الطريق إلى التوبة
#الجزء_20 قال أحد الملكيْن : 🔺إنّ توحيدك لم يكن خالِصاً لله بصورة كاملة. لقد كنت في بعض الأحيان تعلّق الرزق أو النجاة من مصيبة وقعت فيها بأشخاصٍ مخلوقين مثلك، كما أن بعض أعمالك يخالطها الرياء وحب الشهرة والسمعة.. غافلاً عن أن ذلك مخالف للتوحيد الخالص لله…
#الجزء_21
قال منكر وقد بدَت عليه ملامح التبسّم الممزوج بالهيبة والوقار:
🔹 إنّ أجوبتك كانت مِصداقاً للآية الكريمة { يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةُِ }
وهي إنما كانت حصيلة جهودك في البحث عن الحقيقة وتحصيل العقائد الحقّة خلال سنين عمرك الأخيرة، كما أنّ تلقين صديقك "مؤمن" حين نزول بدنك في القبر كان له الأثر في ذلك، إضافةً إلى مساعدة بعض الأعمال والأذكار التي أديّتها في الدنيا.. من قبيل صيام شهر شعبان، وإحياء ليلة الثالث والعشرين من شهر رمضان وصلاة مائة ركعة فيه..
إنتهى كلامه فسألته قائلاً:
🔸 يبدو أن لدَيْكما العِلم والإطلاع بدرجة الإيمان في قلبي وصدقه من كذبه، وما هي العقائد القوية والضعيفة لديّ، إذاً فما وجهُ تساؤلاتِكما هذه ؟
أجابَ قائلاً :
🔹 إنّ أسئلتنا كانت لِغَرض إظهار مستوى عقائدك إليك لتطّلع عليها، حينها سوف لا تعترض على أيّ أثر نرتبه طِبقاً لذلك، وهدف آخر منها هو أنّ هذه الأسئلة والأجوبة تكون سروراً للمؤمن إن أجاب عنها وعذاباً للكافر إذا تعثر فيها، كالطّالب الذي يفرح عندما يجيبُ عن أسئلة معلمه، وبعكسه الكسول الذي يخجل ويحزن لتعثره فيها، وما ذلك إلّا ضربٌ من ضروب الثواب والجزاء.
لم يترك الملك مجالاً لسؤال آخر فبادر قائلاً :
🔹 إنّ روحك سوف تترك بدنك الدنيوي المادي بصورة كاملة، وتستقر في قالب مثالي لطيف يُشابه من حيث الصورة والشكل قالِبك الأول..
قال ذلك واختفى مع صاحبه فجأةً، فإلتفتُ يميناً ويساراً أبحث عنهما ولكن لا أثر لهما قط..
وكما قال الملك وأخبر فقد أحسست بعد إختفائه بتفكك كل القيود التي كانت تربطني ببدني المادي، وكأنّ حِبالاً كانت تجرّني نحوه قد تقطعَت، وقيوداً قد تمزقَت، فأصبحت خفيفاً لطيفاً، ولم أشعر بإلتحاقي بالعالَم المثالي إلّا بعد إستقراري فيه لِخفّته ولَطافته.
زالَت همومي وآلامي بنجاتي من أسئلة منكر ونكير إلّا همّ العقرب وألمه فهو لا يرضى المفارقة ولا يقبل المساومة، لذا عاد أنيني وصراخي منه..
بينما أنا كذلك لاحظت إتساعاً في القبر وإنفتاح باب منه نحو حديقةٍ واسعةٍ كبيرةٍ، حينها قال لي أحد الكائنات النورانية وهو يجرّني نحوه :
✨ لِنخرج إلى الحديقة التي فُتح باب القبر إليها
تحركنا جميعاً وإتجهنا نحو الباب، فخرجنا منها وجلسنا وسط حديقةٍ واسعةٍ، كانت سعته بِمَد البصر، وجماله ملفتٌ للنظر، قد وُزِّعت فيه الورود بشكلٍ منسَّق ومنتظم، كما أن ألوانها تتغيَّر بين الحين والآخر لتعطي جمالاً باهراً ورائحةً خلابة..
كانت الكائنات النورانية على شكل ستّ صُوَر بينهُنَّ صورة أحسنَهُنَّ وجهاً وأبهاهُنَّ هيأةً وأطيبهُنَّ ريحاً، قد إستقرَّت فوق رأسي، أما الآخريات فكانت واحدة عن يميني والثانية عن يساري والثالثة بين يدي والرابعة من خلفي والخامسة عند رجلي، فقالت أحسنهُنَّ صورة:
من أنتم جزاكم الله خيراً ؟؟
#يتبع
#تحت_أجنحة_البرزخ
🌸 قناة الطريق إلى التوبة 🌸
https://telegram.me/altauba
---------------
https://www.facebook.com/altaubaa
قال منكر وقد بدَت عليه ملامح التبسّم الممزوج بالهيبة والوقار:
🔹 إنّ أجوبتك كانت مِصداقاً للآية الكريمة { يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةُِ }
وهي إنما كانت حصيلة جهودك في البحث عن الحقيقة وتحصيل العقائد الحقّة خلال سنين عمرك الأخيرة، كما أنّ تلقين صديقك "مؤمن" حين نزول بدنك في القبر كان له الأثر في ذلك، إضافةً إلى مساعدة بعض الأعمال والأذكار التي أديّتها في الدنيا.. من قبيل صيام شهر شعبان، وإحياء ليلة الثالث والعشرين من شهر رمضان وصلاة مائة ركعة فيه..
إنتهى كلامه فسألته قائلاً:
🔸 يبدو أن لدَيْكما العِلم والإطلاع بدرجة الإيمان في قلبي وصدقه من كذبه، وما هي العقائد القوية والضعيفة لديّ، إذاً فما وجهُ تساؤلاتِكما هذه ؟
أجابَ قائلاً :
🔹 إنّ أسئلتنا كانت لِغَرض إظهار مستوى عقائدك إليك لتطّلع عليها، حينها سوف لا تعترض على أيّ أثر نرتبه طِبقاً لذلك، وهدف آخر منها هو أنّ هذه الأسئلة والأجوبة تكون سروراً للمؤمن إن أجاب عنها وعذاباً للكافر إذا تعثر فيها، كالطّالب الذي يفرح عندما يجيبُ عن أسئلة معلمه، وبعكسه الكسول الذي يخجل ويحزن لتعثره فيها، وما ذلك إلّا ضربٌ من ضروب الثواب والجزاء.
لم يترك الملك مجالاً لسؤال آخر فبادر قائلاً :
🔹 إنّ روحك سوف تترك بدنك الدنيوي المادي بصورة كاملة، وتستقر في قالب مثالي لطيف يُشابه من حيث الصورة والشكل قالِبك الأول..
قال ذلك واختفى مع صاحبه فجأةً، فإلتفتُ يميناً ويساراً أبحث عنهما ولكن لا أثر لهما قط..
وكما قال الملك وأخبر فقد أحسست بعد إختفائه بتفكك كل القيود التي كانت تربطني ببدني المادي، وكأنّ حِبالاً كانت تجرّني نحوه قد تقطعَت، وقيوداً قد تمزقَت، فأصبحت خفيفاً لطيفاً، ولم أشعر بإلتحاقي بالعالَم المثالي إلّا بعد إستقراري فيه لِخفّته ولَطافته.
زالَت همومي وآلامي بنجاتي من أسئلة منكر ونكير إلّا همّ العقرب وألمه فهو لا يرضى المفارقة ولا يقبل المساومة، لذا عاد أنيني وصراخي منه..
بينما أنا كذلك لاحظت إتساعاً في القبر وإنفتاح باب منه نحو حديقةٍ واسعةٍ كبيرةٍ، حينها قال لي أحد الكائنات النورانية وهو يجرّني نحوه :
✨ لِنخرج إلى الحديقة التي فُتح باب القبر إليها
تحركنا جميعاً وإتجهنا نحو الباب، فخرجنا منها وجلسنا وسط حديقةٍ واسعةٍ، كانت سعته بِمَد البصر، وجماله ملفتٌ للنظر، قد وُزِّعت فيه الورود بشكلٍ منسَّق ومنتظم، كما أن ألوانها تتغيَّر بين الحين والآخر لتعطي جمالاً باهراً ورائحةً خلابة..
كانت الكائنات النورانية على شكل ستّ صُوَر بينهُنَّ صورة أحسنَهُنَّ وجهاً وأبهاهُنَّ هيأةً وأطيبهُنَّ ريحاً، قد إستقرَّت فوق رأسي، أما الآخريات فكانت واحدة عن يميني والثانية عن يساري والثالثة بين يدي والرابعة من خلفي والخامسة عند رجلي، فقالت أحسنهُنَّ صورة:
من أنتم جزاكم الله خيراً ؟؟
#يتبع
#تحت_أجنحة_البرزخ
🌸 قناة الطريق إلى التوبة 🌸
https://telegram.me/altauba
---------------
https://www.facebook.com/altaubaa
الطريق إلى التوبة
#الجزء_20 🔹كانت الصلاة أول عقبات الطريق، وقد مكثتُ في محطاتها عدداً من السنين حتى تمّ تحميلي بكل ما قصّرتُ بحقّها، كما أن صورة صلاتي الحقّة قد تجسمت وحضرت لتُزيل عني بعض أشواك طريق اقتحامها، وألقَت باللَوم عليّ أن لم أراعي أدائها في أوقاتها، ولم أستحي من…
#الجزء_21
فتعجب من سؤالي وقال:
🔹ما الذي يذكرّك بهذه العقبة؟ وما وجه سؤالك عنها من بين العقبات الأخرى
قلت له:
🔸إني لم أحصي جميع العقبات، بل الكثير منها كنت غافلاَ عنها ولكن عقبة مساعدة الفقراء والمساكين ذُكرت في القرآن الكريم بقوله تعالى: { فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ* فَكُّ رَقَبَةٍ * أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يَتِيماً ذَا مَقْرَبَةٍ * أَوْ مِسْكِيناً ذَا مَتْرَبَةٍ }
ما إن انتهيتُ من تلاوة الآية حتى قال العمل الصالح:
🔹لو تمعنتَ في هذه الآية، لرأيت أنها لم تُذكر فقط عقبة مساعدة الفقراء بل ذُكِرتْ عقبات أخرى وهي تخليص الناس من الرِّق والعبودية بمختلف أنواعها، والأخرى رعاية اليتيم وأداء حقوقه إبتداءً من ذوي الأرحام وانتهاءً بعموم يتامى المجتمع والأخرى مساعدة الفقراء والمساكين وسدّ حاجاتهم من الطعام وغيره، ثم ذُكِرت عقبة الإيمان، والصبر، والرأفة بالناس، حيث الآية التي بعدها تقول: { ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ}
◀️ عَلِمتُ أن العقبة القادمة هي عقبة صِلة الرحم، فاستحضرتُ علاقتي بأقربائي وأهل بيتي، وقلتُ لعملي الصالح:
🔸إنني كنتُ أصل رحمي، وكان لديّ برنامج تفقد القريب والبعيد منهم،كنت أساعد المحتاج منهم وأرشد من يلزم الرشاد.
كنتُ لا أبخل عن مدّ يد العون إلى أيّ شخصٍ يطلبها مني...
قاطعَ كلامي بقوله:
🔹إذا كنتَ كذلك فلماذا أراكَ قد اصطحبتَ الخوف معك، فهل كان يُخالِط أعمالك رياءٌ، وحبُّ سُمعةٍ بينهم؟
🔸الله يشهدُ أني كنتُ مراقباً لنفسي في كل أعمالي هذه، وقد وبختها في كثيرٍ من مواقع صِلة الرحم التي كنت أحسُّ قد خالطها شيء مما تقوله، أو من الشعور بالمِنَّة والتفضّل عليهم. كنتُ أحادِثُ نفسي وأُصارعها، وفي آخر المطاف أُقنعها بأن الفضل أولاً وآخراً لله تعالى، فهو المتفضّل عليّ برزقه أن مكنني من مدّ يد العَون لهم، وهو الذي أعطاني العافية في الجوارح لعيادتهم وتفقدهم، وهو الذي وهبني العِزّة والكرامة بينهم، فأيّ فضلٍ لي عليهم؟
قال العمل الصالح:
🔹إذن لم تخبرني عن أيّ شيء يُخيفك في تجاوز واقتحام هذه العقبة.
🔸المشكلة أن الحساب هنا ليس كحساب عالم البرزخ، فهو دقيق للغاية، ولا يترك ذرّة إلا وأدخلها في المحاسبة والميزان، حتى دقائق الأفكار، وذرّات خواطر القلوب، وهذا ما شاهدته في العقبات السابقة، إذ واجهتُ صغائر أعمالٍ ما كنت أتصور يوماً أن أحاسب عليها!
تقدمنا باسم الله لاقتحام عقبة صِلة الرحم... ولم أواجه بحمد الله مطبّات تعرقل مسيري فيها، ورأيت الكثير من الخلق قد تخلّفوا عني وحبسوا فيها.
أكملنا جميع متطلبات العبور واقتربنا من الخروج منها و .....
يا إلهي ماذا أرى؟!
#يتبع
#في_أمواج_القيامة
🌸 قناة الطريق إلى التوبة 🌸
https://telegram.me/altauba
---------------
https://www.facebook.com/altaubaa
فتعجب من سؤالي وقال:
🔹ما الذي يذكرّك بهذه العقبة؟ وما وجه سؤالك عنها من بين العقبات الأخرى
قلت له:
🔸إني لم أحصي جميع العقبات، بل الكثير منها كنت غافلاَ عنها ولكن عقبة مساعدة الفقراء والمساكين ذُكرت في القرآن الكريم بقوله تعالى: { فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ* فَكُّ رَقَبَةٍ * أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يَتِيماً ذَا مَقْرَبَةٍ * أَوْ مِسْكِيناً ذَا مَتْرَبَةٍ }
ما إن انتهيتُ من تلاوة الآية حتى قال العمل الصالح:
🔹لو تمعنتَ في هذه الآية، لرأيت أنها لم تُذكر فقط عقبة مساعدة الفقراء بل ذُكِرتْ عقبات أخرى وهي تخليص الناس من الرِّق والعبودية بمختلف أنواعها، والأخرى رعاية اليتيم وأداء حقوقه إبتداءً من ذوي الأرحام وانتهاءً بعموم يتامى المجتمع والأخرى مساعدة الفقراء والمساكين وسدّ حاجاتهم من الطعام وغيره، ثم ذُكِرت عقبة الإيمان، والصبر، والرأفة بالناس، حيث الآية التي بعدها تقول: { ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ}
◀️ عَلِمتُ أن العقبة القادمة هي عقبة صِلة الرحم، فاستحضرتُ علاقتي بأقربائي وأهل بيتي، وقلتُ لعملي الصالح:
🔸إنني كنتُ أصل رحمي، وكان لديّ برنامج تفقد القريب والبعيد منهم،كنت أساعد المحتاج منهم وأرشد من يلزم الرشاد.
كنتُ لا أبخل عن مدّ يد العون إلى أيّ شخصٍ يطلبها مني...
قاطعَ كلامي بقوله:
🔹إذا كنتَ كذلك فلماذا أراكَ قد اصطحبتَ الخوف معك، فهل كان يُخالِط أعمالك رياءٌ، وحبُّ سُمعةٍ بينهم؟
🔸الله يشهدُ أني كنتُ مراقباً لنفسي في كل أعمالي هذه، وقد وبختها في كثيرٍ من مواقع صِلة الرحم التي كنت أحسُّ قد خالطها شيء مما تقوله، أو من الشعور بالمِنَّة والتفضّل عليهم. كنتُ أحادِثُ نفسي وأُصارعها، وفي آخر المطاف أُقنعها بأن الفضل أولاً وآخراً لله تعالى، فهو المتفضّل عليّ برزقه أن مكنني من مدّ يد العَون لهم، وهو الذي أعطاني العافية في الجوارح لعيادتهم وتفقدهم، وهو الذي وهبني العِزّة والكرامة بينهم، فأيّ فضلٍ لي عليهم؟
قال العمل الصالح:
🔹إذن لم تخبرني عن أيّ شيء يُخيفك في تجاوز واقتحام هذه العقبة.
🔸المشكلة أن الحساب هنا ليس كحساب عالم البرزخ، فهو دقيق للغاية، ولا يترك ذرّة إلا وأدخلها في المحاسبة والميزان، حتى دقائق الأفكار، وذرّات خواطر القلوب، وهذا ما شاهدته في العقبات السابقة، إذ واجهتُ صغائر أعمالٍ ما كنت أتصور يوماً أن أحاسب عليها!
تقدمنا باسم الله لاقتحام عقبة صِلة الرحم... ولم أواجه بحمد الله مطبّات تعرقل مسيري فيها، ورأيت الكثير من الخلق قد تخلّفوا عني وحبسوا فيها.
أكملنا جميع متطلبات العبور واقتربنا من الخروج منها و .....
يا إلهي ماذا أرى؟!
#يتبع
#في_أمواج_القيامة
🌸 قناة الطريق إلى التوبة 🌸
https://telegram.me/altauba
---------------
https://www.facebook.com/altaubaa