#عـــــــاشــــــــوراء
#تكملة
#قصة_توبة_الحر بن يزيد الرياحي



- ان الحديث النبوي الشريف يقول : " اذا عملت سيئة ، فأعمل حسنة تمحوها "

وهو قد عمل سيئة وكانت سيئة كبيرة جداً ، وهو يتحمل عار قتل الامام ... اذا قُتل.
والعار لا يغسله الا الدم . وما دام ان الجريمة كبيرة فلا بد ان يكون " التكفير " بحجمه.
ولهذا فقد بادر الامام وعيناه مغرورقتان في رمال الارض :
- يا بن رسول الله كنت اول خارج عليك . فأذن لي ان اكون اول قتيل بين يديك. فلعلي اكون ممن يصافح جدك محمداً غداً؟
- افعل ان شئت. فأنت ممن تاب الله عليه وهو التواب الرحيم.

لحظات وبعدها كان " الحر " يقف امام الجيش الذي تمرد عليه.
واندهش الجنود.
وقف وسط الساحة وضرب برمحه في الرمال وصاح بهم :
- "لأمكم الهبل والعبر" .

" أدعوتم هذا العبد الصالح، حتى اذا جاءكم اسلتموه، وزعمتم انكم قاتلوا انفسكم دونه، ثم عدوتم عليه لتقتلوه . امسكتم بنفسه . واخذتم بكلكله . واحطتم به من كل جانب تمنعوه التوجه الى بلاد الله العريضة . فصار كالاسير في ايديكم لا يملك لنفسه نفعاً ولا يدفع عنها ضراً . وحلأتموه " منعتوه " ونسائه وصبيته عن ماء الفرات الجاري. تشربه اليهود والنصارى والمجوس وتمرغ فيه خنازير السواد وكلابه - وهاهم صرعى العطش.
" بئسما خلفتم محمداً في ذريته . لا سقاكم الله يوم الظمأ ان لم تتوبوا وتنزعوا عما انتم عليه من يومكم هذا وساعتكم هذه..."
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
وكانت خطبته هذه نداءاً للتمرد على جيش العدو . لانه جيش لا ضمير له.
وقد وجد " نداء التمرد " من يتأثر به .
فها هو "ابن الحر" يهرب من صفوف العدو ليلتحق بأبيه ولكن العدو لا يتركه بل يحيط به ويدخل معه في معركة عنيفة. حاول الحر ان يعين ابنه على العدو ولكنه عندما هزم المجموعة التي احاطت به كان ابنه جثة بلا حراك . فنظر اليه بفرح وقال:
- الحمدلله الذي رزقك الشهادة...
كانت المجموعة التي قتلت ابن الحر عادت لتطويق الحر نفسه ومع هجوم اخيه - وكان قد جرد سيفه ورفع درعه- فظنت المجموعة انه ينوي مقاتلة الحر فتركوا له المجال لكي يتقاتل الاخوان فيما بينهم.
وفي لحظة من لحظات الايمان الرائعة التقى الاخوان ورفعا سيفهما في السماء وتعانقا بحرارة . كأنهما يحتفلان بالحرية وهما يتمردان على اوامر الامير.
ثم بدءا معاً الهجوم المعاكس.
وسقط " الحر " .
وسقط اخوه.
شهيدين في سبيل الله .
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
ولما حملوا جسم الحر الى الامام ، اخذ الامام يمسح الدم والتراب من وجهه ، ويقول له: - "مااخطأت امك اذ سمتك حراً ... انت الحر في الدنيا ... وانت الحر في الاخرة."


#يتبع

.

#عـــــــاشــــــــوراء

#موقف_ابا_الفضل_العباس_ع
في يوم عاشوراء


- عندما نظم الامام صفوف الثوار، سلم البيرق الى اخيه من ابيه ابا الفضل وبذلك فرض عليه ان يكون اخر من ينزل المعركة ، لان البيرق يجب ان يرفرف حتى اخر رجل.
كان عمره يومئذ خمساً واربعين عاماً. وكان غاية في الرشاقة والجمال حتى ان رفاقه اعطوه لقب " قمر بني هاشم " فلم يكن اجمل منه في العائلة كلها .
كان له دور رئيس الاركان في كل مراحل المعركة ، فكان هو المعني بتنظيم حركة القتال.
وهو المعني بقضايا النساء والاطفال.
بقي مع الامام طيلة ساعات الحرب ، لم يفارقه لحطة.
◇◇◇◇◇◇◇◇◇
وعندما انتهى كل رجال الثورة وتحولوا من مقاتلين الى جثث موزعة على رمال الارض.
اشترك في هجوم مزدوج. هو هاجم على ميمنة العدو، والحسين هاجم على ميسرة العدو ثم رجعا الي مقر القيادة...
وهنا حاول ان يحصل على اذن من الامام بخوض معركة الشرف. ولكن الامام رفض.
كان الامام قائد ويجب ان يلتزم اوامره ، بعد فترة طلب مرة اخرى من الامام الاذن وقال فيما قال:
- اخي ، لقد ضاق صدري من هؤلاء المنافقين ، واريد ان أخذ ثأري منهم ، وألح على الامام .
فقال له الامام :
- ان كان ولا بد. فأطلب لهؤلاء الاطفال والنسوة ماء.
فخرج العباس يفكر في طريقة للوصول الى نهر الفرات فكان النهر محاطاً بالجنود فعليه ان يسلك طريقاً بين الاشجار ليصل اليه .
◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇
ولكن كيف يُغفل العدو؟
جاء الى الميدان وصاح في قائد الجيش:
- ياعمر بن سعد، هذا الحسين ابن بنت رسول الله قد قتلتم اصحابه واهل بيته وهؤلاء عياله واولاده عطاشى فأسقوهم من الماء فقد احرق الضمأ قلوبهم .
فجاءه الجواب:
- يابن ابي تراب... لو كان وجه الارض كله ماء وهو تحت ايدينا لما اسقيناكم منه قطرة الا ان تدخلوا في بيعة يزيد.
ومع طلب الماء فهم العدو انهم آيسين من الحصول عليه.
وبعد ذلك خرج من وراء الخيام وسلك طريقاً فرعياً ضيقاً بين النخيل وفاجئ العدو من الخلف فأنكشفوا ودخل نهر الفرات.
وبسرعة ملأ القربة التي كان يحملها .
ثم مد كفيه وملأها وكاد ان يشرب الا انه تذكر ...
تذكر عطش اخيه القائد ... وتذكر عطش النساء والاطفال.
فرمى الماء، وقفل راجعاً ،وكان ينشد:

يانفس من بعد الحسين هوني
وبـــعــــده لا كنـــت ان تــــــكـــونـــي

هذا حســــيــــن شـــــارب المنـــــونِ
وتـــــشــــــربـــيـــــن بـــارد المــــــعيـــــنِ

تـــــالله مــــا هـــذا فـــعـــال ديـــنــــي
ولا فـــــعــــال صــــــــادق اليـــقــــيـــنِ

انه لم يشرب وفاء للقائد، ومواساة للصغار.

■■■■■■■■■■■

ولكن ماذا لو كان شرب؟
حتماً لم يكن يحدث شيء ، ولكن اسماك النهر لم تكن تشهد له بعظمة الاخلاق ولا كان الانسان يذكره كأعظم مقاتل عرفه تاريخ الوفاء.
كان يلف حول النخيل للتخفي وكان همه ان يوصل الماء الى الامام ولكن كثرة جنود العدو منعته من الانفلات وحاصروه بين النخيل. ودخلوا معه في معركة.
وكانت معركته معركة الشرف مع النذالة ، معركة الحق مع الباطل، معركة الرجولة مع الجبن.
انه كان يقاتل ويزأر ... ويتقدم...
غير ان العدو كمن له من وراء النخيل وقطع يمينه فالتقط السيف باليسار، ومره اخرى كمنوا له وقطعوا يساره .
ونظر الى القربة رأها لا تزال سليمه فحطها على قربوس الفرس بينما امسك عنقها بأسنانه.
لم يصب العباس باليأس رغم انهم قطعوا يديه ولكنه كان يعرف انه ليس بعيداً عن الشهادة.
كانت يداه تنزفان دماً ولكن كان امله بالقربة ليوصلها الى الخيام بأقرب وقت.
ولكن امله لم يدم طويلاً فقد رماه العدو بالسهام واصاب القربة سهم واريق الماء...
وهنا توقف العباس واحس بالآم يديه احس ان كل قطعه من جسده تؤلمه.
كان الماء ينشف في رمال الارض بينما كان صوت الاطفال يرتفع
العطش... العطش... الماء... الماء...
وجاء عمود على رأسه واصابه سهم في عينه وطعنه جندي في ظهره وسقط على الارض.
وسقط معه البيرق.
وكان الامام يراقب تحركات العباس بين النخيل من خلال البيرق وعندما سقط البيرق عرف الامام حقيقة ما حدث.
فأسرع الى مصرعه.
وعندما وصل كان العباس يجود بنفسه . فسمع صوت قادم وظن انه يريد ان يحتز رأسه لان عينه اليمنى كانت مصابه بسهم وعينه اليسرى كانت ممتلئه بالدم فقال:
- ياهذا... بالله عليك امهلني حتى اودع اخي.!
ومع الدموع اجابه الامام:
- فداك اخوك ... انا اخوك...
ورمى بنفسه على الارض ولما اراد حمله الى الخيام بجنب اخوته وبني عمه التمس منه ان يتركه حيث هو وعندما سأله عن السبب قال:
- اخي ... لقد وعدت سكينه والاطفال بالماء ولا اريد ان يروني فيتذكروا الوعد ....
وطارت روحه الى السماء.



#يتبع

#خادمة_الزهراء

🌸 الطريق إلى التوبة 🌸
https://telegram.me/altauba
---------------
https://www.facebook.com/altaubaa

#عـــــــاشــــــــوراء

#دور_المرأة_في_الثورة

يبدو ان الامام الحسين (عليه السلام) اراد ان يؤكد ان المرأة الضعيفة التي كانت طعمه للوأد في الجاهلية القديمة والجاهلية الحديثة
ان هذه المرأة بأمكانها ان تصنع البطولة .
واراد ان يقول ان لكل ثورة جانبين جانب الرسالة وجانب الدم وقد قدم الحسين الدم ، بينما حملت المرأة الرسالة.
والمرأة - اية امراة - بأستطاعتها ان تتحمل مسؤولية الكلمة كما قامت بذالك زينب. بل بأستطاعة المرأة ان تتحول الى " وزارة اعلام " للثائرين.
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
لقد قتل من اخوة زينب ثمانية عشر وقتل اولادها الاربعة . وعندما سقط الحسين وهجم العدو على الخيام سحقوا خمسين طفل وطفلة من عائلة الامام . ولكن زينب لم تستلم فهي لم تتحمل مسؤولية الاطفال فحسب وانما حملت رسالة الدماء التي اريقت في كربلاء ايضاً .
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
ان اول ماكان يريده العدو اخفاء الامام جسداً وقضية. لذلك سحقوا جسد الامام لكي لا يبقى له اثر.
وعرفت زينب مايرمي له العدو فجاءت تمر على جثث الشهداء الى ان وصلت الى الجثمان الشريف لجسد سيد الشهداء فرمت بنفسها على بقايا الجثمان لتعلن للتاريخ ان هاهنا سقط ابو عبدالله الحسين وهنا راية الثورة !
ثم قالت بقوة الابطال موجهة خطاباً الى معسكر ابن سعد الذي بلغ نشوة الانتصار :
- " ولينصبن على قبر ابي عبدالله علم، وليجتهدن ائمة الضلال على طمسه فلا يزداد الا انتشاراً "
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
ولو لم تكن تسبى هذه النسوة الطاهرات لأمكن ان الثورة كانت تخنق في كربلاء وكانت ستصل الى الناس مشوشة.
ولهذا حمل الحسين عائلته معه ومن اجل ان تعرف كل امرأة اليوم
انها ليست خارج دائرة المسؤولية فالجانب المكمل لثورة عاشوراء (الزوجة، الاخت)
وعليهن اليوم تقع مسؤولية اكمال ثورات الرجال.

#يتبع

#عـــــــاشــــــــوراء
#القسم_الثاني

سيرة عاشوراء

▪الفصل الاول

¤البدايات

- يزيد في سدة الحكم

مات معاوية بدمشق للنصف من رجب سنة ستين للهجرة.
وكان ابنه يزيد حينذاك في (حوران) فأخذ (الضحاك بن قيس ) اكفانه وصلى عليه وقام بدفنه وارسل رسولاً الى يزيد يعزيه بأبيه ويطلب منه الاسراع بالقدوم ليأخذ البيعة من الناس.
فلما قرأ يزيد الكتاب...
سار الى دمشق فوصلها بعد ثلاثة ايام من دفن ابيه.
ثم كتب الى (الوليد بن عتبة) وكان والي معاوية على المدينة واوصاه بأخذ البيعة من اهل المدينة ثم ارفق الكتاب بصحيفة صغيرة جاء فيها:
" خذ الحسين ، وعبدالله بن عمر، وعبد الرحمن بن ابي بكر، وعبد الله بن الزبير بالبيعة اخذاً شديداً، ومن ابى منهم فأضرب عنقه وابعث الي برأسه "
فقام الوليد باستدعاء كل من الحسين وابن الزبير نصف الليل ليغتنم فرصة مبايعتهما قبل الناس وكانوا في مسجد الرسول (صلى الله عليه وآله) فأرتاب الزبير من هذه الدعوة، بينما صار الحسين (عليه السلام) في ثلاثين من مواليه واهل بيته بالسلاح ليكونوا على الباب فيمنعون عنه الاذى.
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
ولما استقر المجلس بأبي عبدالله نعى الوليد اليه معاوية ثم عرض عليه البيعة ليزيد فقال الحسين (عليه السلام) : " ان مثلي لا يبايع سراً فاذا دعوت الناس الى البيعة دعوتنا معهم فكان امراً واحداً " ...
فأقتنع الوليد منه، لكن (مروان بن الحكم) ابتدر قائلاً: " ان فارقك الساعة ولم يبايع لم تقدر منه على مثلها ، حتى تكثر القتلى بينكم ولكن احبس الرجل حتى يبايع او تضرب عنقه...! "
فصاح فيه الحسين : " يابن الزرقاء انت تقتلني ام هو؟ كذبت واثمت.."
ثم التفت الامام الى الوليد وقال: " انا اهل بيت النبوة ومعدن الرسالة... ومثلي لايبايع مثله..."
فأغلظ الوليد في كلامه وارتفعت الاصوات فسمعه اصحاب الحسين فهجموا واخرجوا الحسين الى منزله سالماً.
فقال مروان للوليد : " عصيتني فوالله لا يمكنك على مثلها ...
فأجابه الوليد : " بخ غيرك يامروان !!! اخترت لي ما فيه هلاك ديني، أقتل حسيناً ان قال لاابايع ؟!
والله لا اظن ان امرء يحاسب بدم الحسين الا خفيف الميزان يوم القيامةولا ينظر الله اليه ولا يزكيه وله عذاب اليم.!"


#يتبع
#خادمة_الزهراء

🌸 الطريق إلى التوبة 🌸
https://telegram.me/altauba
---------------
https://www.facebook.com/altaubaa

#عـــــــاشــــــــوراء

الهجرة الى بيت الله

في اليوم الثاني كان الامام الحسين (عليه السلام) يتهيء للهجرة الى مكة بعد ان ترك وصيته يعلن فيها عزمه على التغيير والاصلاح مهما كلف الثمن وجاء فيها :

" بسم الله الرحمن الرحيم - هذا ما اَوْصى بِهِ الْحُسَينُ بْنُ عَلِي اِلى اَخيِهِ مُحَمّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ:

اَنَّ الْحُسَيْنَ يَشْهَدُ اَنْ لا اِلهَ اِلا اللّه وَحَدهُ لا شَرِيْكَ لَهُ
وَاَنَّ مُحَمَّدا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ جاءَ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِهِ
وَاَنَّ الْجَنَّةَ حَقُّ وَالنّارَ حَقٌ وَالسَّاعَةَ آتِيَةٌ لارَيْبَ فيها
وَاَنَّ اللّه يَبْعَثُ مَنْ فِى الْقُبُورِ
وَاَنَّى لَمْ اَخْرُجْ اَشِراً وَلا بَطِراً وَلا مُفْسِداً وَلا ظالِماً
وَإنَّما خَرَجْتُ لِطَلَبِ اْلا صْلاحِ فِى اُمَّةِ جَدِّى (صلى اللّه عليه و آله)
أرِيدُ اَنْ آمُرَ بِالْمَعْرُوفِ وَاَنْهى عَنِ الْمُنْكَرِ
وَأَسيرَ بِسِيرَةِ جَدِّى وَاَبى على بْنِ أَبِى طالِبٍ
فَمَنْ قَبِلَنى بِقَبُولِ الْحَقِّ فَاللّه أَوْلى بِالْحقِّ
وَمَنْ رَدَّ عَلَىّ هذا اَصْبِرُ حَتّى يَقْضِيَ اللّهُ بَيْنِى وَبَيْنَ الْقَومِ
وَهُوَ خَيْرُالْحاكِمِينَ..."

وتم مغادرة الامام للمدينة باتجاه مكة ليلة الاحد ليومين بقيا من رجب ومعه بنوه واخوته وبنو اخيه الحسن واهل بيته وهو يقرأ:

" فخرج منها خائفاً يترقب قال ربي نجني من القوم الظالمين "

ولزم الطريق الذي يسلكه
عامة الناس ودخل مكة يوم الجمعة لثلاث مضين من شعبان وهو يقرأ :

" ولما توجه تلقاء مدين قال عسى ربي ان يهديني سواء السبيل "

فنزل دار العباس بن عبد المطلب وبدأ اهل مكة والافاق يفدون اليه ويسمعون كلامه وانتشر في كل مكان غضبه على الحكم الجديد ورفضه مبايعة يزيد.
وكتب رسالة واحدة في مضمونها الى خمسة من روؤساء البصرة. وارسلها مع مولى له يقال له سليمان.


#يتبع

#عـــــــاشــــــــوراء
الفصل الثاني

مسلم بن عقيل ممثل الامام الى اهل الكوفة

وبعث الامام مع مسلم بن عقيل (قيس بن مسهر الصيداوي) و (عمارة بن عبدالله السلولي) و(عبدالرحمن بن عبدالله الازدي) وامره بتقوى الله والنظر فيما اجتمع عليه اهل الكوفة فأن رأى الناس مجتمعين مستوثقين عجل اليه برسالة يخبره فيها بآمرهم.
فخرج مسلم من مكة للنصف من شهر رمضان متوجهاً للمدينة وودع اهله .
ولخمس خلون من شوال دخل الكوفة فنزل في دار ( المختار بن ابي عبيدالثقفي)
وكان شريفاً في قومه كريماً عالي الهمة .
فجاء الناس الى مسلم في دار المختار يرحبون به مما زاد سروره وابتهاجه.
فعندما قرأ عليهم كتاب الحسين (عليه السلام)
قام عابس بن شبيب الشاكري وقال :
" اني لا اخبرك عن الناس ولا اعلم مافي نفوسهم ولا اغرك بهم . والله اني احدثك عما انا موطن عليه نفسي . والله لأجيبنكم اذا دعوتم ولأقاتلن معكم عدوكم ولأضربن بسيفي دونكم حتى القى الله لا اريد بذلك الا ما عند الله"

وقال حبيب بن مظاهر :
( قد قضيت ما في نفسك بواجز من قولك ، وانا والله الذي لا اله الا هو مثل ما انت عليه )

وقال سعيد بن عبدالله الحنفي مثل قولهما ...

واقبل الناس يبايعونه حتى احصى ديوانه ثمانية عشر الفاً وقيل اكثر من ذلك ...

فكتب مسلم الى الحسين رسالة بعثها مع عابس بن شبيب الشاكري يخبره باجتماع اهل الكوفة على طاعته وجاء فيها :
" الرائد لا يكذب اهله ، وقد بايعني من اهل الكوفة ثمانية عشر الفاً فعجل الاقبال حين يأتيك كتابي "
وضم مع رسالته رساله من اهل الكوفة وفيها:
" عجل القدوم يابن رسول الله فأن لك في الكوفة مائة الف سيف فلا تتأخر "
وكان ذلك قبل مقتل مسلم بسبعة وعشرين ليلة.

ثم امر يزيد عبيد الله بن زياد ان يكون والياً للكوفة .
فتعجل بن زياد المسير الى الكوفة.
وحين دخل الكوفة جمع ابن زياد الناس في الجامع الاعظم وخطبهم وحذرهم ومناهم العطية وقال :

" ايما عريف وجد عنده احد من بغية امير المؤمنين ( يزيد بن معاوية ) ولم يرفعه الينا صلب على باب داره.


#يتبع

.

#عـــــــاشــــــــوراء

الفصل الثاني

الحسين يخرج الى كربلاء

لما بلغ الحسين ان يزيد انفذ (عمرو بن سعيد بن العاص) في عسكر وامره على الحج واوصاه الهتك بالحسين اينما وجد ، عزم على الخروج من مكة قبل اتمام الحج واقتصر على العمرة كراهية ان تستباح به حرمة البيت.

وقبل ان يخرج قام خطيباً فقال:

 «الحَمدُ للهِ، ومَا شاءَ الله، ولا قُوّة إلّا بالله، وصلّى الله على رسوله، خُطّ المَوتُ على وِلدِ آدم مخطّ القِلادَة على جِيدِ الفَتاة، وما أولَهَني إلى أسلافي اشتياقَ يَعقُوبَ إلى يوسف، وخيّر لي مَصرعٌ أنا لاقيه، كأنّي بأوصالي تقطِّعُها عسلان الفلاة بين النّواوِيسِ وكَربلاء، فيملأنّ منّي أكراشاً جوفاً، وأجربة سغباً لا مَحيصَ عن يومٍ خُطّ بالقلم، رِضا الله رِضَانا أهل البيت، نصبر على بلائه، ويوفِّينا أجور الصابرين، لن تشذّ عن رسول الله لَحمته، بل هي مجموعة له في حضيرة القدس، تقرُّ بهم عَينه، وينجزُ بهمْ وَعدَه. من كان باذلاً فِينَا مهجتَه، وموطِّناً على لِقَاء الله نفسه، فلْيَرْحَل مَعَنا، فإنِّي راحلٌ مُصبِحاً إن شاء الله تعالى»

وكان خروجه من مكة لثمان مضين من ذي الحجة ومعه اهل بيته ومواليه .

ولم يبق احد من اهل مكة الا حزن عليه ولما اكثروا القول عليه انشد:

سأمضي وما بالموت عار على الفتى
اذا مانــــوى حــــــقـــاً وجــــاهـــــد مســـلـــــماً

وواســــى الرجال الـــصــالحين بنفسه
وفــــارق مثــــــبــــــــوراً وخــالـــف مجــرماً

ثم تلا قوله تعالى:
" وكان امر الله قدراً مقدوراً "

#يتبع

#عـــــــاشــــــــوراء

التحاق زهير بن القين بقافلة الحسين

ولما نزل الحسين في زرود ، نزل بالقرب منه زهير بن القين البجلي وكان غير مشايع له ويكره النزول معه. لكن الماء جمعهم في المكان.
وبينما زهير وجماعته على طعام صنع لهم. اذ اقبل رسول الحسين يدعو زهيراً الى ابي عبدالله فتوقف زهير عن الاجابة الا ان امراءته (دلهم بنت عمرو) حثته على المسير اليه وسماع كلامه .
فمشى زهير الى الحسين ومااسرع ان عاد الى اصحابه فرحاً وحول الى جهة سيد شباب اهل الجنة.
وقال لامرأته : الحقي باهلك فأني لا احب ان يصيبك بسببي الا خير.
الا ان زوجته رفضت ان تتركه.

وفي زرود ايضاً اخبر الامام بقتل مسلم وهاني فاسترجع كثيراً وترحم عليهما مراراً وبكى وبكى معه الهاشميون وكثر صراخ النساء.

فقام له عبدالله بن سليم والمنذر بن المشمعل الاسديان : ننشدك ياابن رسول الله الا انصرفت من مكانك هذا فأنه ليس لك بالكوفة ناصر!


#يتبع

#عـــــــاشــــــــوراء

الحسين في كربلاء

ولما كان اخر الليل امر فتيانه بالاستقاء والرحيل وبينما يسيرون اذ سمعوا الحسين يقول :
- انا لله وانا اليه راجعون والحمدلله رب العالمين
وكرره عدة مرات فسأله علي الاكبر عن استرجاعه.
فقال : اني خفقت برأسي فعن لي فارس وهو يقول :
القوم يسيرون والمنايا تسير بهم، فعلمت انها انفسنا نعيت الينا.
فقال علي الاكبر : لا اراك الله سوءاً ، ألسنا على الحق؟
قال : بلى والذي اليه مرجع العباد.
فقال : يا ابت اذن لا نبالي ان نموت محقين!
فقال : جزاك الله من ولد خير ما جزى ولداً عن والده.
ولما وصلوا الى نينوى واذا بهم يلتقون براكب قادم من الكوفة وعليه السلاح فأنتظروه ، واذا هو رسول ابن زياد الى الحر معه كتاب يقول فيه :
" جعجع بالحسين حين تقرأ كتابي ولاتنزله الا بالعراء على غير ماء وغير حصن"


رسالة ابن زياد الى الحسين

وبعث الحر الى ابن زياد يخبره بنزول الحسين في كربلاء ، فكتب ابن زياد الى الحسين رسالة جاء فيها:
" اما بعد يا حسين فقد بلغني نزولك كربلاء وقد كتب الي امير المؤمنين يزيد ان لا اتوسد الوثير ولا اشبع من الخمير او الحقك باللطيف الخبير، او تنزل على حكمي وحكم يزيد والسلام"
ولما قرأ الحسين الكتاب رماه من يده وقال :
- لا افلح قوم اشتروا مرضاة المخلوق بسخط الخالق !
وطالبه الرسول بالجواب .
فقال : ما له عندي جواب لأنه حقت عليه كلمة العذاب !
فأخبر الرسول ابن زياد بما قاله الامام فأشتد غضبه وامر عمر بن سعد بالخروج الى كربلاء .
فأقبل في اربعة الآف وانضم اليه الحر فيمن معه.

#يتبع

#عـــــــاشــــــــوراء
الحسين ينزل كربلاء

وكان نزوله في كربلاء في الثاني من المحرم في سنة احدى وستين.فجمع ولده واخوته واهل بيته ونظر اليهم وقال :
" اللهم إنا عترة نبيك محمد (صلى الله عليه وآله) قد طردونا وازعجونا وتعدت بنو امية علينا، اللهم فخذ لنا بحقنا وانصرنا على القوم الظالمين ".

و أقبل على أصحابه، فقال: "الناس عبيد الدنيا، والدين‏ لعق‏ على‏ ألسنتهم‏ يحوطونه ما درّت‏ معايشهم، فإذا محّصوا بالبلاء قلّ الديّانون."
ثم حمد الله واثنى عليه وصلى على محمد وآله وقال:
أما بعد: فقد نزل بنا ما قد ترون، وإن الدنيا قد تغيرت، وتنكرت، وأدبر معروفها ولم يبق منها إلا صبابة كصبابة الإناء، وخسيس عيش كالمرعى الوبيل ، ألا ترون إلى الحق لا يعمل به، والى الباطل لا يتناهى عنه ليرغب المؤمن في لقاء الله محقاً ، فإني لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما..)
ولما أنهى خطابه هب أصحابه جميعا، وهم يضربون أروع الأمثلة للتضحية والفداء من أجل إقامة الحق والعدل، وقد تكلم كل واحد منهم بكلمة الإخلاص فشكرهم الإمام وأثنى عليهم.
ولما نزل الحسين كربلاء كتب الى ابن الحنفية وجماعة من بني هاشم :
" اما بعد فكأن الدنيا لم تكن، وكأن الاخرة لم تزل والسلام"

#يتبع