الطريق إلى التوبة
#الجزء_22 ☆قالَت التي عن يميني : أنا الصلاة ☆قالت التي عن يساري : أنا الزكاة ☆قالت التي بين يدَي : أنا الصيام ☆وقالت التي خَلفي : انا الحج والعُمرة ☆وقالت التي عند رجلَي : أنا البِّر والاحسان ثم قالت الصُوَر الخمس جميعاً وبصوتٍ واحدٍ : ومن أنتِ، فأنتِ أحسننا…
#الجزء_23
فإذا بها تقول :
🔹 إنّ كل ما تراهُ هنا هو تجسُّم لأعمالك في الدنيا، وأنت بحاجة إلى نقاءٍ أكثر حتى ترقى إلى مَوضِعٍ أفضل ممّا أنت فيه..
أجبتُها متسائلاً:
🔸حتى أنتِ وهذا السرير الذي جلست عليه هو تجسُّم لأعمالي ؟
🔹 نعم
🔸 بالله عليكِ أخبريني أيّ عملٍ تجسَّمَ بصورتك هذه؟
🔹 أمّا أنا فقد خُلِقتُ منذ وقتٍ طويلٍ على أثر ذكرٍ وتسبيحٍ وتهليلٍ كان بتدبّرٍ وخُلوصٍ لله، وكذلك هذه الأشجار التي تراها والمتباينة في الشكل والجمال، إنّما هذا التباين يتبع التفاوت في درجة أذكارك .
🔸 لَم تخبرني عن السرير الذي كنت جالساً عليه.
🔹 أمّا السرير فهو تجسيمٌ لإيوائك مسافر ذات يوم أدخلته ساعةً في بيتك فوقيته حرّ الظهيرة.
أصابتني الحسرة والندم على أوقات عمري التي انقضَت ولم أملأها بذكر الله لكنّ الحسرة والندم لا يُجدي!
تمعنتُ جيداً في ثمر هذه الشجرة، فرأيته أشبه بالتفاح، لكنّه بألوانٍ متعددة فنَويتُ الطلب من بعضها ولكن قبل أن أتفوَه بكلمةٍ واحدةٍ رأيتُ الثمر يتساقط أمامي واحدة تِلوَ الأخرى وبعدد ألوانها، فتحيَرتُ بأيّها أبدأ!
🏞تجولتُ في أنحاء الحديقة فرأيت الطيور المضيئة بألوانها الزاهية وتغاريدها المطربة تطير بين الأشجار ومن مَوضِع إلى آخر، ورأيت الأنهار تشقّ الحديقة بشكلٍ هندسيٍّ رائع لتَجري وتشكِّل شلالاتٍ جميلة امتزجَت أصواتها فتَكَونَت نغمة موسيقية عذبة..
لم تكن الأنهار من نوعٍ واحدٍ، فكان الأول نهر ماءٍ عذب، والآخر لبَنٌ ناصِع البياض مُصفَّى، والآخر تُسمى مادته خمراً لكنه بأيّ طعمٍ لذيذٍ ورائحةٍ عطِرة كان! إنّه لا يشبه خَمْر الدنيا سِوى إسمه.
بينما كنتُ أتجوَل وأنظر يميناً ويساراً مبهوراً ممّا أراه، وإذا بشخصٍ في غاية الجمال والبياض يتقدم نحوي ويسلِّم عليّ فأجبته :
🔸وعليكَ السلام
أحسستُ براحةٍ كبيرةٍ عند رؤيتِه، وبدأتُ الحديث معه وعرضتُ أسئلتي عليه فقلتُ له :
هل يمكن أن تخبرني مَن أنت؟ وماذا تفعل هنا ؟
قال :
🔹 أنا خلاصة أعمالك الحسنة، قد كنت معك في الدنيا، وسأكون معك على طول مسيرتك في عالَم البرزخ .
🔸 لكنّي لم أرَكَ قبل هذا الوقت !
🔹 إنّ الإنسان في الدنيا لا يرى سِوى ظاهر عمله، غافل عن باطنه وحقيقته الملكوتية التي هي مرافقة له لحظة الأداء ولا تَظهر له إلا بعد كشف الغطاء عنه .
🔸وماذا بعد البرزخ؟
🔹وبعد البرزخ سيكون لي دورٌ يتناسب مع عظمة الحِساب والأهوال يوم ذاك..
🔸 إذاً قد فُزتُ ونجوَتُ .
🔹كلا إنّ أمامَك الكثير من الأهوال والمصائب وأنواع العذاب سوف يُصَبُّ عليك! وكلّه آثار أعمالك السيئة! وكل عذابٍ يُصيبك في البرزخ سوف يطهّرك أكثر وأكثر حتى تنقَى .
🔸وماذا سيكون دورك في كل ذلك؟ وأين رفقتك لي في تلك الأهوال والمصائب ؟
🔹 إنّ لي حداً محدوداً في مرافقتك والسعي لنجاتك إذ أن لديك ملَكَاتٌ فاسدةٌ ومعاصي إرتكبتها ولم تَتُب منها ولا بدّ لكَ مِن أن تذوق عذابها، وفي ذلك كله سأكون بعيداً عنك حتى تطهَر منها..
🔸وماذا عن العقرب الذي في قدمي وكيف الخلاص منه ؟
🔹 إنّ هذا أمر متعلق بالشخص الذي يَطلِبُك مالاً ولم تؤدِه إليه، وسوف لا يزول عنك حتى تؤدي دَيْنه أو يُبرِئُك منه .
🔸وماذا بِوسعِك أن تساعدني في هذا الأمر؟
🔹سوف أبذل قُصَارى جُهدي لمساعدتك ونجاتك منه إن شاء الله والآن لا بدّ من مفارقتك على أمل اللقاء مرةً أخرى..
#يتبع
#تحت_أجنحة_البرزخ
🌸 قناة الطريق إلى التوبة 🌸
https://telegram.me/altauba
---------------
https://www.facebook.com/altaubaa
فإذا بها تقول :
🔹 إنّ كل ما تراهُ هنا هو تجسُّم لأعمالك في الدنيا، وأنت بحاجة إلى نقاءٍ أكثر حتى ترقى إلى مَوضِعٍ أفضل ممّا أنت فيه..
أجبتُها متسائلاً:
🔸حتى أنتِ وهذا السرير الذي جلست عليه هو تجسُّم لأعمالي ؟
🔹 نعم
🔸 بالله عليكِ أخبريني أيّ عملٍ تجسَّمَ بصورتك هذه؟
🔹 أمّا أنا فقد خُلِقتُ منذ وقتٍ طويلٍ على أثر ذكرٍ وتسبيحٍ وتهليلٍ كان بتدبّرٍ وخُلوصٍ لله، وكذلك هذه الأشجار التي تراها والمتباينة في الشكل والجمال، إنّما هذا التباين يتبع التفاوت في درجة أذكارك .
🔸 لَم تخبرني عن السرير الذي كنت جالساً عليه.
🔹 أمّا السرير فهو تجسيمٌ لإيوائك مسافر ذات يوم أدخلته ساعةً في بيتك فوقيته حرّ الظهيرة.
أصابتني الحسرة والندم على أوقات عمري التي انقضَت ولم أملأها بذكر الله لكنّ الحسرة والندم لا يُجدي!
تمعنتُ جيداً في ثمر هذه الشجرة، فرأيته أشبه بالتفاح، لكنّه بألوانٍ متعددة فنَويتُ الطلب من بعضها ولكن قبل أن أتفوَه بكلمةٍ واحدةٍ رأيتُ الثمر يتساقط أمامي واحدة تِلوَ الأخرى وبعدد ألوانها، فتحيَرتُ بأيّها أبدأ!
🏞تجولتُ في أنحاء الحديقة فرأيت الطيور المضيئة بألوانها الزاهية وتغاريدها المطربة تطير بين الأشجار ومن مَوضِع إلى آخر، ورأيت الأنهار تشقّ الحديقة بشكلٍ هندسيٍّ رائع لتَجري وتشكِّل شلالاتٍ جميلة امتزجَت أصواتها فتَكَونَت نغمة موسيقية عذبة..
لم تكن الأنهار من نوعٍ واحدٍ، فكان الأول نهر ماءٍ عذب، والآخر لبَنٌ ناصِع البياض مُصفَّى، والآخر تُسمى مادته خمراً لكنه بأيّ طعمٍ لذيذٍ ورائحةٍ عطِرة كان! إنّه لا يشبه خَمْر الدنيا سِوى إسمه.
بينما كنتُ أتجوَل وأنظر يميناً ويساراً مبهوراً ممّا أراه، وإذا بشخصٍ في غاية الجمال والبياض يتقدم نحوي ويسلِّم عليّ فأجبته :
🔸وعليكَ السلام
أحسستُ براحةٍ كبيرةٍ عند رؤيتِه، وبدأتُ الحديث معه وعرضتُ أسئلتي عليه فقلتُ له :
هل يمكن أن تخبرني مَن أنت؟ وماذا تفعل هنا ؟
قال :
🔹 أنا خلاصة أعمالك الحسنة، قد كنت معك في الدنيا، وسأكون معك على طول مسيرتك في عالَم البرزخ .
🔸 لكنّي لم أرَكَ قبل هذا الوقت !
🔹 إنّ الإنسان في الدنيا لا يرى سِوى ظاهر عمله، غافل عن باطنه وحقيقته الملكوتية التي هي مرافقة له لحظة الأداء ولا تَظهر له إلا بعد كشف الغطاء عنه .
🔸وماذا بعد البرزخ؟
🔹وبعد البرزخ سيكون لي دورٌ يتناسب مع عظمة الحِساب والأهوال يوم ذاك..
🔸 إذاً قد فُزتُ ونجوَتُ .
🔹كلا إنّ أمامَك الكثير من الأهوال والمصائب وأنواع العذاب سوف يُصَبُّ عليك! وكلّه آثار أعمالك السيئة! وكل عذابٍ يُصيبك في البرزخ سوف يطهّرك أكثر وأكثر حتى تنقَى .
🔸وماذا سيكون دورك في كل ذلك؟ وأين رفقتك لي في تلك الأهوال والمصائب ؟
🔹 إنّ لي حداً محدوداً في مرافقتك والسعي لنجاتك إذ أن لديك ملَكَاتٌ فاسدةٌ ومعاصي إرتكبتها ولم تَتُب منها ولا بدّ لكَ مِن أن تذوق عذابها، وفي ذلك كله سأكون بعيداً عنك حتى تطهَر منها..
🔸وماذا عن العقرب الذي في قدمي وكيف الخلاص منه ؟
🔹 إنّ هذا أمر متعلق بالشخص الذي يَطلِبُك مالاً ولم تؤدِه إليه، وسوف لا يزول عنك حتى تؤدي دَيْنه أو يُبرِئُك منه .
🔸وماذا بِوسعِك أن تساعدني في هذا الأمر؟
🔹سوف أبذل قُصَارى جُهدي لمساعدتك ونجاتك منه إن شاء الله والآن لا بدّ من مفارقتك على أمل اللقاء مرةً أخرى..
#يتبع
#تحت_أجنحة_البرزخ
🌸 قناة الطريق إلى التوبة 🌸
https://telegram.me/altauba
---------------
https://www.facebook.com/altaubaa
الطريق إلى التوبة
#الجزء_22 إني أرى والدتي، نعم هي بِعَينها ! إقتربتُ منها أكثر فرأيتها جالسةً تبكي، قد بدا عليها أثر إرهاقٍ وألمٍ شديدَيْن. ناديتُها باسمها فالتفتَتْ نحوي، وفُوجِئَتْ واضطربَتْ كثيراً حينما رأتني واقفاً أمامها، أحسستُ أن الخجل والحياء الشديدَيْن قد خالجاها…
#الجزء_23
⚖ محكمة الآخرة لا تتصوروها كمحكمة عالم الدنيا في مصاديقها، بل في مفاهيمها فقط، فالمُتَّهَم أنا، ولكن ليس كمُتّهمِي محاكِم الدنيا، إذ كل سِمات بدني تشير إلى تُهمتي،
والشهود ليس كشهود الدنيا يُحتمل فيهم الصدق والكذب، بل لا مجال للكذب والخداع هنا،
ونفس أعضاء بدني تشهد، والأرض تشهد ، والملكان المرافقان لي في الدنيا على يميني وعلى يساري يشهدان، وقادة الأمة يشهدون من الأئمة والأولياء .
🗣 أمّا المحامين فهم أعمالي الصالحة وملَكاتي الحسنة !
أمّا القضاة فهم من الملائكة الذين لا يأخذون رشوة، ولا تؤثر فيهم قرابة أو صداقة، وهم موكّلون من الله تعالى الحاكم المطلق الذي هو شاهد على أعمال الخلائق، بل على خواطر أفكارهم، وهمسات قلوبهم ونيّاتهم، قبل أن يُشاهد الشهود ما وقع.
😰عرض القاضي عليّ كثيراً مما قصّرتُ به في مسؤولياتي تجاه عائلتي والمجتمع الذي كنت فيه، وحُوسِبت على ذلك حساباً دقيقاً، حتى وصل المطاف بنا إلى فترة تحمّلتُ فيها مسؤولية إدارة قسم المشاريع في الشركة التي كنتُ أعمل فيها، وليتني ما تحملتها ولا قبلتُها!
🔹سألني القاضي عن سبب قبولي في إدارة المشاريع في الشركة عند سفر مديرها لمدة شهرين، فأجبته:
🔸لقد أصرّ المدير علي كثيراً على قبول طلبه وعدم رفضه، لأنه لم يجد رجلاً نزيها يعتمد عليه، فاستحييت منه ولم أرفض طلبه.
🔹وما وجه شعورك بشيء من الفرح الذي دخل قلبك حين معرفتك بالأمر، أهو لأجل أن ذلك يُقربك من الله؟ أم لبُروز نَشوة حبّ الرئاسة لديك ؟
🔸لم أجبه، فأذِن القاضي لأحد الملكين اللذين كانا يرافقاني قي الدنيا، فقال الملك الأول بعد أن توجه نحوي :
🔺نحن الملكان اللذان كنا معك في الدنيا حيثما كنتَ، أحدنا على يمينك، والآخر على يسارك، نراقب أعمالك، ونسجّل خواطرك، ولا يفوتنا شيء عنك،
نحن الذين قال الله عنا: (( إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ * مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ )).
قلت:
🔸سبحان الله، كيف يخفى على الله شيء وأنتما ترافقاني في الدنيا أينما ذهبت و خلَوت .
أجاب الملك الآخر :
🔺الله لا يخفى عليه شيء في السماوات ولا في الأرض، سواء كنا معك أم لم نكن فهو يعلم ما في نفسي ونفسك، وقد محى عنك الكثير مما ثبّتناه عليك من الذنوب والخطايا، وأنسانا إياها لأنك تبتَ منها إذ سترها عليك في دار الدنيا وفي الآخرة، ولا يعلم بها الآن أحد غيره .
🔸إذاً فما وجه مرافقتكما لي مع أن الله يعلم كل شيء بدونكما؟
أجاب الملك :
🔺إن الله أراد أن نكون عليك حجة ظاهرة عليك وشهوداً على أعمالك ونياتك، كما أنه أبى أن يجري الأمور إلا بأسبابها، رغم قدرته على إدارة الوجود وحده.
🔸أخذتني العبرة، وسالت دموعي أسفاً على معصيتي لربي، ربي الذي ستر علي عيوبي وذنوبي التي تبتُ منها، وكم كان يناديني في القرآن، ويدعوني في التوبة، ويوعدني بالغفران والجنان، وسِتر الذنوب، وتبديل السيئات حسنات...لقد صدق ربي وعده ولم يخلفه.
طلب القاضي من الرقيب الإستمرار في حديثه فقال الرقيب :
🔺لقد استحضر سعيد ذكر الله تعالى في قلبه، لكنه أيضاً تخيّل نفسه يجلس خلف طاولة الإدارة والمهندسون حوله، فأحسّ بسعادة ورغبة فيما تخيله، وقد كان ذلك أحد الحوافز الذي دفعه لقبول المنصب.
توجه القاضي للملك الآخر، وسأله :
🔹هل كان لديه أيضا لحظة القبول قصد إصلاح وضع المشاريع، والحد من السرقات والفساد فيها؟
🔺نعم كان في قلبه ذلك أيضا.
🔹وما كانت غايته وراء قصده هذا؟ هل كان قصد إصلاح المشاريع خالصاً لله وطلباً للآخرة، أم كان لأجل أن يقال له أنه مهندس نزيه مخلص ؟ أم لأجل أن يرضى عليه مدير شركته ؟
#يتبع
#في_أمواج_القيامة
🌸 قناة الطريق إلى التوبة 🌸
https://telegram.me/altauba
---------------
https://www.facebook.com/altaubaa
⚖ محكمة الآخرة لا تتصوروها كمحكمة عالم الدنيا في مصاديقها، بل في مفاهيمها فقط، فالمُتَّهَم أنا، ولكن ليس كمُتّهمِي محاكِم الدنيا، إذ كل سِمات بدني تشير إلى تُهمتي،
والشهود ليس كشهود الدنيا يُحتمل فيهم الصدق والكذب، بل لا مجال للكذب والخداع هنا،
ونفس أعضاء بدني تشهد، والأرض تشهد ، والملكان المرافقان لي في الدنيا على يميني وعلى يساري يشهدان، وقادة الأمة يشهدون من الأئمة والأولياء .
🗣 أمّا المحامين فهم أعمالي الصالحة وملَكاتي الحسنة !
أمّا القضاة فهم من الملائكة الذين لا يأخذون رشوة، ولا تؤثر فيهم قرابة أو صداقة، وهم موكّلون من الله تعالى الحاكم المطلق الذي هو شاهد على أعمال الخلائق، بل على خواطر أفكارهم، وهمسات قلوبهم ونيّاتهم، قبل أن يُشاهد الشهود ما وقع.
😰عرض القاضي عليّ كثيراً مما قصّرتُ به في مسؤولياتي تجاه عائلتي والمجتمع الذي كنت فيه، وحُوسِبت على ذلك حساباً دقيقاً، حتى وصل المطاف بنا إلى فترة تحمّلتُ فيها مسؤولية إدارة قسم المشاريع في الشركة التي كنتُ أعمل فيها، وليتني ما تحملتها ولا قبلتُها!
🔹سألني القاضي عن سبب قبولي في إدارة المشاريع في الشركة عند سفر مديرها لمدة شهرين، فأجبته:
🔸لقد أصرّ المدير علي كثيراً على قبول طلبه وعدم رفضه، لأنه لم يجد رجلاً نزيها يعتمد عليه، فاستحييت منه ولم أرفض طلبه.
🔹وما وجه شعورك بشيء من الفرح الذي دخل قلبك حين معرفتك بالأمر، أهو لأجل أن ذلك يُقربك من الله؟ أم لبُروز نَشوة حبّ الرئاسة لديك ؟
🔸لم أجبه، فأذِن القاضي لأحد الملكين اللذين كانا يرافقاني قي الدنيا، فقال الملك الأول بعد أن توجه نحوي :
🔺نحن الملكان اللذان كنا معك في الدنيا حيثما كنتَ، أحدنا على يمينك، والآخر على يسارك، نراقب أعمالك، ونسجّل خواطرك، ولا يفوتنا شيء عنك،
نحن الذين قال الله عنا: (( إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ * مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ )).
قلت:
🔸سبحان الله، كيف يخفى على الله شيء وأنتما ترافقاني في الدنيا أينما ذهبت و خلَوت .
أجاب الملك الآخر :
🔺الله لا يخفى عليه شيء في السماوات ولا في الأرض، سواء كنا معك أم لم نكن فهو يعلم ما في نفسي ونفسك، وقد محى عنك الكثير مما ثبّتناه عليك من الذنوب والخطايا، وأنسانا إياها لأنك تبتَ منها إذ سترها عليك في دار الدنيا وفي الآخرة، ولا يعلم بها الآن أحد غيره .
🔸إذاً فما وجه مرافقتكما لي مع أن الله يعلم كل شيء بدونكما؟
أجاب الملك :
🔺إن الله أراد أن نكون عليك حجة ظاهرة عليك وشهوداً على أعمالك ونياتك، كما أنه أبى أن يجري الأمور إلا بأسبابها، رغم قدرته على إدارة الوجود وحده.
🔸أخذتني العبرة، وسالت دموعي أسفاً على معصيتي لربي، ربي الذي ستر علي عيوبي وذنوبي التي تبتُ منها، وكم كان يناديني في القرآن، ويدعوني في التوبة، ويوعدني بالغفران والجنان، وسِتر الذنوب، وتبديل السيئات حسنات...لقد صدق ربي وعده ولم يخلفه.
طلب القاضي من الرقيب الإستمرار في حديثه فقال الرقيب :
🔺لقد استحضر سعيد ذكر الله تعالى في قلبه، لكنه أيضاً تخيّل نفسه يجلس خلف طاولة الإدارة والمهندسون حوله، فأحسّ بسعادة ورغبة فيما تخيله، وقد كان ذلك أحد الحوافز الذي دفعه لقبول المنصب.
توجه القاضي للملك الآخر، وسأله :
🔹هل كان لديه أيضا لحظة القبول قصد إصلاح وضع المشاريع، والحد من السرقات والفساد فيها؟
🔺نعم كان في قلبه ذلك أيضا.
🔹وما كانت غايته وراء قصده هذا؟ هل كان قصد إصلاح المشاريع خالصاً لله وطلباً للآخرة، أم كان لأجل أن يقال له أنه مهندس نزيه مخلص ؟ أم لأجل أن يرضى عليه مدير شركته ؟
#يتبع
#في_أمواج_القيامة
🌸 قناة الطريق إلى التوبة 🌸
https://telegram.me/altauba
---------------
https://www.facebook.com/altaubaa