدينا حين نُرَد إليه ونسأل عن عمرنا فيم أفنيناه وجسدنا فيمَ أبليناه.

المزيد في جديد مقالات السبيل: "اعتراضات حول الأمومة.. لا نريدك شمعة تحترق لتضيء للآخرين!" بقلم تسنيم راجح
http://bit.ly/3aexWTz
غالبا ما يكون لدى النساء العاملات المهووسات بتحقيق الكيان الموهوم والذات الأسطورية اختلال واضح في مفهوم الأولويات..

وكذلك بعض الأمهات الفارغات اللاتي ما لهن إلا الخروج والفسح والنوم والراحة ..

فلو أُجلست مثل تلك المرأة في منزلها أسبوعا واحدا فقط مع أولادها...
لما كفت عن الشكوى عن فعل الأولاد وضجيجهم وعبثهم بأغراض المنزل وتناثر لعبهم وعلو أصواتهم وإتلافهم للأشياء و....و......و...

ولقالت لك بالحرف: "أنا ما أطيق الجلوس في المنزل" إذ إنها لم تتقن سوى لغة العمل المادي أو لم تعتد حمل المسؤولية.. بعيدة كل البعد عن الثقافة التربوية..

لذا تكون جل قراراتها في العادة الخروج من ذاك السجن المنزلي؛

١) فالأولاد في صغرهم عند الجدة والعم والخالة حتى تستطيع إتمام مشترياتها ومشاريعها وزياراتها.

٢) ولأنها لا تطيق طول المكث معهم تسعى للخروج بهم للشوارع والمولات والنوادي وقد تسجلهم في أي نشاط أو مركز يخلصها منهم دون اهتمام بفكر ومنهجية وثقافة هذا المركز.

وكل يوم في متنزهٍ ومطعم غيرَ الآخر ...
فهي لا تستطيع التعامل مع ضجيج لعبهم في المنزل..
︎(ولا نقصد هنا من تخرج في أوقات متباعدة أو التي لا تجد بديلا فتضطر بين فينة وأخرى بسبب الغربة او نحوه لمثل هذا دون إسراف ولا نقصد من يعتني بتنمية مواهبهم ويختار محاضن تربوية تثريهم وتعينهم)

٣)ومنهن من تترك الأولاد للعب مع أصدقائهم في الشارع منذ استيقاظهم وحتي يحين موعد نومهم أو في رفقة الأجهزة الإلكترونية..

فينشأ الطفل ماديا بحتا لاهثا وراء المتع، فهو كل يوم يبحث عن متعته الخاصة بالخروج والتنزه واللعب وفقط ..
وسرعان ما يمل الألعاب والأماكن ويبحث عن المزيد من شهوات التنزه في المولات والشراء والأكل في المطاعم و....و...
فالتنزه في مكان بسيط بتكلفة بسيطة لم يعد يفرحه ولا يعنيه.

وتمر الأيام بتلك الأم المسكينة..
ثم تتخلى عنها الرأسمالية بعد أن أصبحت غير قادرة على العطاء...

وتكبر فتياتها..
ليلحقن بأمهن ويفعلن كما فعلت آنفا...

وقد تمر إحداهن على منزلها على عجل وتغادر متعلله بكثرة مشاغلها...

ولا مانع طبعا من السؤال عن الأم المسكينة بالهاتف أثناء ممارسة ما نشأن عليه من التنزه في المولات أو المصايف على شاطئ البحر..

ثم تشتكي الأم من جديد..
تشتكي وحدتها وانشغال أبنائها عنها..

•أنت ما أذقتِ ذريتك سكن البيوت ودفئها..

•أنت ما علمتِ بناتك القرار في البيوت والاستمتاع بتناول الطعام على مائدةٍ واحدة...

•أنت ما أعنتهم على طاعة الله وترتيب الأولويات و..

•أنت لم تقض معهم الأوقات في حوارات ومناقشة الاهتمامات والأفكار، فلن يحسنوا الحديث معك بالكبر.

ذاك زرعك ....وهذا حصادك..

#تربية #الأمومة #الاولويات
#كيــــــــــان http://t.me/muslimwo