#مشكاة_عشق / ٢٠ ...
كانت ماريا في قمة حماسها ونشاطها وهي تنزل الدرج متوجهة الى بوابة الدير الرئيسة وما ان وضعت يدها على مقبض الباب حتى سمعت صوت الاب جوزيف :
_ الى اين يا ماريا انه صباح السبت ولايزال الوقت مبكرا ؟
التفتت الى حيث يقف الاب فاحمرت وجنتاها حياء عندما شاهدت ابتسامته الحانية :
_ اسعدت صباحا يا ابتِ ، سأذهب الى الجامعة .
نظر اليها باستغراب :
_ ولكن ماذا ستفعلين هناك في هذا الوقت انها عطلة نهاية الاسبوع ؟!
احتارت في اخبار الاب عن مهدي او الاحتفاظ بالامر سرا ، تأملته قليلا ثم قررت انه يتوجب عليها اخباره بكل شيء فهو الوصي عليها منذ صغرها وبالتأكيد سيفهم ماستخبره به :
_ انا على موعد مع المحامي الشاب مهدي .
استرسلت في حديثها واخبرته بكل شيء كان يصغي وعلامات الاضطراب ترتسم على وجهه المجعد ويده تقبض بقوة على صليب مسبحته الخشبية الطويلة ، لم تكن ملتفتة لانفعالات الاب حتى قاطعها :
_ هذا يكفي ياماريا .
_ ولكن ما بك ياابتِ لم تبدو مضطربا هكذا ؟!
شحب وجهه :
_ لستُ على مايرام يا صغيرتي خذيني الى مكتبي بسرعة .
_ حسناً يا ابت سامحني ارجوك انااسفة لم اتصور ان حديثي سيزعجك هكذا .
امسكت بيده واصطحبته الى اخر الممر حيث مكتبه ، كانت خطواته متثاقلة وخشيتْ ان يصاب بالاذى ، فتحت الباب وتوجهت به ناحية الاريكة وساعدته ليستلقي عليها وغطته بمأزره الصوفي :
_ ابتِ سأنادي الاب يوحنا واعود على الفور .
امسك بيدها وطلب منها ان تجلس على الكرسي بجانب الاريكة :
_ اجلسي لست بحاجة ليوحنا الان انا احتاج ان اتحدث معك يا صغيرتي ، سأسألك سؤالا واضحا ولا اريدك ان تتسرعي بالاجابة .
اومأت برأسها :
_ ماريا لماذا تبحثين عن حقيقة الاسلام ؟ لنفترض جدلا انك اهتديتِ لحقيقته على يد هذا المحامي ، ثم ماذا ؟
#يتبع ..
#لارواحكم_النور ..
كانت ماريا في قمة حماسها ونشاطها وهي تنزل الدرج متوجهة الى بوابة الدير الرئيسة وما ان وضعت يدها على مقبض الباب حتى سمعت صوت الاب جوزيف :
_ الى اين يا ماريا انه صباح السبت ولايزال الوقت مبكرا ؟
التفتت الى حيث يقف الاب فاحمرت وجنتاها حياء عندما شاهدت ابتسامته الحانية :
_ اسعدت صباحا يا ابتِ ، سأذهب الى الجامعة .
نظر اليها باستغراب :
_ ولكن ماذا ستفعلين هناك في هذا الوقت انها عطلة نهاية الاسبوع ؟!
احتارت في اخبار الاب عن مهدي او الاحتفاظ بالامر سرا ، تأملته قليلا ثم قررت انه يتوجب عليها اخباره بكل شيء فهو الوصي عليها منذ صغرها وبالتأكيد سيفهم ماستخبره به :
_ انا على موعد مع المحامي الشاب مهدي .
استرسلت في حديثها واخبرته بكل شيء كان يصغي وعلامات الاضطراب ترتسم على وجهه المجعد ويده تقبض بقوة على صليب مسبحته الخشبية الطويلة ، لم تكن ملتفتة لانفعالات الاب حتى قاطعها :
_ هذا يكفي ياماريا .
_ ولكن ما بك ياابتِ لم تبدو مضطربا هكذا ؟!
شحب وجهه :
_ لستُ على مايرام يا صغيرتي خذيني الى مكتبي بسرعة .
_ حسناً يا ابت سامحني ارجوك انااسفة لم اتصور ان حديثي سيزعجك هكذا .
امسكت بيده واصطحبته الى اخر الممر حيث مكتبه ، كانت خطواته متثاقلة وخشيتْ ان يصاب بالاذى ، فتحت الباب وتوجهت به ناحية الاريكة وساعدته ليستلقي عليها وغطته بمأزره الصوفي :
_ ابتِ سأنادي الاب يوحنا واعود على الفور .
امسك بيدها وطلب منها ان تجلس على الكرسي بجانب الاريكة :
_ اجلسي لست بحاجة ليوحنا الان انا احتاج ان اتحدث معك يا صغيرتي ، سأسألك سؤالا واضحا ولا اريدك ان تتسرعي بالاجابة .
اومأت برأسها :
_ ماريا لماذا تبحثين عن حقيقة الاسلام ؟ لنفترض جدلا انك اهتديتِ لحقيقته على يد هذا المحامي ، ثم ماذا ؟
#يتبع ..
#لارواحكم_النور ..
#مشكاة_عشق /٢١....
ارتبكت مشاعرها فجاءة واخذت تتأمل وجه الاب وكأنه فتح لها بابا كانت تخشى ان تقترب منه ، ثم ماذا بعد الحقيقة ؟
_ ماريا ، هل انت بخير ياعزيزتي ؟
_ لا ادري يا ابتِ انا حقا لا اعلم ماذا اريد بعد الحقيقة .
مد يده لها فامسكت بها وغرق كفها الغض الناصع البياض في كفه التي خطت عليها السنون تجاعيدا دقيقة بدت كأنها دروب لا بداية لها ولا نهاية :
_ في مرحلة ما من عمري وبالتحديد بعد ان خضت في اللاهوتية واعماقها التي لايمكن سبر غورها اخذتْ الحقائق تتشابك عندي وشعرت بأني اتوه في اروقتها شيئا فشيئا ، كنت مثلك ابحث عن الحقيقة .
ازداد ضغط يده على كفها دون ان يشعر فعلمت ان الذكريات التي داهمته مؤلمة فحاولت ان تخفف عنه :
_ ابتِ اهدئ ارجوك لا بأس عليك اعتذر لاني اثرت ذكرى موجعة .
لم يكن مصغيا لما تقوله فقد كان شريط الماضي يستعرض احداثه امام ناظريه :
_ عندما اكتشف كبير الاساقفة اني ابحث عن حقيقة الاسلام في كتبنا الاثرية نهرني بقوة وطلب مني ان اتوقف عن نبش النسخ القديمة للكتاب المقدس وهددني بأني سأتعرض للحرق اذا ما تماديت في بحثي ، كنت يافعا وخشيت من تهديده فتوقفت عن البحث وظل قلبي معلقا بذلك الاسم الذي لم يفارق مخيلتي يوما مذ قرأته في انجيل يوحنا .
هربت دمعة ثائرة من جانب عينه فترقرق الدمع في عينيها تأثرا بما يعانيه الاب جوزيف :
_ ابتِ هل يمكنك ان تخبرني عن الاسم ؟
همس بضعف :
_ ايليا .
#يتبع ..
#لارواحكم_النور ..
ارتبكت مشاعرها فجاءة واخذت تتأمل وجه الاب وكأنه فتح لها بابا كانت تخشى ان تقترب منه ، ثم ماذا بعد الحقيقة ؟
_ ماريا ، هل انت بخير ياعزيزتي ؟
_ لا ادري يا ابتِ انا حقا لا اعلم ماذا اريد بعد الحقيقة .
مد يده لها فامسكت بها وغرق كفها الغض الناصع البياض في كفه التي خطت عليها السنون تجاعيدا دقيقة بدت كأنها دروب لا بداية لها ولا نهاية :
_ في مرحلة ما من عمري وبالتحديد بعد ان خضت في اللاهوتية واعماقها التي لايمكن سبر غورها اخذتْ الحقائق تتشابك عندي وشعرت بأني اتوه في اروقتها شيئا فشيئا ، كنت مثلك ابحث عن الحقيقة .
ازداد ضغط يده على كفها دون ان يشعر فعلمت ان الذكريات التي داهمته مؤلمة فحاولت ان تخفف عنه :
_ ابتِ اهدئ ارجوك لا بأس عليك اعتذر لاني اثرت ذكرى موجعة .
لم يكن مصغيا لما تقوله فقد كان شريط الماضي يستعرض احداثه امام ناظريه :
_ عندما اكتشف كبير الاساقفة اني ابحث عن حقيقة الاسلام في كتبنا الاثرية نهرني بقوة وطلب مني ان اتوقف عن نبش النسخ القديمة للكتاب المقدس وهددني بأني سأتعرض للحرق اذا ما تماديت في بحثي ، كنت يافعا وخشيت من تهديده فتوقفت عن البحث وظل قلبي معلقا بذلك الاسم الذي لم يفارق مخيلتي يوما مذ قرأته في انجيل يوحنا .
هربت دمعة ثائرة من جانب عينه فترقرق الدمع في عينيها تأثرا بما يعانيه الاب جوزيف :
_ ابتِ هل يمكنك ان تخبرني عن الاسم ؟
همس بضعف :
_ ايليا .
#يتبع ..
#لارواحكم_النور ..