الطريق إلى التوبة
Photo
#طاعة_الله_وتقواه
متابعينا الأعزاء
سوف نكون معكم في بحث جديد
#طاعة_الله_وتقواه
نتناول فيه جوانب عديدة
ماهي الطاعة
وماهي فائدة التقوى
وكيف ميز ألله الإنسان على سائر المخلوقات
وماذا نستفيد نحن من ذلك..
انتظرونا قريبا إن شاء اللة
سألين المولى إن يأخذ بأيدينا وإياكم إلى عز طاعتة ويرضى عنا بحق احب الخلق لديه محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
#نسألكم_الدعاء
#خادمة_الزهراء
متابعينا الأعزاء
سوف نكون معكم في بحث جديد
#طاعة_الله_وتقواه
نتناول فيه جوانب عديدة
ماهي الطاعة
وماهي فائدة التقوى
وكيف ميز ألله الإنسان على سائر المخلوقات
وماذا نستفيد نحن من ذلك..
انتظرونا قريبا إن شاء اللة
سألين المولى إن يأخذ بأيدينا وإياكم إلى عز طاعتة ويرضى عنا بحق احب الخلق لديه محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
#نسألكم_الدعاء
#خادمة_الزهراء
الطريق إلى التوبة
Photo
#طاعة_الله_وتقواه
الانسان عنصر أصيل من عناصر هذا الكون..ونمط مثالي رفيع بين أنماطه الكثر..بل هو أجلها قدراً..وأرفعها شأناً..
وذلك بما حباه الله عز وجل..وشرفه بصنوف الخصائص والهبات التي ميزته على سائر الخلق..
♽♽♽♽♽♽♽
﴿ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً﴾
وكان من أبرز مظاهر العناية الالهية بالانسان..
ودلائل تكريمه له: أن استخلفه في الأرض..واصطفى من عيون نوعه وخاصتهم رسلاً وأنبياء بعثهم الى العباد بالشرائع والمبادئ الموجبة لتنظيم حياتهم..وإسعادهم في عاجل الدنيا وآجل الآخرة..
ولكن أغلب البشر..وا أسفاه! تستعبدهم الأهواء والشهوات..وتطفي عليهم نوازع التنكر والتمرد على النظم الالهية..وتشريعها الهادف البناء..فيتيهون في مجاهل العصيان..ويتعسفون طرق الغواية والضلال..ومن ثم يعانون ضروب الحيرة والقلق والشقاء..ولو أنهم استجابوا لطاعة الله تعالى..وساروا على هدي نظمه ودساتيره..
لسعدوا وفازوا فوزاً عظيماً..
♽♽♽♽♽♽♽
﴿ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا..لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض..ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون﴾
أرأيت كيف انتظم الكون..واتسقت عناصره..واستتب نظامه ملايين الأجيال والأحقاب؟!
بخضوعه لله عز وجل..وسيره على مقتضيات دساتيره وقوانينه..؟!
أرأيت كيف ازدهرت حياة الأحياء..واستقامت بجريها على وفق مشيئة الله تعالى..وحكمة نظامه وتدبيره..؟!!
أرأيت كيف يطبق الناس وصايا وتعاليم مخترعي الأجهزة الميكانيكية ليضمنوا صيانتها واستغلالها على أفضل وجه..؟!
أرأيت كيف يخضع الناس لنصائح الأطباء..ويعانون مشقة العلاج ومرارة الحمية..توخياً للبرء والشفاء..؟!
فلِمَ لا يطيع الانسان خالقه العظيم..ومدبره الحكيم..
الخبير بدخائله وأسراره..ومنافعه ومضاره..؟!
إنه يستحيل على الانسان أن ينال ما يصبو اليه من سعادة وسلام..وطمأنينة ورخاء..إلا بطاعة الله تعالى..وانتهاج شريعته وقوانينه.
أنظر كيف يشوق الله عز وجل..عباده الى طاعته وتقواه..
ويحذرهم مغبة التمرد والعصيان..وهو الغني المطلق عنهم.
قال تعالى: ﴿ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً﴾
وقال سبحانه: ﴿ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الانهار..ومن يتول يعذبه عذاباً اليماً﴾
♽♽♽♽♽♽♽♽♽
#يتبع
الانسان عنصر أصيل من عناصر هذا الكون..ونمط مثالي رفيع بين أنماطه الكثر..بل هو أجلها قدراً..وأرفعها شأناً..
وذلك بما حباه الله عز وجل..وشرفه بصنوف الخصائص والهبات التي ميزته على سائر الخلق..
♽♽♽♽♽♽♽
﴿ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً﴾
وكان من أبرز مظاهر العناية الالهية بالانسان..
ودلائل تكريمه له: أن استخلفه في الأرض..واصطفى من عيون نوعه وخاصتهم رسلاً وأنبياء بعثهم الى العباد بالشرائع والمبادئ الموجبة لتنظيم حياتهم..وإسعادهم في عاجل الدنيا وآجل الآخرة..
ولكن أغلب البشر..وا أسفاه! تستعبدهم الأهواء والشهوات..وتطفي عليهم نوازع التنكر والتمرد على النظم الالهية..وتشريعها الهادف البناء..فيتيهون في مجاهل العصيان..ويتعسفون طرق الغواية والضلال..ومن ثم يعانون ضروب الحيرة والقلق والشقاء..ولو أنهم استجابوا لطاعة الله تعالى..وساروا على هدي نظمه ودساتيره..
لسعدوا وفازوا فوزاً عظيماً..
♽♽♽♽♽♽♽
﴿ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا..لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض..ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون﴾
أرأيت كيف انتظم الكون..واتسقت عناصره..واستتب نظامه ملايين الأجيال والأحقاب؟!
بخضوعه لله عز وجل..وسيره على مقتضيات دساتيره وقوانينه..؟!
أرأيت كيف ازدهرت حياة الأحياء..واستقامت بجريها على وفق مشيئة الله تعالى..وحكمة نظامه وتدبيره..؟!!
أرأيت كيف يطبق الناس وصايا وتعاليم مخترعي الأجهزة الميكانيكية ليضمنوا صيانتها واستغلالها على أفضل وجه..؟!
أرأيت كيف يخضع الناس لنصائح الأطباء..ويعانون مشقة العلاج ومرارة الحمية..توخياً للبرء والشفاء..؟!
فلِمَ لا يطيع الانسان خالقه العظيم..ومدبره الحكيم..
الخبير بدخائله وأسراره..ومنافعه ومضاره..؟!
إنه يستحيل على الانسان أن ينال ما يصبو اليه من سعادة وسلام..وطمأنينة ورخاء..إلا بطاعة الله تعالى..وانتهاج شريعته وقوانينه.
أنظر كيف يشوق الله عز وجل..عباده الى طاعته وتقواه..
ويحذرهم مغبة التمرد والعصيان..وهو الغني المطلق عنهم.
قال تعالى: ﴿ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً﴾
وقال سبحانه: ﴿ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الانهار..ومن يتول يعذبه عذاباً اليماً﴾
♽♽♽♽♽♽♽♽♽
#يتبع
الطريق إلى التوبة
Photo
#طاعة_الله_وتقواه
اللهم ارزقنا توفيق الطاعة
♽♽♽♽
ان اول ماينقدح في الذهن من لفظ الرزق..
هو رزق الاموال لما لها من أثر في نفوس الاغلب الاعم منا..!
كما انها تحتل مساحة واسعة من الاذهان بل تشغل تمام حيز النفس لان كل انفاسنا تشهق وتزفر في الاموال وتتحرك في مدارها..!؟
فالواحد منا ينظر الى الدلاء أي دلو يدلي اكثر حتى ينزع بكله نحوه بغض النظر عن مورده وايراده..!
♽♽♽♽♽
قال تعالى:
﴿وَكَأَيِّن مِّن دَابَّةٍ لَّا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾
وجاء في الوحي القديم.
( يا ابن ادم خلقتك من تراب ثم من نطفة فلم أعي بخلقك او يعييني رغيف أسوقة اليك في حينه )
وقال رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم )
( لا تتشاغل عما فرض عليك بما قد ضمن لك فأنه ليس بفائتك ماقد قسم لك ولست بلاحق ماقد زوي عنك )
♽♽♽♽
وقال الامام امير المؤمنين ( عليه السلام )
( لكل ذي رمق قوت ولكل حبة آكل )
ولهذا اول ما ابتدأ به في هذا الدعاء ( صلوات الله وسلامه عليه وعلى ابائه )
بالدعاء بالرزق..اولاً .. لتحفيز الجوارح عسى ان تتوجه الى باقي المضامين فتعيها..
وثانياً..لان التوفيق للطاعة اول مدارج الكمال..
♽♽♽♽♽
وقد اكون متجرء لو قلت اننا اذا تصفحنا المجتمع بمختلف طبقاته وبأحواله..سنجد من يبتاع الحرام ويخادع نفسه انه يشتري بأمواله ظنا منه انها حلال..!
وقد غفل ان الحلال لا يلقح الا حلال..
واخر يتعامل بالضمائر لفقده رأس مال ضميره..
فاراد الامام ( عجل الله تعالى فرجه الشريف )
ان نثوب من تقوقعنا ونصحوا من غفلتنا ونتفهم واقعنا بأن المناط بنا هو غير مانسعى له..
وفي هذه الفقرة اشارة
الى ان الرزق المحمود هو ليس الرزق المادي لانه مكفول منه سبحانه وتعالى..
ومنحه منه بعد طلبه زيادة فضل..وانما المأمول هو السعي لتحصيل رزق توفيق الطاعة..
♽♽♽♽♽
#يتبع
#خادمة_الزهراء
🌸 الطريق إلى التوبة 🌸
https://telegram.me/altauba
---------------
https://www.facebook.com/altaubaa
اللهم ارزقنا توفيق الطاعة
♽♽♽♽
ان اول ماينقدح في الذهن من لفظ الرزق..
هو رزق الاموال لما لها من أثر في نفوس الاغلب الاعم منا..!
كما انها تحتل مساحة واسعة من الاذهان بل تشغل تمام حيز النفس لان كل انفاسنا تشهق وتزفر في الاموال وتتحرك في مدارها..!؟
فالواحد منا ينظر الى الدلاء أي دلو يدلي اكثر حتى ينزع بكله نحوه بغض النظر عن مورده وايراده..!
♽♽♽♽♽
قال تعالى:
﴿وَكَأَيِّن مِّن دَابَّةٍ لَّا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾
وجاء في الوحي القديم.
( يا ابن ادم خلقتك من تراب ثم من نطفة فلم أعي بخلقك او يعييني رغيف أسوقة اليك في حينه )
وقال رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم )
( لا تتشاغل عما فرض عليك بما قد ضمن لك فأنه ليس بفائتك ماقد قسم لك ولست بلاحق ماقد زوي عنك )
♽♽♽♽
وقال الامام امير المؤمنين ( عليه السلام )
( لكل ذي رمق قوت ولكل حبة آكل )
ولهذا اول ما ابتدأ به في هذا الدعاء ( صلوات الله وسلامه عليه وعلى ابائه )
بالدعاء بالرزق..اولاً .. لتحفيز الجوارح عسى ان تتوجه الى باقي المضامين فتعيها..
وثانياً..لان التوفيق للطاعة اول مدارج الكمال..
♽♽♽♽♽
وقد اكون متجرء لو قلت اننا اذا تصفحنا المجتمع بمختلف طبقاته وبأحواله..سنجد من يبتاع الحرام ويخادع نفسه انه يشتري بأمواله ظنا منه انها حلال..!
وقد غفل ان الحلال لا يلقح الا حلال..
واخر يتعامل بالضمائر لفقده رأس مال ضميره..
فاراد الامام ( عجل الله تعالى فرجه الشريف )
ان نثوب من تقوقعنا ونصحوا من غفلتنا ونتفهم واقعنا بأن المناط بنا هو غير مانسعى له..
وفي هذه الفقرة اشارة
الى ان الرزق المحمود هو ليس الرزق المادي لانه مكفول منه سبحانه وتعالى..
ومنحه منه بعد طلبه زيادة فضل..وانما المأمول هو السعي لتحصيل رزق توفيق الطاعة..
♽♽♽♽♽
#يتبع
#خادمة_الزهراء
🌸 الطريق إلى التوبة 🌸
https://telegram.me/altauba
---------------
https://www.facebook.com/altaubaa
الطريق إلى التوبة
Photo
#طاعة_الله_وتقواه
#تكملة
توفيق الطاعة
ورد عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال:
( ما أقبح بالمؤمن أن تكون له رغبة تُذله )
إذا تأملنا في مفاد هذا الحديث الشريف نجد أن معناه كما يشمل الرغبة نحو العمل المحرم..فإنه يشمل الرغبة نحو العمل المباح..!؟
لأن المنظور في هذا الحديث هو الرغبة المُذلة..
والرغبة المُذلة هي ما يكون الدافع والباعث نحو العمل مجرد إرضاء الشهوة..من دون ان يكون وراء ذلك الباعث هدفٌ عقلائي منشود..
وإنما الهدف الباعث نحو هذا العمل مجرد إرضاء النفس..
وإدخال اللذة على النفس..
وفي هذا المسار طرح الصادق ( عليه السلام )
قانوناً تربوياً.. وهو متى ما كان الباعث نحو العمل مجرد التذاذ النفس..كان الإنسان في معرض الإنزلاق لإشباع نزوات النفس من غير قنواتها الشرعية..أو العقلائية السليمة..وكان ذلك موجباً عادةً للوقوع في خطوات مُذلة ومهينة للإنسان..
وقد يكون العمل مباحاً..إلا أن الإمام ( عليه السلام )
يرى أن المؤمن الذي يشتغل بالمباحات لإرضاء رغبته مؤمنٌ مُتلبسٌ بالقبيح..
وقد يتساءل الإنسان ماهو الوجه في قبح العمل إذا كان مباحاً ومُرخصاً فيه من قبَل الشرع المقدس..وقد قال تعالى:
﴿قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ﴾
والجواب عن ذلك:
أن المنظور في هذا المجال ليس مطلق طلب المباح..
بل الطلب الذي يُعرض الإنسان إلى الذلة والهوان..
وهو الطلب بالطُرق غير العقلائية التي تنبئ عن حالة من الشره والطمع..والتهالك وراء إرضاء النزوات فقط..
وبالتالي فهذا العمل قبيحٌ لان للإيمان عزةٌ تتنافى مع الانسياق وراء هذا العمل..
قال تعالى: ﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ﴾
ومدلول الآية أن عزة المؤمن ليست لشخصه على نحو الموضوعية..وإنما هي عزة الإيمان..أي أن لهذا الإيمان الذي يحمله المؤمن في سلوكه وقلبه..كرامةٌ وعزةٌ..
فكما يجب على المؤمن عقلاً أن يتحفظ عن الوقوع في المعاصي..يجب أن يتحفظ على عزة الإيمان..وكرامة الإيمان التي يحملها..ومتى ما كانت له رغبةٌ تُذله فإنه يُوهن بذلك كرامة الإيمان..وعزة الإيمان التي يحملها..
سواء كانت تلك الرغبة رغبة في الطعام..أو المال..أو المنصب..أو إشباع الشهوة الجنسية بأي نحو كان.
فمثلاً: عندما يسعى المؤمن كل يوم..ويُجهد نفسه في الوصول إلى ألذ الأطعمة..حتى لو بذل ماء وجهه للناس..
فإن هذه الرغبة تُذله..ولا تتناسب مع عزة الإيمان الذي يحمله..
وكذلك لو كان سعيه نحو كسب الثروة شاغلاً له عن الأُنس والأُلفة بأهله ومجتمعه..أو شاغلاً له عن التفاعل مع قضايا أمته..فهذا مسارٌ قبيحٌ لكونه في معرض الإذلال والإهانة لإنسانيته وكرامته..بحصر شخصيته في اللهث وراء المال..
فمن جهة تراه مؤمناً مطيعاً..
ولكن يصرف وقته في الحصول على المال..لا لهدفٍ عقلائي كالنفقة على العيال..أو المبرات..بل لإشباع نفسه.
ومن امثلة هذا المسار: الرغبة في المنصب والجاه..وانتشار الصيت..كما هو حاصل بالنسبة إلى بعض المؤمنين..
لكي يحصل على هذا المنصب واللقب..كلقب الدكتور..
ورئيس الموظفين..فإنه يدخل في طرق كثيرة..ويبذل الجهد في الحصول على ذلك..ولو أذله ذلك في نظر من يعايشه..
فيرى أنه قد أوهن إيمانه..وأذل كرامته إلى حد بذل ماء وجهه في أمور لا تتناسب مع عزة الإيمان.
#يتبع
#تكملة
توفيق الطاعة
ورد عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال:
( ما أقبح بالمؤمن أن تكون له رغبة تُذله )
إذا تأملنا في مفاد هذا الحديث الشريف نجد أن معناه كما يشمل الرغبة نحو العمل المحرم..فإنه يشمل الرغبة نحو العمل المباح..!؟
لأن المنظور في هذا الحديث هو الرغبة المُذلة..
والرغبة المُذلة هي ما يكون الدافع والباعث نحو العمل مجرد إرضاء الشهوة..من دون ان يكون وراء ذلك الباعث هدفٌ عقلائي منشود..
وإنما الهدف الباعث نحو هذا العمل مجرد إرضاء النفس..
وإدخال اللذة على النفس..
وفي هذا المسار طرح الصادق ( عليه السلام )
قانوناً تربوياً.. وهو متى ما كان الباعث نحو العمل مجرد التذاذ النفس..كان الإنسان في معرض الإنزلاق لإشباع نزوات النفس من غير قنواتها الشرعية..أو العقلائية السليمة..وكان ذلك موجباً عادةً للوقوع في خطوات مُذلة ومهينة للإنسان..
وقد يكون العمل مباحاً..إلا أن الإمام ( عليه السلام )
يرى أن المؤمن الذي يشتغل بالمباحات لإرضاء رغبته مؤمنٌ مُتلبسٌ بالقبيح..
وقد يتساءل الإنسان ماهو الوجه في قبح العمل إذا كان مباحاً ومُرخصاً فيه من قبَل الشرع المقدس..وقد قال تعالى:
﴿قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ﴾
والجواب عن ذلك:
أن المنظور في هذا المجال ليس مطلق طلب المباح..
بل الطلب الذي يُعرض الإنسان إلى الذلة والهوان..
وهو الطلب بالطُرق غير العقلائية التي تنبئ عن حالة من الشره والطمع..والتهالك وراء إرضاء النزوات فقط..
وبالتالي فهذا العمل قبيحٌ لان للإيمان عزةٌ تتنافى مع الانسياق وراء هذا العمل..
قال تعالى: ﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ﴾
ومدلول الآية أن عزة المؤمن ليست لشخصه على نحو الموضوعية..وإنما هي عزة الإيمان..أي أن لهذا الإيمان الذي يحمله المؤمن في سلوكه وقلبه..كرامةٌ وعزةٌ..
فكما يجب على المؤمن عقلاً أن يتحفظ عن الوقوع في المعاصي..يجب أن يتحفظ على عزة الإيمان..وكرامة الإيمان التي يحملها..ومتى ما كانت له رغبةٌ تُذله فإنه يُوهن بذلك كرامة الإيمان..وعزة الإيمان التي يحملها..
سواء كانت تلك الرغبة رغبة في الطعام..أو المال..أو المنصب..أو إشباع الشهوة الجنسية بأي نحو كان.
فمثلاً: عندما يسعى المؤمن كل يوم..ويُجهد نفسه في الوصول إلى ألذ الأطعمة..حتى لو بذل ماء وجهه للناس..
فإن هذه الرغبة تُذله..ولا تتناسب مع عزة الإيمان الذي يحمله..
وكذلك لو كان سعيه نحو كسب الثروة شاغلاً له عن الأُنس والأُلفة بأهله ومجتمعه..أو شاغلاً له عن التفاعل مع قضايا أمته..فهذا مسارٌ قبيحٌ لكونه في معرض الإذلال والإهانة لإنسانيته وكرامته..بحصر شخصيته في اللهث وراء المال..
فمن جهة تراه مؤمناً مطيعاً..
ولكن يصرف وقته في الحصول على المال..لا لهدفٍ عقلائي كالنفقة على العيال..أو المبرات..بل لإشباع نفسه.
ومن امثلة هذا المسار: الرغبة في المنصب والجاه..وانتشار الصيت..كما هو حاصل بالنسبة إلى بعض المؤمنين..
لكي يحصل على هذا المنصب واللقب..كلقب الدكتور..
ورئيس الموظفين..فإنه يدخل في طرق كثيرة..ويبذل الجهد في الحصول على ذلك..ولو أذله ذلك في نظر من يعايشه..
فيرى أنه قد أوهن إيمانه..وأذل كرامته إلى حد بذل ماء وجهه في أمور لا تتناسب مع عزة الإيمان.
#يتبع