الطريق إلى التوبة
6.1K subscribers
10.2K photos
388 videos
243 files
5.34K links
قد تركتُ الكُلَّ ربّي ماعداك
ليس لي في غربةِ العمر سِواك...
حيثُ ما أنتَ فـ أفكاري هُناك..
قلبي الخفاقُ أضحۍ مضجعك..
في حنايا صدري أُخفي موضعك..

اي استفسار او ملاحظة ارسلها حصرا على هذا البوت

@altaubaa_bot

فهرس القناة
https://t.me/fhras_altauba
Download Telegram
#خطوات_الاجنحة
#الحلقة10

بابا ...بابا، تهتف زينب، يبتسم الحاج بحب، بابا... هل انت راض علي؟؟، تتسع ابتسامة الحاج ابراهيم ينظر لعيني
زينب ثم يمد يده بجيبه يخرج وردة حمراء، ينحني ويزرعها في الارض، تورق الزهرة الجميلة. زينب... زينب، تفتح
زينب عينيها، تنظر حولها ام احمد تناديها ... تجلس وهي تستوعب ... كانت تحلم بوالدها الحاج ابراهيم ... ترى ماذا
يقصد بالزهرة الحمراء التي زرعها ؟؟... اللهم اجعله خير ...تهمس ام احمد بحب كيف حالك اليوم .. هل تستطيعين
اكمال الرحلة؟؟ ابتسمت زينب وهمست انا بخير وعافيه .. الحمد لله ... هل ننطلق الان؟ هزت ام احمد رأسها
واخبرتها انها خرجت للصالة فوجدت مقداد ينتظرهم بالخارج، سيصلون وينطلقون ...كان مشيهم هذه المرة حثيثا، لا بد ان يعوضوا الوقت الذي فاتهم ، وكم ادهشهم نشاط ام احمد ، بدت لهم انسانه اخرى ، تشد خطواتها وتردد حبيبي يا حسين .. نور عيني يا حسين فجأة التفتت ام احمد لمقداد
وقالت له مقداد... الا تجيد انشاد قصيده عن الحسين ؟؟
بحرج قال مقداد ولكن صوتي... هتفت ام احمد صوتك جميل يا ولدي ... هيا عطر اسماعنا همست زينب تشجعه،
تنحنح وابتسم ...اغمض عينيه وكأنه يسترجع الكلمات .. نظر للطريق وبدأ ينشد ... بدا صوته شجيا حنونا .. كان
ينشد عن السيدة زينب .. الغريبة .. الوحيدة دون اخوتها..
وحيدة في درب السبي .. تحمل هم الايتام .. لا يؤنس وحدتها الا نظرات رأس اخيها المقطوع .. انهمرت دموع
زينب رحمة بهذه السيدة الجليلة ، كم دللها ابوها واخوتها ، ما اصعب رحلتها في الحياة بعدهم ، شعرت بانها تقترب من السيدة زينب ، تحتضنها ، تواسيها ، ها انا امشي على دربك مولاتي ، اشعر بقدميك تتألمان ، اشعر بأنفاسك المتلاحقة ، ليتني كنت معك لأبعد الشوك عن دربك ، زينب ، اي قصة إباء وكرامة ،شعرت زينبنا بتوحدها مع زينب الوجود،
انتهت كلمات القصيدة ، ولم يبق سوى نشيج ام احمد وزفرات زينب ، وصدى صوت مقداد ، مسحت زينب
دموعها وهمست عطر الله انفاسك .. لم اكن اعلم ان صوتك بهذا الجمال، ابتسم مقداد وقال الحمد لله .. ليس بهذه
الدرجة .. ولكن سمو ارواحكم والاجواء جعلتكم تتفاعلون مع كلمات القصيدة ، نظرت ام احمد له بعطف ورددت حفظكما الله يا ولداي .. حفظكما الله واتم عليكما فضله .. ورزقكم الذرية الصالحة احنت زينب رأسها خجلا وابتسم مقداد وردد الله يسمع منك يا خاله .. التفت لزينب مبتسما، وزينب تذوب حياء ... ترى ماذا تخبئ لهما الرحلة؟؟ .

ذاب مقداد وزينب وام احمد بين الحشود والمواكب .. شاهدوا اعلاما من دول كثيره لم يتخيلوا مشاركتهم في المشاية، ان ترى الصين وكندا في كربلاء فهو امر يتجاوز التخيلات ، ولكن في درب الحسين لا مكان للقواعد والقوانين الوضعية ، هنا تتجلى الأنسانية ، فكلنا من آدم وآدم من تراب ، كانت زينب توزع نظراتها ، ولكن اشد ما بهرها وهزها من
الاعماق رؤيتها لذلك المسيحي وهو يحمل صليبه ويسعى باجتهاد مع المشاية ، نظرت زينب لمقداد مستغربه فهمس

لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ۖ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ

همست زينب صدق الله العلي العظيم ، اكمل مقداد الوجود المسيحي نراه حاضرا بقوة في الوجدان الاسلامي بداية من الهجرة الاولى للمسلمين لأرض الحبشة
المسيحية ونهاية بسيدنا عيسى نبي المسيحية وهو يصلي خلف مهدي هذه الأمه ، ردد الجميع ةعجل الله فرجه
الشريف ، همست زينب حينها سيرى مسيحيوا العالم هذه الصلاة التاريخية ، فيدخلوا في دين الاسلام افواجا اشار
مقداد بطرف عينه للمسيحي الماشي للألمام الحسين وقال اليوم يسير تدفعه عاطفته وهو يحمل صليبه ، غدا سيدفعه
عقله واقتناعه بصاحب الزمان روحي فداه للتخلي عن الصليب ، والمشي قلبا وعقلا وعقيده لأبي الاحرار
رفع، مقداد يده محيا المسيحي ، الذي بادله التحية وهتف يا حسين فهتفت الامواج البشرية يا حسين .. يا حسين ، امام حب الحسين تذوب الفوارق المذهبية والطبقية ، ما أعذب هذا
الحب وأرقاه ، من بعيد لاحت استراحة جديده ، تراكض خدام الزوار بكؤوس الماء والشاي ، واطباق الطعام يخدمون
الزوار ، ولكن زينب انزوت بصمت لاحظه مقداد ، اقترب منها ليسألها ما الذي المّ بها همس مقداد زينب .. ما بك؟؟ ، بخجل احنت رأسها لتخبئ دموعها ، مد مقداد كفه ورفع وجهها اليه وبخوف سألها ما
بك؟؟ ،هتفت وهي تشرق بدموعها قدماي تؤلماني ، اشعر بالحذاء يخنقني واندفعت تبكي ، برقه مسح مقداد على يدها هذا امر طبيعي .. مع كل هذا المشي .. لماذا تبكين؟؟، من بين دموعها هتفت اخاف ان ترسلني الى كربلاء بالباص .. اريد ان امشي وقدماي لا تعيناني.. جلس مقداد
امامها ،