الطريق إلى التوبة
6.18K subscribers
10.2K photos
387 videos
243 files
5.34K links
قد تركتُ الكُلَّ ربّي ماعداك
ليس لي في غربةِ العمر سِواك...
حيثُ ما أنتَ فـ أفكاري هُناك..
قلبي الخفاقُ أضحۍ مضجعك..
في حنايا صدري أُخفي موضعك..

اي استفسار او ملاحظة ارسلها حصرا على هذا البوت

@altaubaa_bot

فهرس القناة
https://t.me/fhras_altauba
Download Telegram
الطريق إلى التوبة
#الجزء_23 فإذا بها تقول : 🔹 إنّ كل ما تراهُ هنا هو تجسُّم لأعمالك في الدنيا، وأنت بحاجة إلى نقاءٍ أكثر حتى ترقى إلى مَوضِعٍ أفضل ممّا أنت فيه.. أجبتُها متسائلاً: 🔸حتى أنتِ وهذا السرير الذي جلست عليه هو تجسُّم لأعمالي ؟ 🔹 نعم 🔸 بالله عليكِ أخبريني أيّ عملٍ…
#الجزء_24

تركني وحيداً وذهب..
وذهب بريق كلّ الأشياء، وساد الظلام، فما عدتُ أرى شيئاً، ولا أسمع صوتاً، وغمرتني وحشةٌ شديدةٌ، وتحيرت إلى أيّ جهة أقصد، وإلى أيّ طرف أخطو، لقد كان الحال مَهُولاً والمستقبل مجهولاً، ولعلّ هذا مقدمة العذاب ...

😰 إنجلَى الظلام وأقبلَ عليَّ كائنان عملاقان أسودان كسواد القير، لا يُرى منهما شيء غير شراراتٍ تخرج من عينَيْهما وحلقَيْهما، وشراراتٍ أخرى تخرج من عصايتهما الملتهبتَين.
دَنَيا منّي حتى وصلاني وأنا في حالة خوفٍ شديدٍ، فمسكني أحدهما من رأسي والآخر من قدمي وحملا بي سريعاً كالبرق إلى وادٍ كبيرٍ عميقٍ يصعد منه دخانٌ أسودٌ عظيم .
لقد كان الوادي عظيماً لدرجة أنّ له سُوراً ضخماً لم أتمكن من تمييز حدّاً لنهايته لا من أعلى ولا من يمينٍ ولا من يسارٍ!
إقتربنا منه، فانفتح لنا بابه الذي لو إجتمعَت آلافٌ مؤلّفةٌ من البشر لِفتحه ما تمكنوا منه .
دخلنا، وإذا بأصوات صراخٍ وعويلٍ لنساءٍ ورجال.. وغمرَت مشامي رائحةٌ كريهةٌ نتنة! فقلتُ للمأمورين معي :

🔹ما هذا المكان الذي جلبتُمَاني إليه ولعلّكما إشتبهتما في شخصي ؟
قال أحدهما :
🔸نحن ملائكة الغضب، لا نشتبه بأحدٍ قَط، وفوقنا رقيبٌ نأخذ منه الأمر، ورقيبُنا عليه رقيب حتى يلي الأمر إلى الجليل الأعلى، ألَمْ تقرأ في القرآن الكريم {لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}

أمّا الآخر فقال :
🔸وهذا وادي خُصِّص لعذاب العاصّين، ولا بدّ لك من قضاء بعض أنواع العذاب فيه حتى تنقى من ذنوبك .

قال كلامَه وضربني بعصاه على رأسي فاشعل ناراً، وصرختُ صرخةً عظيمةً، وضربني الآخر على بطني فالتهبَت هي الأخرى .

ذهبا عنّي وبقيت أتَلَوى وأحشائي تحترق حتى بدأت أسمع توَغُل النار فيها..
😭بأي حالٍ سيئةٍ كنتُ وأيّ آلام تحملت، بل أيّ صراخٍ صرخت وما من مجيب، واستغثت وما من مغيث .
🔥لقد كان إحساسي بحرارة النار إحساس من حضر فيها فهو داخلها لا من أخبروه عنها فهو يتخيلها.. وشتّان بين الإثنين!

بقيت بهذه الحالة ساعات شغلني ألمي فيها عمّا حولي ، فلما هدأت النار وعاد جلدي كما كان نظرت يميناً و شمالاً فرأيت وادياً ليس له حدود قد انتشر فيه آلاف من ملائكة الغضب بأشكال مختلفة مرعبة يحملون سياطاً مختلفة منها الغليظ والنحيف، وبعضها من نار وبعضها من مواد أخرى أجهلها، وهناك مجاميع أخرى تحمل مقامِع من حديد مُحمّر..

قَدِم عليّ ملكان ظهرا فجأةً فلا أعلم من أيّ جانب أتَيَا! إقتربا مني وحملاني إلى غرفةٍ مليئةٍ بصفوف الملائكة الذين اصطّفوا بشكلٍ مرتبٍ ومنتظم، وهم ينظرون إلى ملك عظيم الخلقة قد تصدَّرهم وتقدَّم عليهم، ويبدو أنه زعيمهم...
ألقياني أمامه وتحدثا معه بحديثٍ لم أفهمه وخرجا وبقيت أنظر إليه كالذليل بين يديه أرتجف خوفاً منه .

أومَأ إلى ملكين آخرَين فأتيا سريعاً وحملاني إلى غرفةٍ أخرى، إذ جاءنا فيها ملك يحمل لوحاً علّقه في عنقي وقال :
🔺إنّ هذا اللوح يحمل أعمالك السيئة صغيرها وكبيرها سوى ما تُبتَ منه، مع توضيح جزاء كلٍّ منها من العذاب ونوعه ودرجته ومدّته، كما يحوي صفاتك وملكاتك السيئة التي لم تزل باقية بسبب عدم اقتلاعها من جذورها في الدنيا..

أجبته قائلاً:
🔹 وهل يمكن لي معرفتها ؟
🔺نعم يمكن لك ذلك

حملني إلى غرفة أخرى، ودخلنا فيها فرأيت ملكا قد وضع أمامه لوحاً عظيماً، فلما رآني قال للمأمور معي :
ما اسمه؟ ما رمزه ؟

ذكر المأمور إسمي الكامل ورقم طويل تتخلله أحرف وكلمات لم أفهمها، بعدها خاطبني الملك قائلاً:
🔺اجلس هنا!
وأشار إلى كرسي كان في الغرفة فجلست عليه وقال :
🔺 هل ترى هذا الكتاب ؟

#يتبع
#تحت_أجنحة_البرزخ

🌸 قناة الطريق إلى التوبة 🌸
https://telegram.me/altauba
---------------
https://www.facebook.com/altaubaa
الطريق إلى التوبة
#الجزء_23 محكمة الآخرة لا تتصوروها كمحكمة عالم الدنيا في مصاديقها، بل في مفاهيمها فقط، فالمُتَّهَم أنا، ولكن ليس كمُتّهمِي محاكِم الدنيا، إذ كل سِمات بدني تشير إلى تُهمتي، والشهود ليس كشهود الدنيا يُحتمل فيهم الصدق والكذب، بل لا مجال للكذب والخداع هنا،…
#الجزء_24

😳 كنتُ مندهشاً من دقّة السؤال والجواب الذي يدور بين القاضي والملك الرقيب الذي أجابه بقوله:
كانت نسبة إخلاصه لله في لحظة الموافقة 71 إختلط معها حب الرئاسة بدرجة 42، وحب السمعة بدرجة 15 وإرضاء مدير شركته بدرجة 31.
قال القاضي:
🔸وهل كانت هناك نيات أخرى في قلبه؟
أجاب الملك سريعاً :
🔹نعم كان لديه طموح في زيادة راتبه أيضاً.
🔸وكم كانت درجة هذه النية لديه؟
🔹أحد عشر درجة.

لم أكن أفهم ما يقصدوه من هذه الأرقام والدرجات، لكني كنت مبهوراً من دقّة الأسئلة وتشعبها، وقلت في نفسي :
😭الوَيل لي، هذه المحاكمة كلها عن قبولي على موافقة تحمّل المسؤولية ، فكيف سيكون الحساب على ساعات وأيام ما بعد تولي هذه المسؤولية؟!

لم ينتهي بحثهم حول اللحظة المشؤومة، إذ عاد القاضي يسأل:
🔸ماذا كان الهدف من زيادة الراتب ؟ هل لصرف فرق الراتب في أعمال الخير ؟ أم لتحسين معاش العائلة ؟ أم لشراء بعض الحاجات ؟ أم ماذا ؟

واستمرَت المحكمة في مرافعتها ودخل البحث فيها عن مسائل دقيقة للغاية من قبيل كيفية إدارتي للمشاريع، والتعامل مع المهندسين والعمّال وغيرهم، ومن قبيل حالات التكبّر التي كانت تراودني.. وسألني عن الأموال التي تمّ صرفها بإمرتي، هل كانت في موردها الصحيح، أم بإسراف في بعضها، وهل تمّ إعطاء العمّال والمقاولين حقوقهم بصورة عادلة، دون إفراط وتفريط؟

وفي كل ذلك كان هناك شهود على الأفعال، إذ شهدَت الأرض على بعضها، وفي الأخرى خُتِم على فمي، ونطقَت أعضاء بدني لتقول الذي تماهلتُ عن أدائه في الدنيا، ولم أعطه تمام حقّه.

😰 وأخيراً وبعد جُهدٍ جاهد، وعناءٍ كبير، ومدّة طويلة دامَت سنين وسنين من الألم والحرقة، تجاوزتُ عقبة المسؤولية، وسُجّلت لي نتيجتها الأخيرة لتُضاف إلى العقبات السابقة واللاحقة، إذ على ضوء مجموعها سيكون الحُكم النهائي، وتحديد مصير كل إنسان أهُوَ للجنة والنعيم، أم للنار والعذاب الأليم...

🕋 وتلَت ذلك عقبات كثيرة في الطريق، حتى وصلت إلى عقبة الحج والعمرة، ولم تكن لدي مشكلة كبيرة فيها، إذ كنت قد أدَّيتُ مراسمهما بعد التوبة إلى الله، كما أني كنت دقيقاً في تطبيق أحكامها، وجعلت حينها سفري إلى مكة سفر هجرة إلى الله، فوجئت برؤتي أحد رفاقي الذين كانوا معي في سفر الحج، وهو بحال سيئة جداً وتحرقه الحسرة والندامة، اقتربتُ منه وناديته ألستَ أنت الذي رافقني في سفري إلى مكّة والمدينة؟

إلتفتَ نحوي وهو يبكي ثم قال:
🔺نعم، ليتَك تُساعدني وتُنجيني ممّا وقعتُ فيه.
لكنك أدَّيتَ واجبات الحج معي، فلماذا أنت بهذا الحال ؟!
أجاب بانكسارٍ شديدٍ:
🔺كان بإمكاني الذهاب للحج في سن الخامسة والعشرين من عمري، ولكني لم أسعى إليه حتى تجاوز عمري الأربعين، لأني كنت أعتقد كما يعتقد أغلب الناس أنه لدي الخيار في تأخيره إلى أواخر عمري، رغم أنّ أحد أصدقائي أخبرني في وقتها بوجوب الحج عليّ، وعدم جواز تأخيره للمستطيع، بل يبقى عالِقاً في ذمتي..
فتماهلتُ فيه و لم أسعى لتأديته ولو بالحدّ الأدنى من السعي والمحاولة..
والآن تبيّن لي أثر هذا التقصير وأن التأخير والتماهل مع الاستطاعة معصية، ولكن الحمد لله أنني نجَوت من عذابٍ عظيمٍ لأنني كنت قد أدَّيت الحج قبل موتي..

فتركتُه، وماذا عساي أن أعمل له، فيكفيني الذي أنا فيه..!!

#يتبع
#في_أمواج_القيامة

🌸 قناة الطريق إلى التوبة 🌸
https://telegram.me/altauba
---------------
https://www.facebook.com/altaubaa