الطريق إلى التوبة
Photo
#جئتكــ
#الحلقة_السادسة عشر
.
💚 العشق والمسير ،، ___________________
《 عرفت أن يوم الأربعين هو يوم
تجديد العهد مع الحسين (ع) 》
بعد ثوان قليلة من وداع الأمير (ع) ، تجهزت للرحلة الأكبر في العالم وهي التي تسير فيها الملايين من البشر على الأقدام و من مختلف البقاع .. ! تناولت وجبة الافطار وأنا على أمل أن يكون المسير ذا روحانية كبيرة ذلك لانه مسير إلى سيد الشهداء (ع) ..
الآن أصبحت مستعداً للرحيل إلى تلك الأرض المقدسة .
انطلقت المواكب قبلنا بيوم كامل فأصبح لزاماً علينا
أن نقطع مسافة أربعين كيلو متراً بالسيارة والأربعين كيلو متراً المتبقية سيراً على الأقدام للوصول إلى أرض كربلاء ، إنني الآن في سيارة صغيرة مجتمع من الأصدقاء في الرحلة وأستمع إلى كلمات قصيدة «أخاف من أعوفك بعد ما أشوفك» وأنا أرتجف وقد شعرت أن من كان بجانبي قد أحي بهيبة الموقف ففضل الصمت قليلاً وكانت حالة الترقب لديه كبيرة لما ستؤول إليه حالة هذا الفتى الذي بات من الوضح بأنه مجنون بعشق الحسين (ع) ، بعدها كان لسائق السيارة رأي آخر فلقد ادار الــ[الكاسيت] فدخل في مسامعي صوت الرادود [حمزة الصغير] وهو يقول «سدوا الماي الماي .. يا ضوا عيوني» وأنا أطير كطائر مكسور الجناح، إلى ذلك النهر الذي منع عن آل البيت وأنظره وهو خجل يبكي ويقول : "ألا لعنة الله على أعداء أهل بيت النبوة " .. في لحظة ما دخل طيف إلى الحافلة التي كنت جالساً فيها وكان لونه أسود مُحمَرَّاًمن وهو ينادي " لو قطعوا أرجلنا واليدين، نأتيك زحفاً سيدي يا حسين "، وإذا بخبر يقول : « استشهد أربعة أشخاص في الطريق إلى كربلاء على أيدي أهل الإرهاب » ، هنا عرفت أنها روح أحدهم وهو لا يهاب اللحظات وقد غدا في عالم الأطياف يسير بلا خوف أو وجل مع الملائكة والمؤمنين من الجن قاصدين جميعاً زيارة المولى أبي عبد الله (ع) و علمت أيضاً أن الموت لا يمنع أحداً من الزيارة.
نزلنا من السيارة فور وصولنا إلى منطقة النزول التي
اتفقنا عليها مسبقاً، وتجمعنا وهنا نشرت رايتنا التي خط عليها بلون الدماء السائلات "يا حسين" وكانت خضراء اللون تترقب ظهور مهدي هذه الأمة (عج) لتعلن له الولاء أيضاً، وقد ارتفعت إلى السماء بأيدي الزوار الشرفاء وأعلنت صيحة الانطلاق والتي كانت لحظة الإنقطاع الى الحسين وآله (ع) ، وكانت الصيحة " اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعداءهم " مدوية ولها من المعاني الكثيرة التي يمكن للإنسان أن يعيها في تلك اللحظة، فمن المعاني البسيطة التي
ظهرت أمامي في أولى خطواتي بأن هذا السير مع ملايين
البشر وأطنان أوزانهم المختلفة التي تحملها هذه الصحاري ما هو إلا صورة من صور العشق الذي اعتنقه عشاق الحسين (ع) ، وفهمت في هذه الأثناء بأن السعي إلى كربلاء هو سبيل الحياة " عن مثنى الحناط ، عن أبي الحسن الأول (ع) قال :
من أتى الحسين (ع) عارفاً بحقه غفر له من ذنبه ما تقدم وما تأخر " (1)
كما إن السعي طريقة من طرق مواساة الآل النازحين عن الأوطان ، ومسير مع الآل إلى المدفونين بلا أكفان، أنزلت رأسي وأنا أخطو خطواتي احتراماً لمقدم الزهراء (ع) في هذا المسير ، فلقد شعرت بأنها تسير مع الهاشميات العائدات إلى كربلاء من الشامات ، نعم أخذتني أقدامي إلى ما هو أبعد من المسير بين الحشود المليونية أخذتني أقدامي إلى ساكن التربة الزاكية وصاحب القبة السامية الذي طهره الجليل وناغاه في المهد ميكائيل، إلى هناك في أول الخطوات كنت أطير بسرعة وبنعومة الحرير ، رفعت رأسي مرات قليلات وكانت لرؤية تلك الرايات التي أعلنت عدم الخنوع والخضوع لأي من الأدعياء وأولاد اللعناء، والتي قد ارتفعت لتزيين الطريق المؤدي إلى كربلاء وإشهار الولاء وهي ترفرف بالحق وتصرخ معنا "لبيك يا حسين .. لبيك يا حسين " .
فصرت أنظر لحظةً يميناً ولحظةً شمالاً أبحث عن ذلك
الموكب الطاهر أبحث عن أطفال يلوذون بنساء مسبيات
وعليل عظيم يسير في الصحراء وحيداً مقيداً ! ، أبحث عن موكب خرج لرحلة تُسَمّى "رحلة احقاق حق" .. ، وذكرت في تلك الثواني المعدودات بعض الحروف والكلمات التى كتبتها في صغري .. ____________________________
(1) كامل الزيارات ، ص ١٥٢ .
.
.
✍ #حسين_المتروك
#تصميم_خدمة_قبسات_الاسلامية
#لا_نجيز_حذف_الحقوق
.
🍃قناة الطريق الى التوبة🍃
http://tlgrm.me/altauba
#الحلقة_السادسة عشر
.
💚 العشق والمسير ،، ___________________
《 عرفت أن يوم الأربعين هو يوم
تجديد العهد مع الحسين (ع) 》
بعد ثوان قليلة من وداع الأمير (ع) ، تجهزت للرحلة الأكبر في العالم وهي التي تسير فيها الملايين من البشر على الأقدام و من مختلف البقاع .. ! تناولت وجبة الافطار وأنا على أمل أن يكون المسير ذا روحانية كبيرة ذلك لانه مسير إلى سيد الشهداء (ع) ..
الآن أصبحت مستعداً للرحيل إلى تلك الأرض المقدسة .
انطلقت المواكب قبلنا بيوم كامل فأصبح لزاماً علينا
أن نقطع مسافة أربعين كيلو متراً بالسيارة والأربعين كيلو متراً المتبقية سيراً على الأقدام للوصول إلى أرض كربلاء ، إنني الآن في سيارة صغيرة مجتمع من الأصدقاء في الرحلة وأستمع إلى كلمات قصيدة «أخاف من أعوفك بعد ما أشوفك» وأنا أرتجف وقد شعرت أن من كان بجانبي قد أحي بهيبة الموقف ففضل الصمت قليلاً وكانت حالة الترقب لديه كبيرة لما ستؤول إليه حالة هذا الفتى الذي بات من الوضح بأنه مجنون بعشق الحسين (ع) ، بعدها كان لسائق السيارة رأي آخر فلقد ادار الــ[الكاسيت] فدخل في مسامعي صوت الرادود [حمزة الصغير] وهو يقول «سدوا الماي الماي .. يا ضوا عيوني» وأنا أطير كطائر مكسور الجناح، إلى ذلك النهر الذي منع عن آل البيت وأنظره وهو خجل يبكي ويقول : "ألا لعنة الله على أعداء أهل بيت النبوة " .. في لحظة ما دخل طيف إلى الحافلة التي كنت جالساً فيها وكان لونه أسود مُحمَرَّاًمن وهو ينادي " لو قطعوا أرجلنا واليدين، نأتيك زحفاً سيدي يا حسين "، وإذا بخبر يقول : « استشهد أربعة أشخاص في الطريق إلى كربلاء على أيدي أهل الإرهاب » ، هنا عرفت أنها روح أحدهم وهو لا يهاب اللحظات وقد غدا في عالم الأطياف يسير بلا خوف أو وجل مع الملائكة والمؤمنين من الجن قاصدين جميعاً زيارة المولى أبي عبد الله (ع) و علمت أيضاً أن الموت لا يمنع أحداً من الزيارة.
نزلنا من السيارة فور وصولنا إلى منطقة النزول التي
اتفقنا عليها مسبقاً، وتجمعنا وهنا نشرت رايتنا التي خط عليها بلون الدماء السائلات "يا حسين" وكانت خضراء اللون تترقب ظهور مهدي هذه الأمة (عج) لتعلن له الولاء أيضاً، وقد ارتفعت إلى السماء بأيدي الزوار الشرفاء وأعلنت صيحة الانطلاق والتي كانت لحظة الإنقطاع الى الحسين وآله (ع) ، وكانت الصيحة " اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعداءهم " مدوية ولها من المعاني الكثيرة التي يمكن للإنسان أن يعيها في تلك اللحظة، فمن المعاني البسيطة التي
ظهرت أمامي في أولى خطواتي بأن هذا السير مع ملايين
البشر وأطنان أوزانهم المختلفة التي تحملها هذه الصحاري ما هو إلا صورة من صور العشق الذي اعتنقه عشاق الحسين (ع) ، وفهمت في هذه الأثناء بأن السعي إلى كربلاء هو سبيل الحياة " عن مثنى الحناط ، عن أبي الحسن الأول (ع) قال :
من أتى الحسين (ع) عارفاً بحقه غفر له من ذنبه ما تقدم وما تأخر " (1)
كما إن السعي طريقة من طرق مواساة الآل النازحين عن الأوطان ، ومسير مع الآل إلى المدفونين بلا أكفان، أنزلت رأسي وأنا أخطو خطواتي احتراماً لمقدم الزهراء (ع) في هذا المسير ، فلقد شعرت بأنها تسير مع الهاشميات العائدات إلى كربلاء من الشامات ، نعم أخذتني أقدامي إلى ما هو أبعد من المسير بين الحشود المليونية أخذتني أقدامي إلى ساكن التربة الزاكية وصاحب القبة السامية الذي طهره الجليل وناغاه في المهد ميكائيل، إلى هناك في أول الخطوات كنت أطير بسرعة وبنعومة الحرير ، رفعت رأسي مرات قليلات وكانت لرؤية تلك الرايات التي أعلنت عدم الخنوع والخضوع لأي من الأدعياء وأولاد اللعناء، والتي قد ارتفعت لتزيين الطريق المؤدي إلى كربلاء وإشهار الولاء وهي ترفرف بالحق وتصرخ معنا "لبيك يا حسين .. لبيك يا حسين " .
فصرت أنظر لحظةً يميناً ولحظةً شمالاً أبحث عن ذلك
الموكب الطاهر أبحث عن أطفال يلوذون بنساء مسبيات
وعليل عظيم يسير في الصحراء وحيداً مقيداً ! ، أبحث عن موكب خرج لرحلة تُسَمّى "رحلة احقاق حق" .. ، وذكرت في تلك الثواني المعدودات بعض الحروف والكلمات التى كتبتها في صغري .. ____________________________
(1) كامل الزيارات ، ص ١٥٢ .
.
.
✍ #حسين_المتروك
#تصميم_خدمة_قبسات_الاسلامية
#لا_نجيز_حذف_الحقوق
.
🍃قناة الطريق الى التوبة🍃
http://tlgrm.me/altauba
الطريق إلى التوبة
Photo
#جئتكــ
تابع للحلقة 16
رحلة إحقاق حق ..
اطفال ، نساء
رجال ، محاربون
وصلوا إلى أرض دموية
سألوا عنها ، فقيل كربلاء أي كرب وبلاء
فجأة .. انشقت السماء
تفجرت العيون
سبحت الأجسام في محيط الدماء
سيف ملقى ..
جسد مدمى ..
أشلاء مقطعة ..
آه .. آه
إلى أين ستصل القافلة ؟!
و فجأة ماتت طفلة ؟!
بكاء .. وعويل
صراخ .. ونحيب
ذهول .. وجراح
يا الله .. الى متى سنستمر في الطريق ؟!
متى سنصل عند الحاكم
لا انسى في الطريق
إذ عيَّرونا بمصاب الرأس
و ذكَّرونا بالمحراب
و لم ينسوا الباب
و في المقدمة رأس الظامي
و من خلفنا كفّا الساقي
في جامعهم ..
خطب الإمام الهمام
اين صاحب الرأس (الضرغام)
في جمع أولئك الطّغام
بلسان القرآن
فبهت النشوان
فأمر برفع الأذان
ولم يأن الأوان
ولكن الإمام زلزل منهم الأركان
وكيف لا .. ؟
فهو من بيت حكمة ..
ومهبط الوحي ..
ومختلف الملائكة ..
هو زين العباد ..
هو علي السجاد ..
رجعنا إلى موطن الأجساد
فرأينا جسداً وسط الميدان
ملقى عليه طفل
وآخر ملقىً
هناك أم ثكلى على جانب النهر
.. ها هنا اختل الميزان ! ...
آلآم
مزقت عيون الشمس
دمرت ضياء الأقمار
وصلنا إلى الديار
هيجان .. إعصار
طوفان .. زلزال
ذاك ما لقيناه ! ..
من بعيد - أم - قادمة
حولها ملائكة باكية
سألت عن ابنها
فأخبرها بشر عن مصارع أبناء
سقطت حين علمت
بنبأ العمود
قالت لم اسأل بني الأربعة
بل عن ابن أبي تراب ؟
قيل لها قتل وسقط في البيداء
دوي .. بركان
تجمعت السماء لتخفي ما جرى
ولكنها أبت .. إلا أن تصب دماء
إتجهت - الأم - إلى الدار
إلتقت سيدة الأحزان
وبدأن بالتذكر
- إتهام بالهجر وطغيان -
- ضلع كُسِرَ خلف الباب -
- رأس فلق في المحراب -
- كبد لُفِظَ على التراب -
- أصحاب ذكروا الرحمن -
- شهم قاتل الفرسان -
- طفل سقط على الرمضاء -
- رأس .. كفان .. وعيون .. ودماء -
- رأس محمول -
- جسد ملقى -
- بدن مسلوب -
- خنصر مبتورة -
- محمل هز العروش -
وهذا كله
لأجل رضا الرحمن
و هل تصدق ؟
... إنها
رحلة إحقاق حق
ولكنها
ضُرِّجَت بدماء الشهداء !!
.
.
✍ #حسين_المتروك
#تصميم_خدمة_قبسات_الاسلامية
#لا_نجيز_حذف_الحقوق
.
🍃قناة الطريق الى التوبة🍃
http://tlgrm.me/altauba
تابع للحلقة 16
رحلة إحقاق حق ..
اطفال ، نساء
رجال ، محاربون
وصلوا إلى أرض دموية
سألوا عنها ، فقيل كربلاء أي كرب وبلاء
فجأة .. انشقت السماء
تفجرت العيون
سبحت الأجسام في محيط الدماء
سيف ملقى ..
جسد مدمى ..
أشلاء مقطعة ..
آه .. آه
إلى أين ستصل القافلة ؟!
و فجأة ماتت طفلة ؟!
بكاء .. وعويل
صراخ .. ونحيب
ذهول .. وجراح
يا الله .. الى متى سنستمر في الطريق ؟!
متى سنصل عند الحاكم
لا انسى في الطريق
إذ عيَّرونا بمصاب الرأس
و ذكَّرونا بالمحراب
و لم ينسوا الباب
و في المقدمة رأس الظامي
و من خلفنا كفّا الساقي
في جامعهم ..
خطب الإمام الهمام
اين صاحب الرأس (الضرغام)
في جمع أولئك الطّغام
بلسان القرآن
فبهت النشوان
فأمر برفع الأذان
ولم يأن الأوان
ولكن الإمام زلزل منهم الأركان
وكيف لا .. ؟
فهو من بيت حكمة ..
ومهبط الوحي ..
ومختلف الملائكة ..
هو زين العباد ..
هو علي السجاد ..
رجعنا إلى موطن الأجساد
فرأينا جسداً وسط الميدان
ملقى عليه طفل
وآخر ملقىً
هناك أم ثكلى على جانب النهر
.. ها هنا اختل الميزان ! ...
آلآم
مزقت عيون الشمس
دمرت ضياء الأقمار
وصلنا إلى الديار
هيجان .. إعصار
طوفان .. زلزال
ذاك ما لقيناه ! ..
من بعيد - أم - قادمة
حولها ملائكة باكية
سألت عن ابنها
فأخبرها بشر عن مصارع أبناء
سقطت حين علمت
بنبأ العمود
قالت لم اسأل بني الأربعة
بل عن ابن أبي تراب ؟
قيل لها قتل وسقط في البيداء
دوي .. بركان
تجمعت السماء لتخفي ما جرى
ولكنها أبت .. إلا أن تصب دماء
إتجهت - الأم - إلى الدار
إلتقت سيدة الأحزان
وبدأن بالتذكر
- إتهام بالهجر وطغيان -
- ضلع كُسِرَ خلف الباب -
- رأس فلق في المحراب -
- كبد لُفِظَ على التراب -
- أصحاب ذكروا الرحمن -
- شهم قاتل الفرسان -
- طفل سقط على الرمضاء -
- رأس .. كفان .. وعيون .. ودماء -
- رأس محمول -
- جسد ملقى -
- بدن مسلوب -
- خنصر مبتورة -
- محمل هز العروش -
وهذا كله
لأجل رضا الرحمن
و هل تصدق ؟
... إنها
رحلة إحقاق حق
ولكنها
ضُرِّجَت بدماء الشهداء !!
.
.
✍ #حسين_المتروك
#تصميم_خدمة_قبسات_الاسلامية
#لا_نجيز_حذف_الحقوق
.
🍃قناة الطريق الى التوبة🍃
http://tlgrm.me/altauba
الطريق إلى التوبة
Photo
#جئتكــ
#الحلقة_السابعة عشر
.
.
🌻صور من لغة المسير ،، _______________________
《 فاطمة .. مرت من هنا .. 》
الطريق عبارة عن شريط يستعرض الكثير من المواقف
التي لا يمكن أن تراها إلا في هذا الطريق العظيم، ففي هذه اللحظات... إكتشفت أن هذا المسيريعزف لحن عشاق
للرحمن لا للدنيا أو لرضا أي إنسان ..
أولى الصور التي بانت في الأفق فور وقوفنا للتزود من الماء مرور موكب لتمثيل حال السبايا .. هنا أهرقت الماء من فمي ! وصارت عيناي تنظران إلى سكينة والرباب وزينب (ع) و هن يُضرَبن بيد الأشقياء اللعناء ، وأمامهم الرؤوس المشالات يلوح بها أمام بنات الزهراء (ع)،
هنا نظرت الكوفة ولحظة الدخول إلى أرض الغدر وقرب قصر الإمارة عندما رمي رأس مولاي الحسين (ع) بحجر لعين من امرأة ملعونة أسقطت النور إلى الأرض فتركت في قلب زينب جرحاً باقياً في الدهور .. فور رجوع خيالي من الكوفة نظرت إلى الموكب ، آه .. آه ..
لم أجد طفلة صغيرة تكنى برقية بين هذا الموكب الجليل الحزين لكنني شاهدت رداءً ملطخاً بالدماء بيد زين العباد (ع) يحمله وهو يبكي وعمته زينب الكبرى (ع)
تناجي الحسين (ع) وتقول : العذر .. العذر .. يا شقيق فؤادي فها أنا ذا عائدة اليك ولقد حافظت على الأطفال وكما أوصيتني يا نور عيني ولكني ولكني فقدت مني طفلة حبها في القلوب عظيم .. فقدتها في الأحزان والآلام في خربة الشام ودفنتها هناك فبقيت معنا طيفا لا يزول .
و أجمل الصور التي ارتسمت أمام عيني هي صورة أب
يسير في هذا المسعى العملاق الى كربلاء وبيده طفله الصغير بلا تعب أو خوف أو حتى كلام ، فحتى الطفل الصغير يناجي نفسه بــ لطميات مشهورة للكثير من الرواديد وكأنه يواسي إمامنا الباقر (ع) في هذا المسير وشاهدت أباه يمسح بيده على رأسه ، هنا أغمضت عيني وسافرت لأنظر حميدة بنت مسلم وهي تقول للحسين(ع) لِمَ عَمَّاه! تمسح على رأسي كما يُمسَح على رؤوس الأيتام.. ؟
فكان جواب الحسين (ع) دمعة سُكِبَت لتخلد ذكرى اليتم والأيتام في مسير كربلاء، إن هذا الوالد كان يسير بشوقه إلى أرض الموت إلى أرض كربلاء، وفي جزء من الثانية أحس الطفل بالتعب وا لإعياء فرفعه أبوه على ظهره وقال :
[ ابني أقلك شي هاي اولاد الحسين (ع) ما شالوهم مثل ما آني شايلك هنا ، لا بابا هُمَّهنا ضربوهم طول الطريق ]
بكت عيناي بلا أي سابق إنذار فهذا الأب قد نعى الحسين (ع) وآله بالتفاتته هذه ! ، ..
الكلمات تقف وتعجز عن وصف هذا الغرس الثقافي
للابن من قبل أبيه المشتاق،
وصورة أخرى من صور الموكب
البشري الذي يسير إلى أصحاب الرؤوس المفرقة عن الأبدان، هي صورة أم عرفت معنى أن تكون من زوار الحسين (ع) في الأربعين، فهي تمشي وتخاف أن يضيع ابنها الصغير بين هذه الحشود المليونية فقررت ربط يدها بقماش أخضر اللون تعبيراً عن الولاء لراية العباس (ع) وكان طوله معقولاً بحيث إن تعب الولد الصغير فإنه يخفف من سرعة سيره من دون أن يضيع من أمه ..
و حقاً كم هو كبير قلب الأم أن يكون في العراء يقطع السير في الصحراء وهو ما لقيه وكابده علي والزهراء وكانت بينهم تلك الحوراء (ع) لكم هو عظيم هذا الإحساس والشعور ..
أحسست بأن السعي إلى كربلاء هو مأمن للقلب من كل داء، وهناك صورة أشجت قلبى كثيراً وأحسست معها بأهمية هذا النداء " لبيك يا حسين " لمن يعيش العزاء في أيامه..
نعم إن الحسين (ع) خالد بإرادة الرحمن ذي الجلال والسلطان ولن يقهر زواره طغيان حكام الزمان أو حتى جور البشر وظلم الإنسان ،
صورة مبكية أخرى رأيتها وهي أم أخرى تسير بما هو دون الحذاء وكنت أسمع وقعه على الأرض تارة وصوت سحبه عليها تارة أخرى فكان هذا الصوت يدمر عقلي فعجزت عن التفكير وجعلت أصرخ .. يا حسين .. وهذه الأم تمسك بيدها حبلاً طويلاً ومتيناً وخلفها طفل صغير جداً جعل من سلة الفاكهة مركبة سريعة له ! ، ومعه راية صغيرة كتب عليها « لبيك ياحسين»، حقاً كم هو العشق مجنون وهؤلاء جميعهم فُتنوا في الحسين (ع) وهو جنون مستحب في نظري وعقلائي جداً
وأصبح لدي يقين في أن من لا يجن في الحسين (ع) هو إنسان لم يفقه أجمل وأرقى و أجَلّ معاني العشق والحب والهوى.
و كانت هناك صورة لها وقع ذو رنين وصدى يصل إلى
سماء كربلاء، وهي صورة موكب لايضم أحداً من الرجال
وإنما هو موكب للنساء يسير وينادي « يا زينب .. يا زينب» ..
كانت هناك حالة حزينة جداً في تلك اللحظات فهذه النسوة مشين من أرض النجف إلى كربلاء حوالي الثمانين كيلومتراً بلا كلل أو حتى خوف أو بحث عن رجال تحميهن في الطريق ..
فقط كانوا يسرن بعشق زينب الحوراء (ع)، وهذا ما جعل هذا الموج يبكي وهو يمشي .. ما هي كربلاء ! ، إلى الآن لم أستوعب كمية العشق الممزوجة بالهواء الذي نستنشقه فالمناظر هنا تضج بالكبرياء وهي لا تنضب وتسقي حتى ماء الحياة ! ، فهي حقاً مفعمة بالحب والعطاء من وحي أبي الأحرار (ع) .
.
#يتبع
#الحلقة_السابعة عشر
.
.
🌻صور من لغة المسير ،، _______________________
《 فاطمة .. مرت من هنا .. 》
الطريق عبارة عن شريط يستعرض الكثير من المواقف
التي لا يمكن أن تراها إلا في هذا الطريق العظيم، ففي هذه اللحظات... إكتشفت أن هذا المسيريعزف لحن عشاق
للرحمن لا للدنيا أو لرضا أي إنسان ..
أولى الصور التي بانت في الأفق فور وقوفنا للتزود من الماء مرور موكب لتمثيل حال السبايا .. هنا أهرقت الماء من فمي ! وصارت عيناي تنظران إلى سكينة والرباب وزينب (ع) و هن يُضرَبن بيد الأشقياء اللعناء ، وأمامهم الرؤوس المشالات يلوح بها أمام بنات الزهراء (ع)،
هنا نظرت الكوفة ولحظة الدخول إلى أرض الغدر وقرب قصر الإمارة عندما رمي رأس مولاي الحسين (ع) بحجر لعين من امرأة ملعونة أسقطت النور إلى الأرض فتركت في قلب زينب جرحاً باقياً في الدهور .. فور رجوع خيالي من الكوفة نظرت إلى الموكب ، آه .. آه ..
لم أجد طفلة صغيرة تكنى برقية بين هذا الموكب الجليل الحزين لكنني شاهدت رداءً ملطخاً بالدماء بيد زين العباد (ع) يحمله وهو يبكي وعمته زينب الكبرى (ع)
تناجي الحسين (ع) وتقول : العذر .. العذر .. يا شقيق فؤادي فها أنا ذا عائدة اليك ولقد حافظت على الأطفال وكما أوصيتني يا نور عيني ولكني ولكني فقدت مني طفلة حبها في القلوب عظيم .. فقدتها في الأحزان والآلام في خربة الشام ودفنتها هناك فبقيت معنا طيفا لا يزول .
و أجمل الصور التي ارتسمت أمام عيني هي صورة أب
يسير في هذا المسعى العملاق الى كربلاء وبيده طفله الصغير بلا تعب أو خوف أو حتى كلام ، فحتى الطفل الصغير يناجي نفسه بــ لطميات مشهورة للكثير من الرواديد وكأنه يواسي إمامنا الباقر (ع) في هذا المسير وشاهدت أباه يمسح بيده على رأسه ، هنا أغمضت عيني وسافرت لأنظر حميدة بنت مسلم وهي تقول للحسين(ع) لِمَ عَمَّاه! تمسح على رأسي كما يُمسَح على رؤوس الأيتام.. ؟
فكان جواب الحسين (ع) دمعة سُكِبَت لتخلد ذكرى اليتم والأيتام في مسير كربلاء، إن هذا الوالد كان يسير بشوقه إلى أرض الموت إلى أرض كربلاء، وفي جزء من الثانية أحس الطفل بالتعب وا لإعياء فرفعه أبوه على ظهره وقال :
[ ابني أقلك شي هاي اولاد الحسين (ع) ما شالوهم مثل ما آني شايلك هنا ، لا بابا هُمَّهنا ضربوهم طول الطريق ]
بكت عيناي بلا أي سابق إنذار فهذا الأب قد نعى الحسين (ع) وآله بالتفاتته هذه ! ، ..
الكلمات تقف وتعجز عن وصف هذا الغرس الثقافي
للابن من قبل أبيه المشتاق،
وصورة أخرى من صور الموكب
البشري الذي يسير إلى أصحاب الرؤوس المفرقة عن الأبدان، هي صورة أم عرفت معنى أن تكون من زوار الحسين (ع) في الأربعين، فهي تمشي وتخاف أن يضيع ابنها الصغير بين هذه الحشود المليونية فقررت ربط يدها بقماش أخضر اللون تعبيراً عن الولاء لراية العباس (ع) وكان طوله معقولاً بحيث إن تعب الولد الصغير فإنه يخفف من سرعة سيره من دون أن يضيع من أمه ..
و حقاً كم هو كبير قلب الأم أن يكون في العراء يقطع السير في الصحراء وهو ما لقيه وكابده علي والزهراء وكانت بينهم تلك الحوراء (ع) لكم هو عظيم هذا الإحساس والشعور ..
أحسست بأن السعي إلى كربلاء هو مأمن للقلب من كل داء، وهناك صورة أشجت قلبى كثيراً وأحسست معها بأهمية هذا النداء " لبيك يا حسين " لمن يعيش العزاء في أيامه..
نعم إن الحسين (ع) خالد بإرادة الرحمن ذي الجلال والسلطان ولن يقهر زواره طغيان حكام الزمان أو حتى جور البشر وظلم الإنسان ،
صورة مبكية أخرى رأيتها وهي أم أخرى تسير بما هو دون الحذاء وكنت أسمع وقعه على الأرض تارة وصوت سحبه عليها تارة أخرى فكان هذا الصوت يدمر عقلي فعجزت عن التفكير وجعلت أصرخ .. يا حسين .. وهذه الأم تمسك بيدها حبلاً طويلاً ومتيناً وخلفها طفل صغير جداً جعل من سلة الفاكهة مركبة سريعة له ! ، ومعه راية صغيرة كتب عليها « لبيك ياحسين»، حقاً كم هو العشق مجنون وهؤلاء جميعهم فُتنوا في الحسين (ع) وهو جنون مستحب في نظري وعقلائي جداً
وأصبح لدي يقين في أن من لا يجن في الحسين (ع) هو إنسان لم يفقه أجمل وأرقى و أجَلّ معاني العشق والحب والهوى.
و كانت هناك صورة لها وقع ذو رنين وصدى يصل إلى
سماء كربلاء، وهي صورة موكب لايضم أحداً من الرجال
وإنما هو موكب للنساء يسير وينادي « يا زينب .. يا زينب» ..
كانت هناك حالة حزينة جداً في تلك اللحظات فهذه النسوة مشين من أرض النجف إلى كربلاء حوالي الثمانين كيلومتراً بلا كلل أو حتى خوف أو بحث عن رجال تحميهن في الطريق ..
فقط كانوا يسرن بعشق زينب الحوراء (ع)، وهذا ما جعل هذا الموج يبكي وهو يمشي .. ما هي كربلاء ! ، إلى الآن لم أستوعب كمية العشق الممزوجة بالهواء الذي نستنشقه فالمناظر هنا تضج بالكبرياء وهي لا تنضب وتسقي حتى ماء الحياة ! ، فهي حقاً مفعمة بالحب والعطاء من وحي أبي الأحرار (ع) .
.
#يتبع
الطريق إلى التوبة
Photo
#جئتكــ
#الحلقة_الثامنة عشر
.
.
🌤 في الصباح ،، ___________________
《 القبور صارت خالية ..
فالكل متجه إلى كربلاء 》
مع صوت الأذان كانت صلاة الصبح ذات روعة لا متناهية قد خرجت عن قوانين البشر لأنها قانون إلهي رباني،
فخرجنا من تلك الخيام مهرولين .. فاليوم هو اليوم الموعود اليوم سألتقي كربلاء، لكن ! وبعد ساعات معدودات - كان جميع من يمشي في هذا المسير وكما عهدتهم مشتاقين إلى كربلاء ومتعطشين للقاء بتلك الأراضي،
وأنا في ذلك الطريق سألت أحدهم سؤالاً ويبدو أنني قد سحقت قلبه فقلت عجبت لمن لا يبكي زينباً .. ؟لأني كنت أستمع إلى قصيدة فيها ذكر زينب (ع) فدمعت عيناي فسألني أحد الساعين ولماذا البكاء ! فبعد قليل سنصل إلى موطن الإباء .. !
وددت لو أشرح له ولكن الدمع لم يُعنّي على ذلك فتركت الإجابة بين يديه ! وتركت تلك الدمعة لتحاكيه وتخاطبه وتخبره بما جرى على تلك الأرضي التي سقيت بالدماء ..
وهنا كان الموعد مع التوقف الأخير لصلاتي الظهر والعصر وتناول الغداء وبعدها نكون قد دخلنا إلى مواطن المجدلين في الفلوات .. وفي هذه الأثناء كانت صورة أخرى من صور الولاء لشهيد الشهداء (ع) ..
شاهدت أطفالاً نذروا أنفسهم ليريحوا اقدام الساعين إلى كربلاء وذلك بتقديم خدمة الــ[مساج] او التدليك للأقدام بمختلف انواع الدهون الطبية التي وفرها لهم الأطباء، حقاً لقد كانت منظراً عجيباً خدمتهم هذه !
ولم أسمح لنفسي إلا أن أسجل هذا الأمر في مذكراتي وذلك للتأريخ ليعرف كم هو فخر وشرف أن يكون الإنسان زائراً للحسين (ع) في الأربعين ، وكم من البشر يمنون أنفسهم بأن يكونوا خداماً لخدمة الحسين (ع) لينالوا تلك المنزلة العظيمة التي يلقاها هؤلاء الزوار ،
بعدها كنت أمشي وأردد " كل قطرة دم بشرياني تهتف بسمك يا حسين، روحي شلون تظل بجسمي من أذكر جسمك يا حسين، جسمي مو أغلى من جسمك، دمي مو أغلى من دمك يا حسين " ، وكنت في بعض الأحيان أصرخ دون أن ازعج مَن حولي بهذا الصراخ ! ..
.
✍ #حسين_المتروك
#تصميم_خدمة_قبسات_الاسلامية
#لا_نجيز_حذف_الحقوق
.
🍃قناة الطريق الى التوبة🍃
http://tlgrm.me/altauba
#الحلقة_الثامنة عشر
.
.
🌤 في الصباح ،، ___________________
《 القبور صارت خالية ..
فالكل متجه إلى كربلاء 》
مع صوت الأذان كانت صلاة الصبح ذات روعة لا متناهية قد خرجت عن قوانين البشر لأنها قانون إلهي رباني،
فخرجنا من تلك الخيام مهرولين .. فاليوم هو اليوم الموعود اليوم سألتقي كربلاء، لكن ! وبعد ساعات معدودات - كان جميع من يمشي في هذا المسير وكما عهدتهم مشتاقين إلى كربلاء ومتعطشين للقاء بتلك الأراضي،
وأنا في ذلك الطريق سألت أحدهم سؤالاً ويبدو أنني قد سحقت قلبه فقلت عجبت لمن لا يبكي زينباً .. ؟لأني كنت أستمع إلى قصيدة فيها ذكر زينب (ع) فدمعت عيناي فسألني أحد الساعين ولماذا البكاء ! فبعد قليل سنصل إلى موطن الإباء .. !
وددت لو أشرح له ولكن الدمع لم يُعنّي على ذلك فتركت الإجابة بين يديه ! وتركت تلك الدمعة لتحاكيه وتخاطبه وتخبره بما جرى على تلك الأرضي التي سقيت بالدماء ..
وهنا كان الموعد مع التوقف الأخير لصلاتي الظهر والعصر وتناول الغداء وبعدها نكون قد دخلنا إلى مواطن المجدلين في الفلوات .. وفي هذه الأثناء كانت صورة أخرى من صور الولاء لشهيد الشهداء (ع) ..
شاهدت أطفالاً نذروا أنفسهم ليريحوا اقدام الساعين إلى كربلاء وذلك بتقديم خدمة الــ[مساج] او التدليك للأقدام بمختلف انواع الدهون الطبية التي وفرها لهم الأطباء، حقاً لقد كانت منظراً عجيباً خدمتهم هذه !
ولم أسمح لنفسي إلا أن أسجل هذا الأمر في مذكراتي وذلك للتأريخ ليعرف كم هو فخر وشرف أن يكون الإنسان زائراً للحسين (ع) في الأربعين ، وكم من البشر يمنون أنفسهم بأن يكونوا خداماً لخدمة الحسين (ع) لينالوا تلك المنزلة العظيمة التي يلقاها هؤلاء الزوار ،
بعدها كنت أمشي وأردد " كل قطرة دم بشرياني تهتف بسمك يا حسين، روحي شلون تظل بجسمي من أذكر جسمك يا حسين، جسمي مو أغلى من جسمك، دمي مو أغلى من دمك يا حسين " ، وكنت في بعض الأحيان أصرخ دون أن ازعج مَن حولي بهذا الصراخ ! ..
.
✍ #حسين_المتروك
#تصميم_خدمة_قبسات_الاسلامية
#لا_نجيز_حذف_الحقوق
.
🍃قناة الطريق الى التوبة🍃
http://tlgrm.me/altauba
الطريق إلى التوبة
Photo
#جئتكــ
#الحلقة_التاسعة عشر
.
🍂 وصلت موطن البكاء ،، ______________________
《 سليل النفوس الطاهرات ،
ساجد جنب الفرات 》
دخلت ارضاً يقال لها كربلاء، كيف عرفت ! .. فقط نظرت
إلى الوجوه الباكيات فعرفت بأنني صرت في موطن البكاء والدماء ، وفور دخولي إلى تلك الأراضي سمعت نداء لم أكن قد سمعته في الطريق قبيل الدخول إلى كربلاء ! ،
سمعت نداءاً يعلو السماء ويردد " حي على خير العمل أيها النبلاء " ، وإلى الآن لا أعرف مصدر هذا النداء فلا مذياع أو سماعات كانت تصدح بمثل هذا القول ولكنني سمعته ! .. وهنا بدأت بترديد القصيدة الشهيرة ..
جينا ننشد كربلاء مضيعينها
بيها زينب قالو ميسرينها
جينا ننشد كربلاء مضيعينها
جينا ننشد كربلاء مضيعينها
يسروها و لا لها واحد فزع
شال حادي ضعونها بساع و قطع
جينا ننشد وين أبو فاضل وقـع
ما تدلونا الشريعة وينها
بس أشوفه و العتب مني يزود
و أدري ابو فاضل على النخوة يجود
عذرة حـقه يـقول مـقطوع الزنود
حال ملـك الموت بينه و بينها
جينا ننشد كربلاء عليها العتب
نـقول هاي رجال و تدور الغلب
حرمة زينب بأيش مطلوبه بذنب
فوق قتل حسين و مسلبينها
أرد انشدك كربلاء عن النزيل
شلون ضعن الحرم شال بلا دليل
ﭼـان قلتيلي يعاونه العليل
بالمرض مشدوه وينه و وينها
أرد انشدك هم صدق بالشام عيد
و حطو بطشت الذهب راس الشهيد
و من نشد زينب بديوانه يزيد
قاعده لو واقفة مخلينها
جينا ننشد عالعليل من انولة
فوق ضعف المرض هلبلوى ابتلى
ليش ما غاصت بأهلها كربلاء
من قطع بالسيف راس حسينها
جينا ننشد كربلاء و زين العباد
الروس شالوها و بـقت بس الأجساد
شلون جسمك سيدي من المرض باد
ما حصل واحد حظى بتـكفينها
عن عبدالله بن زرارة قال : سمعت أبا عبد الله (ع) يقول :
إن لزوار الحسين بن علي (ع) يوم القيامة فضلاً على الناس، قلت : وما فضلهم ؟ قال : يدخلون الجنة قبل الناس بأربعين عاماً ، وسائر الناس فى الحساب والموقف(1)
كان لهذه الكلمات صدى بين الجموع التي أمشي بينها وكانوا يرددون بلا تعب أو إعياء « جينا ننشد كربلا »
وكان هذا النداء هو نداء الحرية ونداء الرغبة في اللقاء ونداء لحسين الذي لا يعلوه نداء . ___________________________
(1)كامل الزيارات / ص 148
.
.
✍ #حسين_المتروك
#تصميم_خدمة_قبسات_الاسلامية
#لا_نجيز_حذف_الحقوق
.
🍃قناة الطريق الى التوبة🍃
http://tlgrm.me/altauba
#الحلقة_التاسعة عشر
.
🍂 وصلت موطن البكاء ،، ______________________
《 سليل النفوس الطاهرات ،
ساجد جنب الفرات 》
دخلت ارضاً يقال لها كربلاء، كيف عرفت ! .. فقط نظرت
إلى الوجوه الباكيات فعرفت بأنني صرت في موطن البكاء والدماء ، وفور دخولي إلى تلك الأراضي سمعت نداء لم أكن قد سمعته في الطريق قبيل الدخول إلى كربلاء ! ،
سمعت نداءاً يعلو السماء ويردد " حي على خير العمل أيها النبلاء " ، وإلى الآن لا أعرف مصدر هذا النداء فلا مذياع أو سماعات كانت تصدح بمثل هذا القول ولكنني سمعته ! .. وهنا بدأت بترديد القصيدة الشهيرة ..
جينا ننشد كربلاء مضيعينها
بيها زينب قالو ميسرينها
جينا ننشد كربلاء مضيعينها
جينا ننشد كربلاء مضيعينها
يسروها و لا لها واحد فزع
شال حادي ضعونها بساع و قطع
جينا ننشد وين أبو فاضل وقـع
ما تدلونا الشريعة وينها
بس أشوفه و العتب مني يزود
و أدري ابو فاضل على النخوة يجود
عذرة حـقه يـقول مـقطوع الزنود
حال ملـك الموت بينه و بينها
جينا ننشد كربلاء عليها العتب
نـقول هاي رجال و تدور الغلب
حرمة زينب بأيش مطلوبه بذنب
فوق قتل حسين و مسلبينها
أرد انشدك كربلاء عن النزيل
شلون ضعن الحرم شال بلا دليل
ﭼـان قلتيلي يعاونه العليل
بالمرض مشدوه وينه و وينها
أرد انشدك هم صدق بالشام عيد
و حطو بطشت الذهب راس الشهيد
و من نشد زينب بديوانه يزيد
قاعده لو واقفة مخلينها
جينا ننشد عالعليل من انولة
فوق ضعف المرض هلبلوى ابتلى
ليش ما غاصت بأهلها كربلاء
من قطع بالسيف راس حسينها
جينا ننشد كربلاء و زين العباد
الروس شالوها و بـقت بس الأجساد
شلون جسمك سيدي من المرض باد
ما حصل واحد حظى بتـكفينها
عن عبدالله بن زرارة قال : سمعت أبا عبد الله (ع) يقول :
إن لزوار الحسين بن علي (ع) يوم القيامة فضلاً على الناس، قلت : وما فضلهم ؟ قال : يدخلون الجنة قبل الناس بأربعين عاماً ، وسائر الناس فى الحساب والموقف(1)
كان لهذه الكلمات صدى بين الجموع التي أمشي بينها وكانوا يرددون بلا تعب أو إعياء « جينا ننشد كربلا »
وكان هذا النداء هو نداء الحرية ونداء الرغبة في اللقاء ونداء لحسين الذي لا يعلوه نداء . ___________________________
(1)كامل الزيارات / ص 148
.
.
✍ #حسين_المتروك
#تصميم_خدمة_قبسات_الاسلامية
#لا_نجيز_حذف_الحقوق
.
🍃قناة الطريق الى التوبة🍃
http://tlgrm.me/altauba
الطريق إلى التوبة
Photo
#جئتكــ
#الحلقة_العشرون
.
💙 وطن التضحية ،، ____________________
《 أنا مفتون بذلك البكاء .. 》
كنت أمشي مع الجمع ولا أعرف متى سألتقي بتلك القبة
الذهبية التي تحتها جسد العباس (ع) أو تلك القبة الذهبية الأشد حزناً والتي تحتها مهوى جسد الحسين (ع) وموطنه،
فلا أنا أعرف ! ولا من يعرف يرضى أن يتكلم !
فالجميع حفاة الآن يمشون وتلك الأحمال [الحقائب] على ظهورهم وهم لا يشعرون بها فبعد قليل سيكون اللقاء بسيد الشباب والشجعان ؛ بالعباس (ع) أو الحسين (ع) ، مشيت في زقاق صغير وضيق وبعدها عبرت شارعاً كبيراً وكنت أعتقد بأني الآن سأرى إحدى القباب ولكنني إلى الآن لم أشاهد شيئاً فصرت أبحث وأنظر الجميع يمشي ويبكي ، أجل .. فهذه الأرض جرت فيها الويلات وعلت الآهات على آل الأئمة السادات ففي هذه الأرض داست الخيل صدر القرآن ! ، وفجأة ودون سابق إنذار توقفت الجموع أمامي وأنا أسير لعقلي وأفكاري .. أمشي معهم وكأني شخص حكم عليه بالبكاء مدى الدهر في هذه البقاع .. هنا خرجنا من زقاق صغير ضيق ودخلنا في شارع رحب برحابة الفضاء وإذا بِعَينَيَّ تلتصقان بقبة تعانق السماء والطيور تقبلها وتحوم حولها بكل وفاء هنا توقفت لحظات ثم هويت خارّاً ساجداً لله تعالى شكراً ؛ وأنا عاشق تلك اللحظة في التأريخ ..
تلك اللحظة التي نظرت فيها إلى قبة العباس (ع) ؛ فطبعت قبلة على تلك الأرض لتسجل لي بأني قبلتها من أول نظرة وكم افتخرت الأرض بأن هنالك من قبلها وفي قلبه نداء [ لبيك عباس ]وبدأت مخاطباً سيدي ومولاي وأميري علي بن أبي طالب (ع) فأنا أعلم أنه معي في تلك الأثناء واللحظات العظيمة التي سلبت مني كل الأفكار وأخبرته بمقالة العباس
" العلم عالقاع يا حيدر يبويه ومنك أتعذر" وها أنا أشاهد تلك الراية التي لا تعرف الانحناء ولكنها سقطت لتسجل أعظم ملحمة في تاريخ الرايات وحكاية لا تعرف الذل والهوان من أجل رضا الرحمن، وبدأت بالمناجاة مع العباس وأنا أسأله .. أين هي الآن زينب .. ؟ ألم تصل إليك أيها العباس .. ؟ وبدأت بالانحناء في المسير لأني الآن صرت ممن مشى على أرض كربلاء ! ، لَكَم كانت ثقيلة تلك الخطوات فكنت أشعر بثقل الأكوان على ظهري وكأن العالم قد بدأ بالتباطئ هنا ليسجل الزمان بأني وصلت إلى الحلم الكبير ..
وصلت إلى كربلاء .. ورأيت قبة العباس (ع) ..
.
.
✍ #حسين_المتروك
#تصميم_خدمة_قبسات_الاسلامية
#لا_نجيز_حذف_الحقوق
.
🍃قناة الطريق الى التوبة🍃
http://tlgrm.me/altauba
#الحلقة_العشرون
.
💙 وطن التضحية ،، ____________________
《 أنا مفتون بذلك البكاء .. 》
كنت أمشي مع الجمع ولا أعرف متى سألتقي بتلك القبة
الذهبية التي تحتها جسد العباس (ع) أو تلك القبة الذهبية الأشد حزناً والتي تحتها مهوى جسد الحسين (ع) وموطنه،
فلا أنا أعرف ! ولا من يعرف يرضى أن يتكلم !
فالجميع حفاة الآن يمشون وتلك الأحمال [الحقائب] على ظهورهم وهم لا يشعرون بها فبعد قليل سيكون اللقاء بسيد الشباب والشجعان ؛ بالعباس (ع) أو الحسين (ع) ، مشيت في زقاق صغير وضيق وبعدها عبرت شارعاً كبيراً وكنت أعتقد بأني الآن سأرى إحدى القباب ولكنني إلى الآن لم أشاهد شيئاً فصرت أبحث وأنظر الجميع يمشي ويبكي ، أجل .. فهذه الأرض جرت فيها الويلات وعلت الآهات على آل الأئمة السادات ففي هذه الأرض داست الخيل صدر القرآن ! ، وفجأة ودون سابق إنذار توقفت الجموع أمامي وأنا أسير لعقلي وأفكاري .. أمشي معهم وكأني شخص حكم عليه بالبكاء مدى الدهر في هذه البقاع .. هنا خرجنا من زقاق صغير ضيق ودخلنا في شارع رحب برحابة الفضاء وإذا بِعَينَيَّ تلتصقان بقبة تعانق السماء والطيور تقبلها وتحوم حولها بكل وفاء هنا توقفت لحظات ثم هويت خارّاً ساجداً لله تعالى شكراً ؛ وأنا عاشق تلك اللحظة في التأريخ ..
تلك اللحظة التي نظرت فيها إلى قبة العباس (ع) ؛ فطبعت قبلة على تلك الأرض لتسجل لي بأني قبلتها من أول نظرة وكم افتخرت الأرض بأن هنالك من قبلها وفي قلبه نداء [ لبيك عباس ]وبدأت مخاطباً سيدي ومولاي وأميري علي بن أبي طالب (ع) فأنا أعلم أنه معي في تلك الأثناء واللحظات العظيمة التي سلبت مني كل الأفكار وأخبرته بمقالة العباس
" العلم عالقاع يا حيدر يبويه ومنك أتعذر" وها أنا أشاهد تلك الراية التي لا تعرف الانحناء ولكنها سقطت لتسجل أعظم ملحمة في تاريخ الرايات وحكاية لا تعرف الذل والهوان من أجل رضا الرحمن، وبدأت بالمناجاة مع العباس وأنا أسأله .. أين هي الآن زينب .. ؟ ألم تصل إليك أيها العباس .. ؟ وبدأت بالانحناء في المسير لأني الآن صرت ممن مشى على أرض كربلاء ! ، لَكَم كانت ثقيلة تلك الخطوات فكنت أشعر بثقل الأكوان على ظهري وكأن العالم قد بدأ بالتباطئ هنا ليسجل الزمان بأني وصلت إلى الحلم الكبير ..
وصلت إلى كربلاء .. ورأيت قبة العباس (ع) ..
.
.
✍ #حسين_المتروك
#تصميم_خدمة_قبسات_الاسلامية
#لا_نجيز_حذف_الحقوق
.
🍃قناة الطريق الى التوبة🍃
http://tlgrm.me/altauba
الطريق إلى التوبة
Photo
#جئتكــ
#الحلقة_الواحدة والعشرون
.
💦 الوضوء ،، ______________________________
《 وتوضأت من الدموع على الحسين !》
وصلت إلى الفندق لأرمي ما أحمل من أثقال على ظهري
وأغتسل غسلاً تشهد لي به الأنبياء، فأنا الذي قررت زيارة
العباس (ع) ، وإلى الآن لم أنظر إلى قبة سيد الشهداء (ع)،
ولكني سأزور مقطوع الكفوف وأخاه قطيع الوتين، بعد ثوان ..
وتوضأت وهنا تذكرت ، أن الحسين (ع) توضأ بالدماء
وغسل بالجراح، والعباس (ع) قرر الوضوء ولكن بلا كفين
ولا عينين بل بقلب ورئتين، حين نادى : أخي يا حسين ..
كان النداء كفيلاً بتغسيله من الدماء.. فخرست أصوات
السيوف وخبت نشوة الأعداء فور سماعهم لهذا النداء ! ،
كنت أقطن في فندق يطل على قبة العباس (ع) من جهة
باب العلقمي، وكان اسم هذا الفندق [قربة العباس (ع)]
ولهذا الاسم معي حكاية بكاء فور وقوفي أمام أبوابه
لألاقي أبواب سيد التضحيات ، وتم تفتيشي لأكون خالياً
من المواد المفجرة ولكن المفتش لمس قلبي ؛ ذاك المفتون
بالدخول إلى هذا المكان المقدس ولامس بقية أجزاء
جسدي المترقبة الوالهة وشعر بذاك الحرمان الذي خطته
يد الزمان ، فقرر المفتش الإسراع بعد أن نظر إلى بريق
عيني المتوهج فى وجهه .. فقال بكل هدوء : أسألك
الدعاء .. وفور أن هممت بالدخول إلى الحرم العطشان ! ،
صافحت الأبواب ووقفت وقفة العبد الذليل الخاضع
للمولى العزيز الجليل ، وسلمت على أحد عباده المخلصين
الذين أفنوا حياتهم رغبة في رضا الرب الكريم ، وكان
للماء كبرياء شاهدته ونطقت به عيناي في ذلك الحرم
المهيب .. ودخلت إلى موطن العز والكبرياء ...
.
.
✍ #حسين_المتروك
#تصميم_خدمة_قبسات_الاسلامية
#لا_نجيز_حذف_الحقوق
.
🍃قناة الطريق الى التوبة🍃
http://tlgrm.me/altauba
#الحلقة_الواحدة والعشرون
.
💦 الوضوء ،، ______________________________
《 وتوضأت من الدموع على الحسين !》
وصلت إلى الفندق لأرمي ما أحمل من أثقال على ظهري
وأغتسل غسلاً تشهد لي به الأنبياء، فأنا الذي قررت زيارة
العباس (ع) ، وإلى الآن لم أنظر إلى قبة سيد الشهداء (ع)،
ولكني سأزور مقطوع الكفوف وأخاه قطيع الوتين، بعد ثوان ..
وتوضأت وهنا تذكرت ، أن الحسين (ع) توضأ بالدماء
وغسل بالجراح، والعباس (ع) قرر الوضوء ولكن بلا كفين
ولا عينين بل بقلب ورئتين، حين نادى : أخي يا حسين ..
كان النداء كفيلاً بتغسيله من الدماء.. فخرست أصوات
السيوف وخبت نشوة الأعداء فور سماعهم لهذا النداء ! ،
كنت أقطن في فندق يطل على قبة العباس (ع) من جهة
باب العلقمي، وكان اسم هذا الفندق [قربة العباس (ع)]
ولهذا الاسم معي حكاية بكاء فور وقوفي أمام أبوابه
لألاقي أبواب سيد التضحيات ، وتم تفتيشي لأكون خالياً
من المواد المفجرة ولكن المفتش لمس قلبي ؛ ذاك المفتون
بالدخول إلى هذا المكان المقدس ولامس بقية أجزاء
جسدي المترقبة الوالهة وشعر بذاك الحرمان الذي خطته
يد الزمان ، فقرر المفتش الإسراع بعد أن نظر إلى بريق
عيني المتوهج فى وجهه .. فقال بكل هدوء : أسألك
الدعاء .. وفور أن هممت بالدخول إلى الحرم العطشان ! ،
صافحت الأبواب ووقفت وقفة العبد الذليل الخاضع
للمولى العزيز الجليل ، وسلمت على أحد عباده المخلصين
الذين أفنوا حياتهم رغبة في رضا الرب الكريم ، وكان
للماء كبرياء شاهدته ونطقت به عيناي في ذلك الحرم
المهيب .. ودخلت إلى موطن العز والكبرياء ...
.
.
✍ #حسين_المتروك
#تصميم_خدمة_قبسات_الاسلامية
#لا_نجيز_حذف_الحقوق
.
🍃قناة الطريق الى التوبة🍃
http://tlgrm.me/altauba
الطريق إلى التوبة
Photo
#جئتكــ
#الحلقة_الثانية والعشرون
.
🕌 حرم راية الأنبياء ،،
________________________
《 راية تناقلتها الأجيال و سيرفعها
صاحب الزمان (عج) 》
" السلام على العبد الصالح " دخلت قصر العباس بن علي
بن أبي طالب (ع) .. وصرت مع جميع الأنبياء والملائكة والأتقياء، أخذتني الرجفة وقرأت إذن الدخول والزيارة وهممت بالدخول لملامسة ضريح قطيع الكفين، ولا أنسى حينها إذ أمطرت السماء وبكت معي وبدأنا بتغسيل الجراحات ؛ تارة دمعي يجري وأخرى السماء تجيب ! ،
وقفت مع الحشود المليونية بانتظار رؤية ذاك الشباك الطاهر وفور ما رأيته وإذا بجسدي يرتجف ويسقط على الأرض ليقدم قربان البكاء .. وكان عليَّ أن أملأ تلك القربة التي حملها فسقطت مع اللواء ببعض من دموع الولاء، وفجأة وقفت قرب الباب الذي سيدخلني لألامس ذاك القبر الطاهر وبدأت الحشود تصرخ " لبيك يا عباس .. لبيك يا عباس ..لبيك يا عباس " دون توقف وبصرخات يُسمع من خلالها صوت الدموع والصلاة !،
حقاً كان سحراً ليس بغامض فهذا هو قاضي الحاجات ومفرج الكربات وهو ابن سيد. الوصيين وأمير المؤمنين (ع) ولم يزل هذا النداء يدوي ؛ فور أن دخلنا العتبة المقدسة أصبح النداء مع الملايين " واويلي على العباس .. واويلي على العباس "
وهنا لم أتمالك نفسي فبدأت بالصراخ وكانت الكلمات تخرج دون أي إذن أو حتى اختيار فهي تخرج لأجل ذلك الإنسان فقط ، وحاولت الوصول لألامس قبر الوفاء ، وفجأة وأنا مملوء بالبكاء والعويل والنحيب وقف رجل أمامي وفتح الطريق لأعانق الشباك وكان يهمس في أذني :
خذ حاجاتك الآن ، وعندها تذكرت أمي وأبي وأخوتي واثنين من الأحباب فقط وقد أحسست بأنه قد تم الاختيار وفي منتصف البكاء والخطابات تذكرت حاجة سألنيها أحد الأصدقاء فهو زوج لم يُرزَق بأبناء فقلت للسَّقّاء إن حاجته في يدك أيها المعطاء، ولازلت ملاصقاً للشباك وأنظر القبر بعيني وأذرف تلك الدموع بلا رقيب يقتطع تلك اللحظات ؛ و هنا صرخت بنداء " يا عباس جيب الماي لسكينة "
وفي هذه اللحظة صار الجميع يردد نفس النداء ! ، وصارت سكينة محور الأملاك وشاهدت الحرم يهتز وكأن العباس (ع) يرغب بالخروج ليأتي إليها بالماء ولكن كيف ؟! إنه بلا كفين ! .. ،
وبعدها شعرت بالإختناق وأصبحت لدي رغبة في البكاء في إحدى الزوايا منعزلاً وحيداً دون هؤلاء البشر ، فظهر لي نفس الرجل ؛ ذاك الذي أدخلني فدفعني بكفه لأصل إلى موقع الخروج من الحرم ! ،
وإلى الأن أنا أرتجف من تلك اللحظات ومن ذاك الإنسان .. فإنني لم أشاهده بعدها في الحرم أو حتى إلى جانب الجدران ! ،
وقررت الصلاة لأنه قد دخل وقت صلاتي المغرب والعشاء وكان للصلاة هناك جمال ليس له مثيل ، ولم أنسَ أم البنين (ع) ؛ قاضية الحاجات وعاشقة الحوراء والزهراء...
.
.
✍ #حسين_المتروك
#تصميم_خدمة_قبسات_الاسلامية
#لا_نجيز_حذف_الحقوق
.
🍃قناة الطريق الى التوبة🍃
http://tlgrm.me/altauba
#الحلقة_الثانية والعشرون
.
🕌 حرم راية الأنبياء ،،
________________________
《 راية تناقلتها الأجيال و سيرفعها
صاحب الزمان (عج) 》
" السلام على العبد الصالح " دخلت قصر العباس بن علي
بن أبي طالب (ع) .. وصرت مع جميع الأنبياء والملائكة والأتقياء، أخذتني الرجفة وقرأت إذن الدخول والزيارة وهممت بالدخول لملامسة ضريح قطيع الكفين، ولا أنسى حينها إذ أمطرت السماء وبكت معي وبدأنا بتغسيل الجراحات ؛ تارة دمعي يجري وأخرى السماء تجيب ! ،
وقفت مع الحشود المليونية بانتظار رؤية ذاك الشباك الطاهر وفور ما رأيته وإذا بجسدي يرتجف ويسقط على الأرض ليقدم قربان البكاء .. وكان عليَّ أن أملأ تلك القربة التي حملها فسقطت مع اللواء ببعض من دموع الولاء، وفجأة وقفت قرب الباب الذي سيدخلني لألامس ذاك القبر الطاهر وبدأت الحشود تصرخ " لبيك يا عباس .. لبيك يا عباس ..لبيك يا عباس " دون توقف وبصرخات يُسمع من خلالها صوت الدموع والصلاة !،
حقاً كان سحراً ليس بغامض فهذا هو قاضي الحاجات ومفرج الكربات وهو ابن سيد. الوصيين وأمير المؤمنين (ع) ولم يزل هذا النداء يدوي ؛ فور أن دخلنا العتبة المقدسة أصبح النداء مع الملايين " واويلي على العباس .. واويلي على العباس "
وهنا لم أتمالك نفسي فبدأت بالصراخ وكانت الكلمات تخرج دون أي إذن أو حتى اختيار فهي تخرج لأجل ذلك الإنسان فقط ، وحاولت الوصول لألامس قبر الوفاء ، وفجأة وأنا مملوء بالبكاء والعويل والنحيب وقف رجل أمامي وفتح الطريق لأعانق الشباك وكان يهمس في أذني :
خذ حاجاتك الآن ، وعندها تذكرت أمي وأبي وأخوتي واثنين من الأحباب فقط وقد أحسست بأنه قد تم الاختيار وفي منتصف البكاء والخطابات تذكرت حاجة سألنيها أحد الأصدقاء فهو زوج لم يُرزَق بأبناء فقلت للسَّقّاء إن حاجته في يدك أيها المعطاء، ولازلت ملاصقاً للشباك وأنظر القبر بعيني وأذرف تلك الدموع بلا رقيب يقتطع تلك اللحظات ؛ و هنا صرخت بنداء " يا عباس جيب الماي لسكينة "
وفي هذه اللحظة صار الجميع يردد نفس النداء ! ، وصارت سكينة محور الأملاك وشاهدت الحرم يهتز وكأن العباس (ع) يرغب بالخروج ليأتي إليها بالماء ولكن كيف ؟! إنه بلا كفين ! .. ،
وبعدها شعرت بالإختناق وأصبحت لدي رغبة في البكاء في إحدى الزوايا منعزلاً وحيداً دون هؤلاء البشر ، فظهر لي نفس الرجل ؛ ذاك الذي أدخلني فدفعني بكفه لأصل إلى موقع الخروج من الحرم ! ،
وإلى الأن أنا أرتجف من تلك اللحظات ومن ذاك الإنسان .. فإنني لم أشاهده بعدها في الحرم أو حتى إلى جانب الجدران ! ،
وقررت الصلاة لأنه قد دخل وقت صلاتي المغرب والعشاء وكان للصلاة هناك جمال ليس له مثيل ، ولم أنسَ أم البنين (ع) ؛ قاضية الحاجات وعاشقة الحوراء والزهراء...
.
.
✍ #حسين_المتروك
#تصميم_خدمة_قبسات_الاسلامية
#لا_نجيز_حذف_الحقوق
.
🍃قناة الطريق الى التوبة🍃
http://tlgrm.me/altauba
الطريق إلى التوبة
Photo
#جئتكــ
#الحلقة_الثالثة والعشرون
.
🍂 زحف ،، _____________________
《 أيا زينبُ كيف هو السعي
بين العباس والحسين .. ؟ 》
خرجت من أحد الأبواب ونظرت وإذا بِقُبَّةِ مَنْ بَكَت عليه
السيوف وغنت غناء العاشقين " لبيك يا حسين " وهنا شعرت بأن للبكاء نغمة خاصة في لفظة " حسين "، فخررت ساجداً باكياً مبتهلاً شاكراً لله تعالى أن مَنَّ عَلَيَّ بزيارة مولاي الحسين (ع) لألامس قبره الشريف ،
وأكملت سجودي بالزحف مع بعض الزاحفين إلى القبر الشريف وموطن الجسم السليب والشيب الخضيب والثغر
المقروع بالقضيب ، هنا في هذا المكان ركضت زينب (ع)
بين العباس (ع) والحسين (ع) .. أجل .. الحسين الذي في كل حرف من حروف اسمه وكل قطرة من قطرات دمه أنشودة خلود أبدية ، فور سقوطي للزحف تذكرت الأطفال الذين زحفوا ليصلوا إلى جسد الحسين (ع) بين طعنات الرماح وضرب السيوف وهجوم الأعداء ، هنا سُجِّلَت أروع ملاحم الوفاء لأبي عبد الله الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) .. حقاً لا أتمكن من وصف تلك اللحظات .. زحف يَتَرَنَّم بالبكاء والدماء، و خَدٌ تريب يواسي الخدور المحروقات للنساء الطاهرات ؛ لقد
عفرت وجهي وجلدي الناعم بتلك الأرض ؛ فهذه الأرض هي التي عانقت دماء الشهداء وسيدها ساكن كربلاء ، هنا عرفت حقاً كيف مشت زينب (ع) من العباس إلى الحسين ومن الحسين إلى العباس ؛ لقد كانت تسقط وتنهض لتصل إلى العشق ولا أدري كيف كانت الطاهرة العالمة تتمكن من الوصول !
فأنا السليم المعافى الصغير تعبت في منتصف الطريق ؛ ولقد كنت أستمع إلى صنوف النعي التي جعلتني أتوقف لحظات لأجدد النحيب والصراخ !
وقبل وصولي إلى بوابة جنة السماء ، وعرش الله وروضة الأنبياء في الجنان سألت الرحمن أن يجعلني ممن يضجون ويبكون على الحسين (ع)
أما زينب (ع) فهي العظيمة والمرأة الكبيرة التي لها أبناء شهداء وأخوة قُطِّعَت أوصالهم في البيداء ؛ تلاحقها ألسنة النيران وتحوم حولها الخيول وتتلوى عليها السياط وتسمع صراخ النساء وعويل الأيتام و تُقَلِّب طرفها فلا ترى لها ناصراً ولا معيناً سوى الله ..
« يا ساعد الله قلبك يا زينب » .. وفور الوصول ..
.
.
✍ #حسين_المتروك
#تصميم_خدمة_قبسات_الاسلامية
#لا_نجيز_حذف_الحقوق
.
🍃قناة الطريق الى التوبة🍃
http://tlgrm.me/altauba
#الحلقة_الثالثة والعشرون
.
🍂 زحف ،، _____________________
《 أيا زينبُ كيف هو السعي
بين العباس والحسين .. ؟ 》
خرجت من أحد الأبواب ونظرت وإذا بِقُبَّةِ مَنْ بَكَت عليه
السيوف وغنت غناء العاشقين " لبيك يا حسين " وهنا شعرت بأن للبكاء نغمة خاصة في لفظة " حسين "، فخررت ساجداً باكياً مبتهلاً شاكراً لله تعالى أن مَنَّ عَلَيَّ بزيارة مولاي الحسين (ع) لألامس قبره الشريف ،
وأكملت سجودي بالزحف مع بعض الزاحفين إلى القبر الشريف وموطن الجسم السليب والشيب الخضيب والثغر
المقروع بالقضيب ، هنا في هذا المكان ركضت زينب (ع)
بين العباس (ع) والحسين (ع) .. أجل .. الحسين الذي في كل حرف من حروف اسمه وكل قطرة من قطرات دمه أنشودة خلود أبدية ، فور سقوطي للزحف تذكرت الأطفال الذين زحفوا ليصلوا إلى جسد الحسين (ع) بين طعنات الرماح وضرب السيوف وهجوم الأعداء ، هنا سُجِّلَت أروع ملاحم الوفاء لأبي عبد الله الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) .. حقاً لا أتمكن من وصف تلك اللحظات .. زحف يَتَرَنَّم بالبكاء والدماء، و خَدٌ تريب يواسي الخدور المحروقات للنساء الطاهرات ؛ لقد
عفرت وجهي وجلدي الناعم بتلك الأرض ؛ فهذه الأرض هي التي عانقت دماء الشهداء وسيدها ساكن كربلاء ، هنا عرفت حقاً كيف مشت زينب (ع) من العباس إلى الحسين ومن الحسين إلى العباس ؛ لقد كانت تسقط وتنهض لتصل إلى العشق ولا أدري كيف كانت الطاهرة العالمة تتمكن من الوصول !
فأنا السليم المعافى الصغير تعبت في منتصف الطريق ؛ ولقد كنت أستمع إلى صنوف النعي التي جعلتني أتوقف لحظات لأجدد النحيب والصراخ !
وقبل وصولي إلى بوابة جنة السماء ، وعرش الله وروضة الأنبياء في الجنان سألت الرحمن أن يجعلني ممن يضجون ويبكون على الحسين (ع)
أما زينب (ع) فهي العظيمة والمرأة الكبيرة التي لها أبناء شهداء وأخوة قُطِّعَت أوصالهم في البيداء ؛ تلاحقها ألسنة النيران وتحوم حولها الخيول وتتلوى عليها السياط وتسمع صراخ النساء وعويل الأيتام و تُقَلِّب طرفها فلا ترى لها ناصراً ولا معيناً سوى الله ..
« يا ساعد الله قلبك يا زينب » .. وفور الوصول ..
.
.
✍ #حسين_المتروك
#تصميم_خدمة_قبسات_الاسلامية
#لا_نجيز_حذف_الحقوق
.
🍃قناة الطريق الى التوبة🍃
http://tlgrm.me/altauba
الطريق إلى التوبة
Photo
#جئتكــ
#الحلقة_الرابعة والعشرون
.
.
🌸 ترتيل النداء ،، _____________________
《 لفظة - الحسين - ترتيل
آيات محكمات .. 》
[ لبيك يا حسين ] .. وقفت قليلاً لأن الحرم مملوء بل
ويغص بمئات الألوف من البشر والزوار ؛ ولكني على علم
بأني سأصل لأذوب في ذاك الشباك وهنا بدأ الزوار جميعاً
بالصراخ بصورت واحد [ لييك يا حسين ] وبدأ عقلي بالتطاير فأنا الآن سألقى جسداً قطعته الأعداء ؛ ذا رأس مفصول قد رُفِعَ إلى السماء وخنصر مبتور بيد الادعياء ..
حقاً إن الصمت لا مكان له في هذا الموقف فكل النداء كان .. حسين .. حسين .. حسين .. حسين .. حسين .. حسين .. حسين .. دون انقطاع
فعرفت من أين كان النداء القديم الذي سمعته في المسير ..
" حَيَّ على خير " والذي صار الآن "حَيَّ على الفلاح " إنه من قبر البكاء .. قبر الدماء .. قبر المحتسب الصابر .. قبر المظلوم بلا ناصر..
وكأني قد شاهدت قائمة كبيرة مكتوبة في قلب السماء وفيها أسماء .. عند كل اسم قد كُتِبَ «عاشق الحسين»، جنون وفنون رُسِمَت الآن على أرض من حار في الفلوات .. أجل لا مكان هنا للصمت ولا مجال لكلمات الأدباء ؛ فالبكاء والدموع التي ستترجم كل شيء ، اهتز قلبي وكأنه بركان ثائر قد تفجر بمشاعر لم أكن أمتلكها في زمن غابر، ولم يسمح لي لساني بالنطق بأية كلمة أونداء سوى .. حسين.. حسين..
أصبح وجهي الآن أمام قبر تبكي بقربه الزهراء (ع) ويناجي ربه بجانبه سيد الأنبياء (ص)، وكأني بأبي البشر آدم (ع) وهوينظر إلى بنيه ويقول :
" من الذي قتل حبيب رسول رب العباد .. ؟ " والجميع يبكي ولم أسمع همساً إلا وفيه نغمة من البكاء ! ،
والآن فقد حان موعد الدخول تحت قبته المشعة بذكرى الدماء، الان هو موعد تلبيه النداء فغدونا جميعاً نصرخ ونهتف بكل لهفة " لبيك يا حسين "
وقبل الدخول عاد الزحف مجدداً بكل رونقه ولم يكن عقلي يسمح لي بأن أفكر بأني الآن سأدخل إلى عبق علي الأكبر (ع) ولكن قلبي هو من قادني إلى من أعتق رقبتي من لظى النيران وجعلني عاشقاً لأبيه الحسين (ع)،
دخلت والنداء لا يزال " لبيك نا حسين "، ولكنني قررت المناجاة فقلت [ يا علي أين كنت لحظة أن نادى الحسين الظمآن، ألا من ناصر ينصرني .. ؟ ألم تتحرك أعضاؤك وتتجمع أشلاؤك .. ؟ ]
#يتبع
#الحلقة_الرابعة والعشرون
.
.
🌸 ترتيل النداء ،، _____________________
《 لفظة - الحسين - ترتيل
آيات محكمات .. 》
[ لبيك يا حسين ] .. وقفت قليلاً لأن الحرم مملوء بل
ويغص بمئات الألوف من البشر والزوار ؛ ولكني على علم
بأني سأصل لأذوب في ذاك الشباك وهنا بدأ الزوار جميعاً
بالصراخ بصورت واحد [ لييك يا حسين ] وبدأ عقلي بالتطاير فأنا الآن سألقى جسداً قطعته الأعداء ؛ ذا رأس مفصول قد رُفِعَ إلى السماء وخنصر مبتور بيد الادعياء ..
حقاً إن الصمت لا مكان له في هذا الموقف فكل النداء كان .. حسين .. حسين .. حسين .. حسين .. حسين .. حسين .. حسين .. دون انقطاع
فعرفت من أين كان النداء القديم الذي سمعته في المسير ..
" حَيَّ على خير " والذي صار الآن "حَيَّ على الفلاح " إنه من قبر البكاء .. قبر الدماء .. قبر المحتسب الصابر .. قبر المظلوم بلا ناصر..
وكأني قد شاهدت قائمة كبيرة مكتوبة في قلب السماء وفيها أسماء .. عند كل اسم قد كُتِبَ «عاشق الحسين»، جنون وفنون رُسِمَت الآن على أرض من حار في الفلوات .. أجل لا مكان هنا للصمت ولا مجال لكلمات الأدباء ؛ فالبكاء والدموع التي ستترجم كل شيء ، اهتز قلبي وكأنه بركان ثائر قد تفجر بمشاعر لم أكن أمتلكها في زمن غابر، ولم يسمح لي لساني بالنطق بأية كلمة أونداء سوى .. حسين.. حسين..
أصبح وجهي الآن أمام قبر تبكي بقربه الزهراء (ع) ويناجي ربه بجانبه سيد الأنبياء (ص)، وكأني بأبي البشر آدم (ع) وهوينظر إلى بنيه ويقول :
" من الذي قتل حبيب رسول رب العباد .. ؟ " والجميع يبكي ولم أسمع همساً إلا وفيه نغمة من البكاء ! ،
والآن فقد حان موعد الدخول تحت قبته المشعة بذكرى الدماء، الان هو موعد تلبيه النداء فغدونا جميعاً نصرخ ونهتف بكل لهفة " لبيك يا حسين "
وقبل الدخول عاد الزحف مجدداً بكل رونقه ولم يكن عقلي يسمح لي بأن أفكر بأني الآن سأدخل إلى عبق علي الأكبر (ع) ولكن قلبي هو من قادني إلى من أعتق رقبتي من لظى النيران وجعلني عاشقاً لأبيه الحسين (ع)،
دخلت والنداء لا يزال " لبيك نا حسين "، ولكنني قررت المناجاة فقلت [ يا علي أين كنت لحظة أن نادى الحسين الظمآن، ألا من ناصر ينصرني .. ؟ ألم تتحرك أعضاؤك وتتجمع أشلاؤك .. ؟ ]
#يتبع
الطريق إلى التوبة
Photo
#جئتكــ
#الحلقة_الخامسة والعشرون
.
.
🌿 تقبيل السيوف ،، _______________________________
《 السلام على من قَبَّلَتهُ السيوف وعانقته
السهام وغدا محراباً لِساجِدَةِ الضُّبا 》
فور الخروج من جوار القبر المضاء بالبكاء والدماء وجدت
نفسي بقرب قبر حفيد الإمام الكاظم (ع) وهو السيد ابراهيم المجاب، ولكن ما إن قررت الخروج وجدت غرفة مضاءة بلون أحمر قاني وبها نوع من المشاعر الحزينة الخضيبة بالدماء ..
دخلت وإذا بالجنون يبدأ وبالصراخ يعلو وبخدمة الحرم الشريف يدخلون وإذا بي أنا أندب " يا حسين " فهذه هي الصخرة التي نُحِرَ عليها خامس أهل العبا وسيد الإباء ..
رفض قلبي الا أن تسكب ها هنا الدمعات وتعلو الصيحات فهذه الصخرة شهدت حَزَّ نحر الحسين بالظُّبا وهنا سمح التأريخ لنفسه أن يسجل كيف ضربت زينب وهنا أصبح رأس الحسين الشهيد فوق سن الرمح منصوباً وهنا صارت الرباب تبكي وتئن، وهنا هبطت الأشهب الدامية لتعزي العترة الطاهرة .. هنا أصبحت لا أسمع ولا أفهم ولا أعي ! ؛
بل صرت لا أرى إلا ألواناً من المصاب .. وفوراً شعرت بدخول سيد المحراب (ع) ورأيته في خيالي ممسكاً
بطرف من ثياب ويمسحه بتلك الصخرة التي شربت أطهر الدماء فقد وربي كنت أشاهد عروق الدماء التي حُفِرَت رغبة في الخلود مع اسم الحسين (ع) ابن أطيب الأنساب وأشرفها ابن فاطم والكرار وجده النبي الأعظم المختار ؛ الذي جاء الى الطف بانحناء وانكسار ، فهذا حبيبه وفرخه وسبطه وريحانته مقتول ظلماً وطغيانا ً..
لقد كانت تلك الثياب مضرجة بالدماء وهي تعانق الصخرة ؛ وبدت وكأنها تصرخ فشعرت من ذلك بحرقة وحرارة شديدة فشاركتهما بالصراخ وحملني الخدام إلى
خارج تلك الغرفة بعد أن صرت أصرخ بصوت عال قد يكون مزعجاً هناك ! ، فقد كنت أردد كل ما حفظته من نعي وكلمات لأعزي بها صاحب الزمان (عج) ، وأكثر تلك القصائدالتي كانت تتجول معي في تلك الغرفة ..
غَـريـباً أرى يا غَريبَ الطُفوفِ - تَوَسُّدَ خَدَّيْكَ كُثْبانَها
مُـصـابٌ أطـاشَ عُقولَ الأنامِ - جَميعاً وَحيَّرَ أذْهانَها
تَـرَكْـتُ حَـشاكَ وسُلْوانَها - فَخَلّي حَشايَ وأحْزانَها
قَـدْ إسـتَوْطَنَ الهَمُّ قَلْبي فَعْفْتُ - لَكَ الغانِياتِ وَأوْطانِها
أفِـقْ لَـسْتَ أوَّلَ مَنْ لامَني - عَلى وَصْلِ نَفْسِيَ تِحْنانَها
فَـكَـمْ لِـيَ قَـبْلَكَ لَوّامَةٌ - تَشاغَلْتُ مُطَرِحـاً شانَها
والكثير الكثير غير هذه الكلمات ؛ ولكن هذه الكلمات كانت ترن رنين الأجراس في عقلي فكيف توسد خد الحسين (ع) على هذه الصخرة ! وكيف تمكن الدعي ابن الدعي أن
يفعل فعلته الشنعاء ! ، حقاً لا أعلم .. ؟
ولا يسعني الشرح أو حتى الوصف أوحتى أن أسافر بخيالي القاصر ! وهذا العشق الإلهي ليس بفعل عاطفي ؛ بل هو فعل ناجم عن عقيدة فطرية راسخة تقول :
بأن الحسين سيد شباب أهل الجنة قد قتل بطريقة شنيعة فأحد اللعناء رماه بحجر وآخر بسهم وآخر قد حَزَّ وريده ! ، ولعين وطىء صدره الشريف بالأعوجية ؛ وهي من تلك الخيول التي لا ترى ما أمامها.. حقاً ألا لعنة الله على القوم الظالمين.
.
.
✍ #حسين_المتروك
#تصميم_خدمة_قبسات_الاسلامية
#لا_نجيز_حذف_الحقوق
.
🍃قناة الطريق الى التوبة🍃
http://tlgrm.me/altauba
#الحلقة_الخامسة والعشرون
.
.
🌿 تقبيل السيوف ،، _______________________________
《 السلام على من قَبَّلَتهُ السيوف وعانقته
السهام وغدا محراباً لِساجِدَةِ الضُّبا 》
فور الخروج من جوار القبر المضاء بالبكاء والدماء وجدت
نفسي بقرب قبر حفيد الإمام الكاظم (ع) وهو السيد ابراهيم المجاب، ولكن ما إن قررت الخروج وجدت غرفة مضاءة بلون أحمر قاني وبها نوع من المشاعر الحزينة الخضيبة بالدماء ..
دخلت وإذا بالجنون يبدأ وبالصراخ يعلو وبخدمة الحرم الشريف يدخلون وإذا بي أنا أندب " يا حسين " فهذه هي الصخرة التي نُحِرَ عليها خامس أهل العبا وسيد الإباء ..
رفض قلبي الا أن تسكب ها هنا الدمعات وتعلو الصيحات فهذه الصخرة شهدت حَزَّ نحر الحسين بالظُّبا وهنا سمح التأريخ لنفسه أن يسجل كيف ضربت زينب وهنا أصبح رأس الحسين الشهيد فوق سن الرمح منصوباً وهنا صارت الرباب تبكي وتئن، وهنا هبطت الأشهب الدامية لتعزي العترة الطاهرة .. هنا أصبحت لا أسمع ولا أفهم ولا أعي ! ؛
بل صرت لا أرى إلا ألواناً من المصاب .. وفوراً شعرت بدخول سيد المحراب (ع) ورأيته في خيالي ممسكاً
بطرف من ثياب ويمسحه بتلك الصخرة التي شربت أطهر الدماء فقد وربي كنت أشاهد عروق الدماء التي حُفِرَت رغبة في الخلود مع اسم الحسين (ع) ابن أطيب الأنساب وأشرفها ابن فاطم والكرار وجده النبي الأعظم المختار ؛ الذي جاء الى الطف بانحناء وانكسار ، فهذا حبيبه وفرخه وسبطه وريحانته مقتول ظلماً وطغيانا ً..
لقد كانت تلك الثياب مضرجة بالدماء وهي تعانق الصخرة ؛ وبدت وكأنها تصرخ فشعرت من ذلك بحرقة وحرارة شديدة فشاركتهما بالصراخ وحملني الخدام إلى
خارج تلك الغرفة بعد أن صرت أصرخ بصوت عال قد يكون مزعجاً هناك ! ، فقد كنت أردد كل ما حفظته من نعي وكلمات لأعزي بها صاحب الزمان (عج) ، وأكثر تلك القصائدالتي كانت تتجول معي في تلك الغرفة ..
غَـريـباً أرى يا غَريبَ الطُفوفِ - تَوَسُّدَ خَدَّيْكَ كُثْبانَها
مُـصـابٌ أطـاشَ عُقولَ الأنامِ - جَميعاً وَحيَّرَ أذْهانَها
تَـرَكْـتُ حَـشاكَ وسُلْوانَها - فَخَلّي حَشايَ وأحْزانَها
قَـدْ إسـتَوْطَنَ الهَمُّ قَلْبي فَعْفْتُ - لَكَ الغانِياتِ وَأوْطانِها
أفِـقْ لَـسْتَ أوَّلَ مَنْ لامَني - عَلى وَصْلِ نَفْسِيَ تِحْنانَها
فَـكَـمْ لِـيَ قَـبْلَكَ لَوّامَةٌ - تَشاغَلْتُ مُطَرِحـاً شانَها
والكثير الكثير غير هذه الكلمات ؛ ولكن هذه الكلمات كانت ترن رنين الأجراس في عقلي فكيف توسد خد الحسين (ع) على هذه الصخرة ! وكيف تمكن الدعي ابن الدعي أن
يفعل فعلته الشنعاء ! ، حقاً لا أعلم .. ؟
ولا يسعني الشرح أو حتى الوصف أوحتى أن أسافر بخيالي القاصر ! وهذا العشق الإلهي ليس بفعل عاطفي ؛ بل هو فعل ناجم عن عقيدة فطرية راسخة تقول :
بأن الحسين سيد شباب أهل الجنة قد قتل بطريقة شنيعة فأحد اللعناء رماه بحجر وآخر بسهم وآخر قد حَزَّ وريده ! ، ولعين وطىء صدره الشريف بالأعوجية ؛ وهي من تلك الخيول التي لا ترى ما أمامها.. حقاً ألا لعنة الله على القوم الظالمين.
.
.
✍ #حسين_المتروك
#تصميم_خدمة_قبسات_الاسلامية
#لا_نجيز_حذف_الحقوق
.
🍃قناة الطريق الى التوبة🍃
http://tlgrm.me/altauba
الطريق إلى التوبة
Photo
#جئتكــ
#الحلقة_السادسة والعشرون
.
.
💐 شيخ الأنصار و أنصار الحق ،، __________________________
《 إنَّ رب الكون قد أوحى لهم
[ زلزلوا كربلاء زلزالها ] 》
حبيب ..شيخ عرف معنى " عشق الحسين " فكما يقال إن
حبيب بن مظاهر الأسدي انتقل من دياره إلى الكوفة ليكون بجانب أمير المؤمنين (ع) والحسن (ع) والحسين (ع) حبيبه فكان دوماً ينادي الحسين (ع) بــ حبيبي حسين ..
وهنا وقفت أمام شباكه لأنظر إلى شموخ المسنين في كربلاء ؛ وهو الإنسان الأكبر سناً في عرصات كربلاء وهو المقاتل الشرس الذي دافع عن ابو خير الأوصياء (ع) ، فقلت : " يا حبيب بن مظاهر قوم شيل العلم واظهر "
هنا حاولت البحث عن قبر الأنصار ، ولكني لم أجدهم في مكان هنا ، فسألت أحد خدمة الحرم الشريف فقال لي إنهم بجانب مولاي الحسين أبي عبد الله (ع) فعدت أدراجي ودخلت مجدداً لأزور هؤلاء الأنصار واذا بهم في زاوية الحرم ولهم شباك واحد قد كتبت فوقه جميع الأسماء ؛ حقاً هم أناس عشقت آجالها ورب الكون قد أوحى لها هم قوم خلقوا شهداء
وغدا صوت عابس يرن في أذني " حب الحسين أجنني " ، هنا بدأت بترديد قصيدة أحب أن أسمعها في لحظات مثل هذه :
ثم جاء الشاكري عابس وهو ينادي
بحسين قد جننت وبه هام فؤادي
ورمى السيف ببأس قاصداً نحو الأعادي
كلما يرمى بسهم يتقيه بالأيادي
واعتلى صوت الوريد
لا حياة للعبيد
سوف نمضي ثم نحيا سعداء
كربلاء
نحن جئنا للفداء
و هتقنا بالدماء
سوف نغدو من ضحايا
كربلاء
حقاً هم خير أصحاب عرفهم الزمان فهم المصداق الأتَمُّ
لقول سيدهم : " لا أعرف أصحاباً أوفى من أصحابي " وهذه الكلمة قد أصبحت وسام فخر على صدر الزمان وهالة نور على جبين التأريخ وإن أبى ؛ فهذه الأمور لا يتدخل فيها المجانين كأمثالي ليحيوها أو يعطوها هيبة ؛ بل هي الهيبة .. وهي العظمة .. وهي الحياة.
.
.
✍ #حسين_المتروك
#تصميم_خدمة_قبسات_الاسلامية
#لا_نجيز_حذف_الحقوق
.
🍃قناة الطريق الى التوبة🍃
http://tlgrm.me/altauba
#الحلقة_السادسة والعشرون
.
.
💐 شيخ الأنصار و أنصار الحق ،، __________________________
《 إنَّ رب الكون قد أوحى لهم
[ زلزلوا كربلاء زلزالها ] 》
حبيب ..شيخ عرف معنى " عشق الحسين " فكما يقال إن
حبيب بن مظاهر الأسدي انتقل من دياره إلى الكوفة ليكون بجانب أمير المؤمنين (ع) والحسن (ع) والحسين (ع) حبيبه فكان دوماً ينادي الحسين (ع) بــ حبيبي حسين ..
وهنا وقفت أمام شباكه لأنظر إلى شموخ المسنين في كربلاء ؛ وهو الإنسان الأكبر سناً في عرصات كربلاء وهو المقاتل الشرس الذي دافع عن ابو خير الأوصياء (ع) ، فقلت : " يا حبيب بن مظاهر قوم شيل العلم واظهر "
هنا حاولت البحث عن قبر الأنصار ، ولكني لم أجدهم في مكان هنا ، فسألت أحد خدمة الحرم الشريف فقال لي إنهم بجانب مولاي الحسين أبي عبد الله (ع) فعدت أدراجي ودخلت مجدداً لأزور هؤلاء الأنصار واذا بهم في زاوية الحرم ولهم شباك واحد قد كتبت فوقه جميع الأسماء ؛ حقاً هم أناس عشقت آجالها ورب الكون قد أوحى لها هم قوم خلقوا شهداء
وغدا صوت عابس يرن في أذني " حب الحسين أجنني " ، هنا بدأت بترديد قصيدة أحب أن أسمعها في لحظات مثل هذه :
ثم جاء الشاكري عابس وهو ينادي
بحسين قد جننت وبه هام فؤادي
ورمى السيف ببأس قاصداً نحو الأعادي
كلما يرمى بسهم يتقيه بالأيادي
واعتلى صوت الوريد
لا حياة للعبيد
سوف نمضي ثم نحيا سعداء
كربلاء
نحن جئنا للفداء
و هتقنا بالدماء
سوف نغدو من ضحايا
كربلاء
حقاً هم خير أصحاب عرفهم الزمان فهم المصداق الأتَمُّ
لقول سيدهم : " لا أعرف أصحاباً أوفى من أصحابي " وهذه الكلمة قد أصبحت وسام فخر على صدر الزمان وهالة نور على جبين التأريخ وإن أبى ؛ فهذه الأمور لا يتدخل فيها المجانين كأمثالي ليحيوها أو يعطوها هيبة ؛ بل هي الهيبة .. وهي العظمة .. وهي الحياة.
.
.
✍ #حسين_المتروك
#تصميم_خدمة_قبسات_الاسلامية
#لا_نجيز_حذف_الحقوق
.
🍃قناة الطريق الى التوبة🍃
http://tlgrm.me/altauba