الطريق إلى التوبة
6.05K subscribers
10.2K photos
388 videos
243 files
5.34K links
قد تركتُ الكُلَّ ربّي ماعداك
ليس لي في غربةِ العمر سِواك...
حيثُ ما أنتَ فـ أفكاري هُناك..
قلبي الخفاقُ أضحۍ مضجعك..
في حنايا صدري أُخفي موضعك..

اي استفسار او ملاحظة ارسلها حصرا على هذا البوت

@altaubaa_bot

فهرس القناة
https://t.me/fhras_altauba
Download Telegram
#اليوم_التاسع_والعشرون

الذنب الذي سنتحدث عنه الوم هو #الحسد
والحسد لا يكون إلا على نعمة، فإذا أنعم الله على أخيك بنعمة فلك فيها حالتان:
إحداهما: أن تكره تلك النعمة وتحب زوالها، وهذه الحالة تسمى #حسداً.
والثانية: أن لا تحب زوالها ولا تكره وجودها ودوامها ولكنك تشتهي لنفسك مثلها، وهذه تسمى #غبطة ومنافسة.
❗️أما الحسد فهو حرام على كل حال سواء أكان في مقاصد الدين أو مقاصد الدنيا، إلا في نعمة أصابها فاجر أو كافر وهو يستعين بها على تهيج الفتنة وإفساد ذات البين وإيذاء الخلق، فلا يضر كراهتها ومحبة زوالها من حيث هي آلة الفساد لا من حيث إنها نعمة. وأما الغبطة فليست بمذمومة، فعن رسول الله (ص): "إن المؤمن يغبط والكافر يحسد".

⚠️وههنا مسألة دقيقة وغامضة، وهي أنه إذا لم يتمكن الانسان من الحصول على مثل تلك النعمة وهو يكره نقصها لديه. وهذا النقصان يزول بأحد الطريقين: إما أن ينال نعمة مثلها أو أن تزول نعمة أخيه فيزول تَقدّم غيره، فإذا انسدّ أحد الطريقين فلم يتمكن من حصول النعمة فإن القلب سيميل إلى الطريق الآخر أي زوال النعمة عن أخيه حتى يصبح بمستواه، فينجر إلى الحسد المذموم خصوصاً إن لم يكن قوي الإيمان وحسن التقوى. لذا ينبغي دائماً الإحتياط أمام وجود النعم لدى الآخرين من المعارف والأقرباء.

🔘ذم الحسد في آيات القرآن الكريم:
🔺{إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَ إِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهٰا}
🔺{وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتٰابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمٰانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ}
🔺{ أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ..}
🔘وفي الأحاديث الشريفة:
🔺عن الإمام الباقر (ع):"إن الحسد ليأكل الإيمان [وفي رواية أخرى الحسنات] كما تأكل النار الحطب".
🔺وعن الإمام الصادق (ع): "آفة الدين الحسد والعجب والفخر".
🔺وعنه (ع): قال الله تعالى لموسى: "يا بن عمران لا تحسدن الناس على ما آتيتهم من فضلي، ولا تمدن عينيك إلى ذلك ولا تتبعه نفسك، فإن الحاسد ساخط لنعمي صادٌ لقسمي الذي قسمت بين عبادي، ومن يك كذلك فلست منه وليس مني"
🔺وعن رسول الله (ص):" لا تَحَاسَدُوا ، وَ لَا تَقَاطَعُوا ، وَلَا تَدَابَرُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا ، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا "
🔺وعنه (ص): "أخوف ما أخاف على أمتي، أن يكثر المال فيتحاسدون ويقتتلون"
🔺وفي الآثار أن أول خطيئة كانت الحسد، حيث حسد ابليس آدم (ع) إذ أُمر أن يسجد له، فحمله الحسد على المعصية.

🚫مراتب الحسد أربعة :
1⃣ أن يحب زوال النعمة عن الغير، حتي لو لم تنتقل إليه، وهذه أسوء درجات الحسد، وأحط ما يمكن أن يبلغه الإنسان من الحقد والخبث.
2⃣ أن يحب زوال النعمة عن غيره، ويتمنى انتقالها إليه كرغبته في منصب أو مسكن … وكراهته تكون لفقده لها وليس لتنعم غيره بها.
3⃣ أن يشتهي لنفسه مثلها وليس هي بحد ذاتها، فإن لم تتحقق تمنى زوالها عن غيره .
4⃣ يتمنى لنفسه مثلها، ولكن لا يتمنى زوالها عن الغير . وهذا هو المعفو عنه في أمور الدنيا والمستحب في أمور الدين.

#يتبع
#اليوم_الثلاثون

#الحسد كما كل أمراض القلوب علاجها بالعلم والعمل:

العلاج العلمي:
أن يعلم الحاسد أن للحسد ضرراً عليه في الدين والدنيا، وأنه لا ضرر على المحسود، بل على العكس هو ينتفع بحسدك!
◀️ فهو ضرر في الدين لأن بالحسد يسخط قضاء الله تعالى ويكره نعمته التي قسمها لعباده وعدله الذي أقامه في ملكه بخفي حكمته. وهذه جناية عظيمة على العدل الحكيم. كما أن الحاسد يكون قد فارق أولياء الله في حبهم الخير لعباد الله، وشارك إبليس وسائر الكفار في حبهم البلايا وزوال النعم للمؤمنين. قال تعالى: ((إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَ إِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهٰا))

◀️ وأما ضرره في الدنيا فهو أن الحاسد لا يزال متألماً بالحسد مهموماً مغموماً معذباً، لأن أعداءه، لا تزال نعم الله تتجدد عليهم يوماً فيوماً وساعة فساعة. فالنعمة لا تزول عن المحسود بالحسد، ولو كان كذلك لما بقيت نعمة على المؤمنين لحسد الكفار إياهم، ولا ضرر على المحسود أصلاً، لأن ما قدره الله تعالى له من النعم فلا حيلة في دفعه، بل الضرر على الحاسد كما مر.

والحسد ينفع المحسود في الدنيا والآخرة:

🔹أما في الدنيا فهو لأن أهم أغراض الخلق مساءة الأعداء وغمهم وشقاوتهم وكونهم معذبين مغمومين، ولا عذاب أعظم مما في الحاسد من ألم الحسد، وقد فعل الحاسد بنفسه ما هو مراد أعدائه.

🔹وأما في الدين فلأن المحسود مظلوم من جهة الحاسد، لا سيما إذا أخرجه الحسد إلى القول أو الفعل بالغيبة أو القدح فيه وهتك ستره وذكر مساوئه، فهذه هدايا يهديها الحاسد إلى المحسود بانتقال حسناته إلى ديوانه، حتى يلقاه مفلساً محروماً من الحسنات، كما حرم من الراحة في الدنيا فقد أضيف للمحسود نعمة إلى نعمة وإلى الحاسد شقاوة إلى شقاوة.

👌وكلما تفكر الإنسان بهذه الأدوية العلمية بذهن صافٍ وقلب حاضر، انطفأت من قلبه نار الحسد، وعلم أنه مهلك نفيه ومفرح عدوه ومسخط ربه ومنغص عيشه!

وأما العلاج العملي:
فهو أن يتحكم بالحسد، وكل ما يقتضيه الحسد من قول أو فعل، فينبغي أن يكلف نفسه بنقيضها.
فإن بعثه الحسد على القدح فيه كلف لسانه المدح له والثناء عليه، وإن حمله على التكبر ألزم نفسه التواضع والاعتذار إليه، وإن بعثه على كف الأنعام عنه ألزم نفسه الزيادة.
ومهما فعل ذلك عن تكلف وعرفه المحسود طاب قلبه وأحبه، ومهما أحبه عاد الحاسد وأحبه وتولدت بينهما الموافقة التي تقطع مادة الحسد، ويصير ما تكلفه في البداية من طِباعِهِ في النهاية.

🔺عن رسول الله (ص): "ثلاث لا ينجو منهن أحد: الظن، والطيرة، والحسد. وسأحدثكم بالمخرج من ذلك: إذا ظننت فلا تحقق، وإذا تطيرت فامض، وإذا حسدت فلا تبغ"

👌كما أنه في العلاج يجب قمع أسباب الحسد من الكبر وعزة النفس وشدة الحرص.

✔️فهذه أدوية الحسد، وهي نافعة جداً، إلا أنها مرة جداً، لكن النفع في الدواء المرّ، فمن لم يصبر على مرارة الدواء لم ينل حلاوة الشفاء❗️

#خادمة_الحجة
#أربعينية_ترك_الذنوب
🌸 قناة الطريق إلى التوبة 🌸
https://telegram.me/altauba
---------------
https://www.facebook.com/altaubaa