#الجزء_السادس_والعشرون
واشتد العطش بالأطفال فندب الإمام (ع) ابن والده العباس(ع)، فصحب هذا البطل العظيم معه ٣٠ فارساً وعشرين راجلا وحملوا معهم عشرين قربة واقتحموا جميعا نهر الفرات تقدّمَهم نافع بن هلال.
فاستقبله المسؤول عن حراسة الفرات عمرو بن الحـجاج الزبيدي فقال له:
- ما جاء بك؟
نافع - جئنا لنشرب من هذا الماء الذي حلأتمونا عنه.
عمرو - إشرب هنيئا.
نافع - أفأشرب والحسين عطشان ومَن ترى من أصحابه؟
عمرو - لا سبيل إلى سقي هؤلاء.
⚔ فاقتحم العباس ونافع الماء والتحموا معهم. ودارت المعركة ولم يخرج العباس إلا و معه الماء. وروى العباس عطاشى أهل البيت، ولُقّب ذلك اليوم بالسقّاء.
ولكن ما لبث الماء أن نفد بعد فترة وجيزة وعادوا إلى العطش.
😥 و في ليلة العاشر من المحرم كانوا في أشد العطش وقد أطبق عليهم ليل الحزن والأسى والبلاء.
كانت زينب تعلم ما ينتظرها بالغد فهي العالمة وهي ابنة علي (ع).
تنتظرها الويلات العظيمة والأحزان الجسيمة.
فكان سواد تلك الليلة كلّه حزن على ما سيجري.
🚩 ويجمع الإمام الحسين (ع) أصحابه وأهل بيته فيقول ـ « ...إني قد أذنت لكم جميعا فانطلقوا في حلّ ليس عليكم مني ذمام، وهذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا، وليأخذ كل رجل منكم بيد رجل من أهل بيتي وجزاكم الله جميعا خيرا، ثم تفرقوا في سوادكم ومدائنكم حتى يفرّج الله فإن القوم إنما يطلبونني ولو أصابونني لُهوا عن طلب غيري».
🏴ولم يكد يُنهي الإمام كلامه حتى هبّت الصفوة الطيبة وأعيُنهم تفيض من الدمع، يحملون قلوبهم على أيديهم يقدّمونها قرابين في طريق الإمام.
🔺فهذا سعيد بن عبد الله يقول:
- «أما والله لو علمت أني أقتل ثم أحيا ثم أحرق ثم أذرى، يُفعل بي ذلك سبعين مرة لما فارقتك حتى ألقى حمامي دونك، وكيف لا أفعل ذلك وإنما هي قتلة واحدة ثم هي الكرامة التي لا انقضاء لها أبدا».
🔺وقال زهير بن القين:
- «والله لَوَدَدْتُ أني قُتلت ثم نُشرت ثم قُتلت حتى أقتل كذا ألف مرة وأن الله عز وجل يدفع بذلك القتل عن نفسك وعن أنفس هؤلاء الفتيان من أهل بيتك».
🌟 لقد أشرقت نفوسهم ترحيبا بالموت واستقلّوا ذلك.. وهذا ما يفعل الإيمان بصاحبه إذا ذاق طعمه.
وهكذا اختبرهم الإمام ووجدهم من أصدق وأوفى من عرف.
و اشتغل جيش الإمام الحسين بالصلاة والدعاء وتلاوة القرآن فكان لهم دويّ كدوي النحل من شدة العبادة.
إلى أن أشرقت شمس العاشر من المحرم..
#يتبع
#أم_البنين_ومسيرة_الإمام_الحسين
واشتد العطش بالأطفال فندب الإمام (ع) ابن والده العباس(ع)، فصحب هذا البطل العظيم معه ٣٠ فارساً وعشرين راجلا وحملوا معهم عشرين قربة واقتحموا جميعا نهر الفرات تقدّمَهم نافع بن هلال.
فاستقبله المسؤول عن حراسة الفرات عمرو بن الحـجاج الزبيدي فقال له:
- ما جاء بك؟
نافع - جئنا لنشرب من هذا الماء الذي حلأتمونا عنه.
عمرو - إشرب هنيئا.
نافع - أفأشرب والحسين عطشان ومَن ترى من أصحابه؟
عمرو - لا سبيل إلى سقي هؤلاء.
⚔ فاقتحم العباس ونافع الماء والتحموا معهم. ودارت المعركة ولم يخرج العباس إلا و معه الماء. وروى العباس عطاشى أهل البيت، ولُقّب ذلك اليوم بالسقّاء.
ولكن ما لبث الماء أن نفد بعد فترة وجيزة وعادوا إلى العطش.
😥 و في ليلة العاشر من المحرم كانوا في أشد العطش وقد أطبق عليهم ليل الحزن والأسى والبلاء.
كانت زينب تعلم ما ينتظرها بالغد فهي العالمة وهي ابنة علي (ع).
تنتظرها الويلات العظيمة والأحزان الجسيمة.
فكان سواد تلك الليلة كلّه حزن على ما سيجري.
🚩 ويجمع الإمام الحسين (ع) أصحابه وأهل بيته فيقول ـ « ...إني قد أذنت لكم جميعا فانطلقوا في حلّ ليس عليكم مني ذمام، وهذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا، وليأخذ كل رجل منكم بيد رجل من أهل بيتي وجزاكم الله جميعا خيرا، ثم تفرقوا في سوادكم ومدائنكم حتى يفرّج الله فإن القوم إنما يطلبونني ولو أصابونني لُهوا عن طلب غيري».
🏴ولم يكد يُنهي الإمام كلامه حتى هبّت الصفوة الطيبة وأعيُنهم تفيض من الدمع، يحملون قلوبهم على أيديهم يقدّمونها قرابين في طريق الإمام.
🔺فهذا سعيد بن عبد الله يقول:
- «أما والله لو علمت أني أقتل ثم أحيا ثم أحرق ثم أذرى، يُفعل بي ذلك سبعين مرة لما فارقتك حتى ألقى حمامي دونك، وكيف لا أفعل ذلك وإنما هي قتلة واحدة ثم هي الكرامة التي لا انقضاء لها أبدا».
🔺وقال زهير بن القين:
- «والله لَوَدَدْتُ أني قُتلت ثم نُشرت ثم قُتلت حتى أقتل كذا ألف مرة وأن الله عز وجل يدفع بذلك القتل عن نفسك وعن أنفس هؤلاء الفتيان من أهل بيتك».
🌟 لقد أشرقت نفوسهم ترحيبا بالموت واستقلّوا ذلك.. وهذا ما يفعل الإيمان بصاحبه إذا ذاق طعمه.
وهكذا اختبرهم الإمام ووجدهم من أصدق وأوفى من عرف.
و اشتغل جيش الإمام الحسين بالصلاة والدعاء وتلاوة القرآن فكان لهم دويّ كدوي النحل من شدة العبادة.
إلى أن أشرقت شمس العاشر من المحرم..
#يتبع
#أم_البنين_ومسيرة_الإمام_الحسين
#الجزء_السادس_والعشرون
☀️إستيقظت أم فاطمة وأكملن المسير، كان الجو حاراً بعض الشيء لكن هناك جمرة شَوق في الصدور تهون حرارة الشمس..
👥في مكان قريب من مسير الزائرات كان هناك تجمع كبير وأصوات عالية.. إقتربن فشاهدن السبب أنه موكب تشابيه لواقعة الطف.
😯وقفت رقية تنظر لهول ما يحدث، لم تكن تتخيل مناظر كهذه أنه العباس على النهر والكفين بقربه وذاك السهم في نحر الرضيع، هنا الحسين جسداً بلا رأس والقرآن الناطق عل رأس رمح طويل ، الخيام تحترق ، زينب أعلى التل ، الطفلة رقية بين الدخان تصرخ أين أبتي الحسين😭
💔إنه جزء صغير مما حدث، فكما يقول الإمام الباقر عليه السلام : " لولا خوفنا على شيعتنا من الموت لرَوينا لهم ما جرى في كربلاء"
يعني الذي وصل ليس هو كل ما حصل !
😭تفجر مجرى الدمع وسط هذه الجموع.. لقد شعر الجميع أنه في يوم عاشوراء سنة واحد وستين للهجرة
🏴بعد انتهائه مر موكب آخر فيه تشابيه السبي سائرة على أقتاب المطيات بحال يُبكي العدو.. ورؤوس محمولة على الرماح والسيد الجليل الشاب النحيل السجاد العليل مقيدة اطرافه بالحديد والدماء منه سائلة والسياط فوقهم منهالة
❣المشاهد كثيرة جدا في طريق الزيارة، وكلها تأسر القلوب وكأن الجميع أخوة والأب واحد والغاية واحدة، الوصول لقلب الحسين عليه السلام بمختلف الطرق.
🔸لم تكن أم فاطمة من الراغبين في الطعام وممن لا يتركون شيء يعتب عليهم في الطريق، كانت فقط تسد الجوع لتستطيع السير وكذاك الفتيات لأنه طريق مواساة وليس تسلية أو طعام، ليس للضحك او الكلام وخيره ما قل ودل، وعلى من يعرف الرسالة الحقيقية عدم السكوت وإيصالها لكل قلب فيه محل وعي ونصح.
🌅الشمس تتمنى لو تبقى من الشاهدين على زوار الحسين لكن القمر ينتظر الساعات.. متى يحين دوره ليرى اطمئنان وسكينة الزائرين في الليل..
لقد حان وقت الغروب والفتيات يبحثن عن مكان للمبيت هذه الليلة .
⛺️ وجدن مكان لشخصين في أحد الحسينيات، فكان القرار المكوث فيها أفضل من استمرار البحث.. لا بأس بالعناء ليزداد الأجر.
🔹أتممن الصلاة وقالت فاطمة ما رأيكن ان نكرر ما فعلناه ظهرا ؟ هل أجد لديكن طاقة ؟
👍أجابت رقية بكل لهفة : أجل أجل! كل الطاقة عندي.. إن قلبي يشتعل من النشاط ، كذلك وافقتهن زهراء..
ذهبت فاطمة ومعها الفتاتين للخادمات وطلبن منهن ثلاث سلال كبيرة، فحصلت عليهن، ثم اعطت لكل واحدة سلة ونادت بصوت عال : هل هناك من تريد أن تتفضل علينا وتعطينا ملابسها لنغسلها ؟
🖐 بدأن النسوة بالإشارة إليهن من كل جوانب الحسينية لأخذ الملابس وامتلأت القلوب بالرضا قبل السلال.
💦بدأن بالغسل ومن ثم التجفيف وإرجاع الملابس لأصحابها ، احدى المؤمنات قالت سنقوم بمجلس في هذه الزاوية من الحسينية من تحب ان تشارك فلتتفضل.
😪البعض اختار الراحة والنوم بسبب التعب وأخريات شاركن من أماكنهن.. وبالطبع أول من قام أم فاطمة وابنتيها ورقية شاركن العزاء مع سيدة النساء التي لا تبرح مجلس لولدها إلا كانت جالسة قبل الجميع وناظرة لقلوب الجميع وقابلة لمشاركتهم من بعد قراءة العزاء واللطم.
🎙أشارت ام فاطمة لأبنتها وطلبت من القارئة أن تسمح لها بقول بعض الكلمات فوافقت بكل ترحيب :
بدأت فاطمة بالصلاة على الحبيب المصطفى وآله الأطهار وقالت:
🌼لا أريد أن أطيل عليكن بالكلام لعلمي بالتعب والمشقة في الطريق لكن بما أننا لا نزال قريبين من أرض النجف فأنا أعتقد أنكن مثلنا وهذا يومكن الأول في المسير وقد انتهى، أحببت ان أقدم لي ولكن توجيهاً ولائياً زينبياً
1⃣ أولاً : تخيلي أنك تسيرين مع ضعن العقيلة زينب وعيالها المخدرات من العلويات! تخيلي أنك تماشيها وتسيرين بنفس ركبها وهي الراعية لمسيرك وخطواتك
تخيلي أن الطعام الذي تأكلينه من يدها والماء الذي تشربينه من يدها..
تخيلي أن منامك هي التي تعده لك! كيف سيكون حالك ؟ كيف ينبغي أن يكون مسيرك وسيرتك ؟ وكيف سيكون سلوكك؟
👣وأنتِ تسيرين بمعية العقيلة خذي نفساً عميقاً ثم تمعني أنك سائرة معها وابدأي خطواتك..
#يتبع
#خطوات_نحو_السماوات
☀️إستيقظت أم فاطمة وأكملن المسير، كان الجو حاراً بعض الشيء لكن هناك جمرة شَوق في الصدور تهون حرارة الشمس..
👥في مكان قريب من مسير الزائرات كان هناك تجمع كبير وأصوات عالية.. إقتربن فشاهدن السبب أنه موكب تشابيه لواقعة الطف.
😯وقفت رقية تنظر لهول ما يحدث، لم تكن تتخيل مناظر كهذه أنه العباس على النهر والكفين بقربه وذاك السهم في نحر الرضيع، هنا الحسين جسداً بلا رأس والقرآن الناطق عل رأس رمح طويل ، الخيام تحترق ، زينب أعلى التل ، الطفلة رقية بين الدخان تصرخ أين أبتي الحسين😭
💔إنه جزء صغير مما حدث، فكما يقول الإمام الباقر عليه السلام : " لولا خوفنا على شيعتنا من الموت لرَوينا لهم ما جرى في كربلاء"
يعني الذي وصل ليس هو كل ما حصل !
😭تفجر مجرى الدمع وسط هذه الجموع.. لقد شعر الجميع أنه في يوم عاشوراء سنة واحد وستين للهجرة
🏴بعد انتهائه مر موكب آخر فيه تشابيه السبي سائرة على أقتاب المطيات بحال يُبكي العدو.. ورؤوس محمولة على الرماح والسيد الجليل الشاب النحيل السجاد العليل مقيدة اطرافه بالحديد والدماء منه سائلة والسياط فوقهم منهالة
❣المشاهد كثيرة جدا في طريق الزيارة، وكلها تأسر القلوب وكأن الجميع أخوة والأب واحد والغاية واحدة، الوصول لقلب الحسين عليه السلام بمختلف الطرق.
🔸لم تكن أم فاطمة من الراغبين في الطعام وممن لا يتركون شيء يعتب عليهم في الطريق، كانت فقط تسد الجوع لتستطيع السير وكذاك الفتيات لأنه طريق مواساة وليس تسلية أو طعام، ليس للضحك او الكلام وخيره ما قل ودل، وعلى من يعرف الرسالة الحقيقية عدم السكوت وإيصالها لكل قلب فيه محل وعي ونصح.
🌅الشمس تتمنى لو تبقى من الشاهدين على زوار الحسين لكن القمر ينتظر الساعات.. متى يحين دوره ليرى اطمئنان وسكينة الزائرين في الليل..
لقد حان وقت الغروب والفتيات يبحثن عن مكان للمبيت هذه الليلة .
⛺️ وجدن مكان لشخصين في أحد الحسينيات، فكان القرار المكوث فيها أفضل من استمرار البحث.. لا بأس بالعناء ليزداد الأجر.
🔹أتممن الصلاة وقالت فاطمة ما رأيكن ان نكرر ما فعلناه ظهرا ؟ هل أجد لديكن طاقة ؟
👍أجابت رقية بكل لهفة : أجل أجل! كل الطاقة عندي.. إن قلبي يشتعل من النشاط ، كذلك وافقتهن زهراء..
ذهبت فاطمة ومعها الفتاتين للخادمات وطلبن منهن ثلاث سلال كبيرة، فحصلت عليهن، ثم اعطت لكل واحدة سلة ونادت بصوت عال : هل هناك من تريد أن تتفضل علينا وتعطينا ملابسها لنغسلها ؟
🖐 بدأن النسوة بالإشارة إليهن من كل جوانب الحسينية لأخذ الملابس وامتلأت القلوب بالرضا قبل السلال.
💦بدأن بالغسل ومن ثم التجفيف وإرجاع الملابس لأصحابها ، احدى المؤمنات قالت سنقوم بمجلس في هذه الزاوية من الحسينية من تحب ان تشارك فلتتفضل.
😪البعض اختار الراحة والنوم بسبب التعب وأخريات شاركن من أماكنهن.. وبالطبع أول من قام أم فاطمة وابنتيها ورقية شاركن العزاء مع سيدة النساء التي لا تبرح مجلس لولدها إلا كانت جالسة قبل الجميع وناظرة لقلوب الجميع وقابلة لمشاركتهم من بعد قراءة العزاء واللطم.
🎙أشارت ام فاطمة لأبنتها وطلبت من القارئة أن تسمح لها بقول بعض الكلمات فوافقت بكل ترحيب :
بدأت فاطمة بالصلاة على الحبيب المصطفى وآله الأطهار وقالت:
🌼لا أريد أن أطيل عليكن بالكلام لعلمي بالتعب والمشقة في الطريق لكن بما أننا لا نزال قريبين من أرض النجف فأنا أعتقد أنكن مثلنا وهذا يومكن الأول في المسير وقد انتهى، أحببت ان أقدم لي ولكن توجيهاً ولائياً زينبياً
1⃣ أولاً : تخيلي أنك تسيرين مع ضعن العقيلة زينب وعيالها المخدرات من العلويات! تخيلي أنك تماشيها وتسيرين بنفس ركبها وهي الراعية لمسيرك وخطواتك
تخيلي أن الطعام الذي تأكلينه من يدها والماء الذي تشربينه من يدها..
تخيلي أن منامك هي التي تعده لك! كيف سيكون حالك ؟ كيف ينبغي أن يكون مسيرك وسيرتك ؟ وكيف سيكون سلوكك؟
👣وأنتِ تسيرين بمعية العقيلة خذي نفساً عميقاً ثم تمعني أنك سائرة معها وابدأي خطواتك..
#يتبع
#خطوات_نحو_السماوات