الطريق إلى التوبة
5.83K subscribers
10.2K photos
391 videos
243 files
5.34K links
قد تركتُ الكُلَّ ربّي ماعداك
ليس لي في غربةِ العمر سِواك...
حيثُ ما أنتَ فـ أفكاري هُناك..
قلبي الخفاقُ أضحۍ مضجعك..
في حنايا صدري أُخفي موضعك..

اي استفسار او ملاحظة ارسلها حصرا على هذا البوت

@altaubaa_bot

فهرس القناة
https://t.me/fhras_altauba
Download Telegram
الطريق إلى التوبة
#الجزء_18 💥بدأ الصراع العنيف بين المجموعتين وكم كان شديداً لدرجة امتلأ القبر من غبرته، واختفى الثعبان على أثره، وبقيت الوحوش والعقارب بين الفر والكر حتى خرجت هاربة، ولحقتها العقارب إلا واحداً قفز نحوي وعلق بقدمي، فلسعها لسعة شديدة مؤلمة وغرز إبرته فيها ولم…
#الجزء_19

وبينما أنا في تلك الدوامة من الفكر الذي إختلط به أنين الألم، وإذا بصوتٍ مرعبٍ مهولٍ يملأ القبر، فهو كصوت الرعد في السماء!

😨 نظرتُ إلى صاحبي الذي كنت أتحدث معه فإذا به مبهوراً من ذلك وإتخذ جانباً من القبر مع رفقائه ليراقبوا ما سيحدث، أما أنا فكنت أكثر إضطراباً عندما رأيت كائنَيْن دخلا القبر بهيئةٍ ذات ملامح عجيبةٍ غريبةٍ وهيبةٍ عظيمةٍ مخوفةٍ توحي إلى عِظَم شخصيتهما، فلم أرَ مثلهما مخلوقاً قَطْ في عالم الدنيا، كانت أبصارهما كالبرق الخاطف وأصواتهما كالرعد القاصف!

بادرني أحدهما بالسؤال قائلاً :
🔸- أجِبنا من ربّك ؟

تذكرتُ ماقرأته سابقاً في الكتب عن الملكيْن منكر ونكير، وأنهما يختصّان بسؤال الميت عن عقائده، حينها سألتهما :
🔹- هل أنتما منكر ونكير ؟

قال الآخر :
🔸- نعم ولا بدّ لك من الإجابة على أسئلتنا كي نعلم صحّة عقائدك، وأنها نابعة من الإيمان القلبي، لا من تقليدٍ ولقلقة لسان.
والآن أجب عن السؤال الأول دون تأخير:
🔸من ربك ؟

كان سؤاله للمرّة الثانية بغضبٍ أكثر وصوتٍ أعلى، حينها أسرعتُ بالإجابة فقلت :
🔹- ربي .. ربي ..

❗️يا إلهي إنّ لساني غير قادرٍ على نُطق ما أردت نُطقه ! بل نسيت ما نوَيت قوله ونوَيت الإجابة به، فأصبحت أنظر إليهما تارةً وإلى الكائنات المنيرة تارةً أخرى لعلّ أحدهم يُسعفني، وبدلاً من ذلك رأيت شخصاً أسود اللون كالقير، قبيح الشكل، موحِش المنظر، قد برزَت أنيابه فزادته قباحةً فوق قباحته وبدَت منه رائحة كريهة زادتني نفوراً منه.

بدأ يقتربُ منّي حتى إستقرّ أمامي وقال :
▪️- أراك كَلَّ لسانك عن النطق وتعثرت في الإجابة، ولكن لا بأس عليك فسوف أنقذك من مأزقك، قُل إنّ ربّي أنتما الملكين، وكلّ شيءٍ بيديْكما، ألا ترى قوتهما وتسلطهما عليك! فلو شاء أحدهما أن يحرقك الآن لفعل.
▪️وعلى فرض أني أكذبُ عليك كما تظن، ففي جميع الأحوال إن أجبتَ بما قلتُه لك، فسوف تنجو منهما لأن أي شخص تمجّده وتمدحه فسوف تغمره نشوة الكبرياء والسلطة، وسوف يعفو عنك، بل قد يكرمك ويكافئك على تمجيدك إياه.

😥 كنت متحيراً في أمري بين كلام هذا القبيح الأسود، وبين ما كنت أؤمن به من توحيد الله، فتساءلتُ مع نفسي لماذا لا يبرز هذا الإيمان بهيئة جوابٍ للملكين ؟ فهل إنّ توحيدي لله لم يكن خالصاً في الدنيا ؟ أم أنه كان سطحياً لم يتوغل في أعماق قلبي ولم يُعجَن مع روحي التي لم تفنَ حين موتي ولن تفنى حتى الأزل.
إذ أنّ ضُعف الإيمان والتوحيد تجسّد بهذه الهيئة من التعثرات في الجواب، وبينما أنا في تلك الدوامة من الفكر وإذا بأحد الملكيْن يصرخ في وجهي :
🔸- لماذا لم تجب حتى الآن عن سؤالنا ؟ ألم تعلم من ربّك ومن كنت تعبد ؟!

😰 وقبل أن أبدأ كلامي المتعثر من جديد سمعتُ أحد الكائنات النورانية ينادي :
- قُل ربّي الله، قُل ربّي الله الذي لا إله إلّا هو.

بعدها نادَت جميع الكائنات النورانية بصوتٍ واحدٍ منتظم :
قُل ربّي الله، قُل ربّي الله الذي لا إله إلّا هو.

وبعد أن سمعتُ كلامهم قلَّ إضطرابي واطمئن قلبي وانطلق لساني، فقلت :
🔹- ربّي الله ربّي الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر.

تنحى القبيح جانباً وكأنّه فشِل في مهمته السيئة، وبَقِي ينظر إليّ بنظرات حِقدٍ وشرّ منتظراً فرصةً أخرى يتدخل بها.

#يتبع
#تحت_أجنحة_البرزخ

🌸 قناة الطريق إلى التوبة 🌸
https://telegram.me/altauba
---------------
https://www.facebook.com/altaubaa
الطريق إلى التوبة
#الجزء_18 😰ومضَت آلافٌ من سنين المحشر، وفي عرصته التي لا ظلّ فيها ولا ظليل، ومررتُ فيها بمواقفٍ عسيرةٍ غير يسيرة، وفتراتٍ مريرة طويلة جداً لقيتُ فيها ما لقيت من مرارةٍ وآلامٍ، وفي بعضها ذلّة وانكسار، ولِماء وجهي خزيٌّ واندثار. 😭كنت أخجل كثيراً، وتحرقني العبرة…
#الجزء_19

سكنَت الأصوات، وساد الصمت بين العِباد حينما سمعوا نداءً كان معناه :
📢يا معشر الخلائق إن العزيز الجبّار يقول:
يا بَنِي آدم إن صِراطي مستقيماً منذ خلقتكم وقد أمرتكم به، وقلت لكم أكثِروا من الزاد إلى طريقٍ بعيد، وخفِّفوا الحِمل فالصراط دقيق (1)
فمن سار عليه في دنياه نجى عندي، ومن أعرض عنه، ووضع فيه العقبات فعليه اليوم أن يتجاوزها!

🙏🏻كان لكل واحد من أهل المحشر أمل بتجاوز عقبات الوصول إلى جنّة الخلد، والذي زاد من ذلك أن الجنّة بدَت للجميع فرأوها، واشتاقوا لها.
ولولا خلود عالَم القيامة لمات الجميع شوقاً لها!

إنطلق الجميع أملاً باقتحام عقبات الجنّة وتجاوزها، وانطلقتُ أنا معهم...
يا له من أمرٍ عجيب ! ومنظرٍ غريب ! جلَب أنظار الخلق أجمعين، دُهِشتُ أنا أيضاً ممّا شاهدته وسألت عملي الصالح عن أولئك الأشخاص ذوي الأنوار العظيمة الذين اقتحموا العقبات، ثم قطعوا الصراط كالبرق الخاطف في سرعتهم، ليقفوا على أبواب الجِنان، ثم يتعالون ويستقرون فوق أعرافها فقال:
🔸أول تلك الأنوار هو الرسول الخاتم (صلى الله عليه وآله) وتبِعه أوصيائه بعده، ثم الأنبياء أولوا العزم وسائر الأنبياء ثم أوصيائهم، وتلك سيدة نساء العالمين عليها السلام يُحاذي نورها نور خاتَم الأنبياء.
وتلك مريم العذراء (عليها السلام) مع مجموعة من النساء اللواتي كُنَّ من أفضل نساء عالَم الدنيا في المرتبة بعد الزهراء البتول (عليها السلام)
لقد أزالوا كل العقبات في دنياهم، ولم يتركوا واحدة تُعيقهم الآن من الوصول إلى الهدف والغاية من خلقهم، إلى رضوان الله وجنّة لقائه...

إشتقتُ كثيراً للقاء تلك الأنوار، ولكن أين مقامي من مقامهم، وأنا لا زلت في أول الطريق.
عدت ثانيةً إلى عملي الصالح متسائلاً:
🔹ما هذا المكان المرتفع الذي وقفوا فوقه؟
🔸إنه مكان مرتفع من الجِنان، يُشرِف على الجنّة والنار، ويُقال له الأعراف...
قاطعته مستغرباً:
🔹 الأعراف؟! وماذا يفعلون في مكان كهذا؟
🔸 إنّه مقام وهبه الله لهم، وقد أوكل إذن ورود الجنّة لهم، فهم الشهداء على أفعال الخلق، ويعرفون ظواهرهم وبواطنهم..
أطرقت قليلاً، ثم سألته:
🔹أيكون هم من قال الله تعالى عنهم :{ٌ وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ }؟
🔸نعم، فهم الرجال الذين يعرفون أهل النار بسيماهم، و أهل الجنة بسيماهم، وهذه المعرفة إنما هي بحقائقهم وصورهم الباطنية ودرجات استحقاقهم للجنّة أو النار.
🔹وهل لهم حقّ الشفاعة في هذا الموضع ؟
🔸 نعم، في هذا الموضع تكون شفاعتهم، ولكن لا ينالها منهم إلا من ارتبط بهم في دنياه، وعرفهم وعرفوه، واتبع سبيلهم، وخطى بخطاهم.

كنت أرى بعد الوجبة الأولى أناس يقتحمون عقباتهم بسهولة بالغة ثم يعبرون الصراط (2) فُراداً فُراداً، ويصِلون إلى الجنان، ولكن ليسوا بمرتبة رجال الأعراف.

نظرت إلى نفسي وقايَستها مع أولئك، فرأيتها تعتصر ألماً، وتحترق حسرةً على ما فرطت في دنياها، تتطلع للجنان تارةً ولعقبات طريقها تارةً أخرى،
أرى المسير وعِراً جداً ولا أعلم متى تكون نهايته، وإلى أين؟ أيطول عشرات أم مئات أم آلاف من السنين؟
والأسوَءُ من ذلك أني لا أعلم أن الوصول في نهاية الطريق سيكون للجنة أم للنار ؟

على كل حال، لا بد من البدء بالرحيل...
----------------
(1) الجواهر السنية في الأحاديث القدسية للحر العاملي ص 80: "...يا بن آدم أكثر من الزاد إلى طريقٍ بعيدٍ، وخفِّف الحِمل فالصراط دقيق، وأخلص العمل فإن الناقد بصير، وأخِّر نومك إلى القبور، وفخرك إلى الميزان، ولذاتّك إلى الجنّة، وكُن لي أكُن لك..."
(2) الآمالي للشيخ الصدوق، ص 242، عن الصادق عليه السلام: "الناس يمُرّون على الصراط طبقات، والصراط أدق من الشعر وأحدّ من السيف، ومنهم من يمر مثل البُراق، ومنهم من يمر مثل عَدْو الفرس، ومنهم من يمر حَبواً، ومنهم من يمر مشياً، ومنهم من يمر متعلقاً، قد تأخذ النار منه شيئاً وتترك شيئاً.."

#يتبع
#في_أمواج_القيامة

🌸 قناة الطريق إلى التوبة 🌸
https://telegram.me/altauba
---------------
https://www.facebook.com/altaubaa