سًيًدِتّيً
3.54K subscribers
8.97K photos
366 videos
82 files
1.1K links
قناة سيدتي كل ما يهم المرأة
كل مايهم المرأة العصرية والفتاة العربية .
@Sayidati
Download Telegram
Forwarded from فلسفات شرقية
▫️

‌‎#السلام_الداخلي

مصطلح يتردد كثيراً ويتناوله الكثيرون في وسائل التواصل
فهل هو معنى محدد أم أن له معاني متفاوتة؟
هل هو حالة الرضا التام عن ﷲ والتسليم لأقداره؟
أو هو سلامة القلب من الأحقاد والكراهية وراحته من الخصومات مع البشر؟
أو هو حالة من اطّراح الهموم وعدم التركيز على المنغصات؟

‏هل هناك إشكال في هذه المعاني الجميلة؟
هل هناك معنى آخر مشكِل للسلام الداخلي؟
هل هو حالة من الرضا التام عن النفس؟
هل السعي للسلام الداخلي مطلب مشروع ؟
وهل هناك فعلا سلام داخلي حقيقي؟
هل الدنيا دار سلام وراحة؟

‏هل الأفضل للمؤمن أن تكون نفسه في سلام؟
أم أنها يفترض أن تكون نفساً لوّامة؟
ألايُفترض أن يكون في داخل المؤمن (في قلبه ونفسه) صراع بين الحق والباطل، وتنازُع بين داعي الخير وداعي الشر ؟
وتدافع بين لمّة الملَك ولمّة الشيطان ؟
هذا الاضطراب والقلق والتنازع أليس دليلاً على حياة القلب؟

□ ‏لو حدّثك أحد المصريين عن 'الجواز' وأهميته ومتطلباته والمزايا التي سيمنحها لك ثم اكتشفت أنه يقصد الزواج بينما أنت طوال الوقت تظن أنه يتكلم عن جواز السفر فلاشك أن هذا الالتباس في فهم المراد من الكلمة سينتج عنه مفارقات طريفة!
يحدث ذلك كثيراً عند تناول موضوعات ثقافية وشرعية مختلفة!

□ ‏ولذلك علماء الشريعة عندما يتناولون موضوعٍاً ما للنقاش يهتمون كثيراً بما يسمونه (تحرير المصطلح) بمعنى تحديد المعنى المراد من المصطلح قبل الخوض في النقاش حوله، توفيراً للوقت والجهد وحتى لايتيهون في دروب الاختلاف حول مصطلحٍ ما ثم يتبين أن كل منهم يقصد معنى مختلف يجادل بشأنه

□ ‏يستخدم البعض مصطلح ‎#السلام_الداخلي
وهو يقصد حالة الرضا التام عن ﷲﷻ وعن أقداره والتسليم لحكمه وحكمته فتجد صاحب هذه الحالة متقبلاً كل مايجري عليه من أقدار ، متصالحاً مع فكرة أنه بشرٌ خطّاء ضعيف يعتريه النقص والفشل، وهو لايجلد ذاته على هذا الضعف والنقص ولكنه..
‏ولكنه في الوقت ذاته يدرك أن ﷲ كرّمه بالعقل والإرادة والهداية فهو يجتهد في تقويم أخطاءه وتدارُك نقصه، يلوم نفسه عندما يضعف ويخطيء ويحثّها على الاستدراك مؤمناً أن له ربّاً يغفر الذنب ويأخذ بالذنب.
•• ‏هذا المعنى للسلام الداخلي معنى جميل ومشروع وإن كان الأوْلى أن نسميه بإسمه الذي ورد في النصوص:
[الرضا عن ﷲ] ؛ {رضيَ ﷲ عنهم ورضوا عنه} (رضيتُ بالله تعالى رباً وبالإسلام ديناً …) (فمن رضيَ فله الرضا)
》فالألفاظ الشرعية أجدر بالاستعمال لأنها لاتلتبس على القاريء والسامع.

□ ‏معنى آخر لِ ‎#السلام_الداخلي
هو راحة البال من الهموم وصفاء القلب وسلامته من الضغائن والأحقاد وعدم استغراقه في المنغّصات والمكدّرات والهموم، ولعل هذا المعنى هو ماعبّرت عنه النصوص الشرعية ب(صلاح البال) : {سيهديهم ويُصلحُ بالهم}

□ ‏والبعض يقصد بالسلام الداخلي حالة الثبات والتماسك ورباطة الجأش وبالأخص عندما تحدث المكاره ويدلهمّ الخطب وتقع المصيبة،
وهذا المعنى أقرب لما سمّاه ﷲﷻ في القرءان:
(السكينة): {ثُمَّ أَنزَلَ اللَّهُ سَكينَتهُ عَلىٰ رسولِه وعلَى المؤْمنين}
وكذلك (الطمأنينة): {ألا بذكر ﷲ تطمئن القلوب}

https://twitter.com/Halduhaishi/status/1479535435340783620?t=j6RlgYmC-0zfl151nwx06g&s=19
.........
http://t.me/Easternphilosophies

🔻
Forwarded from فلسفات شرقية
▫️
#السلام_الداخلي /2

💢نأتي الآن للمعنى الذي يستعمله مدربو الوعي والطاقة ورموز حركة العصر الجديد لِ#السلام_الداخلي
وهو -بحسب زعمهم- درجة من درجات الارتقاء الروحاني في سُلّم الوعي وهي مرحلة تسبق الاستنارة التامة التي هي بدورها -كما يزعمون- درجة المعلمين الروحيين و'الأنبياء'!

■ ‏هذا السلام (الذي يسبقه التسليم والقبول بكل شيء) هو حالة من الرضا التام عن النفس وقبولها على علّاتها واعتبار أنها دائماً على حق،
• وعدم الحكم عليها بتاتاً
•• كذلك عدم الحكم على الآخرين
》》 بمعنى: أن تلغي معايير الحق والباطل والصواب والخطأ والحلال والحرام وأن تركن إلى نفسك وتصغي لقلبك فقط

■ ‏يسمّون ذلك التسامح أو التصالح مع الذات ويريدون به نبذ أي لوم للنفس أو تأنيب الضمير
• لأنهم يرون أن التأنيب هو مستوى منخفض
• من‏ثم هم يسمّون هذه الحالة: سلام (داخلي) لا باعتبار أن محله هو داخل النفس
• بل لأنه ينبع من داخلك وأنت تصنعه لنفسك بممارسات روحية معينة كالتأمل واليوجا.
》》وهذا المعنى ليس غريبا على منظومتهم الفكرية التي تنص أن الإنسان يشفي نفسه ويجذب قدره ويتلقى الحقائق من باطنه وأنّ قلبه يعلم كل شيء! الوعي الروحاني،
وهذا المعنى أقرب للاستسلام الداخلي منه للسلام!

♦️بئس السلام هذا الذي الذي يجعل الحق والباطل عندك سيّان، الذي يجعلك مرتاحاً سعيداً سواءً أتيتَ الفضيلة أو الرذيلة! هذا السلام هو في حقيقته موت .. موت القلب! أو انتكاسته: لايعرف معروفاً ولا يُنكر منكراً

💢💢 ‏سؤال:
هل السعي للوصول لحالة السلام مشروعٌ في ديننا؟
هل الأصل في المؤمن أن تكون نفسه مطمئنة أو لوّامة؟
هل الخوف من ﷲ و لوم النفس على الخطأ والتقصير مدمّر لسكينة النفس وسلامها وسوائها (الصحة النفسية) كما يزعم أدعياء الوعي والتنوير ؟

••• ‏أقول وبالله التوفيق:
□ النفس المطمئنة غاية ومطلب للمؤمنين لكن هذا الوصف لايمكن أن يكون وصفاً دائماً ومستقراً بل يعتري النفس مايعتريها من عوارض وتقلبات ومخاوف وأحزان، ثم إن نفس المؤمن لاتظل على اطمئنانها عندما يذنب أو يخطيء بل تضطرب وتنزعج وهذا دليل خيرية كامنةٍ فيها

□ ‏يقلق المؤمن إذا أذنبَ أو قصّر في حق ﷲ، فتتملكه مخافة ﷲ وتزجره نفسه اللّوامة فيهرع إلى الاستغفار والتوبة والدعاء والصلاة بين يدَي ﷲ وتجيش عَبْرته وتنسكب دموعه نادماً راجياً عفو ربه، لتغمر النفس بعدها سكينةً ولذّةً إيمانية لاتدانيها لذّة ويغشاها سلامٌ ليس يشبهه سلام

□ ‏والمؤمن حتى وهو في معمعة مجاهدته لنفسه ومحاسبته لها وفي ذروة معركته مع الشيطان ومكابدته، يشعر بحلاوة الإيمان، مدركاً أن هذه طبيعة الحياة وسنّة ﷲ في خلقه: أنه مبتلىٰ ومُختبَر

□ ‏والمؤمن كذلك مع لومه لِذاته وصراعه الداخلي مع نوازع الشر ووساوس الشيطان إلّا أنه يستلذّ بهذه المجاهدة لأنه يدرك أن ﷲ يحبها ويثيب عليها: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ}

https://twitter.com/Halduhaishi/status/1479535435340783620?t=j6RlgYmC-0zfl151nwx06g&s=19
........
http://t.me/Easternphilosophies

🔻
Forwarded from فلسفات شرقية
▫️
#السلام_الداخلي /3

□ ‏هذا المعنى المركّب من الخوف والاطمئنان، والقلق والراحة، والانزعاج والسلام، يستعصي فهمُه على من لم يذقه ، وهو الذي يسمّيه المؤمنون: حلاوة الإيمان أو طعم الإيمان.
‏سلامك الداخلي الحقيقي هو اضطراب قلبك الحي، مخافتك ﷲ التي ستوصلك الى دار السلام {ولِمَن خاف مقام ربه جنّتان} وخلجات نفسك اللوامة التي ستوردك درب السلامة في الاخرة.
ألَسْنا نقول :من خاف سلِم ؟
قال تعالى :
وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى ۝ فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى [النازعات:40-41]

□ ‏السلام المطلق والنعيم المطلق هناك في الجنة، دار السلام ودار النعيم المقيم.
أما الدنيا فهي دار مجاهدة وتكليف واختبار، خُلق الإنسان فيها في كبَد، وكتِب عليه أنه كادحٌ إلى ربه كدحاً، وليس معنى ذلك أن المؤمن لاينعم فيها بالطمأنينة والهناء بل هو موعودٌ بالحياة الطيبة إن أدرك كُنهها.

💢 ‏هل معنى هذا الكلام الطويل العريض أن السعي للشعور بالسلام والراحة النفسية مذمومٌ شرعاً ؟
بالطبع لا
ولكن أحب أن أُسمّي الأمور بمُسمّياتها الصحيحة وأطلبها من مصادرها الصحيحة :
1️⃣ المصطلحات الشرعية التي وردت للتعبير عن هذه الحالة الشعورية النفسية التي نسميها السلام الداخلي:
١- الطمأنينة: ألا بذكر ﷲ تطمئن القلوب
٢- السكينة: هُوَ الذي أنْزلَ السكينةَ في قلوب المؤمنين
٣- الرضا: رضيَ ﷲ عنهم ورضوا عنه
٤- صلاح البال: سيهديهم ويُصلِح بالَهم
٥- حلاوة الإيمان

2️⃣على فرض أن ‎#السلام_الداخلي الذي نتحدث عنه هو أحد المعاني السائغة شرعاً ( الرضا، الطمأنينة، السكينة،…الخ) فهل هو كسبيٌّ ذاتي يُكتسب أم وهبيٌّ من ﷲ فيُطلب؟
نصوص الوحي تشير بوضوح أنه منحة إلهية خالصة تنزل على العبد من ﷲ السلام ﷻ: (اللهم أنت السلام ومنك السلام)

□ ‏إن كان القصد من السلام 'الداخلي' أنه ينبع من الداخل ومصدره ذاتي فنحن نؤمن أن السلام منحة ربانية يُنزلها على من يشاء من عباده، ولو كان لبشرٍ أن ينبع سلامه من داخله لقوة روحانيته وارتفاع وعيه واستنارته لكان أولىٰ الناس بذلك هم رسل ﷲ عليهم صلوات ﷲ و(سلامه)
نعم.. عليهم لا من داخلهم

□ ‏أنت لاتصنع سلامك الداخلي، أنت فقط تطلبه من ﷲ، وتتبع السبل الشرعية التى رتّب ﷲ على اتّباعها حصول الطمأنينة والسكينة والراحة النفسية : كالدعاء والذكر والصلاة والتحلل من مظالم العباد …إلخ

3️⃣ إن أولىٰ الناس بحالة السلام والطمأنينة هم من يرددون كل يوم عدة مرات في صلواتهم: السلام علينا وعلى عباد ﷲ الصالحين -لو تدبروها- ويختمون صلاتهم بالدعاء بعد التسليم: اللهم أنت السلام ومنك السلام.
السلام ينزل علينا من ﷲ مولانا ومالك أمرنا لا من عند أنفسنا الضعيفة العاجزة

4️⃣ أنت لستَ موعوداً في الدنيا بالسلام والطمأنينة والسكينة بشكل دائم، قد ينعم ﷲ عليك بالسلام وراحة البال ثم يعتريك خطْبٌ من الخطوب يقلب كيانك وتضطرب له أركانك وتظل مضطرباً قلقاً فترة تطول أو تقصر حتى يُنعم ﷲ عليك مرةً أخرى بالهدوء والسلام والتسليم لأمره وقدَره وحُكمه وحكمته

🔺🔻الخلاصة:
#لا_يغشّونك باعة الوهم وأدعياء الوعي بمصطلحاتهم الرنّانة
• فهُم يُسمّون الأمور بغير اسمها ويُلبسون انحرافاتهم العقدية ثوباً غير ثوبها.
•• أما أنا فلا أحب أن أستخدم مصطلح السلام الداخلي لما يعتريه من الالتباس والشبهة وقد أغناني ﷲ عنه بالمصطلحات الشرعية
••• ولكني لاأسارع إلى تخطئة ‏من يستخدمه بل أستفسر عن قصده، وأبيّن له -إن دعت الحاجة- ما أرى أنه الصواب ، لأني أحب للمسلمين ما أحب لنفسي من وضوح التصور وسلامة المعتقد وحسن الظن بالله والبعد عن المزالق الفكرية والفلسفية.
والله ولي السداد والهداية

تم بحمدالله
https://twitter.com/Halduhaishi/status/1479535435340783620?t=j6RlgYmC-0zfl151nwx06g&s=19
.......
http://t.me/Easternphilosophies
▫️