الطريق إلى التوبة
6.17K subscribers
10.2K photos
387 videos
243 files
5.34K links
قد تركتُ الكُلَّ ربّي ماعداك
ليس لي في غربةِ العمر سِواك...
حيثُ ما أنتَ فـ أفكاري هُناك..
قلبي الخفاقُ أضحۍ مضجعك..
في حنايا صدري أُخفي موضعك..

اي استفسار او ملاحظة ارسلها حصرا على هذا البوت

@altaubaa_bot

فهرس القناة
https://t.me/fhras_altauba
Download Telegram
الطريق إلى التوبة
Photo
#خطوات_الاجنحة
#الحلقة2

دخلت زينب غرفتها ، رمت حجابها بغيض فتناثرت
خصلات شعرها ثائره كصاحبتها ، تمعنت بالمرآه ، وهي
تتمنى لو تهشمها ، رن هاتفها ، لقد وصلتها رساله ، فتحتها
(تصبحين على خير ، هذا رقمي ، مقداد) رمت الهاتف
بغضب ، ليلتها لم تستطع النوم ، كانت تتقلب على جمر
الرفض والغضب ، ولا يطفئ لهيب جمرها الا وجه والدها
الحبيب وفرحته بها ، لم يخرجها من شجونها الا صوت
المؤذن ينادي لصالة الفجر ، قامت متثاقله ، منهكه ،
توضأت ووقفت امام رب العالمين ، بثته شجونها ، مخاوفها
، احباطها ، ركعت وسجدت ودموعها تبلل سجادتها ، رفعت
كفين مرتجفين ، سألت الله تعالى ان ينير لها دربها ، ان
يخرجها من هذه الحيرة ، لم تتجرأ ان تطلب من الله ان
يرزقها حب مقداد ، بدت مترددة تجاه هذه الدعوة ، شيء في
روحها كان يتهيب ان يشارك هذه العاطفة مع هذا الانسان ،
امسكت مسبحتها وبدأت تردد تسبيح الزهراء عليها السلام

الله اكبر الله اكبر الله اكبر ، بدأت تشعر بخدر يسري في
اطرافها ، الحمد لله الحمد لله الحمد لله ، استندت على طرف
كرسي بغرفتها واغلقت جفنيها بإنهاك ، سبحان الله سبحان الله سبحان الله ، اقتربت من اكمال دورة المسباح ، ومع آخر حبة ، استسلمت لنوم عميق ، لعلها تستيقظ منه على الفرج.
تتالت الايام رتيبة ، ما بين دعوات مقداد التي تتهرب منها ،
وما بين زياراته لمنزلها ، كان والدها يرحب به بحب ،
يحتضنه كأنه ولده ، ويقبل مقداد رأسه كأنه والده ، كثيرا ما فاجأتهما يتحدثان سرا ويصمتان عند دخولها ، ادهشتها هذه
العلاقة بينهما ، المضحك ان والدها كان يوصيها بمقداد خيرا
، لا العكس ، وكان هذا يثير غيظها ويشعل نار غضبها .كان والدها يصر ان يتم الزفاف قريبا ، خاصة ان شهر محرم
على الابواب ، وكانت زينب تتهرب وتضع الاعذار ، ولكن رغبة والدها كانت نافذه ، قرر ان يتم زفافهما بعد عيد
الاضحى ، وبدأت التجهيزات على قدم وساق ، ولكن ما لم
يحسب الحاج ابراهيم حسابه وقع ، يومها كانت زينب في
ُ المنزل ، تشاهد التلفاز ، دق الجرس ، ونادتها الخادمة ان السيد مقداد على الباب ، تململت ، وقامت اليه ، همست نعم
( ، قال )ارتدي حجابك وعباءتك وتعالي معي (، يا لجرأته ، ارادت ان ترد عليه ولكن تهدج صوته وغيمة الحزن التي
علت وجهه جعلتها تتوقف ، رددت بتوجس)

ماذا حدث؟؟
نظر للحائط وهمس عمي الحاج ، تعب قليلا ونقلناه
الى المستشفى
كاذب انت يا مقداد همست وهي تهرول
لغرفتها ، كانت تعرف جيدا ان من لا ينظر لعينيك كاذب

مقداد يكذب ،لأول مرة يبعد عينيه عن عينيها ، مقداد يكذب،
ماذا حدث لوالدها
كالمجنونة ارتدت ثيابها، ولحقت بمقداد الذي التزم الصمت
وهو يندفع بسيارته كالمجنون.
انها النهاية( همس الطبيب، )لقد تحمل الحاج الكثير، كان
قويا ولكنها النهاية التي لا مفر منها، والدها يحتضر، انه الداء الخبيث، والدها بالمرحلة الاخيرة منه، كيف لا تعلم
؟؟كيف استطاع ان يخفي عنها ذلك الخبر؟؟ هل لهذه الدرجة
هي بعيدة عنه ولم تشعر به؟؟ انهارت باكيه ، نشيجها يمزق
القلوب ، يوم توفت امها كانت طفله لا تعرف معنى رحيل
الام ، ولكن اليوم الوضع مختلف ، اليوم تفقد امها وابيها
وصديقها ومعتمدها ، بكت بألم ، ولم تشعر الا بكف مقداد يمتد ليلامس كتفها
مواسيا ، انتفضت بغضب ، انتشلت نفسها
بعيدا عنه وصرخت فيه(انت السبب ، دخلت حياتنا فكنت
شؤما علينا ، ليتني لم اعرفك ، ليتني لم اعرفك ) ، نظر لها
مقداد بثبات ، انفرجت شفتيه وكأنه يريد ان يقول شيئا ، لكن
سرعان ما ادار وجهه وابتلع كلماته ، تاركا اياها تصارع
احزانها وغضبها .لم تكن الايام التي تلت انهيار الاب ، الا
عدا تنازليا لوجوده في هذه الحياة ، افاقات قصيره ، تتبعها
غيبوبة طويله ، بالطبع تأجل موعد الزفاف ، ولم تدر زينب
هل تشكر الله ام تبكي ظيما وقهرا ، دخل محرم بأحزانه ،
ولأول مرة تكتفي زينب باستماع المجالس من جهاز التلفاز ،
لم تحضر زينب المجالس الحسينية ، هذه المجالس التي لم
تتغيب عنها حتى وهي في اوروبا ، كانت تبحث عنها وتلتزم حضورها ، اما هذا العام الوضع تغير ، فمنذ سقوط والدها

وهي ترافقه بالمستشفى ، تتلمس لحظات وعيه زادا للأيام
القادمة ، تخشى ان تتركه فتفر روحه دون وداع ،كان
الخطيب بالتلفاز يهتف يا حسين ، فتختلط دموع الحزن
والرهبة والخوف على خديها ، حزنا لمصيبة ابا عبد الله الحسين عليه السلام وخوفا على هذا الاب الحنون المريض
المتألم ، وعندما يردد الخطيب امن يجيب المضطر ويكشف
السوء ، ترفع كفيها ترجو الله ان يكشف السوء عن ابيها ،يشفيه فهو الشافي المعافي ، وعند باب الغرفة كان مكان
مقداد ، الذي لم يفارقهم للحظه ، لم تكلمه منذ لحظة الهجوم
العاتي ، ولم يكلمها هو الاخر ، اكتفى برعايتها من بعيد ،
واستقبال الزائرين والاعتذار لهم عن صعوبة دخولهم لعيادة
المريض ، ثم يدخل بعد رحيلهم ويخبر زينب ان فالنا زار
والدها ، فتهز رأسها وتدسه بكف والدها
الطريق إلى التوبة
Photo
#خطوات_الاجنحة

#الحلقة3

همس الحاج صديقي الحاج محمد لديه حملة لزيارة المراقد المقدسة، وقد اتفقت معه ان يأخذكما معه في
الاربعين(، هتفت زينب )ولكني لن اتركك يا ابي ؟؟(، ابتسم الحاج وهمس)اسمعيني جيدا. ستذهبين مع زوجك في رحلة
الاربعين لزيارة ابا عبد الله الحسين، ستذهبون مشاية.
تمشون من النجف الى كربلاء. لعلها تكون رحله متعبه
خاصة عليك يا زينب. ولكنك تحتاجينها. (انتفضت زينب وهتفت)كيف اتركك يا ابي؟؟(استرسل الاب )في هذه الرحلة
ستعيدون ترتيب اوراقكم ، اهدافكم ، خياراتكم ، ستتغير
حياتكم ، لابد ان تذهبوا (، هتفت زينب بجزع )لن اتركك يا
ابي( ابتسم الحاج )لن تتركيني يا صغيرتي ، انا معك دائما ،
ولكن يجب ان تطيعي اباك العجوز، انكبت زينب على كف
سمعا وطاعه(، مسح على رأسها ابيها تلثمه بحنان وتهمس )
بحب وقال (الله يرضى عليك زينبي) ، هتفت زينب بعناد
طفولي ولكني لن اسافر الا بعد ان اطمئن عليك، ابتسم الحاج وهمس
ستطمأنين علي قريبا ،قريبا، والان اتركوني
انام قليلا ، ياااااه ، كم انا متعب ، اغمض الحاج عيناه ، وتعالت انفاسه منتظمة ، عدل مقداد لحاف الحاج بحنان ،
مسحت زينب دموعها ، واسندت رأسها لكف والدها ،
تعمدت ان لا تنظر لمقداد ، بدت مستعده ان تتزوجه وتسافر
معه ألى مكان ، فقط يعود لها والدها معافا ، وتنتهي هذه
الازمة ، لم تكن تعلم زينب ان انتباهة والدها كانت صحوة
الموت له ، الانتباهه الاخيرة ليوصي احبته ، مع تباشير
الفجر ، اسلم الحاج ابراهيم روحه لبارئها ، بهدوء توفي
الحاج ، انتهت زينب من صالة الفجر ، ذهبت لوالدها لتجده
مبتسما ولكنه لا يتنفس ، صرخت بالممرضات ،الكون يدور
بها ، يمزق روحها الف قطعه وقطعه، انهارت باكيه ،
تتذكر وجه مقداد باكيا ، الممرضات يحاولن تهدئتها ، ابرة
تنغرس بذراعها ، ثم ظلام دامس ، لقد رحل والدها، فما نفع
النور ؟ هل ستستمر زينب مع مقداد بعد رحيل الاب؟؟ الايام
التالية لوفاة الحاج كانت الاقسى على زينب، دفن الوالد
الحنون، العزاء، الوحدة، زوايا البيت التي تنطق بأسمه،
حياتها بدون والدها، كيف تعيش بعد من كان لها الوجود
بأكمله، تتلفت حولها فتراه جالسا هناك يقرأ الصحيفة، تلتفت هنا فتراه يرتشف قهوته الصباحية، تغمض عينيها فتسمع
صوته يناديها زينبي. حبيبتي، ما أصعب فراق الاحبه، لا اعتراض على مشيئة هللا سبحانه.
ولكنها تلك الغصة المؤلمة التي يسببها الحنين ، الحزن
يدمرها من صوب ، ووصية والدها تقيدها من صوب ،
بذهنها تدور كلماته فلا تتخيل نفسها تنقضها بعد وعودها ،
اما مقداد ، كان يدور حولها ولا يقترب ، محترما احزانها
،يرى شجنها وألمها ، يتمنى لو يستطيع مواساتها ولكنه كان
يتهيب دخول معبد احزانها ، لذلك كان يرعاها من بعيد لا ينتظر جزاء ولا شكورا ، التزم مقداد الصمت وعيناه
معلقتان بالرزنامة ، موعد الاربعين يقترب حثيثا ، وزينب غارقه بأحزانها ، شعر بخجل شديد ان يذكرها بسفرهم
القريب ، وفي ذات الوقت لم يستطع ان يتناسى ان هذه
الرحلة كانت وصية الحاج ابراهيم الاخيرة، وهكذا.. لم يجد
من يعينه سوى عمة زينب .زار مقداد العمه في منزلها ،
كان خجلا وهو يخبرها بسبب زيارته ، ابتسمت العمه بوهن
وقالت : لقد كان مخططا لهذه الرحلة منذ البداية، مثل
الزواج ، كما تعلم ( ، هز مقداد رأسه موافقا ، همست العمه) لا تقلق ، انا سأفتح معها الموضوع ، اعرف كيف ان اقنعها
، استعد للرحلة (، هب مقداد واقفا ،شكرها وقبل ان يخرج
هتفت به العمه )مقداد التفت اليها ، فقالت اوصيك بزينب
خيرا ، هي عنيدة ، ولكنها طيبه ، ستتغير ، ابتسم مقداد
وقالزينب بعيني يا عمتي ،خرج مقداد مصحوبا بدعوات العمه الطيبة ،
انطلق بسيارته وعاد بذاكرته متصفحا سنوات
حياته ،ترى ماذا تذكر مقداد وماذا دار في مخيلته؟؟ انطلقت
السيارة بمقداد وانطلقت معه ذاكرته ، عاد سنوات وسنوات ،
عاد لطفولته يتيما في الخامسة من عمره ، فقد والديه بحادث
بشع ، احتضنه عمه الاكبر ، احتوى يتمه ، وعوضه فقد امه وابيه ، في منزل عمه أبو حسين عرف معنى ان تكون غريبا
بصورة قريب ،غريبا بين اهلك ، كان الكل يحبه ويحسن
معاملته بدء بالعم وزوجته الطيبة ، ونهاية بأبناء العم الذين
يكبرون مقداد بالعمر فعطفوا عليه واشفقوا عليه ، بالرغم من
كل هذا الحب والشفقة ، الا ان شعورا بالغربة كان يتملكه ،
كان يعرف انه ليس ابنهم ، هو اليتيم الذي تكرموا بكفالته ،
لذا كان دائما هادئا مطيعا ،محترما غربته بينهم، لا يزال
يتذكر ذلك اليوم في المدرسة ، حدثتهم المعلمة عن قصة حياة
النبي الكريم وكيف كفله عمه أبو طالب بعد وفاة والديه ،
يومها قارن مقداد الطفل بين أبو طالب وبين عمه ، رسمت
براءته صورة واحدة لأثنين ، صورة للعم الحاني الرؤوم،
يومها عاد لعمه واحتضنه بحب ، حتى استغرب عمه كل هذه
العاطفة ، همس له مقداد عمي انت تشبه أبو طالب ،
ضحك العم وفهم ما يدور بخيال الطفل اليتيم ، قبله بحب
الطريق إلى التوبة
Photo
#خطوات_الاجنحة
#الحلقة4

الحاج ابراهيم ، ابو زينب ، كان صديق أبو حسين المقرب
،المسؤول عن العديد من الجمعيات الخيرية ، والذي كثيرا ما
زاره مقداد بمكتبه بصحبة عمه ، منذ ان كان صبيا صغيرا ،
وكان الحاج يمسح على راسه ويقول له ، سيكون لك شأن
عظيم عندما تكبر يا مقداد ، اني اتفاءل كلما رأيتك ، قدم مقداد ما تركه له عمه للحاج وهمس (اود ان تُصرف في
اعمال الخير وكفالة يتيم بأسم عمي) ، انبهر الحاج ابراهيم
وهتف (ولكن عمك تركها لك لتستعين بها على الحياة حتىتتخرج وتعمل ويكون لك دخل ثابت) ابتسم مقداد وقال
(سأعمل واكمل دراستي ، يجب ان اعتمد على نفسي ، لم يقصر معي عمي ابدا ، وما سأفعله بماله جزء قليلا من دينه
علي(، نظر الحاج له بإعجاب وعرض عليه ان يعمل لديه ،بإحراج قال مقداد )ولكني احتاج لعمل فقط في الفترة المسائية
، فكما تعلم يا حاج انا ادرس في الصباح(، ابتسم الحاج
وهتف )ونحن نحتاج لموظف في قسم المحاسبة في المساء الست تدرس المحاسبة؟؟
( ، ما اكثر نعم الله علينا ، واحيانا
تكون نعم الله متجسده في بشر طيبين يسوقهم الله لطريقنا ، كذلك كان الحاج ابراهيم بالنسبة لمقداد ، رحل الاب فتلقف الطفل مقداد عمه واحسن مأواه ، والان بعد رحيل العم ، يظهر الحاج ليحتضن الشاب مقداد ويساعده ان يكمل مسيرة حياته بنجاح ، انه دين جديد يحمله مقداد الوفي في قلبه ، لن
ينسى حنان الحاج وتشجيعه له ، لذلك بادل الحاج اخلاصا واشفاقا ، تخرج مقداد ليجد وظيفته الجديدة تنتظره ، رئيسا لقسم المحاسبة في اكبر شركات الحاج ابراهيم ، ان الدين اصبح عظيما ، تفتح شباب مقداد ، اصبح ملئ العين رجولة
والتزاما ، كلما رآه الحاج همس (رحمك الله يا ابو حسين ، ربيت فأحسنت التربية ، ليتك موجود لترى مقداد )، وهكذا
تخمرت الفكرة في ذهن الحاج ابراهيم ، تابعونا لتعرفوا ماهي خطة الحاج ابراهيم...
كان الحاج ابراهيم كلما نظر لمقداد تأكد انه لن يجد أفضل منه زوجا لوحيدته وقرة عينه، زينبه الغالية، كان الحاج يعلم
ان المرض الخبيث قد احكم قبضته عليه، لن تستطيع اموال الدنيا ان تجد له علاجا، لقد اخفى هذا عن الجميع، الا شقيقته الحبيبة، التي أسر لها ايضا برغبته ان يزوج زينب لمقداد،
الذي طالما تحدث عنه لها، كانت العمه تثق بحكمة شقيقها الحاج، شدت على يديه مشجعة، اين سيجد زوجا مثل
مقداد؟؟،
كان الحاج يهتم بخلق زوج ابنته اولا، فما نفع المال والجاه مع سوء الخلق؟ وهل الحاج مستعد ليجازف مع شاب
غريب لا يعرف عنه الا ما سيقوله الناس عنه؟ وهكذا اجتمع بمقداد واخبره صراحة بمرضه القاتل، لن ينسى الحاج ابدا جزع مقداد عليه ولن ينسى ابدا ارتباك مقداد عندما اخبره
الحاج برغبته ان يتزوج ابنته الوحيدة، تلعثم مقداد، فضحك
الحاج وقال له (مقداد يا بني، لقد كنت صديق المرحوم عمك، كنت مطلعا عليك منذ طفولتك، انت ابني ولكنك لست
من صلبي، لن اجد افضل منك لا ءأتمنه على اغلى ما املك ابنتي الوحيدة) ، صمت مقداد ، الدين اصبح عظيما ، خجل
ان يرفض ، وخجل ان يوافق ، فقط همس( كما تشاء يا حاج )، وهكذا اصبح مقداد زوجا لزينب التي لا تعلم عن كل
هذا شيئا ، زينب التي تفاجأت بقرار والدها ، هو متأكد من رفضها له ، وقد تيقن من ذلك في المطعم عندما صرحت له بسبب قبولها الزواج منه ، لقد احب زينب ، حبا لوالدها ، وحبا لذاتها ، خلوقة جميلة زينب ، مريحة للقلب ، تبدو
بحجابها وعباءتها كأنها ملاك ، ولكنها قاسية معه ، هو لا يلومها ، ولكنه يتمنى ان تتغير وتمنحه الفرصة ليثبت لها انه
يستحق قلبها ،واكراما للحاج سيحتمل نوبات غضبها ورفضها ، كان مقداد قد اتخذ قرارا ان لا يقترب منها حتى
تمنحه قلبها طوعا ، سيصبر عليها ويحترم عاطفتها و هذا
اقل ما يمكن ان يقدمه لذكرى الحاج ، ترى هل ستكون هدية
الحاج السبب لتتغير زينب؟؟

رن هاتف مقداد ، كانت العمه ، رحب بها بحب ، قالت له انها استطاعت ان تقنع زينب بالسفر ، وانها تريد ان تدعوهم
هما الاثنين في منزلها على العشاء ، اغلق مقداد الهاتف ،
تنهد بعمق ، كان طيلة حياته مسالما يبتعد عن المشاكل ، كان يكره المواجهات العنيفة ، ولم يكن يعلم ان القدر يخبئ له
اعظم المواجهات مع قلبه ، امسك هاتفه ، فتح ملف الصور صورة زينب ، التقطها لها دون ان تدري ،ساهمه تطالع
التلفاز ، وهو في طرف الغرفة يرتب اوراق الحاج ، تأمل الصورة بحب ، عينيها العسليتين ، حبة الخال على خدها
الأيمن ، شفتيها المزمومتين وهي عادة تقوم بها عندما تركز
، كم تبدو مسالمه ، المس بطرف اصبعه الشاشة وكانه
يلامس وجنتها ، (زينب ، كم احبك) همس بصدق ،وقرر ان
يدخل المواجهة بكل قوة ،فزينب تستحق ان يحارب لأجلها لم يتفاجئ مقداد ببرود زينب على العشاء ، تعمد ان يحدثها
، وتعمدت ان تتجاهله ، مباره من طرف واحد ، والعمه
بينهما تتأمل اصرار مقداد وعناد زينب ، في النهاية ، همست
( زينب هل انت مستعده ، السفر يوم الخميس كما تعلمين؟ )،
الطريق إلى التوبة
Photo
#خطوات_الاجنحة
#الحلقة5


كان المطار مزدحما، وجوه مشرقه فرحه تودع احبتها، ومن بينهم كان وجه زينب، منقبضا، احتضنت عمتها بحب وتمنت
لو تغوص بأعماقها ولا تسافر، التفتت العمه وبألم هتفت
بمقداد (مقداد. لا اوصيك بصغيرتي) ، طمأنها مقداد وهمس هيا يا زينب غاصت زينب اكثر بضلوع عمتها، مسحت
العمه على رأسها، قربت العمه فمها من اذن زينب وهمست لها بكلمات، رفعت زينب رأسها وهزته موافقه، ابتعدت
زينب عن عمتها وبدأت تماشي مقداد، التفتت الى الوراء ..
العمه .. الوطن ..الاب الفقيد .. حياتها بأكملها .. كل شيء
اصبح وراءها .. نظرت الى الامام .. فقط مقداد والمجهول .. كانت خائفة .. مترقبه .. ولكنها اتقنت تمثيل دور اللامبالية
.. ختمت الجوازات ..وبدأت الرحلة .. كم ارتبكت وهي تجلس بجانب مقداد في الطائرة ، انكمشت بجانب النافذة
بخجل ، تعمدت ان لا تلتفت جهة مقداد ، الذي كان مبتسما وهو يلاحظ خجل زينب ، ارتفعت الطائرة ، هدوء يعم
المكان ، الا من همهمات الركاب ، بدأت زينب تسترخي بعد ايام من الضغوط النفسية والجسدية ، سرعان ما اغمضت
عينيها لتستغرق بالنوم ، التفت لها مقداد بهدوء ، وبدأ يتأملها، كانت تغط بنوم عميق ، وفجأة حركت رأسها المستند
على النافذة واراحته على كتف مقداد ، ابتسم ولم يتحرك ، بطرف عينيه كان ينظر لزينب الغافية ، تمنى لو يتوقف
الزمن عند هذه اللحظة ،مرت دقائق بعدها فتحت زينب عينيها ، لوهله لم تستوعب اين هي ، رفعت عينيها لتلتقي
بعيني مقداد المبتسمتين ، فابتعدت محرجه وقد تخضب
خداها بحمرة الحياء ، (اسفة) ، همست بارتباك،
لا داعي للأسف ، انا بالخدمة (قالها مقداد مبتسما وهو يشير لكتفه الذي غفت عليه ، عادت تبحلق من النافذة وشعور بالخجل
يتملكها ، اما مقداد فقد استبشر خيرا من هذه الرحلة ، لعل هذه الرحلة هي السبيل للوصول لقلب زينب .. اغمض عينيه
وهمس بأعماقه (اليك يا ابا عبد الله،تركت الاهل والوطن، اسأل الله بفضلك ان يحنن قلبها علي) ، ارتفع صوت المضيف معلنا الوصول لمطار النجف االشرف .. فارتجفت القلوب
فرحة وارتسمت ابتسامة عذبة على شفتي زينب .. (الحمد لله على سلامة الوصول) هتف المضيف.
النجف الاشرف، المدينة التاريخية العريقة، مدينة امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام، وعاصمة العالم
المستقبلية، خرج الركاب من المطار ولا اراديا أغمضوا اعينهم وتركوا ارواحهم تلامس هواء النجف الاشرف البارد،
تحرك بهم الباص، انشغلت زينب بالمشاهد المتسارعة، بدت تود لو تمسك هذه المناظر وتدسها في قلبها للابد، اقترب
منها مقداد وهمس وهو يشير لنقطة بعيده تلمع كالذهب
انظري زينب، قبة امير المؤمنين
تفجرت دموع زينب سخية ، مدت كفها لتلامس انعكاس صورة القبه على النافذة ، همس مقداد وقد فرد كفه باحترام
على صدره (السلام عليك يا امير المؤمنين) رددت زينب
السلام مثله بشغف لا يضاهيه شغف بالوجود ، مد مقداد يده
لها بمنديل لتمسح دموعها ، شكرته باقتباض وعادت تتأمل
عبر النافدة ، اشار مقداد لبقعه ممتدة وهمس وادي السلام ،
اكبر مقبرة في العالم ، لنقرأ الفاتحة، بدءا يرددان الفاتحة ،
وزينب منبهره بما تراه ، بدت لها اوروبا التي قطعتها شرقا
وغربا ضئيلة لا تضاهي هذه المدينة جمالا وألقا ، همست لمقداد وهي تنظر لوادي السلام المترامي تبدو عالما
بالمكان لأول مره تبادر زينب مقداد بالحديث ، ابتسم مقداد
وهمس الحمد لله ، كلما سنحت لي الفرصة ازور المراقد
المقدسة ،،صمت قليلا وقرر ان يستغل الفرصة ويطيل حوارهما هل تعلمين يازينب ان مقبرة وادي السلام هي
اكبر مقبرة في العالم و إن اليونسكو وافقت على إدراج مقبرة
وادي السلام في لائحة التراث العالمي( ، لم تجبه زينب وان بدت مهتمة بكلامه ، انتطرها لتعلق الا انها التزمت الصمت) غدا سنزور المقبرة ( هزت رأسها موافقه ، اكتفى بمشاركتها التي بدت له كقطرات روت جزء من ظمأه ،
ولكن لا بأس الايام القادمة ستذيب الجليد بينهما.
اختار مقداد غرفه، وتعمد ان يتأخر في استقبال الفندق وطلب
من زينب ان تصعد الغرفة وترتاح ، جلس عند الاستقبال وارسل رساله لعمة زينب يطمئنها بسلامة الوصول ، بعد ما
يقارب النصف ساعه ، صعد الغرفة طرق الباب ، ففتحت له
زينب ، تأثرت زينب بتصرف مقداد وسماحه لها بالمكوث
لوحدها بالغرفة وطرقه الباب قبل الدخول ، بدا لها سلوكا
راقيا المس قلبها ، اما مقداد فقد همس ارتاحي قليلا ، بعدها ننزل للغداء ثم ننطلق لزيارة امير المؤمنين ، اثناء
كالمه كانت زينب ترتدي حجابها ومعطفها الصوفي همست
وهي تعدل حجابها هل انت متعب ؟
هز رأسه نافيا، هتفت اذا لنذهب الان لزيارة امير المؤمنين ، لا استطيع
الصبر !، انطلق مقداد مع زينب لزيارة امير المؤمنين عليه السلام ، كلما اقتربا من المشهد المقدس ،ارتجف قلب زينب
، اخيرا ستتشرف بزيارة فارسها وبطلها ، فالشجاعة علي ، والانسانية علي والعبقرية علي ، دخلت زينب الحرم العلوي ،
الطريق إلى التوبة
Photo
#خطوات_الاجنحة
#الحلقة6

انتهت زينب من صلاتها، خطت للخارج فشاهدت مقداد من بعيد يشير اليها، اتجهت نحوه فقال لها زيارة مقبولة ان شاء الله.. همست منا ومنك، ابتسم وسألها هل نذهب الى الفندق، انا جائع! هزت رأسها موافقه وانطلقا للفندق، تناولا الغداء، ثم اتجها لغرفتهما، همس مقداد سأرتاح قليلا .. وفي
المساء سآخذك لترين مشهدا رائعا يفوق جماله جمال الاحلام اثار كلامه فضولها ، ارتمى مقداد على السرير ، اعطاها ظهره وتظاهر بالنوم ، لم تستطع زينب ان تكبح زمام فضولها ، همست مقداد..لم يجبها وهو يغالب ابتسامه تغزو شفتيه، عادت تهمس مصرة مقداد .. ما هو المشهد الذي سنراه؟؟
، لم يرد عليها مقداد وهو سعيد بإثارة
فضولها، اغمض مقداد عينيه واستسلم للنوم، امامهم ساعتان
قبل صلاة المغرب، وقت جيد للراحة، استسلم للنوم ولم ينتبه الا على صوت زينب مقداد. مقداد
فتح عينيه ليراها امامه مرتديه حجابها ومعطفها هيا استيقظ .. لقد اذن المغرب،
نهض مقداد وهو يفرك عينيه ما شاء الله ، استيقظت قبلي ، هب واقفا ، توضأ وارتدى ثيابه ، خرجا بعد ان أديا الصلاة
بالفندق ، الجو بارد ، بدءا يتمشيان بأزقة النجف ، جموع هنا وهناك تبتسم عندما تصافح عيناك ، الباعة يهتفون حيا الله
الزوار ، جو حميمي لأول مرة تراه زينب توقفت زينب امام محل قديم يبيع الاحجار والخواتم ، مدت اصابعها لخاتم
فضي به حجر شفاف ، كأنه دمعه متجمدة ، تأملته معجبه ، هل أعجبك؟(همس مقداد ،،، )لا ادري ، لماذا انجذبت اليه
؟؟( اجابته زينب وشعور غريب يتملكها ، همس صاحب المحل العجوز وهو يلمع خاتما )يقال ان بعض الاحجار تختار اصحابها!( ، همست زينب) لا أظن( وهي تعيد الخاتم لمكانه ، مد مقداد يده للخاتم وامسك كف زينب البارد ،
بلطف ألبسها الخاتم وهمس سبحان الله ، انه مقاسك، كانت
مشاعر زينب متلاطمة ، كف مقداد الدافئ ، لمسته الحانية ، ربت على كفها وقال هل تعرفين ما هذا الحجر؟(بخجل
سحبت يدها وقالت )
( ، همس مقداد )هذا حجر الدر النجفي
، حجر لطيف ينفع للجميع ، يقال انه يجلي الهم عن القلب تأملت زينب الخاتم بإعجاب ، مد مقداد ثمنه للبائع العجوز ،
هتفت زينب )لا تكلف على نفسك( ،ابتسم مقداد )هذا الخاتم هدية مني(ابتعدا وزينب تتأمل الخاتم في اصبعها بإعجاب
وفجأة تذكرت شيئا مهما ، التفتت لمقداد وهتفت) اين المشهد الرائع الذي وعدتني برؤيته؟( ، ابتسم مقداد وهمس لها )هيا
بنا.. انطلق مقداد وزينب خلفه ، اتجها لداخل الصحن العلوي ، والفضول يتملك زينب ، اذا المشهد الرائع داخل حرم امير
المؤمنين عليه السلام ، طلب مقداد من زينب ان يؤديا واجب الزيارة اولا وبعدها سيأخذها للمشهد المنتظر ، وافقته زينب
زارت وقبلت الضريح الشريف ثم حلقت لمقداد ، اشار لها اتبعيني ، مشت خلفه وهي تتأمل النجوم في السماء ، دار
نصف دورة حول الصحن ، وقفا قبلا باب خشبي مفتوح ، همست له باستغراب هذا السوق امامنا! ، اجابها بابتسامه صحيح ولهذا يسمونه باب السوق الكبير ، والان
اغمضي عينيك ، واستديري للخلف ، بترقب اغمضت عينيها ، واستدارت ، فتحت عينيها ، يا الله ، اهي تقف على
باب من ابواب الجنة؟ باب الحرم العلوي الذهبي منتصب امامها بكل شموخ، تنعكس عليه الانوار فيشع بهاء وألقا، هل
نزلت النجوم والتصقت ببابك يا علي؟ هل جاء النور منك ام انت هو النور علي؟ جلست زينب لا شعوريا وعيناها
معلقتان بباب الجنة، ترقرقت دمعه بعينيها العسليتين، همس مقداد علي الدر والذهب المصفى وباقي الناس كلهموا
تراب.همست زينب السلام عليك يا امير المؤمنين، الناس تجري وراء الذهب لاهثه، وانت الذهب يرتمي على اعتابك
خجلا ، فتح مقداد كتيبا صغيرا وقال الليلة ليلة الجمعة لنقرأ دعاء كميل، كانت زينب تعرف دعاء كميل، هو بالواقع دعاء ذكره امير المؤمنين عليه السلام وعلمه لكميل بن زياد الذي كان من اصحاب وثقات امير المؤمنين، وافقته
زينب، بدأ مقداد يحلق بها، صوته عذب، دعاء كميل على اعتاب علي بن ابي طالب عليه السلام، ارتفع صوت مقداد
الشجي (اللهم إني أسالك سؤال خاضع متذلل خاِشع ان تسامَحني وترحمني
ِوتجعلني بقسمك راِضيا قاِنعا ، وفي جميع الأحوال متواضعا)
تأملت حالها زينب، ترى أكانت راضيه بما قسمه الله لها؟ اتواضعت امام مقداد ام تكبرت عليه وهي بنت العائلة الثرية التي يعمل لديها مقداد ، اجهشت بالبكاء خجلا من الله تعالى ،
(اللهم لا اجد لذنوبي غافرا ..ولا لعملي القبيح بالحسن مبدلا غيرك لا اله الا انت سبحانك وبحمدك ظلمتُ نفسي)

اعتصر الندم قلب زينب ، فعلا من سيغفر لها ذنبها سوى الله ارحم الراحمين ، لم تظلم مقداد ولكن ظلمت نفسها
بغرورها وتكبرها ، ومع كلمات الدعاء الروحاني ، تعاظم السؤال في ضمير زينب الى متى هذا العناد يا زينب ؟؟
هل للتغيير من سبيل؟؟
اليوم التالي كان مزدحما ، الكثير من الاماكن التي لا يمكن تفويتها ، في البداية زار مقداد وزينب مقبرة وادي السلام ،
#خطوات_الاجنحة
#الحلقة7

في النجف كان يرقد جسد امير المؤمنين عليه السلام، اما الكوفة فهي التي تحمل عبق انفاسه الطاهرة وآثار خطواته
المباركة، في كل زاوية من زوايا مسجد الكوفة قصة وحكاية، تدخل المسجد فيخيل لك ان تاريخ البشرية مر من
هنا، انبياء اختاروا ان يتركوا بصمتهم في هذه البقعة الكريمة، تنظر للمحراب، وتعود بذاكرتك لتلك الليلة الدامية،
اغمضت زينب عينيها فسمعت الصوت يشق عنان السماء "فزت ورب الكعبة ". خرج الجميع متجهين لبيت الامام علي
الذي لا يزال في مكانه ، مع كل خطوة كانت زينب تتخيل الهاشميين وهم يحملون الامام علي عليه السلام ، وقد
تعرض للضربة المشؤومة ، يركضون به لبيته واسرته وعندما اقتربوا من بيته امرهم ان ينزلوه من على اكتافهم
حتى لا ترتعب ابنته زينب عليها السلام عندما ترى الجبل الاشم محمولا على الاكتاف ، يا لعظمتك انسانا واباً يا علي..
البيت المبارك ، بسيط ، غرفه الصغيرة
حتى لتشعر بالخجل من بيوتنا التي تفيض بالكماليات ونتملل منها
، عند اعتاب البيت وجدت زينب مقداد جالسا يتأمل ليل الكوفة، جلست بجانبه اشار لها الى طرف الكوفة وقال هناك
النجف .. تخيلي زينب الامام الحسن والامام الحسين عليهما السلام وهما يحملان جسد ابيهما ليدفناه هناك باستغراب همست زينب المسافة طويله!، هز مقداد رأسه موافقا وقال لا بد ان الامر كان اعجازيا، سبحان من بيده مقاليد الامور ..الهواء كان باردا ومنعشا... يبتسم مقداد ويهمس زينب..
كثيرا ما دعوت الله ان يبارك لي في اسرتي المستقبلية وانا في هذا المنزل المبارك الذي اجتمعت به أسرة امير
المؤمنين
احنت زينب رأسها وقد فهمت مقصد مقداد الذي همس اليوم تيقنت ان الله استجاب لي دعواتي، من بعيد
ارتفع صوت صاحب الحملة يدعو الزوار لركوب الباص، سيعودون للفندق بالنجف، فغدا سينطلقون مشيا لأبي عبد الله الحسين عليه السلام.
الساعة تقترب من منتصف الليل، ليل النجف البارد، عاد الجميع من الزيارة الوداعية لأمير المؤمنين عليه السلام،
الكل كان يردد "يا موالي العودة .. العودة".. زينب التصقت
بالباب المؤدي للضريح وقد اجهشت بالبكاء تدعو الله ان لاتكون الزيارة الاخيرة، أهكذا كان حال آدم يوم غادر الجنة؟
كان يوما طويلا ، أوى الجميع لأسرتهم ، ومقداد كان منهم ، سأل زينب ان كانت تحتاج شيئا ما ، شكرته ، فارتمى على
سريره وسرعان ما ارتفع صوت غطيطه ، نظرت له زينب ، لأول مرة تلاحظ ان ملامحه ليست بتلك الحده التي
اعتقدتها ، بالعكس يبدو وسيما بلحيته السوداء المرتبة ، مسكين مقداد ، كم تحمل مزاجها المتقلب وعصبيتها،
اخرجت مصحفها وفتحته ، كانت صورة لوالدها دستها فيه ، نظرت للصورة بشجن ، تمنت لو انها وافقت على مقداد دون
تذمر ، لا بد ان اعتراضاتها تركت اثرا في قلب والدها الحبيب ، همست بصدق سامحني بابا قبلت الصورة ودمعه
ساخنه تفر من عينيها ، لعل مقداد ليس بذلك السوء الذي صوره غرورها لها ، قامت عند نافذة غرفتها تتأمل سكون
الليل، من بعيد تلوح القبة الذهبية لأمير المؤمنين ، بدت كأنها تواسي زينب التي همست بأعماقها كانت ولا زالت الناس
تلجأ اليك سيدي في الملمات حتى اصبحت حلال المشاكل ،
وانا اليوم احتاج عونك سيدي ، أسأل الله بالمقام الرفيع الذي لك لديه ان يمنحني الشجاعة لأبدأ صفحة جديده مع مقداد ،
ويمنحه القوة ليغفر لي غروري وتكبري عليه تذكرت زينب ان المسافر يعتذر لمن اخطأ بحقهم ، فدرب السفر يحتمل الذهاب دون العودة ، وهي الان في سفرها لابي عبدالله الحسين ، سفر محمل بالمخاطر ، ألا يجدر بها الاعتذار لمقداد ، ارتجفت لمجرد الفكرة ، الخجل يمنعها ،
والكبرياء يتملكها ، ما الحل ؟
ابتسمت وهمست لنفسها اللهاعلم بحالي ، سأعتذر همسا لك يا مقداد ، اقتربت بحذر من مقداد النائم، وهمست بصوت خافت مقداد.. انا آسفه ، ثم ركضت لتندس بسريرها وتغمض عينيها ، جزء منها كان يتمنى ان يكون مقداد نائما ، وجزء آخر كان يتمنى لو ان مقداد سمع اعتذارها ، (تصبحين على خير ) همس بها مقداد ، لكن زينب كانت قد نامت اخيرا..♡
انطلق باص الحملة متجها لحدود النجف الاشرف ، بالرغم من ان تباشير النهار لا تزال في بدايتها ، الا ان الطيبين من
اهل النجف كانوا قد بكروا في طلب الرزق ، بعضهم كان يرفع ذراعه مودعا ، بعضهم كان يهتف لا تنسونا من الدعاء
، كل بقعه في النجف بدت دامعه وهي تودع المشاية ، تحملهم الف سلام وسلام لأبن سيد النجف ، شعرت زينب
بعين الامام عليه السلام ترعاهم ، تستودعهم رحمة الله ،
فالموِدع علي بن ابي طالب والوديعة عشاق الحسين والمستوَدع الله تعالى ، يالها من رحلة مباركه. توقف الباص
اخيرا ، نزل الركاب ، انها بداية الرحلة ، البرد شديد والرياح تعصف وكأنها تختبر صمود من يقف بوجهها ، شد الرجال معاطفهم بقوه ، اما النسوة فقد اقتربن من بعضهن البعض يلتمسن دفئا مستحيلا ، توقف صاحب الحملة وبدأ
#خطوات_الاجنحة
#الحلقة8

بدأت الرحلة ، كان مقداد قلقا على زينب ، لم ينس ان يمنحها هاتفا نقالا بخط عراقي ، قال لها بظهره ألصقت رقم هاتفي، استغربت وسألته ولماذا احتاجه ، انت دائما معي ، ابتسم مقداد تحسبا للظروف ، احرصي على شحنه في نقاط
الاستراحة ، دست الهاتف بحقيبتها ، وهي تشد خطواتها مشيا ، همس مقداد استرخي ، امشي بهدوء ، لا تستهلكي
طاقتك ، لا يزال الطريق ببدايته ، قربت خطواتها فبدت مشيتها اكثر هدوءا ، بين فينه واخرى يلتفت لها مقداد قلقا ،
كان يعلم ان زينب لم تعتد مثل هذه الرحلات ، كان يخشى ان تصاب بإنهاك مفاجئ ، اما زينب فقد كانت تتأمل رفقاء
الرحلة ، لفت انتباهها تفاوت الاعمار ، شيخ كبير معه حفيده ذا الاثني عشر عاما ، زوجان في ريعان الشباب معهما طفله
في الرابعة من العمر اجلساها في عربة الاطفال ، سيدة عجوز تلهج بالدعاء وتتوكأ على العصا ، ما الذي جمعهم؟
سأل مقداد زينب وهو يلاحظ تأمالتها، اجابته حب الحسين ابتسم مقداد واشار الى نقطه سوداء بعيده، ركزت زينب
وبدأت النقطة تتسع، ركزت اكثر .. انها جموع بشريه ..
تشد الخطى بعزم، همس مقداد انها قوافل المشاية، دقائق ونلتحق بهم كانت زينب منبهره، بدأ الجمع يشد الخطى،
كالمغناطيس بدأت الحشود تشدهم اليها، هتف قائد المجموعة لبيك يا حسين هتف الجميع بصوت شق عنان السماء
لبيك يا حسين ... لبيك يا حسين، الجميع احس بقوة غريبه تسري بأوصالهم المتجمدة، الجليد يذوب عنها، انها حرارة
حب الحسين ... اندمجت المجموعة الصغيرة بالحشود، خطوات سريعة ، حبيبات التراب تتطاير بين الاقدام ، البرد
القارس ، البعض بدأ يلهث ، ولكن بالرغم من كل هذا ، لاتزال العزيمة بعنفوانها ، همس مقداد… زينب .. هل تريدين
التوقف، هزت رأسها، فأنفاسها المتلاحقة لا تعينها على الكلام، قال مقداد قريبا سنصل لأول استراحة، لم يعلم
مقداد ان راحة زينب كانت في هذه الخطوات الحسينية ...
من بعيد لاحت بيوت بسيطة، اندفع سكانها البسطاء وهم يرحبون بالموكب المبارك، اقترب غلام من زينب ومقداد
وهو يحمل صينيه عليها كؤوس الشاي الساخن، بدا بخاره المتصاعد في هذا الجو البارد كأكسير الحياة، مد مقداد يده
وأخذ كأسا له واخر لزينب، بدت زينب مترددة، الكأس قديم هل هو نظيف؟ تساءلت بحذر ، رشف مقداد رشفه عميقه
، بتلذذ وهتف ..لذييييذ ..مد يده لزينب وهتف لا تخافي ، نحن برعاية الله ، وكل ما يقدم للمشاية محاط بالبركة ، كل شيء هنا بإسم الحسين ، مدت زينب يدها وبالرغم من قفازها السميك شعرت بحرارة الشاي تلامس كفها فتبعث شعورا
جميال بالدفء ، ارتشفت الشاي ، وعينا مقداد تنتظر رد فعلها ، ابتسمت وارتشفت رشفة اخرى وهمست فعلا لذيذ
اقتربت فتاة صغيره تحمل خبزا ساخنا قدمته لهما ..للتو خبزته امي لكم.. دون تردد مدت يدها زينب واخذت خبزتان
لها ولمقداد همس مقداد بمكر هل هو نظيف؟
، ضحكت زينب بخجل بينما مقداد يقضم لقمة كبيره يلحقها برشفة شاي
، كان سكان المنازل يخدمون المشاية بتفان ، الكل يرجونهم ليستريحوا في منازلهم البسيطة ، عجوز ربطت ظهرها
وتهتف فدوة لكم انا .. تفضلوا لمنزلي، ولكن الطريق لا يزال ببدايته، التوقف سيكون عند صلاة الظهر، لا يزال
امامهم ساعة، بدت جموع المشاية تتحرك، اصحاب المنازل يودعونهم، الاطفال يركضون خلفهم ويصرخون لا تنسونا بالدعاء...، بدا الجميع كأسرة واحده ... رفعت زينب كفها تودع الاطفال بحب، ابتسم مقداد وهمس انهم يفتخرون بخدمة المشاية ... تأملت كلماته زينب حقا انه لفخر عظيم... خدمة ابي عبد الله الحسين ... همست بإعجاب،
بدت الخطوات تعود لقوتها ، الجموع تزحف وفي كل مرة يلتحق افراد جدد ، رايات حمراء وسوداء وخضراء ،
هتافات حسينية ترتفع بين فينة واخرى ، بدا لها كأن القيامة قامت .. انه يوم الحشر ... ولكن الجميع يزحف إلى جنة
الحسين عليه السلام
الاستراحة المنتظرة ، كانت عباره عن منزل كبير اتفق معه صاحب الحملة ليستقبل مجموعته ، صاحب المنزل رحب بالرجال اما زوجته فتولت امر النساء ، ادخلتهم لغرفه كبيره ، الغرفة نظيفة توزعت فيها المراتب والمخدات لمن يرغب بالاستراحة، سجادات الصالة مفروشه ، كل شيء بدا قديما ، ولكن نظيف ومرتب ، بدا واضحا ان اصحاب المنزل بذلوا ما باستطاعتهم لأجل ضيوفهم ، توضأ الجميع ، جلست
المرأة العجوز التي كانت تتأملها زينب بالرحلة للصالة ، لحظات وارتفع صوتها بالبكاء ، التفت لها الجميع ، اقتربت
زينب وهمست بحنان ما بك يا خاله .. لم كل هذه الدموع؟
بألم اجابت تذكرت وحيدي... احمد ... كان يجب ان يكون معي، ولكن ...اجهشت العجوز بالبكاء، همست فتاة كانت
تقف بجانب زينب رحمه الله فهبت العجوز لتهتف اسم الله على احمد!، استغرب الموجودون، بخجل همست الفتاة اعتذر ياخاله، ظننته ... تنهدت العجوز، قدموا لها كأسا من الماء بعد الغداء ، وزعت صاحبة المنزل عليهم الشاي ،
الطريق إلى التوبة
Photo
#خطوات_الاجنحة
#الحلقة9

بدأت زينب بالتعرف على النساء معها ، كان حديث ام احمد المليء بالشجون كالمفتاح الذي فتح القلوب لتنثر آلامها على درب الحسين ، ابرار الشابة الخجولة اتت للزيارة مع زوجها وطفلتها الصغيرة زهره ، بعد سنوات من طلب الذرية نذروا
إن رزقهم الله طفل ان يزوروا ابا عبد الله مشيا على الاقدام ، وتحقق العطاء الالهي ، وهاهم يدفعون طفلتهم بعربتها امام
اعينهم ولسانهم يلهج بالثناء على الله تعالى ، ام حبيب وام هاني وام فيصل صديقات اعتدن ان يكن بركب المشاية كل عام ، تعرفن على بعضهن في اول رحلة لهن ، جمعهن حب الحسين واليوم يمشين للأمام للمرة الرابعة ويخططن للعام القادم بمشيئة الله ، كم غبطتهم زينب ، الكل كان يتحدث بشجن ، الا انفال ، لفتت انتباه زينب بصمتها ، تبتسم بحب للجميع ولكنها احتفظت بسرها بقلبها الصغير ، الكل الحظ ذلك ولكن الجميع احترموا صمتها واكتفوا بالدعاء لها بقضاء الحاجات ، كان مقداد يراقب اندماج زينب بالمجموعة بسعادة
، فالصحبة الطيبة تخفف من عناء السفر ، الجميع احاط ام احمد بحب ، كانت خطوات الركب المبارك تفيض بالتراحم
بينهم ، في فترة العصر ارتفع يشدو بقصيده تتحدث عن شوق المشاية للوصول للحسين ، بدا صوته شجيا عذبا وسط الطريق الممتد ، ارتعشت القلوب شوقا ودمعت العيون لهفة ولهجت الالسن بالدعاء له بالتوفيق والحفظ ، الشمس تقترب من الغروب ، ومن بعيد الحت الاستراحة الأخيرة لهذا اليوم
، ارتفع صوت التكبير مؤذنا لأقامة الصلاة ، الله اكبر الله اكبر ، بدت النساء الستعداد للوضوء ، زينب تساعد ام احمد ، انفال تحمل زهره ريثما تتوضأ ابرار ، ام هاني تحمل عباءة ام حبيب ، ام فيصل تساعد صاحبة المنزل بفرش سجاجيد الصلاة ، الرجال ما بين مستعد للوضوء ، ومتوضئ يرتعش من برودة الجو ، ومن بعيد ارتفعت رائحة الطعام
اللذيذ ، هنيئا لكم يا زائرين ، كانت صاحبة الاستراحة تردد بحب وهي تجهز طعام العشاء ، الله اكبر ، بدأت
الصلاة .. للكعبة تتجه الوجوه، والخطوات للحسين تسعى، لم
تعلم زينب ان استمرارها مع هذه المجموعة الطيبة امرا لم يقدره الله تعالى لها بعد صلاة الفجر وتناول الفطور، انطلق الركب، لاحظت زينب ان ابرار تحمل طفلتها زهره، سألت زينب ابرار عن
عربة طفلتها، همست ابرار هكذا افضل بعد قليل اقتربت انفال من زينب وهمست لها عند الحمامات رأينا سيده معها
ثلاث اطفال، وعربة الاطفال مكسورة، ابرار اعطت عربتها للسيدة وحملت طفلتها ابتسمت زينب، وهمست لأنفال هذا التصرف يليق بزوار الحسين ...، توقفت زينب، نظرت لها انفال فوجدتها مصفرة، سألتها بقلق هل انت بخير ؟؟،
عادت زينب تمشي بتثاقل صداع ... لا تقلقي لكن مشية زينب بدت ثقيلة، لحظات واقترب مقداد من زينب بعد ان
لاحظ تثاقل خطواتها زينب ... هل انت بخير ؟؟، ابتسمت وهمست مجرد صداع ... لا تقلق، ابتعدت انفال لتترك مقداد يماشي زينب، مع كل خطوة بدا الطريق يغيم في عيني زينب، كانت تفتح اعينها على اتساعها، ولكن هيهات، في
النهاية، تهاوت على الارض فتلقفها مقداد بذراعيه، لمس جبينها، فوجده حارا، تجمعت السيدات حولها بقلق، احتضنتها
ام احمد وهي تردد باسم الله ... ما بك يا زينب ؟؟ توقف الجميع محتارا، وكان القرار حازما ... تركب زينب باص
لتصل كربلاء او تبقى زينب في الاستراحة القريبة لترتاح وتستعيد قوتها ... ثم تمشي وتلتحق بالركب ... هتفت زينب معترضة بصوت ضعيف ارجوكم لا ترسلوني بالباص ... اتركوني ارتاح والتحق بكم ... سأستعيد قوتي واكمل
الطريق، هتف مقداد سأبقى معها ثم نلحق بكم
احتضنت ام احمد زينب وهتفت وانا سأبقى معها ايضا، شكرها مقداد
وقال لها يمكنك الذهاب يا خاله، لا داعي لأن تتأخري معنا ابتسمت الحاجه زينب تحتاج سيده معها ... كل تأخيره فيها
خيره يا ولدي ، انطلق الركب وهو يدعو بالشفاء لزينب ، التي كانت تبكي حزنا ومقداد وام احمد يواسونها ويشدون من
ازرها ، بعربه خشبية قديمة اخذوها من احد المنازل القريبة نقلوا زينب ألقرب استراحة ، كالعادة كان هناك مستوصف
صغير للطوارئ الطبية ، استقبلوا زينب بكل اهتمام ، كانت ام احمد مع زينب ، تخرج تطمئن مقداد عليها ، ثم تعود
لتحتضنها بحب وتدعو لها بالشفاء ، كان وجود ام احمد عونا عظيما لمقداد وزينب ، بدت كالأم لهما بعطفها وحنانها ، في
المساء رن هاتف ام احمد ، كان ولدها احمد يبكي معتذرا طالبا المغفرة .. استسلمت ام احمد للبكاء رحمة بوحيدها
وفرحة بعودته اليها ... لقد نالت مرادها قبل ان تنتهي رحلتها، ما اكرمك يا الله ... وما أعذب المسير اليك يا ابا عبد الله
ذهبت حمى زينب مع هموم ام احمد ... كان اتصال احمد كالبلسم لقلب امه الجريح ... بدت اكثر قوة وتفاؤل ... اما
زينب فكانت تجتهد لتستعيد صحتها خلال الساعات القليلة القادمة ، لا تريد ان تضيع المزيد من الوقت ، مقداد استطاع
ان يراها بعد ان اخرجوها من خيمة النساء الطبية ، لتستريح في خيمة خارجيه ، لن تنسى زينب ابدا قلقه عليها ، همست له بصدق لا
#خطوات_الاجنحة
#الحلقة10

بابا ...بابا، تهتف زينب، يبتسم الحاج بحب، بابا... هل انت راض علي؟؟، تتسع ابتسامة الحاج ابراهيم ينظر لعيني
زينب ثم يمد يده بجيبه يخرج وردة حمراء، ينحني ويزرعها في الارض، تورق الزهرة الجميلة. زينب... زينب، تفتح
زينب عينيها، تنظر حولها ام احمد تناديها ... تجلس وهي تستوعب ... كانت تحلم بوالدها الحاج ابراهيم ... ترى ماذا
يقصد بالزهرة الحمراء التي زرعها ؟؟... اللهم اجعله خير ...تهمس ام احمد بحب كيف حالك اليوم .. هل تستطيعين
اكمال الرحلة؟؟ ابتسمت زينب وهمست انا بخير وعافيه .. الحمد لله ... هل ننطلق الان؟ هزت ام احمد رأسها
واخبرتها انها خرجت للصالة فوجدت مقداد ينتظرهم بالخارج، سيصلون وينطلقون ...كان مشيهم هذه المرة حثيثا، لا بد ان يعوضوا الوقت الذي فاتهم ، وكم ادهشهم نشاط ام احمد ، بدت لهم انسانه اخرى ، تشد خطواتها وتردد حبيبي يا حسين .. نور عيني يا حسين فجأة التفتت ام احمد لمقداد
وقالت له مقداد... الا تجيد انشاد قصيده عن الحسين ؟؟
بحرج قال مقداد ولكن صوتي... هتفت ام احمد صوتك جميل يا ولدي ... هيا عطر اسماعنا همست زينب تشجعه،
تنحنح وابتسم ...اغمض عينيه وكأنه يسترجع الكلمات .. نظر للطريق وبدأ ينشد ... بدا صوته شجيا حنونا .. كان
ينشد عن السيدة زينب .. الغريبة .. الوحيدة دون اخوتها..
وحيدة في درب السبي .. تحمل هم الايتام .. لا يؤنس وحدتها الا نظرات رأس اخيها المقطوع .. انهمرت دموع
زينب رحمة بهذه السيدة الجليلة ، كم دللها ابوها واخوتها ، ما اصعب رحلتها في الحياة بعدهم ، شعرت بانها تقترب من السيدة زينب ، تحتضنها ، تواسيها ، ها انا امشي على دربك مولاتي ، اشعر بقدميك تتألمان ، اشعر بأنفاسك المتلاحقة ، ليتني كنت معك لأبعد الشوك عن دربك ، زينب ، اي قصة إباء وكرامة ،شعرت زينبنا بتوحدها مع زينب الوجود،
انتهت كلمات القصيدة ، ولم يبق سوى نشيج ام احمد وزفرات زينب ، وصدى صوت مقداد ، مسحت زينب
دموعها وهمست عطر الله انفاسك .. لم اكن اعلم ان صوتك بهذا الجمال، ابتسم مقداد وقال الحمد لله .. ليس بهذه
الدرجة .. ولكن سمو ارواحكم والاجواء جعلتكم تتفاعلون مع كلمات القصيدة ، نظرت ام احمد له بعطف ورددت حفظكما الله يا ولداي .. حفظكما الله واتم عليكما فضله .. ورزقكم الذرية الصالحة احنت زينب رأسها خجلا وابتسم مقداد وردد الله يسمع منك يا خاله .. التفت لزينب مبتسما، وزينب تذوب حياء ... ترى ماذا تخبئ لهما الرحلة؟؟ .

ذاب مقداد وزينب وام احمد بين الحشود والمواكب .. شاهدوا اعلاما من دول كثيره لم يتخيلوا مشاركتهم في المشاية، ان ترى الصين وكندا في كربلاء فهو امر يتجاوز التخيلات ، ولكن في درب الحسين لا مكان للقواعد والقوانين الوضعية ، هنا تتجلى الأنسانية ، فكلنا من آدم وآدم من تراب ، كانت زينب توزع نظراتها ، ولكن اشد ما بهرها وهزها من
الاعماق رؤيتها لذلك المسيحي وهو يحمل صليبه ويسعى باجتهاد مع المشاية ، نظرت زينب لمقداد مستغربه فهمس

لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ۖ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ

همست زينب صدق الله العلي العظيم ، اكمل مقداد الوجود المسيحي نراه حاضرا بقوة في الوجدان الاسلامي بداية من الهجرة الاولى للمسلمين لأرض الحبشة
المسيحية ونهاية بسيدنا عيسى نبي المسيحية وهو يصلي خلف مهدي هذه الأمه ، ردد الجميع ةعجل الله فرجه
الشريف ، همست زينب حينها سيرى مسيحيوا العالم هذه الصلاة التاريخية ، فيدخلوا في دين الاسلام افواجا اشار
مقداد بطرف عينه للمسيحي الماشي للألمام الحسين وقال اليوم يسير تدفعه عاطفته وهو يحمل صليبه ، غدا سيدفعه
عقله واقتناعه بصاحب الزمان روحي فداه للتخلي عن الصليب ، والمشي قلبا وعقلا وعقيده لأبي الاحرار
رفع، مقداد يده محيا المسيحي ، الذي بادله التحية وهتف يا حسين فهتفت الامواج البشرية يا حسين .. يا حسين ، امام حب الحسين تذوب الفوارق المذهبية والطبقية ، ما أعذب هذا
الحب وأرقاه ، من بعيد لاحت استراحة جديده ، تراكض خدام الزوار بكؤوس الماء والشاي ، واطباق الطعام يخدمون
الزوار ، ولكن زينب انزوت بصمت لاحظه مقداد ، اقترب منها ليسألها ما الذي المّ بها همس مقداد زينب .. ما بك؟؟ ، بخجل احنت رأسها لتخبئ دموعها ، مد مقداد كفه ورفع وجهها اليه وبخوف سألها ما
بك؟؟ ،هتفت وهي تشرق بدموعها قدماي تؤلماني ، اشعر بالحذاء يخنقني واندفعت تبكي ، برقه مسح مقداد على يدها هذا امر طبيعي .. مع كل هذا المشي .. لماذا تبكين؟؟، من بين دموعها هتفت اخاف ان ترسلني الى كربلاء بالباص .. اريد ان امشي وقدماي لا تعيناني.. جلس مقداد
امامها ،
#خطوات_الاجنحة
#الحلقة11

طمأن مقداد زينب انه اخذ ام احمد للمستوصف الطبي الموجود بالاستراحة لتعالج قدميها ، استغربت زينب وهتفت
ولماذا لم ترسلني معها؟؟ ومن بعيد اتت ام احمد بحماس وهتفت بزينب بعد ان لاحظت قدميها المضمدتين اهااااا ..
لديك طبيب خاص يا صغيرتي! انطلق الثلاثة في مسيرهم المبارك ، تنبهت زينب الأمر كاد ان يغيب عنها ، وهتفت مقداد ، طيلة الرحلة وانا اشعر بك تعرف الطريق ، نظرة الدهشة في عيني لم ألاحظها عليك ، لماذا؟؟ ابتسم مقداد وهمس هذه المرة الثالثة لي اتشرف ان اكون مع المشاية! ، انبهرت زينب وهمست هنيئا لك، سألته وتضميدك لقدمي كنت مستعدا له ، من اين لك كل هذه الخبرة ؟؟
تمعن مقداد بعيني زينب وهمس كنت اضمد قدمي الحاج ابراهيم رحمة
الله عليه في كل مرة نذهب مشاية الى ابي عبد الله روحي فداه ، اتسعت عينا زينب دهشه ، غاصت مع خواطرها ، كان
والدها كثير السفر بحكم عمله ، ولم تكن تسأله عن مكان سفره خاصة في ظل انشغالها بدراستها ، نظرت حولها .. اذ
أن هذا الطريق قد حمل انفاس والدها، لامس خطواته، كان يتمنى في كل مرة ان تكون الرحلة القادمة معكِ همس مقداد
بشفقه ، تمتمت رحمه الله تعالى .. في كل مرة اكتشف كم كنت بعيدة عنه، ابتسم مقداد وقال لم يخبر احدا برحلته مع
المشاية ، كان يريد الأجر من الله تعالى ، رحمة الله عليه ، الجميع ظن أن سفره للعمل ، دمعت عينا زينب ، ولم
يخرجها من احزانها الا ارتفاع صوت شجار قوي ، تحلق الجميع حول المتشاجرين ، الامر الذي بدا غريبا ان يحدث في هذه الاجواء الروحانية ،من الذي يجرؤ ان يتعارك في درب الحسين عليه السلام .. ترى ما الحكاية؟؟
صوت الشجار يتعالى فيكدر الاجواء الروحانية، من بين الحشود لمحت زينب ،رجلا في حوالي الخمسين يمسك
بامرأة تبدو انها زوجته وهو يوسعها ضربا وتهديدا ، وهي تبكي وتخفي يدها بين كفيها ، اندفع الشباب وهم يبعدون
الرجل ويرددون اهدأ يا رجل .. عيب عليك أخجل انت في طريقك للحسين ، لا تضربها ، الرجل لا يمد يده على
امرأه ، والرجل غاضب يلعن المرأة ، التي انزوت تبكي بحرقه ، وتندب حظها ، حاول الرجال تهدئة الرجل الذي
اخذ يردد لعنة الله على الساعة التي تزوجتك فيها يا مجنونه فتحت الزوجة فمها فهتف الزوج كلمة واحده واذبحك
بيدي، فتستكين الزوجة وتبكي بحرقه ، بدا الجميع غاضبا من سلوك الرجل الهمجي ، احاط به الرجال يكلمونه
وينصحونه ، وهو يلتفت لزوجته لا يبعد عينيه عنها ، اما المسكينة فقد استسلمت للبكاء بحرقه بين يدي النسوة اللاتي
يحاولن تهدئتها ، وسرعان ما انفلت الزوج من بين الرجال وركض صوب زوجته ليجذبها من بين النساء ويسير بسرعه
وهي تتبعه بخوف ، كانت زينب تنظر لهما بدهشه ، همست ام احمداعوذ بالله .. اهذه اخلاق زوار؟! مستحيل، ابتعدت
الحشود عن الزوج الغاضب ، وبدا الكل مستنكرا لهذا العنف الذي عكر الاجواء ، استنكار اختلط بغضب جارف ، من
المؤلم ان ترى مثل هذه المشاهد وانت تسير الى ريحانة رسول الله ، كانت زينب تتفكر ما ذنب الزوجة الذي استدعى
كل هذا الضرب والإهانة ؟ هل الزوجة حقا مجنونه؟ ام ان هناك سرا وراءها؟؟
ارتفع صوت اذان المغرب معلنا بداية الهدنه مع الطريق ، بدأ المشاية يتوزعون في نقاط الاستراحة واستقبال الزوار
،لم ينس مقداد وهو يتجه لغرفة الرجال ان يوصي زينب وام احمد برفع أرجلهما للأعلى لترتاح اقدامهما ... الصلاة
فالعشاء الخفيف ، ثم توسد المخدات الموزعة هنا وهناك، والاستسلام لنوم عميق ، غطت ام احمد بالنوم بسرعه ،
وارتفع صوت شخيرها ، المسكينة تبدو متعبه ، تأملت زينب النساء حولها ، منهكات معفرات بتراب السفر ،بعضهن
يحتضن اطفالهن...ثم قامت تريد الذهاب إلى الحمام ، تسللت للخارج حيث الحمام، مدت يدها لتفتح الباب، لتسمع صوت
بكاء منبعث من الحمام ، توقفت وانصتت ، كانت امرأه تنتحب وتهمس بصوت مبحوح ويلي .. ويلي .. مصيري
لجهنم .. مصيري لجهنم طرقت زينب الباب وهمست هل تحتاجين لمساعده؟؟ ، فتحت الباب واذا بها تلك المرأة التي
اشبعها زوجها ضربا ، فتحت الباب مفزوعة وانطلقت تركض كالمجنونة ، لم تنتبه لحجر كبير يعترض طريقها ،
تعثرت وهوت على الارض ، ركضت لها زينب واحتضنتها وهي تبسمل عليها ، انطلقت المرأة في نوبة بكاء هستيري
احتضنتها زينب بقوة وهي تهمس بأذنها اهدئي .. لم يحدث شيء .. اهدئي ، بدأت السيدة تهدأ وان استمرت شهقاتها
الأليمة ، احتضنت زينب كطفل في حضن امه ، بحنان مسحت زينب على رأسها وهمست ما بك يا اخيتي .. اذكري
الله.. هل استطيع مساعدتك.. نظرت السيدة حولها برعب وهمست بصوت مبحوح اين هو؟؟ فهمت زينب وقالت
لها لا احد سوانا هنا ، هل هو زوجك؟؟ ،هزت رأسها برعب وهمست سيذبحني لو عرف اني تكلمت ، نظرت لزينب ، قربت شفتيها من اذن زينب وهمست بصوت كالفحيح اهربي...، يبدو انها حقا مجنونه ، هكذا فكرت زينب ، همست زينب تعالي معي لترتاحي في الداخل ،
الطريق إلى التوبة
Photo
#خطوات_الاجنحة
#الحلقة12

لم تستوعب زينب كلام السيدة المرعوبة همست لها يفجر نفسه؟؟
همست السيدة برعب انه يرتدي الحزام
الناسف طيلة الوقت .. فقط ينتظر الوقت المناسب .. عدد اكبر من الزوار .. انظري .. الليلة ما اكثر الزوار ..اكثر من
موكب .. لن يفوت هذه الليلة تذكرت زينب كلام ام احمد اعوذ بالله .. اهذه اخلاق زوار؟! استرسلت الزوجة وهي
تبكي رجوته ان لا يفعلها .. يقول انه اخطأ حين اخبرني .. رجوته .. يقول ان المال الذي سيعطونه لأولادنا يعيشهم
ملوكا .. ما نفع المال ونحن نحترق بجهنم.. هبت زينب واقفه كالمجنونة تتلفت حولها اعوذ بالله !.. النساء
الغارقات بالنوم يحتضن اطفالهن .. اولاد وبنات ليس لهم ذنب .. تعوي السيدة(جهنـــم) ..زينب تفكر بالشباب الذين يرقدون بأمان لا يعلمون ما يدبر لهم.. جهنــــم.. ام احمد .. مقداد ..الكل سيموت هذه الليلة لو قرر الملعون ان يفعلها .. اعوذ بالله !... دارت الدنيا بزينب ، لل تدري اين تذهب ..ركضت لغرفة الرجال .. طرقت الباب بعنف .. لا احد
يفتحه .. بدأت تصرخ مقداد.. مقداد ..واخيرا انفتح الباب ليطل عليها زوج المرأة الملعون .. نظر اليها بعينيه
الحمراوين .. ارتجفت .. هناك احتمال ان تكون زوجته كاذبه .. ولكنها لن تجازف بأرواح الجميع مقابل احتمال واحد .. بارتباك هتفت اريد زوجي .. رفعت صوتها وعينها معلقه بالراقدين بالداخل مقداد.. مقداد ، بدأ الرجال يستيقظون بانزعاج ، من بعيد لاح شبح اسود يتقدم اليها بالظلام .. نظرت اليه كان مقداد .. هرول اليها بعينين ناعستين وهتف ماذا هناك .. ما بك يا زينب ، عند العتبة
يقفان .. وزوج المرأة لا يزال بقربهما يمسك الباب .. ترددت زينب .. ماذا تقول .. مقداد ينظر لها باستغراب ..الرجال
بالغرفة من استيقظ جلس متململا يريد ان يعرف لماذا تطرق امرأه باب استراحة الرجال في هذا الوقت.. والملعون لا
يبتعد .. برعب شاهدته زينب يمد يده تحت معطفه الاسود السميك.. لا مجال للأنتظار اكثر ..صرخت زينب كالملسوعة وهي تشير الى زوج المرأة يرتدي حزاما ناسفا .. سيفجر نفســـــه .. رفع الرجل عينيه لها بغضب ..دون تردد رمى مقداد نفسه عليه.. قبض مقداد على يدي الرجل
ورفعهما عن ثيابه .. قاوم الرجل كالمجنون وهو يسب ويلعن .. زينب تصرخ سيفجررر نفســــه .. الرجال يركضون يساعدون مقداد.. تحولت الغرفة الصغيرة لساحة معركه ، زينب تصرخ بجنون .. مقداد متشبث بيدي الرجل .. الرجال متمسكون بالرجل يساعدون مقداد .. والرجل يحاول ان يفلت
نفسه.. سيفجرررر .. نفســــه
كيف تملك الجرأة لتزهق آلاف الارواح البريئة ؟؟كيف تطيعك اصابعك لتفجر اجسادا طريه لأطفال صغار ؟؟كيف
تستطيع ان تغمض عينيك عن العقاب الالهي الذي ينتظرك ؟؟كيف تستطيع ان تنام ويداك ملطختان بدماء من يشهدون
الشهادتين؟؟ أسئلة كثيرة دارت بذهن زينب وهي ترى الرجال يسحبون الحزام الناسف من حول خصر الملعون ،
بدا الحزام ثقيلا ، همس احد الرجال كان سيقتلنا جميعا ، الملعون شده لبطنه بعنايه واسدل عليه ثيابه ومعطفه ، الكل
كان ينظر للحزام الثقيل ، هي فقط عناية الله ولطفه التي انقذتهم ، لو لم يخبر زوجته ، لو لم يحضر زوجته معه، لو
لم تتكلم زوجته ، لو لم تخرج زينب في تلك الليلة ، ،كلها ألطاف إلهيه يسرها الله تعالى.. ألناس أبرياء لا ذنب لهم الا
حب ريحانة رسول الله ، ارتخت الايدي عن الرجل الملعون وهم يتبادلون الافكار في كيفية تسليمه للجهات العسكرية..
كان قلب الارهابي يغلي غضبا من فشل خطته والسبب هذه الفتاة .. لن يتركها دون ان يحرق قلبها .. لقد جعلته يخسر
صفقة العمر .. تأمل وضعه البائس .. الاعدام ينتظره لامحاله .. لا مال ولا حياة .. لقد خسر كل شيء.. يجب ان تندم هذه الفتاة .. إن أخذوا منه الحزام فلا يزال الخنجر بجيبه .. التفت لمن قالت انه زوجها .. وقرر ان ينتقم من زينب..
سيحرق قلبها ألف مرة .. هذه المرة سيفعلها بنجاح .. انتظر لحظات .. حتى تأكد من انشغال الجميع .. بسرعة اخرج
خنجره ورفعه بكل قوة .. صرخت زينب .. ولكن من قال ان الصوت اسرع من يد ارهابي ملعون؟؟ لم تستطع صرخة
زينب ان تسبق يد الملعون ..في لحظة اندفعت يد الملعون بخنجره لتستقر بخاصرة مقداد ، انغرس الخنجر حتى مقبضه في الخاصرة ، لم يصرخ مقداد من هول المفاجأة ، فقط اتسعت عيناه دهشة وهو ينظر لزينب ، انفلت الملعون من
بين الايدي ، ركض خلفه من ركض ، وتلقفت مقداد أيد الرجال المرتعبين من هول المفاجأة.. وزينب تصرخ
مرعوبة (مقدااااااااااد♡) ؟؟ لا نعرف قيمة النور الا اذا عم الظلام .. لا نعرف قيمة الماء الا اذا عطشنا .. بالشكر تدوم النعم.. وبنكرانها وتجاهلها نفقدها .. حقيقة أزليه ولكنها كباقي دروس الحياة لانتعلمها الا بصفعه توقظنا من سبات غرورنا .. لم يغمض مقداد عينيه بعد الطعنه .. كانت عيناه معلقتان بزينب ..
وكأنه لا يريد ان تغيب عن ناظريه .. لم يتألم مقداد من الطعنه التي مزقت خاصرته ..
فقط حلقة واحدة تفصلنا عن نهاية رواية #خطوات_الاجنحة

نكمل اليوم ام نؤجلها الى يوم غد ?
امامكم 50 دقيقة يعني للساعة 8 ضبط اذا لم تصل عدد اللايكات الى 200 سنؤجلها الى يوم غد ..

انطلقوا 😅☺️
الطريق إلى التوبة
لأجل بعض المتابعين الذين اصروا على تقديم باقي الرواية سنكملها 😊
#خطوات_الاجنحة
#الحلقة13

هتف الطبيب اين أهل الرجل ؟؟
اجابه رجل واقف وهو يشير لزينب هذه زوجته .. وكلنا اهله، كلهم اهلك يا مقداد مقداد اليتيم اصبحت حشود المشاية اهله وأحبته ، ابتسم الطبيب بإنهاك وقال لزينب الحمد لله .. زوجك بخير .. لو
كانت الطعنه أعلى بسنتيمترات قليله لأصابت الطحال وكانت ستكون الكارثة .. الحمد لله .. ولكن..غاصت الابتسامات
مع كلمة لكن .. لكن ماذا يا طبيب ؟؟ سيطرنا على النزيف لكنه يحتاج لنقل دم ارتفعت الايدي مستعده للتبرع ، هتف
الطبيب اشكركم ، ولكن لا نملك الامكانيات ، كلمنا الوحدة الطبية للجيش سيستقبلونه وقد ارسلوا سيارة خاصه لنقله التفت الطبيب لزينب وهمس يريد ان يراك دخلت زينب وهالها منظر مقداد الشاحب ، ابتسم بإنهاك وكأنه يطمئن
زينب، لاول مرة تمد زينب كفها المرتجف وتحيط اصابعها بكف مقداد البارد ،همس مقداد بابتسامه منهكه ليتهم طعنوني من قبل انهمرت دموع زينب ، تمنى مقداد لو
يمسح دموعها ولكنه يعجز حتى ان يرفع يده ، همس زينب .. حبيبتي..، هزت الكلمة زينب .. لأول مرة يقولها مقداد
..استرسل مقداد اكملي الرحلة ارادت ان تعترض فقاطعها اكملي الرحلة .. يجب ان تصلي لأبي عبد الله .. من يبدأ رحلة اليه لا يسمح لشيء ان يمنعه اكمالها..همست
زينب وانت؟؟، ابتسم مقداد بمجرد ان اقوى على السير ، سألحقك ، لن اترك لك المجد وحدك .. اختفت ابتسامته
وهمس اكملي الرحلة يا زينب ، لأجل ابيك ولأجلي .. اختنقت زينب بدموعها ،ردد مقداد ام احمد معك ، والمشاية
لن يقصروا بمساعدتك .. والله معك اقترب الطبيب واخبر زينب ان السيارة التي ستأخذ مقداد موجوده .. ابتسم مقداد وهمس كوني قويه .. فأنت زينب ، مسحت زينب دموعها ، اقتربت من جبين مقداد، قربت شفتيها وقبلته بحب وهمست بأذنه(احبك .. مقداد) ، ابتسم مقداد وحرك شفتيه بكلمات ضاعت مع ألمه .. اخرجوا مقداد وعيناه تودعان عيني زينب .. هل سيلتقيان ، ام ان هذا هو الوداع الأخير ؟؟
استودعت زينب مقداد عند الله تعالى وقررت ان تكمل ما جاءت لأجله .. اليك يا ابا عبد الله... حارب الحاج ابراهيم حتى لا تبقى زينبه وحيده بعد رحيله
المنتظر ، ولكن انت تريد وانا اريد والله يفعل ما يريد ، فهاهي زينب المدللة ، وحيده في درب المشاية ، تواسيها ام
احمد ، يساعدها بعض من يعرف حكايتها ، ولكن كم من قلب وحيد بين المتزاحمين ، كانت تشعر بوحدة عظيمه ، لم تكن تشعر بالحشود حولها ، كرجل آلي تتحرك بحماس ، يحركها عهد قطعته لأبيها مرة ولمقداد مرة أخرى .. مقداد.. اين مقداد .. الافكار تتنازعها .. تطرد فكرة ان مكروها
اصابه..سأراه مرة أخرى ..تهمس لنفسها بأمل .. يارحمة الله الواسعة ..الاتصال الهاتفي بات معدوما .. ولكن.. باتت
كربلاء قريبه جدا .. بدأ الطريق يعلن هزيمته امام خطوات المشاية .. بأي قلب تدخل كربلاء.. بقلبها النازف .. بروحها
الجريحة .. بخاطرها المكسور .. أهذا قدر كل زينب؟؟..
تأملت وحدتها وتراءت لها زينب بنت علي .. غريبه .. وحيده .. تحمل في ذاكرتها ابتسامة اخ ترى راسه يلوح امامها ، لمسة أخ ترى كفيه مرميين امامها .. شباب كالورد ممزقين امامها .. زفرت بألم .. مجرد التخيل يخنقها .. هتفت يا زينب .. كيف اكملتي سيدتي رحلتك .. بلا مقداد
تبدو الرحلة لها مستحيلة .. بلا صوته الشجي.. ملاحظاته الثرية .. لمسته الحنونة .. هل سيعود لها مقداد؟؟
ان لم يعد فكيف ستكمل رحلة الحياة بدونه انا تزوجتك لأجل خاطر ابي ! ، تأملت زينب كلماتها .. يا لقسوتها وشدة بأسها .. كيف هان عليها ان تؤلم مقداد بهذه الكلمات ..دخلت حياتنا فكنت شؤما علينا ..ياللقسوة .. دمعت عيناها ندما .. كم كانت قاسيه وكم كان صبورا .. ليت الزمن يعود بها فتمحي هذه اللحظات القاسية التي لم تورثها الا الندم والحسرة رفعت نظرها للسماء وهي ترجو الله ان يمنحها فرصة اخرى .. فرصة واحده تعوض بها ما دمره غرورها وقلة
بصيرتها ..ومع دعائها ارتفع الهتاف بحماس وشوق هذه حدود كربلاء ..
لبيك يا حسين ..لبيك يا حسين ..
رفعت زينب صوتها فبدا متحشرجا بين دموعها وهتفت بشوق لبيك يا حسين♡

#يتبع
الطريق إلى التوبة
Photo
أنين التائبين:
#خطوات_الاجنحة
#الحلقة_الاخيرة

تتدافع الحشود المليونيه ، حتى لتتساءل كيف تتسع الارض لهذه الملايين ، ويغيب عنك ان اضعافها ملائكة الله تتزاحم
في السماء .. الوجود بأكمله يدور حول الحسين .. تأملت زينب التدافع الرهيب ، القلوب تسابق الخطوات .. والخطوات تحلق في سماء العشق الحسيني .. عبروا الحدود الحسينية ، بدأ التعب يتلاشى ويحل محله الحماس للوصول للحبيب ، يتعالى النداء يا حسين ليشق عنان النساء ، نداء القلب يهز الوجود ، بدأ مقداد يتلاشى من ذاكرة زينب التي لم تعد تسمع الا ضربات قلبها تنبض حسين ..حسين.. حسين ..حسين.. من بعيد لاحت الشمس .. ام هو جبل من الذهب .. امعنت زينب النظر .. وتعالى هتاف صلوا على
محمد وآل محمد .. لاحت القبة الذهبية ، فارتج الكون بالصلوات .. انهمرت دموع زينب .. تلاشى التعب والالم ..
وحل محله ذلك التوحد بمصيبة الحسين .. بدا لبصيرتها قبر الحسين وحيدا في هذه الصحراء .. تذروه الرياح ..ومن بعيد
الركب الحسيني يخطو بألم .. بدت لها زينب الحسين تتهاوى على قبره تغسله بدموعها تهدهده بآهاتها .. زينب والحسين .. زينب .. سالت دموع زينبنا .. شعرت بكف غيبي يمسح دموعها .. زينب .. اي عذوبة في الاسم تشفي الجروح ..
زينب .. اليك خذيني يا زينب .. ارتفع صوت زينبنا يهتف زينب .. زينب.. سرى النداء بين الحشود فبدأت تهتف
زينب.. زينب .. اقتربت الحشود من الحائر الحسيني .. ولكنها تميل لتأخذ الاذن من بطل كربلاء.. تتوقف الحشود بهيبة عند من انكسر ظهر الحسين لسقوطه .. تقف
الحشود عند ابي الفضل .. ويتعالى صوت تتبعه الاصوات المتلهفة بالزيارة لأبن امير المؤمنين .. البطل الانسان
(صلى الله عليك ايها العبد الصالح المطيع لله ولرسوله ولامير المؤمنين والحسين والحسين صلى الله عليهم وسلم )
ْ الجموع تسبق كلماتها دموعها .. ثم تتجه الاعين للضريح المرتقب يا حسين .. تهتف الحناجر .. ترتفع الاكف من بعيد وكأنها تصافح كفا مقطوعة الخنصر
(السلام عليك ايها الشهيد الصدّيق
السلام عليك ايها الوصيّ البارّ التقيّ)
تنتهي الكلمات ْ ويبقى الشوق لاهبا في القلوب .. تقترب ام احمد من زينب
وتهمس هيا بنا للفندق .. لترتاحي صغيرتي .. وفي المساء نعود لنزور ابا عبد الله.. رافقت زينب ام احمد وقد
استسلمت لمشيئة الله .. بدأ مقداد يلوح بذاكرتها من جديد.. محتاجة لوجوده .. لقبضة يده .. لصوته ..التفتت لحرم ابي
عبد الله وهمست بألم سيدي ..غدا الاربعين .. ايرضيك ان أزورك وحدي؟؟
صلت زينب العشائين وخلدت لنوم عميق ، اصرت ام احمد ان تشارك زينب غرفتها ولا تتركها وحيده ، كان قلب ام احمد يعتصر ألما لزينب ولكن ما باليد حيله .. بعد منتصف الليل بساعات .. فتحت ام احمد عينيها بإنهاك لترى زينب ترتدي ثيابها ..همست ام احمد الى اين يا زينب؟ بحنان اجابت زينب ارتاحي ام احمد .. محتاجه للزيارة، ارادت ام احمد ان تذهب مع زينب ولكن زينب اصرت ان تذهب لوحدها وهمست لا خوف في كربلاء .. محتاجه ان اذهب للتل الزينبي، انطلقت زينب للحائر الحسيني تتبعها دعوات
ام احمد بالحفظ والرعاية .. ليل كربلاء .. الهدوء الذي لايشتته الا انوار الأضرحة وهالاتها .. دخلت زينب الحرم الحسيني .. يقال ان لكل ضريح عطره الخاص به .. لكن زينب تقول ان لكل ضريح مشاعره وفيوضاته التي لن تجدها في مكان آخر .. في النجف تشعر بالأمام علي كأب يحتويك ، تسكب عنده همومك، اما عند الحسين ، تجد في قلبك انكسارا ، تنسى همومك واحزانك وتتوحد مع مصيبته ،
عندما لامست زينب ضريح ابي عبد الله ، اجهشت بالبكاء ، لمسة واحدة اعادتها لارض كربلاء فعاشت المحنه ..قبلت
الضريح بحرارة .. وهمست استأذنك سيدي .. موعدي الان مع زينب .. اندفعت زينبنا للتل الزينبي الشامخ .. ساعات
الليل الأخيرة يمزقها الهواء البارد .. جلست زينب على اعتاب الحرم الحسيني قبال التل الزينبي .. الهدوء يتملك
المكان.. كانت تشعر بتوحدها مع زينب بنت علي .. من يفهم الغربة والوحدة سواها .. من يفهم فقد الاحباب سواها ..