#الحلقة_٤٨
🍃 تيَقّنتُ من أن شهادة زملائي ما هي إلا حقيقة، كيف كان عليّ أن أثبت لهم هذا الكلام، في عصرٍ لم يكن فيه خبر عن الشهادة، لذا لم أقل شيئاً🤐.
لكنّي كل يوم حين أرى زملائي في الإدارة، كنت على يقين بأني ألتقي مع شهيد سيصل إلى محبوبه بعد مدة⏱. لكن كيف سيحدث هذا؟ هل هناك حرب مُقبلة‼️
بعد أربعة أشهر من عمليتي الجراحية وأوائل الشهر من عام 1394ق/2015م، أعلنت الإدارة: أن كل من يحب الحضور في صفوف مدافعي الحرم يستطيع التسجيل📝.
أخذ الزملاء يتهافتون على مركز التسجيل، كل من كان في ذهني💭 وأعتقدتُ أنه سيحضر قد سَجّل، أنا أيضاً وفقتُ بعد متابعة كثيرة للذهاب إلى سوريا معهم، بعد دورة التعليم التكميلية📚.
👈🏻كان يجب تحرير آخر مدينة مهمة في شمال سوريا أي مدينة حلب والمناطق المهمة المحيطة بها، استقرّت قواتنا في المنطقة 🛣 وبدأ العمل، تمّ إكمال عدة مراحل من العمليات و تمّ قطع إرتباط الارهابيين مع تركيا، بعدها تمّ محاصرة مدينة حلب بالكامل.
كنت أطلب من الله بتردد أن يلحقني بالشهداء مع قافلة مدافعي الحرم🙏🏻، لم تكن لدي أي رغبة في البقاء في الدنيا، إلا إذا أردت القيام بشيء من أجل رضا الله❣لقد رأيت مقام الشهداء في ذلك العالم، لذا كنت أتمنى أن أكون معهم.
رتّبتُ أعمالي وكتبت وصيتي📝 و عوضت عن المسائل التي فكرت بوجوب تعويضها وتحضّرت للرحيل، أذكر أنه كانت لدي الكثير من المشاكل قبل الإيفاد، لم يكونوا موافقين على ذهابي و... لكن بعون الله حُلّت كل الأمور👍🏻.
لا يخفى عليكم أن كل تصرفاتي وأخلاقي تغيرت بعد الحادثة التي حدثت لي في غرفة العمليات، أي أني أراقب أعمالي كثيراً 👀 كي لا أؤذي قلب أحد لا سمح الله💔 وكي لا يبقى حق الناس في عنقي، لم أعد بعد إلى ذلك المزاح والخداع و...
#يتبع
#ثلاث_دقائق_في_القيامة
🍃 تيَقّنتُ من أن شهادة زملائي ما هي إلا حقيقة، كيف كان عليّ أن أثبت لهم هذا الكلام، في عصرٍ لم يكن فيه خبر عن الشهادة، لذا لم أقل شيئاً🤐.
لكنّي كل يوم حين أرى زملائي في الإدارة، كنت على يقين بأني ألتقي مع شهيد سيصل إلى محبوبه بعد مدة⏱. لكن كيف سيحدث هذا؟ هل هناك حرب مُقبلة‼️
بعد أربعة أشهر من عمليتي الجراحية وأوائل الشهر من عام 1394ق/2015م، أعلنت الإدارة: أن كل من يحب الحضور في صفوف مدافعي الحرم يستطيع التسجيل📝.
أخذ الزملاء يتهافتون على مركز التسجيل، كل من كان في ذهني💭 وأعتقدتُ أنه سيحضر قد سَجّل، أنا أيضاً وفقتُ بعد متابعة كثيرة للذهاب إلى سوريا معهم، بعد دورة التعليم التكميلية📚.
👈🏻كان يجب تحرير آخر مدينة مهمة في شمال سوريا أي مدينة حلب والمناطق المهمة المحيطة بها، استقرّت قواتنا في المنطقة 🛣 وبدأ العمل، تمّ إكمال عدة مراحل من العمليات و تمّ قطع إرتباط الارهابيين مع تركيا، بعدها تمّ محاصرة مدينة حلب بالكامل.
كنت أطلب من الله بتردد أن يلحقني بالشهداء مع قافلة مدافعي الحرم🙏🏻، لم تكن لدي أي رغبة في البقاء في الدنيا، إلا إذا أردت القيام بشيء من أجل رضا الله❣لقد رأيت مقام الشهداء في ذلك العالم، لذا كنت أتمنى أن أكون معهم.
رتّبتُ أعمالي وكتبت وصيتي📝 و عوضت عن المسائل التي فكرت بوجوب تعويضها وتحضّرت للرحيل، أذكر أنه كانت لدي الكثير من المشاكل قبل الإيفاد، لم يكونوا موافقين على ذهابي و... لكن بعون الله حُلّت كل الأمور👍🏻.
لا يخفى عليكم أن كل تصرفاتي وأخلاقي تغيرت بعد الحادثة التي حدثت لي في غرفة العمليات، أي أني أراقب أعمالي كثيراً 👀 كي لا أؤذي قلب أحد لا سمح الله💔 وكي لا يبقى حق الناس في عنقي، لم أعد بعد إلى ذلك المزاح والخداع و...
#يتبع
#ثلاث_دقائق_في_القيامة
#الحلقة_٤٩
🍃إجتمعتُ مع رفاقي الحميمين الذين هم زملائي لسنوات 👬 قبل العمليات العسكرية بليلة أو ليلتين، قال أحدهم: سمعتُ بأنه كانت لديك حالة تشبه الموت في غرفة العمليات و..
الخلاصة هي أنهم أصرّوا كثيراً كي أحكي لهم، لكني لم أقبل بذلك، كنت قد حكيت لشخص أو شخصين بشكل غامض جداً وهم لم يصدقوا❗️، لذا قررت أن لا أحكي لأي أحد.
قامَ كل من جواد محمدي و سيد يحيى براتي و سجاد مرادي و عبد المهدي كاظمي و أخ مرتضى زارع و علي شاهسنائي و... بأخذي إلى أحد غرف المقرّ وأصروا علي أن أتكلم🗣.
تكلمت قليلاً عن الحادثة، فإنقلبت حال رفاقي كثيراً، خاصة في مسألة حق الناس ومقام الشهادة✨.
في غد ذلك اليوم وفي إحدى العمليات كنت مسؤولاً عن كسر خط العدو،
جُرحت أثناء العمليات وسقطت، كان جرحي سطحياً لكني سقطت في مرمى العدو تماماً👌🏻.
لم أكن أستطيع القيام بأي حركة، ولم يكن هناك أحد يستطيع الإقتراب مني🚫، تلفظت الشهادتين، في هذه اللحظات، كنت أنتظر الشهادة برصاصةٍ من القناص الإرهابي.
لكن في هذه الظروف الحرجة، خاطرَ عبد المهدي كاظمي وجواد محمدي بحياتهما وتقدّما🚶♂، قاما بنقلي إلى الخندق بسرعة عالية.
تألمت كثيراً من هذا التصرف😔، فقلت: لمَ فعلتم هذا؟ فقد كان من الممكن أن يرمونا جميعاً! قال جواد محمدي: أنت عليك البقاء لكي تروي ما رأيت في ذلك العالم‼️.
بعد عدة أيام، طلب مني هؤلاء الأشخاص في جلسة خصوصية أن أحدّثهم عن البرزخ مرة أخرى، نظرتُ في وجوههم فرداً فرداً 👀 و قلت: سيستشهد عدد منكم غداً....
#يتبع
#ثلاث_دقائق_في_القيامة
🍃إجتمعتُ مع رفاقي الحميمين الذين هم زملائي لسنوات 👬 قبل العمليات العسكرية بليلة أو ليلتين، قال أحدهم: سمعتُ بأنه كانت لديك حالة تشبه الموت في غرفة العمليات و..
الخلاصة هي أنهم أصرّوا كثيراً كي أحكي لهم، لكني لم أقبل بذلك، كنت قد حكيت لشخص أو شخصين بشكل غامض جداً وهم لم يصدقوا❗️، لذا قررت أن لا أحكي لأي أحد.
قامَ كل من جواد محمدي و سيد يحيى براتي و سجاد مرادي و عبد المهدي كاظمي و أخ مرتضى زارع و علي شاهسنائي و... بأخذي إلى أحد غرف المقرّ وأصروا علي أن أتكلم🗣.
تكلمت قليلاً عن الحادثة، فإنقلبت حال رفاقي كثيراً، خاصة في مسألة حق الناس ومقام الشهادة✨.
في غد ذلك اليوم وفي إحدى العمليات كنت مسؤولاً عن كسر خط العدو،
جُرحت أثناء العمليات وسقطت، كان جرحي سطحياً لكني سقطت في مرمى العدو تماماً👌🏻.
لم أكن أستطيع القيام بأي حركة، ولم يكن هناك أحد يستطيع الإقتراب مني🚫، تلفظت الشهادتين، في هذه اللحظات، كنت أنتظر الشهادة برصاصةٍ من القناص الإرهابي.
لكن في هذه الظروف الحرجة، خاطرَ عبد المهدي كاظمي وجواد محمدي بحياتهما وتقدّما🚶♂، قاما بنقلي إلى الخندق بسرعة عالية.
تألمت كثيراً من هذا التصرف😔، فقلت: لمَ فعلتم هذا؟ فقد كان من الممكن أن يرمونا جميعاً! قال جواد محمدي: أنت عليك البقاء لكي تروي ما رأيت في ذلك العالم‼️.
بعد عدة أيام، طلب مني هؤلاء الأشخاص في جلسة خصوصية أن أحدّثهم عن البرزخ مرة أخرى، نظرتُ في وجوههم فرداً فرداً 👀 و قلت: سيستشهد عدد منكم غداً....
#يتبع
#ثلاث_دقائق_في_القيامة
#الحلقة_٥٠
🍃خيّم صمت عجيب على تلك الجلسة😐، كانوا يتوسّلون لي بنظراتهم كي لا أصمت، لا يمكن وصف حال الرفاق في تلك الجلسة، فقلت لهم كل ما رأيت.
كنت قلقاً على نفسي من جهة، فماذا لو لم أكن منهم، لكن لا، إن شاء الله سأكون منهم🙏🏻.
كان جواد يسألني بإصرار وأنا أجيبه،
قال في النهاية: ما هو أكثر شيء ينفعنا في ذلك العالم❗️ قلت: بعد الإهتمام بالصلاة، إعملوا أعمالكم لله ولخلق الله بقدر ما تستطيعون و بنية إلهية وخالصة❣.
أذكر أنه في اليوم التالي أبدا أحد مسؤولي الجمهورية الإسلامية رأيه في المسائل النظامية، كان رأياً نافعاً للغربيين، تألم الكثير من المجاهدين المدافعين عن الحرم من كلامه جداً😟.
أراني جواد محمدي كلام ذلك المسؤول وقال: أترى، غداً حين يموت هذا المسؤول الذي يهدر دماء المجاهدين 🩸 على هذا النحو سيقولون عنه أنه شهيد، قلت بهدوء جداً: سيد جواد، لقد رأيت موت هذا الرجل، سيموت في هذه السنين بطريقة لا يمكن لأي أحد أن يفعل شيئاً له🤷🏻♂، كما أن موته سيّبيّن بُعده عن طريق ونهج الإمام والشهداء.
بعد عدّة أيام قمنا بالإستعداد للعمليات، أخذنا المؤونة الحربية و جهزنا المعدات💣، كنت قد حضّرت نفسي جيداً للشهادة.
أخذتُ الآر بي جي (RBJ) وذهبتُ جنب الرفاق الذين كنتُ متأكداً من شهادتهم، قلت إنه من الأفضل أن أكون بالقرب منهم، فمن المحتمل أن استشهد مع كل هؤلاء💔.
لم تتحرّك القوات بعد حتى وصل جواد محمدي إليّ، كانت له مسؤولية وهو من كان عليه متابعة الأمور.
جاء إليّ بسرعة وقال: نحن ذاهبون الآن إلى العمليات والمنطقة حساسة جداً👌🏻، كان يريد صرفي عن مرافقة القوات بطريقة ما.
👈🏻 ثم قام قليلاً بتوضيح صعوبة العمل فقلت له: سيستشهد عدد من هؤلاء المجاهدين غداً، فأريد أن أكون معهم💔، عسى أن يحصل لنا التوفيق بسببهم،
وأكدت له مرة أخرى: سيستشهد كل من كان معنا في تلك الليلة، سنكون معاً في ذلك العالم إن شاء الله🙏🏻....
#يتبع
#ثلاث_دقائق_في_القيامة
🍃خيّم صمت عجيب على تلك الجلسة😐، كانوا يتوسّلون لي بنظراتهم كي لا أصمت، لا يمكن وصف حال الرفاق في تلك الجلسة، فقلت لهم كل ما رأيت.
كنت قلقاً على نفسي من جهة، فماذا لو لم أكن منهم، لكن لا، إن شاء الله سأكون منهم🙏🏻.
كان جواد يسألني بإصرار وأنا أجيبه،
قال في النهاية: ما هو أكثر شيء ينفعنا في ذلك العالم❗️ قلت: بعد الإهتمام بالصلاة، إعملوا أعمالكم لله ولخلق الله بقدر ما تستطيعون و بنية إلهية وخالصة❣.
أذكر أنه في اليوم التالي أبدا أحد مسؤولي الجمهورية الإسلامية رأيه في المسائل النظامية، كان رأياً نافعاً للغربيين، تألم الكثير من المجاهدين المدافعين عن الحرم من كلامه جداً😟.
أراني جواد محمدي كلام ذلك المسؤول وقال: أترى، غداً حين يموت هذا المسؤول الذي يهدر دماء المجاهدين 🩸 على هذا النحو سيقولون عنه أنه شهيد، قلت بهدوء جداً: سيد جواد، لقد رأيت موت هذا الرجل، سيموت في هذه السنين بطريقة لا يمكن لأي أحد أن يفعل شيئاً له🤷🏻♂، كما أن موته سيّبيّن بُعده عن طريق ونهج الإمام والشهداء.
بعد عدّة أيام قمنا بالإستعداد للعمليات، أخذنا المؤونة الحربية و جهزنا المعدات💣، كنت قد حضّرت نفسي جيداً للشهادة.
أخذتُ الآر بي جي (RBJ) وذهبتُ جنب الرفاق الذين كنتُ متأكداً من شهادتهم، قلت إنه من الأفضل أن أكون بالقرب منهم، فمن المحتمل أن استشهد مع كل هؤلاء💔.
لم تتحرّك القوات بعد حتى وصل جواد محمدي إليّ، كانت له مسؤولية وهو من كان عليه متابعة الأمور.
جاء إليّ بسرعة وقال: نحن ذاهبون الآن إلى العمليات والمنطقة حساسة جداً👌🏻، كان يريد صرفي عن مرافقة القوات بطريقة ما.
👈🏻 ثم قام قليلاً بتوضيح صعوبة العمل فقلت له: سيستشهد عدد من هؤلاء المجاهدين غداً، فأريد أن أكون معهم💔، عسى أن يحصل لنا التوفيق بسببهم،
وأكدت له مرة أخرى: سيستشهد كل من كان معنا في تلك الليلة، سنكون معاً في ذلك العالم إن شاء الله🙏🏻....
#يتبع
#ثلاث_دقائق_في_القيامة
#الحلقة_ ٥١
🍃صدر الأمر بالحركة، كنت أرى جواد محمدي وهو منتبه لي من بعيد، لم أكن أعلم ما يدور في خُلده💭.
تحرّكت القوات، كنت مستعداً منذ ساعات، كنت واقفاً في مقدّمة القوات ومستعداً بشكل كامل لأكون أول العارجين♥️.
لم نتحرك بعد عدة خطوات حتى جاء جواد محمدي بالدرّاجة إلى الأمام و ناداني🗣، قال بجدية تامة: إركب، فعليك أن تكون كاسراً لخط المحور في جهة أخرى.
كان جواد هو القائد وكان عليّ قبول كلامه، فركبت دراجة جواد بسرور 🏍، ذهبنا مدة عشر دقائق حتى وصلنا إلى التل، فقال لي: استعجل، بسرعة❗️..
ثم صرخ جواد: تعال يا سيد يحيى، فجاء سيد يحيى بسرعة وركب الدراجة، قلت لجواد: أين هذا المكان؟أين الخط؟أين القوات⁉️ فقال جواد: خذ هذا الآر بي جي (RBJ) واذهب أعلى التل⛰، سيقوم المجاهدين بتوجيهك هناك.
ذهبت أعلى التل وعاد جواد بالدراجة، كانت المنطقة هادئة جداً، فعجبت لذلك😧، سألت عدة أشخاص كانوا موجودين في الخندق: ماذا علينا أن نفعل؟أين هو خط العدو؟ فقال أحدهم: اجلس، هنا هو الخط الدفاعي، علينا فقط أن نراقب حركة العدو👀.
عرفت للتو ماذا فعل جواد محمدي، إنتهت العمليات في اليوم التالي فقلت لجواد محمدي حين رأيته: ما أسأل الله أن يفعل بك، لم أخذتني إلى الخطوط الخلفية؟ فابتسم 😊 وقال: لا يجب عليك أن تستشهد الآن، عليك أن تُخبر الناس عن ذلك العالَم✨، لذا أخذتك إلى مكانٍ تكون فيه بعيداً عن الخطوط الأمامية.
لكن رفاقنا ضربوا خط العدو في تلك الليلة،👆🏻كان أول الشهداء سجاد مرادي وسيد يحيى براتي اللذين كانا في مقدمة القوات ثم يليهما مرتضى زارع وشاهسنائي وعبد المهدي و... لقد عرج كل رفاقنا الذين كنا معهم في مدة قصيرة ورحلوا❣.
👌🏻تماماً كما رأيت من قبل، لقد لحق بهم جواد محمدي في السنة التالية، قاموا بنقل مجاهدي أصفهان إلى إيران، ورجعت أنا من بين مدافعي الحرم بيدٍ خالية إلى إيران، عُدت بحسرة لا تزال تؤذي أعماق وجودي💔.....
#يتبع
#ثلاث_دقائق_في_القيامة
🍃صدر الأمر بالحركة، كنت أرى جواد محمدي وهو منتبه لي من بعيد، لم أكن أعلم ما يدور في خُلده💭.
تحرّكت القوات، كنت مستعداً منذ ساعات، كنت واقفاً في مقدّمة القوات ومستعداً بشكل كامل لأكون أول العارجين♥️.
لم نتحرك بعد عدة خطوات حتى جاء جواد محمدي بالدرّاجة إلى الأمام و ناداني🗣، قال بجدية تامة: إركب، فعليك أن تكون كاسراً لخط المحور في جهة أخرى.
كان جواد هو القائد وكان عليّ قبول كلامه، فركبت دراجة جواد بسرور 🏍، ذهبنا مدة عشر دقائق حتى وصلنا إلى التل، فقال لي: استعجل، بسرعة❗️..
ثم صرخ جواد: تعال يا سيد يحيى، فجاء سيد يحيى بسرعة وركب الدراجة، قلت لجواد: أين هذا المكان؟أين الخط؟أين القوات⁉️ فقال جواد: خذ هذا الآر بي جي (RBJ) واذهب أعلى التل⛰، سيقوم المجاهدين بتوجيهك هناك.
ذهبت أعلى التل وعاد جواد بالدراجة، كانت المنطقة هادئة جداً، فعجبت لذلك😧، سألت عدة أشخاص كانوا موجودين في الخندق: ماذا علينا أن نفعل؟أين هو خط العدو؟ فقال أحدهم: اجلس، هنا هو الخط الدفاعي، علينا فقط أن نراقب حركة العدو👀.
عرفت للتو ماذا فعل جواد محمدي، إنتهت العمليات في اليوم التالي فقلت لجواد محمدي حين رأيته: ما أسأل الله أن يفعل بك، لم أخذتني إلى الخطوط الخلفية؟ فابتسم 😊 وقال: لا يجب عليك أن تستشهد الآن، عليك أن تُخبر الناس عن ذلك العالَم✨، لذا أخذتك إلى مكانٍ تكون فيه بعيداً عن الخطوط الأمامية.
لكن رفاقنا ضربوا خط العدو في تلك الليلة،👆🏻كان أول الشهداء سجاد مرادي وسيد يحيى براتي اللذين كانا في مقدمة القوات ثم يليهما مرتضى زارع وشاهسنائي وعبد المهدي و... لقد عرج كل رفاقنا الذين كنا معهم في مدة قصيرة ورحلوا❣.
👌🏻تماماً كما رأيت من قبل، لقد لحق بهم جواد محمدي في السنة التالية، قاموا بنقل مجاهدي أصفهان إلى إيران، ورجعت أنا من بين مدافعي الحرم بيدٍ خالية إلى إيران، عُدت بحسرة لا تزال تؤذي أعماق وجودي💔.....
#يتبع
#ثلاث_دقائق_في_القيامة
#الحلقة_ ٥٢
🍃مضت مدة على حادثة المستشفى🏨، بعد شهادة مدافعي الحرم من أصدقائي، ساءت حالي جداً، فلقد قربت من الشهادة لكني أعلم لِمَ فقدت توفيقها.
لقد قالوا لي أن كل نظرة حرام 👁 تؤخر الشهادة عن عُشّاقها مدة ستة أشهر على الأقل.
في اليوم الذي تمّ فيه إيفادنا إلى سوريا، كان موعد طائرتنا وطائرة (آنتاليا) في نفس الوقت✈️، جاءت أمامي عدة فتيات شابّات بثياب مقرفة جداً، فوقعت عيني عليهن لا إرادياً، فنهضت وغيرت مكاني، ومهما حاولت صرف فكري عنهن💭، لم أستطع ذلك.
لكن بقيّة أصدقائي كانوا جالسين في مكان لا يكون فيه أي أجنبية بقربهم، جاءت هذه الفتيات مرة أخرى أمامي، لا أعلم فربما قد ظنن أني مسافر إلى (آنتاليا)أيضاً🤷🏻♂.
مهما يكن، فيبدو أنه كان من المقرر أن يُمتحن إيماني و إعتقادي وكأنّ الشيطان وأنصاره 👹 قد جاءوا ليثبتوا لي أني لست مستعداً بعد، على الرغم من أنني لم أتكلم معهن أو أُبدي أي ردّة فعل مقابل إغراءتهم لكني للأسف لم أحصل على درجة القبول في هذا الإمتحان💔.
كنت أعرف آخرين من بين الأصدقاء👬 الذين كنا معهم في سوريا، أنهم من ضمن الشهداء، كنت أعلم أنهم هم أيضاً سيُدعَون شهداء.
أحدهم كان علي خادم، كان علي ولداً بسيطاً ومحبوباً 🤗 في الحرس الثوري، كان هادئاً ومخلصاً.
لقد جلس في المطار في مكان لا يكون أمامه أحد كي لا يتلوث بنظرة حرام👁، لقد جُرح علي عند شهادة رفاقنا لكنه عاد معنا إلى إيران، كنت أفكر في نفسي أن علياً سيستشهد قريباً، لكن كيف وأين⁉️....
#يتبع
#ثلاث_دقائق_في_القيامة
🍃مضت مدة على حادثة المستشفى🏨، بعد شهادة مدافعي الحرم من أصدقائي، ساءت حالي جداً، فلقد قربت من الشهادة لكني أعلم لِمَ فقدت توفيقها.
لقد قالوا لي أن كل نظرة حرام 👁 تؤخر الشهادة عن عُشّاقها مدة ستة أشهر على الأقل.
في اليوم الذي تمّ فيه إيفادنا إلى سوريا، كان موعد طائرتنا وطائرة (آنتاليا) في نفس الوقت✈️، جاءت أمامي عدة فتيات شابّات بثياب مقرفة جداً، فوقعت عيني عليهن لا إرادياً، فنهضت وغيرت مكاني، ومهما حاولت صرف فكري عنهن💭، لم أستطع ذلك.
لكن بقيّة أصدقائي كانوا جالسين في مكان لا يكون فيه أي أجنبية بقربهم، جاءت هذه الفتيات مرة أخرى أمامي، لا أعلم فربما قد ظنن أني مسافر إلى (آنتاليا)أيضاً🤷🏻♂.
مهما يكن، فيبدو أنه كان من المقرر أن يُمتحن إيماني و إعتقادي وكأنّ الشيطان وأنصاره 👹 قد جاءوا ليثبتوا لي أني لست مستعداً بعد، على الرغم من أنني لم أتكلم معهن أو أُبدي أي ردّة فعل مقابل إغراءتهم لكني للأسف لم أحصل على درجة القبول في هذا الإمتحان💔.
كنت أعرف آخرين من بين الأصدقاء👬 الذين كنا معهم في سوريا، أنهم من ضمن الشهداء، كنت أعلم أنهم هم أيضاً سيُدعَون شهداء.
أحدهم كان علي خادم، كان علي ولداً بسيطاً ومحبوباً 🤗 في الحرس الثوري، كان هادئاً ومخلصاً.
لقد جلس في المطار في مكان لا يكون أمامه أحد كي لا يتلوث بنظرة حرام👁، لقد جُرح علي عند شهادة رفاقنا لكنه عاد معنا إلى إيران، كنت أفكر في نفسي أن علياً سيستشهد قريباً، لكن كيف وأين⁉️....
#يتبع
#ثلاث_دقائق_في_القيامة
#الحلقة_٥٣
🍃لقد كنتُ مع إسماعيل صديقين حميمين جداً، جاء لزيارتي في أحد أيام سنة 1397ق/2018م، تكلّمنا معًا مدة ساعة تقريباً⌚️، ثم ودعني إسماعيل وقال: من المقرر أن أوفد إلى المناطق الحدودية في مهمة.
تمّ إيفاد رفاقنا إلى سيستان، 👈🏻 لقد كانت القضايا الأمنية في تلك المنطقة على نحوٍ يتم فيه إيفاد الأصدقاء من الحرس الثوري إلى هناك في مهمة.
بحثت عن علي خادم في غد ذلك اليوم فقيل لي أنه ذهب إلى سيستان، فقلت في نفسي: أخشى أن يكون باب الشهادة🚪 قد فُتح لرفاقنا في سيستان؟
كتبتُ إلى القيادة بسرعة 📝 وأصررت في طلبي على الذهاب إلى الحدود الشرقية، لكن لم يُسمح لي بالذهاب إلى سيستان.
مضت مدة⏳، كنت على تواصل مع الرفاق لكني لم أستطع مرافقتهم، و في أحد أيام شهر بهمن عام 1397ق/2018م، إنتشر خبر، لقد كان خبراً قصيراً جداً، لكنه صدمني و صدم كل الرفاق بشكلٍ كبير😮.
قام انتحاريّ وهابيّ بضرب نفسه بباص الحرس الثوري 🚌 مما أدى إلى شهادة العشرات من المجاهدين الذين انتهت مهمتهم.
تمّ إرسال قائمة الشهداء في اليوم التالي🗒، كان علي خادم وإسماعيل كرمي من بين الشهداء، بالطبع فقد ذهبت إلى الحدود الشرقية بعد شهادة أصدقائي، حضرت لمدة في نقطة التفتيش الحدودية لكن لم يكن هناك خبرٌ عن الشهادة💔.
في أحد الايام رأيت إثنان من حرس الثورة وقد جاءا إلى المقرّ، تغيرت حالي برؤيتهما👀، لقد رأيتهما وقد كانا في زمرة الشهداء وقد دخلا الجنة بلا حساب وبروؤس مقطوعة‼️.
ولكي أطمئن من ذلك سألتهما : إن إسم كلاكما هو محمد، صحيح؟ فأيّدا ذلك و انتظراني لأكمل كلامي 🗣 لكني غيرت مجرى الحديث ولم أقل شيئاً....
#يتبع
#ثلاث_دقائق_في_القيامة
🍃لقد كنتُ مع إسماعيل صديقين حميمين جداً، جاء لزيارتي في أحد أيام سنة 1397ق/2018م، تكلّمنا معًا مدة ساعة تقريباً⌚️، ثم ودعني إسماعيل وقال: من المقرر أن أوفد إلى المناطق الحدودية في مهمة.
تمّ إيفاد رفاقنا إلى سيستان، 👈🏻 لقد كانت القضايا الأمنية في تلك المنطقة على نحوٍ يتم فيه إيفاد الأصدقاء من الحرس الثوري إلى هناك في مهمة.
بحثت عن علي خادم في غد ذلك اليوم فقيل لي أنه ذهب إلى سيستان، فقلت في نفسي: أخشى أن يكون باب الشهادة🚪 قد فُتح لرفاقنا في سيستان؟
كتبتُ إلى القيادة بسرعة 📝 وأصررت في طلبي على الذهاب إلى الحدود الشرقية، لكن لم يُسمح لي بالذهاب إلى سيستان.
مضت مدة⏳، كنت على تواصل مع الرفاق لكني لم أستطع مرافقتهم، و في أحد أيام شهر بهمن عام 1397ق/2018م، إنتشر خبر، لقد كان خبراً قصيراً جداً، لكنه صدمني و صدم كل الرفاق بشكلٍ كبير😮.
قام انتحاريّ وهابيّ بضرب نفسه بباص الحرس الثوري 🚌 مما أدى إلى شهادة العشرات من المجاهدين الذين انتهت مهمتهم.
تمّ إرسال قائمة الشهداء في اليوم التالي🗒، كان علي خادم وإسماعيل كرمي من بين الشهداء، بالطبع فقد ذهبت إلى الحدود الشرقية بعد شهادة أصدقائي، حضرت لمدة في نقطة التفتيش الحدودية لكن لم يكن هناك خبرٌ عن الشهادة💔.
في أحد الايام رأيت إثنان من حرس الثورة وقد جاءا إلى المقرّ، تغيرت حالي برؤيتهما👀، لقد رأيتهما وقد كانا في زمرة الشهداء وقد دخلا الجنة بلا حساب وبروؤس مقطوعة‼️.
ولكي أطمئن من ذلك سألتهما : إن إسم كلاكما هو محمد، صحيح؟ فأيّدا ذلك و انتظراني لأكمل كلامي 🗣 لكني غيرت مجرى الحديث ولم أقل شيئاً....
#يتبع
#ثلاث_دقائق_في_القيامة
#الحلقة_٥٤
🍃 في الأيام التي تلت حضوري في سوريا كنت منشغلاً بالعمل في الادارة بحسرة لا تصدق، فرأيت في أحد الأيام شابين جالسين جنب بعضهما البعض في مصلى الإدارة فتقدّمت وسلمت عليهما🤝.
كان وجههما مألوفاً لي كثيراً، فقلت للأول: لا أعلم أين رأيتك🤔، لكنك مألوف لي جداً، هل يمكنني السؤال عن لقبك؟ فعرّف الأول عن نفسه، ما إن سمعت بإسمه حتى خُطف لوني❗️، تذكرت ذكريات غرفة العمليات الجراحية و...
فقلت فورًا لصديقه الجالس جنبه: لابدّ من أن أسمك هو حسين، صحيح؟ فأيّد ذلك وانتظراني لأخبرهما كيف أعرفهما، لكن أنا الذي انقلبت أحوالي🔃، ودّعتهما ونهضت.
لقد كنت أتذكّر جيداً 💭 هذين الشابين اللذين هما من الحرس الثوري وقد دخلا معاً البرزخ ثم الجنة بدون محاسبة لأعمالهما📝.
كانا قد استشهدا معاً في حين كانت لديهما مسؤولية وقيادة، راجعت ذهني مرة أخرى💭، هناك عدد آخر من القوات مألوفين لي، لقد شاهدت خمسة أشخاص من الإدارة 🖐🏻 و هم الآن متفرّقون ويعمل كل منهم في قسم مختلف لكني رأيت عروجهم أيضاً، سيستشهد هؤلاء الخمسة معاً💔....
#يتبع_الحلقة_الأخيرة
#ثلاث_دقائق_في_القيامة
🍃 في الأيام التي تلت حضوري في سوريا كنت منشغلاً بالعمل في الادارة بحسرة لا تصدق، فرأيت في أحد الأيام شابين جالسين جنب بعضهما البعض في مصلى الإدارة فتقدّمت وسلمت عليهما🤝.
كان وجههما مألوفاً لي كثيراً، فقلت للأول: لا أعلم أين رأيتك🤔، لكنك مألوف لي جداً، هل يمكنني السؤال عن لقبك؟ فعرّف الأول عن نفسه، ما إن سمعت بإسمه حتى خُطف لوني❗️، تذكرت ذكريات غرفة العمليات الجراحية و...
فقلت فورًا لصديقه الجالس جنبه: لابدّ من أن أسمك هو حسين، صحيح؟ فأيّد ذلك وانتظراني لأخبرهما كيف أعرفهما، لكن أنا الذي انقلبت أحوالي🔃، ودّعتهما ونهضت.
لقد كنت أتذكّر جيداً 💭 هذين الشابين اللذين هما من الحرس الثوري وقد دخلا معاً البرزخ ثم الجنة بدون محاسبة لأعمالهما📝.
كانا قد استشهدا معاً في حين كانت لديهما مسؤولية وقيادة، راجعت ذهني مرة أخرى💭، هناك عدد آخر من القوات مألوفين لي، لقد شاهدت خمسة أشخاص من الإدارة 🖐🏻 و هم الآن متفرّقون ويعمل كل منهم في قسم مختلف لكني رأيت عروجهم أيضاً، سيستشهد هؤلاء الخمسة معاً💔....
#يتبع_الحلقة_الأخيرة
#ثلاث_دقائق_في_القيامة
#الحلقة_٥٥_والأخيرة
🍃 صحيح أنّ قصّة حضوري لمدة ثلاث دقائق في ذلك العالم و محاسبة أعمالي مرّت بصعوبة جداً💢، إلا أنني أتذكر الكثير من الأحداث بعد مرور السنوات من ذلك الحادث في مختلف الموارد.
قبل عدّة أيام حيث كنت بالعمل، بعد طباعة النسخة الأولى من الكتاب📔، جاء أحد مسؤولي مدينة طهران من أجل تفحّص إدارتنا، ما إن دخل غرفتنا توجّه نحوي وجاء إليّ وبدأ بتقبيلي.
ناداني بإسمي 🗣 وقال: كيف حالك؟ مع أنّي لم أتذكّره، قلت: الحمد لله🙏🏻.
قال: كما يبدو لم تذكرني؟ قبل عشرة سنين عمِلنا لفترةٍ قصيرة في تلك الإدارة، عندما قرأتُ كتاب ثلاث دقائق في القيامة، خمّنت أنّها قد تكون قصّتك، صحيح؟ قلت: نعم، ثم تكلّمنا قليلاً..
ذكر لي أن أحد أقرباءه قد تحوّل عند قراءته لهذا الكتاب❗️، وقد دفع الملايين ردّاً للمظالم بعنوان إرجاع حق الناس و بيت المال💵.
بعد أن تكلّمنا قليلاً ذهب، وبقيتُ أنا غارقاً بالتفكير؛ أين رأيت هذا الرجل🤔؟! فجأةً تذكرت !!! فإني رأيته ضمن أولئك الذين مرُّوا من جانبي ودخلوا الجنة من دون حساب، فهو شهيدٌ أيضًا💔.
إن رؤيتي لهؤلاء الاصدقاء يومياً يزيد من حسرتي أكثر، إلهي أخشى أن لا يكون موتي بالشهادة😔، كما يقول الأخ علي رضا قزوه:
《عندما لا يكون الغزل شفاءٌ للقلب المتعب✨
فعلام جلوسنا خلف الباب المغلق؟ ✨
ذهبوا ويا له من ألمٍ وعبروا ويا لها من حرقةٍ في القلب ✨
هؤلاء هم اللاطمون في حرمها دفعةً بعد دفعة✨
أقول وأعلم أنه من هذا الزقاق المظلم✨
هناك طريقٌ لمنزل القلوب المنكسرة✨
ليست هناك من جرأةٍ لطلبه في يوم الجزاء✨
القدم التي لم تُجرح بجرح العبور ✨
لن يكون من نصيبي أن يضعوا على مزاري ✨
حجر لم تُرسم عليه وردة التوليب✨》
#إنتهى
#ثلاث_دقائق_في_القيامة
🍃 صحيح أنّ قصّة حضوري لمدة ثلاث دقائق في ذلك العالم و محاسبة أعمالي مرّت بصعوبة جداً💢، إلا أنني أتذكر الكثير من الأحداث بعد مرور السنوات من ذلك الحادث في مختلف الموارد.
قبل عدّة أيام حيث كنت بالعمل، بعد طباعة النسخة الأولى من الكتاب📔، جاء أحد مسؤولي مدينة طهران من أجل تفحّص إدارتنا، ما إن دخل غرفتنا توجّه نحوي وجاء إليّ وبدأ بتقبيلي.
ناداني بإسمي 🗣 وقال: كيف حالك؟ مع أنّي لم أتذكّره، قلت: الحمد لله🙏🏻.
قال: كما يبدو لم تذكرني؟ قبل عشرة سنين عمِلنا لفترةٍ قصيرة في تلك الإدارة، عندما قرأتُ كتاب ثلاث دقائق في القيامة، خمّنت أنّها قد تكون قصّتك، صحيح؟ قلت: نعم، ثم تكلّمنا قليلاً..
ذكر لي أن أحد أقرباءه قد تحوّل عند قراءته لهذا الكتاب❗️، وقد دفع الملايين ردّاً للمظالم بعنوان إرجاع حق الناس و بيت المال💵.
بعد أن تكلّمنا قليلاً ذهب، وبقيتُ أنا غارقاً بالتفكير؛ أين رأيت هذا الرجل🤔؟! فجأةً تذكرت !!! فإني رأيته ضمن أولئك الذين مرُّوا من جانبي ودخلوا الجنة من دون حساب، فهو شهيدٌ أيضًا💔.
إن رؤيتي لهؤلاء الاصدقاء يومياً يزيد من حسرتي أكثر، إلهي أخشى أن لا يكون موتي بالشهادة😔، كما يقول الأخ علي رضا قزوه:
《عندما لا يكون الغزل شفاءٌ للقلب المتعب✨
فعلام جلوسنا خلف الباب المغلق؟ ✨
ذهبوا ويا له من ألمٍ وعبروا ويا لها من حرقةٍ في القلب ✨
هؤلاء هم اللاطمون في حرمها دفعةً بعد دفعة✨
أقول وأعلم أنه من هذا الزقاق المظلم✨
هناك طريقٌ لمنزل القلوب المنكسرة✨
ليست هناك من جرأةٍ لطلبه في يوم الجزاء✨
القدم التي لم تُجرح بجرح العبور ✨
لن يكون من نصيبي أن يضعوا على مزاري ✨
حجر لم تُرسم عليه وردة التوليب✨》
#إنتهى
#ثلاث_دقائق_في_القيامة
#كنت_في_انتظارك 8⃣1⃣
#الحلقة_الأخيرة
...ما هي إلا أياماً معدودة، حتى تيّسرَت أمور الزيارة إلى كربلاء المقدّسة..
🔸لا أصدّق نفسي ! أنا في حَضرة مولاي الإمام الحسين (عليه السلام) 💔 كانت تنهمرُ الدموع من عينيّ وكنت أشعر بحرارتها التي تحكي حرارة الحبِّ وشدّة الحزن الذي يحرق قلبي على مولاي الحسين المظلوم الشهيد..
🔹تقدَّمتُ خطواتٍ وقلبي يرتجف من هَيْبة المكان، وما إن وقعَت عيناي على الضريح الشريف حتى عَلا صوتي بالبكاء... في تلك اللحظة، نسيتُ كل شيءٍ حولي، تفجَّر في نفسي ندمٌ رهيبٌ على كل ما اقترفتُه من ذنوبٍ وإسرافٍ على نفسي..
😔 تُرى يا مولاي هل ترحم قلبَ عبدٍ مُنيبٍ أتاكَ بعد مُرور أكثر من عامٍ أذاب فيه الندم لحمه؟ وسلَبه الحزن والحسرة نَومه؟ فقام في الأسحار مستغفراً، وتضرع لربّه منيباً، وبكى على خسارة علاقته بإمام زمانه(عجل الله فرجه الشريف) بكاء الأم الثَكلى على ولدها؟
🔸أردتُ أن أقابِل الإمام الحسين بقلبٍ طاهر.. وبكلِّ ما أعطاني ربّي من عزمٍ، عاهدتُ نفسي على هجران كل الذنوب ما دُمت حياً.. رَمَقتُ الضريح الشريف بنظرةٍ ومن أعماق قلبي قلتُ {أستغفر الله ربّي وأتوب إليه}
🔹لم أتمكّن من الإقتراب لِتقبيل الضريح بسبب الحُشود المتدافعة.. رُحتُ أنظر إلى الضريح من بعيدٍ ولسان حالي :
💔 السَّلَامُ عَلَى الشِّفَاهِ الذَّابِلَاتِ..
💔السَّلَامُ عَلَى الدِّمَاءِ السَّائِلَاتِ، السَّلَامُ عَلَى الْأَعْضَاءِ الْمُقَطَّعَاتِ..
💔السَّلَامُ عَلَى الشَّيْبِ الْخَضِيبِ، السَّلَامُ عَلَى الْخَدِّ التَّرِيبِ ، السَّلَامُ عَلَى الْبَدَنِ السَّلِيبِ، السَّلَامُ عَلَى الثَّغْرِ الْمَقْرُوعِ بِالْقَضِيبِ..
😭سَلَامَ مَنْ لَوْ كَانَ مَعَكَ بِالطُّفُوفِ لَوَقَاكَ بِنَفْسِهِ حَدَّ السُّيُوفِ..
🔸في تلك اللحظة، شعرتُ أن غليان العشق في قلبي قد تأجّج ثم تفجَّر، وأن نفسي قد تقطَّعت لأشلاء..
إن الدنيا قد سقطَت من عيني من غير رَجعة {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ...}
لقد تمَّت البَيعة.. لكَ يا ربِّ دَمي ولَحمي وروحي ونفسي، وإنّ جنَّتي هي رضاكَ، فاجعَلني من أنصار حُجّتك على خلقِك واشفِي بِلحمي ودَمي ألَم إمامي الحسين ووَجع سيّدتي الزهراء عليهما السلام..
🔹وبينما أنا مُستغرقٌ في مناجاتي، شعرتُ وكأنّ أحدهم قد إقترب من خَلفي ووضع يدَه على كَتِفي، إلتفتُ إليه فإرتجفَ بَدني من أعلى رأسي إلى قدمَي..
إنّه هو ! ذلك الوَليّ الذي رأيته في صِغري عند الإمام الرضا ! إنه صاحب الزمان💓
🔸كنتُ أرتجف من هَيبته، مدهوشاً من جماله، آهٍ وكيف يَخفى عليكَ سيّدي كم بكَت عيناي لخسارتك، وكم لطمتُ صدري، وكيف أذاب الندم لَحمي على ذنوبٍ حالَت بيني وبينك، آهٍ كم أشتاق لتلك المَسحة التي مسحتَها يوماً على رأسي، وتلك البسمة التي تعلَّق بها قلبي.. آهٍ.. آهٍ..
🔹 أمسكَ بيدي واحتضنَني، ومسح على رأسي، كنتُ أستطيعُ سماع نبضاتِ قلبه الشريف في أُذني، وبينما أنا واضعٌ رأسي على صدره الشريف، همس في أذني :
✨ #كنت_في_انتظارك، ثم أكملَ {..وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ الله ۚ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}
🔸إقشَعَّر بدني من كلامه لكنّ ابتسامته قد أذابَت قلبي، ولو قلت أنها كانت بالنسبة لي أعظم من نعيم الجنّة ما كذَبت..
#يتبع 👇🏻
#الحلقة_الأخيرة
...ما هي إلا أياماً معدودة، حتى تيّسرَت أمور الزيارة إلى كربلاء المقدّسة..
🔸لا أصدّق نفسي ! أنا في حَضرة مولاي الإمام الحسين (عليه السلام) 💔 كانت تنهمرُ الدموع من عينيّ وكنت أشعر بحرارتها التي تحكي حرارة الحبِّ وشدّة الحزن الذي يحرق قلبي على مولاي الحسين المظلوم الشهيد..
🔹تقدَّمتُ خطواتٍ وقلبي يرتجف من هَيْبة المكان، وما إن وقعَت عيناي على الضريح الشريف حتى عَلا صوتي بالبكاء... في تلك اللحظة، نسيتُ كل شيءٍ حولي، تفجَّر في نفسي ندمٌ رهيبٌ على كل ما اقترفتُه من ذنوبٍ وإسرافٍ على نفسي..
😔 تُرى يا مولاي هل ترحم قلبَ عبدٍ مُنيبٍ أتاكَ بعد مُرور أكثر من عامٍ أذاب فيه الندم لحمه؟ وسلَبه الحزن والحسرة نَومه؟ فقام في الأسحار مستغفراً، وتضرع لربّه منيباً، وبكى على خسارة علاقته بإمام زمانه(عجل الله فرجه الشريف) بكاء الأم الثَكلى على ولدها؟
🔸أردتُ أن أقابِل الإمام الحسين بقلبٍ طاهر.. وبكلِّ ما أعطاني ربّي من عزمٍ، عاهدتُ نفسي على هجران كل الذنوب ما دُمت حياً.. رَمَقتُ الضريح الشريف بنظرةٍ ومن أعماق قلبي قلتُ {أستغفر الله ربّي وأتوب إليه}
🔹لم أتمكّن من الإقتراب لِتقبيل الضريح بسبب الحُشود المتدافعة.. رُحتُ أنظر إلى الضريح من بعيدٍ ولسان حالي :
💔 السَّلَامُ عَلَى الشِّفَاهِ الذَّابِلَاتِ..
💔السَّلَامُ عَلَى الدِّمَاءِ السَّائِلَاتِ، السَّلَامُ عَلَى الْأَعْضَاءِ الْمُقَطَّعَاتِ..
💔السَّلَامُ عَلَى الشَّيْبِ الْخَضِيبِ، السَّلَامُ عَلَى الْخَدِّ التَّرِيبِ ، السَّلَامُ عَلَى الْبَدَنِ السَّلِيبِ، السَّلَامُ عَلَى الثَّغْرِ الْمَقْرُوعِ بِالْقَضِيبِ..
😭سَلَامَ مَنْ لَوْ كَانَ مَعَكَ بِالطُّفُوفِ لَوَقَاكَ بِنَفْسِهِ حَدَّ السُّيُوفِ..
🔸في تلك اللحظة، شعرتُ أن غليان العشق في قلبي قد تأجّج ثم تفجَّر، وأن نفسي قد تقطَّعت لأشلاء..
إن الدنيا قد سقطَت من عيني من غير رَجعة {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ...}
لقد تمَّت البَيعة.. لكَ يا ربِّ دَمي ولَحمي وروحي ونفسي، وإنّ جنَّتي هي رضاكَ، فاجعَلني من أنصار حُجّتك على خلقِك واشفِي بِلحمي ودَمي ألَم إمامي الحسين ووَجع سيّدتي الزهراء عليهما السلام..
🔹وبينما أنا مُستغرقٌ في مناجاتي، شعرتُ وكأنّ أحدهم قد إقترب من خَلفي ووضع يدَه على كَتِفي، إلتفتُ إليه فإرتجفَ بَدني من أعلى رأسي إلى قدمَي..
إنّه هو ! ذلك الوَليّ الذي رأيته في صِغري عند الإمام الرضا ! إنه صاحب الزمان💓
🔸كنتُ أرتجف من هَيبته، مدهوشاً من جماله، آهٍ وكيف يَخفى عليكَ سيّدي كم بكَت عيناي لخسارتك، وكم لطمتُ صدري، وكيف أذاب الندم لَحمي على ذنوبٍ حالَت بيني وبينك، آهٍ كم أشتاق لتلك المَسحة التي مسحتَها يوماً على رأسي، وتلك البسمة التي تعلَّق بها قلبي.. آهٍ.. آهٍ..
🔹 أمسكَ بيدي واحتضنَني، ومسح على رأسي، كنتُ أستطيعُ سماع نبضاتِ قلبه الشريف في أُذني، وبينما أنا واضعٌ رأسي على صدره الشريف، همس في أذني :
✨ #كنت_في_انتظارك، ثم أكملَ {..وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ الله ۚ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}
🔸إقشَعَّر بدني من كلامه لكنّ ابتسامته قد أذابَت قلبي، ولو قلت أنها كانت بالنسبة لي أعظم من نعيم الجنّة ما كذَبت..
#يتبع 👇🏻
#دمعة_10
مَا إِن عَلَتْ صَرختِي بالتوبةِ متوسِلاً بالحُسَينِ (عليه السلام)، حتى تََكسَّرت كلُّ السلاسِل التي كانَت تُقيِّدني واخْتَفَتْ، وتغيَّر كُلُّ شيءٍ مِن حَولي، فكانَتْ السَّماء مُحْمَرَةً تَشوبُها غيومٌ سَوْداء، والهُدوءُ الصَّامتُ يَعُّمُ المكان، ثُمَّ أَبْصَرَتْ عيْنايَ منظراً مَهُولاً لا يحتملُه قلبُ إِنسان، أجسادٌ مَطروحةٌ على الرِمال والدِماءُ في كلِّ مكان، رماحٌ تخترقُ أجسامَ شهداءٍ وُجوهُهم كالبُدورِ السَّاطعة، كان مشهداً أليماً، أدركتُ حينَها أنَّ ما وصلنَا من كربلاء وهَوْلِ الفاجِعة لم يكن إلَّا القليل!
وإِذا بي أسمعُ صوتَ أنينٍ خافتٍ حزينٍ، مِلْتُ بِطَرفي ناحيةَ الصوت، فَرأيْتُ الحُسَيْن (عليه السلام) يقومُ من مصرعِ شهيدٍ يسطعُ من وجهِهِ النورُ لكنَّه مقطوعُ الكَفَّيْن! والسهمُ نابتٌ في العين! وقُربةُ ماءٍ مُمَزقةٍ بجانبِهِ قد غَرِقَتْ بدمائِه.. أفجعَ المشهدُ قلبي! ثُمَّ مَشَى الحُسَيْنُ (عليه السلام) وحيداً فريداً يُكَفْكِفُ دموعَ عيْنَيْه بكُمِّه! ثُمَّ نادى بصوتٍ وصلَ صَداهُ إلى السَّماء :
《 أمَا مِن ناصرٍ ينصرُني ؟!》
تقطَّع قلبي في هذه اللحظةِ الأليمةِ، وإنهمَلَتْ مِن عَيْنِي دمعةٌ ساخنةٌ سَالَتْ على خدِّي، ونظرتُ الى الحُسَيْنِ (عليه السلام) وبقلبٍ مُنكسِرٍ حزينٍ ناديتُهُ : 《 لَبَيْكَ يا حُسَيْن !!》
وفجأةً في تلكَ اللحظةِ انكشَفَتْ كلُّ الحُجُب عنِّي فَرأيْتُ بجانبِي صفوفاً من الأرواحِ من الأولينَ والآخرينَ يَقِفُونَ كمَوقِفِي ويُلَّبُون الحُسَيْن (عليه السلام) بِصَوتٍ واحدٍ 《لَبَيْكَ يا حُسَيْن!》
وبينَمَا أنا مُنْدَهِشٌ مِمَّا رأيتُه، سطعَ نورٌ قويٌّ في عَيْنَيّ، وسمعتُ إمرأةً تُنادي باكيةً :
《 لقد إِستيقظ! لقد إِستيقظ ببركةِ سيِّد الشُهداء (عليه السلام) !! 》
فتحتُ عينايَ وإِذَا بي أرَى نفسي مُحاطاً بالأطباءِ، وأُمِي واقفةٌ فوقَ رَأسِي والدُموعُ تنهمرُ من عيْنَيْهَا، وصَوتُ التلفازِ في الغرفةِ يَعلُو بمَجلسِ العَزاءِ على مُصَابِ سَيِّد الشُهداء (عليه السلام)، وشعرتُ في تلكَ اللحظةِ بسخونَةِ الدَّمعةِ على خَدِّي !!
كانَ لِسانُ حالِي في تلك اللحظاتِ : 《لِماذا أَرْجَعتُمُونِي من ذلك المكان ؟! لِماذا لَمْ تَترُكُوني في كربلاء؟! لِماذا حَرَمْتُمُونِي من الشهادةِ بين يَدَيّ الحُسَيْن (عليه السلام) ؟! 》
بعدَ هذِهِ الحادثةِ، بَقيتُ فترةً طويلةً في الفراشِ مغموماً مهموماً مُتألماً من مُصابِ أبِي عبدالله الحُسَيْن (عليه السلام)، ومنذُ ذلكَ الحين إِنقلَبَتْ أحوالِي، وإلتزمْتُ بعهدِي مع ربِّي وأهلِ البَيْتِ (عليه السلام) بهجرانِ جميعِ المعاصي والذُنوب، ولَمْ أترُكْ يوماً زيارةَ عاشوراء، فقد كانت نجاتي ببركةِ هذهِ الدمعةِ على سيّدِ الشُهداءِ (عليه السلام) !
وعملتُ جاهداً في إصلاحِ نَفسِي ومُراقبَتِهَا وسعيتُ لتقويةِ علاقتي مع إمامِ زماني (عج) حتى مَنَّ الله عليَّ برضاه (عج) عنِّي !
نعم ! إنّ الحُسَيْنَ (عليه السلام) لمَّا نادى يومَ عاشوراء 《أَمَا مِن نَاصِرٍ يَنْصُرُنِي》 كان يعلمُ حينها أنّه لم يكُنْ هناك من ناصرٍ حاضرٍ بِجَسَدِهِ لِيَنصُرَهُ، لكنهُ أرادَ أن يُوَجِهَ هذا النِدَاءَ إلى الأجيالِ القادمةِ، إلَيْكُم ! إلى كلّ شيعي، إلى كلّ شابٍ وفتاةٍ !!
وأنتُم من يُقررُ إِمّا تلبيةُ نداءِ الحُسَيْنِ (عليه السلام) ونُصرَتِهِ أو خِذلانِهِ بذنُوبِكُم كَمِا فعلَ مُعظَمُ أهلِ هذه الدُنيا !!
#دمعة
#الحلقة_الأخيرة
#أعظم_الله_أجوركم
مَا إِن عَلَتْ صَرختِي بالتوبةِ متوسِلاً بالحُسَينِ (عليه السلام)، حتى تََكسَّرت كلُّ السلاسِل التي كانَت تُقيِّدني واخْتَفَتْ، وتغيَّر كُلُّ شيءٍ مِن حَولي، فكانَتْ السَّماء مُحْمَرَةً تَشوبُها غيومٌ سَوْداء، والهُدوءُ الصَّامتُ يَعُّمُ المكان، ثُمَّ أَبْصَرَتْ عيْنايَ منظراً مَهُولاً لا يحتملُه قلبُ إِنسان، أجسادٌ مَطروحةٌ على الرِمال والدِماءُ في كلِّ مكان، رماحٌ تخترقُ أجسامَ شهداءٍ وُجوهُهم كالبُدورِ السَّاطعة، كان مشهداً أليماً، أدركتُ حينَها أنَّ ما وصلنَا من كربلاء وهَوْلِ الفاجِعة لم يكن إلَّا القليل!
وإِذا بي أسمعُ صوتَ أنينٍ خافتٍ حزينٍ، مِلْتُ بِطَرفي ناحيةَ الصوت، فَرأيْتُ الحُسَيْن (عليه السلام) يقومُ من مصرعِ شهيدٍ يسطعُ من وجهِهِ النورُ لكنَّه مقطوعُ الكَفَّيْن! والسهمُ نابتٌ في العين! وقُربةُ ماءٍ مُمَزقةٍ بجانبِهِ قد غَرِقَتْ بدمائِه.. أفجعَ المشهدُ قلبي! ثُمَّ مَشَى الحُسَيْنُ (عليه السلام) وحيداً فريداً يُكَفْكِفُ دموعَ عيْنَيْه بكُمِّه! ثُمَّ نادى بصوتٍ وصلَ صَداهُ إلى السَّماء :
《 أمَا مِن ناصرٍ ينصرُني ؟!》
تقطَّع قلبي في هذه اللحظةِ الأليمةِ، وإنهمَلَتْ مِن عَيْنِي دمعةٌ ساخنةٌ سَالَتْ على خدِّي، ونظرتُ الى الحُسَيْنِ (عليه السلام) وبقلبٍ مُنكسِرٍ حزينٍ ناديتُهُ : 《 لَبَيْكَ يا حُسَيْن !!》
وفجأةً في تلكَ اللحظةِ انكشَفَتْ كلُّ الحُجُب عنِّي فَرأيْتُ بجانبِي صفوفاً من الأرواحِ من الأولينَ والآخرينَ يَقِفُونَ كمَوقِفِي ويُلَّبُون الحُسَيْن (عليه السلام) بِصَوتٍ واحدٍ 《لَبَيْكَ يا حُسَيْن!》
وبينَمَا أنا مُنْدَهِشٌ مِمَّا رأيتُه، سطعَ نورٌ قويٌّ في عَيْنَيّ، وسمعتُ إمرأةً تُنادي باكيةً :
《 لقد إِستيقظ! لقد إِستيقظ ببركةِ سيِّد الشُهداء (عليه السلام) !! 》
فتحتُ عينايَ وإِذَا بي أرَى نفسي مُحاطاً بالأطباءِ، وأُمِي واقفةٌ فوقَ رَأسِي والدُموعُ تنهمرُ من عيْنَيْهَا، وصَوتُ التلفازِ في الغرفةِ يَعلُو بمَجلسِ العَزاءِ على مُصَابِ سَيِّد الشُهداء (عليه السلام)، وشعرتُ في تلكَ اللحظةِ بسخونَةِ الدَّمعةِ على خَدِّي !!
كانَ لِسانُ حالِي في تلك اللحظاتِ : 《لِماذا أَرْجَعتُمُونِي من ذلك المكان ؟! لِماذا لَمْ تَترُكُوني في كربلاء؟! لِماذا حَرَمْتُمُونِي من الشهادةِ بين يَدَيّ الحُسَيْن (عليه السلام) ؟! 》
بعدَ هذِهِ الحادثةِ، بَقيتُ فترةً طويلةً في الفراشِ مغموماً مهموماً مُتألماً من مُصابِ أبِي عبدالله الحُسَيْن (عليه السلام)، ومنذُ ذلكَ الحين إِنقلَبَتْ أحوالِي، وإلتزمْتُ بعهدِي مع ربِّي وأهلِ البَيْتِ (عليه السلام) بهجرانِ جميعِ المعاصي والذُنوب، ولَمْ أترُكْ يوماً زيارةَ عاشوراء، فقد كانت نجاتي ببركةِ هذهِ الدمعةِ على سيّدِ الشُهداءِ (عليه السلام) !
وعملتُ جاهداً في إصلاحِ نَفسِي ومُراقبَتِهَا وسعيتُ لتقويةِ علاقتي مع إمامِ زماني (عج) حتى مَنَّ الله عليَّ برضاه (عج) عنِّي !
نعم ! إنّ الحُسَيْنَ (عليه السلام) لمَّا نادى يومَ عاشوراء 《أَمَا مِن نَاصِرٍ يَنْصُرُنِي》 كان يعلمُ حينها أنّه لم يكُنْ هناك من ناصرٍ حاضرٍ بِجَسَدِهِ لِيَنصُرَهُ، لكنهُ أرادَ أن يُوَجِهَ هذا النِدَاءَ إلى الأجيالِ القادمةِ، إلَيْكُم ! إلى كلّ شيعي، إلى كلّ شابٍ وفتاةٍ !!
وأنتُم من يُقررُ إِمّا تلبيةُ نداءِ الحُسَيْنِ (عليه السلام) ونُصرَتِهِ أو خِذلانِهِ بذنُوبِكُم كَمِا فعلَ مُعظَمُ أهلِ هذه الدُنيا !!
#دمعة
#الحلقة_الأخيرة
#أعظم_الله_أجوركم