الطريق إلى التوبة
6.18K subscribers
10.2K photos
387 videos
243 files
5.34K links
قد تركتُ الكُلَّ ربّي ماعداك
ليس لي في غربةِ العمر سِواك...
حيثُ ما أنتَ فـ أفكاري هُناك..
قلبي الخفاقُ أضحۍ مضجعك..
في حنايا صدري أُخفي موضعك..

اي استفسار او ملاحظة ارسلها حصرا على هذا البوت

@altaubaa_bot

فهرس القناة
https://t.me/fhras_altauba
Download Telegram
الطريق إلى التوبة
Photo
#جئتكــ
#الحلقة_السابعة عشر
.
.
🌻صور من لغة المسير ،، _______________________

《 فاطمة .. مرت من هنا .. 》

الطريق عبارة عن شريط يستعرض الكثير من المواقف
التي لا يمكن أن تراها إلا في هذا الطريق العظيم، ففي هذه اللحظات... إكتشفت أن هذا المسيريعزف لحن عشاق
للرحمن لا للدنيا أو لرضا أي إنسان ..

أولى الصور التي بانت في الأفق فور وقوفنا للتزود من الماء مرور موكب لتمثيل حال السبايا .. هنا أهرقت الماء من فمي ! وصارت عيناي تنظران إلى سكينة والرباب وزينب (ع) و هن يُضرَبن بيد الأشقياء اللعناء ، وأمامهم الرؤوس المشالات يلوح بها أمام بنات الزهراء (ع)،

هنا نظرت الكوفة ولحظة الدخول إلى أرض الغدر وقرب قصر الإمارة عندما رمي رأس مولاي الحسين (ع) بحجر لعين من امرأة ملعونة أسقطت النور إلى الأرض فتركت في قلب زينب جرحاً باقياً في الدهور .. فور رجوع خيالي من الكوفة نظرت إلى الموكب ، آه .. آه ..

لم أجد طفلة صغيرة تكنى برقية بين هذا الموكب الجليل الحزين لكنني شاهدت رداءً ملطخاً بالدماء بيد زين العباد (ع) يحمله وهو يبكي وعمته زينب الكبرى (ع)

تناجي الحسين (ع) وتقول : العذر .. العذر .. يا شقيق فؤادي فها أنا ذا عائدة اليك ولقد حافظت على الأطفال وكما أوصيتني يا نور عيني ولكني ولكني فقدت مني طفلة حبها في القلوب عظيم .. فقدتها في الأحزان والآلام في خربة الشام ودفنتها هناك فبقيت معنا طيفا لا يزول .

و أجمل الصور التي ارتسمت أمام عيني هي صورة أب
يسير في هذا المسعى العملاق الى كربلاء وبيده طفله الصغير بلا تعب أو خوف أو حتى كلام ، فحتى الطفل الصغير يناجي نفسه بــ لطميات مشهورة للكثير من الرواديد وكأنه يواسي إمامنا الباقر (ع) في هذا المسير وشاهدت أباه يمسح بيده على رأسه ، هنا أغمضت عيني وسافرت لأنظر حميدة بنت مسلم وهي تقول للحسين(ع) لِمَ عَمَّاه! تمسح على رأسي كما يُمسَح على رؤوس الأيتام.. ؟

فكان جواب الحسين (ع) دمعة سُكِبَت لتخلد ذكرى اليتم والأيتام في مسير كربلاء، إن هذا الوالد كان يسير بشوقه إلى أرض الموت إلى أرض كربلاء، وفي جزء من الثانية أحس الطفل بالتعب وا لإعياء فرفعه أبوه على ظهره وقال :

[ ابني أقلك شي هاي اولاد الحسين (ع) ما شالوهم مثل ما آني شايلك هنا ، لا بابا هُمَّهنا ضربوهم طول الطريق ]

بكت عيناي بلا أي سابق إنذار فهذا الأب قد نعى الحسين (ع) وآله بالتفاتته هذه ! ، ..

الكلمات تقف وتعجز عن وصف هذا الغرس الثقافي
للابن من قبل أبيه المشتاق،

وصورة أخرى من صور الموكب

البشري الذي يسير إلى أصحاب الرؤوس المفرقة عن الأبدان، هي صورة أم عرفت معنى أن تكون من زوار الحسين (ع) في الأربعين، فهي تمشي وتخاف أن يضيع ابنها الصغير بين هذه الحشود المليونية فقررت ربط يدها بقماش أخضر اللون تعبيراً عن الولاء لراية العباس (ع) وكان طوله معقولاً بحيث إن تعب الولد الصغير فإنه يخفف من سرعة سيره من دون أن يضيع من أمه ..

و حقاً كم هو كبير قلب الأم أن يكون في العراء يقطع السير في الصحراء وهو ما لقيه وكابده علي والزهراء وكانت بينهم تلك الحوراء (ع) لكم هو عظيم هذا الإحساس والشعور ..

أحسست بأن السعي إلى كربلاء هو مأمن للقلب من كل داء، وهناك صورة أشجت قلبى كثيراً وأحسست معها بأهمية هذا النداء " لبيك يا حسين " لمن يعيش العزاء في أيامه..

نعم إن الحسين (ع) خالد بإرادة الرحمن ذي الجلال والسلطان ولن يقهر زواره طغيان حكام الزمان أو حتى جور البشر وظلم الإنسان ،

صورة مبكية أخرى رأيتها وهي أم أخرى تسير بما هو دون الحذاء وكنت أسمع وقعه على الأرض تارة وصوت سحبه عليها تارة أخرى فكان هذا الصوت يدمر عقلي فعجزت عن التفكير وجعلت أصرخ .. يا حسين .. وهذه الأم تمسك بيدها حبلاً طويلاً ومتيناً وخلفها طفل صغير جداً جعل من سلة الفاكهة مركبة سريعة له ! ، ومعه راية صغيرة كتب عليها « لبيك ياحسين»، حقاً كم هو العشق مجنون وهؤلاء جميعهم فُتنوا في الحسين (ع) وهو جنون مستحب في نظري وعقلائي جداً

وأصبح لدي يقين في أن من لا يجن في الحسين (ع) هو إنسان لم يفقه أجمل وأرقى و أجَلّ معاني العشق والحب والهوى.

و كانت هناك صورة لها وقع ذو رنين وصدى يصل إلى
سماء كربلاء، وهي صورة موكب لايضم أحداً من الرجال
وإنما هو موكب للنساء يسير وينادي « يا زينب .. يا زينب» ..

كانت هناك حالة حزينة جداً في تلك اللحظات فهذه النسوة مشين من أرض النجف إلى كربلاء حوالي الثمانين كيلومتراً بلا كلل أو حتى خوف أو بحث عن رجال تحميهن في الطريق ..

فقط كانوا يسرن بعشق زينب الحوراء (ع)، وهذا ما جعل هذا الموج يبكي وهو يمشي .. ما هي كربلاء ! ، إلى الآن لم أستوعب كمية العشق الممزوجة بالهواء الذي نستنشقه فالمناظر هنا تضج بالكبرياء وهي لا تنضب وتسقي حتى ماء الحياة ! ، فهي حقاً مفعمة بالحب والعطاء من وحي أبي الأحرار (ع) .
.
#يتبع
الطريق إلى التوبة
Photo
#جئتكــ
#الحلقة_الثامنة عشر
.
.
🌤 في الصباح ،، ___________________

《 القبور صارت خالية ..
فالكل متجه إلى كربلاء 》


مع صوت الأذان كانت صلاة الصبح ذات روعة لا متناهية قد خرجت عن قوانين البشر لأنها قانون إلهي رباني،

فخرجنا من تلك الخيام مهرولين .. فاليوم هو اليوم الموعود اليوم سألتقي كربلاء، لكن ! وبعد ساعات معدودات - كان جميع من يمشي في هذا المسير وكما عهدتهم مشتاقين إلى كربلاء ومتعطشين للقاء بتلك الأراضي،

وأنا في ذلك الطريق سألت أحدهم سؤالاً ويبدو أنني قد سحقت قلبه فقلت عجبت لمن لا يبكي زينباً .. ؟لأني كنت أستمع إلى قصيدة فيها ذكر زينب (ع) فدمعت عيناي فسألني أحد الساعين ولماذا البكاء ! فبعد قليل سنصل إلى موطن الإباء .. !

وددت لو أشرح له ولكن الدمع لم يُعنّي على ذلك فتركت الإجابة بين يديه ! وتركت تلك الدمعة لتحاكيه وتخاطبه وتخبره بما جرى على تلك الأرضي التي سقيت بالدماء ..

وهنا كان الموعد مع التوقف الأخير لصلاتي الظهر والعصر وتناول الغداء وبعدها نكون قد دخلنا إلى مواطن المجدلين في الفلوات .. وفي هذه الأثناء كانت صورة أخرى من صور الولاء لشهيد الشهداء (ع) ..

شاهدت أطفالاً نذروا أنفسهم ليريحوا اقدام الساعين إلى كربلاء وذلك بتقديم خدمة الــ[مساج] او التدليك للأقدام بمختلف انواع الدهون الطبية التي وفرها لهم الأطباء، حقاً لقد كانت منظراً عجيباً خدمتهم هذه !

ولم أسمح لنفسي إلا أن أسجل هذا الأمر في مذكراتي وذلك للتأريخ ليعرف كم هو فخر وشرف أن يكون الإنسان زائراً للحسين (ع) في الأربعين ، وكم من البشر يمنون أنفسهم بأن يكونوا خداماً لخدمة الحسين (ع) لينالوا تلك المنزلة العظيمة التي يلقاها هؤلاء الزوار ،

بعدها كنت أمشي وأردد " كل قطرة دم بشرياني تهتف بسمك يا حسين، روحي شلون تظل بجسمي من أذكر جسمك يا حسين، جسمي مو أغلى من جسمك، دمي مو أغلى من دمك يا حسين " ، وكنت في بعض الأحيان أصرخ دون أن ازعج مَن حولي بهذا الصراخ ! ..
.
#حسين_المتروك
#تصميم_خدمة_قبسات_الاسلامية
#لا_نجيز_حذف_الحقوق
.
🍃قناة الطريق الى التوبة🍃
http://tlgrm.me/altauba
الطريق إلى التوبة
Photo
#جئتكــ
#الحلقة_التاسعة عشر
.
🍂 وصلت موطن البكاء ،، ______________________

《 سليل النفوس الطاهرات ،
ساجد جنب الفرات 》


دخلت ارضاً يقال لها كربلاء، كيف عرفت ! .. فقط نظرت
إلى الوجوه الباكيات فعرفت بأنني صرت في موطن البكاء والدماء ، وفور دخولي إلى تلك الأراضي سمعت نداء لم أكن قد سمعته في الطريق قبيل الدخول إلى كربلاء ! ،

سمعت نداءاً يعلو السماء ويردد " حي على خير العمل أيها النبلاء " ، وإلى الآن لا أعرف مصدر هذا النداء فلا مذياع أو سماعات كانت تصدح بمثل هذا القول ولكنني سمعته ! .. وهنا بدأت بترديد القصيدة الشهيرة ..

جينا ننشد كربلاء مضيعينها
بيها زينب قالو ميسرينها

جينا ننشد كربلاء مضيعينها
جينا ننشد كربلاء مضيعينها

يسروها و لا لها واحد فزع
شال حادي ضعونها بساع و قطع

جينا ننشد وين أبو فاضل وقـع
ما تدلونا الشريعة وينها

بس أشوفه و العتب مني يزود
و أدري ابو فاضل على النخوة يجود

عذرة حـقه يـقول مـقطوع الزنود
حال ملـك الموت بينه و بينها

جينا ننشد كربلاء عليها العتب
نـقول هاي رجال و تدور الغلب

حرمة زينب بأيش مطلوبه بذنب
فوق قتل حسين و مسلبينها

أرد انشدك كربلاء عن النزيل
شلون ضعن الحرم شال بلا دليل

ﭼـان قلتيلي يعاونه العليل
بالمرض مشدوه وينه و وينها

أرد انشدك هم صدق بالشام عيد
و حطو بطشت الذهب راس الشهيد

و من نشد زينب بديوانه يزيد
قاعده لو واقفة مخلينها

جينا ننشد عالعليل من انولة
فوق ضعف المرض هلبلوى ابتلى

ليش ما غاصت بأهلها كربلاء
من قطع بالسيف راس حسينها

جينا ننشد كربلاء و زين العباد
الروس شالوها و بـقت بس الأجساد

شلون جسمك سيدي من المرض باد
ما حصل واحد حظى بتـكفينها


عن عبدالله بن زرارة قال : سمعت أبا عبد الله (ع) يقول :

إن لزوار الحسين بن علي (ع) يوم القيامة فضلاً على الناس، قلت : وما فضلهم ؟ قال : يدخلون الجنة قبل الناس بأربعين عاماً ، وسائر الناس فى الحساب والموقف(1)

كان لهذه الكلمات صدى بين الجموع التي أمشي بينها وكانوا يرددون بلا تعب أو إعياء « جينا ننشد كربلا »

وكان هذا النداء هو نداء الحرية ونداء الرغبة في اللقاء ونداء لحسين الذي لا يعلوه نداء . ___________________________

(1)كامل الزيارات / ص 148
.
.
#حسين_المتروك
#تصميم_خدمة_قبسات_الاسلامية
#لا_نجيز_حذف_الحقوق
.
🍃قناة الطريق الى التوبة🍃
http://tlgrm.me/altauba
الطريق إلى التوبة
Photo
#جئتكــ
#الحلقة_العشرون
.
💙 وطن التضحية ،، ____________________

《 أنا مفتون بذلك البكاء .. 》


كنت أمشي مع الجمع ولا أعرف متى سألتقي بتلك القبة
الذهبية التي تحتها جسد العباس (ع) أو تلك القبة الذهبية الأشد حزناً والتي تحتها مهوى جسد الحسين (ع) وموطنه،

فلا أنا أعرف ! ولا من يعرف يرضى أن يتكلم !

فالجميع حفاة الآن يمشون وتلك الأحمال [الحقائب] على ظهورهم وهم لا يشعرون بها فبعد قليل سيكون اللقاء بسيد الشباب والشجعان ؛ بالعباس (ع) أو الحسين (ع) ، مشيت في زقاق صغير وضيق وبعدها عبرت شارعاً كبيراً وكنت أعتقد بأني الآن سأرى إحدى القباب ولكنني إلى الآن لم أشاهد شيئاً فصرت أبحث وأنظر الجميع يمشي ويبكي ، أجل .. فهذه الأرض جرت فيها الويلات وعلت الآهات على آل الأئمة السادات ففي هذه الأرض داست الخيل صدر القرآن ! ، وفجأة ودون سابق إنذار توقفت الجموع أمامي وأنا أسير لعقلي وأفكاري .. أمشي معهم وكأني شخص حكم عليه بالبكاء مدى الدهر في هذه البقاع .. هنا خرجنا من زقاق صغير ضيق ودخلنا في شارع رحب برحابة الفضاء وإذا بِعَينَيَّ تلتصقان بقبة تعانق السماء والطيور تقبلها وتحوم حولها بكل وفاء هنا توقفت لحظات ثم هويت خارّاً ساجداً لله تعالى شكراً ؛ وأنا عاشق تلك اللحظة في التأريخ ..

تلك اللحظة التي نظرت فيها إلى قبة العباس (ع) ؛ فطبعت قبلة على تلك الأرض لتسجل لي بأني قبلتها من أول نظرة وكم افتخرت الأرض بأن هنالك من قبلها وفي قلبه نداء [ لبيك عباس ]وبدأت مخاطباً سيدي ومولاي وأميري علي بن أبي طالب (ع) فأنا أعلم أنه معي في تلك الأثناء واللحظات العظيمة التي سلبت مني كل الأفكار وأخبرته بمقالة العباس

" العلم عالقاع يا حيدر يبويه ومنك أتعذر" وها أنا أشاهد تلك الراية التي لا تعرف الانحناء ولكنها سقطت لتسجل أعظم ملحمة في تاريخ الرايات وحكاية لا تعرف الذل والهوان من أجل رضا الرحمن، وبدأت بالمناجاة مع العباس وأنا أسأله .. أين هي الآن زينب .. ؟ ألم تصل إليك أيها العباس .. ؟ وبدأت بالانحناء في المسير لأني الآن صرت ممن مشى على أرض كربلاء ! ، لَكَم كانت ثقيلة تلك الخطوات فكنت أشعر بثقل الأكوان على ظهري وكأن العالم قد بدأ بالتباطئ هنا ليسجل الزمان بأني وصلت إلى الحلم الكبير ..

وصلت إلى كربلاء .. ورأيت قبة العباس (ع) ..
.
.
#حسين_المتروك
#تصميم_خدمة_قبسات_الاسلامية
#لا_نجيز_حذف_الحقوق
.
🍃قناة الطريق الى التوبة🍃
http://tlgrm.me/altauba
الطريق إلى التوبة
Photo
#جئتكــ
#الحلقة_الواحدة والعشرون
.
💦 الوضوء ،، ______________________________

《 وتوضأت من الدموع على الحسين !》

وصلت إلى الفندق لأرمي ما أحمل من أثقال على ظهري

وأغتسل غسلاً تشهد لي به الأنبياء، فأنا الذي قررت زيارة

العباس (ع) ، وإلى الآن لم أنظر إلى قبة سيد الشهداء (ع)،

ولكني سأزور مقطوع الكفوف وأخاه قطيع الوتين، بعد ثوان ..

وتوضأت وهنا تذكرت ، أن الحسين (ع) توضأ بالدماء

وغسل بالجراح، والعباس (ع) قرر الوضوء ولكن بلا كفين

ولا عينين بل بقلب ورئتين، حين نادى : أخي يا حسين ..

كان النداء كفيلاً بتغسيله من الدماء.. فخرست أصوات

السيوف وخبت نشوة الأعداء فور سماعهم لهذا النداء ! ،

كنت أقطن في فندق يطل على قبة العباس (ع) من جهة

باب العلقمي، وكان اسم هذا الفندق [قربة العباس (ع)]

ولهذا الاسم معي حكاية بكاء فور وقوفي أمام أبوابه

لألاقي أبواب سيد التضحيات ، وتم تفتيشي لأكون خالياً

من المواد المفجرة ولكن المفتش لمس قلبي ؛ ذاك المفتون

بالدخول إلى هذا المكان المقدس ولامس بقية أجزاء

جسدي المترقبة الوالهة وشعر بذاك الحرمان الذي خطته

يد الزمان ، فقرر المفتش الإسراع بعد أن نظر إلى بريق

عيني المتوهج فى وجهه .. فقال بكل هدوء : أسألك

الدعاء .. وفور أن هممت بالدخول إلى الحرم العطشان ! ،

صافحت الأبواب ووقفت وقفة العبد الذليل الخاضع

للمولى العزيز الجليل ، وسلمت على أحد عباده المخلصين

الذين أفنوا حياتهم رغبة في رضا الرب الكريم ، وكان

للماء كبرياء شاهدته ونطقت به عيناي في ذلك الحرم

المهيب .. ودخلت إلى موطن العز والكبرياء ...
.
.
#حسين_المتروك
#تصميم_خدمة_قبسات_الاسلامية
#لا_نجيز_حذف_الحقوق
.
🍃قناة الطريق الى التوبة🍃
http://tlgrm.me/altauba
الطريق إلى التوبة
Photo
#جئتكــ
#الحلقة_الثانية والعشرون
.
🕌 حرم راية الأنبياء ،،
________________________

《 راية تناقلتها الأجيال و سيرفعها
صاحب الزمان (عج) 》


" السلام على العبد الصالح " دخلت قصر العباس بن علي
بن أبي طالب (ع) .. وصرت مع جميع الأنبياء والملائكة والأتقياء، أخذتني الرجفة وقرأت إذن الدخول والزيارة وهممت بالدخول لملامسة ضريح قطيع الكفين، ولا أنسى حينها إذ أمطرت السماء وبكت معي وبدأنا بتغسيل الجراحات ؛ تارة دمعي يجري وأخرى السماء تجيب ! ،

وقفت مع الحشود المليونية بانتظار رؤية ذاك الشباك الطاهر وفور ما رأيته وإذا بجسدي يرتجف ويسقط على الأرض ليقدم قربان البكاء .. وكان عليَّ أن أملأ تلك القربة التي حملها فسقطت مع اللواء ببعض من دموع الولاء، وفجأة وقفت قرب الباب الذي سيدخلني لألامس ذاك القبر الطاهر وبدأت الحشود تصرخ " لبيك يا عباس .. لبيك يا عباس ..لبيك يا عباس " دون توقف وبصرخات يُسمع من خلالها صوت الدموع والصلاة !،

حقاً كان سحراً ليس بغامض فهذا هو قاضي الحاجات ومفرج الكربات وهو ابن سيد. الوصيين وأمير المؤمنين (ع) ولم يزل هذا النداء يدوي ؛ فور أن دخلنا العتبة المقدسة أصبح النداء مع الملايين " واويلي على العباس .. واويلي على العباس "

وهنا لم أتمالك نفسي فبدأت بالصراخ وكانت الكلمات تخرج دون أي إذن أو حتى اختيار فهي تخرج لأجل ذلك الإنسان فقط ، وحاولت الوصول لألامس قبر الوفاء ، وفجأة وأنا مملوء بالبكاء والعويل والنحيب وقف رجل أمامي وفتح الطريق لأعانق الشباك وكان يهمس في أذني :

خذ حاجاتك الآن ، وعندها تذكرت أمي وأبي وأخوتي واثنين من الأحباب فقط وقد أحسست بأنه قد تم الاختيار وفي منتصف البكاء والخطابات تذكرت حاجة سألنيها أحد الأصدقاء فهو زوج لم يُرزَق بأبناء فقلت للسَّقّاء إن حاجته في يدك أيها المعطاء، ولازلت ملاصقاً للشباك وأنظر القبر بعيني وأذرف تلك الدموع بلا رقيب يقتطع تلك اللحظات ؛ و هنا صرخت بنداء " يا عباس جيب الماي لسكينة "

وفي هذه اللحظة صار الجميع يردد نفس النداء ! ، وصارت سكينة محور الأملاك وشاهدت الحرم يهتز وكأن العباس (ع) يرغب بالخروج ليأتي إليها بالماء ولكن كيف ؟! إنه بلا كفين ! .. ،

وبعدها شعرت بالإختناق وأصبحت لدي رغبة في البكاء في إحدى الزوايا منعزلاً وحيداً دون هؤلاء البشر ، فظهر لي نفس الرجل ؛ ذاك الذي أدخلني فدفعني بكفه لأصل إلى موقع الخروج من الحرم ! ،

وإلى الأن أنا أرتجف من تلك اللحظات ومن ذاك الإنسان .. فإنني لم أشاهده بعدها في الحرم أو حتى إلى جانب الجدران ! ،

وقررت الصلاة لأنه قد دخل وقت صلاتي المغرب والعشاء وكان للصلاة هناك جمال ليس له مثيل ، ولم أنسَ أم البنين (ع) ؛ قاضية الحاجات وعاشقة الحوراء والزهراء...
.
.
#حسين_المتروك
#تصميم_خدمة_قبسات_الاسلامية
#لا_نجيز_حذف_الحقوق
.
🍃قناة الطريق الى التوبة🍃
http://tlgrm.me/altauba
الطريق إلى التوبة
Photo
#جئتكــ
#الحلقة_الثالثة والعشرون
.
🍂 زحف ،، _____________________

《 أيا زينبُ كيف هو السعي
بين العباس والحسين .. ؟ 》

خرجت من أحد الأبواب ونظرت وإذا بِقُبَّةِ مَنْ بَكَت عليه
السيوف وغنت غناء العاشقين " لبيك يا حسين " وهنا شعرت بأن للبكاء نغمة خاصة في لفظة " حسين "، فخررت ساجداً باكياً مبتهلاً شاكراً لله تعالى أن مَنَّ عَلَيَّ بزيارة مولاي الحسين (ع) لألامس قبره الشريف ،

وأكملت سجودي بالزحف مع بعض الزاحفين إلى القبر الشريف وموطن الجسم السليب والشيب الخضيب والثغر
المقروع بالقضيب ، هنا في هذا المكان ركضت زينب (ع)
بين العباس (ع) والحسين (ع) .. أجل .. الحسين الذي في كل حرف من حروف اسمه وكل قطرة من قطرات دمه أنشودة خلود أبدية ، فور سقوطي للزحف تذكرت الأطفال الذين زحفوا ليصلوا إلى جسد الحسين (ع) بين طعنات الرماح وضرب السيوف وهجوم الأعداء ، هنا سُجِّلَت أروع ملاحم الوفاء لأبي عبد الله الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) .. حقاً لا أتمكن من وصف تلك اللحظات .. زحف يَتَرَنَّم بالبكاء والدماء، و خَدٌ تريب يواسي الخدور المحروقات للنساء الطاهرات ؛ لقد
عفرت وجهي وجلدي الناعم بتلك الأرض ؛ فهذه الأرض هي التي عانقت دماء الشهداء وسيدها ساكن كربلاء ، هنا عرفت حقاً كيف مشت زينب (ع) من العباس إلى الحسين ومن الحسين إلى العباس ؛ لقد كانت تسقط وتنهض لتصل إلى العشق ولا أدري كيف كانت الطاهرة العالمة تتمكن من الوصول !

فأنا السليم المعافى الصغير تعبت في منتصف الطريق ؛ ولقد كنت أستمع إلى صنوف النعي التي جعلتني أتوقف لحظات لأجدد النحيب والصراخ !

وقبل وصولي إلى بوابة جنة السماء ، وعرش الله وروضة الأنبياء في الجنان سألت الرحمن أن يجعلني ممن يضجون ويبكون على الحسين (ع)

أما زينب (ع) فهي العظيمة والمرأة الكبيرة التي لها أبناء شهداء وأخوة قُطِّعَت أوصالهم في البيداء ؛ تلاحقها ألسنة النيران وتحوم حولها الخيول وتتلوى عليها السياط وتسمع صراخ النساء وعويل الأيتام و تُقَلِّب طرفها فلا ترى لها ناصراً ولا معيناً سوى الله ..

« يا ساعد الله قلبك يا زينب » .. وفور الوصول ..
.
.
#حسين_المتروك
#تصميم_خدمة_قبسات_الاسلامية
#لا_نجيز_حذف_الحقوق
.
🍃قناة الطريق الى التوبة🍃
http://tlgrm.me/altauba
الطريق إلى التوبة
Photo
#جئتكــ
#الحلقة_الرابعة والعشرون
.
.
🌸 ترتيل النداء ،، _____________________

《 لفظة - الحسين - ترتيل
آيات محكمات .. 》


[ لبيك يا حسين ] .. وقفت قليلاً لأن الحرم مملوء بل
ويغص بمئات الألوف من البشر والزوار ؛ ولكني على علم
بأني سأصل لأذوب في ذاك الشباك وهنا بدأ الزوار جميعاً
بالصراخ بصورت واحد [ لييك يا حسين ] وبدأ عقلي بالتطاير فأنا الآن سألقى جسداً قطعته الأعداء ؛ ذا رأس مفصول قد رُفِعَ إلى السماء وخنصر مبتور بيد الادعياء ..

حقاً إن الصمت لا مكان له في هذا الموقف فكل النداء كان .. حسين .. حسين .. حسين .. حسين .. حسين .. حسين .. حسين .. دون انقطاع

فعرفت من أين كان النداء القديم الذي سمعته في المسير ..

" حَيَّ على خير " والذي صار الآن "حَيَّ على الفلاح " إنه من قبر البكاء .. قبر الدماء .. قبر المحتسب الصابر .. قبر المظلوم بلا ناصر..

وكأني قد شاهدت قائمة كبيرة مكتوبة في قلب السماء وفيها أسماء .. عند كل اسم قد كُتِبَ «عاشق الحسين»، جنون وفنون رُسِمَت الآن على أرض من حار في الفلوات .. أجل لا مكان هنا للصمت ولا مجال لكلمات الأدباء ؛ فالبكاء والدموع التي ستترجم كل شيء ، اهتز قلبي وكأنه بركان ثائر قد تفجر بمشاعر لم أكن أمتلكها في زمن غابر، ولم يسمح لي لساني بالنطق بأية كلمة أونداء سوى .. حسين.. حسين..

أصبح وجهي الآن أمام قبر تبكي بقربه الزهراء (ع) ويناجي ربه بجانبه سيد الأنبياء (ص)، وكأني بأبي البشر آدم (ع) وهوينظر إلى بنيه ويقول :
" من الذي قتل حبيب رسول رب العباد .. ؟ " والجميع يبكي ولم أسمع همساً إلا وفيه نغمة من البكاء ! ،

والآن فقد حان موعد الدخول تحت قبته المشعة بذكرى الدماء، الان هو موعد تلبيه النداء فغدونا جميعاً نصرخ ونهتف بكل لهفة " لبيك يا حسين "

وقبل الدخول عاد الزحف مجدداً بكل رونقه ولم يكن عقلي يسمح لي بأن أفكر بأني الآن سأدخل إلى عبق علي الأكبر (ع) ولكن قلبي هو من قادني إلى من أعتق رقبتي من لظى النيران وجعلني عاشقاً لأبيه الحسين (ع)،

دخلت والنداء لا يزال " لبيك نا حسين "، ولكنني قررت المناجاة فقلت [ يا علي أين كنت لحظة أن نادى الحسين الظمآن، ألا من ناصر ينصرني .. ؟ ألم تتحرك أعضاؤك وتتجمع أشلاؤك .. ؟ ]

#يتبع
الطريق إلى التوبة
Photo
#جئتكــ
#الحلقة_الخامسة والعشرون
.
.
🌿 تقبيل السيوف ،، _______________________________

《 السلام على من قَبَّلَتهُ السيوف وعانقته
السهام وغدا محراباً لِساجِدَةِ الضُّبا 》


فور الخروج من جوار القبر المضاء بالبكاء والدماء وجدت
نفسي بقرب قبر حفيد الإمام الكاظم (ع) وهو السيد ابراهيم المجاب، ولكن ما إن قررت الخروج وجدت غرفة مضاءة بلون أحمر قاني وبها نوع من المشاعر الحزينة الخضيبة بالدماء ..

دخلت وإذا بالجنون يبدأ وبالصراخ يعلو وبخدمة الحرم الشريف يدخلون وإذا بي أنا أندب " يا حسين " فهذه هي الصخرة التي نُحِرَ عليها خامس أهل العبا وسيد الإباء ..

رفض قلبي الا أن تسكب ها هنا الدمعات وتعلو الصيحات فهذه الصخرة شهدت حَزَّ نحر الحسين بالظُّبا وهنا سمح التأريخ لنفسه أن يسجل كيف ضربت زينب وهنا أصبح رأس الحسين الشهيد فوق سن الرمح منصوباً وهنا صارت الرباب تبكي وتئن، وهنا هبطت الأشهب الدامية لتعزي العترة الطاهرة .. هنا أصبحت لا أسمع ولا أفهم ولا أعي ! ؛

بل صرت لا أرى إلا ألواناً من المصاب .. وفوراً شعرت بدخول سيد المحراب (ع) ورأيته في خيالي ممسكاً

بطرف من ثياب ويمسحه بتلك الصخرة التي شربت أطهر الدماء فقد وربي كنت أشاهد عروق الدماء التي حُفِرَت رغبة في الخلود مع اسم الحسين (ع) ابن أطيب الأنساب وأشرفها ابن فاطم والكرار وجده النبي الأعظم المختار ؛ الذي جاء الى الطف بانحناء وانكسار ، فهذا حبيبه وفرخه وسبطه وريحانته مقتول ظلماً وطغيانا ً..

لقد كانت تلك الثياب مضرجة بالدماء وهي تعانق الصخرة ؛ وبدت وكأنها تصرخ فشعرت من ذلك بحرقة وحرارة شديدة فشاركتهما بالصراخ وحملني الخدام إلى
خارج تلك الغرفة بعد أن صرت أصرخ بصوت عال قد يكون مزعجاً هناك ! ، فقد كنت أردد كل ما حفظته من نعي وكلمات لأعزي بها صاحب الزمان (عج) ، وأكثر تلك القصائدالتي كانت تتجول معي في تلك الغرفة ..

غَـريـباً أرى يا غَريبَ الطُفوفِ - تَوَسُّدَ خَدَّيْكَ كُثْبانَها
مُـصـابٌ أطـاشَ عُقولَ الأنامِ - جَميعاً وَحيَّرَ أذْهانَها

تَـرَكْـتُ حَـشاكَ وسُلْوانَها - فَخَلّي حَشايَ وأحْزانَها
قَـدْ إسـتَوْطَنَ الهَمُّ قَلْبي فَعْفْتُ - لَكَ الغانِياتِ وَأوْطانِها

أفِـقْ لَـسْتَ أوَّلَ مَنْ لامَني - عَلى وَصْلِ نَفْسِيَ تِحْنانَها
فَـكَـمْ لِـيَ قَـبْلَكَ لَوّامَةٌ - تَشاغَلْتُ مُطَرِحـاً شانَها

والكثير الكثير غير هذه الكلمات ؛ ولكن هذه الكلمات كانت ترن رنين الأجراس في عقلي فكيف توسد خد الحسين (ع) على هذه الصخرة ! وكيف تمكن الدعي ابن الدعي أن
يفعل فعلته الشنعاء ! ، حقاً لا أعلم .. ؟

ولا يسعني الشرح أو حتى الوصف أوحتى أن أسافر بخيالي القاصر ! وهذا العشق الإلهي ليس بفعل عاطفي ؛ بل هو فعل ناجم عن عقيدة فطرية راسخة تقول :

بأن الحسين سيد شباب أهل الجنة قد قتل بطريقة شنيعة فأحد اللعناء رماه بحجر وآخر بسهم وآخر قد حَزَّ وريده ! ، ولعين وطىء صدره الشريف بالأعوجية ؛ وهي من تلك الخيول التي لا ترى ما أمامها.. حقاً ألا لعنة الله على القوم الظالمين.
.
.
#حسين_المتروك
#تصميم_خدمة_قبسات_الاسلامية
#لا_نجيز_حذف_الحقوق
.
🍃قناة الطريق الى التوبة🍃
http://tlgrm.me/altauba
الطريق إلى التوبة
Photo
#جئتكــ
#الحلقة_السادسة والعشرون
.
.
💐 شيخ الأنصار و أنصار الحق ،، __________________________

《 إنَّ رب الكون قد أوحى لهم
[ زلزلوا كربلاء زلزالها ] 》


حبيب ..شيخ عرف معنى " عشق الحسين " فكما يقال إن
حبيب بن مظاهر الأسدي انتقل من دياره إلى الكوفة ليكون بجانب أمير المؤمنين (ع) والحسن (ع) والحسين (ع) حبيبه فكان دوماً ينادي الحسين (ع) بــ حبيبي حسين ..

وهنا وقفت أمام شباكه لأنظر إلى شموخ المسنين في كربلاء ؛ وهو الإنسان الأكبر سناً في عرصات كربلاء وهو المقاتل الشرس الذي دافع عن ابو خير الأوصياء (ع) ، فقلت : " يا حبيب بن مظاهر قوم شيل العلم واظهر "

هنا حاولت البحث عن قبر الأنصار ، ولكني لم أجدهم في مكان هنا ، فسألت أحد خدمة الحرم الشريف فقال لي إنهم بجانب مولاي الحسين أبي عبد الله (ع) فعدت أدراجي ودخلت مجدداً لأزور هؤلاء الأنصار واذا بهم في زاوية الحرم ولهم شباك واحد قد كتبت فوقه جميع الأسماء ؛ حقاً هم أناس عشقت آجالها ورب الكون قد أوحى لها هم قوم خلقوا شهداء

وغدا صوت عابس يرن في أذني " حب الحسين أجنني " ، هنا بدأت بترديد قصيدة أحب أن أسمعها في لحظات مثل هذه :

ثم جاء الشاكري عابس وهو ينادي

بحسين قد جننت وبه هام فؤادي

ورمى السيف ببأس قاصداً نحو الأعادي

كلما يرمى بسهم يتقيه بالأيادي

واعتلى صوت الوريد

لا حياة للعبيد

سوف نمضي ثم نحيا سعداء

كربلاء

نحن جئنا للفداء

و هتقنا بالدماء

سوف نغدو من ضحايا

كربلاء

حقاً هم خير أصحاب عرفهم الزمان فهم المصداق الأتَمُّ
لقول سيدهم : " لا أعرف أصحاباً أوفى من أصحابي " وهذه الكلمة قد أصبحت وسام فخر على صدر الزمان وهالة نور على جبين التأريخ وإن أبى ؛ فهذه الأمور لا يتدخل فيها المجانين كأمثالي ليحيوها أو يعطوها هيبة ؛ بل هي الهيبة .. وهي العظمة .. وهي الحياة.
.
.
#حسين_المتروك
#تصميم_خدمة_قبسات_الاسلامية
#لا_نجيز_حذف_الحقوق
.
🍃قناة الطريق الى التوبة🍃
http://tlgrm.me/altauba
الطريق إلى التوبة
Photo
#جئتكــ
#الحلقة_السابعة والعشرون
.
🔮 تل الانتصار ،، ______________________

《 في هذه القضية أصبح نغم
الانتصار هو صوت الأذان .. 》

ما إن خرجت من حرم الإمام الحسين (ع) وإذا بــ "التل
الزينبي " يتجلى بلغة الانتصار أمامي، وهنا علا مني الصوت وصرت أقول : [ يا حبيبي يا حسين ، نور عيني يا حسين، أنا لا أنسى الحسين، وهو دامي الودجين ]

وسلمت نفسي إلى قلبي وعقلي، لأني الآن على يقين بأني سألتقي زينب الحوراء (ع) في هذا المكان الطاهر ؛ و لكني تذكرت بأن غداً هو يوم تجديد اللقاء ! ،

فوقفت هناك ونظرت إلى القباب العاليات وأنا أسأل الحسين والعباس (ع) أين كنتم أيها الأحباب حينما ضربوا زينب والأطفال .. ؟

لقد سُبيت مع الأيتام وتلك السياط تتلوى تلعب على رأسها يا كرام ! ..

شعرت برعشة الأرض وكأن الأرض قد بكت فمن هنا أخذوا زينب الى الشام ..

أيا صلاة الليل أما اشتقتي إلى زينب حتى الآن .. ؟ ، من على هذا التل أعلن للعالم يوم انتصار الدم على السيوف والرماح ..

أيا حكاية الآية ! كم صبرت يا آية ؟ أنا هنا من أجلك صدقيني ! فرحلتك الميمونة قد هبطت بي في أرض كربلاء المفتونة فإني بدأت بالاعتقاد بأن كربلاء عشقت الحسين فأردته قتيلاً كي يُدفَن هنا بين طياتها وتحتضن بدنه الطاهر أبد الدهر ! ..

فهي أرض المتناقضات ، عشقت وقتلت في آن واحد ، فالسلام على قلب زينب الصبور الشكور .. زينب ! هي آية الصبر والإبتلاء .. وهي شريعة الحزن والبكاء .. .
.
#حسين_المتروك
#تصميم_خدمة_قبسات_الاسلامية
#لا_نجيز_حذف_الحقوق
.
🍃قناة الطريق الى التوبة🍃
http://tlgrm.me/altauba
الطريق إلى التوبة
Photo
#جئتكــ
#الحلقة_الثامنة والعشرون
.
🌾 خيامهم ،، _______________________

《 وما احترقت تلك الخيام إلا
تأسياً بباب الزهراء (ع) .. ! 》


على الرغم من إني لا أعرف طرق كربلاء إلا إن الفطرة
قادتني إلى مكان أحرقت فيه الخيام وسلب فيه الخباء وضربت فيه الهاشميات .. السلام على النسوة البارزات ..

وصلت إلى مكان مخيم أهل البيت (عليهم السلام) ؛ وهو المخيم الذي نصبه العباس (ع) وسمعت صوتاً يردد ..

سمعي يمة فاطمة سمعي يا مظلومة

من وصل ظعن الحسين لأرض الطفوف

هنا عرفت بأني الآن في مكان صرخ فيه الأيتام " يبو فاضل قوم لينه حرقوا خيمنا علينا " وعلا الضجيج وهنا شاهد مولاي السجاد (ع).. الخيل بالأطفال تتعثر وزينب بالتراب تتعفر ومن هنا أطلقت شرارة سبي النساء وإحراق الخباء ، هنا خيول البكاء سلبتني قوافي الرثاء وأحسست بأن جحافل الأشقياء قد هجمت على هذا المخيم ولم تمنعهم النيران .. ولا الأطفال ولا النساء ! فهم بشر قد مسخوا وصاروا [ لا بشر ] ! ..

من هنا سمعت زينب نداء الحسين (ع) يا علي على الدنيا بعدك العفا ، وشاهدت تلك الخيمة التي أسقط الحسين (ع) عمودها المنتصف في وسطها بيده ليعلن سقوط العلم والراية ويعلن انكسار ظهره، وهنا رجع الحسين (ع) بطفل شهيد قد سالت من نحره الدماء وهنا جاء بجسد كان خضابه الدماء وبدلاً من لباس الأفراح غداً مكفناً بعد نهب السيوف وطعن الرماح !!

لم أتمالك نفسي كثيراً هنا ؛ فالنيران قد أحرقت قلوب الأطفال وهنا في نهاية النطاف سألت زينب (ع) علي بن الحسين (ع) عما يجب عليهم أن يفعلوه بعد مصارع أخوتها وبنيها ومصرع الحسسين (ع) فقال (ع) كلمته التاريخية التي أدمت قلب التاريخ، وأصبحت كتب التدوين والتأريخ تئن أنين الفاقد ..

قال (ع) : " عمتي زينب .. عليكن بالفرار "

في تلك اللحظة التي نطقت أنا فيها بهذه الحروف شعرت بأن السماء ستنطبق علي ، وعاد المطر في هطوله ليبكي ! و لم أكن أعلم بأن الكلمات تبكي السماء هنا كثيراً هكذا ، حقاً شعرت بالمعجزات ..
.
.
#حسين_المتروك
#تصميم_خدمة_قبسات_الاسلامية
#لا_نجيز_حذف_الحقوق
.
🍃قناة الطريق الى التوبة🍃
http://tlgrm.me/altauba
الطريق إلى التوبة
Photo
#جئتكــ
#الحلقة_التاسعة والعشرون
.
🌕 ضوء القمر ،، ______________________

《 بين الكفوف والعباس(ع)
كان حوار الأقمار .. 》


فور هدوء المطر وسكونه صرت راجعاً إلى الفندق لآخذ
قسط من النوم وبعدها أكمل حكاية البكاء فب أرض كربلاء ، في رجوعي نظرت إلى القمر وكان ضوؤه منيراً وكأنه يشير إلي بإصبعه إلى مكان ما ، فسرت ماشياً بين المواكب الصادحة بالعشق والناطقة بالحب ، فما إن صرت قريباً من الفندق حتى أخبرني قلبي بأني قرب مكان آخر لا أعرفه ولكنه مكان له هيبة أيضاً ، فمشيت قليلاً وإذا بمقام صغير كتب عليه " هنا موقع سقوط كف العباس (ع) الأيمن "

فتوجهت إلى هناك وسألته سؤالاً واحداً .. يا عباس ! من الذي قطع هذه الكف .. ؟ ، ورفعت رأسي وإذا بسهم يقودني إلى مكان قطع الكف الأيسر .. ! فذهبت وسألته نفس السؤال فأتى الجواب بسرعة..

" بأن أمي فاطمة (ع) ستأتي في المحشر وتسأل هذا السؤال فكن مترقباً لسماع الجواب ،.. و أنا إلى هذه اللحظة لا أصدق بأني في كربلاء وأني أمشي على أرضها وأن هنا قد دارت رحى المعركة ؛ هنا كان

مصرع قمر العشيرة وهناك مصرع الحسين وفي ذلك المكان قُطِّع علي الأكبر وهناك انقطع شسع نعل القاسم وهناك نبت السهم في نحر علي الأصغر وهناك سقط عابس وهناك مات ابن القين وعلى هذه الرمال كانت الحوراء زينب حاسرة .. .
.
#حسين_المتروك
#تصميم_خدمة_قبسات_الاسلامية
#لا_نجيز_حذف_الحقوق
.
🍃قناة الطريق الى التوبة🍃
http://tlgrm.me/altauba
الطريق إلى التوبة
Photo
#جئتكــ
#الحلقة_الثلاثون
.
✍🏻 حكايا ،، ______________________

(( يسمعها و يدونها الزمان .. ))
في الليلة الأولى لم أكن أعرف أين سأجد صديقي (الرادود) جعفر !

فهو ما بين هذه الملايين التي تمشي والعشق يحدوها في كربلاء ، ولم تكن شبكة الهواتف تعمل بشكل يسمح لي بالاتصال به في هذه الأرض ،

فعند خروجي من حرم العباس (ع) قلت للعباس إني أحب أن أجد هذا الإنسان هنا لكي يعينني على الحزن والبكاء ،

فكان الجواب و منه سريعاً جداً جداً ،فــ فور خروجي من حرمه المبارك كان جعفر واقفاً في موكب " عشاق الحسين " وهو يمارس شعيرة ضرب السلاسل «الزنجيل» والشيء الذي زادني يقيناً بأنني قد وجدته بفضل جواب العباس (ع) ؛ وجدته وفي يده سلسلتان وجميع من حوله في يد كل واحد منهم سلسلة واحدة ؛

فأخذت الثانية منه بعد أن عانقني وعانقته وأكملت المسير في الموكب لأول مرة في ضواحي كربلاء، ولم أكن نائماً لمدة ليست بقصيرة ولكن النوم قد طار من عيني مجدداً بعد تلك الحكاية.

حكاية ثانية شاهدتها بعيني .. بعد يوم الأربعين بليلة

واحدة دخل طفل مشلول بشكل كبير جداً ؛ فلا قدماه كانتا سليمتين ولا يداه ولا حتى وجهه وكانت هذه المشاهدة مني للطفل هي الأولى في حرم العباس (ع)

فخرجت ماشياً إلى حرم أبي عبد الله الحسين (ع) وهناك وبعد دخولي و التسليم وقراءة الزيارة شاهدت هذا الطفل مجدداً مع أبيه؛ و لكن هذه المرة ألصقه أبوه بالضريح،

وأنا قد خررت ساجداً وكنت أناجي رب العباد ، فسمعت ضجيجاً وبكاءً وصراخاً وصيحات تنادي يا حسين فرفعت رأسي لأشاهد الناس وهي قد تجمعت بقرب الطفل وهو واقف على رجليه سليماً معافى وقد مزقوا ثيابه تبركاً
بلمسة الحسين (ع) التي شافته ،

ولقد خَرَّ والد الطفل ساجداً لله باكياً وجميع من في الحرم صاروا يبكون وهنا دعوا بدعاء [ أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ] وكان في هذا الدعاء نوع من الحرارة الكبيرة وقد ملأت المكان بأسره.

عرفت أمراً عجيباً في كربلاء ! .. إن الإمام الحسين (ع)
والعباس (ع) يضيّفون هذه الملايين وفيهم الأغنياء والفقراء على حد سواء ! فإن لم يكن لديك مأوى لتنام فيه؛ فدعوة الحسين بن علي (ع) شاملة ؛

فكل ما عليك هو دفع مبلغ كتأمين لتأخذ لحافاً للنوم بين الحرمين أو في صحني الضريحين أو حتى على الأرصفة في حارات كربلاء و بعد أن تستيقظ فإن كل ما عليك هو إرجاع اللحاف الى المسؤلين لتستعيد مبلغ المال الذي دفعته وإن لم تكن تملك مالاً فعليك أن تُقَدِّم للمسؤلين هوية

تعريفية رسمية ثم تقضي ليلتك بالنوم الهانئ على أرض كربلاء المقدسة .. حقاً إن الحسين عظيم .

والأمر الذي كان يجعلني أشعر بأن الحسين هو معجزة الكون الخالدة، أن جميع الخدمة في الأسواق كانوا بعد توزيع الطعام يقولون.. «تفضل عيني شاي أبو السجاد» .. «تفضل زاير عشا أبو فاضل»،

أجل كانوا يرددون ويهتفون بهذه الأسماء في اليوم كله،

وغالباً ما يكون الطعام للتوزيع والبركة وجميع الناس
تأخذ من هذا الطعام والشاي الكربلائي الساخن الشهير والذي كان يوزع بشكل مجاني،

جعلت أفكر كثيراً وأتساءل : أي لجنة خيرية في العالم تفعل ما يفعله الحسين (ع) بل أيمخلوق يمكنه فعل هذا الأمر ؟،

فهل أحد يستطيع أن يحث على الخيرات وهو في قبره كلا .. ولكن ليعلم العالم أجمع أن الحسين (ع) حي في ضمائرنا جميعاً وله رايات منشورة في قلوبنا ،

وضريح في صدورنا نطوف حوله في كل آن وفي كل لحظة وكل ذرات وجودنا .. فهذا هو الحسين.
.
.
#حسين_المتروك
#تصميم_خدمة_قبسات_الاسلامية
#لا_نجيز_حذف_الحقوق
.
🍃قناة الطريق الى التوبة🍃
http://tlgrm.me/altauba
الطريق إلى التوبة
Photo
#جئتكــ
#الحلقة_الواحدة والثلاثون
.
♥️ عشاق الحسين (ع) ،، ______________________________

《 خذ يا سيدي عهد الوفاء والله يشهد .. 》


في الليلة الثانية لي في كربلاء وصلاة الصبح كانت
في حرم ساقي العطاشى ، كنت على موعد مع موكب "عشاق الحسين"

هو موكب يصدح بالنداء ، وكانت الرواية التي كتبها الموكب هي الخروج من جانب مخيم الآل الأطهار (ع) والمشي إلى أن يدخل الموكب حرم الإمام الحسسين (ع) ويقف بإكمله أمام ضريح الحسين (ع) ويصرخ بصرخة الحق المدوية التي لها صدى في كل الضمائر وهي الصرخة التي سيظل التأريخ يبكي لها .. يا حسين ..

فحتى منارات الحرم تصرخ معنا .. أجل ..

فلقد سمعتها ! إن الحسين كعبة العشاق ؛ ويمكنني رؤية العشق في وجوه الجميع إلا وجهي فهم من يراه ..

وبعد تلك الصرخات يخرج الموكب لاطماً باكياً من حرم الإمام الحسين (ع) إلى ما بين الحرمين وهنا تكون النداءات كلها " واعباساه" لأن الدخول يكون مهيباً الى حرم العباس (ع) فتختلف النداءات بين الحين والآخر؛

فالنداء الأول كان " يا عباس جيب الماي لسكينة "

وكان الأكثر تأثيراً فيَّ ولا أعلم لماذا ؟ ولكنني أشعر بأن سكينة مازالت تطلب هذا الطلب ولا تُجاب ! ، وأشعر بأن الأرض قد ارتوت من دم العباس (ع) و القِربة المُقَطَّعة التي أُريقَ ماؤها قد رَوَت عطش الأرض كلها حتى أضحت اليوم تفور ماءً معيناً من تحت ضريحه المبارك،

وفور خروجي من الحرم باكياً على مسلك العاشقين ؛ وقد شعرت بأني سرت في عالم من القتلى الشرفاء وانتهى الموكب في تلك الأثناء.
.
.
#حسين_المتروك
#تصميم_خدمة_قبسات_الاسلامية
#لا_نجيز_حذف_الحقوق
.
🍃قناة الطريق الى التوبة🍃
http://tlgrm.me/altauba
الطريق إلى التوبة
Photo
#جئتكــ
#الحلقة_الثانية والثلاثون
.
🌿 يومَ لا مُعين ،، ___________________________

《 هو بلا أدنى شَكٍّ .. يوم الأربعين 》


ليلة الأربعين لم تكن ليلة عادية ؛ فالمواكب كانت بلا توقف ولقد شاهدت مختلف المواكب ومن كل الدول والمناطق البعيدة والقريبة وبلغاتهم المختلفة كانوا ينعون الحسين وزينب (ع) ، في تلك الليلة كانت لي وقفة مع الفضاء !

إذ صعدت إلى أحد سطوح الفنادق الملاصقة لحرم أبي الأحرار (ع) وتكلمت مؤبناً إياه .. ومعزياً صاحب العصر والزمان (عج) بكلمة صغيرة جداً كانت مدتها أقل من دقيقة بقليل، ولكنها كانت رسالة للتاريخ بأني قد مررت من هنا ..

وفي تلك الاثناء وانا على علو لا يسمح للزائرين
بالصعود إليه إلأ إن كانوا ممن سيظهرون على شاشات التلفاز .. وصديقي الرادود " جعفر المقهوي " كان يقرأ قصيدة وبشكل مباشر ؛

في تلك الأثناء وأنا على ذلك العلو كنت قريباً جداً من القبة الشريفة ؛ فشاهدت الطيور التي تنظف الغبار وتتبرك به من فوق قبة الحسين (ع)، وأيضاً شاهدت أفواج البشر الممتدة إلى الأفق البعيد في الطريق المؤدي إلى الدخول في حرم أبي عبد الله الحسين (ع)، وكنت في حرم الحسين (ع) فترة طويلة في تلك

الليلة ، فرأيت فور ما سافر خيالي وطاف عبر الأزمان تلك اللحظة التي قالت فيها زينب (ع) : [ أي عمر - بن سعد -أيُقتَل أبو عبد الله وأنت تنظر إليه؟ ] .. [ ويحكم أما فيكم مسلم .. ؟ ]

وسمعت صهيل ذي الجناح جواد الحسين (ع) قائلاً : " الظليمة الظليمة من أمة قتلت ابن بنت نبيها "

ورأيت رجوعه إلى الخيام مخزياً والسرج عليه ملوياً ولقد هالني خروج المطهرات من الخدور ناشرات الشعور لاطمات الخدود وداعيات بالويل والثبور،

وفي هذه الرحلة القصيرة الى عصر عاشوراء شاهدت
سكينة وهي تهمس في أذن الجواد وتقول : [ أعلم إن أبي كان عطشاناً ، فهل سُقيَ أبي أم لا .. ؟ ] وهنا توجه ذو الجناح وهو يصيح إلى الفرات مسرعاً وألقى بنفسه هناك لينهي حياته فلا عيش له بعد الحسين أبداً ..

وهنا توقف هذا سفر فالخيال قد أصبح قاصراً عن استحضار ما في الكتب من كلمات !! و هنا أجهر الداعي إلى الله بالأذان من تلك المئذنة وكأنه ينعى الحسين (ع) بصوته الشجي ،

وفور إعلان دخول يوم الأربعين أصبحت الزيارة ذات طعم نقي لا تشوبه أيَّةَ شائبة فالآن وقت قراءة زيارة الأربعين .. و انطلقت الكلمات وقررت قراءة زيارة الناحية المقدسة في ذلك الوقت ..

وفي نفس الوقت كان هنالك موكب قد بدأ مقرؤهم بقراءة الزيارة ؛ فدخلت معهم في تلك الحلقة الجالسة الباكية يوم الأربعين ؛

وهنا زلزل الحرم وصار أحمراً بلون الدماء وكأني بالمآذن تسجد وتخر باكية لتلك الكلمات .. «السلام على الشفاه الذابلات» ولم يكن هناك من يتمكن من عدم الإنصات لتلك الحروف المحلقة في الهواء ..

حقاً كانت لحظات للتاريخ إذ كان البكاء أمام تلك القبة ولم يكن القارىء يتلو أي نص سوى نص الزيارة المقدسة ، بل جعل تلك الزيارة هي التي تترجم الحديث والنعي والبكاء ..

وبعد الفراغ كنت على موعد مع الزيارة كذلك وكانت زيارة الأربعين أيضاً ؛ ولكنها في تلك المرة كانت مع الشيخ الــ (البصراوي) الذي سبق وأن قرأ لنا بعضاً مما يحفظ من نعي الحسين (ع) وقبل البدء قال :

قم جدد الحزن في العشرين من صفر

ففيه ردت رؤوس الآل للحفر

آل النبي التي حلت دماؤهم في دين

قوم جميع الكفر منه بري

يا مؤمنين احزنوا فالنار شاعلة

ترمى على عروة الإيمان بالشرر

ضجوا لسفرتهم وابكوا لرجعتهم

لا طبتِ من رجعة كانت ومن سفر

#يتبع
الطريق إلى التوبة
Photo
#جئتكــ
#الحلقة_الثالثة والثلاثون
.
ندب صاحب الزمان ،، _____________________

《 إليك إليك.. أيها الإنسان 》


في اليوم الأخير وقد كان يوماً لندبة صاحب العصر
والزمان وشريك القرآن (عج) فكان القارىء يقرأ بصوت حزين و يُدخل بعض النعي في القراءة وكان يشجي جميع من كان يقف في حرم الإمام الحسين (ع) ؛

وكم هي النجوى جميلة هناك والسؤال الذي هيج الحضور وحتى القارىء إذ نفسه سكت فترة وجيزة حينما قال : مولاي .. أين استقرت بك النوى ..؟

فعلاً كان سؤالاً محيراً وغامضاً جداً جعلني أقف وأنظر قبة الحسين (ع) وأناجي الإله وأقول : إلهي وربي وخالقي يا رب الحسين بحق الحسين إشفِ صدر الحسين بظهور الحجة ..

هنا كانت للقارىء وقفات مع الطفل الرضيع الصغير ،
هذا العملاق الصغير ، الذي بكته أعين النجوم والشهب التي تحوم،

هذا الطفل الذي لبس حلة الدماء ففي نحره غار سهم لئيم لعين ، والحسين (ع) رفض الا أن يهدي هذا القربان ورمى دماه إلى السماء ليسجد العرش ويصلي على الدماء وتطوف الملائكة لتسجل حضوراً لعزاء عبد الله الرضيع الصغير كيف لا وهو ابن الحسين بن علي (ع)،

و هتف القارىء بــ أين الطالب بدم المقتول بكربلاء.. هنا سمعت زينب تنادي : لقد أحرقوا الخيام يا مهدينا و شَرَّدوا الأيتام في الفلاة ولقد سبينا مُقَيَّدات بالحبال الغليظة والشمر اللعين كان يَسُبَّنا والعليل يَتَرَنَّح من شدة المرض .. ،

فمتى الظهور يا صاحب العصر فلقد أصبح العالم ضيقاً جداً علينا ولم يترك مكاناً لنا وأصبحنا تائهين بين زمرة اشترت الدنيا وباعت الاخرة ودفعت مقدماً أفعال دخولها إلى النيران والسعير، ولقد مات التصبر أيها المحي الشريعة ،

وأكمل القارىء الدعاء بطريقة شجية مبكية تركت فيَّ أثراً لن يزول.

بعد هذه اللحظات شاهدت أحد أبناء المرجع الذي تعلمت
من علومه الكثير وكانت لي رغبة كبيرة في تطبيق ما طرحه هذا المرجع الديني وهو السيد محمد الحسيني الشيرازي قدست روحه الطاهرة فذهبت للقائه وهو السيد "مرتضى الشيرازي" وكان في حالة الدعاء ، فما كان مني إلا تقبيل تلك الأيادي التي لامست ضريح الحسين بن علي (ع).
.
.
#حسين_المتروك
#تصميم_خدمة_قبسات_الاسلامية
#لا_نجيز_حذف_الحقوق
.
🍃قناة الطريق الى التوبة🍃
http://tlgrm.me/altauba
الطريق إلى التوبة
Photo
#جئتكــ
#الحلقة_السابعة والثلاثون
.
❄️ العودة الى الديار ،، _________________

《 بعيداً عن كربلاء.. 》

بعد الرحيل من أرض كربلاء حاولنا النوم في أحد البيوت
في إحدى ضواحي بلاد السلطان (ع) ؛ وبعد خروجنا من
أرض العراق وفي الأثناء كانت لي وقفة مع الكلمات مجدداً ..


أنا أجول في الصحراء

ولم يطلق سراحي

والشوق فَضَّ كارة أقداحي

وانهمر الدمع كسيل القوافي

جسدي بيداء طف في المنافي

قلمي وطن المنفى

دفتري كهف المأوى

رحلت عن من هي خير سلوى

فيها تضجُّ كل نجوى

تتخطى هامات النجوم

لتحوم وتحوم

تلك الهموم

قبسات من فنون

وسيف الجنون

نعم هناك في تلك الديار

عقلي

بدني

مفتون

السلام على ابنه المقتول

مَن إلى قبره الملائك تسير

و تقرر المصير

حسين خالدٌ شاء القدير

وإن عُبِثَ بالتأريخ

وحتى طائر المريخ

يُحَيّي نجل الأمير
.
#حسين_المتروك
#تصميم_خدمة_قبسات_الاسلامية
#لا_نجيز_حذف_الحقوق
.
🍃قناة الطريق الى التوبة🍃
http://tlgrm.me/altauba
الطريق إلى التوبة
Photo
#جئتكــ
#الحلقة_الثامنة والثلاثون
.
🌷 الوصول ،، ______________________

《 أحسست بالفخر لأنني زائر
الأمير ونجل الأمير .. 》


بعد الوصول إلى أرض الوطن شعرت بأني الآن قد عُدتُ
إلى الأهل والأصحاب والأصدقاء ..

ولكن ! في قلبي غصة فراق أرض علي والحسين ، وفور رؤية أصحابي لي لم يَتَسَنَّ لهم إلا أن يأخذوا بعضاً من رائحة كربلاء والفرات.. ! ، وبعض التراب العالق ببدني ! ..

حقاً شعرت بالفخر لأني الزائر لتلك الديار.. ، اما الأهل فكانت القبل منهم في كل مكان.. وهناك من احتضنني وبدأ باستنشاق رائحة كربلاء ؛ أما ما أدهشني هو قبلة
أحد الأصحاب الأحباب التي لم أكن أتوقعها أبداً لكنها كانت مميزة وجعلتني أفتخر بأني لامست الشباك ،

وهي حقاً لحظات لا تنسى ولا يمكنني أن أنسى تلك الثواني التي قضيتها في تلك الأرض، وأنا إلى الآن لم أتمكن من الخروج من سكرة عشق كربلاء .
.
.
#حسين_المتروك
#تصميم_خدمة_قبسات_الاسلامية
#لا_نجيز_حذف_الحقوق
.
🍃قناة الطريق الى التوبة🍃
http://tlgrm.me/altauba
الطريق إلى التوبة
Photo
#جئتكــ
#الحلقة_التاسعة والثلاثون
.
🌹 الختام ،، _________________

《 ما أنا إلا كاتب صغير
في عالم الكُتّاب .. 》


في الختام ، شُكراً لله ..شُكراً للحسين.. شُكراً لزينب..

أسأل من الله المَنّان أن يمن على أبي وأمي وأخوتي بالصحة والعافية والعمر المديد في خدمة السيد محرر العبيد مولى الموحدين علي بن أبي طالب (ع) ، وبدوام الموالاة للنبي وآل بيته المعصومين الأطهار صلوات الله عليه وعليهم ،

وهذه الكلمات أرجو بها رضا الرحمن وأسأل الله أن يرزقنا زيارة الحسين (ع) في الأربعين مع كل الأحباب ولقد دوّنت هذه اللحظات لكي يعرف الجميع بأنها زيارة يمكن أن تُرى بين طياتها العجائب وهي من علامات المؤمنين الكرام الذين أسأل الله تعالى أن نكون منهم ونحشر معهم في اليوم الموعود ،

لا أنسى أن أشكر السيد الذي تعلمت منه حب الحسين وفنون عشقه " السيد محمد الحسيني الشيرازي " قدست روحه الزكية ، فمنه ومن أبي وأمي تعلمت كيف يمكنني عشق هذا المولى المُعَظَّم الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام أجمعين.

ولا أنسى أن أشكر كل من ساعدني وشجعني على إتمام
صحائف «جئتُك» كربلاء ، فهؤلاء جميعاً شاركوني الرحلة
وشاركوني الذكريات ، فشكراً لهم وألف شكر..


✍🏻 #حسين_المتروك
#تصميم_خدمة_قبسات_الاسلامية
#لا_نجيز_حذف_الحقوق
.

🍃قناة الطريق الى التوبة🍃
http://tlgrm.me/altauba