#دمعة
⏩ في الحلقة السابقة:
وبقيَتْ تمرُ أمام عينيَّ مشاهد حياتي أيام شبابي، وفجأةً ظهر أمام عيني مشهداً كان وَقعُهُ كالصاعقة عليَّ!!
◀️ #دمعة_4
لقد رأيتُ نفسي في أوائلِ مرحلةِ بُلوغي، وقد دخلتُ غرفتي، وأقفلتُ البابَ على نفسي ! وأخدتُ أتصفحُ صوراً لفتياتٍ سافراتٍ كان قد أغواني بها أحدُ رفاقِ السوء ! وما إن أمعنتُ النَظَرَ في صُورِ تلك السافراتِ حتى رأيتُ أنَّ صُورتِي المَلكُوتيةَ قد تَحوَّلت إلى هَيئةِ خِنزير !! وأصْبَحَت تَفُوحُ مِنِّي رائحةٌ نتنةٌ لم أشُمها في حياتي !! ثم أظْلمَت عليَّ الدُنيا، حتى أصْبَحْتُ في ظلامٍ دامسٍ ! وإذا بإبليس اللعين قد أقبلَ يُحرك ذَيلهُ ويزهو فَرَحاً مِمَا أصَابَنِي ! ثم أَخْرجَ حَبْلاً ولَفهُ حَولَ عُنُقِي وأخَذَ يَجُرُنِي ويَصِيحُ !!
ثم رأيتُ مَشْهداً آخراً أذهَلَنِي ! رأيتُ نَفسِي وقد جَلَستُ أُشَاهدُ التِلفازَ وقد حَانَ مَوعِدُ صَلاةِ المَغربِ وأذَّنَ المُؤَذّن، فرأيتُ كأنَّ السَّماءَ قَد انْشَقَّت، وَقَد هَبَطَ الى السَّماءِ الدُّنيا مَلائِكةٌ يَشِعُّ نورُهُم بَيْنَ الأرضِ والسَّماءِ، وقَد تَغمَّدُوا المُصَلينَ بعظيمِ الخيراتِ والبركاتِ مِن رحمةِ الله تبارك وتعالى، ثم رأيتُ أُناساً نُورُهُم يَغْشَى الأبصارَ وقد سَطَعَ نُورُهُم حتى غَطّى أَنوارَ الملائكةِ المُقرّبين ! ثم رأيتُهُم يَعرُجُونَ الى السماءِ ! مِنهُم ساجدٌ ومِنهُم راكعٌ ٌومِنهُم رافعٌ يَدَيهِ تِلقَاءَ وَجهِهِ في حَال القُنُوتِ ! وقد انحَنَى كُلّ المَلائِكة تَعظيماً وإجلالاً لهم حتى عبرُوا السماءَ الدُنيا وعَرَجُوا الى عِلّيين !
ثم نظرتُ الى نفسي وإذا بي ما زلتُ أشاهدُ التِلفازَ غيرَ مُبالٍ لوقتِ الصلاةِ التي ضيّعت فضيلتها ! وكُلمَا مرَّ الوقتُ كنتُ أرى وجهي يزدادُ سَواداً وظُلمةً ! حتى ذهبَ وقتُ الصلاةِ فرأيتُ نفسي قد أصبحتُ بِهيئةِ كلبٍ أسودٍ والدّود يدخلُ ويخرجُ من لَحمِي وجِلدِي ! ورائِحتِي أنتنُ من رائحةِ الجِيفةِ ! فتحسّرت وتألمتُ على تِلكَ الفُرصِ العظيمةِ التي ضَيّعتها والنّعم الإلهية الجسيمةِ التي حُرِمتُ منها ! والظّلم العظيمِ الذي أَلحقتهُ بِنَفسي فتألمتُ وبكيتُ !
ثم رأيتُ مشهداً ملأَ قَلبِي سُرُوراً وأُنساً ! لقد رأيتُ نَفسِي في إِحدَى ليالي الجُمُعة وقَد جلستُ على سَجادَتِي وشرعتُ بقراءةِ القرآنِ، فإذا بإبليسِ اللعينِ قد وَضَعَ أصَابِعَهُ في أُذُنَيهِ وَوَلّى هَارباً مَذعوراً، فكُلّ آيةٍ كنتُ اقرأُهَا كانَت تَتبَعُهُ بلهيبٍ حارقٍ ! ثم رأيتُ نفسي وقد شرعتُ بقراءةِ دُعاءِ كُمَيل والنُور قد غَشِيَنِي، وقد جَلَسَ المَلائكةُ عن يَمينِي وعن شِمالِي يستغفِرُونَ لي ويؤَمّنون على دُعائِي، ثم رأيتُ نفسي وقد سَالَت دُمُوعِي مِن خَشيةِ الله، وقد جَلَسَ ملكٌ كريمٌ بين يَديّ يلتقطُ دُمُوعِي ويغسِلُ بها عظيمَ ذُنوبِي وإِسرَافِي على نَفسِي !
فتَمنَيتُ لو أَني أفْنَيتُ عُمرِي وأنا على تلك الحَال من الذِكر والتَضَرّع والإِستغفارِ، لما رأيتُ من لذة حُبّ الله، وسِعةِ رَحمَتِهِ، وجَزِيلِ كَرَمِهِ، وعَظيمِ نِعَمِهِ وإِحسَانهِ !
#دمعة
#يتبع
⚫️ قناة الطريق إلى التوبة ⚫️
https://telegram.me/altauba
---------------
https://www.facebook.com/altaubaa
⏩ في الحلقة السابقة:
وبقيَتْ تمرُ أمام عينيَّ مشاهد حياتي أيام شبابي، وفجأةً ظهر أمام عيني مشهداً كان وَقعُهُ كالصاعقة عليَّ!!
◀️ #دمعة_4
لقد رأيتُ نفسي في أوائلِ مرحلةِ بُلوغي، وقد دخلتُ غرفتي، وأقفلتُ البابَ على نفسي ! وأخدتُ أتصفحُ صوراً لفتياتٍ سافراتٍ كان قد أغواني بها أحدُ رفاقِ السوء ! وما إن أمعنتُ النَظَرَ في صُورِ تلك السافراتِ حتى رأيتُ أنَّ صُورتِي المَلكُوتيةَ قد تَحوَّلت إلى هَيئةِ خِنزير !! وأصْبَحَت تَفُوحُ مِنِّي رائحةٌ نتنةٌ لم أشُمها في حياتي !! ثم أظْلمَت عليَّ الدُنيا، حتى أصْبَحْتُ في ظلامٍ دامسٍ ! وإذا بإبليس اللعين قد أقبلَ يُحرك ذَيلهُ ويزهو فَرَحاً مِمَا أصَابَنِي ! ثم أَخْرجَ حَبْلاً ولَفهُ حَولَ عُنُقِي وأخَذَ يَجُرُنِي ويَصِيحُ !!
ثم رأيتُ مَشْهداً آخراً أذهَلَنِي ! رأيتُ نَفسِي وقد جَلَستُ أُشَاهدُ التِلفازَ وقد حَانَ مَوعِدُ صَلاةِ المَغربِ وأذَّنَ المُؤَذّن، فرأيتُ كأنَّ السَّماءَ قَد انْشَقَّت، وَقَد هَبَطَ الى السَّماءِ الدُّنيا مَلائِكةٌ يَشِعُّ نورُهُم بَيْنَ الأرضِ والسَّماءِ، وقَد تَغمَّدُوا المُصَلينَ بعظيمِ الخيراتِ والبركاتِ مِن رحمةِ الله تبارك وتعالى، ثم رأيتُ أُناساً نُورُهُم يَغْشَى الأبصارَ وقد سَطَعَ نُورُهُم حتى غَطّى أَنوارَ الملائكةِ المُقرّبين ! ثم رأيتُهُم يَعرُجُونَ الى السماءِ ! مِنهُم ساجدٌ ومِنهُم راكعٌ ٌومِنهُم رافعٌ يَدَيهِ تِلقَاءَ وَجهِهِ في حَال القُنُوتِ ! وقد انحَنَى كُلّ المَلائِكة تَعظيماً وإجلالاً لهم حتى عبرُوا السماءَ الدُنيا وعَرَجُوا الى عِلّيين !
ثم نظرتُ الى نفسي وإذا بي ما زلتُ أشاهدُ التِلفازَ غيرَ مُبالٍ لوقتِ الصلاةِ التي ضيّعت فضيلتها ! وكُلمَا مرَّ الوقتُ كنتُ أرى وجهي يزدادُ سَواداً وظُلمةً ! حتى ذهبَ وقتُ الصلاةِ فرأيتُ نفسي قد أصبحتُ بِهيئةِ كلبٍ أسودٍ والدّود يدخلُ ويخرجُ من لَحمِي وجِلدِي ! ورائِحتِي أنتنُ من رائحةِ الجِيفةِ ! فتحسّرت وتألمتُ على تِلكَ الفُرصِ العظيمةِ التي ضَيّعتها والنّعم الإلهية الجسيمةِ التي حُرِمتُ منها ! والظّلم العظيمِ الذي أَلحقتهُ بِنَفسي فتألمتُ وبكيتُ !
ثم رأيتُ مشهداً ملأَ قَلبِي سُرُوراً وأُنساً ! لقد رأيتُ نَفسِي في إِحدَى ليالي الجُمُعة وقَد جلستُ على سَجادَتِي وشرعتُ بقراءةِ القرآنِ، فإذا بإبليسِ اللعينِ قد وَضَعَ أصَابِعَهُ في أُذُنَيهِ وَوَلّى هَارباً مَذعوراً، فكُلّ آيةٍ كنتُ اقرأُهَا كانَت تَتبَعُهُ بلهيبٍ حارقٍ ! ثم رأيتُ نفسي وقد شرعتُ بقراءةِ دُعاءِ كُمَيل والنُور قد غَشِيَنِي، وقد جَلَسَ المَلائكةُ عن يَمينِي وعن شِمالِي يستغفِرُونَ لي ويؤَمّنون على دُعائِي، ثم رأيتُ نفسي وقد سَالَت دُمُوعِي مِن خَشيةِ الله، وقد جَلَسَ ملكٌ كريمٌ بين يَديّ يلتقطُ دُمُوعِي ويغسِلُ بها عظيمَ ذُنوبِي وإِسرَافِي على نَفسِي !
فتَمنَيتُ لو أَني أفْنَيتُ عُمرِي وأنا على تلك الحَال من الذِكر والتَضَرّع والإِستغفارِ، لما رأيتُ من لذة حُبّ الله، وسِعةِ رَحمَتِهِ، وجَزِيلِ كَرَمِهِ، وعَظيمِ نِعَمِهِ وإِحسَانهِ !
#دمعة
#يتبع
⚫️ قناة الطريق إلى التوبة ⚫️
https://telegram.me/altauba
---------------
https://www.facebook.com/altaubaa
#دمعة
⏩ في الحلقة السابقة:
وبقيَتْ تمرُ أمام عينيَّ مشاهد حياتي أيام شبابي، وفجأةً ظهر أمام عيني مشهداً كان وَقعُهُ كالصاعقة عليَّ!!
◀️ #دمعة_4
لقد رأيتُ نفسي في أوائلِ مرحلةِ بُلوغي، وقد دخلتُ غرفتي، وأقفلتُ البابَ على نفسي ! وأخدتُ أتصفحُ صوراً لفتياتٍ سافراتٍ كان قد أغواني بها أحدُ رفاقِ السوء ! وما إن أمعنتُ النَظَرَ في صُورِ تلك السافراتِ حتى رأيتُ أنَّ صُورتِي المَلكُوتيةَ قد تَحوَّلت إلى هَيئةِ خِنزير !! وأصْبَحَت تَفُوحُ مِنِّي رائحةٌ نتنةٌ لم أشُمها في حياتي !! ثم أظْلمَت عليَّ الدُنيا، حتى أصْبَحْتُ في ظلامٍ دامسٍ ! وإذا بإبليس اللعين قد أقبلَ يُحرك ذَيلهُ ويزهو فَرَحاً مِمَا أصَابَنِي ! ثم أَخْرجَ حَبْلاً ولَفهُ حَولَ عُنُقِي وأخَذَ يَجُرُنِي ويَصِيحُ !!
ثم رأيتُ مَشْهداً آخر أذهَلَنِي ! رأيتُ نَفسِي وقد جَلَستُ أُشَاهدُ التِلفازَ وقد حَانَ مَوعِدُ صَلاةِ المَغربِ وأذَّنَ المُؤَذّن، فرأيتُ كأنَّ السَّماءَ قَد انْشَقَّت، وَقَد هَبَطَ الى السَّماءِ الدُّنيا مَلائِكةٌ يَشِعُّ نورُهُم بَيْنَ الأرضِ والسَّماءِ، وقَد تَغمَّدُوا المُصَلينَ بعظيمِ الخيراتِ والبركاتِ مِن رحمةِ الله تبارك وتعالى، ثم رأيتُ أُناساً نُورُهُم يَغْشَى الأبصارَ وقد سَطَعَ نُورُهُم حتى غَطّى أَنوارَ الملائكةِ المُقرّبين ! ثم رأيتُهُم يَعرُجُونَ الى السماءِ ! مِنهُم ساجدٌ ومِنهُم راكعٌ ٌومِنهُم رافعٌ يَدَيهِ تِلقَاءَ وَجهِهِ في حَال القُنُوتِ ! وقد انحَنَى كُلّ المَلائِكة تَعظيماً وإجلالاً لهم حتى عبرُوا السماءَ الدُنيا وعَرَجُوا الى عِلّيين !
ثم نظرتُ الى نفسي وإذا بي ما زلتُ أشاهدُ التِلفازَ غيرَ مُبالٍ لوقتِ الصلاةِ التي ضيّعت فضيلتها ! وكُلمَا مرَّ الوقتُ كنتُ أرى وجهي يزدادُ سَواداً وظُلمةً ! حتى ذهبَ وقتُ الصلاةِ فرأيتُ نفسي قد أصبحتُ بِهيئةِ كلبٍ أسودٍ والدّود يدخلُ ويخرجُ من لَحمِي وجِلدِي ! ورائِحتِي أنتنُ من رائحةِ الجِيفةِ ! فتحسّرت وتألمتُ على تِلكَ الفُرصِ العظيمةِ التي ضَيّعتها والنّعم الإلهية الجسيمةِ التي حُرِمتُ منها ! والظّلم العظيمِ الذي أَلحقتهُ بِنَفسي فتألمتُ وبكيتُ !
ثم رأيتُ مشهداً ملأَ قَلبِي سُرُوراً وأُنساً ! لقد رأيتُ نَفسِي في إِحدَى ليالي الجُمُعة وقَد جلستُ على سَجادَتِي وشرعتُ بقراءةِ القرآنِ، فإذا بإبليسِ اللعينِ قد وَضَعَ أصَابِعَهُ في أُذُنَيهِ وَوَلّى هَارباً مَذعوراً، فكُلّ آيةٍ كنتُ اقرأُهَا كانَت تَتبَعُهُ بلهيبٍ حارقٍ ! ثم رأيتُ نفسي وقد شرعتُ بقراءةِ دُعاءِ كُمَيل والنُور قد غَشِيَنِي، وقد جَلَسَ المَلائكةُ عن يَمينِي وعن شِمالِي يستغفِرُونَ لي ويؤَمّنون على دُعائِي، ثم رأيتُ نفسي وقد سَالَت دُمُوعِي مِن خَشيةِ الله، وقد جَلَسَ ملكٌ كريمٌ بين يَديّ يلتقطُ دُمُوعِي ويغسِلُ بها عظيمَ ذُنوبِي وإِسرَافِي على نَفسِي !
فتَمنَيتُ لو أَني أفْنَيتُ عُمرِي وأنا على تلك الحَال من الذِكر والتَضَرّع والإِستغفارِ، لِما رأيتُ من لذة حُبّ الله، وسِعةِ رَحمَتِهِ، وجَزِيلِ كَرَمِهِ، وعَظيمِ نِعَمِهِ وإِحسَانهِ !
#دمعة
#يتبع
⏩ في الحلقة السابقة:
وبقيَتْ تمرُ أمام عينيَّ مشاهد حياتي أيام شبابي، وفجأةً ظهر أمام عيني مشهداً كان وَقعُهُ كالصاعقة عليَّ!!
◀️ #دمعة_4
لقد رأيتُ نفسي في أوائلِ مرحلةِ بُلوغي، وقد دخلتُ غرفتي، وأقفلتُ البابَ على نفسي ! وأخدتُ أتصفحُ صوراً لفتياتٍ سافراتٍ كان قد أغواني بها أحدُ رفاقِ السوء ! وما إن أمعنتُ النَظَرَ في صُورِ تلك السافراتِ حتى رأيتُ أنَّ صُورتِي المَلكُوتيةَ قد تَحوَّلت إلى هَيئةِ خِنزير !! وأصْبَحَت تَفُوحُ مِنِّي رائحةٌ نتنةٌ لم أشُمها في حياتي !! ثم أظْلمَت عليَّ الدُنيا، حتى أصْبَحْتُ في ظلامٍ دامسٍ ! وإذا بإبليس اللعين قد أقبلَ يُحرك ذَيلهُ ويزهو فَرَحاً مِمَا أصَابَنِي ! ثم أَخْرجَ حَبْلاً ولَفهُ حَولَ عُنُقِي وأخَذَ يَجُرُنِي ويَصِيحُ !!
ثم رأيتُ مَشْهداً آخر أذهَلَنِي ! رأيتُ نَفسِي وقد جَلَستُ أُشَاهدُ التِلفازَ وقد حَانَ مَوعِدُ صَلاةِ المَغربِ وأذَّنَ المُؤَذّن، فرأيتُ كأنَّ السَّماءَ قَد انْشَقَّت، وَقَد هَبَطَ الى السَّماءِ الدُّنيا مَلائِكةٌ يَشِعُّ نورُهُم بَيْنَ الأرضِ والسَّماءِ، وقَد تَغمَّدُوا المُصَلينَ بعظيمِ الخيراتِ والبركاتِ مِن رحمةِ الله تبارك وتعالى، ثم رأيتُ أُناساً نُورُهُم يَغْشَى الأبصارَ وقد سَطَعَ نُورُهُم حتى غَطّى أَنوارَ الملائكةِ المُقرّبين ! ثم رأيتُهُم يَعرُجُونَ الى السماءِ ! مِنهُم ساجدٌ ومِنهُم راكعٌ ٌومِنهُم رافعٌ يَدَيهِ تِلقَاءَ وَجهِهِ في حَال القُنُوتِ ! وقد انحَنَى كُلّ المَلائِكة تَعظيماً وإجلالاً لهم حتى عبرُوا السماءَ الدُنيا وعَرَجُوا الى عِلّيين !
ثم نظرتُ الى نفسي وإذا بي ما زلتُ أشاهدُ التِلفازَ غيرَ مُبالٍ لوقتِ الصلاةِ التي ضيّعت فضيلتها ! وكُلمَا مرَّ الوقتُ كنتُ أرى وجهي يزدادُ سَواداً وظُلمةً ! حتى ذهبَ وقتُ الصلاةِ فرأيتُ نفسي قد أصبحتُ بِهيئةِ كلبٍ أسودٍ والدّود يدخلُ ويخرجُ من لَحمِي وجِلدِي ! ورائِحتِي أنتنُ من رائحةِ الجِيفةِ ! فتحسّرت وتألمتُ على تِلكَ الفُرصِ العظيمةِ التي ضَيّعتها والنّعم الإلهية الجسيمةِ التي حُرِمتُ منها ! والظّلم العظيمِ الذي أَلحقتهُ بِنَفسي فتألمتُ وبكيتُ !
ثم رأيتُ مشهداً ملأَ قَلبِي سُرُوراً وأُنساً ! لقد رأيتُ نَفسِي في إِحدَى ليالي الجُمُعة وقَد جلستُ على سَجادَتِي وشرعتُ بقراءةِ القرآنِ، فإذا بإبليسِ اللعينِ قد وَضَعَ أصَابِعَهُ في أُذُنَيهِ وَوَلّى هَارباً مَذعوراً، فكُلّ آيةٍ كنتُ اقرأُهَا كانَت تَتبَعُهُ بلهيبٍ حارقٍ ! ثم رأيتُ نفسي وقد شرعتُ بقراءةِ دُعاءِ كُمَيل والنُور قد غَشِيَنِي، وقد جَلَسَ المَلائكةُ عن يَمينِي وعن شِمالِي يستغفِرُونَ لي ويؤَمّنون على دُعائِي، ثم رأيتُ نفسي وقد سَالَت دُمُوعِي مِن خَشيةِ الله، وقد جَلَسَ ملكٌ كريمٌ بين يَديّ يلتقطُ دُمُوعِي ويغسِلُ بها عظيمَ ذُنوبِي وإِسرَافِي على نَفسِي !
فتَمنَيتُ لو أَني أفْنَيتُ عُمرِي وأنا على تلك الحَال من الذِكر والتَضَرّع والإِستغفارِ، لِما رأيتُ من لذة حُبّ الله، وسِعةِ رَحمَتِهِ، وجَزِيلِ كَرَمِهِ، وعَظيمِ نِعَمِهِ وإِحسَانهِ !
#دمعة
#يتبع