Forwarded from فلسفات شرقية
▫️
#رسالة_خاصة
بين الانتصار للحق والانتصار للنفس فرق قد يخفى على بعض الناس ، حتى قد تحصل من بعضهم الوقيعة في مخالفيهم وانتقاصهم والإزراء بهم ، ويكون الدافع له الانتقام من مخالفه لكونه قد أظهر ما عنده من خطأ .
وحين لم تسمح نفسه بالاعتراف بالخطأ ، وصعب عليه إعلان الرجوع والأوبة إلى الحق ، ولم يكن عنده من البراهين ما يبين به وجهة نظره ، وخفي عليه واجب التقوى والعدل مع المخالف ، لم يبق إلا أن يفرغ غضبه عليه في قالب النصيحة .
ومثل هذا لا ينفع معه إيراد البراهين على الحق الذي خالفه ، فإنه إنما أُتي من لسع سياطها على نفسه الباغية ، وإنما يحتاج إلى أن يراجع نفسه ، وينظر في مقامه أمام ربه ، وهل كان متحريا للعدل والانصاف ، أم أن الشنآن لمخالفه كان هو الحامل له على مجانبة العدل ، وحين يصدق مع نفسه ، ويحاسبها على ما وقعت فيه - أو نوت الوقوع فيه - من البغي والظلم والعدوان فإنه ينكشف له حينئذ واجب الوقت فيما هو فيه من التردد بين الإنصاف والبغي ، ويرغم نفسه على أنه خير له وأحب إلى الله أن يكون ذنبا في الحق من أن يكون رأسا في الباطل .
واحذر أن تظن أن هذه المحاسبة هي مما توجهه إلى غيرك مع كونك من أشد الناس حاجة إليها ، وراقب مواقفك مع مخالفيك ، فإن هذا المقام مما يجب على الجميع ، ولا يختص به أحد من الناس عن غيره .
وتأمل في هذا المقام الهدي الرباني في مثل هذه الحالة ، وما أمر الله به في قوله تعالى : (یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ كُونُوا۟ قَوَّ ٰمِینَ لِلَّهِ شُهَدَاۤءَ بِٱلۡقِسۡطِۖ وَلَا یَجۡرِمَنَّكُمۡ شَنَـَٔانُ قَوۡمٍ عَلَىٰۤ أَلَّا تَعۡدِلُوا۟ۚ ٱعۡدِلُوا۟ هُوَ أَقۡرَبُ لِلتَّقۡوَىٰۖ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِیرُۢ بِمَا تَعۡمَلُونَ). وقوله تعالى : ( یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ كُونُوا۟ قَوَّ ٰمِینَ بِٱلۡقِسۡطِ شُهَدَاۤءَ لِلَّهِ وَلَوۡ عَلَىٰۤ أَنفُسِكُمۡ أَوِ ٱلۡوَ ٰلِدَیۡنِ وَٱلۡأَقۡرَبِینَۚ إِن یَكُنۡ غَنِیًّا أَوۡ فَقِیرࣰا فَٱللَّهُ أَوۡلَىٰ بِهِمَاۖ فَلَا تَتَّبِعُوا۟ ٱلۡهَوَىٰۤ أَن تَعۡدِلُوا۟ۚ وَإِن تَلۡوُۥۤا۟ أَوۡ تُعۡرِضُوا۟ فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِیرࣰا).
د. عبدالله القرني
http://t.me/Easternphilosophies
▫️
#رسالة_خاصة
بين الانتصار للحق والانتصار للنفس فرق قد يخفى على بعض الناس ، حتى قد تحصل من بعضهم الوقيعة في مخالفيهم وانتقاصهم والإزراء بهم ، ويكون الدافع له الانتقام من مخالفه لكونه قد أظهر ما عنده من خطأ .
وحين لم تسمح نفسه بالاعتراف بالخطأ ، وصعب عليه إعلان الرجوع والأوبة إلى الحق ، ولم يكن عنده من البراهين ما يبين به وجهة نظره ، وخفي عليه واجب التقوى والعدل مع المخالف ، لم يبق إلا أن يفرغ غضبه عليه في قالب النصيحة .
ومثل هذا لا ينفع معه إيراد البراهين على الحق الذي خالفه ، فإنه إنما أُتي من لسع سياطها على نفسه الباغية ، وإنما يحتاج إلى أن يراجع نفسه ، وينظر في مقامه أمام ربه ، وهل كان متحريا للعدل والانصاف ، أم أن الشنآن لمخالفه كان هو الحامل له على مجانبة العدل ، وحين يصدق مع نفسه ، ويحاسبها على ما وقعت فيه - أو نوت الوقوع فيه - من البغي والظلم والعدوان فإنه ينكشف له حينئذ واجب الوقت فيما هو فيه من التردد بين الإنصاف والبغي ، ويرغم نفسه على أنه خير له وأحب إلى الله أن يكون ذنبا في الحق من أن يكون رأسا في الباطل .
واحذر أن تظن أن هذه المحاسبة هي مما توجهه إلى غيرك مع كونك من أشد الناس حاجة إليها ، وراقب مواقفك مع مخالفيك ، فإن هذا المقام مما يجب على الجميع ، ولا يختص به أحد من الناس عن غيره .
وتأمل في هذا المقام الهدي الرباني في مثل هذه الحالة ، وما أمر الله به في قوله تعالى : (یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ كُونُوا۟ قَوَّ ٰمِینَ لِلَّهِ شُهَدَاۤءَ بِٱلۡقِسۡطِۖ وَلَا یَجۡرِمَنَّكُمۡ شَنَـَٔانُ قَوۡمٍ عَلَىٰۤ أَلَّا تَعۡدِلُوا۟ۚ ٱعۡدِلُوا۟ هُوَ أَقۡرَبُ لِلتَّقۡوَىٰۖ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِیرُۢ بِمَا تَعۡمَلُونَ). وقوله تعالى : ( یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ كُونُوا۟ قَوَّ ٰمِینَ بِٱلۡقِسۡطِ شُهَدَاۤءَ لِلَّهِ وَلَوۡ عَلَىٰۤ أَنفُسِكُمۡ أَوِ ٱلۡوَ ٰلِدَیۡنِ وَٱلۡأَقۡرَبِینَۚ إِن یَكُنۡ غَنِیًّا أَوۡ فَقِیرࣰا فَٱللَّهُ أَوۡلَىٰ بِهِمَاۖ فَلَا تَتَّبِعُوا۟ ٱلۡهَوَىٰۤ أَن تَعۡدِلُوا۟ۚ وَإِن تَلۡوُۥۤا۟ أَوۡ تُعۡرِضُوا۟ فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِیرࣰا).
د. عبدالله القرني
http://t.me/Easternphilosophies
▫️