الطريق إلى التوبة
6.1K subscribers
10.2K photos
388 videos
243 files
5.34K links
قد تركتُ الكُلَّ ربّي ماعداك
ليس لي في غربةِ العمر سِواك...
حيثُ ما أنتَ فـ أفكاري هُناك..
قلبي الخفاقُ أضحۍ مضجعك..
في حنايا صدري أُخفي موضعك..

اي استفسار او ملاحظة ارسلها حصرا على هذا البوت

@altaubaa_bot

فهرس القناة
https://t.me/fhras_altauba
Download Telegram
الطريق إلى التوبة
Photo
#خطوات_الاجنحة
#الحلقة4

الحاج ابراهيم ، ابو زينب ، كان صديق أبو حسين المقرب
،المسؤول عن العديد من الجمعيات الخيرية ، والذي كثيرا ما
زاره مقداد بمكتبه بصحبة عمه ، منذ ان كان صبيا صغيرا ،
وكان الحاج يمسح على راسه ويقول له ، سيكون لك شأن
عظيم عندما تكبر يا مقداد ، اني اتفاءل كلما رأيتك ، قدم مقداد ما تركه له عمه للحاج وهمس (اود ان تُصرف في
اعمال الخير وكفالة يتيم بأسم عمي) ، انبهر الحاج ابراهيم
وهتف (ولكن عمك تركها لك لتستعين بها على الحياة حتىتتخرج وتعمل ويكون لك دخل ثابت) ابتسم مقداد وقال
(سأعمل واكمل دراستي ، يجب ان اعتمد على نفسي ، لم يقصر معي عمي ابدا ، وما سأفعله بماله جزء قليلا من دينه
علي(، نظر الحاج له بإعجاب وعرض عليه ان يعمل لديه ،بإحراج قال مقداد )ولكني احتاج لعمل فقط في الفترة المسائية
، فكما تعلم يا حاج انا ادرس في الصباح(، ابتسم الحاج
وهتف )ونحن نحتاج لموظف في قسم المحاسبة في المساء الست تدرس المحاسبة؟؟
( ، ما اكثر نعم الله علينا ، واحيانا
تكون نعم الله متجسده في بشر طيبين يسوقهم الله لطريقنا ، كذلك كان الحاج ابراهيم بالنسبة لمقداد ، رحل الاب فتلقف الطفل مقداد عمه واحسن مأواه ، والان بعد رحيل العم ، يظهر الحاج ليحتضن الشاب مقداد ويساعده ان يكمل مسيرة حياته بنجاح ، انه دين جديد يحمله مقداد الوفي في قلبه ، لن
ينسى حنان الحاج وتشجيعه له ، لذلك بادل الحاج اخلاصا واشفاقا ، تخرج مقداد ليجد وظيفته الجديدة تنتظره ، رئيسا لقسم المحاسبة في اكبر شركات الحاج ابراهيم ، ان الدين اصبح عظيما ، تفتح شباب مقداد ، اصبح ملئ العين رجولة
والتزاما ، كلما رآه الحاج همس (رحمك الله يا ابو حسين ، ربيت فأحسنت التربية ، ليتك موجود لترى مقداد )، وهكذا
تخمرت الفكرة في ذهن الحاج ابراهيم ، تابعونا لتعرفوا ماهي خطة الحاج ابراهيم...
كان الحاج ابراهيم كلما نظر لمقداد تأكد انه لن يجد أفضل منه زوجا لوحيدته وقرة عينه، زينبه الغالية، كان الحاج يعلم
ان المرض الخبيث قد احكم قبضته عليه، لن تستطيع اموال الدنيا ان تجد له علاجا، لقد اخفى هذا عن الجميع، الا شقيقته الحبيبة، التي أسر لها ايضا برغبته ان يزوج زينب لمقداد،
الذي طالما تحدث عنه لها، كانت العمه تثق بحكمة شقيقها الحاج، شدت على يديه مشجعة، اين سيجد زوجا مثل
مقداد؟؟،
كان الحاج يهتم بخلق زوج ابنته اولا، فما نفع المال والجاه مع سوء الخلق؟ وهل الحاج مستعد ليجازف مع شاب
غريب لا يعرف عنه الا ما سيقوله الناس عنه؟ وهكذا اجتمع بمقداد واخبره صراحة بمرضه القاتل، لن ينسى الحاج ابدا جزع مقداد عليه ولن ينسى ابدا ارتباك مقداد عندما اخبره
الحاج برغبته ان يتزوج ابنته الوحيدة، تلعثم مقداد، فضحك
الحاج وقال له (مقداد يا بني، لقد كنت صديق المرحوم عمك، كنت مطلعا عليك منذ طفولتك، انت ابني ولكنك لست
من صلبي، لن اجد افضل منك لا ءأتمنه على اغلى ما املك ابنتي الوحيدة) ، صمت مقداد ، الدين اصبح عظيما ، خجل
ان يرفض ، وخجل ان يوافق ، فقط همس( كما تشاء يا حاج )، وهكذا اصبح مقداد زوجا لزينب التي لا تعلم عن كل
هذا شيئا ، زينب التي تفاجأت بقرار والدها ، هو متأكد من رفضها له ، وقد تيقن من ذلك في المطعم عندما صرحت له بسبب قبولها الزواج منه ، لقد احب زينب ، حبا لوالدها ، وحبا لذاتها ، خلوقة جميلة زينب ، مريحة للقلب ، تبدو
بحجابها وعباءتها كأنها ملاك ، ولكنها قاسية معه ، هو لا يلومها ، ولكنه يتمنى ان تتغير وتمنحه الفرصة ليثبت لها انه
يستحق قلبها ،واكراما للحاج سيحتمل نوبات غضبها ورفضها ، كان مقداد قد اتخذ قرارا ان لا يقترب منها حتى
تمنحه قلبها طوعا ، سيصبر عليها ويحترم عاطفتها و هذا
اقل ما يمكن ان يقدمه لذكرى الحاج ، ترى هل ستكون هدية
الحاج السبب لتتغير زينب؟؟

رن هاتف مقداد ، كانت العمه ، رحب بها بحب ، قالت له انها استطاعت ان تقنع زينب بالسفر ، وانها تريد ان تدعوهم
هما الاثنين في منزلها على العشاء ، اغلق مقداد الهاتف ،
تنهد بعمق ، كان طيلة حياته مسالما يبتعد عن المشاكل ، كان يكره المواجهات العنيفة ، ولم يكن يعلم ان القدر يخبئ له
اعظم المواجهات مع قلبه ، امسك هاتفه ، فتح ملف الصور صورة زينب ، التقطها لها دون ان تدري ،ساهمه تطالع
التلفاز ، وهو في طرف الغرفة يرتب اوراق الحاج ، تأمل الصورة بحب ، عينيها العسليتين ، حبة الخال على خدها
الأيمن ، شفتيها المزمومتين وهي عادة تقوم بها عندما تركز
، كم تبدو مسالمه ، المس بطرف اصبعه الشاشة وكانه
يلامس وجنتها ، (زينب ، كم احبك) همس بصدق ،وقرر ان
يدخل المواجهة بكل قوة ،فزينب تستحق ان يحارب لأجلها لم يتفاجئ مقداد ببرود زينب على العشاء ، تعمد ان يحدثها
، وتعمدت ان تتجاهله ، مباره من طرف واحد ، والعمه
بينهما تتأمل اصرار مقداد وعناد زينب ، في النهاية ، همست
( زينب هل انت مستعده ، السفر يوم الخميس كما تعلمين؟ )،