الطريق إلى التوبة
6.1K subscribers
10.2K photos
388 videos
243 files
5.34K links
قد تركتُ الكُلَّ ربّي ماعداك
ليس لي في غربةِ العمر سِواك...
حيثُ ما أنتَ فـ أفكاري هُناك..
قلبي الخفاقُ أضحۍ مضجعك..
في حنايا صدري أُخفي موضعك..

اي استفسار او ملاحظة ارسلها حصرا على هذا البوت

@altaubaa_bot

فهرس القناة
https://t.me/fhras_altauba
Download Telegram
الطريق إلى التوبة
Photo
#خطوات_الاجنحة
#الحلقة2

دخلت زينب غرفتها ، رمت حجابها بغيض فتناثرت
خصلات شعرها ثائره كصاحبتها ، تمعنت بالمرآه ، وهي
تتمنى لو تهشمها ، رن هاتفها ، لقد وصلتها رساله ، فتحتها
(تصبحين على خير ، هذا رقمي ، مقداد) رمت الهاتف
بغضب ، ليلتها لم تستطع النوم ، كانت تتقلب على جمر
الرفض والغضب ، ولا يطفئ لهيب جمرها الا وجه والدها
الحبيب وفرحته بها ، لم يخرجها من شجونها الا صوت
المؤذن ينادي لصالة الفجر ، قامت متثاقله ، منهكه ،
توضأت ووقفت امام رب العالمين ، بثته شجونها ، مخاوفها
، احباطها ، ركعت وسجدت ودموعها تبلل سجادتها ، رفعت
كفين مرتجفين ، سألت الله تعالى ان ينير لها دربها ، ان
يخرجها من هذه الحيرة ، لم تتجرأ ان تطلب من الله ان
يرزقها حب مقداد ، بدت مترددة تجاه هذه الدعوة ، شيء في
روحها كان يتهيب ان يشارك هذه العاطفة مع هذا الانسان ،
امسكت مسبحتها وبدأت تردد تسبيح الزهراء عليها السلام

الله اكبر الله اكبر الله اكبر ، بدأت تشعر بخدر يسري في
اطرافها ، الحمد لله الحمد لله الحمد لله ، استندت على طرف
كرسي بغرفتها واغلقت جفنيها بإنهاك ، سبحان الله سبحان الله سبحان الله ، اقتربت من اكمال دورة المسباح ، ومع آخر حبة ، استسلمت لنوم عميق ، لعلها تستيقظ منه على الفرج.
تتالت الايام رتيبة ، ما بين دعوات مقداد التي تتهرب منها ،
وما بين زياراته لمنزلها ، كان والدها يرحب به بحب ،
يحتضنه كأنه ولده ، ويقبل مقداد رأسه كأنه والده ، كثيرا ما فاجأتهما يتحدثان سرا ويصمتان عند دخولها ، ادهشتها هذه
العلاقة بينهما ، المضحك ان والدها كان يوصيها بمقداد خيرا
، لا العكس ، وكان هذا يثير غيظها ويشعل نار غضبها .كان والدها يصر ان يتم الزفاف قريبا ، خاصة ان شهر محرم
على الابواب ، وكانت زينب تتهرب وتضع الاعذار ، ولكن رغبة والدها كانت نافذه ، قرر ان يتم زفافهما بعد عيد
الاضحى ، وبدأت التجهيزات على قدم وساق ، ولكن ما لم
يحسب الحاج ابراهيم حسابه وقع ، يومها كانت زينب في
ُ المنزل ، تشاهد التلفاز ، دق الجرس ، ونادتها الخادمة ان السيد مقداد على الباب ، تململت ، وقامت اليه ، همست نعم
( ، قال )ارتدي حجابك وعباءتك وتعالي معي (، يا لجرأته ، ارادت ان ترد عليه ولكن تهدج صوته وغيمة الحزن التي
علت وجهه جعلتها تتوقف ، رددت بتوجس)

ماذا حدث؟؟
نظر للحائط وهمس عمي الحاج ، تعب قليلا ونقلناه
الى المستشفى
كاذب انت يا مقداد همست وهي تهرول
لغرفتها ، كانت تعرف جيدا ان من لا ينظر لعينيك كاذب

مقداد يكذب ،لأول مرة يبعد عينيه عن عينيها ، مقداد يكذب،
ماذا حدث لوالدها
كالمجنونة ارتدت ثيابها، ولحقت بمقداد الذي التزم الصمت
وهو يندفع بسيارته كالمجنون.
انها النهاية( همس الطبيب، )لقد تحمل الحاج الكثير، كان
قويا ولكنها النهاية التي لا مفر منها، والدها يحتضر، انه الداء الخبيث، والدها بالمرحلة الاخيرة منه، كيف لا تعلم
؟؟كيف استطاع ان يخفي عنها ذلك الخبر؟؟ هل لهذه الدرجة
هي بعيدة عنه ولم تشعر به؟؟ انهارت باكيه ، نشيجها يمزق
القلوب ، يوم توفت امها كانت طفله لا تعرف معنى رحيل
الام ، ولكن اليوم الوضع مختلف ، اليوم تفقد امها وابيها
وصديقها ومعتمدها ، بكت بألم ، ولم تشعر الا بكف مقداد يمتد ليلامس كتفها
مواسيا ، انتفضت بغضب ، انتشلت نفسها
بعيدا عنه وصرخت فيه(انت السبب ، دخلت حياتنا فكنت
شؤما علينا ، ليتني لم اعرفك ، ليتني لم اعرفك ) ، نظر لها
مقداد بثبات ، انفرجت شفتيه وكأنه يريد ان يقول شيئا ، لكن
سرعان ما ادار وجهه وابتلع كلماته ، تاركا اياها تصارع
احزانها وغضبها .لم تكن الايام التي تلت انهيار الاب ، الا
عدا تنازليا لوجوده في هذه الحياة ، افاقات قصيره ، تتبعها
غيبوبة طويله ، بالطبع تأجل موعد الزفاف ، ولم تدر زينب
هل تشكر الله ام تبكي ظيما وقهرا ، دخل محرم بأحزانه ،
ولأول مرة تكتفي زينب باستماع المجالس من جهاز التلفاز ،
لم تحضر زينب المجالس الحسينية ، هذه المجالس التي لم
تتغيب عنها حتى وهي في اوروبا ، كانت تبحث عنها وتلتزم حضورها ، اما هذا العام الوضع تغير ، فمنذ سقوط والدها

وهي ترافقه بالمستشفى ، تتلمس لحظات وعيه زادا للأيام
القادمة ، تخشى ان تتركه فتفر روحه دون وداع ،كان
الخطيب بالتلفاز يهتف يا حسين ، فتختلط دموع الحزن
والرهبة والخوف على خديها ، حزنا لمصيبة ابا عبد الله الحسين عليه السلام وخوفا على هذا الاب الحنون المريض
المتألم ، وعندما يردد الخطيب امن يجيب المضطر ويكشف
السوء ، ترفع كفيها ترجو الله ان يكشف السوء عن ابيها ،يشفيه فهو الشافي المعافي ، وعند باب الغرفة كان مكان
مقداد ، الذي لم يفارقهم للحظه ، لم تكلمه منذ لحظة الهجوم
العاتي ، ولم يكلمها هو الاخر ، اكتفى برعايتها من بعيد ،
واستقبال الزائرين والاعتذار لهم عن صعوبة دخولهم لعيادة
المريض ، ثم يدخل بعد رحيلهم ويخبر زينب ان فالنا زار
والدها ، فتهز رأسها وتدسه بكف والدها