#مشكاة_عشق /١٧...
_مهدي ماذا فعلت بماريا ؟
خاطب بروفسور البرت مهدي وشبحُ ابتسامة يلوح على وجهه .
اطرق مهدي برأسه عندما تذكر ذلك اليوم الذي التقى فيه بماريا وكم قضى ساعات طوال يفكر بما سيحدث لو التقاها مجددا :
_ ماذا تقصد يا استاذ؟
_لا شيء ، و الان اخبرني ما رأيك بما رأيته و سمعته منها ؟
_اعجبني جدا التنظيم و الدقة في ادارة الملفات .
_ جيد ، يتوجب عليك الان ان تطلع اسبوعيا على ملفات جديدة و ستكون الاخت ماريا مسؤولة عن شرح اي متعلقات تخص القضايا المطروحة امامك .
همس مهدي :
_ كم سيستمر هذا الامر ؟
_ ربما شهرين او ثلاث .
فكر باضطراب ، يارباه هل عليَّ ان التقيها اسبوعيا لمدة شهرين :
_ اعنّي على نفسي يارباه ماعساي افعل دون عونك يارب لا تصيرني للفتن غرضا.
_ مهدي ماذا بك ؟ اخبرني عزيزي ما بال لونك قد تغير، هل تشكو من امر ما؟
خاطب بروفسور البرت مهدي بحنو ، لقد احبه جدا حتى بدء يشعر بأنه ابنه وقد كان متفاجئا من هذا، فهو انسان عملي ولا مكان للعواطف في تعامله مع طلبته و لكن مهدي فرض نفسه بقوة و لم يجد بُدا من تحاشي التعلق به .
ابتسم بضعف و هو يحاول ان يبدو على ما يرام امام نظرات استاذه الثاقبة :
_ لاشيء استاذ فقط التعب و الارهاق بسبب البعد عن الاهل و الوطن ، ناهيك عن الانهماك في الدراسة .
عاد الى السكن الداخلي وما ان دخل الى حجرته حتى رمى جسده المتعب على السرير و انغمس بين احضان وسادته مطلقا العنان لدموع كبتها لمدة طويلة ، شعر بوحدة رهيبة وكأنه الوحيد الذي يحيا على وجه الأرض .
شهقات طفولية متناوبة جعلت انفاسه مضطربة و لم يقوى على التنفس ، توجه الى الحمام بخطوات متثاقلة وما ان لامست برودة الماء وجهه الغض اعادته الى وعيه .
وقف امام مرآته و نظر الى عينيه التي احمرت جفونها واثار البكاء احاطتها بهالة حزن والم :
_ مهدي ما عساك فاعلا ؟ ستكون معركة عنيفة .
وكعادته لاذ بالتوسل والدعاء :
_ الهي اعني على نفسي وهواها الهي عدوي امامي و اعلم بوجوده و لكني لا اراه كان و لازال و سيظل في صراع دائم معي فلا تذرني وحيدا في مواجهته و كن درعي و حصني .. قوني بقوتك يا قوي يا عزيز .
#يتبع ..
#لارواحكم_النور ..
_مهدي ماذا فعلت بماريا ؟
خاطب بروفسور البرت مهدي وشبحُ ابتسامة يلوح على وجهه .
اطرق مهدي برأسه عندما تذكر ذلك اليوم الذي التقى فيه بماريا وكم قضى ساعات طوال يفكر بما سيحدث لو التقاها مجددا :
_ ماذا تقصد يا استاذ؟
_لا شيء ، و الان اخبرني ما رأيك بما رأيته و سمعته منها ؟
_اعجبني جدا التنظيم و الدقة في ادارة الملفات .
_ جيد ، يتوجب عليك الان ان تطلع اسبوعيا على ملفات جديدة و ستكون الاخت ماريا مسؤولة عن شرح اي متعلقات تخص القضايا المطروحة امامك .
همس مهدي :
_ كم سيستمر هذا الامر ؟
_ ربما شهرين او ثلاث .
فكر باضطراب ، يارباه هل عليَّ ان التقيها اسبوعيا لمدة شهرين :
_ اعنّي على نفسي يارباه ماعساي افعل دون عونك يارب لا تصيرني للفتن غرضا.
_ مهدي ماذا بك ؟ اخبرني عزيزي ما بال لونك قد تغير، هل تشكو من امر ما؟
خاطب بروفسور البرت مهدي بحنو ، لقد احبه جدا حتى بدء يشعر بأنه ابنه وقد كان متفاجئا من هذا، فهو انسان عملي ولا مكان للعواطف في تعامله مع طلبته و لكن مهدي فرض نفسه بقوة و لم يجد بُدا من تحاشي التعلق به .
ابتسم بضعف و هو يحاول ان يبدو على ما يرام امام نظرات استاذه الثاقبة :
_ لاشيء استاذ فقط التعب و الارهاق بسبب البعد عن الاهل و الوطن ، ناهيك عن الانهماك في الدراسة .
عاد الى السكن الداخلي وما ان دخل الى حجرته حتى رمى جسده المتعب على السرير و انغمس بين احضان وسادته مطلقا العنان لدموع كبتها لمدة طويلة ، شعر بوحدة رهيبة وكأنه الوحيد الذي يحيا على وجه الأرض .
شهقات طفولية متناوبة جعلت انفاسه مضطربة و لم يقوى على التنفس ، توجه الى الحمام بخطوات متثاقلة وما ان لامست برودة الماء وجهه الغض اعادته الى وعيه .
وقف امام مرآته و نظر الى عينيه التي احمرت جفونها واثار البكاء احاطتها بهالة حزن والم :
_ مهدي ما عساك فاعلا ؟ ستكون معركة عنيفة .
وكعادته لاذ بالتوسل والدعاء :
_ الهي اعني على نفسي وهواها الهي عدوي امامي و اعلم بوجوده و لكني لا اراه كان و لازال و سيظل في صراع دائم معي فلا تذرني وحيدا في مواجهته و كن درعي و حصني .. قوني بقوتك يا قوي يا عزيز .
#يتبع ..
#لارواحكم_النور ..
#مشكاة_عشق /١٨ ...
بدا الجو غائما فقد اختفت الشمس خلف السحب الرمادية التي تناثرت في السماء منذرة بيوم ماطر ، تناول مهدي مظلته و حمل حقيبته و خرج مسرعا ، فاليوم موعده مع الاخت ماريا .
عند دخوله الى مقر الرعاية الاجتماعية جال بنظره في ارجاء القاعة و لكنه لم يجدها فجلس على احد الكراسي بأنتظارها مرت نصف ساعة و لم تحضر ، ففكر :
_ ياترى هل غضبت مني بسبب لقائنا الاول و لن تحضر اليوم .
لا يدري لِمَ اصابه الغم لهذا الخاطر فقطب جبينه لا اراديا ، و لكن سرعان ما انفرجت اساريره عندما رأها تدخل من الباب متجهة نحوه .
حاول ان يسيطر على انفعاله فقد بدا عليه السرور لرؤيتها .
تكلمت ماريا بهدوء :
_ اسعدت صباحا يا سيدي ، اعتذر لتأخري و لكن الطريق كان مزدحما .
_ لابأس لم تتأخري كثيرا هل نجلس على تلك الطاولة ؟ و اشار اليها بالجلوس .
اخذ نفسا عميقا و خاطبها بروية :
_انسة ماريا ، اود الاعتذار عن تصرفي معك في المرة السابقة و ارجو ان تقبلي اعتذاري .
ابتسمت و فكرت انها فرصة سانحة لتطلب منه مرة اخرى ان يكون دليلها في رحلة بحثها :
_ سأقبل اعتذارك و لكن بشرط .
_ و ما هو ؟
_ ان تكون دليلي في رحلة بحثي عن حقائق دينكم .
هذه المرة لم يرفض طلبها، فاتمام دراسته مقترن بهذه اللقاءات فَلِم لا يستغلها في ارشاد هذه الراهبة الى حيث النور الساطع لدين الحق و العدل و الاخلاق .
_ و هو كذلك .
لم تصدق ما سمعته و اتسعت ابتسامتها حتى طالت عيناها :
_ شكرا لك شكرا جزيلا ، لا تعلم مدى سعادتي في هذه اللحظة انتظرتُ طويلا لِأجد من يرشدني الى معرفة خفايا هذا الدين و لطالما كانت اللغة عائقا في الحصول على اجابات شافية لما يدور في ذهني من تساؤلات و شبهات ، وعندما اصغيت لكلامك في اللقاء السابق علمت انك ضالتي لانك تتقن الانكليزية وانا افهمك تماما عندما تتحدث معي .
تراقص شبح ابتسامة على زاوية فمه و ردَّ بهدوء :
_ سأعمل على وضع جدول اسبوعي من اجل الرد على هذه التساؤلات بأذن الله ، والان هل نبدء بمناقشة القضايا ؟
_ أجل بالتأكيد .
بعد ان ناقشا عدة ملفات خرجا من المبنى و تبادلا التحية على امل اللقاء في اقرب وقت ممكن .
#يتبع
#لارواحكم_النور
بدا الجو غائما فقد اختفت الشمس خلف السحب الرمادية التي تناثرت في السماء منذرة بيوم ماطر ، تناول مهدي مظلته و حمل حقيبته و خرج مسرعا ، فاليوم موعده مع الاخت ماريا .
عند دخوله الى مقر الرعاية الاجتماعية جال بنظره في ارجاء القاعة و لكنه لم يجدها فجلس على احد الكراسي بأنتظارها مرت نصف ساعة و لم تحضر ، ففكر :
_ ياترى هل غضبت مني بسبب لقائنا الاول و لن تحضر اليوم .
لا يدري لِمَ اصابه الغم لهذا الخاطر فقطب جبينه لا اراديا ، و لكن سرعان ما انفرجت اساريره عندما رأها تدخل من الباب متجهة نحوه .
حاول ان يسيطر على انفعاله فقد بدا عليه السرور لرؤيتها .
تكلمت ماريا بهدوء :
_ اسعدت صباحا يا سيدي ، اعتذر لتأخري و لكن الطريق كان مزدحما .
_ لابأس لم تتأخري كثيرا هل نجلس على تلك الطاولة ؟ و اشار اليها بالجلوس .
اخذ نفسا عميقا و خاطبها بروية :
_انسة ماريا ، اود الاعتذار عن تصرفي معك في المرة السابقة و ارجو ان تقبلي اعتذاري .
ابتسمت و فكرت انها فرصة سانحة لتطلب منه مرة اخرى ان يكون دليلها في رحلة بحثها :
_ سأقبل اعتذارك و لكن بشرط .
_ و ما هو ؟
_ ان تكون دليلي في رحلة بحثي عن حقائق دينكم .
هذه المرة لم يرفض طلبها، فاتمام دراسته مقترن بهذه اللقاءات فَلِم لا يستغلها في ارشاد هذه الراهبة الى حيث النور الساطع لدين الحق و العدل و الاخلاق .
_ و هو كذلك .
لم تصدق ما سمعته و اتسعت ابتسامتها حتى طالت عيناها :
_ شكرا لك شكرا جزيلا ، لا تعلم مدى سعادتي في هذه اللحظة انتظرتُ طويلا لِأجد من يرشدني الى معرفة خفايا هذا الدين و لطالما كانت اللغة عائقا في الحصول على اجابات شافية لما يدور في ذهني من تساؤلات و شبهات ، وعندما اصغيت لكلامك في اللقاء السابق علمت انك ضالتي لانك تتقن الانكليزية وانا افهمك تماما عندما تتحدث معي .
تراقص شبح ابتسامة على زاوية فمه و ردَّ بهدوء :
_ سأعمل على وضع جدول اسبوعي من اجل الرد على هذه التساؤلات بأذن الله ، والان هل نبدء بمناقشة القضايا ؟
_ أجل بالتأكيد .
بعد ان ناقشا عدة ملفات خرجا من المبنى و تبادلا التحية على امل اللقاء في اقرب وقت ممكن .
#يتبع
#لارواحكم_النور