#الجزء_الواحد_والثلاثون
😔 ويبقى الإمام الحسين وحيدا بعد شهادة العباس(ع)، بـلا ناصر ولا معين..
ويؤتى اليه بابنه الرضيع عبد الله يستسقي القوم له شيئا من الماء، أو يأخذوه ويسقوه.
وتقع الملحمة العظيمة التي اهتزت لها السماوات.
إذ يأتيه سهم وهو في يد الإمام فيذبحه من الوريد إلى الوريد، فيعود به لأمه مذبوحا...
😭وبعد ذلك يودّع العيال والنساء، فيرتجّ المخيم من البكاء وترتجّ السماوات الأرض، ولكن لا حيلة من ذلك، هذا هو اليوم الموعود.
وقبل أن يمضي الإمام وقف مع أخته العقيلة التي سيبدأ دورها العظيم بعد قليل، وقف معها ونادى:
- يا سكينة! يا فاطمة! يا أم كلثوم! يا رقية! عليكنّ منّي السلام فهدا آخر الاجتماع وقد قرت منكن الافتجاع.
فعلت أصواتهن بالبكاء وصرخن
- الوداع الوداع! الفراق الفراق!
فهذه تُقبّل رأسه، وتلك تقبل يديه ورجليه.
ثم قدّمت زينب له جواده وقالت:
- أيُّ أخت تقدم لأخيها جواد المنية؟!
ثم بكت، فصبّرها الحسين(ع) وركب جواده.
😢وقبل أن ينطلق قالت له زينب:
- أخي حسين، انزل من على ظهر جوادك.
فنزل. فقبّلته في نحره، ثم حوّلت وجهها إلى المدينة وصاحت:
يا أماه، قد استرجعت الأمانة.
تعجب منها الإمام. فقالت له:
- لما دنت الوفاة من أمّنا فاطمة قبّلتني في نحري وقالت:
بنيّة هذه وديعة لي عندك، فإذا رأيت أخاك الحسين وحيدا وفريدا فقبليه..
🐎 ثم ركب جواده، وودع أخته واتجه إلى ساحة القتال وهو يصول على الميمنة مرتجزا:
الموت أولى من ركوب العار
و العار أولى من دخول النار
ثم يصول على الميسرة وهو يرتجز:
أنا الحسين بن علي
آليت ألاّ أنثني
أحمي عيالات أبي
أمضي على دين النبي
🚩 أجل ، فأنت الحسين سلالة النبين وحفيد سيد المرسلين. وإلا فكيف لمثلك أن يصمد وقد شاهد مصارع أولاده وإخوته وأهل بيته وأصحابه وعانى من العطش ونزف الدماء، وشاهد حَريمَه في هذا الوضع الموجع؟
كيف لمثلك أن يصمد رغم هذه الفجائع العظمى ؟
إنه صمود الانبياء وأولي العزم الذين ميّزهم الله عن بقية عباده.
وقد روى بعد ذلك ولده علي زين العابدين(ع) العليل آنذاك الصور المذهلة عن صبر أبيه، إذ قال: كان كلما يشتدّ الأمر يُشرق لونه وتطمئن جوارحه.
⚔ وأخذ عليه السلام يقاتلهم وحده والأعداء يحيطونه من كل جانب ضربا بالسيوف والرماح، وأكثر فيهم القتلى وكثرت جراحاته، وكثر نزفه، ورغم ذلك لم يتوان وهو في تلك الحالة عن إسداء النصح إذ قال:
- عباد الله ، اتقوا الله وكونوا من الدنيا على حذر، فإن الدنيا لو بقيت لأحد، وبقي عليها أحد لكانت الأنبياء أحق بالبقاء، وأَوْلى بالرضا، وأرضى بالقضاء، غير أنّ الله تعالى خلق الدنبا للبلاء وخلق أهلها للفناء، فجديدها بال، ونعيمها مضمحل، وسرورها مكفهر، والمنزل بلغة، والدار قلعة،
💎فتزوّدوا فإن خير الزاد التقوى واتقوا الله لعلكم تفلحون .
ثم رجع لعياله ليودعهم الوداع الأخير.
وقد أوصى حرم الرسالة وعقائل الوحي بلبس الأزر والاستعداد للبلاء، وأمرهن بالصبر والتسليم لقضاء الله. إذ قال :
- استعدوا للبلاء، واعلموا أن الله تعالى حاميكم وحافظكم وسينجيكم من شر الأعداء، ويجعل عاقبة أمركم إلى خير، ويعذّب عدوكم بأنواع العذاب، ويعوضكم عن هذه البلية بأنواع النعم والكرامة فلا تشكوا ولا تقولوا بألسنتكم ما ينقص قدركم..
فأحَطْنَ به وهو يسبَح بدمه وقد سرى ذعر الفراق بأوصالهن و هطلت دموع الفراق وهجمت عليهم سهام الفجيعة ولا يُعرف أمِحنتهن أكبر أم محنة الإمام، وقد فطّر هذا المنظر الرهيب فؤاده وهو صاحب القلب الذي يحنو حتى على أعدائه، فكيف يكون حاله مع بناته وعياله ونسائه، فقد رآهنّ وقد لطمن وجوههنّ وارتفعت أصواتهن بالبكاء والعويل، وألقينَ بأنفسهن عليه، وكانت من أشدّ المحن العضال على قلب الحسين(ع).
و بينما هم كذلك..
#يتبع
😔 ويبقى الإمام الحسين وحيدا بعد شهادة العباس(ع)، بـلا ناصر ولا معين..
ويؤتى اليه بابنه الرضيع عبد الله يستسقي القوم له شيئا من الماء، أو يأخذوه ويسقوه.
وتقع الملحمة العظيمة التي اهتزت لها السماوات.
إذ يأتيه سهم وهو في يد الإمام فيذبحه من الوريد إلى الوريد، فيعود به لأمه مذبوحا...
😭وبعد ذلك يودّع العيال والنساء، فيرتجّ المخيم من البكاء وترتجّ السماوات الأرض، ولكن لا حيلة من ذلك، هذا هو اليوم الموعود.
وقبل أن يمضي الإمام وقف مع أخته العقيلة التي سيبدأ دورها العظيم بعد قليل، وقف معها ونادى:
- يا سكينة! يا فاطمة! يا أم كلثوم! يا رقية! عليكنّ منّي السلام فهدا آخر الاجتماع وقد قرت منكن الافتجاع.
فعلت أصواتهن بالبكاء وصرخن
- الوداع الوداع! الفراق الفراق!
فهذه تُقبّل رأسه، وتلك تقبل يديه ورجليه.
ثم قدّمت زينب له جواده وقالت:
- أيُّ أخت تقدم لأخيها جواد المنية؟!
ثم بكت، فصبّرها الحسين(ع) وركب جواده.
😢وقبل أن ينطلق قالت له زينب:
- أخي حسين، انزل من على ظهر جوادك.
فنزل. فقبّلته في نحره، ثم حوّلت وجهها إلى المدينة وصاحت:
يا أماه، قد استرجعت الأمانة.
تعجب منها الإمام. فقالت له:
- لما دنت الوفاة من أمّنا فاطمة قبّلتني في نحري وقالت:
بنيّة هذه وديعة لي عندك، فإذا رأيت أخاك الحسين وحيدا وفريدا فقبليه..
🐎 ثم ركب جواده، وودع أخته واتجه إلى ساحة القتال وهو يصول على الميمنة مرتجزا:
الموت أولى من ركوب العار
و العار أولى من دخول النار
ثم يصول على الميسرة وهو يرتجز:
أنا الحسين بن علي
آليت ألاّ أنثني
أحمي عيالات أبي
أمضي على دين النبي
🚩 أجل ، فأنت الحسين سلالة النبين وحفيد سيد المرسلين. وإلا فكيف لمثلك أن يصمد وقد شاهد مصارع أولاده وإخوته وأهل بيته وأصحابه وعانى من العطش ونزف الدماء، وشاهد حَريمَه في هذا الوضع الموجع؟
كيف لمثلك أن يصمد رغم هذه الفجائع العظمى ؟
إنه صمود الانبياء وأولي العزم الذين ميّزهم الله عن بقية عباده.
وقد روى بعد ذلك ولده علي زين العابدين(ع) العليل آنذاك الصور المذهلة عن صبر أبيه، إذ قال: كان كلما يشتدّ الأمر يُشرق لونه وتطمئن جوارحه.
⚔ وأخذ عليه السلام يقاتلهم وحده والأعداء يحيطونه من كل جانب ضربا بالسيوف والرماح، وأكثر فيهم القتلى وكثرت جراحاته، وكثر نزفه، ورغم ذلك لم يتوان وهو في تلك الحالة عن إسداء النصح إذ قال:
- عباد الله ، اتقوا الله وكونوا من الدنيا على حذر، فإن الدنيا لو بقيت لأحد، وبقي عليها أحد لكانت الأنبياء أحق بالبقاء، وأَوْلى بالرضا، وأرضى بالقضاء، غير أنّ الله تعالى خلق الدنبا للبلاء وخلق أهلها للفناء، فجديدها بال، ونعيمها مضمحل، وسرورها مكفهر، والمنزل بلغة، والدار قلعة،
💎فتزوّدوا فإن خير الزاد التقوى واتقوا الله لعلكم تفلحون .
ثم رجع لعياله ليودعهم الوداع الأخير.
وقد أوصى حرم الرسالة وعقائل الوحي بلبس الأزر والاستعداد للبلاء، وأمرهن بالصبر والتسليم لقضاء الله. إذ قال :
- استعدوا للبلاء، واعلموا أن الله تعالى حاميكم وحافظكم وسينجيكم من شر الأعداء، ويجعل عاقبة أمركم إلى خير، ويعذّب عدوكم بأنواع العذاب، ويعوضكم عن هذه البلية بأنواع النعم والكرامة فلا تشكوا ولا تقولوا بألسنتكم ما ينقص قدركم..
فأحَطْنَ به وهو يسبَح بدمه وقد سرى ذعر الفراق بأوصالهن و هطلت دموع الفراق وهجمت عليهم سهام الفجيعة ولا يُعرف أمِحنتهن أكبر أم محنة الإمام، وقد فطّر هذا المنظر الرهيب فؤاده وهو صاحب القلب الذي يحنو حتى على أعدائه، فكيف يكون حاله مع بناته وعياله ونسائه، فقد رآهنّ وقد لطمن وجوههنّ وارتفعت أصواتهن بالبكاء والعويل، وألقينَ بأنفسهن عليه، وكانت من أشدّ المحن العضال على قلب الحسين(ع).
و بينما هم كذلك..
#يتبع
#الجزء_الواحد_والثلاثون
🍱 بعد خطواتٍ قليلة أوقفهنّ احد اصحاب المواكب يحمل مجموعة من اواني الحساء الساخن والحليب والصمون العراقي وطلب منهنّ الافطار..
🍽 استجابت ام فاطمة واخذت منه الطعام واتخذت مكاناً بعيداً عن الطريق وجلسنَ في دائرة لتناول الفطور، ثم اكملنَ المسير..
🌤 وانبلجت شمس الصباح بكل لهفة و انتظار طويل دام لساعات لتشاركهم بعطاء اشعة الدفء للزائرين، علّها تُسَجَل مِن ضمن المشاركين في الخدمة لسيّد الشهداء..
📍مع كل خمسين عمود يتوقفنَ للاستراحة.. قطعنَ نصف المسافة ووقت صلاة الظهر أقترب.. قالت ام فاطمة هيّا حان وقت التهيُأ للصلاة والاستراحة قبل موعدها لتأديتها كما يجب..
⛺️ لم تكن هناك حسينية في الجوار فدخلنَ لخيمة كُتب عليها خيمة الزهراء عليها السلام، من جانبها الآخر مفتوحة على مجموعة من الكرڤانات لغرض الغُسل والوضوء..
😌 اختارت ام فاطمة النوم بعد أتمام الصلاة أما الفتيات فقُمنَ بتنظيف المكان ثم جلسنَ يتحدثنَ..
❣ في هذه الأثناء جاءت امرأة مع طفل يُقارب عمره العشرة أعوام، تدفعه في عربة معوّقين، واخر يمشي معها ذو ستة أعوام وابنتين صغيرتين بعمر الثلاث سنوات او اكثر، كانت مُمتَعضة كثيراً و كنها حاملة لهموم الدنيا على كتفيها، وقاطبة لحاجبيها، جلست وهي تصرخ على هذا وتضرب ذاك وتؤذي الفتاتين بسحبهما للأرض وتقول: لعنة الله عليكم وعلى والدكم، ذهب يمشي وحده وتركني معكم ... اربعة مصائب وليس اطفال لن اكررها بعد هذه المرة، سآتي لوحدي من العام القادم واترككم في بيت عمكم، لتذهبوا الى الجحيم!
😳 تعجبنَ الفتيات من امرها واقتربنَّ قليلاً لتهدئتها ويلعبنَّ مع الصغار..
أخذت رقية الفتاتين في حِجرها وبدأت تُقبّل بهما وتسليهما ببعض الكَلمات، وزهراء كذلك اهتمت بالطفل ذو الستة أعوام، اما فاطمة فتكَمت مع ام الأطفال، وقالت : ما بكِ يا خالتي لمَ كل هذا الغضب والقسوة على الصغار ؟
😔 اجابتها : كما تشاهدين حال ابني الأكبر هَدّ رُكني، كلما أراه اتألم وأقسوا على اطفالي الآخرين، ووالدهم غير مهتم بهم ابداً...
🔹 قالت لها فاطمة :
- تألمي فأنتِ أم! ولكن تعلّمي من ألمك ، ففي ألمكِ كنوز ودروس.. تعلمي ان الله فتح لك ثلاث ابواب اولها : باب طاعة بخدمة ولدك المريض وعدم التململ منه....قربة لله
وثانياً : باب صبر وتقوية العلاقة بالخالق وتنقية البصيرة وفهم الحياة جيداً وعدم الاعتراض عليه
وثالثاً : الالتفات للنعم الاخرى الموجودة عند اخوته فيزداد اهتمامك بهم وحبكِ له ولهم وليس القسوة..
🔸 أتعلمين انا احياناً أعاتب الله!
🔹 عاتبيه بحب ، نعم بحب لا بغضب، لا برفض...
تحدثي معه كـ راعي، كـ وكيل، كـ كفيل، كـ حبيب، كـ طبيب...
نعم افرشي حسن ظنك وانطلقي من ولدك.. وافتحي قلبك وتحدثي لله.. اسأليه....وحادثيه....وناجيه ...واغفي في حضرته..
🔸 كلام جميل يا أبنتي لكن اريد شيء يصبرني ويقويني..
🔹 حسناً سأفتح لكِ طريقاً عظيما، فتمعني فيه جيداً :
[اجعلي ولدكِ قربانك لصاحب الزمان، اجعليه طريقك لقلب الحجة، وليكن كل ما تقدّميه...بعين الحجة]
توجد فرصة عظيمة امامك
🔸 ما هي أخبريني ؟
🔹 انذريه مهدوياً يكون من رجال الحجة..
ليكن هذا طلبك، ان يكون ولدكِ الطاهر من جنود الحجة، فالحجة يبحث عن هكذا اعمال، هكذا قرابين، هكذا تضحيات، هكذا نماذج خالصة صالحة ،
هذه النماذج يقيناً سيكون لها مكانة في قلبه، فرفقتك له الآن ستمنحك رفقة له مع حجته.
🔸 ليش هيج صار بنتي ؟
🔹 البلاء يا أمي المتميز يجعلنا متميزين، كلما كان البلاء اكبر كان الكمال اكثر..
المشكلَة ليس في البلاء بل بتصوراتنا للبلاء، فنحن نضع تصورات مسبقة للبلاء ونبعد عن تصوراتنا كل بلاء كبير علينا، فنجعل بعض البلائات غير مُتصورة، ولذا عندما تأتي هذه البلائات نقول (لماذا ؟؟ )
🔸 شكراً لكِ أبنتي لكن ما هو الحل ؟
#يتبع
#خطوات_نحو_السماوات
🍱 بعد خطواتٍ قليلة أوقفهنّ احد اصحاب المواكب يحمل مجموعة من اواني الحساء الساخن والحليب والصمون العراقي وطلب منهنّ الافطار..
🍽 استجابت ام فاطمة واخذت منه الطعام واتخذت مكاناً بعيداً عن الطريق وجلسنَ في دائرة لتناول الفطور، ثم اكملنَ المسير..
🌤 وانبلجت شمس الصباح بكل لهفة و انتظار طويل دام لساعات لتشاركهم بعطاء اشعة الدفء للزائرين، علّها تُسَجَل مِن ضمن المشاركين في الخدمة لسيّد الشهداء..
📍مع كل خمسين عمود يتوقفنَ للاستراحة.. قطعنَ نصف المسافة ووقت صلاة الظهر أقترب.. قالت ام فاطمة هيّا حان وقت التهيُأ للصلاة والاستراحة قبل موعدها لتأديتها كما يجب..
⛺️ لم تكن هناك حسينية في الجوار فدخلنَ لخيمة كُتب عليها خيمة الزهراء عليها السلام، من جانبها الآخر مفتوحة على مجموعة من الكرڤانات لغرض الغُسل والوضوء..
😌 اختارت ام فاطمة النوم بعد أتمام الصلاة أما الفتيات فقُمنَ بتنظيف المكان ثم جلسنَ يتحدثنَ..
❣ في هذه الأثناء جاءت امرأة مع طفل يُقارب عمره العشرة أعوام، تدفعه في عربة معوّقين، واخر يمشي معها ذو ستة أعوام وابنتين صغيرتين بعمر الثلاث سنوات او اكثر، كانت مُمتَعضة كثيراً و كنها حاملة لهموم الدنيا على كتفيها، وقاطبة لحاجبيها، جلست وهي تصرخ على هذا وتضرب ذاك وتؤذي الفتاتين بسحبهما للأرض وتقول: لعنة الله عليكم وعلى والدكم، ذهب يمشي وحده وتركني معكم ... اربعة مصائب وليس اطفال لن اكررها بعد هذه المرة، سآتي لوحدي من العام القادم واترككم في بيت عمكم، لتذهبوا الى الجحيم!
😳 تعجبنَ الفتيات من امرها واقتربنَّ قليلاً لتهدئتها ويلعبنَّ مع الصغار..
أخذت رقية الفتاتين في حِجرها وبدأت تُقبّل بهما وتسليهما ببعض الكَلمات، وزهراء كذلك اهتمت بالطفل ذو الستة أعوام، اما فاطمة فتكَمت مع ام الأطفال، وقالت : ما بكِ يا خالتي لمَ كل هذا الغضب والقسوة على الصغار ؟
😔 اجابتها : كما تشاهدين حال ابني الأكبر هَدّ رُكني، كلما أراه اتألم وأقسوا على اطفالي الآخرين، ووالدهم غير مهتم بهم ابداً...
🔹 قالت لها فاطمة :
- تألمي فأنتِ أم! ولكن تعلّمي من ألمك ، ففي ألمكِ كنوز ودروس.. تعلمي ان الله فتح لك ثلاث ابواب اولها : باب طاعة بخدمة ولدك المريض وعدم التململ منه....قربة لله
وثانياً : باب صبر وتقوية العلاقة بالخالق وتنقية البصيرة وفهم الحياة جيداً وعدم الاعتراض عليه
وثالثاً : الالتفات للنعم الاخرى الموجودة عند اخوته فيزداد اهتمامك بهم وحبكِ له ولهم وليس القسوة..
🔸 أتعلمين انا احياناً أعاتب الله!
🔹 عاتبيه بحب ، نعم بحب لا بغضب، لا برفض...
تحدثي معه كـ راعي، كـ وكيل، كـ كفيل، كـ حبيب، كـ طبيب...
نعم افرشي حسن ظنك وانطلقي من ولدك.. وافتحي قلبك وتحدثي لله.. اسأليه....وحادثيه....وناجيه ...واغفي في حضرته..
🔸 كلام جميل يا أبنتي لكن اريد شيء يصبرني ويقويني..
🔹 حسناً سأفتح لكِ طريقاً عظيما، فتمعني فيه جيداً :
[اجعلي ولدكِ قربانك لصاحب الزمان، اجعليه طريقك لقلب الحجة، وليكن كل ما تقدّميه...بعين الحجة]
توجد فرصة عظيمة امامك
🔸 ما هي أخبريني ؟
🔹 انذريه مهدوياً يكون من رجال الحجة..
ليكن هذا طلبك، ان يكون ولدكِ الطاهر من جنود الحجة، فالحجة يبحث عن هكذا اعمال، هكذا قرابين، هكذا تضحيات، هكذا نماذج خالصة صالحة ،
هذه النماذج يقيناً سيكون لها مكانة في قلبه، فرفقتك له الآن ستمنحك رفقة له مع حجته.
🔸 ليش هيج صار بنتي ؟
🔹 البلاء يا أمي المتميز يجعلنا متميزين، كلما كان البلاء اكبر كان الكمال اكثر..
المشكلَة ليس في البلاء بل بتصوراتنا للبلاء، فنحن نضع تصورات مسبقة للبلاء ونبعد عن تصوراتنا كل بلاء كبير علينا، فنجعل بعض البلائات غير مُتصورة، ولذا عندما تأتي هذه البلائات نقول (لماذا ؟؟ )
🔸 شكراً لكِ أبنتي لكن ما هو الحل ؟
#يتبع
#خطوات_نحو_السماوات